لنتخيل لو كنا نستيقظ من النوم في الصباح بعد نوم عميق لمدة لا تقل عن سبع ساعات، نكون قد حصلنا على نوم متواصل لا ينغصه شيئا، نستيقظ بشعور من الحيوية والنشاط، حركة الامعاء طبيعية ومنتظمة، نتطلع الى وجبة الافطار كما نتطلع الى سائر الوجبات بفارغ الصبر ونتمتع بتناولها. وظيفتنا اليومية، مهما كان نوعها، ممتعة ولا تثقل كاهلنا بالرغم من اقترانها بالتعب الجسدي الطبيعي. لنتخيل الحياة بدون صداع ولا آلام، لا عسر هضم ولا شعور بالاحباط والتوتر، ولنتخيل جسم مليء بالنشاط والحيوية، بشرة لا يشوبها شائب وشعر يفيض باللمعان والصحة.
خيال جميل يمكن ان يتحقق بسهولة لو ان اجهزتنا تعمل بالاسلوب التي خلقت لتعمل به، بلا وهن ولا خلل بعيدا عن الضغوطات والسموم. ان هذه الحالة المثالية تعني اننا لن نضطر ان نعيش حياتنا كلها "كالمرضى الوقوف" أولئك الذين لا يشكون من مرض عضوي يلزمهم الفراش، الا انهم لا ينعمون بالصحة.< />
لماذا لم نعد نشعر بالحيوية والنشاط؟
تحت تأثير التلوث الشامل والسموم اللذان نحيا فيهما ومعهما، وتحت وطأة الضغوطات المتزايدة التي لا يجد جسمنا مفرا من مجابهتها والتي تسعى اجهزتنا جاهدة لمقاومتها او للتكيف معها، يصل جهاز المناعة في اجسامنا الى حالة من الاجهاد تمنعه من العمل على اكمل وجه لدرء الامراض عنا.
ان جهاز المناعة لا يستطيع العمل بكفاءة الا اذا توفر له امرين:
الاول ان يتمكن الفرد منا من التخلص من وطأة المشاكل اليومية التي تواجهه بنجاح،
الثاني ان تقوم كافة اجهزة الجسم بدعم جهاز المناعة ومساندته عن طريق قيامها بوظائفها على أكمل وجه.
ولكن كيف يتم ذلك وكل ما حولنا ينذر بكارثة بيئية؟ يجب ان لا نيأس، فان الصحوة البيئية والثورة الخضراء اللذان باتا ينتشران بقوة على المستوى العالمي، كفيلان باعادة احياء كوكبنا وذلك عن طريق استخدام الابداع التكنولوجي الذي تسبب في تلوث بيئتنا في المقام الاول.< />
نحتاج الى رعاية صحية من نوع جديد
السموم التي تحيط بنا والتي نقصدها هنا ليست مقصورة على مادة السم بالمفهوم الحرفي للكلمة. انها تلك العناصر في بيئتنا التي يمكن ان تكون ضارة، غير صحية وقاتلة في بعض الاحيان. انها تشمل محيط عملنا اذا كان محبطا، حياتنا في منزلنا اذا كانت مفككة، العلاقات الانسانية الفاشلة، العادات الاجتماعية السيئة اضافة الى انماط حياة غير متوازنة نحياها بلا تخطيط ولا وعي.
نضيف الى ذلك الاخطار التي تهدد صحتنا في بيئة خلقناها بانفسنا تحت وهم اننا نقوم بتطويرها. لم ننجح الا بخلق آثار تؤدي الى تدمير خلايا جسمنا، وتجرنا نحو امراض عضوية نابعة اساسا من التوتر، الاجهاد، الاضافات الكيميائية في الاطعمة، تلوث مياه الشرب، النشاط الاشعاعي، تدني نوعية الهواء الذي نستنشقه وغيرها من التغييرات التي وجدنا انفسنا نحيا معها.
كل هذه الاخطار مجتمعة جعلتنا نبحث عن نوعا جديدا من الرعاية الصحية، فبدأنا نبحث في اوراقنا القديمة عن وسائل علاج غطاها تراب الزمان.< />
الرعاية الصحية الوقائية
بالرغم من تنوع وتعدد وسائل العلاج المتاحة في يومنا هذا، الا ان وسائل الوقاية من الامراض تكاد تكون نادرة. لماذا علينا انتظار حدوث المرض لنبدأ بالتفكير في العلاج؟ لماذا لا نقي اجسامنا من مشاكل عديدة عن طريق اتباع طرق الوقاية من الامراض؟
المحافظة على التوازن الداخلي للجسم هو الخطوة الأولى في هذا الاتجاه، اذ ان توفير التوازن الداخلي يساعد جهاز المناعة على العمل بكفاءة.
لا بد لنا من ان نهتم بالعالم من حولنا، لا بد ان نشجع ونصر على الاهتمام بكوكبنا وبيئتنا لأن كل ما يحيط بنا يؤثر في نهاية المطاف على صحتنا وصحة ابنائنا. لا بد لنا ايضا من اعادة السيطرة على حياتنا. لا بد لنا من تغيير نمط حياتنا بالرغم من صعوبة تنفيذ ذلك، لا بد من خلق الوقت لممارسة الرياضة، الاهتمام بكل ما ندخله في افواهنا وافواه اطفالنا، اللجوء الى انشطة مريحة للأعصاب والى كل ما هو طبيعي. لا شك اننا سنحتاج الى ارادة من حديد لقلب حياتنا راسا على عقب، ولكن اذا كان هذا التغيير هو الى الافضل الا يستحق منا المحاولة؟< />
منقـــــــــــــــــــــــول
كنز الشرق @knz_alshrk
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
a7la bent
•
مشكووووووووووووره كلام رائع....:27:
الصفحة الأخيرة