*** حنيــــــــن البلابل ***
*** حنيــــــــن البلابل ***
عندما تبرق في الأفق نجمة الفجر الماسية مودعة القمر الآفل بحزن وهو يلملم أشعته الفضية .. أراقب الكون وهو يولد مع فجر جديد بسحر عميق .. بلون الحياة ... بشعاع نور يعلمنا بأن الحياة بدأت تزيح عن كواهلنا ستارا قاتما من الظلمة ... فينبعث الأمل في قلبي الصغير .. وأتسلل بهدوء إلى شجرة الليمون المطلة على نافذة تلك الصبية الحسناء حيث أصفق بجناحي ثم أقف هناك بوقار لأنشد لصديقتي أعذب الألحان .. وأغني للأرض .. للأشجار .. لنسائم الهواء للأطيار .. أحكي قصتي على هذه الأرض الطيبة .. وقصة أجدادي الذين حلقوا بسعادة في سماء الحرية .. فتستيقظ حبيبتي الوحيدة على نغماتي الشجية .. تأتي إلي تراقبني بشغف وتلقي علي التحية ..
لم تك تعرفني في البداية .. فقد كانت تحط هنا بلابل وعصافير كثيرة.. لكنهم لم يلبثوا و أن رحلوا عندما رأوا هذه الصبية كئيبة حزينة .. لا يروق لها التغريد ولا تطربها ألحان العصافير .. ولأن سماء هذه البلاد لا أمان لها .. فدائما تمطر بالوبال وبالشرر الأسود المميت ..
كنت أنا المخلوق الوحيد الذي استطاع أن يخرجها من عزلتها فكما بدت لي فهي تسكن وحدها لا أنيس ولا قريب .. لا صديق ولاحبيب ..
أنا البلبل الوحيد الذي زرع السعادة في نفسها وتجرأ على اقتحام عزلتها ودخول غرفتها ..
كان أول لقاء لنا عندما كنت هاربا من سجني الذهبي المزعج في مستوطنة يهودية قريبة من هنا ..
رغم أنهم كانوا يدللونني في ذلك البيت المظلم .. ويحرصون على تقديم أشهى الطعام لي إلا أنني لم أطق حياتي معهم .. كيف يجرؤن ؟؟؟ سرقوا الأرض .. أهلكوا أهلها .. والآن .. بوقاحة شديدة يسمحون لأنفسهم بسجن طيورها .. لا و ألف لا .. لن أبقى معهم .. نعم لقد فررت عند أول فرصة للهرب ووجدت شجرة الليمون هذه أمامي ..فحططت رحالي عندها .. وتنشقت أول نسائم الحرية .. ولما رأيت أرضي الحبيبة قد تغير حالها إلى دمار ...
تذكرت ماضي و آلامي .. تذكرت غربتي و أحزاني ورحت أنشد معزوفتي الحزينة الخارجة من عمق الأسى أواسي بها نفسي و أعلل بها أحزاني .. ولم أك أعلم أني أواسي قلبها .....
فاجأتني عندها حينما انفجرت ببكاء مرير .. دام طويلا .. رمقتني بأسى ..
وبعدها مسحت دموعها و أغلقت نافذتها ورحلت ..
أثارت فضولي تلك الفتاة .. فوقفت على طرف النافذة وسمعت صوتا جميلا لم أسمع مثله من قبل .. كانت ترتل آيات من كتاب الله فرحت أردد معها بتغريدي المتواضع .. فمنذ زمن طويل لم أسمع تلاوة للقرآن ..
التفتت لي وابتسمت أخيرا .. فتحت نافذتها من جديد .. لتسمح بانسجامي مع روحها ...ورحنا معا في رحلة جميلة من الصفاء والبوح الرقيق لمشاعرنا الجريحة الهائمة .............
يتبع
12
885
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
نــــور
•
بارك الله بك وحفظك لنا أيتها البحور
******************************
شعور ما انتابني عند رؤيتها .. لقد أحببتها .. لا لا بل عشقتها .. وأصبحت ملازما مكاني على شجرتها أخفف عنها أحزانها التي أجهلها وتؤنسني بحكايتها الجميلة التي كانت ترويها لي رغم حزنها .. وبتلاوتها العطرة من صوتها الشجي لكتاب الله .. وبأناشيد البطولة التي كانت تترنم بها ......
وعلى دفتر وردي كانت تدون يومياتها .. وكم تساقطت على الأوراق دموع منعتني أن أفهم لغزها ....
كل ما عرفته عنها أنها فتاة جميلة متفوقة في دراستها .. تعمل في النهار وتدرس في الليل لتكسب قوتها .. رأس مالها عزتها وعفافها .. هي فتاة عصامية مات عنها جميع أهلها .. وخلفوا لها هذه الغرفة الصغيرة في أقصى المدينة كي تؤويها .. رحلوا هم .. وبقيت هي وحيدة ترقب من يؤنسها ....وقد أتيتها لأهب لها روحي إن كانت ستسعدها .. وكأن الله قد أرسلني سلوى لها .. ووضعها في طريقي كي أحبها و أغرد لها ............
البشر هذا اليوم يغطي ملامحها .. وسعادة الدنيا لا تتسع لها ... فتحت نافذتها وتنفست بعمق وقالت لي ..
يا بلبلي الحبيب .. سأزف لك بشرى جميلة .. غدا أنا عروس .. عروس حقيقية ..
فتحت خزانتها الخشبية البالية و أخرجت منها فستانا أبيضا جميل اللون .. وضعته على جسدها وراحت تدور بسعادة في أرجاء الغرفة ..
لم أعرف ما الذي قد انتابها .. فرحت أحلق فوقها بسعادة غامرة و أغرد أنشودة الفرح والحياة ...
توقفت فجأة .. أمسكت دفترها الوردي وراحت تكتب وملامحها الجدية لا تتبدل وسط فضولي الشديد لأعرف ما الذي يدور في رأسها ....
استيقظت هذا اليوم باكرا فتحت نافذتها لتبحث عني .. تقدمت بحب نحوها كي أشدو كعادتي معها .. إلا أنها داعبتني بإصبعها الرقيق وقالت لي ..
وداعا يا حبيبي .. سنلتقي يوما بإذن الله
ومضت ..........و بقيت أنا هنا وحدي بانتظار رجوعها.... ومرت الأيام و حزني يزداد لفراقها و الأمل يتلاشى في عودتها .. كيف تركتني يا حبيبتي .. كيف نسيتني .. هل هانت عليك محبتنا ؟؟ هل هانت عليك صحبتنا ؟؟ ألم تشتاقي لصوتي .. ألم يحركك يوما تغريدي ؟؟ آه ما أقسى الحب و ما أصعب الانتظار !! اشتقت إليك يا حبيبتي .. اشتقت إلى مبسمك العذب ووجهك الجميل الذي كان بحب يلوح لي ..اشتقت لأيام الصفاء قضيناها معا .... أين الوفاء الذي عهدته من صفاتك .. إلى متى سأنتظرك ؟؟
متى سيلوح لي منك وميض من نور ؟؟ لم لم تأخذيني معك ؟؟
ووسط حزني و آلامي .. لاحت لي فكرة مفاجئة ..
تذكرت الدفتر الوردي !!
دخلت غرفتها فوجدته مفتوحا على الصفحة الأخيرة .. تلك التي كانت تكتب بها
لابد و أنها قد كتبت سرها فيها ........
يتبع
******************************
شعور ما انتابني عند رؤيتها .. لقد أحببتها .. لا لا بل عشقتها .. وأصبحت ملازما مكاني على شجرتها أخفف عنها أحزانها التي أجهلها وتؤنسني بحكايتها الجميلة التي كانت ترويها لي رغم حزنها .. وبتلاوتها العطرة من صوتها الشجي لكتاب الله .. وبأناشيد البطولة التي كانت تترنم بها ......
وعلى دفتر وردي كانت تدون يومياتها .. وكم تساقطت على الأوراق دموع منعتني أن أفهم لغزها ....
كل ما عرفته عنها أنها فتاة جميلة متفوقة في دراستها .. تعمل في النهار وتدرس في الليل لتكسب قوتها .. رأس مالها عزتها وعفافها .. هي فتاة عصامية مات عنها جميع أهلها .. وخلفوا لها هذه الغرفة الصغيرة في أقصى المدينة كي تؤويها .. رحلوا هم .. وبقيت هي وحيدة ترقب من يؤنسها ....وقد أتيتها لأهب لها روحي إن كانت ستسعدها .. وكأن الله قد أرسلني سلوى لها .. ووضعها في طريقي كي أحبها و أغرد لها ............
البشر هذا اليوم يغطي ملامحها .. وسعادة الدنيا لا تتسع لها ... فتحت نافذتها وتنفست بعمق وقالت لي ..
يا بلبلي الحبيب .. سأزف لك بشرى جميلة .. غدا أنا عروس .. عروس حقيقية ..
فتحت خزانتها الخشبية البالية و أخرجت منها فستانا أبيضا جميل اللون .. وضعته على جسدها وراحت تدور بسعادة في أرجاء الغرفة ..
لم أعرف ما الذي قد انتابها .. فرحت أحلق فوقها بسعادة غامرة و أغرد أنشودة الفرح والحياة ...
توقفت فجأة .. أمسكت دفترها الوردي وراحت تكتب وملامحها الجدية لا تتبدل وسط فضولي الشديد لأعرف ما الذي يدور في رأسها ....
استيقظت هذا اليوم باكرا فتحت نافذتها لتبحث عني .. تقدمت بحب نحوها كي أشدو كعادتي معها .. إلا أنها داعبتني بإصبعها الرقيق وقالت لي ..
وداعا يا حبيبي .. سنلتقي يوما بإذن الله
ومضت ..........و بقيت أنا هنا وحدي بانتظار رجوعها.... ومرت الأيام و حزني يزداد لفراقها و الأمل يتلاشى في عودتها .. كيف تركتني يا حبيبتي .. كيف نسيتني .. هل هانت عليك محبتنا ؟؟ هل هانت عليك صحبتنا ؟؟ ألم تشتاقي لصوتي .. ألم يحركك يوما تغريدي ؟؟ آه ما أقسى الحب و ما أصعب الانتظار !! اشتقت إليك يا حبيبتي .. اشتقت إلى مبسمك العذب ووجهك الجميل الذي كان بحب يلوح لي ..اشتقت لأيام الصفاء قضيناها معا .... أين الوفاء الذي عهدته من صفاتك .. إلى متى سأنتظرك ؟؟
متى سيلوح لي منك وميض من نور ؟؟ لم لم تأخذيني معك ؟؟
ووسط حزني و آلامي .. لاحت لي فكرة مفاجئة ..
تذكرت الدفتر الوردي !!
دخلت غرفتها فوجدته مفتوحا على الصفحة الأخيرة .. تلك التي كانت تكتب بها
لابد و أنها قد كتبت سرها فيها ........
يتبع
تابعي يا نور....
فلقد أثار تغريد البلبل حنيني وشجوني
و نريد ان نعرف لمن زفت عروسنا الغرة
وإن كان في داخلى ظن.... كعهدي بكتاباتك
فلقد أثار تغريد البلبل حنيني وشجوني
و نريد ان نعرف لمن زفت عروسنا الغرة
وإن كان في داخلى ظن.... كعهدي بكتاباتك
نــــور
•
أختي حورية البحر
شكرا للمرور و التشجيع
ليل وغربة ومطر
حسن ظنك يحفزني للإتيان بالأفضل
بارك الله بك
شكرا للمرور و التشجيع
ليل وغربة ومطر
حسن ظنك يحفزني للإتيان بالأفضل
بارك الله بك
الصفحة الأخيرة
في انتظارك يا نور :26: