عذراءُ شاحبةُ الملامحِ
تنزِفُ الصَّمتَ العميقْ
لِتذوبَ في غَبَشِ الطَّــريقْ !

لاشيءَ أقسى من مخاضات الشعور
حينَ ينطفيءُ الكلام
وتجوسُ أحْرفهُ متاهات الظّلام
توهى تساءلُ: أينَ نافذة العبورْ؟
من أينَ أغْترفُ انهمارات الحنين؟
لِتُذوِّبَ الصَّمتَ الجليدِ على السُّكون؟

حيرى ! تحوّطني المواجعُ كالسوارْ
ظمأى ! وأبحثُ في فيافي الإنتظار
جوعى ! وهل للجوعِ غيرُ الإنكسارْ؟
مادامَ لنْ تلقاهُ نشوى الإنهمــــار؟!

ياقلب ! لاتحلمْ خريفُ الوقتِ آذنَ ..بالعبورْ
ومضى يُسمِّرُ كلَّ أبوابِ الشّـــعورْ
ومضى ليقْترِفَ السُّــكوت
ويُداهمَ البــوحَ العسير
ويأسرُ القلبَ الكبيـــر
ويأمرَ الحرفَ المُحيَّــرِبينَ أروقَةِ المشاعرِ
أنْ يموتْ !

وليْ مع القلبِ المُعنّـــى كلَّ وجعٍ قصَّة
تقتاتني ..
وتُحيلني
أفواهَ صحـراءٍ على عطَشٍ .. تنامْ
وتظلُّ تحلــمُ في انتظارِ الإرتواءْ
من غيمــةٍ ذابتْ بسانحة الضياءْ
ياقلب ! كُفَّ عن الرَّجــــــاءْ
هلْ يرتوي الظمآنُ من شفَــةِ السَّرابْ ؟!
أم هل يعودُ الفَقْدُ .. من حُضنِ الغيابْ؟!