خصلاً من شعرك الحريري يهزه الهواء ومشية متكسرة تنادي العيون والقلوب !!
يا من سرت محبتها في عروقي حتى نبض قلبي بحبها وانشغل فكري بأمرها ومصلحتها ، مالي أرى هذه الهيئة الفاتنة المخزية ؟ ما لي أرى هذه العيون الجميلة تطل من فتحات نقابك الواسع كأنها تعانق العيون من حولها ؟ مالي أرى قداً ارتسمت تفاصيله من خلف عباءة شفافة قصيرة ملقاة على كتفيك بغرور ؟ ومالي أرى خصلاً من شعرك الحريري تنساب من تحت ما أمسيته طرحه يهزه الهواء يمنة ويسرة بإغراء … بل مشية متكسرة تنادي العيون والقلوب وصوت مدلل وضحكات ناعمة تلقيتها هنا وهناك لتخطفي بها الألباب ؟
أهذه أنت أيها المسلمة العزيزة العفيفة الطاهرة تظهرين بهذه الصورة التي ذكرت وأنت من ننتظر منها الكثير ؟
أختاه …
في الوقت الذي ننتظر منك الاضطلاع بهموم الدعوة ونشر العقيدة الصحيحة بين الناس ، وفي الوقت الذي نظنك تعدين نفسك لخدمة البشرية وتربية النشء ، وفي الوقت الذي يفترض أن تسيري على درب الهدى قدوة صالحة لمن سواك ، وفي الوقت الذي تكالبت فيه الجراحات عل الأمة حتى أدمتها ، وتكاثرت دعوات التغريب وانتظرنا منك وممن سواك أن تمد يدها لتنتشل الأمة مما هي فيه وتكون على ثغرة من ثغور الإسلام ، أقول في هذا الوقت بالذات تخرجين للرجال في الأسواق والطرقات بهذه الصورة المثيرة الملفوفة بأعطر العطور وأزكى الروائح لتضيعي وتضيعي الأمة معك ، والرسول صلى الله عليه وسلم كان يخاف فتنتك على أمته لعلمه بخطورتك عليهم .
فتكونين أختي المسلمة الخنجر الذي ينغرس في الظهر ، ويأتي علي حين غفلة ، ومن مأمنه يؤتى الحذر .
أختي الغالية :
أما تقرئين الآيات والأحاديث وفتاوى علماء المسلمين ؟ أما قرأت قوله عز وجل : { يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن } ، أما قرأت قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم " صنفان من أهل النار لم أرهما ، وذكر أحد الصنفين " نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها " ، ، أما سمعت عن أمهات المؤمنين والصحابيات ولنا فيهن قدوة في احتشامهن وسترهن وصون أنفسهن عن الذلل والبعد عن مواقع الريب ؟ أما وصلتك فتاوى علمائنا الأفاضل وشيوخنا الأجلاء في حكم هذه العباءات المزركشة وهذه الموضات الوافدة ؟
أم أنك سمعت بكل هذا ولكنك تصرين على الذنب متناسية { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم } ، متجاهلة أن الصغيرة تكبر مع الإصرار ومعظم النار من مستصغر الشرر ، وإذا كان هذا هو حالك فلا أملك إلا أن أتمثل قول الشاعر :
إن كنت لا تدري فتلك مصيبة 000000 وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم
أختي الأثيرة :
يا هداك الله ، ماذا تستفيدين من الخروج بهذه الصورة المزخرفة ؟ ، ليقال عنك جميلة ؟ وإن قيل عنك جميلة وفاتنة فماذا يغني عنك ذلك عذاب الله يوم تندمين في وقت لا ينفع فيه الندم { يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله } .
أم لتسرقي نظرات الإعجاب وعبارات الغزل وهمسات العشاق وأنين المحبين ؟ أواه يا أخيتي ، إنه والله لا يشعرك إلا بالخزي والمهانة والمذلة عندما يتطاول عليك شاب بلفظ قبيح أو يرمي أحدهم عليك رقم هاتفه أو يعترض طريقك مبتسماً مهمهماً بعبارات الغرام ، إنه والله العار بعينه عندما يعتبرونك سلعة معروضة رخيصة مهينة إلى هذه الدرجة حتى يجترؤوا عليك وعلى اللعب بك والاستخفاف بمشاعرك وتسخيرك لتلبية نزواتهم وشهواتهم الحيوانية .
إذن لماذا تلبسين هذه الحجاب إن صحت تسميته بالحجاب ؟ أتظنينه يعني المدنية والتطور ؟
إن المدنية والتطور هما في العلوم النافعة والأبحاث القيمة والاختراعات الحديثة ، أما الهراء والسخف الذي ترينه فهو قمة التخلف ، لأنه عودة إلى القديم البالي وهو السفور والعفن ، وترك للحديث النافع ممثلاً بالاحتشام والاحتجاب الكامل عن الرجال والأجانب .
أتلبسينه مجاراة لزميلاتك وقريباتك ؟ تذكري قوله تعالى : { الإخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين } ، وثقي أنه لا يوجد أحد في هذا العالم كله يستحق أن يحابي ويجاري على حساب الدار الآخرة والنار التي { وقودها الناس والحجارة } فالعقوبة عظيمة مهولة لا تجعل أي مخلوق كائناً من كان بمستوى التضحية .
أم تلبسينه لأنك تشعرين أنه أسهل من لبس الحجاب الكامل ؟ وما ذاك ظني بك يا فتاة الإسلام ، أن ترمي عباءتك على كتفك متكاسلة عن رفعها على رأسك ، وإن ظننت أنك سلكت السبيل السهل في الدنيا فأنت تسيرين في الدرب الوعر في الآخرة .
أختي العزيزة :
لعلك تتساءلين الآن : كيف لي أن أعود إلى عباءتي القديمة ، بعد أن ألفت العباءة المتبرجة والهيئة السافرة وعرفني بها الناس ، بل كيف سأواجه الزميلات بعد التجديد ، وكيف سأحتمل سخريتهن وتعليقاتهن ؟
بكل حنان أقول : اضربي بكل المعوقات عرض الحائط ، فليقل الناس أنك عدت للتخلف أو أنك " موسوسة " ، أو " مطوعة " ، ليقولوا ، وليضحكوا ، وليسخروا ، لكنهم أخيراً لا بد أن يصمتوا ويفكروا ، ثم يبكوا ندماً على ما فات .
عودي إلى عباءتك الساترة ، لفي جسمك بها " حرمه الله على النار " ، وارفعيها على رأسك واحكمي غطاء وجهك واخرجي من بيتك لا عطور ، بلا غرور ، بلا سفور … .
عودي إلى عباءتك الساترة ، لعل في عودتك إليها دعوة صريحة لكل متبرجة أن تعود مثلك إلى الله وتعلن توبتها وتدعوه أن يغسل حوبتها .
عودي إلى عباءتك الستارة فلعلك أول العائدات ، ولعلك طليعة جحافل التائبات .
عودي إلى عباءتك الساترة لتعلني للعالم كله أنه مهما جهل المسلم وابتعد ففي داخله بذرة لا بد أن تنمو يوماً .
عودي إلى عباءتك الساترة لتقر أعيننا بك وتفرح قلوبنا بعودتك فلطالما تألمنا لبعدك ، ولطالما بكينا لحالك ، ولطالما تعذبنا للباسك …
عودي فما سطرت رسالتي هذه إلا لتعودي ، فلقد خرجت كلماتي والله من القلب ، واسأل الله أن تقع في القلب ، فلقد كتبتها بدمي ودموعي داعية الله لك من كل قلبي ، أن يهديك لتعودي .
رسالة من فتاة طلبت مني نشرها جزاها الله خيرا .
---
منقول
هذا الموضوع مغلق.
أصبح الحجاب في يومنا هذا مدعاة للألم والأسى على حال المسلمات ... فالبنطتال يلتصق بجسدها ويفصله ويبالغ في تفصيله .. والبدي كذلك ... والطرحة على الرأس حصل عليها تخفيض فما عادت تغطي الرأس ولا تكفيه فأصبح نصف الشعر خارجها والصدر كله عاري ...
fahad
•
السلام عليكم
جزاك الله خيرا أخي الحبيب أبو الحسن
وجعلها الله في موازين حسناتك
أخي اني احبك في الله
نعم انا مع اقتراح الاخت ام يحي في الطبع والتوزيع
جزاك الله خيرا أخي الحبيب أبو الحسن
وجعلها الله في موازين حسناتك
أخي اني احبك في الله
نعم انا مع اقتراح الاخت ام يحي في الطبع والتوزيع
الصفحة الأخيرة
جديرة بأن تطبع وتوزع وهذا ما سافعله انشاء الله لعل الله أن يهدي بها .