
النونو فيروز
•
ربطات شعر للبنوتات





+5






كيف تربين طفلك بغير صراخ
يشير الخبراء إلى أن الضغوط تسهم في تحويل المشكلة الصغيرة إلى قضية كبرى إذ ربما تثور الأم لمجرد أن طفلتها رفضت ارتداء بيجامتها مع أن هذا التصرف يعد طبيعياً لمن هم في مثل سنها.
فقبل أن تلجئي مثلاً إلى صفع طفلك قولي لنفسك :"توقفي" بعد ذلك خذي نفساً عميقاً جداً وأخبري طفلك بأنك غاضبة جداً وتحتاجين إلى أن تهدئي روعك. ويمكنك مثلاً شرب كوب ماء وعندما تهدئين اشرحي لطفلك سبب غضبك بعد ذلك قدمي له حلاً منطقياً كأن تشرحي له أنه في حال لم يرتد البيجامة الآن فسوف تتأخران عن موعد قراءة القصة قبل النوم.
كما تشكو بعض الأمهات من طفلها الذي يمنعها من التحدث في الهاتف إذ تكثر طلباته في تلك اللحظة بالذات ويبدأ في البكاء وفي هذه الحالة يشير الخبراء إلى أنه من الطبيعي أن يصبح الطفل أكثر إلحاحاً عندما يلاحظ أن والدته تركز اهتمامها على شيء غيره لذا عندما يقاطعك طفلك اعتذري لحظة لمحدثتك، وبهذه الطريقة تعلمين ابنك كيفية احترام الآخرين ثم قولي له "أنا أتحدث في الهاتف سأنشغل عنك لمدة خمس دقائق وعندما أغلق الخط سنلعب معاً أو عانقيه إذا أمكنك وإذا شعرت بأنه أصبح مستاءً جداً فمن الأفضل لك أن تغلقي الخط لأن الصراخ والتهديد بالعقاب سوف يزيدان من قلق طفلك لهذا يرى الخبراء أن أفضل استراتيجيه لحل هذه المشكلة تكون من خلال الاستعداد لها. وذلك بأن تقومي قبل إجراء الحديث الهاتفي بتجهيز بعض الأشياء التي يمكن أن تُسليه وتلهيه مثل ورق الرسم مع أقلام التلوين ويمكنك أيضًا أن تضبطي منبهاً ليرن بعد مرور خمس دقائق من الحديث على الهاتف إذ يستحسن أن تحددي وقتاً معيناً لكل مكالمة لأنك بذلك تستطيعين أن تشرحي لطفلك أنك ستنهين مكالمتك عندما يرن جرس المنبه ويشدد الخبراء على ضرورة تهنئة الطفل على المجهود الذي بذله ليبقى هادئاً لأنك بذلك تفوزين
بثقته واحترامه.
وتلاحظ بعض الأمهات تعمُّد أبنائها عدم سماعها عندما تكون منهمكة جداً في القيام بالأعمال المنـزلية فتجد نفسها تكرر الطلب ذاته من دون أن تلقى أذناً صاغية مما يثير عصبيتها ويقول الخبراء إذا اعتاد الأطفال على أن تناديهم خمس مرات للجلوس مثلاً إلى المائدة سيعمدون إلى الانتظار حتى تناديهم للمرة السادسة لهذا السبب ينصح الخبراء بضرورة التصرف فوراً بعد توجيه النداء حتى يعرف أطفالك أنك حاسمة في طلبك وغير متساهلة، فمثلاً عند رفض طفلتك ارتداء بيجامتها اتركي ما بين يديك من أعمال وخذيها فوراً إلى غرفة النوم، لكن عليك عدم إصدار الأوامر المربكة أو غير المحددة كي لا يتحجج طفلك بعدم فهمها فبدلاً من أن تقولي لابنتك رتبي غرفتك من الأفضل أن تعلميها بضرورة ترتيب كتبها ثم أثني على عملها واشكريها.
يشير الخبراء إلى أن الضغوط تسهم في تحويل المشكلة الصغيرة إلى قضية كبرى إذ ربما تثور الأم لمجرد أن طفلتها رفضت ارتداء بيجامتها مع أن هذا التصرف يعد طبيعياً لمن هم في مثل سنها.
فقبل أن تلجئي مثلاً إلى صفع طفلك قولي لنفسك :"توقفي" بعد ذلك خذي نفساً عميقاً جداً وأخبري طفلك بأنك غاضبة جداً وتحتاجين إلى أن تهدئي روعك. ويمكنك مثلاً شرب كوب ماء وعندما تهدئين اشرحي لطفلك سبب غضبك بعد ذلك قدمي له حلاً منطقياً كأن تشرحي له أنه في حال لم يرتد البيجامة الآن فسوف تتأخران عن موعد قراءة القصة قبل النوم.
كما تشكو بعض الأمهات من طفلها الذي يمنعها من التحدث في الهاتف إذ تكثر طلباته في تلك اللحظة بالذات ويبدأ في البكاء وفي هذه الحالة يشير الخبراء إلى أنه من الطبيعي أن يصبح الطفل أكثر إلحاحاً عندما يلاحظ أن والدته تركز اهتمامها على شيء غيره لذا عندما يقاطعك طفلك اعتذري لحظة لمحدثتك، وبهذه الطريقة تعلمين ابنك كيفية احترام الآخرين ثم قولي له "أنا أتحدث في الهاتف سأنشغل عنك لمدة خمس دقائق وعندما أغلق الخط سنلعب معاً أو عانقيه إذا أمكنك وإذا شعرت بأنه أصبح مستاءً جداً فمن الأفضل لك أن تغلقي الخط لأن الصراخ والتهديد بالعقاب سوف يزيدان من قلق طفلك لهذا يرى الخبراء أن أفضل استراتيجيه لحل هذه المشكلة تكون من خلال الاستعداد لها. وذلك بأن تقومي قبل إجراء الحديث الهاتفي بتجهيز بعض الأشياء التي يمكن أن تُسليه وتلهيه مثل ورق الرسم مع أقلام التلوين ويمكنك أيضًا أن تضبطي منبهاً ليرن بعد مرور خمس دقائق من الحديث على الهاتف إذ يستحسن أن تحددي وقتاً معيناً لكل مكالمة لأنك بذلك تستطيعين أن تشرحي لطفلك أنك ستنهين مكالمتك عندما يرن جرس المنبه ويشدد الخبراء على ضرورة تهنئة الطفل على المجهود الذي بذله ليبقى هادئاً لأنك بذلك تفوزين
بثقته واحترامه.
وتلاحظ بعض الأمهات تعمُّد أبنائها عدم سماعها عندما تكون منهمكة جداً في القيام بالأعمال المنـزلية فتجد نفسها تكرر الطلب ذاته من دون أن تلقى أذناً صاغية مما يثير عصبيتها ويقول الخبراء إذا اعتاد الأطفال على أن تناديهم خمس مرات للجلوس مثلاً إلى المائدة سيعمدون إلى الانتظار حتى تناديهم للمرة السادسة لهذا السبب ينصح الخبراء بضرورة التصرف فوراً بعد توجيه النداء حتى يعرف أطفالك أنك حاسمة في طلبك وغير متساهلة، فمثلاً عند رفض طفلتك ارتداء بيجامتها اتركي ما بين يديك من أعمال وخذيها فوراً إلى غرفة النوم، لكن عليك عدم إصدار الأوامر المربكة أو غير المحددة كي لا يتحجج طفلك بعدم فهمها فبدلاً من أن تقولي لابنتك رتبي غرفتك من الأفضل أن تعلميها بضرورة ترتيب كتبها ثم أثني على عملها واشكريها.

ظمأ الأبناء يستجدي ندى الآباء
كيف لي أن أحضن أمي وأبي وإخوتي !؟
كيف أستطيع تقبيلهم! أريد أن يكون ما بيني وبين والِدَيَّ وإخوتي غيثاً مدراراً، وابلاً صيبا، يعمر قلوبنا بالحب والتواصل، إنني في حاجة إلى هذا التقارب، أريده واقعاً في أسرتي، فكيف الوصول إليه! إن الحياء يمنعني من تحقيقه وإن كنتُ شغوفة به.
العاطفة الحانية في الأسرة مدعاة للثقة بالنفس، هي بريد النجاح والإبداع لدى أفراد الأسرة، ولا يكون ذلك إلا بإشباع حاجاتهم النفسية، والفطرية، والفسيولوجية، وتأمين متطلبات نموهم، مع سلامة المقومات الأساسية لمعيشتهم, بحيث يكون أحدهم في حالة استقرار عاطفي، وتأقلم مع البيئة المحيطة به، مع التحرر من مشاعر الخوف والغربة والضعف التي قد تنشأ في نفسه لسبب هنا أو هناك.
إن أولادنا في حاجة لتوظيف همساتنا، ونظراتنا، ولمساتنا، وكلماتنا، وقبلاتنا، وابتساماتنا، وعناقنا، مع تهيئة أجواء الأسرة بالحب، والملاطفة، والألفة الجماعية، والعلاقة الحميمة بين الأبوين من جهة ، وبينهما مع الأولاد من جهة أخرى، مع تشجيعهم على التعبير عن مشاعرهم، واستقلالية شخصيتهم، لرسم مسيرتهم الواثقة، ولنحفظ عاطفتهم المتدفقة، فذاك من أهم الحاجات النفسية التي يحتاجونها، وهو أمر يجب إشباعه فيهم منذ مرحلة الطفولة الأولى, حيث مداعبة الطفل، وتقبيله، وضمِّه، وحمله، ثم تزداد هذه الجرعات العاطفية قبيل دخوله المدرسة, بصحبته حين زيارة الأقارب، أو الذهاب إلى المسجد، أو حين الاستجمام، وامتداحه عند أي عمل إيجابي يقوم به، وأما في مرحلة المراهقة، فتتأكد الحاجة إلى الري العاطفي، والأمن الأسري، وخصوصاً أن الشاب، أو الفتاة، أو الوالدين، يتحرَّجون من إظهار هذه العاطفة، مع الحاجة إلى إظهارها وتأكيدها.
فأفراد الأسرة المشبعة عاطفياً, أكثر أماناً وبعداً عن الانحراف الأخلاقي من أولئك الذين حُرِموا الحب، واستباحهم الفراغ العاطفي, حيث انعدام الأمن، وعدم الثقة بالنفس، وأمراض أكثر خطورة كالقلق، والانطواء، والتوتر، والاكتئاب، والأخطر من ذلك أن يبحث عن هذا الرِّي خارج الأسرة، فقد جاء في الدراسات الميدانية المتعلقة بالحرمان العاطفي أن معظم الإناث المحكوم عليهن بالسجن بسبب ارتكابهن سلوكيات منحرفة كانت أفعالهن تهدف إلى تحقيق أبعاد عاطفية أكثر بكثير من الحصول على منافع مادية, بحيث يصبح الحصول على الاستقرار العاطفي داخل أسرهن من الوالدين، أو الأشقاء أمراً غير ميسور لهن، وفي كثير من الأحيان قد يكون مستحيلاً.
إنها مسألة غاية في الأهمية، ومسؤولية ينبغي أن تُصرف إليها التفاتة الأبوين، وأن يعطياها حقَّها الكافي من التدريب والتنفيذ والعناية، فقد غَصَّتْ مواقع الاستشارات بأسئلة الآباء الذين تحَسَّروا على انحراف فلذات أكبادهم، والفتيات اللواتي أصبح الهم نديمهن، والشباب الذين تعثَّرت خطواتهم، والسبب الرئيس ( الجوع العاطفي ) في الأسرة.
ولكي نحقِّق ذلك ينبغي على الوالدين توطين أنفسهم لهذا الأمر، ومن ذلك:
1- الاستكثار من عمل الصالحات ، والصدقة ، والدعاء.
2- استصحاب الابتسامة، والضحكة، والبشاشة، والدعابة، أثناء الجلسات الأسرية، والحوارات المعيشية، والتوجيهات اليومية.
3- معانقة الأولاد ( ذكوراً وإناثاً )، وتقبيلهم ، والمسح على رؤوسهم، وعلى أكتافهم, عند التقائهم بعد غياب، أو عند تحقيقهم بعض النجاحات في حياتهم، أو في المناسبات العامة.
4- العمل على استشارة الأولاد في شؤون الأسرة، وخَصِّ بعضهم بشيء من أسرارها.
5- الإصغاء التام لحديث الأبناء ومداخلاتهم، مع إعطائهم هامش مناسب لإبداء مرئياتهم، أو عرض وجهة نظرهم دون خوف أو تردد، مع الثناء على الصواب منها.
6- مصاحبة الأم لابنتها، والأب لولده، في بعض الزيارات المناسبة، والخروج بالأسرة كاملة للاستجمام بين الفينة والأخرى.
7- وأخيراً: الكمال ليس من سمات البشر، فقد يقع من أبنائنا الخطأ والزلل، لذا فمن الأهمية بمكان للوالدين غض الطرف عن الأخطاء اليسيرة، والهفوات العابرة، مع احتواء المشاكل الطارئة، وعلاجها بهدوء وتؤدة، لكي لا تتطور إلى واقع غير محمود، ومن ذلك تَجَنُّب بصورة تامَّة، الضرب المؤذي، أو المفردات المُحَقِّرة، أو التأنيب والتوبيخ في حضرة الآخرين.
كيف لي أن أحضن أمي وأبي وإخوتي !؟
كيف أستطيع تقبيلهم! أريد أن يكون ما بيني وبين والِدَيَّ وإخوتي غيثاً مدراراً، وابلاً صيبا، يعمر قلوبنا بالحب والتواصل، إنني في حاجة إلى هذا التقارب، أريده واقعاً في أسرتي، فكيف الوصول إليه! إن الحياء يمنعني من تحقيقه وإن كنتُ شغوفة به.
العاطفة الحانية في الأسرة مدعاة للثقة بالنفس، هي بريد النجاح والإبداع لدى أفراد الأسرة، ولا يكون ذلك إلا بإشباع حاجاتهم النفسية، والفطرية، والفسيولوجية، وتأمين متطلبات نموهم، مع سلامة المقومات الأساسية لمعيشتهم, بحيث يكون أحدهم في حالة استقرار عاطفي، وتأقلم مع البيئة المحيطة به، مع التحرر من مشاعر الخوف والغربة والضعف التي قد تنشأ في نفسه لسبب هنا أو هناك.
إن أولادنا في حاجة لتوظيف همساتنا، ونظراتنا، ولمساتنا، وكلماتنا، وقبلاتنا، وابتساماتنا، وعناقنا، مع تهيئة أجواء الأسرة بالحب، والملاطفة، والألفة الجماعية، والعلاقة الحميمة بين الأبوين من جهة ، وبينهما مع الأولاد من جهة أخرى، مع تشجيعهم على التعبير عن مشاعرهم، واستقلالية شخصيتهم، لرسم مسيرتهم الواثقة، ولنحفظ عاطفتهم المتدفقة، فذاك من أهم الحاجات النفسية التي يحتاجونها، وهو أمر يجب إشباعه فيهم منذ مرحلة الطفولة الأولى, حيث مداعبة الطفل، وتقبيله، وضمِّه، وحمله، ثم تزداد هذه الجرعات العاطفية قبيل دخوله المدرسة, بصحبته حين زيارة الأقارب، أو الذهاب إلى المسجد، أو حين الاستجمام، وامتداحه عند أي عمل إيجابي يقوم به، وأما في مرحلة المراهقة، فتتأكد الحاجة إلى الري العاطفي، والأمن الأسري، وخصوصاً أن الشاب، أو الفتاة، أو الوالدين، يتحرَّجون من إظهار هذه العاطفة، مع الحاجة إلى إظهارها وتأكيدها.
فأفراد الأسرة المشبعة عاطفياً, أكثر أماناً وبعداً عن الانحراف الأخلاقي من أولئك الذين حُرِموا الحب، واستباحهم الفراغ العاطفي, حيث انعدام الأمن، وعدم الثقة بالنفس، وأمراض أكثر خطورة كالقلق، والانطواء، والتوتر، والاكتئاب، والأخطر من ذلك أن يبحث عن هذا الرِّي خارج الأسرة، فقد جاء في الدراسات الميدانية المتعلقة بالحرمان العاطفي أن معظم الإناث المحكوم عليهن بالسجن بسبب ارتكابهن سلوكيات منحرفة كانت أفعالهن تهدف إلى تحقيق أبعاد عاطفية أكثر بكثير من الحصول على منافع مادية, بحيث يصبح الحصول على الاستقرار العاطفي داخل أسرهن من الوالدين، أو الأشقاء أمراً غير ميسور لهن، وفي كثير من الأحيان قد يكون مستحيلاً.
إنها مسألة غاية في الأهمية، ومسؤولية ينبغي أن تُصرف إليها التفاتة الأبوين، وأن يعطياها حقَّها الكافي من التدريب والتنفيذ والعناية، فقد غَصَّتْ مواقع الاستشارات بأسئلة الآباء الذين تحَسَّروا على انحراف فلذات أكبادهم، والفتيات اللواتي أصبح الهم نديمهن، والشباب الذين تعثَّرت خطواتهم، والسبب الرئيس ( الجوع العاطفي ) في الأسرة.
ولكي نحقِّق ذلك ينبغي على الوالدين توطين أنفسهم لهذا الأمر، ومن ذلك:
1- الاستكثار من عمل الصالحات ، والصدقة ، والدعاء.
2- استصحاب الابتسامة، والضحكة، والبشاشة، والدعابة، أثناء الجلسات الأسرية، والحوارات المعيشية، والتوجيهات اليومية.
3- معانقة الأولاد ( ذكوراً وإناثاً )، وتقبيلهم ، والمسح على رؤوسهم، وعلى أكتافهم, عند التقائهم بعد غياب، أو عند تحقيقهم بعض النجاحات في حياتهم، أو في المناسبات العامة.
4- العمل على استشارة الأولاد في شؤون الأسرة، وخَصِّ بعضهم بشيء من أسرارها.
5- الإصغاء التام لحديث الأبناء ومداخلاتهم، مع إعطائهم هامش مناسب لإبداء مرئياتهم، أو عرض وجهة نظرهم دون خوف أو تردد، مع الثناء على الصواب منها.
6- مصاحبة الأم لابنتها، والأب لولده، في بعض الزيارات المناسبة، والخروج بالأسرة كاملة للاستجمام بين الفينة والأخرى.
7- وأخيراً: الكمال ليس من سمات البشر، فقد يقع من أبنائنا الخطأ والزلل، لذا فمن الأهمية بمكان للوالدين غض الطرف عن الأخطاء اليسيرة، والهفوات العابرة، مع احتواء المشاكل الطارئة، وعلاجها بهدوء وتؤدة، لكي لا تتطور إلى واقع غير محمود، ومن ذلك تَجَنُّب بصورة تامَّة، الضرب المؤذي، أو المفردات المُحَقِّرة، أو التأنيب والتوبيخ في حضرة الآخرين.

مراحل التربية الذهبية..
وكارثة «ما زال صغيراً»!
جهل الوالدين بالتربية
يجهل كثير من الآباء والأمهات التربية عامة والتربية الإسلامية خاصة، لذلك يلغون دور التربية تماماً، وينتظرون الصبي حتى البلوغ فيلزمونه بالصلاة، فإذا لم يصلَّ بدأت المشكلات بينه وبين والده، ويطلبون من البنت أن تحتجب عند بلوغها، وحين تمتعض الفتاة من الحجاب لا تجد أمامها سوى الضرب، مع أن التدرج والتربية من أكثر معالم السيرة النبوية والتربية الإسلامية وضوحاً. وأمر الأولاد بالصلاة لسبع قبل أن تفرض عليهم عند البلوغ، دليل واضح على أهمية والتربية والتدريب المبكر، من أجل ترسيخ السلوك الإسلامي عند الناشئة.
أهمية الطفولة المبكرة
تتجلى أهمية الطفولة المبكرة «مرحلة ما قبل التمييز، أو مرحلة ما قبل المدرسة» ، حين نعلم أن الطفولة الإنسانية أطول من أي طفولة في الكائنات الحية، كما تتميز الطفولة الإنسانية بالصفاء والمرونة والفطرية، وتمتد زمناً طويلاً يستطيع المربي خلاله أن يغرس في نفس الطفل ما يريد، وأن يوجهه حسبما يرسم له من خطة، ويستطيع أن يتعرف بإمكاناته فيوجهه حسبما ينفعه، وكلما تدعم بنيان الطفولة بالرعاية والإشراف والتوجيه، كانت الشخصية أثبت وأرسخ أمام الهزات المستقبلية التي ستعترض الإنسان في حياته.
وما يتربى عليه الطفل يثبت معه على مدى حياته، وما يحدث له في الطفولة المبكرة يرسم الملامح الأساسية لشخصيته المقبلة، فيصبح من الصعوبة إزاحة بعض هذه الملامح مستقبلاً سواء كانت سوية أو غير سوية، وتقول مارغريت ماهلر: «إن السنوات الثلاث الأولى من حياة كل إنسان تعتبر ميلاداً آخر. واتفق فرويد ويونغ وإدلر وألبورت «مدرسة التحليل النفسي» على أن السنوات الأولى هي مرحلة الصياغة الأساسية التي تشكل شخصية الطفل.
ولأن الله جعل الوالدين مسؤولين عن عقيدة الطفل فإنه جعل الطفل يتلقى من والديه فقط طيلة طفولته المبكرة، وجعله يرى والديه مثلاً أعلى في كل شيء حسن فلا يصدق غيرهما، وذلك ليحصن الله عز وجل الطفل من التأثيرات القادمة من خارج الأسرة في الطفولة المبكرة، كما جعل الله سبحانه وتعالى الطفل يعتمد على والديه في كل شيء خلال هذه المرحلة، وهذا يساعدهما على تنفيذ المهمة الموكلة إليهما.
التربية بالعادة
يقول الشيخ محمد قطب: ومن وسائل التربية التربية بالعادة أي تعويد الطفل على أشياء معينة حتى تصبح عادة ذاتية له، يقوم بها من دون حاجة إلى توجيه، ومن أبرز أمثلة العادة في منهج التربية الإسلامية شعائر العبادة وفي مقدمتها الصلاة، فهي تتحول بالتعويد إلى عادة لصيقة بالإنسان لا يستريح حتى يؤديها. وليست الشعائر التعبدية وحدها هي العادات التي ينشئها منهج التربية الإسلامية، ففي الواقع كل أنماط السلوك الإسلامي، «مثل حجاب المرأة المسلمة، وعدم اختلاط الرجال بالنساء غير المحارم» ، وكل الآداب والأخلاق الإسلامية آداب الطعام والشراب ينشئها منهج التربية الإسلامية. وقد كانت كلها أموراً جديدة على المسلمين فعودهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها ورباهم عليها بالقدوة والتلقين والمتابعة والتوجيه حتى صارت عادات متأصلة في نفوسهم، وطابعاً مميزاً لهم.. وتكوين العادة في الصغر أيسر بكثير من تكوينها في الكبر، ذلك أن الجهاز العصبي الغض للطفل أكثر قابلية للتشكيل، أما في الكبر فإن الجهاز العصبي يفقد كثيراً من مرونته الأولى... ومن أجل هذه السهولة في تكوين العادة في الصغر يأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بتعويد الأطفال على الصلاة قبل موعد التكليف بزمن كاف حتى إذا جاء وقت التكليف تكون قد أصبحت عادة بالفعل. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم «مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر» فمنذ السابعة يبدأ تعويد الأطفال على الصلاة، فإن لم يكن تعودها من تلقاء نفسه خلال سنوات التعويد الثلاث، فلابد من إجراء حاسم «وهو الضرب» ، يضمن ***** هذه العادة وترسيخها.
تدريب البنات على الحجاب
أُمرنا أن ندرب أولادنا على العبادات قبل أن تفرض عليهم ببضع سنين حتى يعتادوها، وقد لاحظنا أن مدة التدريب تراوح بين (7-10) سنوات، لذلك فإن التدريب على الحجاب وهو عبادة يجب أن يسبق التكليف بالحجاب ببضع سنين حتى تعتاده الفتاة، فيصعب عليها نزعه بعد ذلك.
ولكن متى يفرض الحجاب على الصبية؟
هناك إجابتان إحداهما تقول: تحجب الصبية عندما تشتهى، والسن التي تشتهى فيها الصبية تختلف من واحدة إلى أخرى وفقاً لطولها وجمالها وبنيتها، وغالباً لا تقل عن الثامنة ولا تزيد عن الثانية عشرة.
وتقول الثانية: تحجب إذا حاضت وسن الحيض تراوح بين 11-14 عاماً في بلادنا.
وفي الحالتين لابد من فترة تدريب سابقة على سن التكليف، فالصبية التي تشتهى في الثامنة من عمرها يجب أن تدرب على الحجاب منذ السادسة، وهكذا فعل العلامة الشيخ محمد الحامد يرحمه الله مع بناته، إذ كان يحجبهن حجاباً شرعياً كاملاً في السادسة تقريباً، والفتاة التي تشتهى قبل المحيض ولا تحتجب، فتفتن الرجال بالنظر إليها يأثم والدها (ولي أمرها)، ولا تأثم لأنها غير مكلفة، أما بعد البلوغ فإن لم تحتجب تأثم هي كما يأثم والدها لأنه مسؤول عنها والله أعلم.
أما التي لا تشتهى في الثامنة فينبغي تدريبها على الحجاب منذ السابعة قياساً على الأمر بالصلاة، فقد قاس الشافعية الصوم على الصلاة، وقالوا: «يؤمر به الصبي لسبع ويضرب عليه لعشر» ، وكذلك الحجاب فإن الصبية تؤمر به لسبع وتضرب عليه لعشر.
ولكن إذا قسنا الحجاب على الصلاة فلماذا لا تؤمر الصبية في السابعة بدلاً من العاشرة؟
وثمة سؤال يخطر في الذهن وهو ما الفرق بين الصبية قبل بلوغها ببضعة شهور وبينها وهي تدخل البلوغ، من حيث جمالها ولفت نظر الرجال إليها؟ وبعبارة أخرى ما الفرق بين الصبية في الحادية عشرة (حين لم تبلغ بعد) وبين الصبية نفسها في الثانية عشرة عندما تبلغ؟!
لذلك فإن حجب الصبية عندما تشتهى أقرب إلى الصواب، وكثير من الصبايا في العاشرة من عمرهن يفتنّ الرجال بقامتهن وشعورهن، لذا ينبغي على آبائهن حجبهن عن عيون الرجال كي لا يقع هؤلاء الآباء في الإثم والله أعلم.
لماذا في السابعة؟
في السابعة من العمر يبدأ الإنسان المرحلة الثالثة من نموه، وهي الطفولة المتأخرة، أو سن التمييز ولهذه المرحلة خصائص منها:
* اتساع الآفاق العقلية (المعرفية) للطفل، واتساع بيئته الاجتماعية عندما يدخل المدرسة، ويبدأ في تعلم المهارات.
* يحب الطفل في هذه المرحلة المدح والثناء، ويسعى لإرضاء الكبار (كالوالدين والمدرس) كي ينال منهم المدح والثناء، وهذه الصفة تجعل الصبي في هذه المرحلة ليناً في يد المربي، غير معاند في الغالب، بل ينفذ ما يؤمر به بجد واهتمام.
* يتعلم الصبي في هذه المرحلة المهارات اللازمة للحياة، كما يتعلم القيم الاجتماعية والمعايير الخلقية، وتكوين الاتجاهات والاستعداد لتحمل المسؤولية، وضبط الانفعالات، لذلك تعتبر هذه المرحلة أنسب المراحل للتطبيع الاجتماعي.
* يحصر الطفل قدوته وتلقيه في والديه حتى نهاية السابعة، ويقبل من أمه وأبيه إذا كانا مهتمين به أكثر من مدرس الصف الأول، ثم يبدأ بالتدرج في الخروج من دائرة التأثر القوي بالوالدين، وفي الثامنة والتاسعة يكاد يتساوى تأثير المدرس مع تأثير الوالدين، أما في بداية البلوغ فيصبح التحرر من سلطة الوالدين دليلاً على أن الطفل صار شاباً.
* في السابعة يكون الصبي مميزاً (يفهم)، ويسعى لإرضاء والديه من أجل كلمة مدح أو ثناء من أحدهما أو كليهما، فإذا أمر بالصلاة تجده ينشط إلى أدائها بنفس طيبة وهمة عالية، وإذا أمرت الصبية بالحجاب فإنها ترتديه بسرور وفخر لأنها صارت كبيرة.
أما في الحادية عشرة وما بعد، فيرى الصبي أن تنفيذ أوامر والديه من دون مناقشتهما منه دليل على طفولته، التي يرغب في مغادرتها، وبعد البلوغ يرى بعض الأولاد معارضة والديهم دليلاً على شبابهم ونموهم.
* يعيش الطفل مرحلة الطفولة (المبكرة والمتأخرة)، فيتطلع إلى تقليد الكبار ليرى نفسه كبيراً مثلهم، ويؤلمه أن يقال عنه صغير، لذلك تراه حريصاً على الذهاب إلى المدرسة مع إخوانه، وإلى المسجد ليصلي مثل الكبار، وعلى المربي استثمار هذه الرغبة الموجودة لدى الطفل في تطبيعه وتعويده على العبادات، فإذا قال له والده أنت كبير ويجب أن تصلي، يطرب الصبي، وعندما يقال للصبية أنت شابة وجميلة ويجب أن ترتدي الحجاب مثل أمك وأختك الكبيرة، تطرب الطفلة. لهذا الأمر؛ لأنها ترغب في أن تكون كبيرة، ولكن الآباء، يضيعون هذه الفرصة الذهبية بحجة واهية هي أن الطفل والطفلة ما زالا صغيرين!!
* توحد الطفل مع دوره الجنسي. ويلاحظ في هذه المرحلة أن الأولاد يلعبون مع الأولاد فقط، وتنحصر لعبهم حول دورهم بصفة رجال في المستقبل، وإذا جاءت بنت لتلعب معهم طردوها وقالوا لها أنت بنت فكيف تلعبين مع الصبيان؟ وتلعب البنات مع بعضهن ألعاباً تمثل دورهن في المستقبل بصفة أمهات غالباً، وإذا جاء صبي ليلعب معهن قلن له كيف تلعب معنا؟ هل أنت بنت؟ وبناء على هذا الأساس النفسي تظلم الجاهلية الحديثة الناشئة عندما تجعل التعليم الابتدائي مختلطاً لا يفصل بين الجنسين.
ومن أخطاء الجاهلية المعاصرة أنها تعامل البنات والصبيان معاملة واحدة، فهم في مدرسة واحدة، ولباس واحد تقريباً، ومنهج دراسي واحد، بحيث تعد الذكر والأنثى إعداداً واحداً تماماً، هذا كله مناقض لمعطيات علم النفس الذي يدعي الغرب أنه وفيّ لمعطياته ومبادئه، ونتيجة ذلك تخنث كثير من الرجال واسترجل كثير من النساء حتى صرت تتأمل بعض الناس في شوارع أوروبا وتقول لنفسك أهو رجل أم امرأة؟!
وحين يتعرف الآباء بهذه الخصائص، يستفيدون منها في تنشئة أولادهم وبناتهم، وتدلهم على الطريقة الصحيحة في التعامل معهم، وتساعدهم على تطبيق وسائل التربية ومنها التربية بالعادة من أجل زرع السلوك المرغوب فيه عند أولادهم وبناتهم.
وكارثة «ما زال صغيراً»!
جهل الوالدين بالتربية
يجهل كثير من الآباء والأمهات التربية عامة والتربية الإسلامية خاصة، لذلك يلغون دور التربية تماماً، وينتظرون الصبي حتى البلوغ فيلزمونه بالصلاة، فإذا لم يصلَّ بدأت المشكلات بينه وبين والده، ويطلبون من البنت أن تحتجب عند بلوغها، وحين تمتعض الفتاة من الحجاب لا تجد أمامها سوى الضرب، مع أن التدرج والتربية من أكثر معالم السيرة النبوية والتربية الإسلامية وضوحاً. وأمر الأولاد بالصلاة لسبع قبل أن تفرض عليهم عند البلوغ، دليل واضح على أهمية والتربية والتدريب المبكر، من أجل ترسيخ السلوك الإسلامي عند الناشئة.
أهمية الطفولة المبكرة
تتجلى أهمية الطفولة المبكرة «مرحلة ما قبل التمييز، أو مرحلة ما قبل المدرسة» ، حين نعلم أن الطفولة الإنسانية أطول من أي طفولة في الكائنات الحية، كما تتميز الطفولة الإنسانية بالصفاء والمرونة والفطرية، وتمتد زمناً طويلاً يستطيع المربي خلاله أن يغرس في نفس الطفل ما يريد، وأن يوجهه حسبما يرسم له من خطة، ويستطيع أن يتعرف بإمكاناته فيوجهه حسبما ينفعه، وكلما تدعم بنيان الطفولة بالرعاية والإشراف والتوجيه، كانت الشخصية أثبت وأرسخ أمام الهزات المستقبلية التي ستعترض الإنسان في حياته.
وما يتربى عليه الطفل يثبت معه على مدى حياته، وما يحدث له في الطفولة المبكرة يرسم الملامح الأساسية لشخصيته المقبلة، فيصبح من الصعوبة إزاحة بعض هذه الملامح مستقبلاً سواء كانت سوية أو غير سوية، وتقول مارغريت ماهلر: «إن السنوات الثلاث الأولى من حياة كل إنسان تعتبر ميلاداً آخر. واتفق فرويد ويونغ وإدلر وألبورت «مدرسة التحليل النفسي» على أن السنوات الأولى هي مرحلة الصياغة الأساسية التي تشكل شخصية الطفل.
ولأن الله جعل الوالدين مسؤولين عن عقيدة الطفل فإنه جعل الطفل يتلقى من والديه فقط طيلة طفولته المبكرة، وجعله يرى والديه مثلاً أعلى في كل شيء حسن فلا يصدق غيرهما، وذلك ليحصن الله عز وجل الطفل من التأثيرات القادمة من خارج الأسرة في الطفولة المبكرة، كما جعل الله سبحانه وتعالى الطفل يعتمد على والديه في كل شيء خلال هذه المرحلة، وهذا يساعدهما على تنفيذ المهمة الموكلة إليهما.
التربية بالعادة
يقول الشيخ محمد قطب: ومن وسائل التربية التربية بالعادة أي تعويد الطفل على أشياء معينة حتى تصبح عادة ذاتية له، يقوم بها من دون حاجة إلى توجيه، ومن أبرز أمثلة العادة في منهج التربية الإسلامية شعائر العبادة وفي مقدمتها الصلاة، فهي تتحول بالتعويد إلى عادة لصيقة بالإنسان لا يستريح حتى يؤديها. وليست الشعائر التعبدية وحدها هي العادات التي ينشئها منهج التربية الإسلامية، ففي الواقع كل أنماط السلوك الإسلامي، «مثل حجاب المرأة المسلمة، وعدم اختلاط الرجال بالنساء غير المحارم» ، وكل الآداب والأخلاق الإسلامية آداب الطعام والشراب ينشئها منهج التربية الإسلامية. وقد كانت كلها أموراً جديدة على المسلمين فعودهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها ورباهم عليها بالقدوة والتلقين والمتابعة والتوجيه حتى صارت عادات متأصلة في نفوسهم، وطابعاً مميزاً لهم.. وتكوين العادة في الصغر أيسر بكثير من تكوينها في الكبر، ذلك أن الجهاز العصبي الغض للطفل أكثر قابلية للتشكيل، أما في الكبر فإن الجهاز العصبي يفقد كثيراً من مرونته الأولى... ومن أجل هذه السهولة في تكوين العادة في الصغر يأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بتعويد الأطفال على الصلاة قبل موعد التكليف بزمن كاف حتى إذا جاء وقت التكليف تكون قد أصبحت عادة بالفعل. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم «مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر» فمنذ السابعة يبدأ تعويد الأطفال على الصلاة، فإن لم يكن تعودها من تلقاء نفسه خلال سنوات التعويد الثلاث، فلابد من إجراء حاسم «وهو الضرب» ، يضمن ***** هذه العادة وترسيخها.
تدريب البنات على الحجاب
أُمرنا أن ندرب أولادنا على العبادات قبل أن تفرض عليهم ببضع سنين حتى يعتادوها، وقد لاحظنا أن مدة التدريب تراوح بين (7-10) سنوات، لذلك فإن التدريب على الحجاب وهو عبادة يجب أن يسبق التكليف بالحجاب ببضع سنين حتى تعتاده الفتاة، فيصعب عليها نزعه بعد ذلك.
ولكن متى يفرض الحجاب على الصبية؟
هناك إجابتان إحداهما تقول: تحجب الصبية عندما تشتهى، والسن التي تشتهى فيها الصبية تختلف من واحدة إلى أخرى وفقاً لطولها وجمالها وبنيتها، وغالباً لا تقل عن الثامنة ولا تزيد عن الثانية عشرة.
وتقول الثانية: تحجب إذا حاضت وسن الحيض تراوح بين 11-14 عاماً في بلادنا.
وفي الحالتين لابد من فترة تدريب سابقة على سن التكليف، فالصبية التي تشتهى في الثامنة من عمرها يجب أن تدرب على الحجاب منذ السادسة، وهكذا فعل العلامة الشيخ محمد الحامد يرحمه الله مع بناته، إذ كان يحجبهن حجاباً شرعياً كاملاً في السادسة تقريباً، والفتاة التي تشتهى قبل المحيض ولا تحتجب، فتفتن الرجال بالنظر إليها يأثم والدها (ولي أمرها)، ولا تأثم لأنها غير مكلفة، أما بعد البلوغ فإن لم تحتجب تأثم هي كما يأثم والدها لأنه مسؤول عنها والله أعلم.
أما التي لا تشتهى في الثامنة فينبغي تدريبها على الحجاب منذ السابعة قياساً على الأمر بالصلاة، فقد قاس الشافعية الصوم على الصلاة، وقالوا: «يؤمر به الصبي لسبع ويضرب عليه لعشر» ، وكذلك الحجاب فإن الصبية تؤمر به لسبع وتضرب عليه لعشر.
ولكن إذا قسنا الحجاب على الصلاة فلماذا لا تؤمر الصبية في السابعة بدلاً من العاشرة؟
وثمة سؤال يخطر في الذهن وهو ما الفرق بين الصبية قبل بلوغها ببضعة شهور وبينها وهي تدخل البلوغ، من حيث جمالها ولفت نظر الرجال إليها؟ وبعبارة أخرى ما الفرق بين الصبية في الحادية عشرة (حين لم تبلغ بعد) وبين الصبية نفسها في الثانية عشرة عندما تبلغ؟!
لذلك فإن حجب الصبية عندما تشتهى أقرب إلى الصواب، وكثير من الصبايا في العاشرة من عمرهن يفتنّ الرجال بقامتهن وشعورهن، لذا ينبغي على آبائهن حجبهن عن عيون الرجال كي لا يقع هؤلاء الآباء في الإثم والله أعلم.
لماذا في السابعة؟
في السابعة من العمر يبدأ الإنسان المرحلة الثالثة من نموه، وهي الطفولة المتأخرة، أو سن التمييز ولهذه المرحلة خصائص منها:
* اتساع الآفاق العقلية (المعرفية) للطفل، واتساع بيئته الاجتماعية عندما يدخل المدرسة، ويبدأ في تعلم المهارات.
* يحب الطفل في هذه المرحلة المدح والثناء، ويسعى لإرضاء الكبار (كالوالدين والمدرس) كي ينال منهم المدح والثناء، وهذه الصفة تجعل الصبي في هذه المرحلة ليناً في يد المربي، غير معاند في الغالب، بل ينفذ ما يؤمر به بجد واهتمام.
* يتعلم الصبي في هذه المرحلة المهارات اللازمة للحياة، كما يتعلم القيم الاجتماعية والمعايير الخلقية، وتكوين الاتجاهات والاستعداد لتحمل المسؤولية، وضبط الانفعالات، لذلك تعتبر هذه المرحلة أنسب المراحل للتطبيع الاجتماعي.
* يحصر الطفل قدوته وتلقيه في والديه حتى نهاية السابعة، ويقبل من أمه وأبيه إذا كانا مهتمين به أكثر من مدرس الصف الأول، ثم يبدأ بالتدرج في الخروج من دائرة التأثر القوي بالوالدين، وفي الثامنة والتاسعة يكاد يتساوى تأثير المدرس مع تأثير الوالدين، أما في بداية البلوغ فيصبح التحرر من سلطة الوالدين دليلاً على أن الطفل صار شاباً.
* في السابعة يكون الصبي مميزاً (يفهم)، ويسعى لإرضاء والديه من أجل كلمة مدح أو ثناء من أحدهما أو كليهما، فإذا أمر بالصلاة تجده ينشط إلى أدائها بنفس طيبة وهمة عالية، وإذا أمرت الصبية بالحجاب فإنها ترتديه بسرور وفخر لأنها صارت كبيرة.
أما في الحادية عشرة وما بعد، فيرى الصبي أن تنفيذ أوامر والديه من دون مناقشتهما منه دليل على طفولته، التي يرغب في مغادرتها، وبعد البلوغ يرى بعض الأولاد معارضة والديهم دليلاً على شبابهم ونموهم.
* يعيش الطفل مرحلة الطفولة (المبكرة والمتأخرة)، فيتطلع إلى تقليد الكبار ليرى نفسه كبيراً مثلهم، ويؤلمه أن يقال عنه صغير، لذلك تراه حريصاً على الذهاب إلى المدرسة مع إخوانه، وإلى المسجد ليصلي مثل الكبار، وعلى المربي استثمار هذه الرغبة الموجودة لدى الطفل في تطبيعه وتعويده على العبادات، فإذا قال له والده أنت كبير ويجب أن تصلي، يطرب الصبي، وعندما يقال للصبية أنت شابة وجميلة ويجب أن ترتدي الحجاب مثل أمك وأختك الكبيرة، تطرب الطفلة. لهذا الأمر؛ لأنها ترغب في أن تكون كبيرة، ولكن الآباء، يضيعون هذه الفرصة الذهبية بحجة واهية هي أن الطفل والطفلة ما زالا صغيرين!!
* توحد الطفل مع دوره الجنسي. ويلاحظ في هذه المرحلة أن الأولاد يلعبون مع الأولاد فقط، وتنحصر لعبهم حول دورهم بصفة رجال في المستقبل، وإذا جاءت بنت لتلعب معهم طردوها وقالوا لها أنت بنت فكيف تلعبين مع الصبيان؟ وتلعب البنات مع بعضهن ألعاباً تمثل دورهن في المستقبل بصفة أمهات غالباً، وإذا جاء صبي ليلعب معهن قلن له كيف تلعب معنا؟ هل أنت بنت؟ وبناء على هذا الأساس النفسي تظلم الجاهلية الحديثة الناشئة عندما تجعل التعليم الابتدائي مختلطاً لا يفصل بين الجنسين.
ومن أخطاء الجاهلية المعاصرة أنها تعامل البنات والصبيان معاملة واحدة، فهم في مدرسة واحدة، ولباس واحد تقريباً، ومنهج دراسي واحد، بحيث تعد الذكر والأنثى إعداداً واحداً تماماً، هذا كله مناقض لمعطيات علم النفس الذي يدعي الغرب أنه وفيّ لمعطياته ومبادئه، ونتيجة ذلك تخنث كثير من الرجال واسترجل كثير من النساء حتى صرت تتأمل بعض الناس في شوارع أوروبا وتقول لنفسك أهو رجل أم امرأة؟!
وحين يتعرف الآباء بهذه الخصائص، يستفيدون منها في تنشئة أولادهم وبناتهم، وتدلهم على الطريقة الصحيحة في التعامل معهم، وتساعدهم على تطبيق وسائل التربية ومنها التربية بالعادة من أجل زرع السلوك المرغوب فيه عند أولادهم وبناتهم.
الصفحة الأخيرة