سوفت كوين

سوفت كوين @soft_koyn

كبيرة محررات

● _● دورة : حماية طفلي من التهكير النفسي ( خاص بالدروس تمنع الردود ) ● _●

دورات تدريبية









الدورة ناتج بحوث ودراسة





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حياكم الله في أول دروس الدورة التدريبية بعنوان

( حماية طفلي من التهكير النفسي )

بدأنها بالمقدمة هنا وفيها أهم المحاور اللي راح نناقشها هنا


طرح الدروس راح يكون بإذن الله ثلاث أيام بالاسبوع

المناقشة راح تتم طول الوقت إن شاء الله

لن نذهب من درس إلا درس إلا بعد ما يتم شرحه للكل ..


أي استفسار لديك اطرحيه .. وسيتم مناقشته

احضري الدورة وانتي ناوية بصدق على التغيير ..

وستلمسي النتيجة من أول الدروس ..


والآن ارجوا من جميع المتدربات الاجابة عن هذه الاسئلة بداية قبل بدء الدروس

واتمنى ان تكون بكل مصداقية إذا اردتي ان تستفيدي حقّ الاستفادة ..


نبذة عن حياتك الأسرية هل أنتي متزوجة أم مطلقة أم أرملة ؟

كم عدد أطفالك وكم أعمارهم ؟

الجو الأسري كيف ؟ هل هناك مشاكل عائلية ؟

كيف علاقتك بزوجك ؟

هل هناك خلافات زوجية حادة أمام الأطفال ؟

كيف علاقتك بأطفالك بمصداقية بعيدا عن المثالية ؟

طفلك هل يعاني من سلوك سيء ؟ اذكريه إن وجد ؟

ممن يكتسبون أطفالك العادات والسلوكيات أكثر منك أم من والدهم ؟

كيف علاقة والدهم بهم ؟

هل هناك عنف أسري سواء باللفظ أو الفعل ؟

في طفولتك هل تعرضتي لعنف اسري ؟ أو نقص مادي أو عاطفي ؟

تدليلك لأطفالك هل هوا تعويض لحرمان تعرضتي له ؟

إذا كان لديك أكثر من طفل هل تعامليهم بالعدل ؟ أجيبي بمصداقية ؟

هل تشعرين انك تميلين لأحد أطفالك عن الأخر ؟ إذا اجبتي بنعم اذكري السبب ؟

مسؤولية التربية على عاتقك أنتي لوحدك أم زوجك يعاونك ؟

هل حدث موقف أثر سلبا على أطفالك ؟

كم نسبة تأثير المجتمع على تربية أبنائك ؟

والديك و والدي زوجك هل لهم تدخل في تربية أبنائك ؟ وهل هو سلبي أم ايجابي ؟


الاجابات تكون هنا بالموضوع

انتظر الاجابات قبل يوم الجمعة ..



أول درس بيطرح في 1 - 3 - 1432 هـ - يوم الجمعة


:)





13
20K

هذا الموضوع مغلق.

سوفت كوين
سوفت كوين


بداية من خلال الاجابات السابقة وجدت أن اغلب المشاكل مع الاطفال تكمن في أنفسنا نحن فالعصبية والتوتر

أسوء العادات والسلوكيات التي نمارسها عليهم .. وتؤثر سلبا على انفسنا ونلمس نتيجة هذا الشيء من خلال تصرفاتهم فيما بعد
من الصراخ والعصبية والعناد والعنف والانطواء والكتمان

فلا نستهين بهذا الشيء أبدا ..

فالمخ هو الجهاز المسيطر على كل كيانك وكلما كان مخك في حالة جيدة كانت قدرتك على السيطرة على سلوكك اقوى
من المفروض بعد انتهاء المواقف التي تؤدي الى توتر اعصابنا ان تعود الاعصاب الى ماكانت عليه من ارتخاء

لكن هذا لايحدث بل تظل الاعصاب متوترة وكلما حدث موقف جديد يضيف توترا الى القديم وهكذا .. لذلك فنحن في حاجة الى اعادة الاعصاب الى حالتها الاولى

من الارتخاء باتباع التدريبات التالية:

التدريب الأول:

خصصي مالايقل عن ربع ساعة يوميا قبل النوم لاجراء تدريب الاسترخاء
- استلقي على ظهرك

- استمعي الى ماتيسر من القرآن الكريم بصوت احد المقرئين المحببين الى نفسك مع افراغ كل مافي عقلك ولا تشغليه بأي أمر كان

- ابدأي في التركيز على عضلات واجزاء وجهك .. ارخي الحاجبان .. ولا تشدي على اسنانك .. استرخي تماما

- تدرجي بعد ذلك الى ذراعيك ثم فخذيك ثم ساقيك حتى رجليك

- تأكدي من أن جميع عضلاتك قد صارت في حالة استرخاء

انتظمي في هذا التدريب وستجدي ان حالتك المزاجية العامة في تحسن مستمر وستصبحي خالية من التوتر العصبي الى حد بعيد وكبير .. :)


التدريب الثاني ( متى ما سنحت لك فرصة )

انتهزي فرصة عدم ارتباطك بأعمال هامة وابتعد عن البيئة التي أنتي متواجدة فيها

- ابتعدي عن جميع الاهل خذي لك فترة نقاهة من المكان المتواجدة فيه فان تغيير البيئة الطبيعية والاجتماعية

معا لمدة يوم او يومين كفيل باستعادتك لاسترخائك العصبي والنفسي
شرط أن تنسي همومك ومشاكلك ولاتحمليها معك الى البيئة الجديدة التي هربت اليها لبعض الوقت

طبقوا التدريب وأعطوني شعوركم غدا :)


الارشاد الاسري




يعد الارشاد الاسرى من اهم الادوار التى يقوم بها الوالدين للابناء فى ظل الظغوط التى يتعرضون لها مما يخفف الضغط النفسى عندهم

فـ للاب دور بارز وكذلك الام , ولكن على كل منهما ان يقوم بدوره فى مساعدة ابنائهما ..

وتبدأ تتحدد شخصية الابن أو البنت من السنة الثانية؛ لذا لابد أن نبدأ معه بترسيخ العقيدة، وحب الله، والآداب الإسلامية ، والصدق، والتقدير

بالرفق والأسلوب الحسن

عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه" (رواه مسلم).

وعنها رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه" (رواه مسلم).

وقد أثبتت الدراسات والبحوث التي أجريت في هذا المجال أن لأساليب التربية الخاطئة مثل القوة والتدليل ـ آثارا سلبية على تربية الأبناء وسلوكهم.



وهناك عدة طرق لتوصيل الرسالة، تتضمن التخاطب اللفظي، أو عن طريق تعابير الوجه أو إيماءات اليدين

فالتواصل الفعال مع أطفالنا هو فن على الآباء والأمهات ضرورة تعلمه واكتسابه.

تقول الباحثة فكتوريا كندل هودسون وخبيرة علم النفس سورا هارت في كتابهما

«آباء محترمون، أبناء محترمون: 7 وسائل لتحويل الاشتباكات إلى اتفاقيات»

إن الوسيلة الوحيدة لتفادي اشتباكات الآباء مع أبنائهم هي أن يغير الآباء طريقة التعامل مع أبنائهم بدلا من استعمال السلطة والنفوذ

وعلى الأبناء أن يستفيدوا من القوة لبناء أساس أسري متين يتميز بالتفاهم والتعاون.


إن فتح قنوات اتصال فعال مع الأطفال مهم جدا، لا بالنسبة للأطفال فقط، ولكن لجميع أفراد الأسرة،

فالتواصل الجيد مع بعضهم بعضا يبني علاقة متينة بين الآباء والأمهات وأطفالهم،

والاستماع هو المهارة المطلوبة بغية تمكين الاتصال الفعال، خاصة أن التواصل لا بد أن يكون مبنيا على اجتهاد من الوالدين والطفل

ويتواصل الأطفال معك بالطريقة التي يشعرون أنك تتواصل بها معهم، وعلى سبيل المثال إذا كان طفلك يشعر أنك لم تصغِ إليه ، أو لا تولي اهتماما له

فقد يشعر بالانزعاج أو بخيبة الأمل

أو إذا كان رد فعلك على ما يقوله مبالغا فيه أو مخيبا لأمله، فقد يختار الطفل الامتناع عن التعبير عما يجول بخاطره، أو ما يشعر به.

هذا رد فعل طبيعي، لأنك أظهرت له عدم الاهتمام بما يقوله، أو عدم الرد بشكل يشجعه على قول المزيد

وهذا كفيل أن يجعل طفلك حذرا جدا في كم المعلومات التي يتبادلها معك مستقبلا، ومن المهم الحفاظ على علاقة مبنية على الشفافية والثقة مع طفلك

خاصة أن كل والد يريد أن يعرف أن طفله آمن وصحي، وهذا لن يكون ممكنا إلا من خلال الحفاظ على قناة اتصال مفتوحة ومرحبة بطفلك في كل وقت




تختلف طريقة التفاعل والتواصل مع أطفالنا اختلافا كبيرا من أسرة إلى أسرة ومن طفل إلى طفل باختلاف أسلوب وشخصية الطفل

ما يهم هنا أن الطرق المختلفة للتفاعل هي الأساس لمدى فعالية وصحة العلاقة بين الطفل ووالديه.

بناء علاقة إيجابية مبنية علي المحبة بين الأم والأب والطفل يتطلب الجهد والعمل لجعلها قوية وناجحة

فتربية الأطفال من إحدى أصعب الوظائف وتتطلب الحفاظ على علاقة وثيقة وقنوات اتصال مفتوحة

من أجل ضمان التواصل بين الوالدين والطفل إلى أن يشتد عوده.

إن عدم التواصل الفعال مع أطفالنا يمكن أن يؤدي إلى النتائج التالية:

- الأطفال الذين لا يشعرون بدفء أو برعاية آبائهم أكثر عرضة لتدني احترام الذات، ويمرون بالمشكلات العاطفية ويتأثر أداؤهم في المدرسة

-وتشير البحوث إلى أنهم أكثر عرضة أو المشاركة في السلوك المحفوف بالمخاطر أثناء فترة المراهقة وبداية مرحلة البلوغ.

- الأطفال الذين لا يشعرون بأن آباءهم يستمعون إليهم سوف يكتمون مشاعرهم، وهذا قد يؤدي إلى الاكتئاب أو إلى التمارض بشكاوى غير مبررة.

- قد يلجأ الطفل إلى الكذب أو محاولة لفت النظر بطرق مختلفة لكي يجعل والديه ينتبهان له.

- إذا كان الوالدان لا يتواصلان بتفاعل مع الطفل، فقد يضطر الطفل إلى إعطاء معلومات مضللة للوالدين وذلك لتجنب أي مواجهة أو عقاب.



إذا التواصل الجيد مع الابناء من أهم قواعد التربية وأساساتها ..

فالكلمة الطيبة والحسنة والتدليل وتلبية الرغبات جزء من التواصل وليست كل التواصل

كيف نتواصل جيدا مع ابنائنا ؟ كيف افهم طفلي ؟ علاقتي مذبذة مع طفلي كيف أقويها ؟

هذا ما سنعرفه فالدرس القادم

كونوا بالقرب دوما :)


موعد الدرس القادم

يوم الثلاثاء 5 / 3 / 1432 هـ
سوفت كوين
سوفت كوين



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

درسنا اليوم راح نتكلم فيه عن الحاجات النفسية للطفل

ولكن بداية راح اطرح لكم الحل المثالي للحالات التي طرحتها

طبعا تعددت الاجوبة منكم من كان تصرفه نوعا ما سليم اما الباقيين كان محتاج إلا تعديل ..

الحالة الثانية أغلب اجابات ازواجكم كانت صحيحة وتصرف سليم ولكن ينبغى ان يكون داخل البيت وخارجه نفس التصرف

الحالة الاولى ..

التعامل معاها يكون بعدة أمور على النحو التالي :

1- الاتفاقية : بمعنى ان تتفقي مع أطفالك على سبب نزولكم إلا السوق وعدم طلب أي غرض من الألعاب .




2- تحديد مبلغ معين : بمعنى ان تضعي له قيمة معينة فقط لشراء الألعاب كـ 50 ريال أو تزيد أو تنقص .

3- التعويض : بمعنى أن ياخذ الطفل معه لعبته المحببة والمفضلة
سواءكانت سيارة صغيرة ولا عروسة للبنت من الممكن أن تليهيهم عن الطلب

وفي كل الاحوال لو الطفل ملم يسمع منك .. بعد هذي الاتفاقيات ومارس طلبه وبكائه بالسوق

نطبق عليه هذه القاعدة هذي وراح نتفق انه نستخدمها بكل شيء

( أول مرة تنبيه - ثاني مرة تحذير - ثالث مرة عقاب )

اما الحالة الثانية :

فتصرف أغلب ازواجكم صحيح وهو انه ما يكلمه لأن الطفل الطبيعي راح يشعر بخوف وارتباك من عصبية ابوه

او عقابه .. اما اذا الطفل لم يبالي بالتصرف اللي حصل منه فيتبع معاه نفس القاعدة ..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


نبدأ الان درسنا

الحاجات النفسية للطفل

اولا : ماهو ما مفهوم الحاجات :


تعريفها : بأنها استعداد للسعي نحو اشباع شيء ما يفقتد إليه
حالة نقص اجتماعية ونفسية ومعرفية بحاجة إلى إشباع حتى يشعر الفرد بالارتياح والسرور والرضا

وإشباع هذه الحاجات يؤدي بالفرد إلى الشعور بالراحة والسعادة .. أما في حالة عدم إشباعها فتؤدي به إلى
التوتر والضيق وقد يقوم بإشباعها عن طريق غير مشروع لا يعترف به المجتمع أو قوانينه وهنا ينحرف هذا الفرد


تصنيف رودلف دريكز :

الحاجة الاساسية التي تدور عليها دوافع السلوك عند الاطفال هي الحاجة إلا أن يكون الطفل مقبول اجتماعيا
والطفل كمخلوق اجتماعي يسعى جاهدا لكي يكون له مكان في البيت و
المدرسة وفي العالم الذي يعيش فيه ويهدف إلا المكانة الاجتماعية ..





الحاجات النفسية للإنسان عموما

والطفل خصوصا يمكن إجمالها في مايلي :

- الحاجة إلى الاطمئنان الطمأنينة

- الحاجة إلى الحب المتبادل

- الحاجة إلى الحياة الاجتماعية (الانتماء ) والعشرة والرابطة الأسرية .

- الحاجة إلى تقدير المحيط له .

- الحاجة إلى الحرية .

- الحاجة إلى اعتراف الآخرين به .

- الحاجة إلى سلطة ضابطة تحدد له مجا ل الانطلاق

- الحاجة إلى النجاح

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كيف تحقق الطمأنينة لدى طفلك ؟

الحاجة إلى الاطمئنان هي التي تشكل العاطفة و الاتجاهات التي تتحكم في مواقف الإنسان
للأبوين الدور الأساسي في تشكيل هذه العاطفة .

وسائل تربوية لتحقيق الطمأنينة :


- أسلوب الرفق واللين :

الرفق والليونة مع الأبناء يحققان لديهم ثقة متبادلة واطمئنانا نفسيا ،
وهو التعبير الحقيقي والأمثل على محبة الوالدين لأبنائهم .
وهذا الأسلوب عبر عنه الحديث النبوي الشريف
عن عائشة رضي الله عنها قالت:
قدم ناس من الأعراب على رسول الله فقالوا:أتقبلون صبيانكم ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم
قالوا : لكن والله ما نقبل ، فقال رسول الله :أو أملك إن كان الله نزع من قلوبكم الرحمة
رواه البخاري ومسلم

-اجتناب الشدة والقسوة وكثرة المحاسبة:

القسوة والشدة من الممكن مع طفل لم يكتمل نفسيا يصيبه باضطرابات سلوكية
مثل الخوف ، والخجل وفقدان الثقة بالنفس والتبول اللاإرادي .
وهو أسلوب يلجأ إليه العاجز الذي لم يستطع أن يوجه أبناءه بالكلمة الطيبة و الحوار .

يقول ابن خلدون في مقدمته

(( إن إرهاق الحد في التعليم مضر بالمتعلم ، لاسيما في أصاغر الولد ، لأنه من سوء الملكه
و من كان مرباه بالعسف والقهر من المتعلمين سطا به القهر وضيق على النفس في انبساطها ،
و ذهب بنشاطها ودعاه إلى الكسل وحمله على الكذب و الخبث و هو التظاهر بغير ما في ضميره
خوفا من انبساط الأيدي بالقهر عليه ))


- إدخال البهجة و السرور على الطفل :

- وهي وسائل معنوية كالقبلة والمداعبة و الضم ...
و السلام والابتسامة و وسائل مادية كشراء الهدايا و اللعب و يدخل الفرح على الأبناء و يشتهونه دون إسراف.

وهذه الأشياء كلها تساعده على اكتمال نموه السّويّ و تبث فيه كل معاني التفاؤل و النجاح

- الاهتمام بالطفل و تفقده الدائم :

سؤال الطفل عن أحواله و الاهتمام بشؤونه و متابعة أخباره و أفراحه و أحزانه تشكل قاعدة
يعتمد عليها الطفل في مواجهة صدمات الحياة
و كذلك تتقارب القلوب و تبنى الثقة بين الولد و الوالدين هذا الاهتمام يجعل الوالدين على عام بأحوال ابنهما يوما بعد يوم
و بالتالي العمل على ما يريانه صالحا و معالجة ما يمكن أن يفسد أخلاقه و سلوكياته .

إزالة الهواجس لدى الطفل اتجاه الوالدين :

الأطفال أذكى مما نتصور و نعتقد و كثيرو الاستنتاج و كثيرا ما تختلج عقولهم
هواجس تضايقهم و تزعزع استقرارهم النفسي
و لعل أكثر الأسباب الموجبة شعور الطفل بأن والديه لا يعدلان و لا يساويان في معاملتهما بين أبنائهم
و ليست العدالة المادية فقط بل تتعداها المعاملة و المحبة.


- خطوات لبناء الطمأنينة لدى الطفل:

بناء الطمأنينة تتمحور حول سبعة عوامل إيجابية تساهم في بناء الشعور بالطمأنينة

• الطمأنينة السائدة بين الأب والأم:

أكدت الدراسات التربوية و النفسية أن أكثر مصدر لبرمجة المشاعر لدى الطفل هي الأجواء السائدة
في العلاقة بين الأب و الأم و أن نفس المشاعر تنتقل إلى الطفل

• محبة الوالدين لابنهما:

كلما شعر الطفل بمحبة والديه كلما زادت طمأنينته و أن المهم ليس أن تحبهم و لكن أن تعبر لهم عن محبتك
و أن تشعرهم بها فتتحقق الطمأنينة لدى الطفل حين يشعر أنه مرغوب فيه

• اللقاءات العائلية :

للأسف في عصرنا هذا قلت اللقاءات و الجلسات و الأنشطة العائلية و لم تعد تتجاوز الجلوس على مائدة الطعام .
فانشغل الآباء بأعمالهم خارج البيت و انشغلت الأمهات بوسائل الإعلام المختلفة أو المكالمات الهاتفية
و غابت الاهتمامات بالأبناء ،
إن الجلسات العائلية تشعر الطفل باستمرار أنه في جو متحد و مترابط

وهنا مثال :


سئل أطفال روضة بمناسبة درس خاص عن الأم
لماذا تعتبر أمك أعظم أم في العالم ؟
فكانت أجوبتهم كالتالي :




• أمي تلعب معي كثيرا


• أمي تغسل ثيابي و تقبلني مودعة عند ذهابي للمدرسة

• إنها أمهر طاهية

• أنها تعطيني الدواء الذي أحتاج إليه و تعتني بي

• لأنني أحبها و أبي يحبها كثيرا

• لأنها تنظف البيت

فعلى بساطة أجوبتهم إلا أنها تعني الكثير


•القواعد و الضوابط:

القواعد والضوابط داخل الأسرة تمنح الجميع نظاما و برنامجا يوميا و معايير للسلوكيات
و تحدد ما ينبغي فعله و ما يلزم اجتنابه و ما هو حق وما هو باطل .

يبدأ نظام الأسرة القائم على قواعد و ضوابط تكون فيه أوقات الطعام و الشراب و النوم و الجلسة العائلية
و المطالعة و الوقت الحر أوقتا ثابتة و محددة
ولا يعني هذا أن نكون صارمين في تطبيق البرنامج اليومي بل المرونة مطلوبة.


• وضوح معالم التربية وثباتها :

إن التذبذب في التوجيهات و التناقضات و الاختلافات الجوهرية بين ما يريده الأب وما تريده الأم
يحرمان الطفل الناشئ المتعلم من الطمأنينة ، إننا ندعو إلى الثبات على المبدأ و إتفاق عام بين الوالد والوالدة
و الابتعاد عن الأوامر و النواهي .

وما يزيد الطفل اطمئنانا أسلوب الإقناع و التبرير لأوامرنا و نواهينا . التربية المبنية على أسلوب الإقناع
تطمئن الطفل و تنمي مداركه و قدراته العقلية و تعلمه التفكير ، وهي مهارات ينبغي أن ينشأ الطفل عليها


• الاحتكاك واللمس:

لمس الطفل باليد والمداعبة والضم يوفر لديه الطمأنينة أكثر ، يستشعر من خلاله دفأ الحنان والمودة ..
تقوى الروابط بين الطفل ووالديه مما يحقق نتائج إيجابية على مستقبله ..
كما أن لمس الطفل أثناء الحديث معه يفتح نفسه لتقبل الكلام والتوجيهات، وتعلم النطق،
والكلمات الجديدة..وفي الوقت نفسه أن حرمانه من لمسات الحنان في طفولته يجعله أكثر انطوائية
وانعزالا عن المجتمع ، وأقل قدرة على التفاعل مع الناس .

ومن مظاهر الاحتكاك الإيجابي التي يمكن ممارستها مع الطفل ما يلي :

- عناق الطفل ..

- وضع اليد على كتفه ..

- ضم الطفل إلى جانبك الأيمن ..

- وضع اليد في يد الطفل أثناء السير أو الحديث ..


- تنويم الطفل على صدر والده ..



كما أن قيمة الطفل وتقديره لذاته تنشأ بشكل كبير من خلال إشباع حاجته إلى الانتماء وشعوره بالاعتبار


ومما يقوي حاجته إلى الانتماء :

- الحوار الدائم معه ...
- استشارته في بعض القضايا الأسرية ..
- فتح المجال لديه للاختيار ..
- تكليفه ببعض المسؤوليات التي تراعي قدراته ..
- اللعب الجماعي والألعاب العائلية ..
- تشجيعه على الاختلاط بالأطفال ..


إن الطفل مهما توفرت لديه الأمور المادية قد يكون أكثر جوعا إذا حرم الأمان النفسي ..
وهذا هو الأهم في بناء الشخصية الإيجابية .

• الحاجة إلى المدح :

المدح رفع للمعنويات وتثبيت للإيجابيات وترسيخ للقيم المقبولة والمحبوبة
ولذلك كان مدح الطفل وسيلة من وسائل التربية الإيجابية،
وهو منهج تربوي نبوي اتبعه النبي صلى الله عليه وسلم
مع صحابته صغارا كانوا أم كبارا ..
ومن كمال مدحه لصحابته إطلاق أفضل الألقاب عليهم مثل:

..سيف الله ..وأسد الله ..والفاروق ..




والمدح لا يكون فقط فيما نراه لدى الطفل ، كذلك فيما نحب أن يتصف به من صفات وخلق
وهو دفع وتشجيع له نحو الخير ..



لو قلت لابنك أحسنت لبحث عن الأحسن

وللأسف إن كثيرا من الآباء و الأمهات يبخلون عن أبنائهم بالمدح

ولكن تجدهم سباقين إلى التوبيخ واللوم لورأو مالا يرضيهم من أبنائهم

وهنا قاعدة مهمة

..إن درهما من المدح أفضل من قنطار من ذم ..

إن الطفل كلما سمع المدح والثناء بعث في نفسه الفخر والاعتزاز والدافعية للعمل والإنجاز.

خطوات نحو مدح إيجابي :

- ركز أكثر على الإنجاز لا على الشخص لذاته :

ينبغي الحرص أكثر على مدح كل ما يصدر عن الطفل من إنجازات مهما كانت ضئيلة في نظرنا
فهي فيما يتعلق بالطفل كبيرة قياسا مع قدراته الذاتية ...

والإنجاز هو كل سلوك يصدر عنه أو سلوك يتصف به ..

مثلا بأن تقول له :

كم أحبك لكلامك الطيب !..

تستحق الامتيازلأنك مجد!..

ابني رائع لأنه يحافظ على الصلوات الخمس في وقتها


- امتدح المحاولات ولو لم تكن إنجازا:

الطفل في بداية نموه يحاول فينجح أحيانا ولا ينجح أحيانا أخرى وهذه سنة الله في خلقه..

فينبغي أن نشجع كل المحاولات وأن نعد كل فشل خطوة نحو النجاح
ولنحذر من تحبيط الطفل أثناء محاولاته لئلا يصاب بخيبة الأمل وتضعف ثقته في قدراته

النبي صلى الله عليه وسلم

وهو في أحلك الظروف وحصار الأحزاب
يعد أصحابه بالنصر والتمكين ،
ويزرع لديهم الثقة في نصر الله ثم في قدرتهم على الصبر والثبات والنجاح ..

ولنا في رسول الله أسوة حسنة

- مدح ابنك يدل على رغبتك فيه:

مدحك لابنك يزرع لديه الشعور بأنه مرغوب فيه ،ويهمه مدح الولدين بالدرجة الأولى
كما أن غياب مدحك لأبنائك يوحي إليهم أنك لاتحبهم
أو لايهمك أمرهم أو أنك لاتعترف بقدراتهم واستقلاليتهم ..
ومن هنا تنشأ الشخصيات الضعيفة المنطوية غير القادرة على تحقيق النجاح ..

- امدح وأنت مقتنع ولا تجامل :

لطفل يعرف بإحساسه وذكائه متى تكون صادقا في مدحك ومتى تكون مبالغا ومجاملا لذلك ..
احرص على مدح كل ما تراه صالحا فيه ولو صغر ..وكل محاولة صالحة لديه لم تتم ..

- اتبع أسلوب التشجيع في مواقف التشجيع :

من حاول ولم ينجح يحتاج إلى التشجيع وبناء طموح نحو النجاح ..
وهي فرص يتعلم فيها الطفل أن السقوط ليس نهاية المطاف ..
وأن من يسقط إما أن يقوم ليتدارك أو تدوسه الأقدام ...

- كن جاهزا للمدح ولا تتأخر:

الإنجاز يتعزز لو أسرعت بالمدح ساعة تحقيقه هو أحسن المدح وأكثره إيجابية ..
كما أن لحظة الإنجاز عادة ماترافقها مشاعر السعادة والفرح
وهي لحظات مهمة لربط الطفل بكلمات إيجابية ..لو سمع منك ابنك كلمة

(ماشاء الله أو ما أروعك )

الحاجة إلى القبول:

أن يستشعر الطفل أنه مقبول لدى والديه فتلك حاجة نفسية توفر للطفل نموا متوازنا و تربية صالحة
لبناء الثقة بالنفس
قبول الابن ينبغي ألا يكون مرتبطا بإنجازات معينة
و في الوقت نفسه تظهر للولد عدم قبوله لو أخطا أو فشل.

فنحن نقبله لأنه ابننا و لأنه ولد صغير و إنسان ينبغي أن يحترم و تصان كرامته
بعيدا عن أي ظروف أخرى سواء كانت إنجازات أم إخفاقات

لو علم الولد أننا نقبله إذا أحسن و نرفضه إذا إذا أخطأ فإننا نشكل لديه حيرة
و تذبذبا بين احترام و احتقار و قبول و رفض.

و نتيجة هذا التذبذب ضعف في مكونات شخصيته
و سرعة استجابته للمؤثرات الخارجية و انقياده للآخرين
و لذالك كان من أهداف الإسلام في بداية انتشاره بث معاني العزة و العلو لدا المسلمين

قال الله تعالى : (( لله العزة و لرسوله و للمؤمنين ))

إن قبول الولد يعني تهيئته للانخراط في حياة إنسانية و اجتماعية يتعلم منذ نعومة أضافره
كيف يقبل نفسه و التعامل مع غيره و البيت مرآة حقيقية تنعكس على الطفل سلوك
و شعورا و مفاهيم يبني عليها معالم شخصيته.

سلوك الوالدين و تصرف الطفل:

سلوكيات الوالدين تعكس بشكل كبير تصور الطفل عن ذاته و موقعه لدا الآخرين.

سلوكيات تربوية غير صحيحة تحرم الطفل من القبول:

1. لا تنتقد الطفل باستمرار:

انتقاد الطفل بصورة دائمة و مستمرة و التربص له أثناء كل حركة تصدر منه،
أو كلمة يتفوه بها تولد لديه إحساسا بأنه مرفوض،
و تصيبه بالإحباط و خيبة الأمل، و تنزع منه الثقة بقدراته
و قد ينتج عن هذا الوضع خوف دائم من القيام بأي عمل أمام الآخرين،
و قتل لروح المبادرة التلقائية و لذالك ليكن حوارنا إيجابيا مع الأبناء و ليتخذ الانتقاد طابع التوجيه الطيب.

2. لا تلزم الطفل أكثر مما يستطيع:

رائع أن يكون الآباء طموحين و يعملوا على بث
الطموح لدى أبنائهم و يشجعون الخطوات المؤدية لتحقيق ما لم يحققه الآباء
و لاكن لاينبغي أن يمارس هذا الطموح بشكل يلغي ذات الطفل وشخصيته
و يطلب منه جهدا أكثر مما يستطيع و طاقة لاتراعي مراحل نموه الجسمي و النفسي .

3. لا تقارن الطفل بغيره:

المقارنة بين شخصين – علميا و منطقيا – سلوك غير صحيح و غير مقبول لأنهما عالمان مختلفان،
و لذالك فالمقارنة عادة ما تتم بين سلوكين و ليس بين شخصين.

5. لا تفرط في الحماية و الدلال:

إحاطة الطفل بحماية زائدةتشل قدراته و لا تسمح له بتنميتها، و لا باكتساب مهارات جديدة.
الإفراط في الحماية تقضي على حب المغامرة و المبادرة لدى الطفل و قد تصيبه بالإتكالية و الاعتماد على الغير.

• مواقف تنمي حاجة القبول لدى ابنك:

1. امنح الطفل استقلاليته:

بعد تجاوز السنتين يبدأ الطفل بالنمو نحو الاستقلالية و الاعتماد على الذات،
و يسلك في سبيل ذالك طرقا متعددة منها العناد بكل أشكاله.

2. اعترف بالطفل بوصفه فردا مستقلا:

حينما نختار للطفل اسما فإننا نقوم بعملية التمييز، و الاعتراف به كيانا مستقلا،
لا رقما داخل الأسرة، و لذالك ينبغي تحديد المخاطب دائما بين الأطفال
فليس هناك طفلان متطابقين أو متماثلين شخصية و كيانا،
لكل كيانه المستقل و لكل ظروفه و خصائصه المختلف،

فلو أنجز أحد الأبناء إنجازا هائلا احتاج إلى تقدير و احتفال و تخصيص هدية له على ذالك،
فهل ينبغي أن نهدي الجميع و نقدر الجميع و كأنهم كيان واحد.

3. استمتع بتربية ابنك:

التربية متعة و تعامل مع زينة الحياة الدنيا، برمج نفسك على الاستمتاع بالتعامل مع أبنائك.

4. تقبل اقتراحات الولد:

يحاول الابن الإدلاء برأيه اختبار لقدراته، و دفاعا عن استقلاليته فاسمع رأيه و
اهتم باقتراحاته مهما كانت في نظرك تافهة فإن الإنصات و الاهتمام بما يقوله يشعره بقبولك له.

5. تقبل صداقات الولد:

بناء علاقات مع أقرانه حاجة اجتماعية لا يمكن استغناؤه عنها فابحث له عن الصحبة الصالحة
و ابد ارتياحك و قبولك لأصدقائه و افتح بيتك لزيارتهم إن في هذا السلوك الأبوي تشجيعا للطفل
على بناء علاقات سليمة تحت متابعة الأسرة.

6. تعلم فن الإصغاء للولد:

الإصغاء و الإنصات للولد تعبير منك على اهتمامك به، و التواصل الذي سيتم عبر الحوار و الإنصات
يحقق شعورا لدا الطفل لقدرته على إثارة انتباهك و شعوره بأنه مقبول لديك
و لذالك خصص وقتا يوميا للإنصات للطفل و لو بضع دقائق.

7. عامل ولدك كما تحب أن تعامل:

كم يرتاح الكبار لو سمعوا كلمات الشكر و الاعتذار و مجاملات الحديث مثل

(عفوا – لو سمحت – شكرا جزيلا – لو تكرمت)

ما أجمل أن يتعلم الآباء أن يحاوروا أبناءهم بمثل هذه العبارات الودية الجميلة،
إن الأطفال أكثر حاجة من الكبار إلى معاملة الود و لطف الخطاب.


___________________________

درسنا اليوم طويل وعميق كل نقطة منه وكلمة مهمة جدا في تربيتنا لأبنائنا ..

كنت أتمنى أجزئه إلا اجزاء ولكن كله متصل ببعض

اتمنى قرآته جيدا مرة واثنين وثلاثة .. الاستمرار على تمارين الاسترخاء والاتفاقية التي بيننا ..

وتطبيق كل المحاور في درس اليوم

وانا بانتظار مناقشتكم :)


لكم مني كل الحب والود


:26:
سوفت كوين
سوفت كوين

القرارات الأبوية المتناقضة ... وتأثيرها السلبي على الطفل

يسعى الطفل عادة للحصول على مبتغاه بكل الوسائل المتاحة
حتى لو شعر في بداية الأمر أن الوصول إلى ما يريد طريق محفوف بالعقبات المتراكمة هنا وهناك

وتتمثل هذه العقبات في رفض أحد الأبوين أو كليهما مطلبه
وهنا تبدأ المشكلة بفرض نفسها وتدفع الطفل لإيجاد حل سريع لها

الحل يكمن في العثور على الثغرة التي يمكن أن يتسلل الطفل من خلالها إلى طريق الحل

وهو يعرف أن هذه الثغرة موجودة في تعلق الأب والأم به وحرصهما الشديد على تلبية طلباته ورغباته
حتى ولولم يكونا مقتنعين تماماً بها.‏

وعلى سبيل المثال : يود الطفل القيام برحلة إلى أحد المحلات التجارية الكبيرة التي تعرف باسم ( المولات)
وهي أماكن تجذب الكبار والصغار على حد سواء بما تحويه من بضائع وألعاب ووسائل ترفيهية وتسلية متنوعة

وقد تلح هذه الرغبة على الطفل فيتشبث بها ويرفع صوته مطالباً بتحقيقها في وقت غير مناسب كوقت الامتحانات المدرسية
أو مع حلول نهاية الشهر حين يكون الوالدان ينتظران قدوم الشهر الجديد على أحر من الجمر لاستلام الراتب الشهري

فإذا طلب الطفل من الأم القيام برحلة إلى أحد المولات وردته الأم رداً جميلاً موضحة أن الحصول على الدرجات المتميزة في الامتحان تأتي سابقة لهذه الرحلة متقدمة عليها
وأن من الممكن تأجيلها إلى وقت آخر بعد انتهاء الامتحانات المدرسية

أخذ الطفل بالتوسل إلى الأم واستدرار عطفها في محاولة منه لإقناعها

ولاينسى في خضم هذه المحاولة تقديم الوعود الكثيرة بأن ينال الدرجة التامة في المواد الممتحن بها كلها دون استثناء .‏

تتخذ الأم موقفاً صارماً في الموضوع وتفهم الطفل أن تلبية الطلب غير ممكنة وعليه الانصراف إلى الدرس والتحصيل بدلاً من هدر الوقت بلا طائل .‏

وهنا تبرق في ذهن الطفل أضواء خطة أخرى ، وتقوده هذه الأضواء إلى اللجوء إلى الأب لعل باب الموافقة لديه يكون مفتوحاً
فلماذا لايقوم الطفل بهذه المحاولة ، ناسياً عودته صفر اليدين من لقاء الأم؟!‏

وتبدو سماء الأب مزروعة بغيوم انشراح الصدر ولاتطول عبارات الاستعطاف حتى تتكلل جهود الطفل بالنجاح ،
فيسرع إلى الأم حاملاً إليها بشارة الأب بالموافقة على القيام بالرحلة الميمونة .‏

مثل هذا الموضوع يقودنا إلى مسألة مهمة بل خطيرة
تترك تأثيرها السلبي على الطفل وعلى سلوكه ونظرته إلى الأبوين
حتى ليعتقد في لحظة ماأن الأب مثلاً يحبه فيلبي طلبه بينما الأم لاتحبه فترفض تلبية الطلب.‏

الأهل قد لايلتفتون إلى هذه المسألة التي تتكرر مرات كثيرة ولايعيرونها أدنى درجة من الاهتمام رغم أهميتها بل وخطورتها.‏

إن شعور الطفل بالتوازن القائم في محبة الأبوين له أمر في غاية الأهمية، وغياب هذا التوازن أو شعوره بغيابه يسبب له مشكلات وعقداً نفسية تكون في المستقبل ذات نتائج خطيرة لاتحمد عقباها.‏

على الأبوين أن يتخذا قراراً واحداً مسبقاً في أي موضوع ، وأن يكون هذا القرار متفقاً عليه بينهما

فإذا ارتأت الأم مثلاً اتخاذ قرار مافي موضوع يخص الطفل فيجب عليها إبلاغ الأب كي لايتخذ قراراً معاكساً يطيح بالقرار الذي اتخذته الأم ، و
على الأب أيضاً فعل الشيء نفسه وإبلاغ الأم بما اتخذ من قرار، وهنا لايجد الطفل نفسه سابحاً في تيارين متصارعين متناقضين.‏

الجو النفسي السليم الذي يجب أن ينشأ الطفل فيه هو ذلك الجو الذي يشعر فيه بمحبة الأبوين كليهما وشعوره أن وزنه واحد لدى الأب والأم وأنه حبيب إلى قلب كل واحد منهما.‏



__________________________________________

العبارات السلبية .. وتأثيرها على سلوك الطفل


لا سيما ان هناك العديد من العبارت المتنوعة والمتوارثة التي اعتادت معظم الامهات تردديها على مسامع اطفالهم لتهدديهم أو تخوفيهم بنزول العقاب عليهم إذا لم يقوموا بأعمالهم على أكمل وجه
أو لم يتوقفوا عن تصرفاتهم السلبية أمام الاخرين وخاصة في المرحلة العمرية ما بين 6 إلى 10 سنوات

وتتضمن تلك العبارات معاني غير محبذة وافكار ليست تربوية ومفاهيم غير توجهيهة لسلوك الاطفال
وما يتنافس مع تأسيس القيم الاجتماعية والسلوكية الأخلاقية لدى الاطفال
ويأتي بنتائج عكسية على تكوين شخصيته ومقومات الاداء الجيد لديه


( سأخبر والدك عندما يعود )

كثير مما يزعج الطفل الصغير أمه ويسبب لها الضيق بإمتناعه عن سماع كلامها والانصياع لأوامرها
فلا يحترم رغباتها ولا يلتزم بإرشادتها أمام الاخرين
ما يجعل الام تلجأ إلى تهديد الطفل بوالده عندما يعود من الخارج
وغالبا ما تتناسى الام العقاب رأفة بطفلها أو قد تنفذ تهديدها في مرات قليلة جدا
لنتعود في اليوم التالي وتكرر نفس العبارة عليه من جديد في حال استمراره في السلوك العدواني
ما يجعلها تفقد فعاليتها في السيطرة على طفلها

وبالتالي: تقل قدرتها على التوجيه والتربية
ويرجع علماء النفس السبب في ذلك إلى أن الكثير من الامهات يعتقدن أن الاباء يسيطرون على الابناء بطريقة أفضل
والحقيقة العلمية أن الطفل يطيع أوامر والده ولا يسمع كلامه أكثر من الام
على رغم أن الاب لا يتدخل في شؤون الطفل إلا لدقائق معدودة طوال اليوم
بسبب أن غالبية الأمهات يفقدن السيطرة على أطفالهن
وذلك لتكرار مثل تلك العبارات السلبية التي تظهر فيها الام اتكالية على الاب في أمر يخصها
فتتخلى عن حصتها من مسؤولية التربية كما توحي بضعف شخصية الأم وعدم قدرتها على التوجيه السليم فيرسخ هذا المعنى في نفس الطفل وعقله اللاواعي ..

لذا ينصح خبراء النفس : أن تتحمل الأم مسؤولية الاطفال وحدها في غياب الاب
وتعمل على غرس مبادئ والقيم والاخلاق في نفوسهم كما يجب ان تتدرج في انزال العقاب على الطفل وان يكون العقاب على حجم الذنب وليس على مقدار غضبها أو انزعاجها منه

بالاضافة إلى ان ترك العقاب إلا ان يأتي الوالد فيه تأخير للجزاء وفصل طويل عن زمن وقوع الذنب
ما يضعف أثره في نفسية الطفل للإقلاع عن الخطأ ولكي يكون الجزاء مثمرا يجب أن يكون عاجلا ومباشرا
حتى لا يشعر الطفل بالظلم والاضطهاد


( لم أعد احبك )

تقع غالبية الامهات في خطأ جسيم يتعلق بأصول التربية السليمة وهو سلب الطفل توازنه النفسي من خلال تكرك بعض العبارات السيئة التي تسلبه مشاعر الحب والحنان

وابرزها لكمة لم اعد احبك لا اريد التحدث معك احب اخيك اكثر منك ..
فالطفل في تلك المرحلة المبكرة بحاجة ملحة إلا كل مظاهر الحب والاهتمام من والديه والتأكيد الدائم على تلك المحبة بالقول والفعل
فيجب على الام القيم بكثرة ملامسة طفلها بضمه وتقبيله لضمان طاعته
وعلى الاب الاستماع إليه ومحاورته في شؤونه الخاصة ما يبعث في نفسية الطفل الشعور بالحنان والامان النفسي
كما ان الحب المتبادل بين الام وطفلها يسهل عملية التربية وتلقين الاوامر وذلك لأن شعور الطفل بحب والديه يولد لديه قوة ودافع تدفعه إلى التفاني في طاعتهم والالتزام بأوامرهم ..

ويحذر خبراء النفس : من تكرار عبارة لم اعد احبك على مسامع الطفل
ما يعكس المعادلة فينقلب حب الطفل إلى بغض وتتحول الطاعة إلا تمرد
فيلجأ الطفل بالابتعاد عن والديه والاندفاع إلى الانطوائية التي قد تصل إلى الا صابة بالاكتئاب في بعض الاحيان

كما ان تكرار مثل تلك العبارت يجعل الطفل يتعذر عليه أن يصدق مشاعر حب والديه اتجاهه
مما يؤدي إلا دفع الام والطفل في حلقة مفرغة وهو بإساءته التصرف وعدم الانضباط وهي بتأكيدها المستمر بتوقف حبها له .


( فلان افضل منك )

إن هدف زرع الخصال الجيدة والقيم السامية في نفسية الطفل يمثل حلم ومبتغى كل الامهات
ولكن ما يحدث هو قيام الام بتكرار بعض العبارات المحبطة لعزيمة الطفل ظنا منها انها تحمسه على فعل الصواب
كعبارة فلان افضل منك كما يزداد الامر سوء عند مقارنة الطفل بأخوانه ما يزيد مشاعر النفور والحقد بينهم

ويحذر الخبراء : من استخدام ما شابه من تلك العبارات لأنها تؤدي إلى زيادة الغيرة بين الاقران والاخوان عن طريق عقد المفاضلات التي تسبب في استياء الصغار من بعضهم
فتنمو داخلهم مشاعر الكره والاحساس بالسخط

هذا بالإضافة إلى ان شعور الطفل بان شخصا أفضل منه قد يأتي بنتائج عكسية مثل اضعاف ارادته واصابته باليأس والاحباط
فيعجز عن الالتزام بالفضائل والقيم التي هدفت الام حمله عليها بأسلوبها هذا مما يؤدي إلى فقدان ثقته بنفسه خلال رؤيته ان كل الناس أفضل منه

بالإضافة إلى احتمال اصابته باكثر العقد النفسية انتشارا وهي عقدة النقص التي من عيوبها انها تقود إلى التقليد الاعمى ومتابعة الاخرين في سلوكياتهم

وينصح الباحثون : بعدم اثارة قلق الطفل والتشويش على افكاره بمقارنته بغيره والاستعاضة عن ذلك باستخدام عبارات حماسية تخلق لديه الحافز على تحقيق هدفه


( مازلت صغيرا )

غالبا ما تنظر الام إلى طفلها بأنه ما زال صغيرا مستخدمة عبارات سلبية تؤثر على اداءه وتعرقل من تنمية امكانياته
مثل عبارة توقف عن عمل هذا وانت مازلت صغيرا المنبعثة من خوف الام على طفلها من قسوة الحياة وحرصها على عدم إيذاء نفسه
مما يؤدي إلى الافراط في تدليل الطفل وتعوديه على الكسل والاتكال على والديه في كل صغيرة أو كبيرة تمر به الامر الذي يضعف ثقته بنفسه ويقلل من اعتماده عليها

ويؤكد خبراء التربية : على ضرورة تشجيع الطفل على الاستقلالية من خلال اتاحة الفرص التي يتعلم منها تنميه مهاراته وانجاز واجباته بنفسه
مهما واجهته المصاعب أو الوقوع في اخطاء فالطفل في تلك المرحلة المبكرة يتعلم من اخطائه
لذا يجب على الام ان تتصبر على طفلها وتهون عليه المشاكل التي تواجهه وتشجعه على الاستمرار في عمله مهما كانت النتائج

كما أن شعور الام المستمر بأن طفلها مازال صغيرا يجعلها تتغاضى عن أخطائه وتصرفاته الغير مهذبة والاحجام عن تعليمه الاداب الاجتماعية المفروضة




امتنعي عن ترديد عبارة ( اجلس ) ( اصمت )

لما لها من تأثير سلبي على احساس الطفل بإحترام ذاته وتقدير شخصيته مع توفير الفرص المناسبة التي تتيح للطفل حرية التعبير بالكلام عن ما يريد وفي الوقت الذي يريد


احذري عبارة ( انت طفل فاشل )

فهي تهمل الجوانب الايجابية في شخصيته وتركز فقط على مواطن الفشل فيه مما يدي إلى ظهور التمرد والعقوق في سلوك الطفل الناتج عن شعوره المستمر باللوم الشديد والتحقير والازدراء

اهتمي بإرضاء طفلك بواسطة نظرة اعجاب او كلمة تشجيع او عبارة ثناء مثل انا فخورة بك دوما .. فهذا يؤثر فيه تأثيرا ايجابيا اكبر من تأثير الكافأت المادية

لا تتبعي إسلوب التخويف :

من خلال تكرار بعض عبارات التهديد مثل ان ازعجتني سآتي بالطبيب
حيث يصدق الطفل في تلك المرحلة كل ما يقال له كما يعتبر اقوال والديه بمثابة حقيقة مطلقة
وفي حال اكتشف الطفل ان امه تخدعه قد تزعزع ثقته بوالدته ومن ثم الشك بمصداقيتها في كل ما تقوله

تجنبي عبارة : ( يجب ان تكون الاول دوما )

ما يضع الطفل في حالة من التوتر والقلق المستمر للوصول إلى مبتغى والديه بحصوله على

المركز الاول والتركيز على عامل المنافسة اكثر من الاستفادة والتحصيل العلمي لذا يجب تنمية حب التعلم والتفوق الدراسي والمرونة في تقبل الخسارة


________________________


انتهى درسنا اليوم

:26:
سوفت كوين
سوفت كوين
مرحلة الطفولة من المراحل المهمة والأساسية في بناء شخصيَّة الفرد إيجابًا أو سلبًا، وفقًا لما يُلاقيه من اهتمام،
جاء الإسلام ليُقَرِّرَ أن لهؤلاء الأطفال حقوقًا وواجبات،
لا يمكن إغفالها أو التغاضي عنها، وذلك قبل أن تُوضَع حقوق ومواثيق الطفل بأربعة عشر قرنًا من الزمان!
التربية فريضة على الآباء



وعلى هذا فالتربية هي عملية بناء وإصلاح ورعاية حتى التمام، ولكي نضمن إخراج طفل سويٍّ لا بُدَّ من تربيته وتنشئته على الإسلام

فالنظرة التربوية الإسلامية تهتم بكل مجالات الحياة الصحيَّة والنفسيَّة والأخلاقيَّة والاجتماعيَّة وما إلى ذلك.
والتربية فريضة في حقِّ الآباء، وهي مسئولية وأمانة لا يجوز التخلِّي عنها، قال تعالى:

"إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً".

وهي تقوم على عدَّة عناصر هي: المربِّي والمربَّى والمنهج، وحتى تؤتي التربية ثمارها لا بُدَّ من توافر صفات في القائم بعملية التربية

وإلا لن يرى أثرًا لجهده وعمله، فغالبًا ينشأ الولد على غرار أبيه، يقول الشاعر:

وينشأ ناشئ الفتيان منَّا على ما كان عوَّده أبوه
وما دان الفتى بحج ولكن يعـوده التدين أقربوه

فلا بُدَّ أن يشعر كِلا الأبوين أنهما مسئولان عن أطفالهما، وهما محاسبان على التقصير في تربيتهما

وعن هذه المسئولية يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
"كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ،
وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ..."


وقد أمرنا الله أن نحمي أنفسنا وأبنائنا من النار يوم القيامة، فقال تعالى:

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ".

صفات المربي

وصفات المربي هي عامل أساسي في عملية التربية لإحداث التأثُّر، فالكلام الذي لا يتبعه عمل كالرُّوح بلا جسد

ولا بُدَّ لهذه الصفات من توافرها في الأبوين وكذلك القائمِينَ بأعمال التربية، ومن هذه الصفات:


1- الحلم والأناة والبُعد عن الغضب

ولنا في النبي صلى الله عليه وسلم أسوة وقدوة، ولقد خدم سيدنا أنس بن مالك النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين
فما قال لشيء فعله لِمَ فعلته، ولا لشيء تركه لِمَ ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم حليمًا في تعليم الأطفال

وروى عمرو بن سلمة قال: "كُنْتُ غُلاَمًا فِي حَجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ فِي الصَّحْفَةِ،
فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا غُلاَمُ، سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ. فَمَا زَالَتْ تِلْكَ طِعْمَتِي بَعْدُ"

ولا بُدَّ للقائم على عمليَّة التربية البعد عن الغضب لما له من آثار سلبيَّة على نفسيَّة الطفل،

وهذه من وصيَّة النبي صلى الله عليه وسلم عندما سأله رجل أن يوصه، فقال له: "لا تَغْضَبْ" وكرَّر عليه ذلك مرارًا.

2- الرفق واللين

وهاتان الصفتان أساسيَّتان في عملية التربية؛ فالطفل الصغير يحتاج إلى الرفق أكثر من الشدَّة،

وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لاَ يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ، وَمَا لاَ يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ"

3- الرحمة

وهي من أهمِّ الأسس التي تقوم عليها عملية التربية، فالرحمة من أسس النشأة القويمة والنموِّ النفسي والاجتماعي لدى الأطفال،
وبافتقادهم لهذه الصفة تحدث فجوة كبيرة بين الأطفال والمجتمع الذي فيه يعيشون، ولن يكون لهم طريق إلا الانحراف والعنف


وكان النبي صلى الله عليه وسلم قدوةً في ذلك فكان رحيمًا بالأطفال،

وانتقد النبي صلى الله عليه وسلم الرجل الذي قال له إن لي عشرة من الأبناء ما قبَّلْتُ واحدًا منهم،

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "وَمَا أملك وَقَدْ نَزَعَ اللَّهُ الرَّحْمَةَ مِنْ قَلْبِكَ"


4- الاعتدال والوسطية

من صفات المربِّي الناجح الاعتدال والوسطية، فالغلوُّ والتشديد ليس له مكان في ديننا
وغالبًا ما ينفر الأولاد من طابع المربِّي الذي يجنح إلى الشدَّة والغلظة.

5- القصد في الكلام

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم - وهو الذي لا يَمَلُّ من كلامه أحد - يتخوَّل أصحابه بالموعظة مخافة الملل
وليس المقصود من عملية التربية الكلام إنما الهدف هو الفعل.


6- القدوة الحسنة

والقدوة الحسنة لها دور كبير في تنشئة الأولاد، فغالبًا ما يجنح الأولاد إلى التقليد، فالقدوة هنا لها دور كبير في عملية التنشئة

وقد امتدح الله عز وجل الأبوين الصالحَيْنِ وحَفَظَ المال لأبنائهما بصلاحهما

فقال تعالى: "وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا
فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ".


وهذا طرف من صفات المربِّي الناجح لتُؤْتِيَ عمليَّة التربية ثمارها، ولا نكون كالذي يحرث في الماء
ولكي تحقق عملية التربية أهدافها ونرى نتاجها لا بُدَّ من معرفة منهج الإسلام في التربية


وما هي جوانب التربية؟

والحقيقة أن للتربية جوانب عديدة، والإسلام لم يقتصر فيها على جوانب العبادة والأخلاق، بل امتدَّ ليشمل الجانب العقلي والاجتماعي والبدني،

فهدف الإسلام أن يخرج طفلاً سويًّا ينمو عقله مع جسده، وتنمو كذلك أخلاقه مع عَلاقاته الاجتماعيَّة، ومن هذه التربية ما يلي:




1- التربية الإيمانية العبادية





وتكون هذه التربية بتوجيه عواطف الطفل ومشاعره نحو حُبِّ الله وحُبِّ رسوله صلى الله عليه وسلم، وكذلك نزرع في قلوبهم الخوف من الله

لأن الحُبَّ يؤدِّي إلى طاعة الله، والخوف يؤدِّي إلى البُعْدِ عن المعاصي والذنوب، ونحدَّثه عن الجنة والنار

فغالبًا ما يستهوي الأولاد هذه الحكايات، ونخبرهم أن محبَّتنا لله تنشأ من احتياجنا إليه نحن وآبائنا، فكل شيء بيده سبحانه وتعالى،
وهذا ما يدفعنا أيضًا نحو شكره على نعمه.

ويعمل المربِّي على غرس الإيمان الحقيقي في نفوس الأطفال الذي هو سبب سعادتهم في الدنيا والآخرة
ونأخذ بيد الطفل إلى العبادة بالتدريج، والنبي صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نُعَوِّدَ الطفل على الصلاة وهو في السابعة من عمره،
ونضربه على التخلُّف عنها في العاشرة

ونُعَوِّدُهُ على الصدقة وكذلك الصوم وكان الصحابة رضوان الله عليه يُعَلِّمون أبناءهم الصوم ويعطونهم ما يلعبون به لينسوا الطعام وذلك ليتدرَّبوا على الصيام،
وبذلك تسير الخطى نحو غرس هذه العبادات في نفوس الأطفال.




2- التربية البدنيَّة

المقصود بالتربية البدنيَّة هي الاعتناء بالجسم؛ وذلك ليكون سليمًا، فبالإضافة إلى الاهتمام بالعضلات وبالحواس

يجب الاهتمام بالطاقة الحيوية المنبثقة من الجسم والمتمثِّلة في مشاعر النفس، وطاقة الدوافع الفطرية والنزعات والانفعالات،

حيث يراعي الإسلام أمرين هامَّين:

مراعاة الجسم من حيث هو جسم يحتاج إلى الغذاء الجيِّد والمسكن الصحِّيِّ، والراحة والنوم الجيِّد والحصانة من الأمراض.
وتوفير الطاقة الحيويَّة اللازمة لتحقيق أهداف الحياة، وهي أهداف تشمل كيان الإنسان كله.

ولا بُدَّ من تعوديه على ممارسة الرياضة كالعدو، والسباحة، والرمي، وركوب الخيل

وغيرها، لما لها من أهميَّة في بناء جسد الفرد، وقد أجاز النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة أُحُد مَن كانت له قدرة على الرمي وهو ما زال فتى يانعًا

وكذلك أجاز مَن صرعه، وذلك يدلُّ على أهميَّة بناء البدن، وأوصى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه تعليم الأولاد السباحة والرماية وركوب الخيل،

ولا يخفى على أحد ما في السباحة من تكوين وبناء لعضلات الإنسان.



3- التربية الأخلاقية

والمقصود بالتربية الأخلاقيَّة العمل على غرس قيم الخير في نفس الطفل، كالصدق والأمانة وبرِّ الوالدين والشجاعة
ومن أهمِّ جوانب التربية الأخلاقيَّة العمل على تخليته من الأخلاق البذيئة، كالكذب والجبن وما إلى ذلك.


4- التربية العقلية

أعطى الإسلام للعقل عناية خاصَّة، فالإسلام يُشَجِّع الطاقات العقليَّة ويحترمها، وألقى الإسلام على عاتق الأبوين تربية عقل الطفل

فليس المقصود من التربية كما يفهم الكثيرون الطعام والكساء، بل لا بُدَّ من غذاء عقلي للطفل لينمو عقله ويستطيع أن يساير الحياة

وحتى ننهض بالعقل لا بُدَّ من اغترافه من مَعِين الثقافة والعلم، والتركيز على القرآن الكريم وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم

وبالإضافة إلى هذه العلوم لا بُدَّ من الاطلاع على الكتب العامَّة والمعارف الأخرى، وعلى الأبوين كذلك اختيار الأصدقاء المتميِّزين بثقافتهم الإسلاميَّة.


5- التربية الاجتماعية

ويقصد بالتربية الاجتماعيَّة تربية الطفل على آداب اجتماعية فاضلة، وهي المنبثقة من العقيدة الإسلاميَّة
كالنظام وحسن التعامل والتصرُّف الحكيم، وتقوم التربية الاجتماعيَّة أيضًا على التربية الإيمانيَّة والأخلاقيَّة والعقليَّة

وذلك ليستطيع التفاعل في المجتمع والتأثير فيه، وتقع هذه المسئوليَّة أوَّلاً على الأسرة.
وباكتمال هذه الجوانب يصبح لدينا طفل قوي العبادة، صحيح العقيدة، متين الخلق، مثقَّف الفكر، يستطيع أن يخدم دينه وأُمَّتَه


وأن يكون لَبِنَة صالحة في المجتمع. طرق تربية الأطفال


1- التربية بالملاحظة



وهي ملاحقة الولد وملازمته في التكوين العقدي والأخلاقي، ويدخل فيه التكوين النفسي والاجتماعي

وهذه التربية جسَّدها النبي صلى الله عليه وسلم في ملاحظته لأفراد المجتمع، ويعقبها الترشيد والتوجيه.
ويجب الحذر من أن تتحوَّل الملاحظة إلى تجسُّس، فمن الخطأ أن نفتِّش غرفة الولد المميَّز ونحاسبه على هفوة نجدها

لأنه لن يثق بعد ذلك بالمربِّي، وسيشعر أنه شخص غير موثوق به، وقد يلجأ إلى إخفاء كثير من الأشياء عند أصدقائه أو معارفه
ولم يكن هذا هدي النبي صلى الله عليه وسلم في تربيته لأبنائه وأصحابه.

كما ينبغي الحذر من التضييق على الولد ومرافقته في كل مكان وزمان؛ لأن الطفل - وبخاصَّة المميَّز والمراهق يحبُّ أن تثق به وتعتمد عليه

ويحب أن يكون رقيبًا على نفسه، ومسئولاً عن تصرُّفاته، بعيدًا عن رقابة المربِّي، فَتُتَاحُ له تلك الفرصة باعتدال.

وعند التربية بالملاحظة يجد المربِّي الأخطاء والتقصير، وعندها لا بُدَّ من المداراة التي تحقِّق المطلوب دون إثارة أو إساءة إلى الطفل

والمداراة هي الرفق في التعليم وفي الأمر والنهي

بل إن التجاهل أحيانًا يُعَدُّ الأسلوب الأمثل في مواجهة تصرُّفات الطفل التي يستفزُّ بها المربي،
وبخاصَّة عندما يكون عمر الطفل بين السنة والنصف والسنة الثالثة

حيث يميل الطفل إلى جذب الانتباه واستفزاز الوالدَيْنِ والإخوة، فلا بُدَّ عندها من التجاهل لأن إثارة الضجة قد تؤدِّي إلى تشبُّثه بذلك الخطأ

كما أنه لا بُدَّ من التسامح أحيانًا؛ لأن المحاسبة الشديدة لها أضرارها التربويَّة والنفسيَّة.


2- التربية بالإشارة

والتربية بالإشارة تُستخدَم في بعض المواقف كأنْ يُخطئ الطفل في وجود ضيوف أو في محفل فتكفيه إشارة باليد أو نظرة غضب

وذلك لأن إيقاع العقوبة قد يجعل الطفل معاندًا لأن الناس ينظرون إليه، وتُستخدم الإشارة خاصَّة مع الأطفال ذوي الحسِّ المرهف.

ويدخل ضمنه التعريض بالكلام، فيقال: إن طفلاً صنع كذا وكذا، وعمله عمل ذميم، ولو كرَّر ذلك لعاقبته

وهذا الأسلوب يحفظ كرامة الطفل ويؤدِّب بقيَّة أهل البيت ممن يفعل الفعل نفسه دون علم المربِّي.
3- التربية بالموعظة وهدي السلف

وتعتمد الموعظة على جانبين؛ الأول: بيان الحقِّ وتعرية المنكر.
والثاني: إثارة الوجدان

فيتأثر الطفل بتصحيح الخطأ وبيان الحق وتقلُّ أخطاؤه، وأما إثارة الوجدان فتعمل عملها لأن النفس فيها استعداد للتأثُّر بما يُلقى إليها

والموعظة تدفع الطفل إلى العمل المرغب فيه.

ومن أنواع الموعظة:

أ- الموعظة بالقصة وكلما كان القاصُّ ذا أسلوب متميِّز جذاب استطاع شد انتباه الطفل والتأثير فيه، وهو أكثر الأساليب نجاحًا.

ب- الموعظة بالحوار وهي تشدُّ الانتباه وتدفع الملل إذا كان العرض حيويًّا،
وتُتِيح للمربِّي أن يَعرف الشبهات التي تقع في نفس الطفل فيعالجها بالحكمة.

ج- الموعظة بضرب المثل الذي يُقَرِّب المعنى ويُعين على الفَهم.

د- الموعظة بالحَدَثِ فكلما حدث شيء معيَّن وجب على المربِّي أن يستغلَّه تربويًّا

كالتعليق على مشاهد الدمار الناتج عن الحروب والمجاعات ليُذَكِّر الطفل بنعم الله، فيؤثِّر هذا في النفس؛ لأنه في لحظة انفعال ورِقَّة فيكون لهذا التوجيه أثره البعيد.

وللمربِّي في ذلك مخاطبة الطفل على قدر عقله، والتلطُّف في مخاطبته ليكون أدعى للقَبول والرسوخ في نفسه، كما أنه يُحسن اختيار الوقت المناسب
فيراعي حالة الطفل النفسيَّة ووقت انشراح صدره وانفراده عن الناس،

وله أن يستغل وقت مرض الطفل؛ لأنه في تلك الحال يجمع بين رقَّة القلب وصفاء الفطرة، وأما وعظه وقت لعبه أو أمام الأباعد فلا يُحقِّق الفائدة.

ويجب أن يَحْذَر المربي من كثرة الوعظ، فيتخوَّله بالموعظة، ويراعي الطفل حتى لا يملَّ، ولأن تأثير الموعظة مؤقَّت فيحسن تَكرارها مع تباعد الأوقات.

4- التربية بالعادة

لَفَتَ النبي صلى الله عليه وسلم نظر الآباء إلى هذا النوع من التربية في حديثه صلى الله عليه وسلم الذي رواه عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدِّه:
"مُرُوا أَبْنَاءَكُمْ بِالصَّلاَةِ لِسَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرِ سِنِينَ"

فالثلاث سنوات كافية ليتعوَّد فيها الإنسان على الصلاة، وكذلك جميع العبادات والأخلاق، فتصبح عادة راسخة في النفس.
وقد تأكد ذلك في إرشاد ابن مسعود رضي الله عنه حيث قال: "وعوِّدوهم الخير، فإن الخير عادة"
. وبهذا تكون التربية بالعادة ليست خاصَّة بالشعائر التعبُّديَّة وحدها، بل تشمل الآداب وأنماط السلوك.

هذا ولكي نعوِّد الطفل على العبادات والعادات الحسنة يجب أن نبذل الجهود المختلفة ليتمَّ تَكرار الأعمال والمواظبة عليها بالترغيب والترهيب والقدوة والمتابعة
وغيرها من الوسائل التربويَّة.

وترجع أهميَّة التربية بالعادة إلى أن حُسن الخلق بمعناه الواسع يتحقَّق من وجهين:
الأول: الطبع والفطرة، والثاني: التعوُّد والمجاهدة

ولما كان الإنسان مجبولاً على الدين والخُلُق الفاضل كان تعويده عليه يرسِّخه ويَزيده، ولكي نعوِّد الطفل على العبادات والعادات الحسنة
يجب أن نبذل الجهود المختلفة

ليتم تكرار الأعمال والمواظبة عليها بالترغيب والترهيب والقدوة والمتابعة وغيرها من الوسائل التربويَّة.

5- التربية بالترغيب والترهيب

والترهيب والترغيب من العوامل الأساسيَّة لتنمية السلوك وتهذيب الأخلاق وتعزيز القيم الاجتماعيَّة

ويمثِّل الترغيب دورًا مهمًّا وضروريًّا في المرحلة الأولى من حياة الطفل؛ لأن الأعمال التي يقوم بها لأوَّل مرَّة شاقَّة تحتاج إلى
حافز يدفعه إلى القيام بها حتى تصبح سهلة
كما أن الترغيب يُعَلِّمه عادات وسلوكيَّات تستمرُّ معه ويصعب عليه تركها.

والترغيب نوعان: معنوي ومادي

ولكلٍّ درجاته فابتسامة الرضا والقبول، والتقبيل والضم،والثناء، وكافَّة الأعمال التي تُبهج الطفل هي ترغيبٌ في العمل.

ويرى بعض التربويِّين أن تقديم الإثابة المعنويَّة على الماديَّة أولى حتى نرتقي بالطفل عن حُبِّ المادة
وبعضهم يرى أن تكون الإثابة من جنس العمل، فإن كان العمل ماديًّا نكافئه ماديًّا، والعكس.


*************


وإن وسائل التربية تتعدَّد وتشمل جميع المؤثِّرات في سلوك الطفل، ونعرض هنا أهمها كما يلي:


1- التربية بالقدوة

فالطفل يُحِسُّ بالحاجة إلى الانضمام تحت راية كائن مرموق
فيتجه إلى الاقتداء بالوالدين أو الإخوة أو المعلمين أو الأصدقاء، ثم يتحوَّل الاقتداء إلى عمليَّة فكريَّة يمتزج فيها الوعي والانتماء بالمحاكاة والاعتزاز

ويظلُّ محتاجًا إلى القدوة في كل مراحل حياته، والاقتداء من أعظم عوامل الإصلاح، إضافة إلى أنه يُشبع الحاجة الغريزية المذكورة آنفًا

لأن الطفل لديه قدرة عجيبة على المحاكاة بوعي أو بغير وعي، وهو يعتقد أن كل ما يفعله الكبار صحيح من آباء وأمهات وأجداد وجدات وإخوة كبار؛ إذ هم أكمل الناس عنده.

ويوصي علماء التربية بالاهتمام بتربية الولد البكر ذكرًا كان أم أنثى لأن إخوته يقلِّدونه ويتأثَّرون به

وعلى الوالدين أن يحقِّقا إسلامهما في كل صغيرة وكبيرة؛ ليتربى ولدهما تربية إسلاميَّة

وإذا كان أحدهما مبتلى بمعصية أو بِدْعَةٍ فعليه أن يستخفي بها عن أولاده، كالتدخين وشرب المسكر وترك الصلاة وغيرها.

وكلما كبر الطفل تعدَّد الأشخاص الذين ينالون إعجابه ويقتدي بهم، كالرفقة والمعلِّم والجار

وقد تكون بيئة الطفل واسعةً فيها الجدُّ والجدَّة واللذين يؤثِّران في سلوك الطفل لعَلاقتهما الحميمة به
كما أن وجود الخدم والمربيات واهتمامهم بالطفل يجعله مقتديًا بهم، يقتبس من سلوكهم حسب محبَّته لهم واختلاطه بهم.


ولا بُدَّ أن يربط المربِّي ولده بالقدوة الأوَّل صلى الله عليه وسلم وصحبه فيُعلِّمه السِّيَرَ والمغازي، وما تتضمَّنه من قَصَص نبوي، ويُعَلِّمه السُّنن والأخلاق

وإذا أرشده إلى خُلُقٍ ذَكَّرَه بأنه خُلُقٌ نبوي، ليرتبط به وجدانيًّا وسلوكيًّا.

ومن الخطأ أن يُعجب الوالدان بتقليد ولدهما للاعب أو ممثِّل أو مغنٍ، ولو كان ذلك التقليد طريفًا؛ لأن هذا يغرس محبَّة القدوةِ السيِّئة في نفس الطفل دون شعور الوالدين

ومن الخطأ كذلك شراء الملابس أو الأدوات التي تحمل صور المنحرفين أو أسمائهم أو ألبستهم الخاصَّة؛ لأن هذا يُورِث الاقتداء بهم.



2- التربية بالجليس الصالح



والجليس بصفة عامَّة يحقِّق حاجة اجتماعيَّة ونفسيَّة، فالطفل يميل إلى رفقة يلعب كل منهم منفردًا في منتصف السنة الرابعة

وبعدها يميل كل منهم إلى اللعب الجماعي، وكلما كبر الطفل احتاج إلى وقت أطول يقضيه مع رفقته ليبدأ استقلاله عن والديه

وأما في المراهقة فالرفقة من أهمِّ الحاجات النفسيَّة والاجتماعيَّة التي لا يستغني عنها المراهق.
وأهمُّ الشروط أن تكون مجموعة الرفاق مناسبة لسن الطفل العقلي والجسدي

لأن الطفل إذا كان أصغر منهم يتحوَّل إلى تابعِ مقلِّد وإذا كان أكبر أحس بالمسئوليَّة عنهم وعن حمايتهم

وليس معنى هذا ألاَّ يلعب إلا مع رفقة في سنِّه، ولكن لا يُقحم دائمًا في مجموعات أصغر أو أكبر منه
ومن شروط الرفقة أن تكون صالحة فيعمل المربي على تحبيب ولده في الأخيار، ويختار السكن حول جيران مستقيمين

ويربط ولده بحلق التحفيظ والمراكز الصيفيَّة والمكتبات، ويوثق عَلاقته بالصالحين من أقاربه وأصدقائه

والسماح لهما بتبادل الزيارات والرسائل والمكالمات الهاتفيَّة

وأما إن كان سيئًا فعلى المربِّي أن يُبَيِّنَ سوء سلوكه، ويُتيح لولده فرصة عقد صداقات جديدة دون أن يشعر حتى يتخلَّص من صديق السوء

أو يَقِلَّ تأثيره على الأقلِّ، ويخطئ بعض المربِّين حين يمنع ولده من أية صداقة، حتى إذا كَبِر عقد صداقات سيِّئة،

كان يمكن للمربِّي أن ينأى بولده عنها لو أتاح له فرصة عقدة صداقات صالحة في سنٍّ مبكِّرة.

3- الإفادة من العلم الحديث ومخترعاته




أصبحت مخترعات العلم الحديث تُشارِك في تربية الصغار والكبار، ويكمن خطرها في أنها تَنْقُل للبيوت عادات وتقاليد وعقائد مخالفة للإسلام
وعادات المجتمع المسلم، وتؤثِّر في الصغار؛ لأنهم يجلسون أمامها مدَّة طويلة
وهم في حالة نفسيَّة مناسبة لتلقِّي ما يُعْرَض عليهم، ومن أهمِّ هذه المخترعات التلفاز والحاسوب.

4- الإفادة من الدوافع الفطرية

فالدوافع الفطريَّة تسهم في تربية الطفل إذا أحسن المربِّي استخدامها، وراعى فيها التوازن والاعتدال ومنها:

الاستهواء:

ويشترط أن يكون لصالح الطفل، فلا يوحي إليه المربِّي بما يجعله جبانًا، كالوحوش والأشباح وغيرها مع الاعتدال

لأن كثرة الإيحاء للطفل تجعله تابعًا لغيره منقادًا، ويقضي على استقلاليَّته، ولكي ينجح المربِّي في الإيحاء لا بُدَّ من الصدق

وأن يكون متَّصِفًا بما يدعو إليه، كالشجاعة أو الصبر، وأن يكون ماهرًا في عرض الفكرة وأن تكون رنة الصوت مؤثِّرة

وعلى المربِّي أن يحذر من وقوع طفله تحت مِظَلَّة الفسق عن طريق إعجابه بالمغنِّين والممثِّلين، ولذا عليه أن ينفره منهم، ويزرع في نفسه كراهيتهم.





اللعب:

ومنه يتعلَّم القدرة على التفكير والمهارات المختلفة، أما اللعب الجماعي فيشكِّل مدرسة يتعلَّم منها فنَّ القيادة، والطاعة، والالتزام

والمعايير السلوكيَّة، كما يتدرَّب على أداء دوره المستقبلي، فالفتى يمثِّل الأب، أو المدرس، أو الطبيب، أو غيرهم

والفتاة تمثِّل دور الأم أو أية مهنة تناسبها، ولكن يجب التوازن في اللعب الجماعي والفردي
حتى يبعد الطفل عن الانطواء، ويتعلَّم أسلوب التعامل مع الآخرين واحتمال الأذى.


التقليد:

ويُعَدُّ من وسائل تكوين العادات والآداب الاجتماعية، وذلك بوجود القدوة التي يقلِّدها الطفل

ويَسْهُل تعليم الطفل الآداب الاجتماعيَّة إذا كان المربِّي نفسه متحلِّيًا بهذه الآداب بشكل دائم، وإذا عوّد الطفل على الجرأة،
ويبدأ التقليد عند الطفل في آخر السنة الأولى

ويكون تقليدًا غير واع، ثم يصبح اقتداء يمتزج فيه الوعي بالانتماء والمحاكاة والاعتزاز، ويمكن أن يكون علاجًا للخوف إذا وجد المربِّي الشجاع،
واختلط بأقران لا يخافون

ويُستفاد من التقليد في تناول الدواء والطعام وفي علاج الكسل وكثير من السلبيَّات.

التنافس البناء :

يحرِّك في الطفل مشاعر وطاقات لا تَظهر إلا بالتنافس، ويستطيع المربِّي أن يُحَوِّل المنافسة إلى وسيلة تربويَّة

إذا راعى فيها أن يكون الأطفال المتنافسون بينهم فروق يسيرة، وأن يُعَوِّدهم على احترام بعضهم وتهنئة الفائزين منهم

وليحذر من المقارنة التي تحطُّ من قدر الطفل، أو أن يستخدمها كعقاب فيزرع المرارة في نفسه،
وعند استخدام المقارنة يجب أن تكون لتذكير الطفل مَن هو أفضل منه

وفي نفس الوقت تزرع الثقة بأن نقارنه بمن هو أدنى منه، وكل ذلك باعتدال واتِّزان.

التعاون :

يميل الطفل إلى اللعب الجماعي في عامه الرابع، فيَحْسُن بالوالدين استغلال هذا الميل الفطري

وذلك في عدَّة أمور كالأكل الجماعي والتعاون على حمل الأغراض أو الترتيب

ويتعلم من خلال العمل الجماعي قيمًا عُليا؛ كالرحمة بالصغير، وتكليفه بما يناسبه من العمل، والجدِّ والمسابقة للعمل، والإيثار والمحبَّة.

والتعاون له آثاره المشاهَدة؛ كسرعة إنجاز العمل وسهولته، ومن ذلك حمل الأواني وترتيب الألعاب والغُرَفِ ومساعدة الوالدين.

5- التربية بالعقوبة

يقول الأستاذ محمد قطب: التربية بالعقوبة أمر طبيعي بالنسبة للبشر عامَّة والطفل خاصَّة، فلا ينبغي أن نستنكر من باب التظاهر بالعطف على الطفل

ولا من باب التظاهر بالعلم، فالتجرِبة العلميَّة ذاتها تقول: إن الأجيال التي نشأت في ظلِّ تحريم العقوبة ونبذ استخدامها أجيالٌ مائعة لا تصلح لجديَّات الحياة ومهامِّها،
والتجرِبة أَوْلَى بالاتِّبَاع من النظريَّات اللامعة.

والعطف الحقيقي على الطفولة هو الذي يرعى صالحها في مستقبلها، لا الذي يدمِّر كيانها ويفسد مستقبلها

ولا بُدَّ من معرفة الفرق بين التأديب والعقوبة بالنسبة للطفل، فهو من أهل التأديب وليس من أهل العقوبة

وإن احتجنا إلى العقوبة فعلينا أن نراعي احترامنا لكيان الصغير ولكونه إنسان، ولا بُدَّ قبل العقوبة من توجيه النصح والإرشاد

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يوجِّه الفتيان،

فقد مرَّ على غلام يسلخ شاة ولا يحسن، فقال صلى الله عليه وسلم للغلام: "تَنَحَّ حَتَّى أُرِيَكَ". فليكن شعارك مع ابنك تنحَّ حتى أريك.

ولا يلجأ المربِّي إلى الضرب مباشرة بل تسبقه عقوبات، كالنظرة الحادَّة، وشدِّ الأذن، والإهمال شرط ألا يطول، والمعاقبة المادِّيَّة


وإذا احتاج الأمر إلى الضرب فلا بُدَّ من مراعاة بعض الأمور:

- أن يكون قد بلغ الطفل العاشرة من عمره، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بضرب الطفل الذي بلغ العاشرة ولا يصلي.

- أن يكون الضرب مفرَّقًا على الجسد، وأن يكون بين كل سوطين وقت لذهاب الألم.

- أن يتجنب الأماكن الحساسة.

- ألا يزيد على عشرة أسواط فقد روى أبو بردة رضي الله عنه قال:
"كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لاَ يُجْلَدُ فَوْقَ عَشْرِ جَلَدَاتٍ إِلاَّ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ"


ويمتنع المربِّي عن ضرب الطفل إذا ما ذكر الله

وذلك لحديث النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم:
"إِذَا ضَرَبَ أَحَدُكُمْ خَادِمَهُ فَذَكَرَ اللَّهَ فَارْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ"

وفي ذلك تعظيم لشأن الله في نفس الطفل.

ولا بُدَّ أن يَعْلَم المربِّي أن هذه العقوبة ليست إلاَّ للتقويم والتربية، ويبتعد عن العقوبة وهو غضبان

لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يَقْضِي الْقَاضِي وَهُوَ غَضْبَانُ".


وأخيرًا ندرك حقَّ الطفل في الشريعة الإسلاميَّة، وكيف أنها حقوق محفوظة ومصونة
والذي من أجله أن ينشأ الطفل على تربية صحيحة وسليمة، وبذلك نستطيع بناء أُمَّة قويَّة




*******************

انتهى درسنا اليوم :)

الدرس مهم جدا جدا ومفيد .. اليوم كان فالجانب الاسلامي في تربية الطفل

قرآء الدرس أكثر من مرة .. وركزوا على كل نقطة بارك الله فيكم

المطلوب منكم هذا الاسبوع

تطلبوا من اطفالكم بأن يخرجوا من ملابسهم وألعابهم للمحتاجين

للصدقة .. طبعا مع الشرح لهم عن فوائد الصدقة وقيمتها واجرها

ولكن ابغى اطفالكم بنفسهم هما اللي يختاروا ما يتصدقوا فيه حتى نزرع هالشي في نفسهم

وكمان هما اللي يوصلوها بأنفسهم إما لناس تعرفوهم محتاجين أو للجمعيات الخيرية


:26:
سوفت كوين
سوفت كوين
مرحلة الطفولة من المراحل المهمة والأساسية في بناء شخصيَّة الفرد إيجابًا أو سلبًا، وفقًا لما يُلاقيه من اهتمام، جاء ليُقَرِّرَ أن لهؤلاء الأطفال حقوقًا وواجبات، لا يمكن إغفالها أو التغاضي عنها، وذلك قبل أن تُوضَع ومواثيق بأربعة عشر قرنًا من الزمان! التربية فريضة على الآباء وعلى هذا فالتربية هي عملية بناء وإصلاح ورعاية حتى التمام، ولكي نضمن إخراج طفل سويٍّ لا بُدَّ من تربيته وتنشئته على الإسلام فالنظرة التربوية الإسلامية تهتم بكل مجالات الحياة الصحيَّة والنفسيَّة والأخلاقيَّة والاجتماعيَّة وما إلى ذلك. والتربية فريضة في حقِّ الآباء، وهي مسئولية وأمانة لا يجوز التخلِّي عنها، قال تعالى: "إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً". وهي تقوم على عدَّة عناصر هي: المربِّي والمربَّى والمنهج، وحتى تؤتي التربية ثمارها لا بُدَّ من توافر صفات في القائم بعملية التربية وإلا لن يرى أثرًا لجهده وعمله، فغالبًا ينشأ الولد على غرار أبيه، يقول الشاعر: وينشأ ناشئ الفتيان منَّا على ما كان عوَّده أبوه وما دان الفتى بحج ولكن يعـوده التدين أقربوه فلا بُدَّ أن يشعر كِلا الأبوين أنهما مسئولان عن أطفالهما، وهما محاسبان على التقصير في تربيتهما وعن هذه المسئولية يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ..." وقد أمرنا الله أن نحمي أنفسنا وأبنائنا من النار يوم القيامة، فقال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ". صفات المربي وصفات المربي هي عامل أساسي في عملية التربية لإحداث التأثُّر، فالكلام الذي لا يتبعه عمل كالرُّوح بلا جسد ولا بُدَّ لهذه الصفات من توافرها في الأبوين وكذلك القائمِينَ بأعمال التربية، ومن هذه الصفات: 1- الحلم والأناة والبُعد عن الغضب ولنا في النبي صلى الله عليه وسلم أسوة وقدوة، ولقد خدم سيدنا أنس بن مالك النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لشيء فعله لِمَ فعلته، ولا لشيء تركه لِمَ ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم حليمًا في تعليم الأطفال وروى عمرو بن سلمة قال: "كُنْتُ غُلاَمًا فِي حَجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ فِي الصَّحْفَةِ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا غُلاَمُ، سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ. فَمَا زَالَتْ تِلْكَ طِعْمَتِي بَعْدُ" ولا بُدَّ للقائم على عمليَّة التربية البعد عن الغضب لما له من آثار سلبيَّة على نفسيَّة الطفل، وهذه من وصيَّة النبي صلى الله عليه وسلم عندما سأله رجل أن يوصه، فقال له: "لا تَغْضَبْ" وكرَّر عليه ذلك مرارًا. 2- الرفق واللين وهاتان الصفتان أساسيَّتان في عملية التربية؛ فالطفل الصغير يحتاج إلى الرفق أكثر من الشدَّة، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لاَ يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ، وَمَا لاَ يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ" 3- الرحمة وهي من أهمِّ الأسس التي تقوم عليها عملية التربية، فالرحمة من أسس النشأة القويمة والنموِّ النفسي والاجتماعي لدى الأطفال، وبافتقادهم لهذه الصفة تحدث فجوة كبيرة بين الأطفال والمجتمع الذي فيه يعيشون، ولن يكون لهم طريق إلا الانحراف والعنف وكان النبي صلى الله عليه وسلم قدوةً في ذلك فكان رحيمًا بالأطفال، وانتقد النبي صلى الله عليه وسلم الرجل الذي قال له إن لي عشرة من الأبناء ما قبَّلْتُ واحدًا منهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "وَمَا أملك وَقَدْ نَزَعَ اللَّهُ الرَّحْمَةَ مِنْ قَلْبِكَ" 4- الاعتدال والوسطية من صفات المربِّي الناجح الاعتدال والوسطية، فالغلوُّ والتشديد ليس له مكان في ديننا وغالبًا ما ينفر الأولاد من طابع المربِّي الذي يجنح إلى الشدَّة والغلظة. 5- القصد في الكلام وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم - وهو الذي لا يَمَلُّ من كلامه أحد - يتخوَّل أصحابه بالموعظة مخافة الملل وليس المقصود من عملية التربية الكلام إنما الهدف هو الفعل. 6- القدوة الحسنة والقدوة الحسنة لها دور كبير في تنشئة الأولاد، فغالبًا ما يجنح الأولاد إلى التقليد، فالقدوة هنا لها دور كبير في عملية التنشئة وقد امتدح الله عز وجل الأبوين الصالحَيْنِ وحَفَظَ المال لأبنائهما بصلاحهما فقال تعالى: "وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ". وهذا طرف من صفات المربِّي الناجح لتُؤْتِيَ عمليَّة التربية ثمارها، ولا نكون كالذي يحرث في الماء ولكي تحقق عملية التربية أهدافها ونرى نتاجها لا بُدَّ من معرفة منهج في التربية وما هي جوانب التربية؟ والحقيقة أن للتربية جوانب عديدة، والإسلام لم يقتصر فيها على جوانب العبادة والأخلاق، بل امتدَّ ليشمل الجانب العقلي والاجتماعي والبدني، فهدف أن يخرج طفلاً سويًّا ينمو عقله مع جسده، وتنمو كذلك أخلاقه مع عَلاقاته الاجتماعيَّة، ومن هذه التربية ما يلي: 1- التربية الإيمانية العبادية وتكون هذه التربية بتوجيه عواطف ومشاعره نحو حُبِّ الله وحُبِّ رسوله صلى الله عليه وسلم، وكذلك نزرع في قلوبهم الخوف من الله لأن الحُبَّ يؤدِّي إلى طاعة الله، والخوف يؤدِّي إلى البُعْدِ عن المعاصي والذنوب، ونحدَّثه عن الجنة والنار فغالبًا ما يستهوي الأولاد هذه الحكايات، ونخبرهم أن محبَّتنا لله تنشأ من احتياجنا إليه نحن وآبائنا، فكل شيء بيده سبحانه وتعالى، وهذا ما يدفعنا أيضًا نحو شكره على نعمه. ويعمل المربِّي على غرس الإيمان الحقيقي في نفوس الأطفال الذي هو سبب سعادتهم في الدنيا والآخرة ونأخذ بيد إلى العبادة بالتدريج، والنبي صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نُعَوِّدَ على الصلاة وهو في السابعة من عمره، ونضربه على التخلُّف عنها في العاشرة ونُعَوِّدُهُ على الصدقة وكذلك الصوم وكان الصحابة رضوان الله عليه يُعَلِّمون أبناءهم الصوم ويعطونهم ما يلعبون به لينسوا الطعام وذلك ليتدرَّبوا على الصيام، وبذلك تسير الخطى نحو غرس هذه العبادات في نفوس الأطفال. 2- التربية البدنيَّة المقصود بالتربية البدنيَّة هي الاعتناء بالجسم؛ وذلك ليكون سليمًا، فبالإضافة إلى الاهتمام بالعضلات وبالحواس يجب الاهتمام بالطاقة الحيوية المنبثقة من الجسم والمتمثِّلة في مشاعر النفس، وطاقة الدوافع الفطرية والنزعات والانفعالات، حيث يراعي أمرين هامَّين: مراعاة الجسم من حيث هو جسم يحتاج إلى الغذاء الجيِّد والمسكن الصحِّيِّ، والراحة والنوم الجيِّد والحصانة من الأمراض. وتوفير الطاقة الحيويَّة اللازمة لتحقيق أهداف الحياة، وهي أهداف تشمل كيان الإنسان كله. ولا بُدَّ من تعوديه على ممارسة الرياضة كالعدو، والسباحة، والرمي، وركوب الخيل وغيرها، لما لها من أهميَّة في بناء جسد الفرد، وقد أجاز النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة أُحُد مَن كانت له قدرة على الرمي وهو ما زال فتى يانعًا وكذلك أجاز مَن صرعه، وذلك يدلُّ على أهميَّة بناء البدن، وأوصى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه تعليم الأولاد السباحة والرماية وركوب الخيل، ولا يخفى على أحد ما في السباحة من تكوين وبناء لعضلات الإنسان. 3- التربية الأخلاقية والمقصود بالتربية الأخلاقيَّة العمل على غرس قيم الخير في نفس الطفل، كالصدق والأمانة وبرِّ الوالدين والشجاعة ومن أهمِّ جوانب التربية الأخلاقيَّة العمل على تخليته من الأخلاق البذيئة، كالكذب والجبن وما إلى ذلك. 4- التربية العقلية أعطى للعقل عناية خاصَّة، فالإسلام يُشَجِّع الطاقات العقليَّة ويحترمها، وألقى على عاتق الأبوين تربية عقل الطفل فليس المقصود من التربية كما يفهم الكثيرون الطعام والكساء، بل لا بُدَّ من غذاء عقلي للطفل لينمو عقله ويستطيع أن يساير الحياة وحتى ننهض بالعقل لا بُدَّ من اغترافه من مَعِين الثقافة والعلم، والتركيز على القرآن الكريم وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وبالإضافة إلى هذه العلوم لا بُدَّ من الاطلاع على الكتب العامَّة والمعارف الأخرى، وعلى الأبوين كذلك اختيار الأصدقاء المتميِّزين بثقافتهم الإسلاميَّة. 5- التربية الاجتماعية ويقصد بالتربية الاجتماعيَّة تربية على آداب اجتماعية فاضلة، وهي المنبثقة من العقيدة الإسلاميَّة كالنظام وحسن التعامل والتصرُّف الحكيم، وتقوم التربية الاجتماعيَّة أيضًا على التربية الإيمانيَّة والأخلاقيَّة والعقليَّة وذلك ليستطيع التفاعل في المجتمع والتأثير فيه، وتقع هذه المسئوليَّة أوَّلاً على الأسرة. وباكتمال هذه الجوانب يصبح لدينا طفل قوي العبادة، صحيح العقيدة، متين الخلق، مثقَّف الفكر، يستطيع أن يخدم دينه وأُمَّتَه وأن يكون لَبِنَة صالحة في المجتمع. طرق تربية الأطفال 1- التربية بالملاحظة وهي ملاحقة الولد وملازمته في التكوين العقدي والأخلاقي، ويدخل فيه التكوين النفسي والاجتماعي وهذه التربية جسَّدها النبي صلى الله عليه وسلم في ملاحظته لأفراد المجتمع، ويعقبها الترشيد والتوجيه. ويجب الحذر من أن تتحوَّل الملاحظة إلى تجسُّس، فمن الخطأ أن نفتِّش غرفة الولد المميَّز ونحاسبه على هفوة نجدها لأنه لن يثق بعد ذلك بالمربِّي، وسيشعر أنه شخص غير موثوق به، وقد يلجأ إلى إخفاء كثير من الأشياء عند أصدقائه أو معارفه ولم يكن هذا هدي النبي صلى الله عليه وسلم في تربيته لأبنائه وأصحابه. كما ينبغي الحذر من التضييق على الولد ومرافقته في كل مكان وزمان؛ لأن - وبخاصَّة المميَّز والمراهق يحبُّ أن تثق به وتعتمد عليه ويحب أن يكون رقيبًا على نفسه، ومسئولاً عن تصرُّفاته، بعيدًا عن رقابة المربِّي، فَتُتَاحُ له تلك الفرصة باعتدال. وعند التربية بالملاحظة يجد المربِّي الأخطاء والتقصير، وعندها لا بُدَّ من المداراة التي تحقِّق المطلوب دون إثارة أو إساءة إلى الطفل والمداراة هي الرفق في التعليم وفي الأمر والنهي بل إن التجاهل أحيانًا يُعَدُّ الأسلوب الأمثل في مواجهة تصرُّفات التي يستفزُّ بها المربي، وبخاصَّة عندما يكون عمر بين السنة والنصف والسنة الثالثة حيث يميل إلى جذب الانتباه واستفزاز الوالدَيْنِ والإخوة، فلا بُدَّ عندها من التجاهل لأن إثارة الضجة قد تؤدِّي إلى تشبُّثه بذلك الخطأ كما أنه لا بُدَّ من التسامح أحيانًا؛ لأن المحاسبة الشديدة لها أضرارها التربويَّة والنفسيَّة. 2- التربية بالإشارة والتربية بالإشارة تُستخدَم في بعض المواقف كأنْ يُخطئ في وجود ضيوف أو في محفل فتكفيه إشارة باليد أو نظرة غضب وذلك لأن إيقاع العقوبة قد يجعل معاندًا لأن الناس ينظرون إليه، وتُستخدم الإشارة خاصَّة مع الأطفال ذوي الحسِّ المرهف. ويدخل ضمنه التعريض بالكلام، فيقال: إن طفلاً صنع كذا وكذا، وعمله عمل ذميم، ولو كرَّر ذلك لعاقبته وهذا الأسلوب يحفظ كرامة ويؤدِّب بقيَّة أهل البيت ممن يفعل الفعل نفسه دون علم المربِّي. 3- التربية بالموعظة وهدي السلف وتعتمد الموعظة على جانبين؛ الأول: بيان الحقِّ وتعرية المنكر. والثاني: إثارة الوجدان فيتأثر بتصحيح الخطأ وبيان الحق وتقلُّ أخطاؤه، وأما إثارة الوجدان فتعمل عملها لأن النفس فيها استعداد للتأثُّر بما يُلقى إليها والموعظة تدفع إلى العمل المرغب فيه. ومن أنواع الموعظة: أ- الموعظة بالقصة وكلما كان القاصُّ ذا أسلوب متميِّز جذاب استطاع شد انتباه والتأثير فيه، وهو أكثر الأساليب نجاحًا. ب- الموعظة بالحوار وهي تشدُّ الانتباه وتدفع الملل إذا كان العرض حيويًّا، وتُتِيح للمربِّي أن يَعرف الشبهات التي تقع في نفس فيعالجها بالحكمة. ج- الموعظة بضرب المثل الذي يُقَرِّب المعنى ويُعين على الفَهم. د- الموعظة بالحَدَثِ فكلما حدث شيء معيَّن وجب على المربِّي أن يستغلَّه تربويًّا كالتعليق على مشاهد الدمار الناتج عن الحروب والمجاعات ليُذَكِّر بنعم الله، فيؤثِّر هذا في النفس؛ لأنه في لحظة انفعال ورِقَّة فيكون لهذا التوجيه أثره البعيد. وللمربِّي في ذلك مخاطبة على قدر عقله، والتلطُّف في مخاطبته ليكون أدعى للقَبول والرسوخ في نفسه، كما أنه يُحسن اختيار الوقت المناسب فيراعي حالة النفسيَّة ووقت انشراح صدره وانفراده عن الناس، وله أن يستغل وقت مرض الطفل؛ لأنه في تلك الحال يجمع بين رقَّة القلب وصفاء الفطرة، وأما وعظه وقت لعبه أو أمام الأباعد فلا يُحقِّق الفائدة. ويجب أن يَحْذَر المربي من كثرة الوعظ، فيتخوَّله بالموعظة، ويراعي حتى لا يملَّ، ولأن تأثير الموعظة مؤقَّت فيحسن تَكرارها مع تباعد الأوقات. 4- التربية بالعادة لَفَتَ النبي صلى الله عليه وسلم نظر الآباء إلى هذا النوع من التربية في حديثه صلى الله عليه وسلم الذي رواه عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدِّه: "مُرُوا أَبْنَاءَكُمْ بِالصَّلاَةِ لِسَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرِ سِنِينَ" فالثلاث سنوات كافية ليتعوَّد فيها الإنسان على الصلاة، وكذلك جميع العبادات والأخلاق، فتصبح عادة راسخة في النفس. وقد تأكد ذلك في إرشاد ابن مسعود رضي الله عنه حيث قال: "وعوِّدوهم الخير، فإن الخير عادة" . وبهذا تكون التربية بالعادة ليست خاصَّة بالشعائر التعبُّديَّة وحدها، بل تشمل الآداب وأنماط السلوك. هذا ولكي نعوِّد على العبادات والعادات الحسنة يجب أن نبذل الجهود المختلفة ليتمَّ تَكرار الأعمال والمواظبة عليها بالترغيب والترهيب والقدوة والمتابعة وغيرها من الوسائل التربويَّة. وترجع أهميَّة التربية بالعادة إلى أن حُسن الخلق بمعناه الواسع يتحقَّق من وجهين: الأول: الطبع والفطرة، والثاني: التعوُّد والمجاهدة ولما كان الإنسان مجبولاً على الدين والخُلُق الفاضل كان تعويده عليه يرسِّخه ويَزيده، ولكي نعوِّد على العبادات والعادات الحسنة يجب أن نبذل الجهود المختلفة ليتم تكرار الأعمال والمواظبة عليها بالترغيب والترهيب والقدوة والمتابعة وغيرها من الوسائل التربويَّة. 5- التربية بالترغيب والترهيب والترهيب والترغيب من العوامل الأساسيَّة لتنمية السلوك وتهذيب الأخلاق وتعزيز القيم الاجتماعيَّة ويمثِّل الترغيب دورًا مهمًّا وضروريًّا في المرحلة الأولى من حياة الطفل؛ لأن الأعمال التي يقوم بها لأوَّل مرَّة شاقَّة تحتاج إلى حافز يدفعه إلى القيام بها حتى تصبح سهلة كما أن الترغيب يُعَلِّمه عادات وسلوكيَّات تستمرُّ معه ويصعب عليه تركها. والترغيب نوعان: معنوي ومادي ولكلٍّ درجاته فابتسامة الرضا والقبول، والتقبيل والضم،والثناء، وكافَّة الأعمال التي تُبهج هي ترغيبٌ في العمل. ويرى بعض التربويِّين أن تقديم الإثابة المعنويَّة على الماديَّة أولى حتى نرتقي بالطفل عن حُبِّ المادة وبعضهم يرى أن تكون الإثابة من جنس العمل، فإن كان العمل ماديًّا نكافئه ماديًّا، والعكس. ************* وإن وسائل التربية تتعدَّد وتشمل جميع المؤثِّرات في سلوك الطفل، ونعرض هنا أهمها كما يلي: 1- التربية بالقدوة فالطفل يُحِسُّ بالحاجة إلى الانضمام تحت راية كائن مرموق فيتجه إلى الاقتداء بالوالدين أو الإخوة أو المعلمين أو الأصدقاء، ثم يتحوَّل الاقتداء إلى عمليَّة فكريَّة يمتزج فيها الوعي والانتماء بالمحاكاة والاعتزاز ويظلُّ محتاجًا إلى القدوة في كل مراحل حياته، والاقتداء من أعظم عوامل الإصلاح، إضافة إلى أنه يُشبع الحاجة الغريزية المذكورة آنفًا لأن لديه قدرة عجيبة على المحاكاة بوعي أو بغير وعي، وهو يعتقد أن كل ما يفعله الكبار صحيح من آباء وأمهات وأجداد وجدات وإخوة كبار؛ إذ هم أكمل الناس عنده. ويوصي علماء التربية بالاهتمام بتربية الولد البكر ذكرًا كان أم أنثى لأن إخوته يقلِّدونه ويتأثَّرون به وعلى الوالدين أن يحقِّقا إسلامهما في كل صغيرة وكبيرة؛ ليتربى ولدهما تربية إسلاميَّة وإذا كان أحدهما مبتلى بمعصية أو بِدْعَةٍ فعليه أن يستخفي بها عن أولاده، كالتدخين وشرب المسكر وترك الصلاة وغيرها. وكلما كبر تعدَّد الأشخاص الذين ينالون إعجابه ويقتدي بهم، كالرفقة والمعلِّم والجار وقد تكون بيئة واسعةً فيها الجدُّ والجدَّة واللذين يؤثِّران في سلوك لعَلاقتهما الحميمة به كما أن وجود الخدم والمربيات واهتمامهم بالطفل يجعله مقتديًا بهم، يقتبس من سلوكهم حسب محبَّته لهم واختلاطه بهم. ولا بُدَّ أن يربط المربِّي ولده بالقدوة الأوَّل صلى الله عليه وسلم وصحبه فيُعلِّمه السِّيَرَ والمغازي، وما تتضمَّنه من قَصَص نبوي، ويُعَلِّمه السُّنن والأخلاق وإذا أرشده إلى خُلُقٍ ذَكَّرَه بأنه خُلُقٌ نبوي، ليرتبط به وجدانيًّا وسلوكيًّا. ومن الخطأ أن يُعجب الوالدان بتقليد ولدهما للاعب أو ممثِّل أو مغنٍ، ولو كان ذلك التقليد طريفًا؛ لأن هذا يغرس محبَّة القدوةِ السيِّئة في نفس دون شعور الوالدين ومن الخطأ كذلك شراء الملابس أو الأدوات التي تحمل صور المنحرفين أو أسمائهم أو ألبستهم الخاصَّة؛ لأن هذا يُورِث الاقتداء بهم. 2- التربية بالجليس الصالح والجليس بصفة عامَّة يحقِّق حاجة اجتماعيَّة ونفسيَّة، فالطفل يميل إلى رفقة يلعب كل منهم منفردًا في منتصف السنة الرابعة وبعدها يميل كل منهم إلى اللعب الجماعي، وكلما كبر احتاج إلى وقت أطول يقضيه مع رفقته ليبدأ استقلاله عن والديه وأما في المراهقة فالرفقة من أهمِّ الحاجات النفسيَّة والاجتماعيَّة التي لا يستغني عنها المراهق. وأهمُّ الشروط أن تكون مجموعة الرفاق مناسبة لسن العقلي والجسدي لأن إذا كان أصغر منهم يتحوَّل إلى تابعِ مقلِّد وإذا كان أكبر أحس بالمسئوليَّة عنهم وعن حمايتهم وليس معنى هذا ألاَّ يلعب إلا مع رفقة في سنِّه، ولكن لا يُقحم دائمًا في مجموعات أصغر أو أكبر منه ومن شروط الرفقة أن تكون صالحة فيعمل المربي على تحبيب ولده في الأخيار، ويختار السكن حول جيران مستقيمين ويربط ولده بحلق التحفيظ والمراكز الصيفيَّة والمكتبات، ويوثق عَلاقته بالصالحين من أقاربه وأصدقائه والسماح لهما بتبادل الزيارات والرسائل والمكالمات الهاتفيَّة وأما إن كان سيئًا فعلى المربِّي أن يُبَيِّنَ سوء سلوكه، ويُتيح لولده فرصة عقد صداقات جديدة دون أن يشعر حتى يتخلَّص من صديق السوء أو يَقِلَّ تأثيره على الأقلِّ، ويخطئ بعض المربِّين حين يمنع ولده من أية صداقة، حتى إذا كَبِر عقد صداقات سيِّئة، كان يمكن للمربِّي أن ينأى بولده عنها لو أتاح له فرصة عقدة صداقات صالحة في سنٍّ مبكِّرة. 3- الإفادة من العلم الحديث ومخترعاته أصبحت مخترعات العلم الحديث تُشارِك في تربية الصغار والكبار، ويكمن خطرها في أنها تَنْقُل للبيوت عادات وتقاليد وعقائد مخالفة للإسلام وعادات المجتمع المسلم، وتؤثِّر في الصغار؛ لأنهم يجلسون أمامها مدَّة طويلة وهم في حالة نفسيَّة مناسبة لتلقِّي ما يُعْرَض عليهم، ومن أهمِّ هذه المخترعات التلفاز والحاسوب. 4- الإفادة من الدوافع الفطرية فالدوافع الفطريَّة تسهم في تربية إذا أحسن المربِّي استخدامها، وراعى فيها التوازن والاعتدال ومنها: الاستهواء: ويشترط أن يكون لصالح الطفل، فلا يوحي إليه المربِّي بما يجعله جبانًا، كالوحوش والأشباح وغيرها مع الاعتدال لأن كثرة الإيحاء للطفل تجعله تابعًا لغيره منقادًا، ويقضي على استقلاليَّته، ولكي ينجح المربِّي في الإيحاء لا بُدَّ من الصدق وأن يكون متَّصِفًا بما يدعو إليه، كالشجاعة أو الصبر، وأن يكون ماهرًا في عرض الفكرة وأن تكون رنة الصوت مؤثِّرة وعلى المربِّي أن يحذر من وقوع طفله تحت مِظَلَّة الفسق عن طريق إعجابه بالمغنِّين والممثِّلين، ولذا عليه أن ينفره منهم، ويزرع في نفسه كراهيتهم. اللعب: ومنه يتعلَّم القدرة على التفكير والمهارات المختلفة، أما اللعب الجماعي فيشكِّل مدرسة يتعلَّم منها فنَّ القيادة، والطاعة، والالتزام والمعايير السلوكيَّة، كما يتدرَّب على أداء دوره المستقبلي، فالفتى يمثِّل الأب، أو المدرس، أو الطبيب، أو غيرهم والفتاة تمثِّل دور الأم أو أية مهنة تناسبها، ولكن يجب التوازن في اللعب الجماعي والفردي حتى يبعد عن الانطواء، ويتعلَّم أسلوب التعامل مع الآخرين واحتمال الأذى. التقليد: ويُعَدُّ من وسائل تكوين العادات والآداب الاجتماعية، وذلك بوجود القدوة التي يقلِّدها الطفل ويَسْهُل تعليم الآداب الاجتماعيَّة إذا كان المربِّي نفسه متحلِّيًا بهذه الآداب بشكل دائم، وإذا عوّد على الجرأة، ويبدأ التقليد عند في آخر السنة الأولى ويكون تقليدًا غير واع، ثم يصبح اقتداء يمتزج فيه الوعي بالانتماء والمحاكاة والاعتزاز، ويمكن أن يكون علاجًا للخوف إذا وجد المربِّي الشجاع، واختلط بأقران لا يخافون ويُستفاد من التقليد في تناول الدواء والطعام وفي علاج الكسل وكثير من السلبيَّات. التنافس البناء : يحرِّك في مشاعر وطاقات لا تَظهر إلا بالتنافس، ويستطيع المربِّي أن يُحَوِّل المنافسة إلى وسيلة تربويَّة إذا راعى فيها أن يكون الأطفال المتنافسون بينهم فروق يسيرة، وأن يُعَوِّدهم على احترام بعضهم وتهنئة الفائزين منهم وليحذر من المقارنة التي تحطُّ من قدر الطفل، أو أن يستخدمها كعقاب فيزرع المرارة في نفسه، وعند استخدام المقارنة يجب أن تكون لتذكير مَن هو أفضل منه وفي نفس الوقت تزرع الثقة بأن نقارنه بمن هو أدنى منه، وكل ذلك باعتدال واتِّزان. التعاون : يميل إلى اللعب الجماعي في عامه الرابع، فيَحْسُن بالوالدين استغلال هذا الميل الفطري وذلك في عدَّة أمور كالأكل الجماعي والتعاون على حمل الأغراض أو الترتيب ويتعلم من خلال العمل الجماعي قيمًا عُليا؛ كالرحمة بالصغير، وتكليفه بما يناسبه من العمل، والجدِّ والمسابقة للعمل، والإيثار والمحبَّة. والتعاون له آثاره المشاهَدة؛ كسرعة إنجاز العمل وسهولته، ومن ذلك حمل الأواني وترتيب الألعاب والغُرَفِ ومساعدة الوالدين. 5- التربية بالعقوبة يقول الأستاذ محمد قطب: التربية بالعقوبة أمر طبيعي بالنسبة للبشر عامَّة والطفل خاصَّة، فلا ينبغي أن نستنكر من باب التظاهر بالعطف على ولا من باب التظاهر بالعلم، فالتجرِبة العلميَّة ذاتها تقول: إن الأجيال التي نشأت في ظلِّ تحريم العقوبة ونبذ استخدامها أجيالٌ مائعة لا تصلح لجديَّات الحياة ومهامِّها، والتجرِبة أَوْلَى بالاتِّبَاع من النظريَّات اللامعة. والعطف الحقيقي على الطفولة هو الذي يرعى صالحها في مستقبلها، لا الذي يدمِّر كيانها ويفسد مستقبلها ولا بُدَّ من معرفة الفرق بين التأديب والعقوبة بالنسبة للطفل، فهو من أهل التأديب وليس من أهل العقوبة وإن احتجنا إلى العقوبة فعلينا أن نراعي احترامنا لكيان الصغير ولكونه إنسان، ولا بُدَّ قبل العقوبة من توجيه النصح والإرشاد وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يوجِّه الفتيان، فقد مرَّ على غلام يسلخ شاة ولا يحسن، فقال صلى الله عليه وسلم للغلام: "تَنَحَّ حَتَّى أُرِيَكَ". فليكن شعارك مع ابنك تنحَّ حتى أريك. ولا يلجأ المربِّي إلى الضرب مباشرة بل تسبقه عقوبات، كالنظرة الحادَّة، وشدِّ الأذن، والإهمال شرط ألا يطول، والمعاقبة المادِّيَّة وإذا احتاج الأمر إلى الضرب فلا بُدَّ من مراعاة بعض الأمور: - أن يكون قد بلغ العاشرة من عمره، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بضرب الذي بلغ العاشرة ولا يصلي. - أن يكون الضرب مفرَّقًا على الجسد، وأن يكون بين كل سوطين وقت لذهاب الألم. - أن يتجنب الأماكن الحساسة. - ألا يزيد على عشرة أسواط فقد روى أبو بردة رضي الله عنه قال: "كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لاَ يُجْلَدُ فَوْقَ عَشْرِ جَلَدَاتٍ إِلاَّ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ" ويمتنع المربِّي عن ضرب إذا ما ذكر الله وذلك لحديث النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: "إِذَا ضَرَبَ أَحَدُكُمْ خَادِمَهُ فَذَكَرَ اللَّهَ فَارْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ" وفي ذلك تعظيم لشأن الله في نفس الطفل. ولا بُدَّ أن يَعْلَم المربِّي أن هذه العقوبة ليست إلاَّ للتقويم والتربية، ويبتعد عن العقوبة وهو غضبان لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يَقْضِي الْقَاضِي وَهُوَ غَضْبَانُ". وأخيرًا ندرك حقَّ في الشريعة الإسلاميَّة، وكيف أنها محفوظة ومصونة والذي من أجله أن ينشأ على تربية صحيحة وسليمة، وبذلك نستطيع بناء أُمَّة قويَّة ******************* انتهى درسنا اليوم :) الدرس مهم جدا جدا ومفيد .. اليوم كان فالجانب الاسلامي في تربية الطفل قرآء الدرس أكثر من مرة .. وركزوا على كل نقطة بارك الله فيكم المطلوب منكم هذا الاسبوع تطلبوا من اطفالكم بأن يخرجوا من ملابسهم وألعابهم للمحتاجين للصدقة .. طبعا مع الشرح لهم عن فوائد الصدقة وقيمتها واجرها ولكن ابغى اطفالكم بنفسهم هما اللي يختاروا ما يتصدقوا فيه حتى نزرع هالشي في نفسهم وكمان هما اللي يوصلوها بأنفسهم إما لناس تعرفوهم محتاجين أو للجمعيات الخيرية :26:
مرحلة الطفولة من المراحل المهمة والأساسية في بناء شخصيَّة الفرد إيجابًا أو سلبًا، وفقًا لما...
السرقة



مفهوم السرقة:

السرقة هي محاولة ملك شيء يشعر الطفل أنه لا يملكه،
وعليه يجب على الطفل أن يعرف أن أخذ شيء ما يتطلب إذناً معيناً لأخذه، و إلا أعتبر سرقة.

والسرقة مفهوم واضح لدينا نحن الكبار نعرف أبعاده وأسبابه وأضراره، ونحكم على من يقوم به الحكم الصحيح
ونستطيع تحاشي أن نكون الضحية.

أما الطفل فإنه لا يدرك تماماً مفهوم السرقة وأضرارها على المجتمع ونظرة الدين و القانون والأخلاق إليها.

والسرقة تقلق الأهل أكثر من غيرها في سلوك الأطفال وهو ما يدعوه الأهل بسلوك المجرمين

وبالتالي فإنهم يظهرون اهتماما كبيراً بذلك،
ففي كل عام يذهب حوالي 25000 طفل إلى الإصلاحية بسبب السرقة.

ويتعلم الأطفال أن السرقة عمل خاطيء إذا وصف الآباء والأمهات هذا العمل بالخطأ
وعاقبوا أطفالهم في حال الاستمرار في ممارسته، بذلك يبدأ مفهوم السرقة بالتبلور لدى الطفل.

أسباب السرقة

إن الأطفال يسرقون لعدة أسباب وهو يدركون أن ما يأخذونه يعود لغيرهم وهناك عدة أسباب للسرقة منها:

1. يمكن أن يوجد لدى الأطفال نقص ما في بعض الأشياء وبذلك يضطر للسرقة لتعويض ذلك النقص،
والبعض من الأطفال تؤثر عليهم البيئة التي يعيشون بها وخاصة إذا كان أحد الوالدين متوفى،
أو كان الوالد مدمن على الكحول أو أن تكون البيئة نفسها فقيرة
وهذه عناصر تساعد الطفل على أن يسرق لزيادة شعوره بالنقص في مثل هذه الظروف.

2. شعور بعض الأهل بالسعادة عندما يقوم ابنهم بسرقة شيء ما وبهذا يشعر الطفل بالسعادة ويستمر في عمله.

3. بعض الأطفال يقومون بعملية السرقة لإثبات أنهم الأقوى خصوصاً أمام رفقاء السوء،
ولعلهم يتنافسون في ذلك، وبعضهم يشعر بمتعة هذا العمل.

4. قد يسرق الطفل رغبة في تقليد من هم أكبر منه سناً،
الوالد أو الأخ أو غيرهم ممن يؤثرون عليه حياته.

5. الأطفال من الطبقات الدنيا يسرقون لتعويض ما ينقصهم بسبب فقرهم لعدم وجود نقود يشترون بها،
أو يحصلون على ما يريدون، فالأطفال يقومون بسرقة ما يمنعه الأهل عنهم وهم يشعرون باحتياجهم له
فإنهم يعملون على أخذه دون علم الأهل.

6. قد يكون دافع السرقة أخراج كبت يشعر به الطفل بسبب ضغط معين،
ولذا يقوم بالسرقة طلباً للحصول على الراحة، وقد يكون سبب الكبت إحباط أو طفل جديد.


طرق الوقاية

1. تعليم القيم: على الأهل أن يعلموا الأطفال القيم والعادات الجيدة، والاهتمام بذلك قدر الإمكان،
وتوعيتهم أن الحياة للجميع وليس لفرد معين، وحثهم على المحافظة على ممتلكات الآخرين،
حتى في حال عدم وجودهم،
نشوء الطفل في جو يتسم بالأخلاق والقيم الحميدة يؤدي إلى تبني الطفل لهذه المعايير.

2. يجب أن يكون هناك مصروف ثابت للطفل ـ يستطيع أن يشتري به ما يشعر أنه يحتاج إليه فعلاً،
حتى لو كان هذا المصروف صغيراً، ولو كان مقابل عمل يؤديه في المنزل بعد المدرسة
يجب أن يشعر الطفل بأنه سيحصل على النقود من والديه إذا احتاج لها فعلاً.

3. عدم ترك أشياء يمكن أن تغري الطفل وتشجعه للقيام بالسرقة مثل النقود وغيرها
من الوسائل التي تساهم بتسهيل السرقة باعتراضهم.

4. تنمية وبناء علاقات وثيقة بين الأهل والأبناء، علاقات يسودها الحب والتفاهم وحرية التعبير
حتى يستطيع الطفل أن يطلب ما يحتاج إليه من والديه دون تردد أو خوف.

5. الإشراف المباشر على الطفل بالإضافة إلى تعليمهم القيم والاهتمام بما يحتاجونه
فالأطفال بحاجة إلى إشراف ومراقبة مباشرة حتى لا يقوم الطفل بالسرقة
وإن قام بها تتم معرفتها من البداية ومعالجتها، لسهولة المعالجة حينها.

6. ليكن الوالدين ومن يكبرون الطفل سناً هم المثل الأعلى للطفل بمعاملته بأمانه وإخلاص وصدق،
مما يعلم الطفل المحافظة على أشياءه وأشياء الآخرين.

7. تعليم الأطفال حق الملكية حتى يشعرون بحقهم في ملكية الأشياء التي تخصهم فقط،
وتعلمهم كيف يردون الأشياء إلى أصحابها إذا استعاروها منهم وبإذنهم.


العلاج

1. التصرف بعضوية: عند حدوث سلوك السرقة يجب على الأهل البحث عن الخطأ والأسباب
التي دعت إلى ذلك السلوك سواء كان ذلك من داخل البيت أو من خارجه والتصرف بأقصى سرعة.

2. السلوك الصحيح: يجب أن يفعل الأهل ما يرونه في صالح أطفالهم وذلك بمعالجة الأمر بروية وتأني،
وذلك بأن يعيد ما سرقه إلى الشخص الذي أخذه منه مع الاعتذار منه ودفع ثمنه إذا كان الطفل قد صرف واستهلك ما سرقه.

3. مواجهة المشكلة: معالجة الأمر ومجابهته بجدية سيؤدي إلى الحل الصحيح
وذلك لخطورة الموقف أو السلوك وذلك يتطلب معرفة السبب وراء سلوك الطفل هذا المسلك الغير مناسب
ووضعه في مكان الشخص الذي سرقه وسؤاله عن ردة فعله وشعوره إذا تعرض هو لذلك.

4. الفهم:يجب علينا أن نفهم لماذا قام الطفل بذلك وما هي دوافعه وذلك قد يكون مرجعه إلى الحرمان الاقتصادي
بسبب نقص مادي يشعر به الطفل أو لمنافسه زملاؤه ممن يملكون النقود
وقد يكون السبب الحرمان العاطفي وذلك لشعور الطفل بالحرمان من الحنان والاهتمام ممن هم حوله
وقد يكون لعدم إدراك الطفل لمفهوم السرقة وما الفرق بينها وبين الاستعارة

وبالتالي الفهم الصحيح للسبب يترتب عليه استنتاج الحل المناسب، فإذا كان الدافع اقتصادي يتم تزويد الطفل بما يحتاجه من نقود وإفهامه بأن يطلب ما يحتاجه

أما إن كان الحرمان عاطفياً فيجب إظهار الاهتمام به وبحاجاته وقضاء الوقت الكافي معه وقد يكون لعدم الإدراك

وهنا يجب التوضيح للطفل ما تعني السرقة وما الفرق بينها وبين الاستعارة،
وشرح القواعد التي تحكم الملكية له بأسلوب بسيط وتجنب العقاب حتى لا يترتب عليه الكذب.

5. عند حدوث السرقة يجب عدم التصرف بعصبية ويجب أن لا تعتبر السرقة فشل لدى الطفل
ولا يجب أن تعتبر أنها مصيبة حلت بالأسرة، بل يجب اعتبارها حالة خاصة يجب التعامل معها ومعرفة أسبابها

وحلها وإحسان طريقة علاجها، ولكن دون المبالغة في العلاج، وأن لا تكون هناك مبالغة في وصف السرقة،
والمهم في هذه الحالة أن نخفف من الشعور السيئ لدى الطفل بحيث نجعله يشعر بأننا متفهمون لوضعه تماماً
وأن لا توجه تهمة السرقة للطفل مباشرة.

6. المراقبة: على الأهل مراقبة سلوكيات أطفالهم كالسرقة والغش، ومراقبة أنفسهم
لأنهم النموذج لأبنائهم وعليهم مراقبة سلوكياتهم وألفاظهم وخصوصاً الألفاظ التي يلقبون بها الطفل
حين يسرق كما يجب أن يشرح له أهمية التعبير،

ومعرفة الأهل أن الأطفال حين يقعون في مشكلة فإنهم بحاجة إلى مساعدة وتفهم الكبار ومناقشتهم بهدوء.

يجب أن لا يصاب الآباء بصدمة نتيجة سرقة ابنهم وأن لا يأخذوا في الدفاع عنه حتى لا يتطور الأمر
ويبدأ الطفل بالكذاب توافقاً مع دفاع أهله عنه بل الواجب أن يتعاونوا من أجل حل هذه المشكلة.




الغيـرة

هي العامل المشترك في الكثير من المشاكل النفسية عند الأطفال ويقصد بذلك الغيرة المرضية
التي تكون مدمرة للطفل والتي قد تكون سبباً في إحباطه وتعرضه للكثير من المشاكل النفسية.

والغيرة أحد المشاعر الطبيعية الموجودة عند الإنسان كالحب... ويجب أن تقبلها الأسرة كحقيقة واقعة
ولا تسمع في نفس الوقت بنموها... فالقليل من الغيرة يفيد الإنسان، فهي حافز على التفوق،
ولكن الكثير منها يفسد الحياة، ويصيب الشخصية بضرر بالغ، وما السلوك العدائى والأنانية
والارتباك والانزواء إلا أثراً من آثار الغيرة على سلوك الأطفال. ولا يخلو تصرف طفل من إظهار الغيرة بين الحين والحين....
وهذا لا يسبب إشكالا إذا فهمنا الموقف وعالجناه علاجاً سليماً.

أما إذا أصبحت الغيرة عادة من عادات السلوك وتظهر بصورة مستمرة للأسرة تصبح مشكلة

ولاسيما حين يكون التعبير عنها بطرق متعددة
والغيرة من أهم العوامل التي تؤدى إلى ضعف ثقة الطفل بنفسه، أو إلى نزوعه للعدوان والتخريب والغضب.

والغيرة شعور مؤلم يظهر في حالات كثيرة مثل ميلاد طفل جديد للأسرة ،
أو شعور الطفل بخيبة أمل في الحصول على رغباته ،
ونجاح طفل آخر في الحصول على تلك الرغبات ،
أو الشعور بالنقص الناتج عن الإخفاق والفشل.

والواقع أن انفعال الغيرة انفعال مركب، يجمع بين حب التملك والشعور بالغضب،

وقد يصاحب الشعور بالغيرة إحساس الشخص بالغضب من نفسه ومن إخوانه الذين تمكنوا من تحقيق مآربهم
التي لم يستطع هو تحقيقها.
وقد يصحب الغيرة كثير من مظاهر أخرى كالثورة أو التشهير أو المضايقة أو التخريب أو العناد والعصيان

وقد يصاحبها مظاهر تشبه تلك التي تصحب انفعال الغضب في حالة كبته ، كاللامبالاة أو الشعور بالخجل ،
أو شدة الحساسية أو الإحساس بالعجز ، أو فقد الشهية أو فقد الرغبة في الكلام.



الغيرة والحسد

ومع أن هاتين الكلمتين تستخدمان غالبا بصورة متبادلة، فهما لا يعنيان الشيء نفسه على الإطلاق

فالحسد هو أمر بسيط يميل نسبياً إلى التطلع إلى الخارج، يتمنى فيه المرء أن يمتلك ما يملكه غيره،
فقد يحسد الطفل صديقه على دراجته وتحسد الفتاة المراهقة صديقتها على طلعتها البهية.
فالغيرة هي ليست الرغبة في الحصول على شيء يملكه الشخص الأخر،
بل هي أن ينتاب المرء القلق بسبب عدم حصوله على شيء ما

فإذا كان ذلك الطفل يغار من صديقه الذي يملك الدراجة، فذلك لا يعود فقط إلى كونه يريد دراجة
كتلك لنفسه بل وإلى شعوره بأن تلك الدراجة توفر الحب
رمزاً لنوع من الحب والطمأنينة اللذين يتمتع بهما الطفل الأخر بينما هو محروم منهما،
وإذا كانت تلك الفتاة تغار من صديقتها تلك ذات الطلعة البهية فيعود ذلك إلى أن قوام هذه الصديقة
يمثل الشعور بالسعادة والقبول الذاتي اللذين يتمتع بهما المراهق والتي حرمت منه تلك الفتاة.

فالغيرة تدور إذا حول عدم القدرة على أن نمنح الآخرين حبنا ويحبنا الآخرون بما فيه الكفاية،
وبالتالي فهي تدور حول الشعور بعدم الطمأنينة والقلق تجاه العلاقة القائمة مع الأشخاص الذين يهمنا أمرهم.
والغيرة في الطفولة المبكرة تعتبر شيئاً طبيعيا حيث يتصف صغار الأطفال بالأنانية وحب التملك وحب الظهور،
لرغبتهم في إشباع حاجاتهم، دون مبالاة بغيرهم، أو بالظروف الخارجية، وقمة الشعور بالغيرة تحدث فيما بين 3 – 4 سنوات، وتكثر نسبتها بين البنات عنها بين البنين.

والشعور بالغيرة أمر خطير يؤثر على حياة الفرد ويسبب له صراعات نفسية متعددة
وهى تمثل خطراً داهما على توافقه الشخصي والاجتماعي، بمظاهر سلوكية مختلفة
منها التبول اللاإرادي أو ** الأصابع أو قضم الأظافر، أو الرغبة في شد انتباه الآخرين،
وجلب عطفهم بشتى الطرق، أو التظاهر بالمرض، أو الخوف والقلق، أو بمظاهر العدوان السافر.

ولعلاج الغيرة أو للوقاية من آثارها السلبية يجب عمل الآتي:-

• التعرف على الأسباب وعلاجها.

• إشعار الطفل بقيمته ومكانته في الأسرة والمدرسة وبين الزملاء.

• تعويد الطفل على أن يشاركه غيره في حب الآخرين.

• تعليم الطفل على أن الحياة أخذ وعطاء منذ الصغر وأنه يجب على الإنسان أن يحترم حقوق الآخرين.

• تعويد الطفل على المنافسة الشريفة بروح رياضية تجاه الآخرين.

• بعث الثقة في نفس الطفل وتخفيف حدة الشعور بالنقص أو العجز عنده.

• توفير العلاقات القائمة على أساس المساواة والعدل، دون تميز أو تفضيل على آخر،
مهما كان جنسه أو سنه أو قدراته، فلا تحيز ولا امتيازات بل معاملة على قدم المساواة

• تعويد الطفل على تقبل التفوق، وتقبل الهزيمة، بحيث يعمل على تحقيق النجاح ببذل الجهد المناسب،
دون غيرة من تفوق الآخرين عليه، بالصورة التي تدفعه لفقد الثقة بنفسه.

• تعويد الطفل الأناني على احترام وتقدير الجماعة، ومشاطرتها الوجدانية،
ومشاركة الأطفال في اللعب وفيما يملكه من أدوات.

• يجب على الآباء الحزم فيما يتعلق بمشاعر الغيرة لدى الطفل، فلا يجوز إظهار القلق والاهتمام الزائد بتلك المشاعر،
كما أنه لا ينبغي إغفال الطفل الذي لا ينفعل، ولا تظهر عليه مشاعر الغيرة مطلقاً.

• في حالة ولادة طفل جديد لا يجوز إهمال الطفل الكبير وإعطاء الصغير عناية أكثر مما يلزمه،
فلا يعط المولود من العناية إلا بقدر حاجته، وهو لا يحتاج إلى الكثير، والذي يضايق الطفل الأكبر عادة كثرة حمل المولود
وكثرة الالتصاق الجسمي الذي يضر المولود أكثر مما يفيده.
وواجب الآباء كذلك أن يهيئوا الطفل إلى حادث الولادة مع مراعاة فطامه وجدانياً تدريجياً بقدر الإمكان،
فلا يحرم حرماناً مفاجئاً من الامتياز الذي كان يتمتع به.

• يجب على الآباء والأمهات أن يقلعوا عن المقارنة الصريحة واعتبار كل طفل شخصية مستقلة لها استعداداتها ومزاياها الخاصة بها.

• تنمية الهوايات المختلفة بين الأخوة كالتصوير وجمع الطوابع والقراءة وألعاب الكمبيوتر وغير ذلك
وبذلك يتفوق كل في ناحيته، ويصبح تقيمه وتقديره بلا مقارنة مع الآخرين.

• المساواة في المعاملة بين الابن والابن المريض، التفرقة في المعاملة تؤدى إلى شعور الأولاد بالغرور
وتنمو عند البنات غيرة تكبت وتظهر أعراضها في صور أخرى في مستقبل حياتهن مثل كراهية الرجال
وعدم الثقة بهم وغير ذلك من المظاهر الضارة لحياتهن.

• عدم إغداق امتيازات كثيرة على الطفل المريض ، فأن هذا يثير الغيرة بين الأخوة الأصحاء ،
وتبدو مظاهرها في تمنى وكراهية الطفل المريض أو غير ذلك من مظاهر الغيرة الظاهرة أو المستترة




الكذب

عادة ترتبط غالباً بالسرقة إذا عولجت بأسلوب خاطيء، بدافع التهرب من العقاب الذي يمكن أن يقع.

مفهومه:

يمكن تعريف الكذب بأنه قول شيء غير حقيقي وقد يعود إلى الغش لكسب شيء ما أو للتخلص من أشياء غير سارة.

الأطفال يكذبون عند الحاجة وفي العادة الآباء يشجعون الصدق كشيء جوهري وضروري في السلوك،

ويغضبون عندما يكذب الطفل، والأطفال يجدون صعوبة في التميز بين الوهم والحقيقة، وذلك خلال المرحلة الابتدائية

ولذا يميلون إلى المبالغة، وفي سن المدرسة يختلق الأطفال الكذب أحياناً لكي يتجنبوا العقاب،

أو لكي تفوقوا على الآخرين أو لكي يتصرفوا مثل الآخرين، حيث يختلف الأطفال في مستوى فهم الصدق.

ولقد ميز باجيه مراحل اعتقاد الطفل للكذب إلى ثلاثة مراحل:

• المرحلة الأولى: يعتقد الشيء أن الكذب خطأ لأنه شيء سيعاقب عليه.

• المرحلة الثانية: يبدو الكذب كشيء خطأ في حد ذاته وسوف يبقى ولو بعد زوال العقاب

• المرحلة الثالثة: الكذب خطأ ينعكس على الاحترام المتبادل والمحبة المتبادلة.د


الكذب عند الأطفال يأخذ عدة أشكال مضاف إليها:

1. القلب البسيط : كتغيير للحقيقة أو التغيير البسيط.

2. المبالغة: يبالغ أو يغالط الطفل والده بشدة

3. التلفيق : كأن يتحدث بشيء لم يقم به .

4. المحادثة : يتكلم بشيء جزء منه صحيح وجزء غير صحيح.

5. شكاية خاطئة : بأن يوقع اللوم على غيره فيما فعله هو.

أسباب الكذب :

1. الدفاع الشخصي : الهروب من النتائج غير السارة في السلوك، كعدم الموافقة مع الآباء أو العقاب.

2. الإنكار أو الرفض: للذكريات المؤلمة أو المشاعر خاصة التي لا يعرف كيف يتصرف أو يتعامل معها.

3. التقليد: أي تقليد الكبار واتخاذهم كنماذج.

4. التفاخر : وذلك لكي يحصل على الإعجاب والاهتمام .

5. فحص الحقيقة: لكي يتعرف على الفرق بين الحقيقة والخيال.

6. الحصول على الأمن : والحماية من الأطفال الآخرين.

7. العداوة: تصرف بعداوة تامة تجاه الآخرين.

8. الاكتساب: للحصول على شيء للذات.

9. التخيل النفسي: عندما نكرر ونردد على مسامع الطفل أنه كاذب فسوف يصدق ذلك من كثرة الترديد.

10. عدم الثقة: الآباء قد يظهرون أحياناً عدم الثقة بما ينطق به أبناءهم وإن كان صدقاً، لذا يفضل الطفل أن يكذب أحياناً ليكسب الثقة.

الوقاية من الكذب:

1. أن لا يطلب من الأطفال أن يشهدوا ضد أنفسهم، أو أن يطلب منهم الاعتراف بأخطائهم،
وبدلاً من ذلك يجب جمع الحقائق من مصادر أخرى، ووضع القرارات بناءً على هذه الحقائق،
وفي حال إذناب الطفل تجنب العقاب، ويجب مد يد العون للطفل.

2. تأسيس مستوى للصدق وتشكيل قدوة للطفل.

3. مناقشة الحكمة والمغزى من الصدق يتم التبيين فيها أن الكذب شيء غير محبب وكذلك السرقة والخداع.

4. الابتعاد عن استعمال العقاب الذي يبدو أن الطفل يعفى منه لو دافع عن نفسه بأسلوب الكذب
لأن الأطفال سوف يكذبون حتى يوفروا على أنفسهم إهانات الكبار.

طرق العلاج:

1. العقاب: مساعدة الأطفال على التعلم بواسطة التجربة بتوضيح أن الكذب غير ناجح ويعمل الإضرار به،
كما يجب أن يبين له أن الصدق أفضل ويقلل من العقاب، سامحه إذا قال الحقيقة وعاقبه عقاباً مناسباً إذا غير الحقيقة.

2. تعليم الأطفال قيمة الصدق: لا يجب التغاضي عن كذب الأطفال ويجب حثهم على الصدق بقراءة قصص توضح لهم قيمة الصدق.

3. البحث عن أسباب الكذب: يجب العمل على إيجاد الأمور التي جعلت الطفل يكذب ليتم تفادي ذلك في المستقبل،

الأسباب الرئيسية لكذب الأطفال:

1. لكي يحصلوا على الثناء : والحل إعطاء الطفل الثناء والاهتمام للأشياء الجيدة التي يفعلها وحينها يشعر الطفل بإشباع هذه الحاجة.

2. تفادي العقاب: الحل وضع عقاب مناسب للكذب وتقديم حوافز للصدق والأمانة.

3. التقليد: يقلد الأطفال الآباء في سلوكياتهم، إن كانوا لا يصدقون فبالتالي لن يصدق الطفل،
والحل: أن يكون الأبوان مثالاً للصدق والأمانة وعدم الكذب.

4. الخوف: يكذب الأطفال كثيراً لتفادي العقاب المترتب على الضعف الدراسي وعلى الآباء معرفة قدرة أبنائهم وتعليمهم الصدق في ذلك.

5. لكي يحصل على أشياء يمتلكها لنفسه : والحل أن تساعده في اكتشاف طرق أخرى تساعده على الحصول على ما يريد.

6. الشعور بعدم أهمية أعماله : أمام الأعمال الباهرة التي يقوم بها الآخرون، والحل يكمن في مناقشة خوفه وضعفه، ورفع ثقته بنفسه.

7. ضعف الوازع الديني لدى الطفل: والحل يمكن في تقوية هذا الوازع الديني لديه وتبيين نظرة الإسلام للكذب.



مشكلة الانزواء والانطواء عند الطفل

إن جذور هذه المشكلة هي البيت، من حيث نوعية العلاقة بين الوالدين ببعضهما البعض

ونوعية العلاقة بين الوالدين والأبناء، كما أن نوعية علاقة الأسرة بالأقرباء والجيران من الناحية العاطفية تؤثر تأثيراً كبيراً
سلباً وإيجاباً في عملية الانطواء أو الانبساط،

وللفروق الفردية من حيث التكوين الجسدي والنفسي والعقلي
وما رافق حياة الطفل من ظروف محيطة خاصة،

كل ذلك يحدد أيضاً ملامح شخصية الطفل المنبسطة أو المنطوية فكلما كان الطفل ذو تكوين جسمي سليم
وقوي ونمو عقلي سليم و صحيح وكلما كانت حياة الطفل خالية من ظروف غير طبيعية

وكانت علاقة الأبوين ببعضها ببعض وبأفراد الأسرة جيدة وكانت علاقة الأسرة بالجوار والأقرباء طبيعية و منتظمة

كان الطفل أقرب إلى الانبساط منه إلى الانطواء، ومثل هذا الطفل غالباً ما يكون طبيعياً في المدرسة

فالطفل الاجتماعي في الأسرة والجريء لا يمكن أن يكون انطوائياً في المدرسة،

أما الطفل الذي تربى تربية منعزلة فهو مهيأ أكثر من غيره للانطواء، حيث أن وجود مدرسة أو مدرس شديد أو مخيف الشكل أو التصرفات يجعل الطفل ينكمش

ويبتعد عن إقامة علاقات اجتماعية مع زملاؤه وخاصة إذا كانت الظروف المحيطة بالطفل ظروف متوترة

وقد يكون السبب في الانطواء سفر الوالد وبقاء البيت دون علاقات اجتماعية

كما أن وقوع أحداث مخيفة جداً يجعل الطفل يصاب بردة فعل
قد تصل إلى درجة الانكماش عن كل شيء والانسحاب إلى الذات.

علاج مشكلة الانزواء:

إدخال الطفل في مجموعات متعددة النشاطات ومتعددة الفعاليات.

تشجيع الطفل ل***** صداقات وبذل الجهود لتوفير جو من المرح ودمج الطفل وتشجيعه على النقاش.


*************


انتهى درس اليوم

ناقشنا أربع مشاكل مهمة بحياة الاطفال من ناحية الاسباب

والعلاج

ركزوا جدا فالكلام .. اهم شيء عندي تستعبوه جيدا

طفلك مو شرط يشتكي من كل المشاكل

اللي مو عند طفلك اكيد عند كفل غيرك ..

ولكن خليك ملمة بكل الامور المطروحة

فالوقاية أحسن من العلاج

بانتظار مناقشتكم

:26: