أ. خلود الغفري
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه هي المحاضرة الرابعة من سلسلة محاضرات دورة
10 دقائق 10 شهور 10 سنوات

اعود مرة اخرى.. ليكون حديثي شخصيا معك...
على فنجان قهوة.. او بعض الشاي.. او خلي البساط احمدي.. لا بأس :)

قرأت جميع الردود التي وردت.. واتضح لي اننا نعاني الكثير من المشاكل لدينا..
اهمها اختلاط الاولويات..
عدم الثقة بالنفس او نقص في تقدير الذات..
عدم وجود اهداف
عدم وجود تخطيط..
عدم اهتمام بالمستقبل اصلا..

سؤالي هو.. ما هو المستقبل بالنسبة لك؟؟

اغلب الاجابات جاءت.. عن الاولاد... عن البيت.. عن الدراسة.. عن الاستقرار.. عن وعن..
لكن من فكرت بالموت؟؟

نعم..
مستقبلنا جميعا هو الموت.. حفرة تحت التراب وبدأت القيامة الصغرى..

هذا هو المستقبل الحقيقي الذي من المفترض ان نعد العدة لاجله..
فهل كتبتِ وصيتك؟؟؟؟؟

انا هدفي اختي الكريمة من هذه الدورة بالاساس..
ان ازيد وعيك بنتائج افعالك اليوم.. حتى يوم موتك..
كل ما تفعلينه الان.. سيكتب لك.. او عليك..
دراستك.. تربيتك لاولادك.. وظيفتك.. طموحاتك.. الخ الخ..
كلها نتائجها ستكون في صحائف اعمالك..

انا لا اقول ان نتعبد ونعتكف.. وان ننقطع عن الدنيا
بالعكس
الدنيا هي دار عمل.. دار انتاج.. وانجااااز..
مجتمعاتنا الاسلامية بحاجة الى نساء منجزات.. باذخات بالعطاء..
كتاباتك في المنتدى هي انجاز..
تربيتك لاولادك هي طموح..
انتظامك في جلسات دينية او ايمانية مع صديقاتك هو انجاز..
طبختك.. طلعتك.. مشترياتك.. كلها لها عواقب..
ليس على عشر دقائق.. ولا عشر شهور.. ولا عشر سنوات..
وانما على مدى الدهر.. الابدية..
خلود في الجنة.. او خلود في النار..
كلللل افعالك اليوم.. ستحدد مكانك هناك.. هنااااك
مجموعها او طرحها او قسمتها او ضربها.. كله سيؤدي الى مكان ابدي واحد..

هل فكرتِ بذلك؟؟؟



سؤالي.. لمن تقول..امس زي اليوم زي بكره..
او لا افكر الا في حدود يومي..
او ليس عندي خطط ولا اهداف.. ولا حتى بطيخ..

سؤالي... هل ضميرك مرتاح؟؟
هل تشعرين بالسلام والراحة والطمأنينة انك تعيشين حياتك سبهللة يوما بيوم؟
ان كان الامر كذلك.. فانتِ في مشكلة حقيقية :44:

وان لم يكن..
وتشعرين بالملل.. وانك مقصرة.. وانه ليس من المفترض ان تكون حياتك هكذا..
وانه هناك شيء ما ينقصك.. لا تدرين ما هو.. ولا كيف تملئين فراغه..
عندها انتِ في الطريق الصحيح...
وبحاجة الى توجيهات.. ونصائح..
وعزيمة وارادة قوية.. جبارة.. تحطم كم الكسل الهائل المتراكم على عقلك وجسدك...

انا اسئلتي الى حد اليوم بسيطة..
لم ادخل في العميق حتى..
واعدك...
عندما تصلين معي الى محاضرة القيم في الاسبوع الاخير..
واطرح عليكِ الاسئلة..
لربما طعنت اعمق اعماقك..
وربما اذرفتُ منك الدموع.. وانت تحاولين الاجابة على تلك الاسئلة..
ليس لانني اريد ايلامك..
ولكني لانني اريد ان اضع الحقائق امامك..
بكل بساطة وشفافية..

لا تضيعي عمرك هدرا.. هباء.. تجرين وراء احلام لا تحققينها..
او تمنين نفسك بقرارات لا تنفذينها..

حاولي.. وان فشلتِ حاولي مرة اخرى..
وان فشلتِ ايضا حاولي مرة اخرى..
حتى متى؟
حتى يخرج منك النفس!!!
انتِ جئت الى الدنيا لتكافحي حتى اخر نفس..
تعب كلها الحياة.. وما من راحة الا عندما تضعين اول قدم على الجنة...

انا هنا لاساعدك..
وكل الاخوات هنا يدعمنك..
لكن لن يجبرك احد على اتخاذ الخطوة الاولى سوى نفسك..
ابدئي بنفسك..
اعملي على دائرة التأثير الخاصة بك..
كل ما تستطيعين التحكم به.. ويخصك..
اعملي عليه اولا.. وغيري فيه.. طوريه..
ثم .. ستتسع دائرتك.. ويصبح تأثيرك اكبر ليشمل من هم ليسوا تحت تحكمك او سيطرتك..
اصلحي نفسك.. وادعي غيرك.. ودعي القافلة تسير..

هذه ثوابت الحياة غاليتي..
ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..
وانا اكرر للمرة المليووووون.. انا لا املك عصا سحرية..
ولست هنا لكي اعطي استشارات خاصة ..
وحالتك ليست حالة فريدة فذة لا ينطبق عليها الدورة فتلجئين للاستشارات الخاصة..
لا تتهربي من مسؤولياتك وتطلبي مني ان اتخذ القرارات عنكِ..
تعلمي.. ابحثي.. استكشفي..
لا تطلبي السمكة.. انما اطلبي الصنارة..
وحاولي ان تصلحي نفسك بنفسك..
واعطي هذه الدورة فرصة للتطبيق.. على الاقل عاما كاملا..
ثم تعالي الي..
عندها اعطيكِ ما تشائين من الاستشارات الخاصة
اتفقنا؟

***

حول الضغوطات.. وطرق التعامل معها..
كانت الاجابات اكثر من رائعة..
تنوعت الطرق والاساليب..
انصحك بمراجعتها كلها واستلهام الافكار الجديدة منها

لكن دعيني اقول لك شيئا..
ان من اهم اسباب الضغوط والتوتر هو عدم وجود هدف.. او رسالة في الحياة..
ومن اسباب الضغوط ايضا..
تضارب الاهداف..
المبالغة في وضع الاهداف....
عدم تحقيق أي من الاهداف
المبالغة في المثالية!!
نحن امة الوسطية.. بحاجة الى ان نخلق توازنا.. بين ما نملكه من قيم..
وما نعيشه على ارض الواقع..
كلما كانت افعالك.. اهدافك.. طموحاتك.. متوافقة ومنسجمة مع قيمك..
كلما زادت قيمتك الذاتية.. وثقتك بنفسك..
وشعرتِ بالسعادة والانجاز..

وجود السعادة للروح هو الامر الموازي لوجود الصحة للجسد..
متى ما اعتلت صحتك.. كان ذلك جرس انذار... يفيد بأن جسدك ليس على ما يرام..
وان عليكِ التخلص من بعض العادات الصحية السيئة.. او القيام بعادات اخرى جيدة...

وكذلك السعادة..
متى فقدتها.. وباتت امرا مختلا.. مشوشا.. غير مفهوم..
دل ذلك على انك لا تسيرين في حياتك بشكل صحيح..
بحاجة الى اعادة ترتيب الاوراق..
بحاجة الى فعل المزيد.. او تقليل المزيد الذي تفعلينه..
بحاجة الى تغيييير في حياتك.. ميك اوفر... حتى تحصلين على السعادة..

عندما سألت هل تخططين لمستقبلك.. جاءتني اجابات
رائعة مثل:

وبعض الاخوات جمعت جمييييع النواحي الخمسة لوضع الاهداف: روحية-وظيفية-شخصية-صحية-اجتماعية
مع التركيز على بعد زمني لا طويل ولا قصير.. ووضع هدف واحد في متناول اليد مثل:

وجاءتني اجابات على غرار:


انا اقدر.. من كل قلبي.. دور كل ام.. في رعاية وتربية ابنائها والاهتمام بهم..
ودور كل زوجة.. في الاهتمام ودعم زوجها..
لكن سؤالي كان فقط حول خطط مستقبلك انتِ..
ألا توجد اجابات مثل:
اخطط لكي احفظ القرآن....
او اني اكتب الف موضوع في المنتدى يكون صدقة جارية عني..
او اني في طريقي لاصدار كتابي الاول..
او اني احاول ان اكون قدوة حسنة في اسرتي..
او اني اجعل رسالة الماجستير تدعم مجتمعي..
او او او....
؟؟

انا لا اتهم امانتك واخلاصك في الاهتمام بالاخرين.. واهمهم اسرتك..
لكن ماذا عن انجازاتك الشخصية.. طموحاتك انتِ؟؟
لو قلتِ.. انا اهتم بمستقبل ابنائي..
لانني ام صالحة.. مربية فاضلة..
التربية الجيدة هي طموحي واحدى اهدافي..
ولانهم سيدعمون المجتمع.. وخيرهم سيعود علي عندما اكبر في السن..
ولكي يربوا اجيالا صالحة من بعدي.. يغيرون في المجتمع..
ويكونون صدقة جارية لي..
هذا اسمه تخطيط لمستقبلك انت!!

لكن.. لا ادري..
اشعر وكأننا ندور في عجلة استلمناها من ابائنا وامهاتنا..
وهذه العجلة نفسها سنسلمها لابنائنا..
كله يدرس.. كله يتزوج.. كله يبحث عن وظيفة.. كله ينجب.. كله يربي.. كله يعجز..
وكله يموت..

طيب وبعدين؟؟؟؟؟؟
وبعدين؟؟؟؟؟؟
:(
متى نلحق امريكا واوروبا؟؟
متى سننافس الصين والهند؟؟؟؟
متى سنكون خير امة اخرجت للناس؟؟؟؟؟؟؟؟؟

لا تقولي اصلو زوجي.. اصلو اولادي.. اصلو حماتي.. اصلي ست لا بهش ولا بنش!!!
اهاااا.. عدنا للاعذااااار
ومن هنا احيلك شورتكت على المحاضرة الاولى اقرئيها وعودي مرة اخرى نتابع الدردشة..

قريتي؟؟
رجعتي؟؟
طيب صبي الشاي تاني علشان خاطري :)

***

احدى الاخوات راسلتني.. تستشيرني في قرارها..
وكان خلاصة القول انها مضغوطة جدا.. وهي تحتار بين السفر الى اهلها لكي تخفف قليلا من حدة توترها..
او ان تبقى حيث الضغوط تواجهها حتى تمر الازمة على خير..

طيب..
لكل من تجبر نفسها البقاء متوترة تحت ردح الضغوط..
ليس الا حبا في المعاناة وتعذيب النفس..
او شهامة النساء الابدية في التضحية لاجل الاخرين دون انقطاع...

عودي بذاكرتك الى الوراء..
الى ايام الرسول عليه الصلاة والسلام..
وتحديدا في عام الحزن..
عندما واجه صلى الله عليه وسلم اكبر الضغوط في حياته..
موت عمه .. وموت زوجته رضي الله عنها..
ماذا حدث له؟
ماذا كانت الهدية الربانية اليه؟؟

نعم.. رحلة الاسراء والمعراج...

على الرغم من كل الدروس المستفادة من هذه الرحلة..
الا انني انتزع هنا درسا واحدا يخصنا في مواجهة الضغوط في حياتنا...

البقاء مع الضغوط التي تزيد توترك لاعلى مستوياته ليس شجاعة يا اختي الغالية..
البقاء معها هو جنون.. لن تجني منه سوى قرارات وتصرفات جنونية..
واكتئاب ينتهي عند السرايا الصفرا

رحلة الاسراء والمعراج.. كانت سياحة.. وترفيه عن النفس..
رحلة الاسراء والمعراج.. كانت تقربا الى الله.. ومخاطبته دون حجاب..
رحلة الاسراء والمعراج.. كانت رفع الحجاب عن انباء الغيب من رؤية الرسل ورؤية نعيم اهل الجنة وعذاب اهل النار...

٣ امور..
السياحة والترفيه..
التقرب الى الله عز وجل..
تخيل المستقبل والاهداف!!!!

هل فهمتِ ما اعنيه الان؟؟؟
لا تجبري نفسك على المعاناة.. بجوار ابنائك الصغار.. او احداث يومك الملتهبة..
جدي لك مخرجا وسط هذا الزحام.. لتجلسي بهدوء مع نفسك..
تخصصين ساعة لها.. تناجين الله بدعاء او ذكر او صلاة.. دون توتر..

او ترفهين عن ذاتك.. بمغطس دافيء..
بهواية يدوية..
بقراءة كتاب..
بكتابة..
بماسكات اللبن والخيار تغطي وجهك وشعرك..
بشعور الانثى.. وانكِ ما زلتِ انثى...

او ان تعيدي ترتيب اوراقك..
تضعي اهدافك.. تتخيلي ما ستؤول عليه الاحوال في المستقبل..
تضعين جدولا قبل النوم... جدولا في الصباح.
تخططي طبخات الاسبوع او الشهر ..
ترتبي الاولويات... وتلتزمي بالقرارات..

هذه كلها ستساعد على تخفيف توترك الى حد كبييييير...
وضعي في ذهنك..
ان هذا لن يدوم.. كله سينتهي..
الصغير يكبر.. والكبير يتزوج..
والدراسة تصير شهادة.. والوظيفة تصير تقاعد..
والبدينة تنحف.. والنحيفة تحمل...
والعاقلة تصير مجنونة.. والمجنونة عاقلة << هذه خارج النص

لا شيء يبقى على حاله.. ولا شيء يدعو للاكتئاب..
خذي الامور ببساطة.. وتعاملي معها كما تعاملت مع مكنستي العزيزة في مدونتي :)

في غار حراء قال الرسول عليه الصلاة والسلام لصاحبه ابي بكر رضي الله عنه:
لا تحزن.. ان الله معنا

وعندما جاءه صحابي يقول له اوصني.. فرد عليه ثلاثا:
لا تغضب..

فامسكي عنك الحزن.. والغضب..
فهما اكبر سبيل للتوتر.. وانحراف عقلك عن اعطاء القرارات الحكيمة الصائبة.

***

النقطة الاخيرة التي هي بحاجة الى توضيح..
مسألة الحدس..
واغلب الاجابات كانت عبارة عن قرون استشعار.. حول ما يمكن ان يحدث..
ولم يتعلق الامر بأي قرارات!!!

طيب.. دعيني اوضح الامر مرة اخرى..
فلانة.. تقدمت على وظيفتين..
وجاءها القبول على كليهما..

وهي الان محتارة.. لان كلا الوظيفتين جيدتين..
لكنها شعرت.. بحاستها السادس.. ان الوظيفة الاولى افضل..
لماذا؟
هكذا.. لا يوجد سبب محدد!!!

فلانة ايضا.. تسوق السيارة.. تريد زيارة صديقتها..
تاهت في الطريق.. ووصلت الى مفترق طرق..
تأخذ اليمين ام الشمال؟؟؟؟
بعد تردد.. شعرت شعورا داخليا يقول لها.. خذي الطريق اليمين.. واتجهت يمينا
لماذا؟
لا تدري.. مجرد احساس!!!!!

هذا اسمه الحدس في اتخاذ القرارات!!

كلا القرارين ليس لهما اية خلفية.. او تجربة سابقة..
مجرد احساس يدفعك لتفعلين شيئا بدون اي سبب محدد!!

وانا في المحاضرة اوضحت بانني لا اقلل من اهمية الحدس..
بل نحن الحريم والعياذ بالله من كلمة نحن..
نحب ان نعيش حياتنا مع الحدس..
فنكشف حركات اولادنا النص كم..
ونكشف كذبة الزوج المتأخر ليلا..
والقائمة طويلة..

نعم نحن لدينا قرون استشعار واي فاي والحمد لله..

لكن انا هدفي من المحاضرة.. هو الا تعتبري الحدس مرجعك في القرارات المصيرية
يعني يا فلانة لماذا اخترتِ الكلية الفلانية.. لانو حدسي قالي!!
يا فلانة لماذا طردتِ الشغالة؟ والله احساسي يقول انها تلعب من ورايا!
يا علانة.. ما هو هدفك في الحياة؟ احساسي يقول ما عندي هدف في الحياة!
لا يا شيخة :angry:

لا تبني حياتك على الحدس.. لانه ليس بشيء ثابت.. ولا محسوس.. ولا يعلمك او يفيدك شيئا للتجربة القادمة..
اذا اصاب حدسك في قرار ما.. هل ستعتمدين عليه في كل مرة؟
طيب وان خاب في احدى المرات.. ماذا استفدتِ عندها؟؟؟؟

هناك فرق بين الحدس.. والاستخارة..
الاستخارة تطلبين من الله عز وجل اما ان يسهل امر قرارك او يصرفه عنك..
وليست انتظار حلم ما.. او رؤيا.. او شعور..
اما ان تتيسر الامور.. او ان تتعسر..
هذه هي الاستخارة..
وهي رحمة من رب العالمين..
لانها تطوع مخلوقات الله عز وجل.. من الزمان والمكان والظروف والناس..
لكي تيسر لك الخير او تصرف عنك الشر في قرارك..

الخلاصة..
ابذلي جهدك.. ضعي السؤال.. اجمعي المعلومات.. اعرفي النتائج والعواقب..
صلي استخارة..
وقرري على هذا الاساس..

وان جاءك الحدس يقول لك لا تفعلي.. وفعلتِ..
فاعلمي انه من قدر الله.. وليس لانك لم تسمعي كلام حدسك!

***
كانت هذه دردشة سريعة حول المحاضرة الثالثة..
اتمنى ان تزيل بعض الغمامات والاستفهامات عن رأسك..
ولان التخطيط ووضع الاهداف ليس موضوع الدورة..
فيسعدني وضع بعض المراجع التي ستفيدك في هذ الخصوص وهي:

موقع: خطط ويانا - مليء بالمقالات المفيدة
كتاب: كيف تخطط لحياتك - الاستاذ صلاح الراشد
كتاب: خطة العاطفة - ريتشارد تشانج

بهذه المحاضرة نصل الى نصف الدورة..
ويبقى النصف الاخر.. بعدد اربع محاضرات باذن الله تعالى..

اطلب منكِ حتى مساء يوم الاحد القادم
ان تكتبي كل ما استفدته حتى الان من أربع المحاضرات الاولى من الدورة..
سواء من ناحية التغيير الفكري او التطبيق العملي..
حتى اكون على بينة وأقيم ما كتبته وقدمته حتى الان..

المحاضرة القادمة ستتابع آلية عمل العقل في تنفيذ القرارات..
ولكل امرأة او فتاة تعيش دوامة عاطفية لا تستطيع الخروج منها..
او تعيش الاحباط والاكتئاب والحزن..
كوني بقرب..

اروع تحية لحبيباتي في عالم حواء :)




(ضعي ردودك ومشاركاتك بالدورة هنا: http://forum.hawaaworld.com/showthread.php?t=2161537)
أ. خلود الغفري
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذه هي المحاضرة الرابعة من سلسلة محاضرات دورة 10 دقائق 10 شهور 10 سنوات اعود مرة اخرى.. ليكون حديثي شخصيا معك... على فنجان قهوة.. او بعض الشاي.. او خلي البساط احمدي.. لا بأس :) قرأت جميع الردود التي وردت.. واتضح لي اننا نعاني الكثير من المشاكل لدينا.. اهمها اختلاط الاولويات.. عدم الثقة بالنفس او نقص في تقدير الذات.. عدم وجود اهداف عدم وجود تخطيط.. عدم اهتمام بالمستقبل اصلا.. سؤالي هو.. ما هو المستقبل بالنسبة لك؟؟ اغلب الاجابات جاءت.. عن الاولاد... عن البيت.. عن الدراسة.. عن الاستقرار.. عن وعن.. لكن من فكرت بالموت؟؟ نعم.. مستقبلنا جميعا هو الموت.. حفرة تحت التراب وبدأت القيامة الصغرى.. هذا هو المستقبل الحقيقي الذي من المفترض ان نعد العدة لاجله.. فهل كتبتِ وصيتك؟؟؟؟؟ انا هدفي اختي الكريمة من هذه الدورة بالاساس.. ان ازيد وعيك بنتائج افعالك اليوم.. حتى يوم موتك.. كل ما تفعلينه الان.. سيكتب لك.. او عليك.. دراستك.. تربيتك لاولادك.. وظيفتك.. طموحاتك.. الخ الخ.. كلها نتائجها ستكون في صحائف اعمالك.. انا لا اقول ان نتعبد ونعتكف.. وان ننقطع عن الدنيا بالعكس الدنيا هي دار عمل.. دار انتاج.. وانجااااز.. مجتمعاتنا الاسلامية بحاجة الى نساء منجزات.. باذخات بالعطاء.. كتاباتك في المنتدى هي انجاز.. تربيتك لاولادك هي طموح.. انتظامك في جلسات دينية او ايمانية مع صديقاتك هو انجاز.. طبختك.. طلعتك.. مشترياتك.. كلها لها عواقب.. ليس على عشر دقائق.. ولا عشر شهور.. ولا عشر سنوات.. وانما على مدى الدهر.. الابدية.. خلود في الجنة.. او خلود في النار.. كلللل افعالك اليوم.. ستحدد مكانك هناك.. هنااااك مجموعها او طرحها او قسمتها او ضربها.. كله سيؤدي الى مكان ابدي واحد.. هل فكرتِ بذلك؟؟؟ سؤالي.. لمن تقول..امس زي اليوم زي بكره.. او لا افكر الا في حدود يومي.. او ليس عندي خطط ولا اهداف.. ولا حتى بطيخ.. سؤالي... هل ضميرك مرتاح؟؟ هل تشعرين بالسلام والراحة والطمأنينة انك تعيشين حياتك سبهللة يوما بيوم؟ ان كان الامر كذلك.. فانتِ في مشكلة حقيقية :44: وان لم يكن.. وتشعرين بالملل.. وانك مقصرة.. وانه ليس من المفترض ان تكون حياتك هكذا.. وانه هناك شيء ما ينقصك.. لا تدرين ما هو.. ولا كيف تملئين فراغه.. عندها انتِ في الطريق الصحيح... وبحاجة الى توجيهات.. ونصائح.. وعزيمة وارادة قوية.. جبارة.. تحطم كم الكسل الهائل المتراكم على عقلك وجسدك... انا اسئلتي الى حد اليوم بسيطة.. لم ادخل في العميق حتى.. واعدك... عندما تصلين معي الى محاضرة القيم في الاسبوع الاخير.. واطرح عليكِ الاسئلة.. لربما طعنت اعمق اعماقك.. وربما اذرفتُ منك الدموع.. وانت تحاولين الاجابة على تلك الاسئلة.. ليس لانني اريد ايلامك.. ولكني لانني اريد ان اضع الحقائق امامك.. بكل بساطة وشفافية.. لا تضيعي عمرك هدرا.. هباء.. تجرين وراء احلام لا تحققينها.. او تمنين نفسك بقرارات لا تنفذينها.. حاولي.. وان فشلتِ حاولي مرة اخرى.. وان فشلتِ ايضا حاولي مرة اخرى.. حتى متى؟ حتى يخرج منك النفس!!! انتِ جئت الى الدنيا لتكافحي حتى اخر نفس.. تعب كلها الحياة.. وما من راحة الا عندما تضعين اول قدم على الجنة... انا هنا لاساعدك.. وكل الاخوات هنا يدعمنك.. لكن لن يجبرك احد على اتخاذ الخطوة الاولى سوى نفسك.. ابدئي بنفسك.. اعملي على دائرة التأثير الخاصة بك.. كل ما تستطيعين التحكم به.. ويخصك.. اعملي عليه اولا.. وغيري فيه.. طوريه.. ثم .. ستتسع دائرتك.. ويصبح تأثيرك اكبر ليشمل من هم ليسوا تحت تحكمك او سيطرتك.. اصلحي نفسك.. وادعي غيرك.. ودعي القافلة تسير.. هذه ثوابت الحياة غاليتي.. ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.. وانا اكرر للمرة المليووووون.. انا لا املك عصا سحرية.. ولست هنا لكي اعطي استشارات خاصة .. وحالتك ليست حالة فريدة فذة لا ينطبق عليها الدورة فتلجئين للاستشارات الخاصة.. لا تتهربي من مسؤولياتك وتطلبي مني ان اتخذ القرارات عنكِ.. تعلمي.. ابحثي.. استكشفي.. لا تطلبي السمكة.. انما اطلبي الصنارة.. وحاولي ان تصلحي نفسك بنفسك.. واعطي هذه الدورة فرصة للتطبيق.. على الاقل عاما كاملا.. ثم تعالي الي.. عندها اعطيكِ ما تشائين من الاستشارات الخاصة اتفقنا؟ *** حول الضغوطات.. وطرق التعامل معها.. كانت الاجابات اكثر من رائعة.. تنوعت الطرق والاساليب.. انصحك بمراجعتها كلها واستلهام الافكار الجديدة منها لكن دعيني اقول لك شيئا.. ان من اهم اسباب الضغوط والتوتر هو عدم وجود هدف.. او رسالة في الحياة.. ومن اسباب الضغوط ايضا.. تضارب الاهداف.. المبالغة في وضع الاهداف.... عدم تحقيق أي من الاهداف المبالغة في المثالية!! نحن امة الوسطية.. بحاجة الى ان نخلق توازنا.. بين ما نملكه من قيم.. وما نعيشه على ارض الواقع.. كلما كانت افعالك.. اهدافك.. طموحاتك.. متوافقة ومنسجمة مع قيمك.. كلما زادت قيمتك الذاتية.. وثقتك بنفسك.. وشعرتِ بالسعادة والانجاز.. وجود السعادة للروح هو الامر الموازي لوجود الصحة للجسد.. متى ما اعتلت صحتك.. كان ذلك جرس انذار... يفيد بأن جسدك ليس على ما يرام.. وان عليكِ التخلص من بعض العادات الصحية السيئة.. او القيام بعادات اخرى جيدة... وكذلك السعادة.. متى فقدتها.. وباتت امرا مختلا.. مشوشا.. غير مفهوم.. دل ذلك على انك لا تسيرين في حياتك بشكل صحيح.. بحاجة الى اعادة ترتيب الاوراق.. بحاجة الى فعل المزيد.. او تقليل المزيد الذي تفعلينه.. بحاجة الى تغيييير في حياتك.. ميك اوفر... حتى تحصلين على السعادة.. عندما سألت هل تخططين لمستقبلك.. جاءتني اجابات رائعة مثل: وبعض الاخوات جمعت جمييييع النواحي الخمسة لوضع الاهداف: روحية-وظيفية-شخصية-صحية-اجتماعية مع التركيز على بعد زمني لا طويل ولا قصير.. ووضع هدف واحد في متناول اليد مثل: وجاءتني اجابات على غرار: انا اقدر.. من كل قلبي.. دور كل ام.. في رعاية وتربية ابنائها والاهتمام بهم.. ودور كل زوجة.. في الاهتمام ودعم زوجها.. لكن سؤالي كان فقط حول خطط مستقبلك انتِ.. ألا توجد اجابات مثل: اخطط لكي احفظ القرآن.... او اني اكتب الف موضوع في المنتدى يكون صدقة جارية عني.. او اني في طريقي لاصدار كتابي الاول.. او اني احاول ان اكون قدوة حسنة في اسرتي.. او اني اجعل رسالة الماجستير تدعم مجتمعي.. او او او.... ؟؟ انا لا اتهم امانتك واخلاصك في الاهتمام بالاخرين.. واهمهم اسرتك.. لكن ماذا عن انجازاتك الشخصية.. طموحاتك انتِ؟؟ لو قلتِ.. انا اهتم بمستقبل ابنائي.. لانني ام صالحة.. مربية فاضلة.. التربية الجيدة هي طموحي واحدى اهدافي.. ولانهم سيدعمون المجتمع.. وخيرهم سيعود علي عندما اكبر في السن.. ولكي يربوا اجيالا صالحة من بعدي.. يغيرون في المجتمع.. ويكونون صدقة جارية لي.. هذا اسمه تخطيط لمستقبلك انت!! لكن.. لا ادري.. اشعر وكأننا ندور في عجلة استلمناها من ابائنا وامهاتنا.. وهذه العجلة نفسها سنسلمها لابنائنا.. كله يدرس.. كله يتزوج.. كله يبحث عن وظيفة.. كله ينجب.. كله يربي.. كله يعجز.. وكله يموت.. طيب وبعدين؟؟؟؟؟؟ وبعدين؟؟؟؟؟؟ :( متى نلحق امريكا واوروبا؟؟ متى سننافس الصين والهند؟؟؟؟ متى سنكون خير امة اخرجت للناس؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لا تقولي اصلو زوجي.. اصلو اولادي.. اصلو حماتي.. اصلي ست لا بهش ولا بنش!!! اهاااا.. عدنا للاعذااااار ومن هنا احيلك شورتكت على المحاضرة الاولى اقرئيها وعودي مرة اخرى نتابع الدردشة.. قريتي؟؟ رجعتي؟؟ طيب صبي الشاي تاني علشان خاطري :) *** احدى الاخوات راسلتني.. تستشيرني في قرارها.. وكان خلاصة القول انها مضغوطة جدا.. وهي تحتار بين السفر الى اهلها لكي تخفف قليلا من حدة توترها.. او ان تبقى حيث الضغوط تواجهها حتى تمر الازمة على خير.. طيب.. لكل من تجبر نفسها البقاء متوترة تحت ردح الضغوط.. ليس الا حبا في المعاناة وتعذيب النفس.. او شهامة النساء الابدية في التضحية لاجل الاخرين دون انقطاع... عودي بذاكرتك الى الوراء.. الى ايام الرسول عليه الصلاة والسلام.. وتحديدا في عام الحزن.. عندما واجه صلى الله عليه وسلم اكبر الضغوط في حياته.. موت عمه .. وموت زوجته رضي الله عنها.. ماذا حدث له؟ ماذا كانت الهدية الربانية اليه؟؟ نعم.. رحلة الاسراء والمعراج... على الرغم من كل الدروس المستفادة من هذه الرحلة.. الا انني انتزع هنا درسا واحدا يخصنا في مواجهة الضغوط في حياتنا... البقاء مع الضغوط التي تزيد توترك لاعلى مستوياته ليس شجاعة يا اختي الغالية.. البقاء معها هو جنون.. لن تجني منه سوى قرارات وتصرفات جنونية.. واكتئاب ينتهي عند السرايا الصفرا رحلة الاسراء والمعراج.. كانت سياحة.. وترفيه عن النفس.. رحلة الاسراء والمعراج.. كانت تقربا الى الله.. ومخاطبته دون حجاب.. رحلة الاسراء والمعراج.. كانت رفع الحجاب عن انباء الغيب من رؤية الرسل ورؤية نعيم اهل الجنة وعذاب اهل النار... ٣ امور.. السياحة والترفيه.. التقرب الى الله عز وجل.. تخيل المستقبل والاهداف!!!! هل فهمتِ ما اعنيه الان؟؟؟ لا تجبري نفسك على المعاناة.. بجوار ابنائك الصغار.. او احداث يومك الملتهبة.. جدي لك مخرجا وسط هذا الزحام.. لتجلسي بهدوء مع نفسك.. تخصصين ساعة لها.. تناجين الله بدعاء او ذكر او صلاة.. دون توتر.. او ترفهين عن ذاتك.. بمغطس دافيء.. بهواية يدوية.. بقراءة كتاب.. بكتابة.. بماسكات اللبن والخيار تغطي وجهك وشعرك.. بشعور الانثى.. وانكِ ما زلتِ انثى... او ان تعيدي ترتيب اوراقك.. تضعي اهدافك.. تتخيلي ما ستؤول عليه الاحوال في المستقبل.. تضعين جدولا قبل النوم... جدولا في الصباح. تخططي طبخات الاسبوع او الشهر .. ترتبي الاولويات... وتلتزمي بالقرارات.. هذه كلها ستساعد على تخفيف توترك الى حد كبييييير... وضعي في ذهنك.. ان هذا لن يدوم.. كله سينتهي.. الصغير يكبر.. والكبير يتزوج.. والدراسة تصير شهادة.. والوظيفة تصير تقاعد.. والبدينة تنحف.. والنحيفة تحمل... والعاقلة تصير مجنونة.. والمجنونة عاقلة &lt;&lt; هذه خارج النص لا شيء يبقى على حاله.. ولا شيء يدعو للاكتئاب.. خذي الامور ببساطة.. وتعاملي معها كما تعاملت مع مكنستي العزيزة في مدونتي :) في غار حراء قال الرسول عليه الصلاة والسلام لصاحبه ابي بكر رضي الله عنه: لا تحزن.. ان الله معنا وعندما جاءه صحابي يقول له اوصني.. فرد عليه ثلاثا: لا تغضب.. فامسكي عنك الحزن.. والغضب.. فهما اكبر سبيل للتوتر.. وانحراف عقلك عن اعطاء القرارات الحكيمة الصائبة. *** النقطة الاخيرة التي هي بحاجة الى توضيح.. مسألة الحدس.. واغلب الاجابات كانت عبارة عن قرون استشعار.. حول ما يمكن ان يحدث.. ولم يتعلق الامر بأي قرارات!!! طيب.. دعيني اوضح الامر مرة اخرى.. فلانة.. تقدمت على وظيفتين.. وجاءها القبول على كليهما.. وهي الان محتارة.. لان كلا الوظيفتين جيدتين.. لكنها شعرت.. بحاستها السادس.. ان الوظيفة الاولى افضل.. لماذا؟ هكذا.. لا يوجد سبب محدد!!! فلانة ايضا.. تسوق السيارة.. تريد زيارة صديقتها.. تاهت في الطريق.. ووصلت الى مفترق طرق.. تأخذ اليمين ام الشمال؟؟؟؟ بعد تردد.. شعرت شعورا داخليا يقول لها.. خذي الطريق اليمين.. واتجهت يمينا لماذا؟ لا تدري.. مجرد احساس!!!!! هذا اسمه الحدس في اتخاذ القرارات!! كلا القرارين ليس لهما اية خلفية.. او تجربة سابقة.. مجرد احساس يدفعك لتفعلين شيئا بدون اي سبب محدد!! وانا في المحاضرة اوضحت بانني لا اقلل من اهمية الحدس.. بل نحن الحريم والعياذ بالله من كلمة نحن.. نحب ان نعيش حياتنا مع الحدس.. فنكشف حركات اولادنا النص كم.. ونكشف كذبة الزوج المتأخر ليلا.. والقائمة طويلة.. نعم نحن لدينا قرون استشعار واي فاي والحمد لله.. لكن انا هدفي من المحاضرة.. هو الا تعتبري الحدس مرجعك في القرارات المصيرية يعني يا فلانة لماذا اخترتِ الكلية الفلانية.. لانو حدسي قالي!! يا فلانة لماذا طردتِ الشغالة؟ والله احساسي يقول انها تلعب من ورايا! يا علانة.. ما هو هدفك في الحياة؟ احساسي يقول ما عندي هدف في الحياة! لا يا شيخة :angry: لا تبني حياتك على الحدس.. لانه ليس بشيء ثابت.. ولا محسوس.. ولا يعلمك او يفيدك شيئا للتجربة القادمة.. اذا اصاب حدسك في قرار ما.. هل ستعتمدين عليه في كل مرة؟ طيب وان خاب في احدى المرات.. ماذا استفدتِ عندها؟؟؟؟ هناك فرق بين الحدس.. والاستخارة.. الاستخارة تطلبين من الله عز وجل اما ان يسهل امر قرارك او يصرفه عنك.. وليست انتظار حلم ما.. او رؤيا.. او شعور.. اما ان تتيسر الامور.. او ان تتعسر.. هذه هي الاستخارة.. وهي رحمة من رب العالمين.. لانها تطوع مخلوقات الله عز وجل.. من الزمان والمكان والظروف والناس.. لكي تيسر لك الخير او تصرف عنك الشر في قرارك.. الخلاصة.. ابذلي جهدك.. ضعي السؤال.. اجمعي المعلومات.. اعرفي النتائج والعواقب.. صلي استخارة.. وقرري على هذا الاساس.. وان جاءك الحدس يقول لك لا تفعلي.. وفعلتِ.. فاعلمي انه من قدر الله.. وليس لانك لم تسمعي كلام حدسك! *** كانت هذه دردشة سريعة حول المحاضرة الثالثة.. اتمنى ان تزيل بعض الغمامات والاستفهامات عن رأسك.. ولان التخطيط ووضع الاهداف ليس موضوع الدورة.. فيسعدني وضع بعض المراجع التي ستفيدك في هذ الخصوص وهي: موقع: - مليء بالمقالات المفيدة كتاب: كيف تخطط لحياتك - الاستاذ صلاح الراشد كتاب: خطة العاطفة - ريتشارد تشانج بهذه المحاضرة نصل الى نصف الدورة.. ويبقى النصف الاخر.. بعدد اربع محاضرات باذن الله تعالى.. اطلب منكِ حتى مساء يوم الاحد القادم ان تكتبي كل ما استفدته حتى الان من أربع المحاضرات الاولى من الدورة.. سواء من ناحية التغيير الفكري او التطبيق العملي.. حتى اكون على بينة وأقيم ما كتبته وقدمته حتى الان.. المحاضرة القادمة ستتابع آلية عمل العقل في تنفيذ القرارات.. ولكل امرأة او فتاة تعيش دوامة عاطفية لا تستطيع الخروج منها.. او تعيش الاحباط والاكتئاب والحزن.. كوني بقرب.. اروع تحية لحبيباتي في عالم حواء :) (ضعي ردودك ومشاركاتك بالدورة هنا: http://forum.hawaaworld.com/showthread.php?t=2161537)
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذه هي المحاضرة الرابعة من سلسلة محاضرات...
المحاضرة الخامسة
تحديات العقل في اتخاذ القرارات:





تحدثت معك في المحاضرة السابقة عن بعض آليات العقل في اتخاذ القرارات،
مثل المستقبل والضغوط والحدس.


اليوم سأحدثك عن التحديات التي تواجه عقلك لدى اتخاذه القرارات.
فليس اتخاذ القرار امر سهل دائما،
انما هناك تحديات تواجه ميلاد هذا القرار
قد تحيده عن مساره الصحيح المطلوب.



1. الانحياز في انتقاء المعلومات


كيف نصنف المعلومة الجيدة من المعلومة السيئة؟
هل يقوم عقلنا بتقبل جميع المعلومات الواردة؟


بمراجعة المحاضرة الاولى والخطوات الاربعة لتطبيق نظام 10 10 10
كانت الخطوة الثانية هي خطوة جمع المعلومات.


وهي خطوة كثيرا ما نهملها انا وانتِ للاسف،
بسبب العجلة تارة او التوتر تارة اخرى.
وحتى في حال جمعك للمعلومات، ستجدين انك لا تدخلين الى عقلك كل شيء..
انما تختارين المعلومات بطريقة انتقائية مدهشة،
ستثير استغرابك حتما، ولكنها حقيقية وواقعية.
فكيف ينتقي عقلك المعلومات؟






أ. عندما تتلقين المعلومة،
فانك تعطين اهتمامك للجزئية الاولى والاخيرة من المعلومة
وتميلين الى اسقاط ما بينهما!



خذي عندك الاعلانات التلفزيونية مثلا مدة الاعلان بمعدل 10- 30 ثانية.
ولدى المنتجين وقت ضيق جدا لاعطاء المعلومة التي ستحفزك على شراء سلعتهم.
لذلك هم يعمدون الى وضع اهم ما يريدون ايصاله اليكِ في نهاية الاعلان
(مثل اعلانات السيارات او شركات الاتصالات)
او في بداية الاعلان كطرح تساؤل ما.. او ببداية الاعلان ونهايته.
وما بينهما هو تمثيل وحشو كلام وصور لجذب بصرك وانتباهك فقط!


ما الذي ستتذكرينه من هذا الاعلان؟ المشهد الاخير فقط

حتى في نظام القراءة السريعة.. تتعلمين ان تقرئي العنوان، وبداية الفقرة ونهايتها فقط.
ومن اساسيات الكتابة الناجحة ان تكتبي ملخص الفكرة في بداية الفقرة،
ثم تتابعي التفصيل لهذه الفكرة طوال الفقرة.


لماذا؟
لانه هكذا يعمل عقلي وعقلك.. فقط البداية والنهاية.. ونطنش ما بينهما!



ب. عندما تتلقين المعلومة،
فان عقلك يعطي ثقلا اكبر للمعلومة التي تكررت اكثر من مرة.



لاحظي لوحات الاعلانات في الشارع. لا يمكن الاكتفاء باعلان واحد،
فمن المستحيل ان تنتبهي له وانت مارقة بالسيارة،
لذا لابد من وضع عدة لوحات مكررة لنفس الاعلان بجوار بعضها البعض.


يمكن ان تضيفي على ذلك التكرار الحارق للاعصاب لاعلانات التلفاز طوال اليوم
والضجة الاعلامية المتكررة لانفلونزا الخنازير،
والتي ادى تكرارها طوال 7/24 خلال عام كامل ان يصاب الناس بالهلع
ويقرروا التسليم بان الوباء حقيقي وقادم الى عتبات بيوتهم!




حتى مشروب الكولا.. قد تكونين مدمنة عليه..
لكن عندما يقاطعه زوجك..
وتخبرك امك عن وجود دهن الخنزير فيه..
وتزيدك صديقتك بمضاره..
ساعتها تفكرين جديا في الاقلاع عنه!


كلما تكررت المعلومة على مسامعك..
من امك.. اختك.. زوجك.. صديقاتك.. وسائل الاعلام حولك الخ..
كلما اعطيتِ لها ثقلا واهمية في حياتك،
وبالتالي تتقبلينها وتقررين التصرف على اساس انها صحيحة!



ج. تعطين مصداقية اكبر للمعلومة من الناس الذين تحبينهم
وتقللين مصداقية المعلومة من الناس الذين لا تحبينهم (او تكرهينهم).



هل مرت عليكِ كاتبة متميزة في المنتدى وشاركتِ في احد مواضيعها لكنها تجاهلتك تماما او انها ردت بطريقة لم تعجبك؟

ماذا كانت ردة فعلك حيالها؟

نعم.. قمتِ بوضعها في البلوك ليست،
واقسمت أغلظ الايمان بعدم دخول مواضيها مرة اخرى او حتى القراءة لها،
رغم ان الامر قد يكون سوء تفاهم او اهمال او حتى تعمد منها،
مع انها كاتبة متميزة لديها الكثير من المعلومات الهامة التي يمكن ان تغير حياتك.


احزري ماذا؟

لن تتقبلي اي شيء تكتبه او تقوله. هكذا ببساطة!!

هل مر عليكِ امر كهذا مع اشخاص تستثقلين دمهم حولك؟
زوجك؟ اختك؟ صديقتك؟ حماتك؟ معلمتك؟


على النقيض.. ان كانت المعلومة صادرة من انسانة تحبينها وتقدرينها كثيرا،
فانه سيكون لها ثقل غير عادي.. تصدقينها وتطبقينها في الغالب
حتى لو كانت احيانا منافية للمنطق والعقل!
تماما عندما يأتي ابنك ذو سبعة الاعوام اليكِ ويقول الابله قالت والابله فعلت..
ومهما حاولت ومهما قلتِ لن تفلحي في تغيير قدسية كلام الابله عنده


لذا.. كان من الاهمية بمكان.. ان تكون هناك مصداقية عالية جدا
لصناع القرار والقدوات المؤثرين في عقول الناس
فكلما كانت هناك مصداقية كان هناك حب وقبول للمعلومة،
وانعدام المصداقية يعني النفور وعدم قبول المعلومة..
حتى ان لم يكن هناك منطق في هذا كله!


والان كيف لك ان تواجهي الانحياز العقلي في انتقاء المعلومات الهامة؟
:)

قال الله تعالى:

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ))
=====================
ان نظام 10 10 10 لا يسمح لك بتصديق المعلومة المكررة او الصادرة عن شخص تحبينه
الا بعد ان تختبري كل الحقائق بنفسك وتقيسيها على قيمك ومبادئك.
انه يجبرك على الاستماع لكل من لديه المعلومة التي تهمك،
حتى ان كانت المعلومة من شخص لا تحبينه، او تسمعينها لاول مرة (غير مكررة).
=====================

***


٢. الالتزام اليائس




هل حدث ان علقتِ في دوامة من التوغل المستمر في امر محكوم عليه بالفشل؟
علاقة عبر المسنجر؟ مشروع واقف؟ صديقة سوء؟ هوس الطعام والمزيد من السمنة؟


ان الامر اشبه بالغوص عمدا في بركة موحلة دون توقف

لا تضحكين..

قد تبدو الصورة لامنطقية ومضحكة ومثيرة للشفقة من الخارج،
ولكنها واقعية ومستمرة ويبدو مستحيلا التوقف عنها من الداخل!!


نحن كبشر.. نميل الى الغوص (او الغرق) في وضع اكثر سوءا..
بل ويزداد سوءا يوما بعد يوم..
أملا في الحفاظ على صورتنا الذاتية أو تبرير افعالنا التي اتخذناها..
او الاثنين معا.


كتبت مرة حالة مشابهة في مدونتي بعنوان: ادمان حبيب الانترنت

رغم كل المؤشرات بفشل العلاقة، ورغم احتقارها لذاتها ورغبتها الشدييييدة في قطع العلاقة،
الا انها كانت تعود اليه رغما عنها وتستمر على امل ان تنصلح الامور وتعود المياه لمجاريها..


رغم علمك ووعيك بان قطعة الحلوى هذه ستزيدك بعض الكيلوات في خصرك،
وصحن اللازانيا هذا سيرفع الكوليسترول في دمك،
الا انك لا تكفين عن الاكل!
وكلما شعرت بسياط الضمير تؤنبك على اهمالك لصحتك وشكلك ومخالفة المنطق والعقل،
تفسرين الامر بالاكتئاب والاحباط ومشاكل البيت.. وانك ستبدئين الريجيم يوم الغد..
لتحافظي على صورتك الذاتية وتبررين همجيتك في ابتلاع المزيد من الطعام اليوم


تستيقظين كل يوم وتمارسين نفسسسس اعمالك كل يوم،
وتلهثين خلف طبخ واولاد ومسؤوليات حياة،
وتبررين قراراتك بعدم التغيير او الخروج من الدائرة المغلقة
بالمولود الجديد، او اهل الزوج، او ظروف المجتمع ..او التأجيل الى ان يأذن الله بالفرج.. وترتاحين من اللوم.. املا في الحفاظ على صورتك الذاتية …… !


انه حقا مستنقع الالتزام اليائس

فكيف ينقذك نظام 10 10 10 من هذا كله؟؟

=====================
- بطرح السؤال: ما هي العواقب الايجابية والسلبية للبقاء في هذه الفوضى عبر الوقت؟
- باجبارك على رؤية اللامنطق واللاعقلانية والهوس الذي تمارسينه
في الاطارات الزمنية الثلاثة:
10 دقائق.. 10 شهور.. 10 سنوات

- باعطائك مكابح قوية تمنع توغلك في المزيد من الفشل والتعاسة والنهايات المسدودة.
- الطريقة المثالية لتحمي نفسك من عواطفك الجانحة.. والحفاظ على كرامتك وتوازنك واحترامك لذاتك.
=====================

هكذا ببساطة :)

***


٣. فجوة التعاطف


كثيرا ما تصابين بابتلاءات الحياة.. فقد عزيز.. طلاق.. عدم انجاب..
فشل مشروع.. قطع رزق.. مشكلة في البيت..


وعندما تأتي هذه الابتلاءات او الاوقات الصعبة،
فان عقلك يعتقد بأنها لن تغادر ابدا ولا مشاعرك حيالها!




كم من مطلقة.. عانت كثيرا من التخبط في مشاعر الالم والحزن ونهاية العالم..
وها هي الان متزوجة وعوضها الله بالزوج والابن.. وحتى الوظيفة!


كم من عزيز فقدناه.. شعرنا بالهول والصدمة والاسى.. وتجمد الزمن والعمل وكل شيء حولنا..
وها هي الايام تمر.. وصار الامر مجرد ذكرى عابرة..


حتى الحرب الاخيرة على غزة.. شعرنا بمراجل الغضب تفور من معاقلها..
وشجبنا واستنكرنا وانتفضنا وتظاهرنا..
ثم ماذا؟؟


الدنيا ربيع والجو بديع.. قفل على كل المواضيع

الامر يحتاج الى وقت.. فقط!!

جرحني.. اهانني.. قال وقال لي..
يا اختي صدقيني.. ستنسين الامر!

اشعر بألم هائل.. اشعر بالحزن والضيااااع..
يا عمري اسمعي مني.. ستتجاوزين الامر!


ان لعواطفك خاصية مذهلة في شفاء نفسها بنفسها عبر الوقت، ولكن في الاوقات الحالكة المظلمة فان عقلك يقنعك بالعكس.. وتعتقدين بان هذه اللحظات المؤلمة ستدوم وتدوم وتدوووووم الى الابد!!

تظنين انك قد تستمرين في حياتك.. خلال خمس او عشر سنوات.. تقومين بما تقومين به ..
ولكن لا تستطيعين ان تتخيلي نفسك في اطار يخرج عن الحزن والصدمة المستمرين!


هكذا يقنعك عقلك!!

=====================
نظام 10 10 10 لا يصد هذه الفجوة بقوله: سوف تتجاوزين هذه الازمة يوما ما
انما بسؤالك لنفسك: ما هي الشخصية التي اريد ان اكون عليها عندما يأتي هذا اليوم؟
بتخيل ماذا ستشعرين في المستقبل.. وما الذي تريدين ان تشعري به في المستقبل!

=====================

حياتك من اختياراتك انتِ!!

تماما مثل تبشير الرسول عليه الصلاة والسلام لصحابته رضوان الله عليهم
وسط الخوف والقلق والشدة في غزوة الخندق بكنوز كسرى وقيصر!!
انه يقول لهم ببساطة ان هذا الابتلاء زائل.. وكل المعاناة ستنتهي.
ركزوا
تفكيركم فقط على المستقبل

***

كانت هذه ثلاثة تحديات يواجهها عقلك اثناء اتخاذ القرار.
والحقيقة ان العلم لا يعرف تحديدا كيف يقوم عقلنا باتخاذ القرارات السيئة او الجيدة.


لكن ما أعرفه حقيقة..
انه لا يهم العقل في حد ذاته.. انما ما يقود هذا العقل:
معتقداتك.. شخصيتك.. قلبك.. افكارك الجديدة.


نظام 10 10 10 هو احدى هذه الافكار الجديدة،
والذي ينظم خياراتك بشكل منهجي عبر اطارات زمنية مختلفة.

يتحدى انحيازات عقلك العصبية، يجبرك على ان تفحصي وتحللي بدقة ماذا تقررين ولماذا..
ويدفعك للتعاطف مع ما تريدين ان تكونيه.

يفصل عقلك عن الطيار الآلي بداخله.. ويجعله يتخذ خيارات لحياة انتِ تريدينها.


في بعض الاحيان القرارات تكون اكثر تعقيدا وتوترا وتقاوم حتى اشد طرق التفكير والتحليل دقة..

لكن اذا كنتِ تسعين الى حياة هادفة شفافة..
فان عقلك بحاجة لكي يتخطي ميله البشري في اعطاء القرار باندفاع وتهور….

بحاجة الى نظام يدفعك للتمهل والدراسة.. ثم الحركة والفعل..

يعطيكِ قرارات يمكنك الوثوق بها!


هذا هو نظام 10 10 10
:)

***

المطلوب منك حتى مساء الخميس هو امر مختلف..
وسيمتعك في نفس الوقت..

اطلب منكِ ان تقومي بنزهة عبر المنتدى..
تقرئي لمشاكل وهموم العضوات (وما اكثرها!)

واختاري موضوعا واحدا فقط.. يحتوي احدى التحديات الثلاثة السابقة التي ذكرناها هنا..
ساعدي صاحبة الموضوع وخذي بيدها حسبما استفدتِ من هذه المحاضرة..
وتعالي هنا اقتبسي موضوعها وردك عليها..
كي نستفيد جميعا في التطبيق

اطيب تحية لغالياتي في عالم حواء



(ضعي ردودك ومشاركاتك بالدورة هنا: http://forum.hawaaworld.com/showthread.php?t=2161537)

تنويه:
تم تغيير مواعيد المحاضرات الى يومي الثلاثاء والجمعة
ان شاء الله
أ. خلود الغفري
المحاضرة الخامسة تحديات العقل في اتخاذ القرارات: تحدثت معك في المحاضرة السابقة عن بعض آليات العقل في اتخاذ القرارات، مثل المستقبل والضغوط والحدس. اليوم سأحدثك عن التحديات التي تواجه عقلك لدى اتخاذه القرارات. فليس اتخاذ القرار امر سهل دائما، انما هناك تحديات تواجه ميلاد هذا القرار قد تحيده عن مساره الصحيح المطلوب. 1. الانحياز في انتقاء المعلومات كيف نصنف المعلومة الجيدة من المعلومة السيئة؟ هل يقوم عقلنا بتقبل جميع المعلومات الواردة؟ بمراجعة المحاضرة الاولى والخطوات الاربعة لتطبيق نظام 10 10 10 كانت الخطوة الثانية هي خطوة جمع المعلومات. وهي خطوة كثيرا ما نهملها انا وانتِ للاسف، بسبب العجلة تارة او التوتر تارة اخرى. وحتى في حال جمعك للمعلومات، ستجدين انك لا تدخلين الى عقلك كل شيء.. انما تختارين المعلومات بطريقة انتقائية مدهشة، ستثير استغرابك حتما، ولكنها حقيقية وواقعية. فكيف ينتقي عقلك المعلومات؟ أ. عندما تتلقين المعلومة، فانك تعطين اهتمامك للجزئية الاولى والاخيرة من المعلومة وتميلين الى اسقاط ما بينهما! خذي عندك الاعلانات التلفزيونية مثلا مدة الاعلان بمعدل 10- 30 ثانية. ولدى المنتجين وقت ضيق جدا لاعطاء المعلومة التي ستحفزك على شراء سلعتهم. لذلك هم يعمدون الى وضع اهم ما يريدون ايصاله اليكِ في نهاية الاعلان (مثل اعلانات السيارات او شركات الاتصالات) او في بداية الاعلان كطرح تساؤل ما.. او ببداية الاعلان ونهايته. وما بينهما هو تمثيل وحشو كلام وصور لجذب بصرك وانتباهك فقط! ما الذي ستتذكرينه من هذا الاعلان؟ المشهد الاخير فقط حتى في نظام القراءة السريعة.. تتعلمين ان تقرئي العنوان، وبداية الفقرة ونهايتها فقط. ومن اساسيات الكتابة الناجحة ان تكتبي ملخص الفكرة في بداية الفقرة، ثم تتابعي التفصيل لهذه الفكرة طوال الفقرة. لماذا؟ لانه هكذا يعمل عقلي وعقلك.. فقط البداية والنهاية.. ونطنش ما بينهما! ب. عندما تتلقين المعلومة، فان عقلك يعطي ثقلا اكبر للمعلومة التي تكررت اكثر من مرة. لاحظي لوحات الاعلانات في الشارع. لا يمكن الاكتفاء باعلان واحد، فمن المستحيل ان تنتبهي له وانت مارقة بالسيارة، لذا لابد من وضع عدة لوحات مكررة لنفس الاعلان بجوار بعضها البعض. يمكن ان تضيفي على ذلك التكرار الحارق للاعصاب لاعلانات التلفاز طوال اليوم والضجة الاعلامية المتكررة لانفلونزا الخنازير، والتي ادى تكرارها طوال 7/24 خلال عام كامل ان يصاب الناس بالهلع ويقرروا التسليم بان الوباء حقيقي وقادم الى عتبات بيوتهم! حتى مشروب الكولا.. قد تكونين مدمنة عليه.. لكن عندما يقاطعه زوجك.. وتخبرك امك عن وجود دهن الخنزير فيه.. وتزيدك صديقتك بمضاره.. ساعتها تفكرين جديا في الاقلاع عنه! كلما تكررت المعلومة على مسامعك.. من امك.. اختك.. زوجك.. صديقاتك.. وسائل الاعلام حولك الخ.. كلما اعطيتِ لها ثقلا واهمية في حياتك، وبالتالي تتقبلينها وتقررين التصرف على اساس انها صحيحة! ج. تعطين مصداقية اكبر للمعلومة من الناس الذين تحبينهم وتقللين مصداقية المعلومة من الناس الذين لا تحبينهم (او تكرهينهم). هل مرت عليكِ كاتبة متميزة في المنتدى وشاركتِ في احد مواضيعها لكنها تجاهلتك تماما او انها ردت بطريقة لم تعجبك؟ ماذا كانت ردة فعلك حيالها؟ نعم.. قمتِ بوضعها في البلوك ليست، واقسمت أغلظ الايمان بعدم دخول مواضيها مرة اخرى او حتى القراءة لها، رغم ان الامر قد يكون سوء تفاهم او اهمال او حتى تعمد منها، مع انها كاتبة متميزة لديها الكثير من المعلومات الهامة التي يمكن ان تغير حياتك. احزري ماذا؟ لن تتقبلي اي شيء تكتبه او تقوله. هكذا ببساطة!! هل مر عليكِ امر كهذا مع اشخاص تستثقلين دمهم حولك؟ زوجك؟ اختك؟ صديقتك؟ حماتك؟ معلمتك؟ على النقيض.. ان كانت المعلومة صادرة من انسانة تحبينها وتقدرينها كثيرا، فانه سيكون لها ثقل غير عادي.. تصدقينها وتطبقينها في الغالب حتى لو كانت احيانا منافية للمنطق والعقل! تماما عندما يأتي ابنك ذو سبعة الاعوام اليكِ ويقول الابله قالت والابله فعلت.. ومهما حاولت ومهما قلتِ لن تفلحي في تغيير قدسية كلام الابله عنده لذا.. كان من الاهمية بمكان.. ان تكون هناك مصداقية عالية جدا لصناع القرار والقدوات المؤثرين في عقول الناس فكلما كانت هناك مصداقية كان هناك حب وقبول للمعلومة، وانعدام المصداقية يعني النفور وعدم قبول المعلومة.. حتى ان لم يكن هناك منطق في هذا كله! والان كيف لك ان تواجهي الانحياز العقلي في انتقاء المعلومات الهامة؟ :) قال الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)) ===================== ان نظام 10 10 10 لا يسمح لك بتصديق المعلومة المكررة او الصادرة عن شخص تحبينه الا بعد ان تختبري كل الحقائق بنفسك وتقيسيها على قيمك ومبادئك. انه يجبرك على الاستماع لكل من لديه المعلومة التي تهمك، حتى ان كانت المعلومة من شخص لا تحبينه، او تسمعينها لاول مرة (غير مكررة). ===================== *** ٢. الالتزام اليائس هل حدث ان علقتِ في دوامة من التوغل المستمر في امر محكوم عليه بالفشل؟ علاقة عبر المسنجر؟ مشروع واقف؟ صديقة سوء؟ هوس الطعام والمزيد من السمنة؟ ان الامر اشبه بالغوص عمدا في بركة موحلة دون توقف لا تضحكين.. قد تبدو الصورة لامنطقية ومضحكة ومثيرة للشفقة من الخارج، ولكنها واقعية ومستمرة ويبدو مستحيلا التوقف عنها من الداخل!! نحن كبشر.. نميل الى الغوص (او الغرق) في وضع اكثر سوءا.. بل ويزداد سوءا يوما بعد يوم.. أملا في الحفاظ على صورتنا الذاتية أو تبرير افعالنا التي اتخذناها.. او الاثنين معا. كتبت مرة حالة مشابهة في مدونتي بعنوان: رغم كل المؤشرات بفشل العلاقة، ورغم احتقارها لذاتها ورغبتها الشدييييدة في قطع العلاقة، الا انها كانت تعود اليه رغما عنها وتستمر على امل ان تنصلح الامور وتعود المياه لمجاريها.. رغم علمك ووعيك بان قطعة الحلوى هذه ستزيدك بعض الكيلوات في خصرك، وصحن اللازانيا هذا سيرفع الكوليسترول في دمك، الا انك لا تكفين عن الاكل! وكلما شعرت بسياط الضمير تؤنبك على اهمالك لصحتك وشكلك ومخالفة المنطق والعقل، تفسرين الامر بالاكتئاب والاحباط ومشاكل البيت.. وانك ستبدئين الريجيم يوم الغد.. لتحافظي على صورتك الذاتية وتبررين همجيتك في ابتلاع المزيد من الطعام اليوم تستيقظين كل يوم وتمارسين نفسسسس اعمالك كل يوم، وتلهثين خلف طبخ واولاد ومسؤوليات حياة، وتبررين قراراتك بعدم التغيير او الخروج من الدائرة المغلقة بالمولود الجديد، او اهل الزوج، او ظروف المجتمع ..او التأجيل الى ان يأذن الله بالفرج.. وترتاحين من اللوم.. املا في الحفاظ على صورتك الذاتية …… ! انه حقا مستنقع الالتزام اليائس فكيف ينقذك نظام 10 10 10 من هذا كله؟؟ ===================== - بطرح السؤال: ما هي العواقب الايجابية والسلبية للبقاء في هذه الفوضى عبر الوقت؟ - باجبارك على رؤية اللامنطق واللاعقلانية والهوس الذي تمارسينه في الاطارات الزمنية الثلاثة: 10 دقائق.. 10 شهور.. 10 سنوات - باعطائك مكابح قوية تمنع توغلك في المزيد من الفشل والتعاسة والنهايات المسدودة. - الطريقة المثالية لتحمي نفسك من عواطفك الجانحة.. والحفاظ على كرامتك وتوازنك واحترامك لذاتك. ===================== هكذا ببساطة :) *** ٣. فجوة التعاطف كثيرا ما تصابين بابتلاءات الحياة.. فقد عزيز.. طلاق.. عدم انجاب.. فشل مشروع.. قطع رزق.. مشكلة في البيت.. وعندما تأتي هذه الابتلاءات او الاوقات الصعبة، فان عقلك يعتقد بأنها لن تغادر ابدا ولا مشاعرك حيالها! كم من مطلقة.. عانت كثيرا من التخبط في مشاعر الالم والحزن ونهاية العالم.. وها هي الان متزوجة وعوضها الله بالزوج والابن.. وحتى الوظيفة! كم من عزيز فقدناه.. شعرنا بالهول والصدمة والاسى.. وتجمد الزمن والعمل وكل شيء حولنا.. وها هي الايام تمر.. وصار الامر مجرد ذكرى عابرة.. حتى الحرب الاخيرة على غزة.. شعرنا بمراجل الغضب تفور من معاقلها.. وشجبنا واستنكرنا وانتفضنا وتظاهرنا.. ثم ماذا؟؟ الدنيا ربيع والجو بديع.. قفل على كل المواضيع الامر يحتاج الى وقت.. فقط!! جرحني.. اهانني.. قال وقال لي.. يا اختي صدقيني.. ستنسين الامر! اشعر بألم هائل.. اشعر بالحزن والضيااااع.. يا عمري اسمعي مني.. ستتجاوزين الامر! ان لعواطفك خاصية مذهلة في شفاء نفسها بنفسها عبر الوقت، ولكن في الاوقات الحالكة المظلمة فان عقلك يقنعك بالعكس.. وتعتقدين بان هذه اللحظات المؤلمة ستدوم وتدوم وتدوووووم الى الابد!! تظنين انك قد تستمرين في حياتك.. خلال خمس او عشر سنوات.. تقومين بما تقومين به .. ولكن لا تستطيعين ان تتخيلي نفسك في اطار يخرج عن الحزن والصدمة المستمرين! هكذا يقنعك عقلك!! ===================== نظام 10 10 10 لا يصد هذه الفجوة بقوله: سوف تتجاوزين هذه الازمة يوما ما انما بسؤالك لنفسك: ما هي الشخصية التي اريد ان اكون عليها عندما يأتي هذا اليوم؟ بتخيل ماذا ستشعرين في المستقبل.. وما الذي تريدين ان تشعري به في المستقبل! ===================== حياتك من اختياراتك انتِ!! تماما مثل تبشير الرسول عليه الصلاة والسلام لصحابته رضوان الله عليهم وسط الخوف والقلق والشدة في غزوة الخندق بكنوز كسرى وقيصر!! انه يقول لهم ببساطة ان هذا الابتلاء زائل.. وكل المعاناة ستنتهي. ركزوا تفكيركم فقط على المستقبل *** كانت هذه ثلاثة تحديات يواجهها عقلك اثناء اتخاذ القرار. والحقيقة ان العلم لا يعرف تحديدا كيف يقوم عقلنا باتخاذ القرارات السيئة او الجيدة. لكن ما أعرفه حقيقة.. انه لا يهم العقل في حد ذاته.. انما ما يقود هذا العقل: معتقداتك.. شخصيتك.. قلبك.. افكارك الجديدة. نظام 10 10 10 هو احدى هذه الافكار الجديدة، والذي ينظم خياراتك بشكل منهجي عبر اطارات زمنية مختلفة. يتحدى انحيازات عقلك العصبية، يجبرك على ان تفحصي وتحللي بدقة ماذا تقررين ولماذا.. ويدفعك للتعاطف مع ما تريدين ان تكونيه. يفصل عقلك عن الطيار الآلي بداخله.. ويجعله يتخذ خيارات لحياة انتِ تريدينها. في بعض الاحيان القرارات تكون اكثر تعقيدا وتوترا وتقاوم حتى اشد طرق التفكير والتحليل دقة.. لكن اذا كنتِ تسعين الى حياة هادفة شفافة.. فان عقلك بحاجة لكي يتخطي ميله البشري في اعطاء القرار باندفاع وتهور…. بحاجة الى نظام يدفعك للتمهل والدراسة.. ثم الحركة والفعل.. يعطيكِ قرارات يمكنك الوثوق بها! هذا هو نظام 10 10 10 :) *** المطلوب منك حتى مساء الخميس هو امر مختلف.. وسيمتعك في نفس الوقت.. اطلب منكِ ان تقومي بنزهة عبر المنتدى.. تقرئي لمشاكل وهموم العضوات (وما اكثرها!) واختاري موضوعا واحدا فقط.. يحتوي احدى التحديات الثلاثة السابقة التي ذكرناها هنا.. ساعدي صاحبة الموضوع وخذي بيدها حسبما استفدتِ من هذه المحاضرة.. وتعالي هنا اقتبسي موضوعها وردك عليها.. كي نستفيد جميعا في التطبيق اطيب تحية لغالياتي في عالم حواء (ضعي ردودك ومشاركاتك بالدورة هنا: http://forum.hawaaworld.com/showthread.php?t=2161537) تنويه: تم تغيير مواعيد المحاضرات الى يومي الثلاثاء والجمعة ان شاء الله
المحاضرة الخامسة تحديات العقل في اتخاذ القرارات: تحدثت معك في المحاضرة السابقة عن بعض آليات...
المحاضرة السادسة

نعم.. اعلم بأني تأخرت في هذه المحاضرة..
ولكن على رسلك.. فليس لدي شيء اقوله..
لا اعني بأنه ليس لدي ما اقوله حول تأخري..
ولكنني اعني.. بانه ليس لدي ما اقوله في هذه المحاضرة...!

جلست الايام الماضية اراجع الردود والتفاعلات والمشاركات..
من بداية الدورة وحتى يوم امس..
كانت هناك اكثر من 200 من الاخوات.. في بداية الدورة.. للمشاركة والتسجيل..
تناقص العدد بعد المحاضرة الاولى.. وتناقص اكثر بعد المحاضرة الثانية..
وشارك عدد لا بأس به في المطلوب من المحاضرتين الثالثة والرابعة..
وأحمد الله ان وصل العدد الى 9 او 10 تقريبا ادين المطلوب من المحاضرة الخامسة..

من اكثر من 200 مسجلة ... الى 10 متفاعلات ..
اي 5%
وانا هنا لا اقلل من شأن المائتين في بداية الدورة..
ولا من شأن الـ الخمسة في المائة بعد منتصف الدورة..
فانا وانتِ لا نعلم اين يكون الخير في امتنا..
هل هو في أولها.. ام في اخرها..

اختي وعزيزتي في منتديات عالم حواء..
كان تخطيطي ان تكون هذه المحاضرة متابعة للتطبيقات على المحاضرة الماضية..
او توضيح ما لبس.. او تفسير ما التبس..
او التشجيع والدعم والتحفيز...
الخ.. الخ .. الخ....

ولكنني اود ان اعبّر هنا عن سعادتي الغامرة لصمود 10 من المشاركات في هذه الدورة..
حقيقة اعتبر انه جهد جبار من قبلهن.. ان يستمررن على هذا النحو حتى هذه اللحظة..

ربما تعمدت ان يكون المطلوب من المحاضرة الخامسة صعبا.. وغير مألوف..
بعكس المحاضرات الاخرى..
وبالتأكيد واجهت الكثيرات صعوبة في الخروج من عقر الدورة (دائرة الراحة)
ليطرقن ابواب المواضيع الاخرى.. بحثا عن تطبيق عملي.. (خارج دائرة الراحة)
بعضهن عادت بخفي حنين.. فلا توجد مشكلة مناسبة على ما يبدو..
وبعضهن.. اسقط في يدها.. فلم تستطع الربط بين المحاضرة وبين المشاكل حولها..
وبعضهن... آثرت البقاء في عقر الدورة..
وانتظار ما ستأتي به الاخريات من الفرائس (المشاكل)..
لتستمع بالمشاهدة الحية للتطبيقات.. مع صحن الفوشار المفضل.. كما هي عادتها..!

وبعضهن..
اخلت جيوبها من الاعذار..
واخذت على عاتقها ان تتحمل مسؤولية نفسها..
ومسؤولية التغيير الذي تريده في حياتها..
وانتزعت اول مشكلة مناسبة قابلتها.. (او حتى احضرت مشكلتها لنفسها)
واحضرتها رغما عن انفها.. (انف المشكلة وليس انفها )
وطرحتها ارضا بين ثنايا المحاضرة الخامسة..
وطبقت المطلوب..
وتقبلت التوجيهات والتصحيحات بصدر رحب..
وهناك من اعادة المحاولة مرة اخرى في اصرار رائع..

هكذا ببساطة!


لا.. لم يكن الامر بهذه البساطة..
ولم يكن المقصود منه ان يكون بهذه البساطة..
واود ان احيي بشدة.. واقبل على رأس كل اخت وغالية..
من الـ 5 او 6 في المائة...
التي تجرأت على الخروج من دائرة راحتها لتطبق المحاضرة الخامسة..

بغض النظر عن الاخطاء... وبلفت النظر الى الابداعات..
اريدك ان تعرفي.. ان ما قمت به... يستحق كل تقدير واعجاب..
واريدك ان تعتبري ما قمتِ به انجازا لا يستهان به..
وخطوة رائعة على طريق التغيير الحقيقي...

انا منذ بداية طرح الدورة..
كنت على يقين بعدم استمرار الكثيرات فيها..
او توقعت بقاء مجموعة كبيرة في مقاعد المتفرجات والمتابعات فقط..
وانا اعلم.. انه ربما تتابع ٣ في المائة فقط.. حتى نهاية الدورة..
وهي النسبة المعقولة.. المنطقية.. المحسوبة..
ضمن اي نظام تغيير حقيقي في العالم..
٩٧٪ يبقون محلك سر... و٣٪ فقط يتابعون وينجحون.. نجاحا باهرا !!

السؤال هنا..
هل تريدين ان تكوني من هؤلاء الـ ٣ في المائة؟


لماذا انخفض عدد المشاركات في الدورة؟
هل لصعوبة المطلوب بنهاية كل محاضرة؟
هل هي الاعذار... وانشغالات الحياة؟؟
ام ان وهج الحماس تلاشى.. كما يتلاشى ازاء اي موضة جديدة؟؟

ما الذي يشعل حماسنا؟؟؟ وما الذي يطفئه؟؟؟
كيف نحافظ هذا الزخم والاستفادة من دورة 10 10 10 ؟؟؟
كيف يمكننا ان نحافظ على وتيرة الحماس والتحفيز لدينا امام اي شيء جديد؟؟

وجدت الاجابة ضمن ثنايا ردود الاخوات المشاركات ممن استفدن من هذه الدورة حتى الان:



عودي بذاكرتك الى الوراء..
وتخيلي عصر النبوة..
واقبال القبائل على الاسلام..
والتفاف الصحابة حول الرسول عليه الصلاة والسلام..
الكل متحمس..
الكل يسعى نحو التغيير..

اناس انتقلوا في بضع سنين..
من قاع الجاهلية..
الى قمة الاسلام وعز الاسلام..
وانقلبت حياتهم 180 درجة... وعاشوا في حماس ونشاط وهمة عاااااالية..
ثم...
توفي الرسول عليه الصلاة والسلام...

وانكشفت الهمم.. وسقطت الاقنعة..
ليحيا من حي على بينة.. ويموت من مات عن بينة..
وظهر المرتدون.. وانبرى مدعو النبوة..
وركن الكثيرون الى الدنيا... ونفض يده عن الاسلام..

لكن من جانب اخر..
بقي عدد غفير من المسلمين.. قائمين على الثوابت...
مستمرين في التغيير.. متحمسين للاستمرار..
يحملون الراية بعد الرسول عليه الصلاة والسلام..
حتى لفظوا انفاسهم الاخيرة!!

((من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلاً))

في رأيك..
ما الذي ابقى هذا الحماس يضج في عروقهم؟؟
وما الذي دفعهم للاستبسال عن فكرة الاسلام حتى الرمق الاخير
رغم انتهاء عصر النبوة بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم نفسه؟؟؟؟؟

هل لانهم حملوا هدفا... قرروا ان يعيشوا لاجله؟ ويموتوا لاجله؟؟
هل لان هذا الهدف وافق فطرتهم السليمة..
فكانت له حلاوة... وعليه طلاوة.. لا يستبدلونها ولو بكنوز الارض؟؟
هل لانهم.. شاركوا هذا الهدف مع غيرهم.. ولم يحتفظوا به لانفسهم فقط؟؟
هل لانهم كانوا على قلب رجل واحد؟؟؟ وتعاونوا على البر والتقوى؟؟
هل لانهم صدقوا مع الله... فصدق الله معهم؟؟؟؟
هل وهل....؟؟؟

ام لكل هذه الـ هل.. مجتمعة؟؟ :)

***

على اعتاب الاسبوع الاخير نقترب انا وانتِ ببطء..
لم يبق سوى محاضرتين فقط..
وبعدها ارحل.. وترحلين.. وتبقى ذكريات طيبة..
من الشاي والقهوة والعيش والحلا.. :42:
ستبقى جمل وكلمات عالقة في ذهنك..
وستندثر اغلب الدورة من عقلك...

اتدرين ما الذي سيبقى؟؟ وما الذي سيندثر؟؟
سيبقى ما تطبقينه في حياتك... وتشاركينه مع غيرك..
وسيندثر ما كتمته في صدرك.. ولم تستفيدي منه في شيء لحياتك!

وبس!
واحد زائد واحد يساوي اثنان!

لا تتوقعي ان اقوم بمعجزة حتى اجعل الدورة حية في ذاكرتك.. او احافظ على اشتعال حماسك..
رغم الوقت الذي اخصصه والجهد الذي ابذله وسط خضم المسؤوليات لدي..
وحجم الايميل لدي المتخم بمشاكل اجلتها لحين الانتهاء من الدورة...

المعجزة تتعلق بك انتِ يا غالية.. انتِ فقط!!!
اجيبيني..
هل تملكين الشجاعة الكافية لتتحملي مسؤولية التغيير في حياتك؟؟؟
هل تملكين الامانة الكافية.. لتنقلي ما تعملته لغيرك؟؟
هل تملكين القدرة الكافية..
لتكوني تلك الشخصية الخاصة..
التي جاءت الى هذه الدنيا
لتكون في المكان الصحيح.. والوقت الصحيح..
وتقوم بالشيء الصحيح.. لاول مرة في حياتها؟؟؟

هذه الدورة ليست فقط مجلس شاي وقهوة..
ولا قعدة وفرجة..
هذه سلاح... مطور وخطير... ادربك عليه واتركه في يدك...!

عاد انتي وفهلوتك..

بامكانك ان تنظفي هذا السلاح وتحتفظي به جيدا..
ثم تضعينه على فاترينة في وسط دارك.. تتباهين به امام ضيوفك..
وتطمئنين على بقائه في مكانه صباح مساء!!

او تضعينه في صندوق مهمل.. مغبر.. بزاوية من زوايا حياتك..

او..
لا تسمحي له بان يفارق يدك..
وتستخدمينه لتكوني في المكان الصحيح والوقت الصحيح تقومين بالشيء الصحيح..
وتعيرينه للناس حولك ليقوموا بالشيء ذاته..!

اختاري السيناريو الذي تريدين :)

***

المحاضرة القادمة ستكون حول القيم..
تحديد قيمك واولياتك في الحياة..
وهي ان لم تكن اروع محاضرة ستقرئينها حول التغيير في حياتك...
ستكون اكثر كلمات تؤثر في صميم اعماقك...
وتخرج للسطح اعمق واقوى احتياجاتك وتطلعاتك..

تأتي بعدها المحاضرة الاخيرة..

والتي ستلم شعث المحاضرات كلها..
تلخص كل الدورة... وتجيب على ما بقي من استفهامات..

وسأطلب منك اليوم شيئا بسيطا.. لن يخرجك من دائرة الراحة كثيرا..
فقط ستحتاجين لهرش رأسك بعض الوقت :)
ما هو تعريفك للقيم؟
وما هي قيمك في الحياة؟
وهل تظنين ان هذه القيم صحيحة؟

ومرة اخرى.. اكرر سؤالي..
هل تريدين ان تكوني من هؤلاء الـ ٣ في المائة؟
:)
أ. خلود الغفري
المحاضرة السابعة
اعطاء القرارات وفقاً للقيم:



ما تعريفك للقيم؟
وما هي قيمك في الحياة؟
وهل تظنين ان هذه القيم صحيحة؟

كانت هذه هي الاسئلة الثلاثة المطروحة في المحاضرة السابق

وترواحت الاجابات وتنوعت.. والبعض حتى بحثت في الانترنت وقواميس اللغة.. :)
ولكن 99.9% من الاجابات على السؤال الاخير كانت واحدة:
نعم.. صحيحة 100%

طيب.. تعالي هنا.. ودعينا نكشف الاوراق..
:)
مادام انك تعلمين انها صحيحة..
فهل تعيشين حياتك وفقا لهذه القيم ؟
هل حياتك هي صورة صادقة وانعكاس أمين لقيمك
ام لا؟
:35:

اهاااا.. ليش الاحراج عاد يا استاذة!!!! :08:






***
شوفي عزيزتي واختي في الله..
محاضرة اليوم ستكون صريحة.. واضحة.. وشفافة..
هي مواجهة قوية مع نفسك..
ستكشف لك الخبايا.. والمستور..
وستوضح لك ما كان غائبا عن ذهنك لسنوات وسنوات..

لقد عانيت شخصيا في كتابة هذه المحاضرة..
ربما لانها اهم محاضرة في الدورة على الاطلاق..
وسهرت البارحة لما بعد منتصف الليل اكتب
حتى داخ رأسي.. وتضاربت الافكار في خلايا عقلي..
ولم يصل ما كتبته الى مستوى تطلعاتي حول هذه المحاضرة

كنت مضغوطة ما بين خيار ان انزل المحاضرة في موعدها..
او خيار ان اتأنى قليلا حتى اوفي المحاضرة حقها..
وتكون مرجعا ثوريا لكل من تقرأها..
كما اريد لها ان تكون..

وقررت حسب نظام 10 10 10

واخترت ان اتأنى واعيد كتابتها مرة اخرى في صباح اليوم التالي
لانه بعد عشرة شهور.. وربما عشر سنوات من الان..
لن تتذكري ولن يهمك ابدا.. ان كانت المحاضرة قد نزلت في موعدها..
او تأخرت عدة ساعات..
ولكن ستبقى هذه الكلمات.. وأثرها.. ربما في قلبك وعقلك..
وتغير حياتك وحياة كل من تقرأها لسنوات وسنوات..

-يتبع-
أ. خلود الغفري
المحاضرة السابعة اعطاء القرارات وفقاً للقيم: ما تعريفك للقيم؟ وما هي قيمك في الحياة؟ وهل تظنين ان هذه القيم صحيحة؟ كانت هذه هي الاسئلة الثلاثة المطروحة في المحاضرة السابق وترواحت الاجابات وتنوعت.. والبعض حتى بحثت في الانترنت وقواميس اللغة.. :) ولكن 99.9% من الاجابات على السؤال الاخير كانت واحدة: نعم.. صحيحة 100% طيب.. تعالي هنا.. ودعينا نكشف الاوراق.. :) مادام انك تعلمين انها صحيحة.. فهل تعيشين حياتك وفقا لهذه القيم ؟ هل حياتك هي صورة صادقة وانعكاس أمين لقيمك ام لا؟ :35: اهاااا.. ليش الاحراج عاد يا استاذة!!!! :08: *** شوفي عزيزتي واختي في الله.. محاضرة اليوم ستكون صريحة.. واضحة.. وشفافة.. هي مواجهة قوية مع نفسك.. ستكشف لك الخبايا.. والمستور.. وستوضح لك ما كان غائبا عن ذهنك لسنوات وسنوات.. لقد عانيت شخصيا في كتابة هذه المحاضرة.. ربما لانها اهم محاضرة في الدورة على الاطلاق.. وسهرت البارحة لما بعد منتصف الليل اكتب حتى داخ رأسي.. وتضاربت الافكار في خلايا عقلي.. ولم يصل ما كتبته الى مستوى تطلعاتي حول هذه المحاضرة كنت مضغوطة ما بين خيار ان انزل المحاضرة في موعدها.. او خيار ان اتأنى قليلا حتى اوفي المحاضرة حقها.. وتكون مرجعا ثوريا لكل من تقرأها.. كما اريد لها ان تكون.. وقررت حسب نظام 10 10 10 واخترت ان اتأنى واعيد كتابتها مرة اخرى في صباح اليوم التالي لانه بعد عشرة شهور.. وربما عشر سنوات من الان.. لن تتذكري ولن يهمك ابدا.. ان كانت المحاضرة قد نزلت في موعدها.. او تأخرت عدة ساعات.. ولكن ستبقى هذه الكلمات.. وأثرها.. ربما في قلبك وعقلك.. وتغير حياتك وحياة كل من تقرأها لسنوات وسنوات.. -يتبع-
المحاضرة السابعة اعطاء القرارات وفقاً للقيم: ما تعريفك للقيم؟ وما هي قيمك في الحياة؟ وهل...
قانون الاستقامة وسنن الله في الكون



انا وانتِ نعرف من صغرنا بلقب الرسول عليه الصلاة والسلام
الصادق الأمين

من الصف الاول الابتدائي.. وربما من الروضة والحضانة..
ونحن نردد انه الصادق الامين.. عليه افضل الصلوات واتم التسليم..

فهل تعرفين ما يعني هذا اللقب؟؟
:)

انه اسلوب حياة..
انه قانون كوني بحد ذاته..
انه مفتاح استراتيجي.. لاعمق اسرار السعادة.. وطمأنينة النفس في هذه الحياة..

يقول "قانون الاستقامة Law of Integrity"
الذي اكتشفه علماء الغرب كأحد سنن الله في هذا الكون:

انه لكي تحصلي على اعلى مراتب السعادة وطمأنينة النفس في هذه الحياة،
فعليك ان تعيشي صادقة وامينة مع قيمك من الداخل الى الخارج..

صادقة بان عليك الا تعيشي كذبة ابدا..
ان تقولي الصدق حول ما تريدينه في حياتك مهما كانت العواقب قصيرة المدى.

وأمينة بان عليكِ الا تتظاهري بالرضا او السعادة وان كل شيء على ما يرام
في حين انك تعيشين تعيسة وكل ما يدور حولك هو خطأ لا تقبلين به!


ان قانون الاستقامة يقول:


ان اكثر الناس سعادة هم الذين يعرفون ويؤمنون بقيم معينة ويعيشون بانسجام وتوافق مع هذه القيم.
كل ما يقومون به هو انعكاس لما يحملونه من قيم في داخلهم

بمعنى اخر:

انه كلما انسجمت قراراتك وخياراتك مع ما تمثلين وتؤمنين به من قيم في حياتك..
كلما زادت سعادتك.. وثقتك بنفسك.. وبالتالي مستوى انجازاتك ونجاحاتك..

كما اثبتت الدراسات في الغرب..
ان المؤسسات والافراد.. الذين لديهم قيم واضحة.. مكتوبة..
حققوا النجاح والانجاز بنسبة تزيد سبعة اضعاف..
عن المؤسسات والافراد الذين ليس لديهم قيم واضحة او مكتوبة..
او كانت القيم لديهم مشوشة ومبهمة..

خيار السعادة.. والنجاح.. والانجاز..
يبدأ اذن..
بورقة.. وقلم.. ونفسك!




ما أهمية القيم في نظام 10 دقائق 10 شهور 10 سنوات؟

بدون القيم.. يصبح نظام 10 10 10 مجرد اداة لاستخراج البدائل ومعرفة الخيارات المتاحة..تحددين السيناريوهات الجيدة والسيئة.. وتعرفين العواقب لقراراتك..

لكن..
مع القيم..
يصبح نظام 10 10 10 عملية انتقالية ثورية، يجعلك تعيشين بانسجام مع احلامك.. طموحاتك.. ومعتقداتك..


نجلاء.. امرأة متزوجة وأم لطفلتين..

هي انسانة طموحة جدا وتحب اجواء العمل المتسارع،
تعمل كمسؤولة قسم ناجحة في مؤسسة كبيرة،
تترك طفلتاها كل صباح مع والدتها في البيت لتقوم بالعناية بهما وتوصيلهما الى المدرسة
لتهرول الى مكان عملها الذي يبعد ساعة بالسيارة.

هي سعيدة بحياتها واسرتها وعملها..
او هكذا كانت تعتقد..
الى ان جاء ذلك اليوم..

طلبت معلمة ابنتها الكبرى ذات تسع السنوات ان تكتب موضوعا تعبيريا عن افراد اسرتها،
في ذلك اليوم، قرأت نجلاء ما كتبته ابنتها، كان عبارة عن ٣ صفحات تحدثت فيها عن والدها واختها وجدتها ،
وذكرتها ابنتها في السطر الاول بكلمات قليلة قائلة:
امي مديرة ناجحة لديها الكثير من الكتب في المنزل!

كانت تلك الكلمات صفعة كبيرة لنجلاء،
ولم تتمالك نفسها بعد ان وضعت طفلتاها في سرير نومهما ليلا،
واخذت تحدق في الحائط ودموعها تسيل على خديها وتلوم نفسها بحرقة:
هل ما أفعله صحيحا؟
هل هذا كل ما تعرفه ابنتاي عني؟
هل هذا ما اريده من حياتي؟

لم تستطع نجلاء النوم في تلك الليلة، وتسللت الى مكتبها، واحضرت ورقة وقلما،
وارادت ان تكتب ماذا تريد ان تفعل، او ما هو القرار الذي يجب ان تعطيه،
لكنها لم تستطع.. هي لم تكن تعرف اصلا ماذا تريد من حياتها!!
بقيت نجلاء طوال الليلة تخربش في الاوراق وتبعثرها..
ثم تأملت ورقة جديدة فارغة.. وكتبت في اعلاها:

قيمي في الحياة

واسفلها كتبت:
* اريد ان ايقظ ابنتاي كل صباح واضعهما في سريريهما كل مساء.
* اريد ان اوصلهما للمدرسة كل يوم واتمكن من حضور مجلس الامهات، واتابع حفظهما للقرآن الكريم.
* اريد ان اربيهما على قيم واخلاق الرسول عليه الصلاة والسلام.
* اريد ان اعمل. ولكن لا اريد لعملي ان يتحكم بي.
* لا اريد ان تكون قيمتي في الحياة بمقدار الراتب الذي اتقاضاه او الشهادة التي احملها.

نظرت نجلاء الى ما كتبته لتكتشف لاول مرة في حياتها ما تريده حقا،
وانها عملت طوال سنوات كمديرة ومسؤولة ناجحة
لكن بدون ان يكون لديها اية فكرة عن قيمها الحقيقية،
ناهيك انها لم تكن لتعيش وفقا لها ..
اكتشفت انها عاشت في فجوة سوداء عملاقة.. وكانت خاوية الروح!

خططت نجلاء وفقا لنظام 10 10 10 خطة الخروج من عملها خلال ستة اشهر،
بحثت عن عمل آخر، ودربت مسؤولة أخرى مكانها،
واوضحت للمسؤولين في مؤسستها اسباب قرارها المبني على قيمها الخاصة بها.

وجدت عملا اخر في مؤسسة خيرية قريبة من منزلها،
براتب متواضع ولكن بعدد ساعات اقل،
مما اتاح لها الفرصة لتقضي وقتا اطول مع زوجها وابنتيها،
تحضر لهما طعام الافطار والعشاء من يديها،
وتتابع معهما جميع انشطتهما المدرسية،
وتنتظر الان مولودا جديدا مع زوجها الحبيب.
:)

هل ستكون الصورة دوما بيرفيكت ؟
بالطبع لا..
بل كان على نجلاء تقديم بعض التضحيات،
والتنازل عن بعض المميزات في حياتها السابقة،
لكنها في المقابل.. هي في قمة سعادتها وطمأنينة نفسها..
لقد كسبت القيم التي ارادتها حقا.. كسبت روحها من جديد..
باختصار.. امتلكت زمام حياته..
ولكل شيء يستحق.. ثمن!


-يتبع-