أ. خلود الغفري
قانون الاستقامة وسنن الله في الكون انا وانتِ نعرف من صغرنا بلقب الرسول عليه الصلاة والسلام الصادق الأمين من الصف الاول الابتدائي.. وربما من الروضة والحضانة.. ونحن نردد انه الصادق الامين.. عليه افضل الصلوات واتم التسليم.. فهل تعرفين ما يعني هذا اللقب؟؟ :) انه اسلوب حياة.. انه قانون كوني بحد ذاته.. انه مفتاح استراتيجي.. لاعمق اسرار السعادة.. وطمأنينة النفس في هذه الحياة.. يقول "قانون الاستقامة Law of Integrity" الذي اكتشفه علماء الغرب كأحد سنن الله في هذا الكون: انه لكي تحصلي على اعلى مراتب السعادة وطمأنينة النفس في هذه الحياة، فعليك ان تعيشي صادقة وامينة مع قيمك من الداخل الى الخارج.. صادقة بان عليك الا تعيشي كذبة ابدا.. ان تقولي الصدق حول ما تريدينه في حياتك مهما كانت العواقب قصيرة المدى. وأمينة بان عليكِ الا تتظاهري بالرضا او السعادة وان كل شيء على ما يرام في حين انك تعيشين تعيسة وكل ما يدور حولك هو خطأ لا تقبلين به! ان قانون الاستقامة يقول: ان اكثر الناس سعادة هم الذين يعرفون ويؤمنون بقيم معينة ويعيشون بانسجام وتوافق مع هذه القيم. كل ما يقومون به هو انعكاس لما يحملونه من قيم في داخلهم بمعنى اخر: انه كلما انسجمت قراراتك وخياراتك مع ما تمثلين وتؤمنين به من قيم في حياتك.. كلما زادت سعادتك.. وثقتك بنفسك.. وبالتالي مستوى انجازاتك ونجاحاتك.. كما اثبتت الدراسات في الغرب.. ان المؤسسات والافراد.. الذين لديهم قيم واضحة.. مكتوبة.. حققوا النجاح والانجاز بنسبة تزيد سبعة اضعاف.. عن المؤسسات والافراد الذين ليس لديهم قيم واضحة او مكتوبة.. او كانت القيم لديهم مشوشة ومبهمة.. خيار السعادة.. والنجاح.. والانجاز.. يبدأ اذن.. بورقة.. وقلم.. ونفسك! ما أهمية القيم في نظام 10 دقائق 10 شهور 10 سنوات؟ بدون القيم.. يصبح نظام 10 10 10 مجرد اداة لاستخراج البدائل ومعرفة الخيارات المتاحة..تحددين السيناريوهات الجيدة والسيئة.. وتعرفين العواقب لقراراتك.. لكن.. مع القيم.. يصبح نظام 10 10 10 عملية انتقالية ثورية، يجعلك تعيشين بانسجام مع احلامك.. طموحاتك.. ومعتقداتك.. نجلاء.. امرأة متزوجة وأم لطفلتين.. هي انسانة طموحة جدا وتحب اجواء العمل المتسارع، تعمل كمسؤولة قسم ناجحة في مؤسسة كبيرة، تترك طفلتاها كل صباح مع والدتها في البيت لتقوم بالعناية بهما وتوصيلهما الى المدرسة لتهرول الى مكان عملها الذي يبعد ساعة بالسيارة. هي سعيدة بحياتها واسرتها وعملها.. او هكذا كانت تعتقد.. الى ان جاء ذلك اليوم.. طلبت معلمة ابنتها الكبرى ذات تسع السنوات ان تكتب موضوعا تعبيريا عن افراد اسرتها، في ذلك اليوم، قرأت نجلاء ما كتبته ابنتها، كان عبارة عن ٣ صفحات تحدثت فيها عن والدها واختها وجدتها ، وذكرتها ابنتها في السطر الاول بكلمات قليلة قائلة: امي مديرة ناجحة لديها الكثير من الكتب في المنزل! كانت تلك الكلمات صفعة كبيرة لنجلاء، ولم تتمالك نفسها بعد ان وضعت طفلتاها في سرير نومهما ليلا، واخذت تحدق في الحائط ودموعها تسيل على خديها وتلوم نفسها بحرقة: هل ما أفعله صحيحا؟ هل هذا كل ما تعرفه ابنتاي عني؟ هل هذا ما اريده من حياتي؟ لم تستطع نجلاء النوم في تلك الليلة، وتسللت الى مكتبها، واحضرت ورقة وقلما، وارادت ان تكتب ماذا تريد ان تفعل، او ما هو القرار الذي يجب ان تعطيه، لكنها لم تستطع.. هي لم تكن تعرف اصلا ماذا تريد من حياتها!! بقيت نجلاء طوال الليلة تخربش في الاوراق وتبعثرها.. ثم تأملت ورقة جديدة فارغة.. وكتبت في اعلاها: قيمي في الحياة واسفلها كتبت: * اريد ان ايقظ ابنتاي كل صباح واضعهما في سريريهما كل مساء. * اريد ان اوصلهما للمدرسة كل يوم واتمكن من حضور مجلس الامهات، واتابع حفظهما للقرآن الكريم. * اريد ان اربيهما على قيم واخلاق الرسول عليه الصلاة والسلام. * اريد ان اعمل. ولكن لا اريد لعملي ان يتحكم بي. * لا اريد ان تكون قيمتي في الحياة بمقدار الراتب الذي اتقاضاه او الشهادة التي احملها. نظرت نجلاء الى ما كتبته لتكتشف لاول مرة في حياتها ما تريده حقا، وانها عملت طوال سنوات كمديرة ومسؤولة ناجحة لكن بدون ان يكون لديها اية فكرة عن قيمها الحقيقية، ناهيك انها لم تكن لتعيش وفقا لها .. اكتشفت انها عاشت في فجوة سوداء عملاقة.. وكانت خاوية الروح! خططت نجلاء وفقا لنظام 10 10 10 خطة الخروج من عملها خلال ستة اشهر، بحثت عن عمل آخر، ودربت مسؤولة أخرى مكانها، واوضحت للمسؤولين في مؤسستها اسباب قرارها المبني على قيمها الخاصة بها. وجدت عملا اخر في مؤسسة خيرية قريبة من منزلها، براتب متواضع ولكن بعدد ساعات اقل، مما اتاح لها الفرصة لتقضي وقتا اطول مع زوجها وابنتيها، تحضر لهما طعام الافطار والعشاء من يديها، وتتابع معهما جميع انشطتهما المدرسية، وتنتظر الان مولودا جديدا مع زوجها الحبيب. :) هل ستكون الصورة دوما بيرفيكت ؟ بالطبع لا.. بل كان على نجلاء تقديم بعض التضحيات، والتنازل عن بعض المميزات في حياتها السابقة، لكنها في المقابل.. هي في قمة سعادتها وطمأنينة نفسها.. لقد كسبت القيم التي ارادتها حقا.. كسبت روحها من جديد.. باختصار.. امتلكت زمام حياته.. ولكل شيء يستحق.. ثمن! -يتبع-
قانون الاستقامة وسنن الله في الكون انا وانتِ نعرف من صغرنا بلقب الرسول عليه الصلاة والسلام ...
ما تعريف القيم؟

قرأت ردودا رائعة حول تعريف القيم.. وهي كلها متقاربة..
للقيم تعريفات كثيرة، ربما هي الاخلاق.. او المباديء.. او العادات.. او الاسس الدينية.. او.. او...


لكن تعريفا واحدا بسيطا يسهل لك الامر كله..






ببساطة
القيم هي كل شيء يعطي قيمة ومعنى لحياتك ووجودك

هي كل الاشياء التي تعيشين لاجلها..
تؤمنين بها..
مستعدة للتضحية وربما الموت لاجلها!

انها الارضية الصلبة التي تمثلك انتِ..
تثبتين عليها ولا تتنازلين عنها.. عندما تعرفين انك على حق
دون ان يهمك اي امر اخر.. ولينهد العالم كله من حولك..

((قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ))

انها ما تعبر عنه مقولة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم :
"والله ياعم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على ان اترك هذا الامر ما تركته حتى يظهره الله او اهلك دونه"

وما قاله سيدنا ابو بكر الصديق رضي الله عنه:
"والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه إلى رسول الله لقاتلتهم عليه"








هل هناك ترتيب للقيم؟

الوحيدة التي جاءت على ذكر الاولويات في القيم كانت في هذا الرد:


عندما تحددين قيمك في التمرين الذي سيأتي بعد قليل..
عليك ان تحددي ترتيبها في حياتك..

لنفرض مثلا ان قيمك في الحياة هي على الترتيب:
١. أسرتي
٢. صحتي
٣. اهتماماتي

ترتيبك هذا يعني باختصار:
ان اسرتك تأتي على قمة اولوياتك في الحياة..
وانك مستعدة للتضحية بصحتك.. واهتماماتك.. وبقية قيمك.. في سبيل الاسرة..
وانه متى ما كان هناك تعارض بين اسرتك.. وصحتك مثلا..
فانك ستقدمين دوما قيمة الاسرة.. على صحتك!

أرأيت كيف ان ترتيب القيم هو أمر خطير في حد ذاته؟؟
:)

عليك ان تضعي قيمك بحذر.. وصدق مع نفسك..
عليكِ ان تعرفي أية قيمة ستتربع على رأس هرم اولوياتك..
والتي تضحين بكل شيء آخر يتعارض معها
وعليك ان تعرفي ترتيب القيم التي ستليها..
لتحصلي على السعادة وطمأنينة النفس والتوازن في حياتك


-يتبع-
أ. خلود الغفري
ما تعريف القيم؟ قرأت ردودا رائعة حول تعريف القيم.. وهي كلها متقاربة.. للقيم تعريفات كثيرة، ربما هي الاخلاق.. او المباديء.. او العادات.. او الاسس الدينية.. او.. او... لكن تعريفا واحدا بسيطا يسهل لك الامر كله.. ببساطة القيم هي كل شيء يعطي قيمة ومعنى لحياتك ووجودك هي كل الاشياء التي تعيشين لاجلها.. تؤمنين بها.. مستعدة للتضحية وربما الموت لاجلها! انها الارضية الصلبة التي تمثلك انتِ.. تثبتين عليها ولا تتنازلين عنها.. عندما تعرفين انك على حق دون ان يهمك اي امر اخر.. ولينهد العالم كله من حولك.. ((قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)) انها ما تعبر عنه مقولة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : "والله ياعم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على ان اترك هذا الامر ما تركته حتى يظهره الله او اهلك دونه" وما قاله سيدنا ابو بكر الصديق رضي الله عنه: "والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه إلى رسول الله لقاتلتهم عليه" هل هناك ترتيب للقيم؟ الوحيدة التي جاءت على ذكر الاولويات في القيم كانت في هذا الرد: عندما تحددين قيمك في التمرين الذي سيأتي بعد قليل.. عليك ان تحددي ترتيبها في حياتك.. لنفرض مثلا ان قيمك في الحياة هي على الترتيب: ١. أسرتي ٢. صحتي ٣. اهتماماتي ترتيبك هذا يعني باختصار: ان اسرتك تأتي على قمة اولوياتك في الحياة.. وانك مستعدة للتضحية بصحتك.. واهتماماتك.. وبقية قيمك.. في سبيل الاسرة.. وانه متى ما كان هناك تعارض بين اسرتك.. وصحتك مثلا.. فانك ستقدمين دوما قيمة الاسرة.. على صحتك! أرأيت كيف ان ترتيب القيم هو أمر خطير في حد ذاته؟؟ :) عليك ان تضعي قيمك بحذر.. وصدق مع نفسك.. عليكِ ان تعرفي أية قيمة ستتربع على رأس هرم اولوياتك.. والتي تضحين بكل شيء آخر يتعارض معها وعليك ان تعرفي ترتيب القيم التي ستليها.. لتحصلي على السعادة وطمأنينة النفس والتوازن في حياتك -يتبع-
ما تعريف القيم؟ قرأت ردودا رائعة حول تعريف القيم.. وهي كلها متقاربة.. للقيم تعريفات كثيرة،...
كيف تحددين قيمك في الحياة؟

السؤال الذي يطرح ويبطح نفسه الان.. كيف اعرف قيمي؟؟ :confused-

نعم.. من الصعب ان لم يكن من المستحيل ان تعرفي قيمك انتِ بالذات
وسط المئات بل الالاف من القيم والفضائل المحمودة في ديننا وحياتنا..
نعم تقولين ان كل قيم الاسلام قيمي..

ولكن..

ابواب الجنة ثمانية..
فهناك باب الصدقة.. وباب الصلاة.. وباب الزكاة... الخ ..
فلا يعني ان من يدخل باب الصدقة انه لا يصلي..
انما يعني ان اعلى قيمة.. واكثر شيء احبه في حياته وعاش لاجله..
هو الاكثار من الصدقة في سبيل الله...
فاستحق ان يدخل من باب الصدقة!

انا وانتِ جئنا الى هذه الحياة لهدف.. لغاية..
هذه الغاية منك.. لا يحققها في الوجود احد غيرك..
لديك مواهب.. مميزات.. خصائص.. حباها الله فيكِ..
مما جعل قيمك.. اولوياتك.. هي امور فريدة..
لا تماثل احدا غيرك..



هناك عدة طرق عملية لمعرفة اهم قيمك في الحياة
لا يسع المجال لذكرها جميعها هنا الان،
ولكن لدي هنا ثلاثة اسئلة بسيطة..
ستساعدك على استخراج اعمق اعماق قيمك مباشرة،
وستجدين ان الامر اسهل مما تتصورين..
وربما اصعب مما تتصورين في نفسك الوقت

احضري ورقة وقلما.. واجلسي لوحدك.. وخذي نفسا عميقا.. واجيبي:

السؤال الاول
(الارث الذي تريدين ان تتركيه في الحياة من بعدك):

ما الذي ستبكين عليه عندما تدخلين عامك السبعين؟



ما الذي ستبكين عليه؟
هل ستبكين على عدم زيادة راتبك؟ ام عدم حصولك على وظيفة؟
هل ستبكين على انك فوتِ فرصة حفظك للقرآن الكريم؟
ام فوت فرصة تغيير اسرتك والمجتمع حولك الى الافضل؟

ما الذي ستبكين عليه؟؟

هل ستبكين على عدم اكمالك لتعليمك رغم ان الفرصة كانت سانحة؟
هل ستبكين على انك لم تعبدي الله كما امرك؟ لم تلتزمي بالحجاب؟
لم تخشعي في صلواتك؟ لم تتذوقي طعم قيام الليل في شبابك؟

هل ستبكين على انك فضلت وظيفتك وحياتك المهنية على اسرتك؟
هل ستبكين على ان زوجك مات.. وهو عنك غير راض؟
هل ستبكين لانك عشتِ حياتك متشائمة.. مكتئبة.. فاقدة الامل في نفسك وبلدك؟

ما الذي ستبكين عليه؟

هل ستبكين على انك لم تحتضني اولادك كل يوم؟ ولم تقضي معهم وقتا اطول؟؟
لم تسنح لك الفرصة لتغرسي فيهم كل القيم والمثل والمباديء التي اردتِ ان تغرسيها فيهم؟
انك لم تحترمي والديك.. تطاول لسانك على امك.. ماتا عنك ولم تبريهما بما يكفي؟؟
او لانك لم تلفي العالم.. ولم تري برج ايفل.. او سور الصين العظيم؟

هل ستبكين على انك لم تصلي ابدا الى وزنك المثالي؟
لم تلبسي الجينز.. لم تري خصرك نحيلا مرة واحدة في حياتك؟
عشتِ سمينة بدينة.. تأكلين بشراهة.. عانيت دائما من صحة معتلة؟

هل ستبكين لانك لم تطبعي كتابك؟
لم تتصدقي او تشاركي في اعمال ونشاطات خيرية بما يكفي؟
لم تبلغي العلم الذي في صدرك لغيرك؟
لم تتسامحي مع صديقة لك؟
لم تذكري الله في كل لحظة؟

هل ستبكين على انك عشت حياتك سبهللة.. لم تحققي شيئا من اهدافك في اعمار الارض؟

بالله عليكِ....
خبريني بالله عليكِ ما الذي ستبكين عليه..!
ما الذي سيحترق قلبك عليه بشددددة..
واطراف جسدك ترتعش.. وعروق اصابعك تنتفض.. والتجاعيد تغضن وجهك..
وانت في السبعين.. حولك اهلك.. وربما وحيدة.. انفض الناس من حولك!

تتمنيييين.. لو اعطيتِ فرصة لتعودي بالزمن الى الوراء.. لفعلتِ.. وفعلتِ.. وفعلتِ..

غالبا.. عندما نصل الى ارذل العمر.. فاننا لا نفكر بما حققناه.. انما نفكر بما لم نحققه ولم نسع خلفه..

اغتنمي خمسا قبل خمس.. شبابك قبل هرمك..
اتذكرين الحديث؟؟

اغمضي عينيك، وتخيلي نفسك هناك.. بعد اربعين او خمسين عاما من الان..

ما هو الارث الذي تريدين ان تتركيه للناس بعدك؟؟ اهلك؟ احبابك؟ ابنائك؟؟

ما هي الصدقة الجارية التي تريدين ان تخلفيها وراءك؟ علم؟ تربية؟ عمل؟ اخلاق؟

باختصار...

ما هي القيم التي تريدينها الان.. لتتركيها من بعدك؟

***

السؤال الثاني
قيمك الشخصية:

ماذا تريدين ان تقول الناس عنك.. عندما لا تكونين متواجدة بينهم في نفس الغرفة؟



هل تريدين ان يقولوا انك شخصية معكِ شهادة دكتوراه لانك انسانة ناجحة ومتفوقة وتدرسين بجد؟
او تديرين عملا ناجحا لانك طموحة ومجتهدة؟؟

هل تريدين ان يقولوا انك قدوة رائعة.. ابتسامتك كالبلسم.. تخففين هموم الناس؟
هل تريدينهم ان يفتقدونك؟ ام .. ما صدقوا تخلصوا منك ومن ثرثرتك؟؟؟

ما الذي تريدينهم ان يقولوا عنك؟

هل تريدين ان يقولوا انك انسانة متفائلة.. ايجابية.. تستنهضين الهمم؟
أو ربيتِ عشرة اولاد احسن تربية..؟
او صادقة.. حبابة... متسامحة.. مضحية؟؟؟
انسانة هبلة.. غبية.. كثيرة الشكوى.. عالة على هذا العالم؟


ما الذي تريدينهم ان يقولوا عنك؟

هل تريدين ان يقولوا ان فلانة.. شعرها طويل.. وتلبس كعب عالي وستايل.. وتطرقع باللبانة..
او فلانة.. انسانة عصرية مثقفة.. تنكت كثيرا والقعدة معها ما تنمل..
او فلانة.. صالحة خفيفة الروح.. الجلوس معها يذكرنا بالله!!

ما هو الانطباع الذي تريدين لشخصيتك ان تتركه في نفوس الناس؟

سواء الذين تعاشرينهم او تعرفينهم وتلتقينهم كل يوم..
او الذين تلتقينهم في شارع او سوق لاول مرة في حياتك..
وربما لاخر مرة!

قد تقولين لا يهمني ما يقوله الناس.. بالطقاق :09: انا عايشة حياتي بالطريقة التي اريدها..
يا اختي انا اسألك سؤالا افتراضيا.. لافتح لك قريحتك وخيالك.. حول الصفات التي تريدينها..
القيم الشخصية التي تمثلينها..
كمسلمة..
كامرأة..
كانسانة!

***

السؤال الثالث
قيم اسلوب الحياة:

ما الذي احببته وكرهته (او تحبينه وتكرهينه) في أسلوب حياة والديك ؟



الحرص على الصلوات.. متابعة البرامج الدينية.. جلسة الذكر يوم الجمعة؟
النوم المبكر والاستيقاظ المبكر؟ السهر طوال الليل.. النوم طوال النهار؟
الصراخ ؟ اللامبالاة ؟ عدم التواصل؟
الاهتمام بك وباخوتك.. تدليعكم.. احتضانكم؟
الاكل غير الصحي.. الاسراف.. البخل؟
كثرة السفر.. الطلعات.. الرحلات.. الحفلات؟
اهمال الدين.. اهمال الصلوات.. التدخين.. السباب والشتم؟
الاستقرار الاسري.. السعادة الاسرية.. الحريات الشخصية؟
كثرة الاخوة.. قلة الاخوة..؟
الحياة المهنية... التعليم.. الدراسة.. اتباع الطموح؟
العلاقات الاجتماعية الكثيرة؟ الانطواء والعزلة عن العلاقات؟
الضرب.. التفلت.. التسلط.. الشكوى.. الضعف.. ؟
الاجواء الاسرية الدافئة.. والصداقة الجميلة مع امك وابيك؟
الطعام اللذيذ.. الطبخ الرائع.. التجمع حول السفرة؟
عدم الاهتمام بالمظهر.. اهمال نظافة البيت.. الطبخ السيء؟؟

ما هي الامور التي احببتها في بيت والديك.. وتريدين ان تستمري فيها وتجعليها اسلوبا لحياتك؟
وما هي الامور التي كرهتها في بيت والديك.. وتريدين الا تعيشينها.. ولا ان تنقلينها لابنائك..؟؟

هذه هي القيم التي تمثل اسلوب حياتك



والان..

كلما استوقفك قرار..
واردت استخدام سلاح 10 10 10 في استخراج البدائل والخيارات..
قيسي هذه البدائل والخيارات بميزان القيم الخاص بك..

طبقي الخطوة الاخيرة لاتخاذ القرار..
بحيث تنسجم وتترجم وتتوافق مع اهم قيمك في الحياة..

***

كانت هذه هي المحاضرة ما قبل الاخيرة..

المحاضرة الاخيرة.. ستكون دردشة.. وخلاصة لكل المحاضرات..
كيف تطبقين نظام 10 10 10 باسلوب سريع.. وبديهي..
وتجعلينه اسلوب حياتك من الان فصاعدا...

المطلوب من هذه المحاضرة .. بديهي جدا
اجيبي عن الاسئلة الثلاث التي تحدد قيمك..
حددي اهم 10 قيم
هي التي تعطي قيمة ومعنى لحياتك..

ضعي اجاباتك هنا.. كاملة.. او بعضها..
او احتفظي بها لنفسك.. لا مشكلة..

المهم..

ان تقرري مواجهة نفسك اخيرا..
وتحددي قيمك..
وتضعي قراراتك من الان فصاعدا.. بالانسجام معها..
:)

أطيب تحية لاخواتي في عالم حواء




-نهاية المحاضرة السابعة-
أ. خلود الغفري
المحاضرة الثامنة والاخيرة
مسك الختام:


خلاصة دوة 10 دقائق 10 شهور 10 سنوات:

1. أي قرار تضعينه في حياتك.. لا يشترط ان يكون مصيريا
حياتك وايامك انما هي سلسلة قرارات مستمرة.. بنعم او لا..
من اول استيقاظك من نومك.. الى عودتك للسرير مرة اخرى

سيكون لك طوال اليوم خيارات تنتهي بنعم او لا
هل ادرس في الجامعة الفلانية؟
هل اتقدم على الوظيفة العلانية؟
هل اقبل بهذا الزوج؟
هل اربي اولادي بهذه الطريقة؟
هل اخرج لزيارة هذه الجارة؟
هل اطبخ هذه الطبخة؟
هل عليّ ان اتعامل مع زوجي بهذه الطريقة؟
هل وهل.. وهل.....

2. حددي السؤال الخاص بقرارك..
واجمعي كل ما تستطيعين من معلومات حول هذا القرار..
وكلما زادت اهمية القرار.. كلما كان من الضروري ان تجمعي معلومات اكثر..
تجنبي الانتقائيةفي المعلومات..
استمعي واقرئي للجميع..
لا ترفضي المعلومة مسبقا من اشخاص لا تحبينهم..
احرصي على الاستماع والانتفاع بالمعلومة كاملة.. من اولها الى اخرها..
تأكدي من مصداقية المعلومة.. ولا تأخذيها على انها امر مسلم به..
الا ان كانت شرعية من الكتاب والسنة..
ما عدا ذلك ففيه اخذ ورد.. وقابل للبحث والتمحيص..
بالاخص في مسائل الزواج.. او الدراسة.. او رعاية الابناء..
كلما كان قرارك مصيريا.. كلما كانت المعلومات المتعلقة حوله بحاجة الى تمحيص وتأكيد ومصداقية

3. تجنبي الضغوطات النفسية او الجسدية.. لانها ستحيد بك عن القرارات السليمة..
تعلمي كيف تسترخين... وتصفين جسدك من الضغوطات اولا بأول..
تعلمي فن تجديد نشاط ذهنك.. ليعطي القرارات بعقلية طازجة منفتحة متحكمة..
افهمي كيفية عمل عقلك جيدا.. لا تجعليه يتلاعب بك..
اعرفي طريقة عمله وافهميها.. واستفيدي من ذلك لعدم الوقوع في الالتزام اليائس.. او فجوة التعاطف..
لا تجعلي عقلك يقودك.. ويقنعك بما هو غير صحيح..
انما كوني انتِ القائدة والمتحكمة في عقلك..
بخبرتك.. بعلمك.. بتوكلك على رب العالمين..

4. ادرسي عواقب ونتائج قرارك على الفترات الزمنية الثلاث:
بعد عشر دقائق.. وبعد عشرة شهور.. وبعد عشر سنوات..
ادرسي السيناريو الايجابي.. والسلبي..
حللي الابعاد.. والزوايا..
واخيرا.. اختاري أفضل سيناريو.. ينسجم مع قيمك وأولوياتك..
ليس الاريح.. ولا الاسهل.. ولا الافضل لغيرك..
انما افضل خيار يعطيك التحكم في زمام حياتك
ويتوافق مع قيمك واولوياتك

5. استثمري لنفسك وقتا أطول للقيام بنظام 10 10 10 بالطريقة الصحيحة في قراراتك المصيرية..
واجعليه عادة يومية سريعة في القرارات اليومية الاعتيادية..

6. اجلسي جلسة مصارحة مع نفسك.. واعرفي ما هي اعلى قيم لديكِ في الحياة..
ما هو اكثر شيء تعطينه قيمة في حياتك..
ما هي الامور التي تستعدين للنضال والكفاح من اجلها.. حتى آخر عمرك..
رتبي اهم عشرة قيم في حياتك..
واجعلي هذه القيم تتناول جميع جوانب حياتك:
الديني، الشخصي، الاسري، الصحي، المهني.
واجعلي اهم قيمة لديكِ لا تتنازلين عنها مهما كلفك حياتك على قمة هرم قيمك..
ورتبي اسفلها بقية القيم بالترتيب الذي يناسبك..
وكوني حذرة في هذا الترتيب..
لانه لو جاءت الصحة بعد اسرتك مثلا..
فهذا يعني بأنك ستضحين دائما بصحتك.. في سبيل اسرتك..
ولو جاءت قيمك الدينية قبل اسرتك..
فيعني انك ستضعين دائما ربك ودينك وفروضك الدينية قبل اسرتك..

7. اجعلي شعاريك في الحياة الصدق والشجاعة..
كوني صادقة وامينة واعكسي قيمك الداخلية على قراراتك وافعالك..
وكوني شجاعة بالا تخشي قول الحق.. والا تخشي التغيير.. والا تخشي ان تعيشي حياتك كما تريدين..
لا كما يريد غيرك لك..

8. لا تفاوضي على راحة بالك في الحياة..
عيشي مطمئنة مرتاحة البال.. وطوعي كل اهدافك.. قيمك.. افعالك.. قراراتك..
لتحصلي على راحة البال والنفس المطمئنة اولا واخيرا..
اذا كان اي جزء من حياتك لا يوفر لك النفس المطمئنة التي تريدينها..
فسارعي بتغييره بصدق وشجاعة.. ودون تردد

9. طبقي ما تعلمته في هذه الدورة بقدر استطاعتك..
استخدميها في قراراتك من الان فصاعدا.. علميها وشاركي بها غيرك.. اسرتك.. صديقاتك.. المنتدى..
اجلسي مع اشخاص ايجابيين متفائلين.. يدعمونك ويشجعونك باستمرار..


10. تخلصي من اعذارك..
اكتشفي العالم من جديد بعيون طفل صغير لا يعرف شيئا ولا يهاب شيئا..
واعلمي ان مقدار ما تحققينه في حياتك بمقدار ما تتخلصين من الاعذار والعقبات في عقلك !

-يتبع-
أ. خلود الغفري


وصلنا اخيرا الى المحطة الاخيرة..
مسك الختام..
وماذا بعد..؟

ما الذي استفدتهِ انا وانتِ من كل هالقرقرة والهذرة؟ :)

أولا اريد ان اشكرك من اعماق قلبي..
على استضافتك وكرمك (خلصت شايك وقهوتك :22: )


ثانيا.. اريد ان اقول بأن الحديث كان ممتعا معك..
لم اشعر لحظة بالضجر او الملل وانا اتبادل الحديث في مجلسك..
او استمع لفضفضاتك ومشاكلك وحرات قلبك..
وربما كانت الفضفضة (المحاضرة) السابعة مؤلمة..
افرغتِ على اثرها علبة مناديل ورقية وانتِ تمسحين دموعك وتمخطين انفك..:01:

الا انني متأكدة انها تجربة رائعة لي ولك لن ننساها ما حيينا..
لربما آثرتِ الصمت.. وجلستِ تستمعين فقط..
ولربما شاركتني الحديث والمداخلات..
ولربما تركتِ الاقوال وقمتِ بالافعال على ارض الواقع..
في أي حالة او اي فريق كنتِ
تأكدي ان فيكِ البركة من امة محمد (صلى الله عليه وسلم)..

انا لم آت هنا لاصدمك.. او الخبطك.. او اوترك..
جئت هنا لاجعل الرؤية واضحة امامك كالكريستال..
كيف تعطين قراراتك بطريقة صحيحة..
كيف تعيشين حياتك بطريقة صحيحة وفقا لهذه القرارات..
كيف تتخلصين من اعذارك.. وحججك..
وتتحملين نتائج وعواقب قراراتك..

كيف تتحملين مسؤولية نفسك.. وحياتك!

خلاص؟؟
انتهينا من التوتر والقلق والبكاء والدموع؟؟؟

تعالي الان واجلسي هنا بقربي..
وتعالي لاحدثك عن أعظم خلق الله..
ما تصلي على رسول الله..؟

عليه الصلاة والسلام... :)

الرسول عليه الصلاة والسلام عاش اربعين عاما عكس التيار...
عكس التيار بمعنى كل اللي حواليه غلط!!
واعتزل الدنيا.. الى غار حراء.. يشرئب عنقه الى السماء.. ويجول بناظريه في حيرة..
اتراه كان يبحث عن معنى لوجوده؟؟
اتراه كان ليتساءل: ما خلقتُ لهذا.. انما هناك امر اعظم واجلّ في هذه الحياة!

ثم جاءه الملك الكريم جبريل عليه السلام..
ليقول له اقرأ..
تردد.. وقال.. ما انا بقارئ..
ويعيد عليه ثلاث مرات.. ويرد عليه بنفس الجواب ثلاث مرات..
حتى يقرأ عليه الاية: اقرأ باسم ربك الذي خلق..

فيجري سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام الى زوجته خديجة.. ترتعد فرائصه ويقول بصوت يرتجف: دثروني دثروني... زملوني زملوني..

برأيك.. هل اكتشف الرسول عليه الصلاة والسلام هدفه في الحياة بين ليلة وضحاها؟
لا..
اخذ الامر اربعين عاما ليعده الله عز وجل لحمل الرسالة..

وبرأيك.. هل كان الامر سهلا عليه ليقرر الخروج من دائرة الراحة؟
لا..
بل رفض القراءة ثلاثا.. ثم شعر بالرهبة والخوف.. واسرع الى بيته يتدثر تحت غطاء فراشه!

وبرأيك.. هل استطاع ان ينهض وحده بحمل الرسالة؟
لا..
بل كانت معه خديجة رضي الله عنها اول من يسانده ويصدقه.. ثم كان الامام علي كرم الله وجهه.. ثم ابو بكر الصديق رضي الله عنه.. والقائمة امتدت وامتدت.....

هل بعد ذلك تيأسين من حياتك؟ وتتكاسلين عن الخروج من دائرة الراحة؟؟

قد تكونين في بداية شبابك..
وربما في الاربعينات او الخمسينات من عمرك..
يختي مش مهم والله..

المهم ان تصلي متأخرة.. خير من الا تصلي ابدا..
وان شاء الله ربك ما يجعلك متأخرة ابدا

ربما توترتِ وبكيت.. في محاضرة القيم..
وشعرتِ بالهلع والارتياع.. وتخيلتِ نفسك في السبعين..
لم تحققي شيئا في حياتك.. وقصرتِ في جميع امور دينك..
و "انشل تفكيرك".. ودخلتِ في "فجوة التعاطف"..
لتشعرين ان العالم انهار من حولك.. حينما لم تستطيعين استخراج قيمك!

يييييه.. يختي قلنا تخيلي.. تخييييييلي...
انتِ لا صرتِ في السبعين ولا في الستين..
ويمكن بكره يكون اخر يوم في حياتي او حياتك..
لكن الفكرة..
انني انا وانتِ الان.. هنا.. في هذا اليوم..
يعني بالعربي.. احنا فيها...

كان الحسن البصري رحمه الله يمشي في جنازة
فقال لرجلٍ: أرأيت هذا المحمول على النعش لو عاد إلى الدنيا هل يعود إلى معصية؟
قال: لا.
قال الحسن: فكن أنت إذاً.


-يتبع-
أ. خلود الغفري
وصلنا اخيرا الى المحطة الاخيرة.. مسك الختام.. وماذا بعد..؟ ما الذي استفدتهِ انا وانتِ من كل هالقرقرة والهذرة؟ :) أولا اريد ان اشكرك من اعماق قلبي.. على استضافتك وكرمك (خلصت شايك وقهوتك :22: ) ثانيا.. اريد ان اقول بأن الحديث كان ممتعا معك.. لم اشعر لحظة بالضجر او الملل وانا اتبادل الحديث في مجلسك.. او استمع لفضفضاتك ومشاكلك وحرات قلبك.. وربما كانت الفضفضة (المحاضرة) السابعة مؤلمة.. افرغتِ على اثرها علبة مناديل ورقية وانتِ تمسحين دموعك وتمخطين انفك..:01: الا انني متأكدة انها تجربة رائعة لي ولك لن ننساها ما حيينا.. لربما آثرتِ الصمت.. وجلستِ تستمعين فقط.. ولربما شاركتني الحديث والمداخلات.. ولربما تركتِ الاقوال وقمتِ بالافعال على ارض الواقع.. في أي حالة او اي فريق كنتِ تأكدي ان فيكِ البركة من امة محمد (صلى الله عليه وسلم).. انا لم آت هنا لاصدمك.. او الخبطك.. او اوترك.. جئت هنا لاجعل الرؤية واضحة امامك كالكريستال.. كيف تعطين قراراتك بطريقة صحيحة.. كيف تعيشين حياتك بطريقة صحيحة وفقا لهذه القرارات.. كيف تتخلصين من اعذارك.. وحججك.. وتتحملين نتائج وعواقب قراراتك.. كيف تتحملين مسؤولية نفسك.. وحياتك! خلاص؟؟ انتهينا من التوتر والقلق والبكاء والدموع؟؟؟ تعالي الان واجلسي هنا بقربي.. وتعالي لاحدثك عن أعظم خلق الله.. ما تصلي على رسول الله..؟ عليه الصلاة والسلام... :) الرسول عليه الصلاة والسلام عاش اربعين عاما عكس التيار... عكس التيار بمعنى كل اللي حواليه غلط!! واعتزل الدنيا.. الى غار حراء.. يشرئب عنقه الى السماء.. ويجول بناظريه في حيرة.. اتراه كان يبحث عن معنى لوجوده؟؟ اتراه كان ليتساءل: ما خلقتُ لهذا.. انما هناك امر اعظم واجلّ في هذه الحياة! ثم جاءه الملك الكريم جبريل عليه السلام.. ليقول له اقرأ.. تردد.. وقال.. ما انا بقارئ.. ويعيد عليه ثلاث مرات.. ويرد عليه بنفس الجواب ثلاث مرات.. حتى يقرأ عليه الاية: اقرأ باسم ربك الذي خلق.. فيجري سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام الى زوجته خديجة.. ترتعد فرائصه ويقول بصوت يرتجف: دثروني دثروني... زملوني زملوني.. برأيك.. هل اكتشف الرسول عليه الصلاة والسلام هدفه في الحياة بين ليلة وضحاها؟ لا.. اخذ الامر اربعين عاما ليعده الله عز وجل لحمل الرسالة.. وبرأيك.. هل كان الامر سهلا عليه ليقرر الخروج من دائرة الراحة؟ لا.. بل رفض القراءة ثلاثا.. ثم شعر بالرهبة والخوف.. واسرع الى بيته يتدثر تحت غطاء فراشه! وبرأيك.. هل استطاع ان ينهض وحده بحمل الرسالة؟ لا.. بل كانت معه خديجة رضي الله عنها اول من يسانده ويصدقه.. ثم كان الامام علي كرم الله وجهه.. ثم ابو بكر الصديق رضي الله عنه.. والقائمة امتدت وامتدت..... هل بعد ذلك تيأسين من حياتك؟ وتتكاسلين عن الخروج من دائرة الراحة؟؟ قد تكونين في بداية شبابك.. وربما في الاربعينات او الخمسينات من عمرك.. يختي مش مهم والله.. المهم ان تصلي متأخرة.. خير من الا تصلي ابدا.. وان شاء الله ربك ما يجعلك متأخرة ابدا ربما توترتِ وبكيت.. في محاضرة القيم.. وشعرتِ بالهلع والارتياع.. وتخيلتِ نفسك في السبعين.. لم تحققي شيئا في حياتك.. وقصرتِ في جميع امور دينك.. و "انشل تفكيرك".. ودخلتِ في "فجوة التعاطف".. لتشعرين ان العالم انهار من حولك.. حينما لم تستطيعين استخراج قيمك! يييييه.. يختي قلنا تخيلي.. تخييييييلي... انتِ لا صرتِ في السبعين ولا في الستين.. ويمكن بكره يكون اخر يوم في حياتي او حياتك.. لكن الفكرة.. انني انا وانتِ الان.. هنا.. في هذا اليوم.. يعني بالعربي.. احنا فيها... كان الحسن البصري رحمه الله يمشي في جنازة فقال لرجلٍ: أرأيت هذا المحمول على النعش لو عاد إلى الدنيا هل يعود إلى معصية؟ قال: لا. قال الحسن: فكن أنت إذاً. -يتبع-
وصلنا اخيرا الى المحطة الاخيرة.. مسك الختام.. وماذا بعد..؟ ما الذي استفدتهِ انا وانتِ من كل...
شوفي..
لو اختصر لك دورة 10 10 10 في جملة واحدة سأقول لك:
حياتك هي ما تريدين.. ليس ما تتمنين!

هذا باختصار وخلاصة خلاصة قعدات الشاي والقهوة على مدى شهر كامل :42:

محاضرة القيم.. كشفت لك كللللل ما تتمنينه في حياتك..
اتمنى.. ارجو.. احلم.. نفسي... عايزة.. بدي.. ياريت.. الخ الخ الخ..

لكن الحياة الحقيقية.. التي يجب ان تعيشيها صح..
هي ما تريدين.. وليس ما تتمنين..
انا اريد ان اكون حافظة للقرآن..
خاشعة في الصلاة..
ملتزمة بأمور ديني..
عندي وظيفة او شهادة..
رشيقة وصحية..
مربية فاضلة.. ام صالحة..
انسانة ايجابية..
متفائلة..
اذكر الناس بالخير..



انتِ فيها يا اختي..
افعلي الان كل ما تريدين..
هل فعلا تنتظرين ان تكوني في السبعين لتبكي وتتحسري على هذا اليوم...؟؟
بجد من عقلك؟؟

طيب لو بدلنا السؤال بطريقة اخرى..
طريقة تقرب ما تريدين في ذهنك..
وقلت:
ماذا لو حدثت فرصة لك وانتِ في السبعين من عمرك.. لتقفي امام الرسول عليه الصلاة والسلام..
وطلب منك ان تقولي له خلاصة حياتك..
ماذا كنتِ ستقولين؟؟؟

تفضلي.. لخصي حياتك في جملتين او ثلاثة..
ماذا ستقولين؟؟

هل ستكون لديكِ جمل مناسبة تفخرين بها امام الرسول عليه الصلاة والسلام؟؟
امام تعب وكفاح 1500 سنة.. ليصل اليك الاسلام..
وتكوني مسلمة بحق؟؟؟

هل قولك اني حفظت القرآن يكفي؟
ما شاء الله تبارك الله..طيب ماذا عملتِ بما تحفظين.. هل علمتيه غيرك؟؟
خشعت في صلاتي يا رسول الله..
الله يزيدك خشوعا ويقينا.. طيب ماذا غيرت الصلاة في حياتك.. هل امرتِ بالمعروف ونهيتِ عن المنكر؟؟
ربيت اولادي احسن تربية يا رسول الله..
راااائع.. طيب هل ربيتيهم عشان الناس والمجتمع؟ ام ربيتيهم ليحملوا هم الاسلام ويكونوا قدوة لغيرهم؟
تعلمت ودرست.. وتوظفت.. يا رسول الله..
ممتااااز.. وماذا فعلتِ لمجتمعك.. ماذا غيرتِ فيه؟ ماذا قدمتِ لامة محمد؟؟

نعم...
ماذا قدمتِ لامة الاسلام يا غالية؟؟
ماذا قدمتِ؟؟؟؟

انا من بداية الدورة.. وانا عندي يقين.. لا تهزه الجبال..
بأن 3% على الاكثر.. ستخرج وقد طبقت جميع الدورة بحذافيرها..
وقلت...
باني لا استهين في الـ 97%..
فهي ستتغير حياتها وتطبق عاجلا او اجلا..
لماذا؟

لاني طوااال الدورة.. القيت الكثير من الجمل والكلمات..
ليس الغرض منها الشرح او التوضيح..
بقدر ما كان الغرض منها ان ارمي الطعم الذي يتوافق مع تنوع النفوس..
فربما فاتك شيء.. التقطته غيرك..
وربما اثر فيكِ شيء.. لم يؤثر على غيرك..




ستخرجين من هذه الدورة على الاقل بجملة او معلومة واحدة..
ستحملينها وتطبقينها مدى حياتك.. وان لم تشعري بذلك..
لكن عندي يقين انه سيحدث باذن الله.. :)

ولو سألتني..
ما الذي سأبكي عليه بشدددة وانا في السبعين؟
سأقول: سأبكي لو اني وصلت الى ذلك العمر.. ولم اقدم شيئا لامة الاسلام!

ولو سألتني ما الذي تريدين ان يقول الناس عني وانا لستُ بالغرفة؟
سأقول: اريد ان يقولوا ان ابتسامتي لا تفارق وجهي..
واني غيرت حياتهم الى الافضل..
وانني أحببهم الى الله!

ولو سألتني ما الذي احببته وكرهته في بيت والداي؟
سأقول: احببت مما احببت التشجيع والتحفيز المستمرين للنجاح..
وكرهت مما كرهت اني عشت في بيت كبير.. لكل منا غرفته الخاصة..
واريد ان اعيش مع ابنائي في بيت دافئ صغير.. يرى فيه بعضنا بسهولة.. ونجتمع كل يوم بالصالة!


لا تيأسي..
ولا تحزني..
ان الله معك.. وابدئي حبة حبة..
اجعلي حياتك ما تريدين وليس ما تتمنين

انها الافعال.. وليست الاقوال..
الافعال..
وليست الاقوال يا غالية..

حياتك من اختياراتك..
قيمك هي التي تتمسكين بها.. ولا تتخلين عنها مهما تغيرت الظروف
كوني على يقين..
وسيشع اليقين من حولك
كوني واثقة... تريدين..
وسيطوع الله عزوجل البشر والظروف في حياتك..

لا تتوقعي الاسوأ
احسني ظنك بالله.. وتفاءلي بكل شيء في الوجود..
تأكدي بان العالم سيتغير.. عندما تتغير نظرتك اليه..



واعلمي باني كنت في مكانك يوما ما.. بالضبططط داخل نفس حذائك..
ربما قبل اربع او خمس سنوات من الان..
عشتُ التخبط والالم واليأس..
وعشت فجوات التعاطف.. التوتر في القرارات.. الالتزامات اليائسة.. الحزن والاكتئاب والبكاء..

وبدأ التغيير الحقيقي في حياتي من جملتين:
الاولى سمعتها من الداعية الاسلامي عمرو خالد :
اذا لم تستطع ان تقدم شيئا للاسلام.. فادع الله ان يستخدمك في الاسلام..
ومن يومها كنت ادعو بيقين وصدق:
اللهم يسر لي مكانا.. اخدم فيه الاسلام وأعز المسلمين..

والاخرى.. قالها لي زوجي..
عندما كنتُ اغرق في وحول الالتزام اليائس.. لا استطيع الخروج من دائرة الراحة..
فقال لي:
لا يكلف الله نفسا الا وسعها..
وكل ابتلاء يصيبك الله به.. انما لعلمه بقدراتك.. وطاقاتك.. وشجاعتك على التغيير.

ومن يومها اخترت ان اعيش حياتي بما احب القيام به
تركت كل شيء خلف ظهري وقمت بما اريد ان اقوم به فعلا..
وبدأت السعادة تدخل قلبي...
ومن يومها بدأ التغيير..

وجاء الدور عليكِ الان ببساطة..

عيشي حياتك كما تريدين.. ليس كما تتمنين



أروع حياة وتغييرات لكِ :)





- نهاية الدورة-