انتظرت طويلا أن تراودني ذات الأفكار والخواطر التي راودتني حينما كنت في الجنوب قبل أسبوعين .. لكن زحمة المشاغل والعيش بين الحوائط الأربع وهذا الجو الخانق القائظ .. كل ذلك ساهم في محو الحس المرهف الذي وصلت إليه هناك ..
وهكذا وجدتني أمام فكرة أن أعرض ذكرياتي بشكل مباشر بدلا من استنباط الخواطر من لب الرحلة .. فلعل ذلك يعيد إلي ما فقدته من إحساس .. كما أن هناك حدثا مهما وخطيرا أود أن أخبركم به .. لكن عليكم أن تنتظروا حتى يحين وقته .. حسب ترتيب اليوميات ..
بالطبع كانت رحلتي كأي رحلة أخرى إلى تلك المنطقة الخلابة .. ولربما كانت دون المستوى المطلوب لدى البعض .. لكن حاجتي الماسة لها جعلتني أراها أفضل من أي رحلة ( باستثناء السفر الى خارج المملكة ) ومكنتني أن أقنع بأسبوع واحد .. وأتجاوز كل ما يكدر الخاطر تقريبا .. حتى أسوأ ما في الأمر ( الطريق الطويل المرهق ) .. فقد قطعناه بصبر نوعا ما ..
سأبدأ من البداية لذلك أستميحكم عذرا إن سردت تفاصيل لا داعي لها .. إذ أشعر بأن الكاتب لا يجب أن يفوت أي فرصة أو خبرة مر بها دون أن يكتب عنها شيئا .. وأحاول جاهدة أن أصعد هذا السلم .. لكنني كلما حاولت أن أفعل ذلك وحدي أجدني عاجزة .. ويأبى قلمي إلا أن يرافقكم .. ويسكب حبره في المكان الذي ولد فيه ( إن صح التعبير ) ..... في الواحة الحبيبة ..
دعوني أبدأ الآن .. وأتمنى لكم رحلة ماتعة ... حتى النهاية ..
صديقتكم : تيمه ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــاليوم هو الأربعاء الموافق 22 / 6 من عام 1424 للهجرة ..
كنت قد جهزت الحقائب قبل هذا التاريخ .. وقد نصت خطتنا على الرحيل يوم الخميس .. لكننا فجأة ( وستلاحظون تكرر هذا الأمر ) عدلنا عن ذلك .. وبكرنا وقت الانطلاق إلى الأربعاء في المساء ..
كانت سعادتي غامرة لأنني لم أسافر منذ مدة طويلة .. إضافة إلى ثقل المسؤوليات التي وقعت على كاهلي طوال سنة وربما أكثر .. جعلتني في حالة الله أعلم بها .. فما كان أحوجني إلى مثل هذا الترويح ..
في الساعة التاسعة والنصف انطلقنا نحو مكة .. حيث يسكن أهلي .. وبتنا تلك الليلة عندهم طلبا للراحة .. وبعد أن تناولنا طعام الغداء في اليوم التالي انطلقنا مجددا بسيارتنا في الرابعة والنصف عصرا .. نحو الباحة مباشرة ..
أخذت السيارة تصعد الطريق المتعرج الصاعد إلى الطائف .. لم يكن هناك ما يثيرني فيه لأنني اعتدته منذ الصغر نظرا لكوني من أهالي مكة .. الشيء الوحيد الذي استجد هو عربات التلفريك المعلقة التي كانت تسير فوق رؤوسنا ببطء .. لم يرها ابني في طريق الذهاب .. لكنه رآها فيما بعد وركبها أيضا .. وأسماها ( طيارات )
أشد ما أزعجني في رحلتي سواء في الذهاب أو في الإياب هو عدم تحملي لتعرجات الطريق .. فسرعان ما أشعر بالدوار والغثيان .. وأفقد كل إحساس بجمال المناظر من حولي ..
أتعجب من حب الناس للطائف .. فهي مدينة ضيقة الشوارع شديدة الازدحام .. وجوها لا يقارن بجو الجنوب .. فلماذا يتوافد إليها السياح بهذه الكثرة ؟؟
بالتأكيد لا أنكر أن بها مناطق جميلة كالشفا والهدا .. لكنني أشعر أن خضارها باهت .. ومزارعها قليلة .. إضافة إلى أنها حكر على أصحابها ..
في السابق كنا نجد الكثير من المنازل الشعبية المعروضة للإيجار .. كانت رائعة بحق تقبع وسط مزارع الذرة .. وتحوطها الأشجار العالية ..
أما الآن .. فيا للأسف .. اختفت هذه البيوت ولم يعد هناك سوى الشاليهات والفنادق باهظة الثمن .. وجفت الأرض فاصفر زرعها وقلت ثمارها ..
سرنا وسط المدينة وواجهتنا الكثير من إشارات المرور .. لذلك تنفسنا الصعداء حينما لاح لنا طريق الجنوب إلا أن زوجي انحرف بسيارته وهو يقرأ بصوت عال ما كتب على اللوحة ( الطريق السياحي ) وقال : إن هذا الطريق أكثر جمالا وأقل ازدحاما .. لكنه أشد تعرجا ..
وافقته الرأي .. لأنني كنت بشوق لرؤية الوديان المعشوشبة .. والسير على مهل للتمتع بالهواء البارد الذي يرد الروح وينعش القلب ..
ومع تحسن الجو شيئا فشيئا تلاشى الضوء وأقبل الليل .. بينما رحت أعبئ رئتاي بذلك الهواء العليل المشبع برائحة الزرع ..
ــــــــــــــــــــــ
أتوقف هنا .. وأعدكم بالعودة قريبا إن شاء الله ..
تــيــمــة @tym_1
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
أمل الروح
•
رائع ...بانتظارك ياتيمة ....:26:
هل تصدقين ياتيم ( حلو اسم تيم صح؟ ) انني كنت اظن مثلك ان الأماكن الجميلة في الشفا والهدا قد اختفت ولكننا فوجئنا في اليومين الماضيين عندما ذهبنا الى الشفا بأنها لم تختفِ كما كنا نظن .. لقد وجدنا الكثير الكثير من الأماكن الجميلة وبالشكل الذي نحب حتى اننا احترنا في ايها نجلس .. فعلاً لازال الخير موجود.
انتظر بقية ذكريات رحلتك..
كيف حال الوَحْش؟وحشني:25:
انتظر بقية ذكريات رحلتك..
كيف حال الوَحْش؟وحشني:25:
أمل الروح .. أنت الأروع وهذه لك :26:
بحور : كنت أريد أن أقترح عليك ذلك .. هيا اذن .. لا تتأخري ..
الفارسة : أحقا ما تقولين ؟؟ يسعدني ذلك .. لأنني لا أريد أن أتكبد كل هذه المشاق ثانية لأصل الى مكان جميل .. شكرا للمعلومة ..
الوحش يزداد وحشية يوما بعد يوم .. لا أدري الى أين يريد أن يصل ..
على العموم لا تخلو شخصيته من لطافة .. وخصوصا عندما يعبر عما يحس به .. تخيلي .. للوحش مشاعر يعبر عنها :17:
ليل : أهلا بك .. توقعت وجود اسمك على رأس القائمة .. فقد تعودنا على كرمك ولطفك ..
في الواقع أنا مختبئة خوفا من فيروس كتبوا عنه في الجرائد .. وقد كنت أظن أنه أطلق قبل يومين .. لكن ذلك ليس صحيحا .. فهو سيطلق في الحادي عشر من سبتمبر أي غدا .. لذلك سأعود للاختباء لأن جهازي ليس به برنامج حماية ..
حاولت أن أتابع ذكرياتي .. لكن أسلوبي جاء ركيكا .. وخانتني العبارة ... لا أدري ما بي .. أشعر أنني مشوشة تماما .. وكلما أديت عملا يأتي ناقصا أو فاشلا ..
أراكم بخير .. واحذروا من الفيروس .. :24:
سلام ..
بحور : كنت أريد أن أقترح عليك ذلك .. هيا اذن .. لا تتأخري ..
الفارسة : أحقا ما تقولين ؟؟ يسعدني ذلك .. لأنني لا أريد أن أتكبد كل هذه المشاق ثانية لأصل الى مكان جميل .. شكرا للمعلومة ..
الوحش يزداد وحشية يوما بعد يوم .. لا أدري الى أين يريد أن يصل ..
على العموم لا تخلو شخصيته من لطافة .. وخصوصا عندما يعبر عما يحس به .. تخيلي .. للوحش مشاعر يعبر عنها :17:
ليل : أهلا بك .. توقعت وجود اسمك على رأس القائمة .. فقد تعودنا على كرمك ولطفك ..
في الواقع أنا مختبئة خوفا من فيروس كتبوا عنه في الجرائد .. وقد كنت أظن أنه أطلق قبل يومين .. لكن ذلك ليس صحيحا .. فهو سيطلق في الحادي عشر من سبتمبر أي غدا .. لذلك سأعود للاختباء لأن جهازي ليس به برنامج حماية ..
حاولت أن أتابع ذكرياتي .. لكن أسلوبي جاء ركيكا .. وخانتني العبارة ... لا أدري ما بي .. أشعر أنني مشوشة تماما .. وكلما أديت عملا يأتي ناقصا أو فاشلا ..
أراكم بخير .. واحذروا من الفيروس .. :24:
سلام ..
الصفحة الأخيرة