قال طلحة يروي قصة إسلام:
بينما نحن في سوق البصرة , إذا راهب ينادي الناس: يا معشر التّجار سلوا أهل هذا الموسم, أفيهم أحدٌ من أهل الحرم؟
وكنت قريباً منه فبادرت إليه وقلت: نعم أنا من أهل الحرم.
فقال: هل ظهر فيكم أحمد؟
فقلت: ومن أحمد؟
فقال: ابن عبد الله بن عبد المطلب…هذا شهرُهُ الذي يظهرُ فيه…وهو آخر الأنبياء…يخرج من أرضِكُم من الحرم , ويهاجر إلى أرضٍ ذات حجارةٍ سُودٍ , ونخيل وسِبَاخٍ ينِزُّ منها الماءُ…فإيّاك أن تُسْبَقَ إليه يا فتى.
قال طلحة: فوقعت مقالتُه في قلبي , فبادرت إلى مطاياي فرحلتُهَا , وخلفت القافلة ورائي ومضيت أهوي هُوِيّاً إلى مكة..فلما بلغتها , قلت لأهلي: أكان من حدثٍ بعدنا في مكة؟
قالوا: نعم قام محمد بن عبد الله يزعُمُ أنّه نَبِيٌّ وقد تَبِعَهُ ابنُ أبي قحافة (يريدون أبا بكر رضي الله عنه).
قال طلحة: وكنت أعرف أبا بكرٍ , فقد كان رجلاً سهلاً محببّاً مُوَطَّأ الأكنافِ…
وكان تاجراً ذا خلقٍ واستقامة , وكنّا نألفه ونُحبّ مجالسه , لعلمه بأخبار قريش , وحفظه لأنسابها
فمضيت إليه وقلت له: أحقاً ما يقال من أنّ محمد بن عبد الله أظهر النُبُوّةَ وأنّك اتّبعته؟
قال: نعم .. وجعل يقصّ عليّ من خبره , ويرغّبني في الدخول معه , فأخبرته خبر الراهب , فدهش له وقال: هلُمَّ معي إلى محمدٍ لتقص عليه خبرك ولتسمع ما يقول… ولتدخل في دين الله…
قال طلحة: فمضيت معه إلى محمد فعرض عليّ الإسلام وقرأ علي شيئاً من القرآن , وبشّرَني بخيري الدنيا والآخرة..فشرح الله صدري إلى الإسلام وقصصت عليه قصة راهب بُصْرَى فَسُرَّ بها سروراً بدا على وجهه… ثم أعلنت بين يديه شهادة أنْ لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله… فكنت رابع ثلاثة أسلموا على يدي أبي بكر.
وفي معركة أحد حين انهزم المسلمون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبق معه غير أحد عشر رجلاً من الأنصار وطلحة بن عبيد الله من المهاجرين
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصعد هو ومن معه في الجبل , فلحقت به عصبة من المشركين تريد قتله..فقال عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يرُدُّ عنا هؤلاء وهو رفيقي في الجنّة؟ فقال طلحة: أنا يا رسول الله..فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا مكانك
فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول الله
فقال: نعم أنت، فقاتل الأنصاريّ حتى قُتِلَ , ثم صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن معه فلحقه المشركون، فقال: ألا رَجُلٌ لهؤلاء؟ فقال طلحة: أنا يا رسول الله
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا مكانك
فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول الله، فقال نعم أنت، ثم قاتل الأنصاري حتى قلت أيضاً
وتابع رسول الله صلى الله عليه وسلم صعوده فلحق به المشركون فلم يزل يقول مثل قوله , و طلحة يقول: أنا يا رسول الله , فيمنعه النبيّ , ويأذن لرجل من الأنصار حتى استشهدوا جميعاً , ولم يبق معه إلا طلحة فلحق به المشركون , فقال لطلحة: الآن , نعم
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كسرت رباعيته وشج جبينه , وجرحت شفته , وسال الدم على وجهه , وأصابه الإعياء فجعل طلحة يكُّر على المشركين حتى يدفعهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ينقلب إلى النبيّ فيرقَى به قليلاً في الجبل , ثم يُسنِدُه إلى الأرض ويكُرُّ على المشركين من جديد
وما زال كذلك حتى صدهم عنه
قال أبو بكر رضي الله: وكنت آنئذ أنا وأبو عبيدة بن الجراح بعيدين عن رسول الله , فلما أقبلنا عليه نريد إسعافه قال: اتركاني وانصرفا إلى صاحبكما , يريد طلحة
فإذا طلحة تنزف دماؤه , وفيه بضع وسبعون ضربة بسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم، وإذا هو قطعت كفّهُ , وسقط في حفرة مغشياً عليه.
فكان الرسول عليه الصلاة والسلام يقول بعد ذلك: "من سرّه أن ينظر إلى رجل يمشي على الأرض وقد قضى نحبه فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله"
وكان الصديق رضوان الله عليه إذا ذُكِرَ أحُدٌ يقول:
ذلك يومٌ كُلُّهُ لطلحَةَ، ذلك يومٌ كُلُّهُ لطلحَةَ..
ساري
sary @sary_2
عضو نشيط
هذا الموضوع مغلق.
جزاك الله خير...... سبحان الله هذا الصحابي رضي الله عنه كل قصص حياته وبطولاته مؤثره جدا وانا ادعو ابني الصغير بابي طلحة .
شهادة ليس بعدها شهادة
فكان الرسول عليه الصلاة والسلام يقول بعد ذلك: "من سرّه أن ينظر إلى رجل يمشي على الأرض وقد قضى نحبه فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله" ..
بارك الله فيك
فكان الرسول عليه الصلاة والسلام يقول بعد ذلك: "من سرّه أن ينظر إلى رجل يمشي على الأرض وقد قضى نحبه فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله" ..
بارك الله فيك
الصفحة الأخيرة
كل القصص النبي محمد واصحابه فيها بركه
لك جزيل الشكر على القصة C:\My Documents\My Pictures\deenas.jpg C:\My Documents\My Pictures\9.gif