ذلك أن الرِّبا محرَّمٌ بكل أشكاله وصفاته، وقوله - سبحانه -: ﴿ أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً ﴾؛ لأن المضاعفةَ كان مما يُتَّفق عليه، ولأن المقرِض كان يضاعِف العائدَ إذا حلَّ وقتُ السداد وعجز المقترضُ عن الإيفاء، فيجعل المائةَ مائتين، ولئن عجَز عن السدادِ في الوقتِ الجديد جعَله أربعمائة، وهكذا، وكذلك الحال إن كان القرضُ في غير الذَّهب والفضَّةِ؛ (تفسير الطبري 4/ 119 - 120)، فالرِّبا هو في حدِّ ذاته فعلٌ شنيعٌ، ويزداد قُبحًا وشناعةً بمضاعفته؛ (تفسير القرطبي 4/ 213-214)، وقد وكَل اللهُ -تعالى- الناسَ إلى إيمانهم الذي تصدَّر الآيةَ الكريمة، وجعل مجانبة الرِّبا علامةً على التقوى ووسيلةً للفلاح، ومن ثم فإن المستجيبَ هو المؤمن حقًّا، وأما مَن لم يكن الإيمانُ في قلبِهِ، فله مع الآية الكريمةِ شأنٌ آخَرُ.
ذلك أن الرِّبا محرَّمٌ بكل أشكاله وصفاته، وقوله - سبحانه -: ﴿ أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً ﴾؛ لأن...
وأزيد أيضاً: {لَيْسُوا} الضمير يعود على أهل الكتاب، {سَوَاءً} بمعنى مستوين أي ليسوا متساوين في هذه الأوصاف، بل منهم أمة قائمة يتلون آيات الله إلى آخره، ومنهم أمة فاسقة غير قائمة على أمر الله، {لَيْسُوا سَوَاءً} أي لا يستوون في المعصية والأحوال والأوصاف.
ثم بيَّن ذلك فقال: {مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَةٌ قَائِمَةٌ} .