رجيم سريع يساوي فشل ذريع

غالبية متبعي برنامج غذائي لتعديل الوزن تنتابهم فترة كلل وملل وفشل.ويؤكد الدكتور عبد الوهاب العيسى -كما ورد فى القبس-أن الشخص المندفع الى النتيجة غير مبصر للوسيلة، فلذلك يفشل في غالب الاحيان، والشخص الذي يحاورك في كمية الوزن التي سيفقدها في اسبوع مثلاً يفشل في غالب الاحيان في تعديل وزنه. والشخص الذي يساومك على ماذا يأكل أو انه لا يأكل ولكنه يسمن يفشل ايضاً في تعديل وزنه في غالب الاحيان.
-فتاة في بداية العشرينات من عمرها متزوجة ووزنها في ازدياد ملحوظ، يطلب منها المختص تدوين ما تأكله في فترة من حياتها اليومية للتعرف على سلوكياتها الغذائية وكمية الاكل المأخوذ والطاقة التقريبية اليومية. كل ذلك كي يحسب لها كمية السعرات الحرارية اليومية ويبين لها ما إذا كانت هذه الكمية فوق أو تحت حاجتها العضوية. ويأتي الرد بأنها مستعجلة، ليس هذا فحسب، فلديها حفل زواج لأحد الاقارب بعد شهر وتريد ان تتلخص من 10 كلجم على الاقل، علماً بأن وزنها الحالي يزيد بـ 33% عن الوزن الطبيعي. أما الكمية الطموحة التي تود التخلص منها فهي تمثل 15% من وزنها الطبيعي.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل من المعقول ان يترك شخص مثلها العنان لنفسه سنوات ويحاول ان يعود الى الرشاقة في شهر؟ ليس هذا هدف غير واقعي فحسب، بل يتطلب مجهوداً فيه خلل من الناحية العضوية، فالمفقود في الفترة الوجيزة التي ترغب بها ليس شحماً وإنما ماء وبروتين ويتحتم على الجسم استعادتها والا صار فيه خلل. أما البرنامج الذي يجعلها تفقد الوزن بسرعة فهو حتما سيكون شاذاً عن المألوف في محتوياته، وهذا يسبب لها الكلل ثم يتبع ذلك الملل وثم الفشل. إذ ان الصعود الى الوزن الذي هي فيه تم في فترة تفوق عشرات المرات الفترة التي تريد التخلص فيها من هذا الوزن. فالسمنة التي تعاني منها الآن سببها خلل في اتخاذ القرار المبكر، وكلل في تطبيق برنامج تغذوي لتعديل الوزن. ولكن الصحوة المفاجئة المنفعلة ستدفعها لاتباع برنامج شاذ عن المألوف مما يسبب لها الملل ويبوء المجهود بالفشل. فإذاً السمنة لديها اصلاً هي خلل في الكلل ثم الملل ثم الفشل. وأخذ الأمور بسعة صدر أفضل وأجدى في المدى الطويل.