ام بودى68
ام بودى68
ماذا تفعل في مزدلفة؟
نبذة :
نظراً لجهل كثير من الحجاج بأعمال الحج في مزدلفة، والمخالفات التي ترتكب في هذا المشعر؛ أحببا أن ننبه على ذلك من خلال النقاط التالية...





ماذا تفعل في مزدلفة؟
مع التنبيه على بعض الأخطاء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد..
فإنه نظراً لجهل كثير من الحجاج بأعمال الحج في مزدلفة، والمخالفات التي ترتكب في هذا المشعر؛ أحببا أن ننبه على ذلك من خلال النقاط التالية:
1- المبيت في مزدلفة ليلة عيد النحر واجب من واجبات الحج.
2- يدفع الحجاج من عرفة إلى مزدلفة بعد غروب شمس يوم التاسع، فيمشون إليها بسكينة وهدوء، وإذا وجدوا متسعاً أسرعوا قليلاً دون أن يؤذوا أحداً؛ فهذه هي السنة.
3- يصلي الحاج بمزدلفة المغرب والعشاء جمعاً وقصراً للعشاء أما المغرب فيصليها كما هي ثلاث ركعات.
4- إذا وصل الحاج مزدلفة قبل عشاء الآخرة، فإنه يصلي المغرب في وقتها، ثم ينتظر حتى يدخل وقت العشاء، فيصليها في وقتها .
5- إذا كان محتاجاً إلى الجمع، إما لتعب، أو قلة ماء أو غيرهما، فلا بأس بالجمع وإن لم يدخل وقت العشاء.
6- إذا كان يخشى ألا يصل مزدلفة إلا بعد منتصف الليل فأنه يصلي ولو قبل الوصول إلى مزدلفة، ولا يجوز أن يؤخر الصلاة إلى ما بعد منتصف الليل.
7- لا يسن إحياء ليلة مزدلفة بصلاة ولا بغيرها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك، فينام مبكراً ليكون نشيطاً في أداء مناسك الحج يوم النحر.
8- إذا تبين له الفجر صلى الفجر مبكراً بآذان وإقامة، ثم قصد المشعر الحرام فوحد الله وكبره ودعا بما أحب حتى يسفر جداً، فإذا لم يتيسر له الذهاب إلى المشعر الحرام دعا في مكانه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «وقفت ههنا وجمع كلها موقف» ، ويكون حال الذكر والدعاء مستقبلاً القبلة رافعاً يديه.
9- إذا أسفر جداً دفع قبل أن تطلع الشمس إلى منى.
10- يجوز للضعفة من رجال ونساء أن يدفعوا من مزدلفة بليلٍ في آخره، وأما من ليس ضعيفاً ولا تابعاً لضعيف فإنه يبقى بمزدلفة، حتى يصلي الفجر؛ اقتداءَ بالنبي صلى الله عليه وسلم.
من أخطاء مزدلفة:
1- عدم تحري حدود مزدلفة، فينزل خارجها.
2- عدم تحري القبلة عند الصلاة فيصلي إلى غير القبلة.
3- الاشتغال بلقط الحصى في مزدلفة قبل الصلاة، والصواب تقديم الصلاة على ذلك.
4- تأخير صلاة المغرب والعشاء إلى ما بعد منتصف الليل.
5- التساهل في الخروج من مزدلفة بليل مع عدم الحاجة إلى ذلك.
6- إحياء ليلة مزدلفة بالصلاة والذكر والقراءة.
7- تأخير صلاة الفجر والسنة صلاتها في أول وقتها.
8- النوم بعد صلاة الفجر والمشروع الاشتعال بالذكر والدعاء حتى يسفر جداً.
إعداد: القسم العلمي بمدار الوطن
مدار الوطن للنشر
الملز : الدائري الشرقي - مخرج 15 - بعد أسواق المجد بـ 2كم غرباً
هاتف: 0096614792042
فاكس: 0096614723941
فضل أيام عشر ذي الحجة
نبذة :
حريٌ بالمسلم أن يستقبل مواسم الخير عامة بالتوبة الصادقة النصوح، وبالإقلاع عن الذنوب والمعاصي، فإن الذنوب هي التي تحرم الإنسان فضل ربه، وتحجب قلبه عن مولاه.




عشر ذي الحجة
وقد ورد في فضلها أدلة من الكتاب والسّنّة منها:
1- قال -تعالى-: {وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ} .
قال ابن كثير -رحمه الله-: "المراد بها عشر ذي الحجّة كما قاله ابن عباس وابن الزّبير ومجاهد وغيرهم، ورواه الإمام البخاري".
2- وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: «ما من أيام العمل الصّالح فيهنّ أحبّ إلى الله من هذه الأيام العشر، فقالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ فقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيءٍ» .
3- وقال -تعالى-: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} قال ابن عباس: "أيام العشر" (تفسير ابن كثير).
4- وكان سعيد بن جبير -رحمه الله- وهو الّذي روى حديث ابن عباس السّابق: "إذا دخلت العشر اجتهد اجتهاداً حتى ما يكاد يُقدَر عليه" .
5- وقال ابن حجر في الفتح: "والّذي يظهر أنّ السّبب في امتياز عشر ذي الحجّة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصّلاة والصّيام والصّدقة والحجّ، ولا يتأتى ذلك في غيره".
ما يستحب فعله في هذه الأيام
1- الصّلاة: يستحب التّبكير إلى الفرائض، والإكثار من النّوافل، فإنّها من أفضل القربات. روى ثوبان قال: سمعت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: «عليك بكثرة السّجود لله. فإنّك لا تسجد لله سجدةً إلا رفعك الله بها درجة. وحط عنك بها خطيئةً» ، وهذا عامٌّ في كلّ وقتٍ.
2- الصّيام: لدخوله في الأعمال الصّالحة، فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، قالت: «كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يصوم تسع ذي الحجّة ويوم عاشوراء وثلاثة أيامٍ من كلّ شهرٍ أول اثنين من الشّهر والخميس» . قال الإمام النّووي عن صوم أيام العشر: "أنه مستحب استحبابًا شديدًا".
3- التّكبير والتّهليل والتّحميد: قال الإمام البخاري -رحمه الله-: "كان ابن عمر وأبو هريرة -رضي الله عنهما- يخرجان إلى السّوق في أيام العشر يكبران، ويكبر النّاس بتكبيرهما". وقال أيضًا: "وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيرًا".
وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام، وخلف الصّلوات وعلى فراشه، وفي فسطاطه، ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعًا، والمستحب الجهر بالتّكبير لفعل عمر وابنه وأبي هريرة.
وحريٌ بنا نحن المسلمين أن نحيي هذه السّنّة الّتي قد ضاعت في هذه الأزمان، وتكاد تنسى حتى من أهل الصّلاح والخير -وللأسف- بخلاف ما كان عليه السّلف الصّالح.
صيغة التّكبير:
أ- (الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر كبيرًا).
ب- (الله أكبر. الله أكبر. لا إله إلا الله. والله أكبر. الله أكبر ولله الحمد).
ج- (الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. لا إله إلا الله. والله أكبر. الله أكبر. الله أكبر ولله الحمد).
4- صيام يوم عرفة: يتأكد صوم يوم عرفة لما ثبت عنه -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال عن صوم يوم عرفة: «أحتسب على الله أن يكفر السّنة الّتي قبله. والسّنّة الّتي بعده» . لكن من كان في عرفة -أيّ حاجًّا- فإنّه لا يستحب له الصّيام؛ لأنّ النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وقف بعرفة مفطرًا.
5- فضل يوم النّحر: يغفل عن ذلك اليوم العظيم كثير من المسلمين، وعن جلالة شأنه وعظم فضله الجمّ الغفير من المؤمنين، هذا مع أن بعض العلماء يرى أنّه أفضل أيام السّنّة على الإطلاق حتى من يوم عرفة. قال ابن القيم -رحمه الله-: "خير الأيام عند الله يوم النّحر، وهو يوم الحجّ الأكبر". كما في سنن أبي داود عنه -صلّى الله عليه وسلّم- قال: «إنّ أعظم الأيام عند الله -تبارك وتعالى- يوم النّحر ثم يوم القرِّ» . ويوم القرِّ هو يوم الاستقرار في منى، وهو اليوم الحادي عشر. وقيل: يوم عرفة أفضل منه؛ لأن صيامه يكفر سنتين، وما من يوم يعتق الله فيه الرّقاب أكثر منه في يوم عرفة؛ ولأنّه -سبحانه وتعالى- يدنو فيه من عباده، ثم يُباهي ملائكته بأهل الموقف، والصّواب القول الأول؛ لأن الحديث الدال على ذلك لا يعارضه شيء.
وسواءً كان هو أفضل أم يوم عرفة فليحرص المسلم حاجًّا كان أو مقيمًا على إدراك فضله وانتهاز فرصته.
بماذا تُستقبل مواسم الخير؟
1- حريٌ بالمسلم أن يستقبل مواسم الخير عامّةً بالتّوبة الصّادقة النّصوح، وبالإقلاع عن الذّنوب والمعاصي، فإنّ الذّنوب هي الّتي تحرم الإنسان فضل ربّه، وتحجب قلبه عن مولاه.
2- كذلك تُستقبل مواسم الخير عامّةً بالعزم الصّادق الجادّ على اغتنامها بما يرضي الله -عزّ وجلّ-، فمن صدق الله صدقه الله: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} .
فيا أخي المسلم احرص على اغتنام هذه الفرصة السّانحة قبل أن تفوتك فتندم ولات ساعة مندم.
وفقني الله وإيّاك لاغتنام مواسم الخير، ونسأله أن يعيننا فيها على طاعته وحسن عبادته.
بعض أحكام الأضحية ومشروعيتها
الأصل في الأضحية أنّها مشروعةٌ في حق الأحياء، كما كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وأصحابه يضحّون عن أنفسهم وأهليهم، وأما ما يظنّه بعض العامّة من اختصاص الأضحية بالأموات فلا أصل له، والأضحية عن الأموات على ثلاثة أقسام:
الأول: أن يضحّي عنهم تبعًا للأحياء مثل أن يضحّي الرّجل عنه وعن أهل بيته، وينوي بهم الأحياء والأموات، وأصل هذا تضحية النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عنه وعن أهل بيته وفيهم من قد مات من قبل.
الثّاني: أن يضحّي عن الأموات بمقتضى وصاياهم تنفيذًا لها وأصل هذا قوله -تعالى-: {فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} .
الثّالث: أن يُضحّي عن الأموات تبرعًا مستقلين عن الأحياء، فهذه جائزةٌ. وقد نصّ فقهاء الحنابلة على أنّ ثوابها يصل إلى الميت وينتفع بها قياسًا على الصّدقة عنه، ولكن لا نرى أن تخصيص الميت بالأضحية من السّنّة؛ لأن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لم يضحِ عن أحد ٍمن أمواته بخصوصه، فلم يضحِ عن عمّه حمزة، وهو من أعزّ أقاربه عنده، ولا عن أولاده الّذين ماتوا في حياته، وهنّ ثلاث بنات متزوجات وثلاثة أبناء صغار، ولا عن زوجته خديجة -رضي الله عنها-، وهي من أحبّ نسائه، ولم يرد عن أصحابه في عهده أن أحدًا منهم ضحى عن أحدٍ من أمواته.
ونرى أيضًا من الخطأ ما يفعله بعض النّاس، يضحّون عن الميت أول سنّة يموت أضحية يسمونها (أضحية الحفرة)، ويعتقدون أنّه لا يجوز أن يشرك معه في ثوابها أحد، أَو يضحّون عن أمواتهم تبرعًا أو بمقتضى وصاياهم، ولا يضحّون عن أنفسهم وأهليهم، ولو علموا أنّ الرّجل إذا ضحّى من ماله عن نفسه وأهله شمل أهله الأحياء والأموات لما عدلوا عنه إلى عملهم ذلك.
فيما يجتنبه من أراد الأضحية
إذا أراد أحد أن يضحّي ودخل شهر ذي الحجّة إمّا برؤية هلاله أو إكمال ذي القعدة ثلاثين يومًا فإنّه يحرم عليه أن يأخذ شيئًا من شعره أو أضفاره أو جلده حتى يذبح أضحيته، لحديث أم سلمة -رضي الله عنها- أنّ النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: «إذا رأيتم هلال ذي الحجّة، وأراد أحدكم أن يضحّي، فليمسك عن شعره وأظفاره» ، وفي لفظ: «إذا دخلت العشر، وأراد أحدكم أن يضحّي، فلا يمسّ من شعره وبشره شيئًا» وإذا نوى الأضحية أثناء العشر أمسك عن ذلك من حين نيّته، ولا إثم عليه فيما أخذه قبل النّية.
والحكمة في هذا النّهي أنَّ المضحي لما شارك الحاجّ في بعض أعمال النّسك وهو التّقرب إلى الله تعالى بذبح القربان شاركه في بعض خصائص الإحرام من الإمساك عن الشّعر ونحوه، وعلى هذا فيجوز لأهل المضحي أن يأخذوا في أيام العشر من شعورهم وأظفارهم وأبشارهم.
وهذا الحكم خاصٌّ بمن يضحّي، أما المضحَّى عنه فلا يتعلق به؛ لأنّ النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: «وأراد أحدكم أن يضحّي...» ولم يقل: أو يضحّى عنه؛ ولأنّ النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كان يضحّي عن أهل بيته، ولم يُنقل عنه أنّه أمرهم بالإمساك عن ذلك.
وإذا أخذ من يريد الأضحية شيئًا من شعره أو ظفره أو بشرته فعليه أن يتوب إلى الله -تعالى- ولا يعود، ولا كفارة عليه، ولا يمنعه ذلك عن الأضحية كما يظنّ بعض العوام.
وإذا أخذ شيئًا من ذلك ناسيًا أو جاهلًا أو سقط الشّعر بلا قصدٍ فلا إثم عليه، وإن احتاج إلى أخذه فله أخذه ولا شيء عليه، مثل أن ينكسر ظفره فيؤذيه فيقصّه، أو ينزل الشّعر في عينيه فيزيله، أو يحتاج إلى قصّه لمداواة جرح ونحوه.
أحكام وآداب عيد الأضحى المبارك
أخي الحبيب: نُحييك بتحية الإسلام ونقول لك: السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ونهنئك مقدمًا بقدوم عيد الأضحى المبارك ونقول لك: تقبل الله منّا ومنك، ونرجو أن تقبل منا هذه الرّسالة الّتي نسأل الله -عزّ وجلّ- أن تكون نافعةً لك ولجميع المسلمين في كلّ مكانٍ.
أخي المسلم: الخير كل الخير في اتباع هدي الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- في كلّ أمور حياتنا، والشّرّ كلّ الشّرّ في مخالفة هدي نبيّنا -صلّى الله عليه وسلّم-، لذا أحببنا أن نذكرك ببعض الأمور الّتي يستحبّ فعلها أو قولها في ليلة عيد الأضحى المبارك ويوم النّحر وأيام التّشريق الثّلاثة، وقد أوجزناها لك في نقاط هي:
التّكبير: يشرع التّكبير من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التّشريق وهو الثّالث عشر من شهر ذي الحجّة، قال -تعالى-: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ} . وصفته أن تقول: (لله أكبر الله أكبر، لا إله إلاّ الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد) ويسنّ جهر الرّجال به في المساجد والأسواق والبيوت وأدبار الصّلوات؛ إعلانًا بتعظيم الله وإظهارًا لعبادته وشكره.
ذبح الأضحية: ويكون ذلك بعد صلاة العيد لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: «من ذبح قبل أن يصلّي فليعد مكانها أخرى، ومن لم يذبح فليذبح» . ووقت الذّبح أربعة أيام، يوم النّحر وثلاثة أيام التّشريق، لما ثبت عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: «وكلّ أيام التّشريق ذبح» .
الاغتسال والتّطيب للرّجال، ولبس أحسن الثّياب: بدون إسرافٍ ولا إسبالٍ ولا حلق لحية فهذا حرامٌ، أما المرأة فيشرع لها الخروج إلى مصلّى العيد بدون تبرجٍ ولا تطيبٍ، فلا يصحُّ أن تذهب لطاعة الله والصّلاة ثمّ تعصي الله بالتّبرج والسّفور والتّطيب أَمام الرّجال.
الأكل من الأضحية: كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لا يطعم حتى يرجع من المصلى فيأكل من أضحيته (زاد المعاد: 1/441).
الذّهاب إلى مصلى العيد ماشيًا إن تيسّر.
والسّنّة الصّلاة في مصلى العيد إلا إذا كان هناك عذرٌ من مطرٍ مثلًا فيصلّي في المسجد لفعل الرّسول.
الصّلاة مع المسلمين واستحباب حضور الخطبة: والّذي رجحه المحققون من العلماء مثل شيخ الإسلام ابن تيمية أن صلاة العيد واجبة؛ لقوله تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} ولا تسقط إلا بعذرٍ، والنّساء يشهدن العيد مع المسلمين حتى الحُيَّض والعواتق، ويعتزل الحُيَّض المصلى.
مخالفة الطّريق: يستحب لك أن تذهب إلى مصلى العيد من طريق وترجع من طريق آخر لفعل النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-.
التّهنئة بالعيد: لثبوت ذلك عن صحابة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.
واحذر أخي المسلم من الوقوع في بعض الأَخطاء الّتي يقع فيها الكثير من النّاس والّتي منها:
- التّكبير الجماعي بصوتٍ واحدٍ، أو التّرديد خلف شخص يقول التّكبير.
- اللهو أيام العيد بالمحرمات كسماع الأغاني، ومشاهدة الأفلام، واختلاط الرّجال بالنّساء اللآتي لسن من المحارم، وغير ذلك من المنكرات.
- أخذ شيءٍ من الشّعر أو تقليم الأظافر قبل أن يُضَحّى من أراد الأضحية لنهي النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عن ذلك.
- الإسراف والتّبذير بما لا طائل تحته، ولا مصلحة فيه، ولا فائدة منه لقول الله -تعالى-: {وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} .
وختامًا: لا تنسَ أخي المسلم أن تحرص على أعمال البرّ والخير من صلة الرّحم، وزيارة الأقارب، وترك التّباغض والحسد والكراهية، وتطهير القلب منها، والعطف على المساكين والفقراء والأيتام ومساعدتهم وإدخال السّرور عليهم.
نسأل الله أن يوفقنا لما يحبّ ويرضى، وأن يفقهنا في ديننا، وأن يجعلنا ممن عمل في هذه الأيام -أيام عشر ذي الحجة- عملًا صالحًا خالصًا لوجهه الكريم.
وصلّى الله على نبيّنا محمّدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.
محمّد بن صالح العثيمين
مدار الوطن
الملز: الدّائري الشّرقيّ- مخرج 15- بعد أسواق المجد
بـ 2كم غربًا
هاتف: 0096614792042
فاكس: 0096614723941
-بتصرفٍ يسيرٍ-
ام بودى68
ام بودى68
وصايا ذهبية لحجاج بيت الله الحرام

نبذة :
الحمد لله تعالى المنفرد بصفات الكمال والصلاة والسلام على محمد صاحب الأفضال وصحبه والآل، أخي الحاج: هذه وصايا أحببت اهدائها لك سائلاً الله التوفيق لي ولك.







الحمد لله تعالى المنفرد بصفات الكمال والصلاة والسلام على محمد صاحب الأفضال وصحبه والآل، أخي الحاج: هذه وصايا أحببت اهدائها لك سائلاً الله التوفيق لي ولك.


الإخلاص.. الإخلاص.. إحذر الرياء

أخي الحاج: إنك مقدم على عمل جليل وشعيرة مباركة إن وفقك الله على أدائها فأنت على خير عظيم.

ولكن أخي: هل استحضرت نيتك وأنت تقصد هذا البيت المبارك؟

فإن استحضار النية أمر لابد منه، ويُعطى العبد من الأجر بقدر نيته ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه» .

فاحرص أخي الحاج على صدق النية، فإنك لطالما تكبّدت التعب والصعاب، فلا يذهبنّ تعبك باطلاً، {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء} ، {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ} ، قال ابن العربي: "هذه الآية دليل على وجوب النية في كل عمل.. ".

أخي الحاج: مجاهدة النفس على الإخلاص ورفض الرياء أمر شديد ولكنه يسير على من يسّره الله عليه، ومن قهرها تلذذ بالطاعات ووجد بركة العبادات.

سئل سهل بن عبدالله: أي شيء أشد على النفس؟ قال: "الإخلاص لأنه ليس لها فيها نصيب". وقال سفيان الثوري: "ما عالجت شيئاًً أشد عليّ من نيتي إنها تتقلب عليّ".

أخي الحاج: إنك تقدم إلى أطهر بيت في الأرض في خير البقاع، ضيفاً على ملك الملوك جبار السماوات والأرض سبحانه وعز وجل فلا تحدثن أخي قلبك بغيره فاخلص التوجه له سبحانه وتعالى. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه» .

أخي المسلم: لا تكن من أولئك الذين خرجوا إلى الحج رياء وسمعة، حتى يقال لأحدهم: إنه حجّ بيت الله وحتى يلقبه الناس بـ (الحاج) ومثل هذا ليس له من حجه إلا التعب والنصب قال صلى الله عليه وسلم: «من سمّع سمّع الله به ومن يرائي يرائي الله به» .

فاحذر أخي الرياء فهو الشرك الذي لطالما حذرنا منه النبي صلى الله عليه وسلم: «إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر»، قالوا: يا رسول الله وما الشرك الأصغر؟ قال: «الرياء» . فالإخلاص.. الإخلاص أخي الحاج فالرياء محبط للعمل.

أخي المسلم: هل لك في علاج لصغير الشرك وكبيره؟ فقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاء إذا قلناه أذهب الله عنا صغار الشرك وكباره. قال صلى الله عليه وسلم: «الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل وسأدلك على شيء إذا فعلته أذهب عنك صغار الشرك وكباره تقول: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، واستغفرك لما لا أعلم» .

وإليك أخي هذه الوصية الثمينة من الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "فمن خلصت نيته في الحق ولو على نفسه كفاه الله ما بينه وبين الناس ومن تزين بما ليس فيه شانه الله".

إنها أيام الدعاء فاغتنمها

أخي الحاج:

أما يسرّك: أن تقضى حاجاتك؟!

أما يسرّك: أن تُشْفى أو يُشْفى مريضك؟!

أما يسرّك: أن يثبتك الله تعالى على دينه الحق؟!

أما يسرّك: أن يهديك لما اختُلفَ فيه؟!

أما يسرّك: أن يغفر الله ذنبك ما تقدم منه وما تأخر؟!

أما يسرّك: أن يرزقك الله حسن الختام في الدنيا؟َ

أما يسرّك: أن تلقى الله وهو راض عنك؟!

أما يسرّك: أن يباعد وجهك من النار؟!

أما يسرّك: أن يدخلك الجنة فتنعم فيها مع الأبرار؟!

بلى يسرّك أن يحقق الله تعالى لك تلك الأمنيات وما أجلها من أمنيات.

أخي: وأنت تتقلب بتلك المشاعر الطاهرة فلا تعجزن عن الدعاء فإياك أن تفوت هذه الغنيمة، وإلا فما فائدة حجك إذا لم تلق بقلبك أمام خالقك تعالى في تلك البقاع؟! فما أغلاها من بضاعة، وما أبخس الذين يضيّعونها.

أخي الحاج: قسّم العلماء الدعاء إلى قسمين: دعاء العبادة ودعاء المسألة وانظر معي أخي في كلام العلامة عبدالرحمن السعدي طيب الله ثراه حيث قال: "كل ما ورد في القرآن من الأمر بالدعاء والنهي عن دعاء غير الله والثناء على الداعين يتناول دعاء المسألة ودعاء العبادة وهذه قاعدة نافعة، فإن أكثر الناس إنما يتبادر لهم من لفظ الدعاء والدعوة دعاء المسألة فقط ولا يظنون دخول جميع العبادت في الدعاء وهذا خطأ جرهم إلى ما هو شرّ منه فإن الآيات صريحة في شموله لدعاء المسألة ودعاء العبادة".

وهذا هو العلامة القدوة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز قدس الله روحه وشمله بإحسانه وأسكنه بحْبوحة جنانه يقول: "إن نوعي الدعاء متلازمان وذلك أن الله تعالى يُدعى لجلب النفع ودفع الضر دعاء المسألة ويُدعى خوفاً ورجاءً دعاء العبادة، فعلم أن النوعين متلازمان فكل دعاء عبادة مستلزم لدعاء المسألة وكل دعاء مسألة متضمن لدعاء العبادة".

أخي الحاج: فاحرص على الدعاء، ولا يغيب عنك أنه عبادة قال : «الدعاء هو العبادة» .

أخي المسلم: فلا تكونن من العاجزين في الدعاء فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أعجز الناس من عجز عن الدعاء وأبخل الناس من بخل بالسلام» .

أخي الحاج: إن أعظم ما في تلك الأيام المباركة يوم عرفة، ذلك اليوم الذي ينتظره الصالحون وقد أعدُّوا السؤال واستحضروا الحاجات، فيسألون ربهم تعالى خير الدنيا والآخرة، قال صلى الله عليه وسلم: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة» .

أخي الحاج: أين موقعك يومها؟ أفي المستغفرين المقبلين على الله بالضراعة والدعاء؟ أم في الغافلين اللاهين بقلوبهم عن عظمة ذلك اليوم؟! قال الإمام النووي في يوم عرفة: "وينبغي أن يكرر الاستغفار والتلفظ بالتوبة من جميع المخالفات مع الندم بالقلب وأن يكثر البكاء مع الذكر والدعاء فهناك تسكب العبرات وتستقال العثرات وترتجى الطلبات وإنه لمجمع عظيم وموقف جسيم يجتمع فيه خيار عباد الله الصالحين وأوليائه المخلصين والخواص من المقربين وهو أعظم مجامع الدنيا، وقد قيل إذا وافق يوم عرفة يوم جمعة غفر لكل أهل الموقف".

أخي الحاج: إياك ودعاء الغافلين اللاهين وادع دعاء المخلصين، المخبتين قال صلى الله عليه وسلم: «واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب لاه» .

أخي الحاج: وأنت تقف بتلك الربوع الطاهرة لا بد أن أذكرك ببعض آداب الدعاء لعل الله تعالى أن يرحم ضعفك وأنت بين يديه، فعليك أخي الحاج:

أولاً: أن تقبل على الله خاشعاً متضرعاً راغباً راهباً: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} .

ثانياً: استقبال القبلة.

ثالثاً: وهو قبل دعائك: تمجيد الله تعالى والثناء عليه بما هو أهله ثم الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم ثم تدعو.

رابعاً: الإقرار بالذنب والاعتراف بالخطيئة.

خامساً: الدعاء ثلاثاً.

سادساً: رفع الأيادي وهو دليل المسكنة والتضرع، فعن سلمان الفارسي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفراً خائبتين» .

الإلحاح في الدعاء

أخي الحاج: فارج الله تعالى في ذلك اليوم ولا ترج سواه، وجعلني الله وإياك من الملحوظين بتلك المواطن بالإجابة وبلوغ المنى.

إنه موسم الطاعات

أخي الحاج: هل بحثت في قلبك وأنت تغادر الأوطان وتفارق الإخوان، لم هذا التجشم؟!

لا شك إن كل حاج خرج أو لم يخرج من موطنه إذا فتش في قلبه، أحس بتلك الفرحة والنشوة التي خالطت ضميره وهو ينوي قصد البقاع الطاهرة، {رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} .

كم من قلوب ذابت شوقاً للحلول بتلك الربوع الطاهرة.

أخي المسلم: لا شك أنها أيام الطاعات وموسم القربات فالكل يردد شعار التوحيد: ((لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك لبيك)). وفي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عندما حج النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع، قال أنس رضي الله عنه: «صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن معه بالمدينة الظهر أربعاً والعصر بذي الحليفة ركعتين ثم بات بها حتى أصبح ثم ركب حتى استوت به على البيداء حمد الله وسبّح وكبّر ثم أهل بحج وعمرة وأهل الناس بهما» .

أخي الحاج: هكذا افتتح النبي صلى الله عليه وسلم حجه، بحمد الله وتسبيحه وتكبيره، «ثم لم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبي حتى بلغ الجمرة» .

أخي: هل استشعرت معنى التلبية؟ وهل اعتقدتها وأنت ترددها؟

فأنت في قولك: ((لبيك)) مجيب لنداء ربك إذا أمرك بحج بيته. أي: إجابة بعد إجابة إو إجابة لازمة.

أخي الحاج: وأنت في خير البقاع كيف تذهب عليك هذه الأيام في غير الطاعات ولفضل هذه الأيام وانشغال الخلق فيها بالطاعات يغتاظ إبليس ويصيبه الذل والصغار، عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما رئى الشيطان يوماً هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه في يوم عرفة وما ذاك إلا لما رأى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام إلا ما أرى يوم بدر..» .

أخي الحاج: إنها أيام الغفران فلا تضيعها سدى، عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيداً من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو يتجلى ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟» .

أخي.. الطاعات.. الطاعات.. ولن يُضل الله عبداً التمس مراضيه. وأعانني الله وإياك على التقوى.

تزودوا.. تقوى الله خير الزاد



ام بودى68
ام بودى68
تزودوا.. تقوى الله خير الزاد

أخي الحاج: من عادة الناس إذا نووا الخروج إلى الحج تهيأوا لذلك بالنفقة وكل ما يلزمهم، إذ أنهم مقبلون على سفر طويل وهو أمر جميل.

ولكن أخي الحاج: هنالك زاد لابد لك منه، وإن لم تتزود به ذهب حجك باطلاً، أتدري ما هو هذا الزاد؟ إنه: (التقوى). فلا خير في حج يخلطه صاحبه بالمعاصي، فإنها أيام الطاعات وأسواق التقوى، فالذي يعصي الله فيها هو الخاسر عاجلاً وآجلاً. قال تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ} .

أخي الحاج: فلتكن تجارتك الرابحة تقوى الله تعالى حتى ترجع بحج مبرور، فقد نهاك الله في الآية السابقة عن الرفث والفسوق والجدال. و(الرفث): يطلق على الجماع وعلى التعريض به وعلى الفحش في القول. وقال الإمام ابن حجر: "هو أعم من ذلك وهو المراد بقوله في الصيام: «فإذا كان صوم أحدكم فلا يرفث»" و(الفسق) أخي الحاج: أصله الخروج ويطلق على الخارج من الطاعة فعن ابن عباس وابن عمر وعطاء والحسن وجماعة (الفسوق): إتيان معاصي الله عز وجل في حال إحرامه بالحج.
و(الجدال) قال القرطبي: "لا جدال في وقته ولا في موضعه".

أخي الحاج: إحرص أن تكون من أولئك الداخلين في قوله صلى الله عليه وسلم: «من حجّ فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه» أي: بغير ذنب. قال ابن حجر: "وظاهره غفران الصغائر والكبائر والتبعات".

أخي: وقال صلى الله عليه وسلم: «والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة» .

قال الحسن البصري: "الحج المبرور هو أن يرجع صاحبه زاهداً في الدنيا راغباً في الآخرة".
وقال القرطبي: "قال الفقهاء: الحج المبرور هو الذي لم يُعص الله تعالى فيه أثناء أدائه". فلتكن أخي من الفائزين بثمرة حجهم، وما أسعدك يومها.

لا تؤذي أخاك المسلم

أخي الحاج: لا شك أنك أتيت بيت الله الحرام للفوز بالأجر وتحصيل رضى الله تعالى، ولن ترضى إذا قالوا لك: إنك جئت لتؤذي المسلمين إما بقولك وإما بلسانك، وكم من أولئك الذين لا يؤثرون إخوانهم على أنفسهم.

أخي: لقد علّم النبي صلى الله عليه وسلم الناس مناسك الحج وما ترك صلى الله عليه وسلم شيئاً إلا وبينه فها هو عندما اندفع الناس من عرفات وقد شنق لنا قته صلى الله عليه وسلم الزمام، حتى لا تسرع ويقول بيده اليمنى: «أيها الناس السكينة السكينة» . وهذا أخي من رحمته بالناس حتى لا يؤذي الضعاف.

أخي الحاج: الكثيرون من الحجاج يزدحمون عند الحجر الأسود والجميع يريد تقبيله ولو آذى أخاه المسلم. ولكن النبي صلى الله عليه وسلم علم أصحابه رضي الله عنهم ما يفعلونه عند الحجر الأسود، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «طاف النبي صلى الله عليه وسلم بالبيت على بعير كلما أتى إلى الركن أشار إليه» ، وزاد مسلم: «ويقبل المحجن». قال الإمام ابن حجر: "ويحتمل أن يكون في حال استلامه قريباً حيث أمن ذلك - أي أذى الناس - وأن يكون في حال إشارته بعيداً حيث خاف ذلك - أي أذى الناس".

أخي المسلم: وهذا هو النبي صلى الله عليه وسلم يأمر أم سلمة رضي الله عنها بالطواف وراء الناس، قالت أم سلمة رضي الله عنها أنها قدمت مريضة فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «طوفي وراء الناس وأنت راكبة» .

أخي: فلا تؤذي العباد وأنت تصر على تقبيل الحجر الأسود، فإن جمهور العلماء ذكروا: أن من لم يستطع استلام الحجر أشار إليه واكتفى بذلك، وروى الفاكهي عن ابن عباس رضي الله عنهما كراهة المزاحمة، وقال: "لا يؤذي ولا يؤذى" .

أخي الحاج: أمرك نبيك صلى الله عليه وسلم أن لا تتكلف ما لا تطيقه، قال صلى الله عليه وسلم: «إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم» .

أخي الحاج: وإذا كان يوم رمي الجمار فإن النبي صلى الله عليه وسلم علّم أمته أن يرموا بمثل حصى الخذف لا يزيدوا ولا ينقصوا. وبه قال جمهور العلماء من السلف والخلف.

أخي الحاج: لا تتكلف في ذلك فترمي بأكبر من ذلك فتؤذي إخوانك، ومهما حرصنا على الخير فلن نكون أتقى لله تعالى من النبي صلى الله عليه وسلم، وقد نهانا عن التنطع والغلو في الدين.

إخوة الإسلام: كونوا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى عضو تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى» .

فكن أخي ليناً هيناً رفيقاً بإخوانك المسلمين، أما رأيت أن الله تعالى مدح أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال فيهم: {أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ...} .

وأخيراً: وفقني الله وإياك للصالحات




دار ابن خزيمة





خير أيام العمر




rar/24.6 MB

مطوية للشيخ محمد حسين يعقوب عن العبادة في عشر ذي الحجة...
كيف تستقبل هذه الأيام؟!
وكيف تغتنم أجرها؟!....
الامــيــرة01
الامــيــرة01
أستغفر الله العظيم وأتوب إليه
أستغفر الله العظيم وأتوب إليه
أستغفر الله العظيم وأتوب إليه
ام بودى68
ام بودى68
فتاوى نسائية لمن أرادت الحج

نبذة :
فهذه مجموعة من فتاوى العلماء تتعلق بالحج نقدمها للأخت المسلمة، لعلها تكون مرشداً لها في أداء فريضة الحج على النحو الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم...






الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد:

فهذه مجموعة من فتاوى العلماء تتعلق بالحج نقدمها للأخت المسلمة، لعلها تكون مرشداً لها في أداء فريضة الحج على النحو الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم.

ونسأل الله أن يتقبل منا ومنكم الحج والعمرة وسائر الأعمال.


الإحرام من الميقات

السؤال: أنا ذاهبة للعمرة ومررت بالميقات وأنا حائض فلم أحرم، وبقيت في مكة حتى طهرت فأحرمت من مكة، فهل هذا جائز أم ماذا أفعل؟ وما يجب علي؟

الجواب: هذا العمل ليس بجائز، والمرأة التي تريد العمرة لا يجوز لها مجاوزة الميقات إلابإحرام حتى لو كانت حائضاً؛ فإنها تحرم وهي حائض، وينعقد إحرامها ويصح، والدليل لذلك أن أسماء بنت عميس زوجة أبي بكر رضي الله عنهما ولدت والنبي نازل في ذي الحليفة يريد حجة الوداع فأرسلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم: كيف أصنع؟ قال: «اغتسلى واستثفري بثوب وأحرمي» ودم الحيض كدم النفاس؛ فنقول للمرأة الحائض إذا مرت بالميقات وهي تريد العمرة أو الحج نقول لها: اغتسلي واستثفري بثوب وأحرمي، والاستثفار معناه أنها تشد على فرجها خرقة وتربطها ثم تحرم سواء بالحج أو بالعمرة، ولكنها إذا أحرمت ووصلت إلى مكة لا تأتي إلى البيت ولا تطوف به حتى تطهر، ولهذا قال النبي صلى اللّه عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها حين حاضت في أثناء العمرة، قال لها: «افعلي ما يفعل الحاج غير ألا تطوفي بالبيت حتى تطهري» هذه ، وفي صحيح البخاري أيضاً: ذكرت عائشة رضي الله عنها أنها لما طهرت طافت بالبيت وبالصفا والمروة، فدل هذا على أن المرأة إذا أحرمت بالحج أو العمرة وهي حائض، أو أتاها الحيض قبل الطواف؛ فإنها لا تطوف ولا تسعى حتى تطهر وتغتسل، أما لو طافت وهي طاهرة وبعد أن انتهت من الطواف جاءها الحيض فإنها تستمر وتسعى ولو كان عليها الحيض، وتقص من رأسها وتنهي عمرتها؛ لأن السعي بين الصفا والمروة لا يشترط له طهارة. .

الإحرام ومحظوراته

السؤال: هل يجوز للمرأة أن تحرم في أى ثياب شاءت؟

الجواب: نعم، تحرم فيما شاءت، ليس لها ملابس مخصوصة في الإحرام كما يظن بعض العامة، لكن الأفضل أن يكون إحرامها في ملابس غير جميلة وغير لافتة للنظر؛ لأنها تختلط بالناس، فينبغي أن تكون ملابسها غير لافتة للنظر وغير جميلة بل عادية، ليس فيها فتنة.

أما الرجل فالأفضل أن يحرم في ثوبين أبيضين، إزار ورداء، وإن أحرم في غير أبيضين فلا بأس، وقد ثبت عن الرسول أنه طاف ببرد أخضر، وقد ثبت عنه أنه لبس العمامة السوداء، فالحاصل أنه لا بأس أن يحرم في ثوب غير أبيض. .

السؤال: أحرمت زوجتي للعمرة وقبل أن تخرج من الحمام وتلبس ثيابها قصّت شيئاً من شعرها، ماذا يجب عليها؟

الجواب: لا حرج عليها في ذلك ولا فدية، فإن المنع من أخذ الشعر إنما يكون بعد عقد نية الإحرام، وهذه لم تكن قد عقدته ولا لبست ثيابها؛ فلا بأس عليها مع أنها لو فعلته بعد الدخول في الإحرام عن جهل أو نسيان لم يكن عليها فدية للعذر بالجهل. والله أعلم. .

السؤال: ما حكم إحرام المرأة في الشُراب والقفازين، وهل يجوز لها خلع ما أحرمت فيه؟

الجواب: الأفضل لها إحرامها في الشُراب أو في مداس، هذا أفضل لها وأستر لها، وإن كانت في ملابس ضافية كفى ذلك، وإن أحرمت في شُراب ثم خلعته فلا بأس كالرجل يحرم في نعلين ثم يخلعهما إذا شاء لا يضره ذلك، لكن ليس لها أن تحرم في قفازين؛ لأن المحرمة منهية أن تلبس القفازين؛ وهكذا النقاب لا تلبسه على وجهها، ومثلة البرقع ونحوه؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهاها عن ذلك، لكن عليها أن تسدل خمارها أو جلبابها على وجهها عند وجود غير محارمها، وهكذا في الطواف و السعي لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: " كان الركبان يمرون بنا و نحن مع رسول صلى الله عليه وسلم، فإذا حاذونا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها، فإذا جاوزونا كشفناه ". . .

السؤال: ما حكم الشرع فيمن جامع زوجته وهي محرمة؟

الجواب: إن كان هذا الرجل جامع زوجته في تحلله بين العمرة والحج، أي أنه قد انتهى من أعمال العمرة ولم يحرم بالحج فليس عليه شيء، وأما المرأة فإذا كان جماعه لها قبل سعيها للعمرة فسدت عمرتها، وعليها دم وقضاء العمرة من الميقات الذي أحرمت منه بالأولى، أما إن كان ذلك بعد الطواف والسعي وقبل التقصير فالعمرة صحيحة، وعليها عن ذلك إطعام ستة مسكين، أو ذبح شاة، أو صيام ثلاثة أيام .

السؤال: هل يجوز للمرأة أن تلبس البرقع وهي محرمة؟ وهل يصح للمرأة أن تتطيب وهي محرمة؟ وهل يصح للمرأة أن تأكل حبوب منع العادة في الحج؟ وهل يصح لها مثلاً أن تمسك برجل غير محرم لها بسبب الزحام خوفاً من الضياع؟ وهل يصح لها الإحرام بالذهب؟

الجواب:

أولاً: لبس البرقع لا يجوز للمرأة في الإحرام؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: «... ولا تنتقب المرأة، ولا تلبس القفازين» ، ولا شيء على من تبرقعت في الإحرام جاهلة للتحريم، وحجتها صحيحة.

ثانياً: لا يجوز للمحرم التطيب بعد الإحرام، سواء كان رجلاً أو امرأة؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: «ولا تلبسوا شيئاً من الثياب مسه الزعفران أو الورس»، وقول عائشة رضي الله عنها: «طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم لإحرامه قبل أن يحرم، ولحله قبل أن يطوف بالبيت» ، ولقوله في الرجل الذي مات وهو محرم: «لا تمسوه طيباً» .

ثالثاً: يجوز للمرأة أن تأكل حبوباً لمنع العادة الشهرية عنها أثناء أدائها للمناسك.

رابعاً: يجوز للمرأة إذا اضطرت في زحام الحج أو غيره أن تمسك بثوب رجل غير محرم لها أو بشته أو نحو ذلك؛ للإستعانة به للتخلص من الزحام.

خامساً: يجوز للمرأة أن تحرم وبيدها أسورة ذهب أو خواتم ونحو ذلك، ويشرع لها ستر ذلك عن الرجال غير المحارم؛ خشية الفتنة بها .

اشتراط المحرم للمرأة

السؤال: امرأة لا محرم لها، هل يجوز لها أن تحج مع رجل تقي معه نساؤه على أن تبقي مع النساء؟

الجواب: المرأة التي لا محرم لها لا يجب عليها الحج؛ لأن المحرم بالنسبة لها من السبيل، واستطاعة السبيل شرط في وجوب الحج، قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إليه سبيلاً} . ولا يجوز لها أن تسافر للحج أو غيره إلا ومعها زوج أو محرم لها؛ لما رواه البخاري ومسلم، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم، ولا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم». فقام رجل فقال: يا رسول الله، إن امرأتي خرجت حاجة، وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا، قال: «انطلق فحج مع امرأتك»، وبهذا القول قال الحسن والنخعي وأحمد وإسحاق وابن المنذر وأصحاب الرأي، وهو الصحيح؛ للآية المذكورة مع عموم أحاديث نهي المرأة عن السفر بلا زوج أو محرم، وخالف في ذلك مالك والشافعي والأوزاعي، واشترط كل منهم شرطاً لا حجة لهم عليه، قال ابن المنذر: "تركوا القول بظاهر الحديث، واشترط كل منهم شرطاً لا حجة له عليه". .

السؤال: هل يجوز للمرأة الحائض أن تطوف؟

الجواب: الطواف بالبيت العتيق كالصلاة؛ فيشترط له ما يشترط لها، إلا أنه أبيح في الطواف الكلام، فالطهارة شرط لصحة الطواف، فلا يصح من الحائض الطواف حتى تطهر، ثم تتغسل، فقد ثبت في الصحيحين أن عائشة رضي الله عنها قالت: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نذكر إلاّ الحج، حتى جئنا سَرِف فطمثت، فدخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي، فقال: «مالك؟ لعلك نفست؟». فقلت: نعم، قال: «هذا شيء كتبه الله عز وجل على بنات آدم، إفعلي ما يفعل الحاج غير ألا تطوفي بالبيت حتى تطهري». وفي روايه لمسلم: «فاقضي ما يقضي الحاج غير ألا تطوفي بالبيت حتى تغتسلي». .

السؤال: هل يجوز للمرأة الحاجة أو المعتمرة الطواف حول الكعبة وهي كاشفة عن وجهها بحضرة الرجال الأجانب؟

الجواب: وجه المرأة عورة لا يجوز كشفه لغير محرم، لا في الطواف ولا في غيره، ولا وهي محرمة أو غير محرمة، وإن طافت وهي كاشفة لوجهها أثمت بكشف وجهها، وصح طوافها، ولكن تستره بغير النقاب إن كانت محرمة. .

السؤال: هل يصح للمرأة حين تقبل الحجر أن تتعرى وبجوارها الرجال؟

الجواب: تقبيل الحجر الأسود في الطواف سنة مؤكدة من سنن الطواف إن تيسر فعلها بدون مزاحمة أو إيذاء لأحد بفعلك ؛ اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، وإن لم يتيسر إلا بمزاحمة وايذاء تعين الترك والاكتفاء بالإشارة إليه باليد، ولا سيّما المرأة؛ لأنها عورة؛ ولأن المزاحمة في حق الرجال لا تشرع، ففي حق النساء أولى، كما أنه لا يجوز لها عند تيسر التقبيل بدون مزاحمة أن تكشف وجهها أثناء تقبيل الحجر الأسود؛ لوجود من ليس هو بمحرم لها في ذلك الموقف. .

السؤال: هل الحائض والنفساء والعاجز والمريض يلزمهم طواف الوداع؟

الجواب: ليس على الحائض ولا على النفساء طواف الوداع، وأما العاجز فيطاف به محمولاً، وهكذا المريض؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا ينفرن أحد منكم حتى يكون آخر عهده بالبيت». ولما ثبت في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «أُمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت، إلا أنه خُفف عن المرأة الحائض»، وجاء في حديث آخر ما يدل على أن النفساء مثل الحائض ليس عليها وداع. .

الحائض والنفساء في الحج

السؤال: ما حكم المرأة المسلمة التي حاضت في أيام حجها أيجزئها ذلك الحج؟

الجواب: إذا حاضت المرأة في أيام حجها فإنها تفعل ما يفعل الحاج غير أنها لا تطوف بالبيت، ولا تسعى بين الصفا والمروة حتى تطهر، فإذا طهرت واغتسلت طافت وسعت، وإذا كان الحيض حصل لها ولم يبق عليها من أعمال الحج إلا طواف الوداع فإنها تسافر، وليس عليها شيء لسقوطه عنها، وحجها صحيح، والأصل في ذلك ما رواه الترمذي وأبوداود عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «النفساء والحائض إذا أتتا على الميقات تغتسلان وتحرمان وتقضيان المناسك كلها غير الطواف بالبيت». وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها أنها حاضت قبل أداء مناسك العمرة فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن تحرم بالحج غير ألا تطوف بالبيت حتى تطهر، وأن تفعل ما يفعله الحاج وتدخله على العمرة. وما رواه البخاري عن عائشة رضي الله عنها: أن صفية زوج النبي حاضت فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «أحابستنا هي؟»، قالوا: إنها قد أفاضت، قال: «فلا إذاً». وفي رواية: قالت: حاضت صفية بعدما أفاضت، قالت عائشة رضي الله عنها: ذكرت حيضها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، إنها كانت أفاضت وطافت بالبيت ثم حاضت بعد الإفاضة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فلتنفر». .

السؤال: كيف تصلي الحائض ركعتي الإحرام؟

الجواب: الحائض لا تصلي ركعتي الإحرام، بل تحرم من غير صلاة، وركعتا الإحرام سنة عند الجمهور، وبعض أهل العلم لا يستحبها؛ لأنه لم يرد فيها شيء مخصوص، والجمهور استحبوها لما ورد في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «قال الله جل وعلا: صل في هذا الوادي المبارك وقل عمرة في حجة» أي في وادي العقيق في حجة الوداع، وجاء عن أحد الصحابة أنه صلى ثم أحرم فاستحب الجمهور أن يكون الإحرام بعد صلاة، إما فريضة وإما نافلة، يتوضأ ويصلي ركعتين، والحائض والنفساء ليستا من أهل الصلاة فتحرمان من دون صلاة، ولا يشرع لهما قضاء هاتين الركعتين. .

السؤال: المرأة المتمتعة إذا أحرمت ثم قبل وصولها البيت الحرام جاءها الحيض، فماذا تفعل؟ وهل تحج قبل أن تعتمر؟

الجواب: تبقى على إحرامها بالعمرة، فإن طهرت قبل اليوم التاسع وأمكنها إتمام عمرتها أتمتها، ثم أحرمت بالحج وذهبت إلى عرفة لإكمال بقية المناسك، فإن لم تطهر قبل يوم عرفة فإنها تدخل الحج على العمرة بقولها: "اللهم إني أحرمت بحج مع عمرتي". فتصير قارنة وتقف مع الناس وتكمل الأعمال، ويكفيها إحرامها وطوافها يوم العيد أو بعده للزيارة وسعيها عن الحج والعمرة، وعليها هدي قِران كما على المتمتع. .

السؤال: هل يجوز للمرأة الحائض أن تجلس في المسعى؟

الجواب: نعم، يجوز للمرأة الحائض أن تجلس في المسعى؛ لأن المسعى لا يعتبر من المسجد الحرام، ولذلك لو أن المرأة حاضت بعد الطواف وقبل السعي فإنها تسعى؛ لأن السعي ليس طوافاً، ولا تشترط له الطهارة، وعلى هذا فنقول: إن المرأة الحائض لو جلست في المسعى تنتظر أهلها فلا حرج عليها في ذلك. .

السؤال: امرأة حاضت ولم تطف طواف الإفاضة وتسكن خارج المملكة، وحان وقت مغادرتها المملكة ولا تستطيع التأخير، ويستحيل عودتها للمملكة مرة أخرى، فما الحكم؟

الجواب: إذا كان الأمر كما ذكر: امرأة تطف طواف الإفاضة وحاضت ويتعذر أن تبقى في مكة أو أن ترجع إليها لو سافرت قبل أن تطوف، ففي هذه الحالة يجوز لها أن تستعمل واحداً من أمرين: فإما أن تستعمل إبراً توقف هذا الدم وتطوف، وإما أن تتلجم بلجام يمنع من سيلان الدم إلى المسجد وتطوف للضرورة، وهذا القول الذي ذكرناه هو القول الراجح، وهو الذي اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية، وخلاف ذلك واحد من أمرين: إما أن تبقى على ما بقى من إحرامها بحيث لا تحل لزوجها، ولا أن يعقد عليها إن كانت غير متزوجة، وإما أن تعتبر محصورة تذبح هدياً وتحل من إحرامها، وفي هذه الحال لا تعتبر هذه الحجة لها، وكلا الأمرين أمر صعب؛ فكان القول الراجح هو ما ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مثل هذه الحال للضرورة، وقد قال الله تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيكُم في الدّينِ مِن حَرَجٍ} وقال الله تعالى: {يُريدُ اللّه بِكُم اليُسر ولا يُريدُ بِكم العُسر} . أما إذا كانت المرأة يمكنها أن تسافر ثم ترجع إذا طهرت فلا حرج عليها أن تسافر، فإذا طهرت رجعت فطافت طواف الحج، وفي هذه المدة لا تحل للأزواج؛ لأنها لم تحل التحلل الثاني. .

السؤال: هل المسعى من الحرم؟ وهل تقربه الحائض؟ وهل يجب على من دخل الحرم من المسعى أن يصلي تحية المسجد؟

الجواب: الذي يظهر أن المسعى ليس من المسجد، ولذلك جعلوا جداراً فاصلاً بينهما ولكنه جدار قصير، ولا شك أن هذا خير للناس؛ لأنه لو أُدخل في المسجد وجُعِل منه لكانت المرأة إذا حاضت بين الطواف والسعي امتنع عليها أن تسعى، والذي أفتى به أنها إذا حاضت بعد الطواف وقبل السعي فإنها تسعى، لأن المسعى لا يعتبر من المسجد، وأما تحية المسجد فقد يقال إن الإنسان إذا سعى بعد الطواف ثم عاد إلى المسجد فإنه يصليها، ولو ترك تحية المسجد فلا شيء عليه، والأفضل أن ينتهز الفرصة ويصلي ركعتين لما في الصلاة في هذا المكان من الفضل. .

التوكيل في الحج

السؤال: مجموعة من النسوة ذهبن ليطفن طواف الوداع ومعهن أزواجهن، وكان الحرم مزدحماً، فوكلن أزواجهن عنهن إلا واحدة نذرت أن تطوف، فما حكم التوكيل في الطواف؟ وما حكم هذا النذر؟

الجواب: لا يجوز التوكيل في الطواف سواء كان طواف الزيارة أو طواف الوداع، فمن تركه لم يتم حجه، لكن طواف الوداع يجبره بدم يذبح بمكة لمساكين الحرم، كما أن طواف الوداع يسقط عن المرأة الحائض أو النفساء إذا كانت قد طافت للزيارة، فأما هذا النذر فلا أهمية له، والطواف الواجب لا يحتاج إلى نذر؛ لأنه واجب بأصل الشرع؛ فمن نذر طوافاً غير واجب عليه لزمه وصار واجباً بالنذر؛ لقوله تعالى: {ثُم ليًقضُوا تَفَثَهُم وَليُوفُوا نُذُورَهُم وَليَطَوَفُوا بِالبًيتِ العَتِيقِ} . .

السؤال: ما حكم التوكيل في الرمي عن المريض والمرأة والصبي؟

الجواب: لا بأس بالتوكيل عن المريض والمرأة العاجزة كالحُبلى والثقيلة والضعيفة التي لا تستطيع رمي الجمار، فلا بأس بالتوكيل عنهم، أما القوية والنشيطة فإنها ترمي بنفسها، ومن عجز عنه نهاراً بعد الزوال رمى في الليل، ومن عجز يوم العيد رمى ليلة إحدى عشرة عن يوم العيد، ومن عجز يوم الحادي عشر، رمى ليلة اثنتي عشرة عن يوم الحادي عشر، ومن عجز في اليوم الثاني عشر أو فاته الرمي بعد الزوال رمى في الليلة الثالثة عشرة عن يوم الثاني عشر، وينتهي الرمي بطلوع الفجر. أما في النهار فلا يرمي إلا بعد الزوال في أيام التشريق. .

السؤال: هل يجوز أن توكل المرأة في رمي الجمرات خشية الزحام، وحجها فريضة، أو ترمي بنفسها؟

الجواب: يجوز عند الزحام في رمي الجمرات أن توكل المرأة من يرمي عنها، ولو كانت حجتها حجة الفريضة، وذلك من أجل مرضها أو ضعفها، أو المحافظة على حملها إن كانت حاملاً، وعلى عرضها وحرمتها حتى لا تنتهك حرمتها شدة الزحام. .

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم



دار الوطن
الملز: الدائري الشرقي - مخرج 15 - بعد أسواق المجد
بـ 2كم غرباً
هاتف: 0096614792042
فاكس : 0096614723941

موقع كلمات