رحله بالقطار للمؤلف : عبدالله
---------------------
سئمت من العمل المتعب المتكرر , وتعبت أعصابي من الإجهاد ولأجل التخلص من هذه المشاكل قررت السفر
إلى الشمال , لأسبوع بقصد الاستجمام
كنت أفضل أن أعيش وحدي في تلك الفترة , و لا ألتقي بأحد يزعجني , ورجّحت السفر بالقطار لما فيه من الراحه و الدعه و فراراً من الازدحام حجزت تذكرة في الدرجة الأولي , إذ كل غرفه من الدرجة الأولى تسع لأربعة من الركاب , وهذا العدد ممكن التحمل
وصلت إلى محطة القطار حاملاً حقيبتي الصغيرة, و توجهت إلى الدرجة الأولى , واتخذت مكاني في الغرفه, وجلست أتفكر حول المسافرين الذين سيشاركونني في هذه الغرفه , وأشخص بصري نحو باب الغرفه لأرى من سيفتح الباب ليكون جليسي في هذا المكان؟
وبعد لحظات , وإذا بفتاة على أعتاب العشرين من العمر , حسناء هيفاء , سافرة , ذات شعر أشقر , وقد ارتدت ثوباً قصيراً ضيقاً, ظهرت منه محاسنها , وبدت مفاتنها , وكأن جسمها مخلوق من الرخام الأبيض فتحت باب الغرفه , ودخلت قائله : مساء الخير .
رددت ُ عليها التحية , و استولي علىّ القلق و الارتباك , وجعلت أتفكر في العدد الباقي الذي سيرافقنا في هذه الغرفة , وكيف تنقضي هذه الليله الغامضة المجهولة؟
و أخيراً : شتًّت تفكيري صفير القطار إعلاناَ للمغادره , ثم تلاه صفيراً آخر , وانطلق القطار سائراً , و قفت على قدمي , أنظر من النافذه إلى المودَّعين يرفعون أيديهم , ويهزُّون أكفهم , ويودعون ذويهم و خرج القطار من المحطة , وجلست علىالمقعد الذي اخترته في أول الأمر .
أما الفتاة فقد اختارت مكاناً مقابلاً لمكاني , ولم تجلس إلى جنبي
عادت إلَّي أفكاري , وشعرت بان الموقف بالنسبة لي حرج جداً , ولعل بعض الناس يتمني أن تتاح له هكذا فرصة , ويعتبرها ساعة العمر و أحلى الأحلام وأغلى الأيام !
وأما أنا فما نسيت نفسي وديني و اعتقادي ومقدَّساتي كنت أشعر أنني مسلم , مؤمن بالله وبالانبياء , ومصدق بما جاء به نبي الاسلام من القرآن والاوامر الدينية والاحكام الشرعية و مانسيت أ، الاسلام الذي أنا معتنقة و معقتد به لايسسمح لي بأي تصرف شاذّ مع هذه الفتاة , لا النظرة و لا الابتسامه و لا الكلام .
وما يضرني إن كان الملايين من المسلمين لايبالون بهذه القيم ويستهزئون بذه المعتقدات؟
يكفيني أنني مسلم مسؤول عن نفسي وكل امرئ بما اكتسب رهين .
رفعت رأسي وإذا بالفتاة تراقبني , وتتعجب من هذا السكوت و الصمت الشاذ!!
عدتْ إلى التفكير حول هذه الموجوده .
اسائل نفسي ؟
هل هذه مسلمة أو....؟
لا أظن أنها مسلمة
وأي إسلام يسمح لفتاة مسلمة أن تسافر وحدها وهي في هذا السن ؟ وكيف يوافق أهلها أن يرسلوها وحدها و هم يعرفون المجتمع , ويقرأون في الصحف حوداث الاختطاف والاعتداء والاغتصاب بل ومآسي الاغتيال ؟
و هم يشاهدون مضاعفات تلك الجرائم من الفضيحة و العار و الخزي الذي ينكس رؤوس أسرة الفتاة المختطفة أو المغتصبة أو ما شابه ذلك ؟
مسكينة هذه الفتاة !
مخدوعه هذه الحسناء !
مظلومه هذه الجميلة !
ظلموها وجعلوها فريسة !
طرحوها في غابات السباع !
جعلوها طرية شهية , ثم ألقوها في طريق الذئاب .
خدعوها بالحرية .
شجعوها على المجازفة والمخاطره .
إنها ريحانة .
إنها زهرة قد تفتحت قبل قليل بعد أن كانت برعمها .
ليست صخرة أو حجارة تدوسها الأقدام .
وليست كرة ترمى بها ألارجل .
استمرت في الهواجس حول الفتاة , ولكنها قطعت شريط التفكير , وقد ضاق صدرها من سكوتي المزعج لها
وقالت : أستاذ هل تسمح لي بسؤال ؟
قلت : تفضلي .
قالت: وهل أنت مثقف ؟
قلت : نعم . لا بأس بثقافتي , طالب جامعي
قالت : هل ثقافتك تأمرك بهذا النوع من الحياة الشاذة؟
قلت : وأي شذوذ تقصدين ؟
قالت : سكوتك , وصمتك , وانك تقّدر عواطفي
قلت : وهل أنت مثقفة ؟
قالت : طبعاً , خريجة الثانوية مع معدلات جيدة .
قلت : ثقافتك سمحت لك أن تخرجي بهذا الزي ؟
أين الحشمة ؟ أين الكرامة ؟
إسمحي لي قبل كل شئ : هل أنت مسلمة ؟قالت : عجيب منك هذا السؤال !!
إنني مسلمة - والحمدلله - مؤمنة بالله و برسوله و القرآن و الإسلام , و إسمي عفاف !!
و هنا لم أتمالك من الضحك , ضحكت ضحكاً عالياً .
احمر وجه الفتاه , وتورّدت وجنتاها , و لاح الغضب على محياها ,
و قالت : و لماذا تضحك ؟ تضحك لانني مسلمة و مؤمنة ؟
قلت عفواً , ان الاسلام ألبسك حلة العفاف فأين تلك الحلة؟
و الإسلام توجك بتاج الحياء فأين ذلك التاج ؟
ان هذا الإسم (عفاف) لاينسجم مع هذا الفعل (التبرج) فإما أن تبدلي هذا الإسم أو تغيري هذا الفعل حتي يصدق الإسم على المسميّ, أليس هكذا ياعفاف ؟!
وبعد هذا كله : أسالك هل الثقافة تفرض على المسلمة أن تكون هكذا ؟
أليس من الممكن أن تجتمع الثقافة مع الدين؟
وهل العلم يناقض الفضيلة؟
وهل المعرفة و الحضارة تصطدم مع الاخرين ؟
أليس من الممكن للفتاة المثقفة (مثلك) أن تكون محافظة على شرفها وعفافها وسمعتها ؟
ثم أسالك ما الفرق بينك وبيك الفتاة اليهودية و المسيحية؟
و مالفرق بينك وبين بنات الجنس أو بنات الشوارع و الشواطئ؟
و أي علامة من علامات الاسلام موجوده فيك؟
بالله عليك هل تعرفين للخلاعة و الاستهتار معني غير هذا الزي الذي اخترتيه لنفسك؟
قالت: أليس الاسلام دين الحريه ؟ ألا تؤمن بالحضارة؟
قلت : الأسلام دين الحرية ولكن في حدودها المعقولة , لا الحرية المطلقة, و لو كانت الحرية المطلقة ممنوحة لكل أحد لإختل نظام الحياة و فعل كل أنسان مايريد وضاعت الحقوق , وإنهدرت الكرامات , و صارت الحياة فوضي بلا نظام و لا قانون .
قالت : والحضاره ؟
قلت : انني اؤمن بالحضارة في مجال العلم و الثقافة و أكفر بالحضارة اللاأخلاقية .
قالت: وماتقصد بحضارة العلم و الثقافة؟
قلت الاكتشافات العلمية , و الاختراعات الحديثة التي سهلت سبل الحياة كالكهرباء و مشتقاته من الاضائة والتدفئة و التبريد وماشابه ذلك , و الوسائل النقلية براً وبحراً وكثرة المدارس و المعاهد العلمية , و المصانع و المعامل في شتي المجالات و النظريات الطبية وغير ذلك من آلاف الأمثلة.
قالت : وماتقصد من الحضارة اللاأخلاقية ؟
قلت :أقصد الحضارة الغربيه التي اجتاحت أكثر البلاد الاسلامية مثل الاختلاط بين الجنسين في المدارس و السهرات و الحفلات , ومثل الملاهي و المخامر , والمقامر, والسينماآت , ومثل السفور و التبرج البغيض الذي اختارته المرأة المسلمة لنفسها , و وافقها على ذلك ذووها وأسرتها .الحضارة اللاأخلاقية معناها عدم الاعتراف بالفضيله فضيلة الحياة و العفاف و الشرف و الوفاء
ومعناها: السوزق للرذيله و التفسخ و الفحشاء و الفساد و السقوط .
هل سمعت يا اختاه أن في بعض بلاد الغرب نوادي للعراة من الجنسين فالرجال و النساء يدخلون النادي عراة كما خلقهم الله بلاساتر ولاستر كأنهم بهائم؟
وهم يحسبون أنهم في أوج الحضارة و المدنية و الثقافة؟
إن جبين الإنسانية يندي عرقاً حياءَ من هذا التنازل من مرتبة الانسانية إلى مرتبة الحيوانية البهيمية السفلي
إنها نبد للأخلاق و القيم وعدم الاعتراف بالشرف و الانسانية بل ومكافحة للفطرة البشرية التي غرقت في عالم من التفكير ,
و قالت : ولكت , الحمدلله غذ لايوجد في البلاد الاسلامسة أمثال هذه المخازي.
قلت : نعم , والحمدلله , ولكن توجد دونها بدرجات .
قالت : مثل ماذا؟
قلت مثل آلاف المشاكل التي اجتاحت البلاد الاسلامية في جميع المجالات في المأكل و المللبس و المظهر و العادات و التقاليد بل وحتي في الأنظمة و القوانين و حتي في العقائد و المقدسات و غير ذلك .
انظري إلى الشاب المسلم كيف يقتدي بالغربيين في ملابسه وشعره الطويل , و السلسة الذهبية التي يطوق بها جيده ,وصدره , ويفتح أزراره قميصه ويكشف صدرة إلى اسرته كأنه يستعرض بضاعته , فهل كان المسلمون يعرفون هذه التقاليد ؟
و أنظري إلى الفتاة المسلمة ( وأنت تمثلينها) وقد اخترتِ (ياعفاف , يامسلمة) لنفسك هذه الطريقة
إقتداء بالنساء الغربيات و عن طريق الموديلات الجديده التي تتحفها الينا بلاد الغرب فهي أم المشاكل فأصبحت المرأة المسلمة فاقده لكيانها لمعنوياتها لشخصيتها ومجدها وسادتها !
اسالك - بالله عليك أليست الحضارة غيرت مجري التفكير بعض المسلمين ؟ فأصبح الدين - عندهم - خرافة؟
و المقدسات الإسلامية اساطير و أباطيل؟
وصار الرجل الغيور - في رأيهم معقداً متعصباً ؟
وصار الملتز بالديانه -عندهم- رجعياً؟
وبالعكس , أي انعكست و انقلبت المافهيم فصار المستهتر متحرراً؟!
و المنحرفه متقدمة؟!
و الخلاعة و الفجور حضاره و مدنية للقرن العشرين؟!
و أما الإختلاط فهو يعتبر -عندهم - أرقى درجات التقدم و الحضارة و الثقافة ! و التاريخ - على طول الخط - و التجارب تشهد بالفجائع و الفضائع التي شملت هؤلاء المتقدمين المتنورين ! المثقفين!
و لو ذكرتُ لك الاحصائيات التي سجلتها مخافر الشرطة ومكاتب المحاكم وإدارات المدارس , و التقارير الرسمية عن مضاعفات الاختلاط وضحاياها لضاق صدرك وسئمت من الحياة!
يتبع ...

كريم نيفيا @krym_nyfya
محررة برونزية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

كريم نيفيا :
أرجوك - يا اختاه - أن لاتنزعجي من هذا الكلام , فانني لا أخصك بكلامي هذا , وإنما أتكلم بصورة عامة , ولا أخص بلداً بصفة معينة. قالت : لا و الله , ما أنزعج من كلامك , فقد صرت أعيش في عالم آخر , وقد انفتحت أمامي آفاق واسعه يطير عقلي في أرجائها ويسبح في غمراتها , أرجوك أن تسترسل في حديثك , و لاتبخل على بشئ من هذه المعلومات حول هذا الموضوع , فإننا - نحن الفيات نجهل أكثر هذه القضايا , وصرنا ندور في هذاالفلك ولانعلم عواقب الأمور , بل ولانعلم الدوافع التي دفعتنا إلة هذا الطريق , وسلمتنا إلى هذا التيار الجارف . قلت : إن الفتاة التي تحافظ على عذرتها تعتبر عند الغربيين - غبيه وخاملة وشاذه وكسلانه وغير مرغوب فيها ! و الفتاة السافله والساقطة التي تستقبل الزائرين ليلاً ونهاراً و تجعل جسمها تحت تصرفهم فهي الفتاة المثالية عندهم ! بالله عليكِ هل ينسجم هذا السلوك مع أي دين من الأديان ؟ أو شريعه من الشرائع , أو اية فلسفه و أي منطق ؟ إن خيانة المرأة زوجها صارت من اسهل الأمور عند الغربيين فلا دين و لاحياء و لا غيره ولا مسؤلية ولاخوف لا من الله ولا من القانون ولامن الناس ولامن الفضيحة. أي انسان تطيب نفسه أن يستظل بظلال هذه الحضارة ويعيش في كنفيها ؟ وفي بعض بلاد الغرب تصطحب طالبات الثانوية في حقائبهن اليدويه حبوب منع الحمل إلى المدرية و لاتخجل الطالبة أن تسأل المدرس بكل صلافة عن أفضل أنواع حبوب منع الحمل ! بالله عليك هل تعرفين في قاموس اللغه خلاعة و صلافة أقبح من هذا؟ هنا اشمأزت الفتاة , ووقالت : قبحاً وتعساً لذلك المجتمع السافل الساقط الذي يسمح أن تبلغ الفتاة إلى هذه الدرجة من الاستهتار و الفجور. قلت : وقبل سنوات حدثت مأساة في بعض البلاد الاسلامية اقشعرت منها الجلود , وكان لها دوى عجيب في الأوساط . قالت وما تلك المأساة؟ قلت : رجل كان له صديق سوء خائن , وكان الرجل يصطحب صديقة في كل ليلة - بعد الانصراف من محل تجارته - إلى داره , ويتحدثان معاً وكانت زوجة صاحب الدار الشابة الجميلة تحضر عندهما و تشاركهما في الحديث و السهر , وطالت الحالة على هذا المنوال , و تكونت العلاقة القذره بين المرأة و صديق زوجها بصورة سريه وكان الصديق يزورهما أثناء غياب زوجها خارج البيت منذ سنوات . وأنجبت المرأة خلالها أطفالاً أربعة , و في يوم من تلك الأيام خرج الرجل من داره إلى محل تجارته , وهناك تذكر أنه نسيي أوراقاً و فتح الباب ودخل البيت وفتح باب غرفة النوم و إذا به يرى صديقه الخائن الفاجر يضاجع زوجته ! رآهما في حال الجريمة , بحيث ما كان يمكن لهما أن ينكرا شيئاً أو يعتذر عن شئ , لأنهما شاهدا أنفسهما أمام أمر واقع ! أما الرجل فأنه ذهب إلى المحكمة فوراً و رفع الشكوى ضد زوجته و ضد صديقه و حضرت المرأة و اعترفت بالفجور فطلقها زوجها فوراً ثم قال زوجها للحاكم : إن هذا الصديق الخائن كان يتردد إلى داره منذ سنوات و أنا لا أعلم بداية العلاقة الخاصة بينه و بين زوجتي و إنني اشك في هؤلاء الأطفال الأربعه فلعل صديقي هو ابوهم ولست بأبيهم وانني أطلب من المحكمة أن تصدر قراراً ينفي هرلاء الأطفال عني و يقطع أواصر النسب بيني و بينهم , انني لست على يقين أنهم أولادي ومن صلبي ! وهنا أصدرت المحكمة القرار المزبور , وقطعت كل صله بين الأطفال وزج أمهم !! و رجعت المرأة إلى دار أبيها منكسة الرأس مفضوحة عند القريب و البعيد محطمة الشرف , مشوهة السمعه , ملوثة الصحيفة , و يرافقها اطفالها الذين هم ضحايا جريمتها ! تفكري - يا أختاه - في مصير هذه المرأة وحياتها السوداء و في مصير الأطفال الذين خسروا أباهم و خسروا الكفيل و المؤدب و المربي , وخسروا عطفه وحنانه و هم اطفال . فاذا بلغوا الحلم تشتد بهم المحنه و تعظم عليهم البليه إذا علموا بأنهم مجهولوا النسب و كأنهم لقطاء , فتتكون عندهم عقدة الحقاره النفسية و يكون مصيرهم مصيراً اسوداً مظلماً كظلمة الليل البهيم . نعم , كل هذا من بركات الحضارة و التقدم ! كل هذا منجراء الاختلاط , ونبذ الأخلاق! إنها جريمه مشتركة اشترك فيها الزوج و زوجته و الصديق . قالت : وكيف ذلك ؟ وكيف تعتبر الجريمة مشتركة ؟ قلت : أما اشتراك الرجل في الجريمة فإنه كان يسمح لزوجته الشابه أن تحضر عند الرجل الأجنبي و تشاركه في الحديث و الجلوس معه , وتتبادل معه النظرات و كأنه لا يعلم أن صديقه رجل له احاسيس و غرائز جنسيه . و أما اشتراك المرأة في الجريمة فانها خانت زوجها و استسلمت لذلك المجرم يدوس شرفها , ويهتك عفافها و أما اشتراك الصديق فواضح لايحتاج غلى تفسير و تحليل ساد السكون علىّ وعليها فترة من الزمن , ورأيتها مستغرقة في التفكير , فقلت لها : يا أختاه فيم تفكرين ؟ قالت : أتفكر في موقف أبي و أمي تجاهي , وفي جنايتهما وتقصيرهما في حقي . فوالدي الذي كان يتولاني برعايته ويغمرني بعاطفته لماذا أهمل في تربيتي جانب الأخلاق و الدين والفضيله؟ لقد كنت طفله لا أعراف المجتمع و لا أعرف عواقب الأمور و لم يحصل عندي النضج و الرشد في الفكر و العقل فهل كان والدي مثلي يجهل المفاهيم و القيم ؟ انه كان يشجعني على الدراسه , ويحثني على القرائه و الكتابه و الحفظ , ولكني لم أسمع منه كلمه واحده (طيلة حياتي ) يُرغّبني بها على المحافظة على شرفي , أو يمنعني من التبذّل و التبرج و ياليت الأمر كان ينتهي هنا , فقد كان يشتري لى المجلات المملوءة بالسموم , الداعية إلى الانحراف , وتزيد في الحياة مشاكل و تعقدات ومآسي. و اشتري لنا تلفزيون فكان عدواً داخلياً , وكان إثمة أكثر من نفعه ! فكم سلبتِ الأفلام المثيرة حياة الشابات المراهقات ؟ و كم أيقظت فينا غريزة الجنس فكنا نشعر الاثارة؟ لقد تعلمنا دروس الشياطين أكثر و أحسن من الدروس المدرسية , وكان والدي يشاركنا في التفرج على تلك الافلام الجهنمية ولايشعر باضرارها الروحية والنفسية . فما ذنبي إن فتحت عيني في بيت يرأسه رجل مثل أبي ؟ وهنا إختنقت المسكينة بعبرتها و تركتها تمسح دموعها بجانب ثوبها رأيت الافضل ان لا أستمر معها في الكلام حتي يتلطف جوّ الحديث و لكنها إنطلقت في الحديث , وكأن قريحتها قد تفتحت , وكأنها وجدت من تشكو إليه آلامها , فأضافت تقول : و اما والدتي :- سامحها الله - فانها مجمع التناقضات ففي الوقت الذي كانت تحافظ على دينها و صلاتها و حجابها ( بالرغم من كبرسنها ) فانها كانت تخيط لى الملابس بدون أكمام وتحاول ان تكون ملابسي قصيرة ضيقة جداً وخاصة حينما ظهرت ظهرت آثار الانوثه على صدري , وانتقلت من مرحلة الطفولة الى دور المراهقة . و كانت تدوام على تجميل شعري و ترجيل , فكأنني عروس في ليلة زفافها و اعتادت على ذلك في صبيحة كل يوم قبل مغادرتي البيت إلى المدرسة . ما أمرتني بالصلاة , بل وما علمتني الصلاة , كنت أراها تقف عند المغسله تغسل وجهاا ويديها مع المرفقين و ما كنت أعلم أنها تتوضأ للصلاة كنت أحب الصلاة , أحب ربي , أحب العبادة ولكنني ما كنت أعرف كيفية الصلاة و من اين أتعلم ؟ ومن يعلمني ؟ إن البرنامج المدرسي لايعتبر إهتماماً بهذه الأمور . و المعلمات و المدرّسات أكثرهن بعمعزل عن هذه القضايا و لايرغبن في التحدث عن هذه المواضيع إلا بمقدار مايتطلبه الواجب الدراسي . قل لي -يا استاذ ماذنبي إذا كنت لا اعرف الصلاة أليس الذنب ذنب والدتي ؟ وهل يغفر الله لوالدتي هذا التقصير أوهذه الجريمة في حقي ؟ وهنا رفعت طرفها نحو السماء وقالت : معذرة إليك ياربي , ياإلهي , ياسيدي ... ثم تغيرت نبرات صوتها وانفجرت بالبكاء و غطت وجها بيديها و ارتفع نحيبها , وكان جسمها يهتز من البكاء . تركتها تبكي لتغسل ذنوبها بالدموع , إنها ذنبو الندم و الاستغفار دموع التوبة والانابه حالة الخضوع و التوجه الى الله حاله يحبها الله من عبده و استمرت بالبكاء وكانت تردد كلمة : ربي ربي بين شهيقها وأنينيها و انكسر لها قلبي وتوترت أعصابي , وقمت إلى حقيبتي وأخرجت منها علبة (كلينكس) ووضعتها بالقرب منها كي تمسح دموعها بذلك , وتلوت لها قوله تعالي :((وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى )) طلبت من أن أعيد عليها الايه فتلوتها مرارً فرفعت عينها التي اغرورقت بالدموع نحو السماء , فكأنها تستعطف ربها و تسترحمه و تستغفره . استوفت نصيبها من البكاء , فارتاح ضميرها من العذاب النفسي ثم فتحت حقيبتها اليدويه , و أخرجت يتبع ...أرجوك - يا اختاه - أن لاتنزعجي من هذا الكلام , فانني لا أخصك بكلامي هذا , وإنما أتكلم بصورة...
و أخرجت منها مفتاحاً صغيراً ثم فتحا حقيبتها الأخرى , فأخرجت منها معطفاً فضفاضاً فستقي اللون , وبنطلوناً أسود و لبستهما , وأخرجت قطعة من الحريري الأبيض و قنعت بها راسها و رقبتها , فازدادت فتنه و جمالاً وعظمت في عيني , وكبرت في نفسي , فكأنها ارتدت جلباب الشرف و غطت راسها بتاج العز و الفضيله !
فقلت في نفسي لقد صدق من قال : الحجاب للمرأة حشمة و وقار . و عز وكرامة ..
و صلنا إلة محطة يمكث فيهاالقطار حوالي نصف ساعة انتهزت هذه الفرصه لاداء فريضة صلاة المغرب و العشاء في المحطة و أخبرتها بذلك فرافقتني إلى المغسله و توضأنا و نزلنا من القطار و صلينا و سألتها هل ترغبين إلى شئ من المرطبات أو إلى العشاء؟
فشكرتني على ذلك و أظهرت عدم الرغبة , و لكنني اشتريت مقداراً من السندويج يكفينا معاً و أخيراً و افقت على أن تشاركني في تناول العشاء .
عدنا إلى القطار و اتخذ كلا منا مكانه وبعد لحظات سمعنا صفير القطار , وانطلق بنا و كانت الفتاة تتنهد , وتصفق بيدِ على أخرى اسفاً على ما مضى , ثم التفتت إلى و
قالت : أخي الكريم ! لا أعرف كيف أشكر الله تعالى على هذه الصدفة الطيبه في هذه الليله السعيدة في حياتي التي لعلها أسعد ليله عشتها منذ شعرت أنها ليلة ثمينه , ولقاء لا يوصف انني أعتبرك ملاكاً سماوياً اعتبرك من ملائكة الرحمة .
إنك غيرت مجرى حياتي و اسلوب تفكيرى
إنك أوجدت في نفسي الوعى و الإدراك بالمسؤولية ماعرفت الحياة إلا في هذه الليلة .
ماعرفت نفسي إلا في هذا الساعه .
أنا مدينة لك ما دمت في الحياة , لا أنسي أحسانك و فضلك ...
قطعتُ عليها كلامها وقلت لها - مبتسماً -:
لا , يا أختاه أنا لا أستحق منك هذا الثناء المفرط , و المدح المبالغ فيه .
أنا لم أصنع شيئاً جديراً بهذا الإطراء
انما هو اداء بعض الواجب الملقي على عاتق كل أحد يشعربالمسؤولية أمام الله تعالي
و لا أدري كم أخطات في التعبير ؟
و كم أساءت اليك في الكلام ؟
و كم أزعجتك بحديثي الصريح معك ..
لم تمهلني الفتاة أ ن استرسل في الاعتذار و قطعت على الكلام .
و قالت : عفواً يا أخي لا أرضى لك هذا التنازل !
لقد أحسنت في التعبير , و أجدت في الكلام و أيقظتني بحديثك الصريح .
و قد أتعبتك هذه الليله وسلبت عنك الراحة المتوخاة في السفر .
فهل تسمح لى أن أسالك ؟ ارجو أن لا يكون سؤالي محرجاً لك .
قلت : تفضلي يا عفاف , أسالي عما بدا لك بكل حرية
تلعثمت و ابتعلت ريقها , وأطرقت برأسها كأنها تخجل من السؤال , واحمر وجهاا و أخيراً .
قالت : هل أنت متزوج ؟؟
شعرت بالدم يصعد إلى وجهي ورأسي , إزدادت سرعة دقات قلبي , وتحيرت في الجواب ,
ماو هدف الفتاة من هذا السؤال ؟
لا أريد أن أخدش عواطفها ولا أمس بكرامتها .
لقد شعرت بأني احترمها احتراماً يليق بكل فتاى مؤمنة محافظة و الآن كيف ارد عليها بالسؤال ؟ وأخيراً .
قلت : لا , ومع الاسف
سكتت هنيئة و
قالت : هل يمكن أن تخبرني عن السبب ؟
قلت : أخشى أن تنزعجي من كلامى
قالت : كلا ,لا أنزعج أبداً
قلت : أنت السبب !!
قالت : متعجبة - أنا ؟
قلت : نعم , أنت بصفتك تمثلين بقية الفتيات
ان الزواج الذي هو أمنية كل شاب وشابة و هو من سنة الله و رسوله و سنة الفطرة البشرية
الزواج الذي يعتبر نقطة تحول في حياة المتزوج
وانتقال من حياة العزوبة إلى الحياة الزوجية السعيدة .
هذا الزواج أصبحنا - نحن الشبان- نهاية ونخاف من جراء تصرفاتكن الشاذة أيتها الآنسان !!
انتم جنيتم على أنفسكم و علينا أيضاً
قالت : وماهي جنايتنا عليكم و على أنفسنا؟
قلت : انني أتكلم بصفتي شاب , و أحسّ بأحاسيس الرجل و لعل 99% من الشبان يشاركونني في هذه الفكرة .
أننا إذا رأينا فتاة حسناء , سافرة, و كأنها نصف عارية نطمع فيها , ونود أن نشبع رغباتنا منها ولا يهمنا أنها شريفة أم لا؟ و لايهمنا حسبها ولانسبها , ولا أخلاقها , ولا احاهها الديني او سمعتها.
و إنما يهمنا أن نشتري جسمها بثمن بخس تلبية لغرائزنا فقط , ولا مانع لدينا أن نمطر عليها الكلمات المعسوله المزيفة جلبهاً لقلبها , وخداعاً ومكراً
قالت : وماهي الكلمات المعسولة ؟
قلت : الكلمات الحلوة في مذاق الفتاة كحلاوة العسل
قالت : وهي مبتسمة -: مثل ماذا ؟
قلت مثل : يا عزيزتي ! ياعمري! ياروحي ! ياحبيبتي ! يافريستي !!
وهنا انفجرت الفتاة بالضحك والقهقهة .
استمرت بالضحك وكان صدرها يرتجف من شدة الضحك وأخذت قطعة من أوراق الكلينكس ومسحت بها شفتيها , و
قالت : أستاذ انك - بالاضافة إلى ثقافتك و ديانتك إريحيُّ و مرح , ولطيف الطبع وهنئياً لتلك الفتاة التي تشاركك في حياتك ؟
نعم أرجوك كمل حديثك
إنطلق
حديثك حلو عذب وشيق
قلت : طبعاً لأنه يتعلق بالزواج .
ضحكت الفتاة , وقد توردن خدّاها , فازدات جمالاً و إشراقاً
قلت : ولكن نظرة الشاب الطائش إلى الفتاة ليست منبعثة من الحب النزية , بل هي من آثار الرغبة الجنسية فحسب
إن نظرة الشاب إلى الفتاة المبتذلة كنظرة الذئب إلى الشاة , و نظرة الهر إلى االفأرة , ونظرة الوحش إلى فريسته , ليست بدافع العاطفة .
بل بدافع الشهوة لفترة قصيرة فقط .
و الكثير من الشباب الطائش لايهمَّه أن يجعل الفتاة ضحية رغباته وميوله الجنسية , ويسلبها شرفها , ويفضحها عند أهلها , ويدنّس ساحتها , و يُحرمها عن الحياة الزوجية , ويختم على جبهتها بخاتم الشقاء الأبجي كما حدث كل هذا ويحدث بصورة دائمة ومستمرة !
و أنت إذا قرأت الصحف المحلية تجدين قائمة من هذه المآسي في كل عدد منها .
قالت : نعم صدقت , الصحف في كل مكان مليئة بذكر ذه الجرائم و الجنايات .
قلت : و لعل المذكور في الصحف أقل من الذي لم تذكره الصحف , ولم يطلع عليه الصحفيون , ولم تنتشر الفضيحة
قلت : ممكن , لا يبعد ذلك , نعم صح , لقد سمعت ببعض هذه المخازي من أفواه الناس بدون أن تنشرها الصحف .
ثم قالت : و لماذا لا تكون نظرتكم إلى الفتاة كنظرة الزوج إلى زوجته ؟ أو الرجل إلى خطيبته ؟
قلت : لقد تقاربت وجهات نظرنا , والآن يمكن لنا أن ندرك السبب الأصلي لهذه الامور :
ان الرجل حينما يريد أن يتزوج و يبني البيت الزوجي , ويتشد الصرح العائلي يفتش - في المأة - عن الحسب و النسب , الاخلاق و الآداب و حُسن السُمعة في الزوجه
وبعض الرجال يبحثون في التاة عن الدين الذي يشمل العفاف و الكفاف و النجابة قبل كل شئ .
ونحن حينما ننظر إلى الفتاة المتبرجة لا نثق بها , أذ أنها مسلوبة الرصيد , ونراها غير صالحة للزواج و لتكوين الأسرة .
كيف تطيب نفس الشاب أن يتزوج فتاة جسمها معرضاً لأنظار مئات الآلف من الرجال طيلة سنوات ؟
وكيف يثق الشاب أن يتزوج فتاة ( يقال أنها عذراء ) ولايعلم كم من الأيدى عبثت بجسمها ؟
وكيف يطمئن القلب من ماضيها و حاضرها ومستقبلها ؟
ان مستقبلها غامض مجهول كماضيها
انها بسبب سلوكها و ضعت على نفسها علائم الاستفهام
ان الثقة و الاطمئنان مفقودان , لايمكن الاعتماد على حُسن الظن بالفتاة المبتذلة , لان الظاهر (على الأكثر) يخبر عن الباطن
فقلت في نفسي لقد صدق من قال : الحجاب للمرأة حشمة و وقار . و عز وكرامة ..
و صلنا إلة محطة يمكث فيهاالقطار حوالي نصف ساعة انتهزت هذه الفرصه لاداء فريضة صلاة المغرب و العشاء في المحطة و أخبرتها بذلك فرافقتني إلى المغسله و توضأنا و نزلنا من القطار و صلينا و سألتها هل ترغبين إلى شئ من المرطبات أو إلى العشاء؟
فشكرتني على ذلك و أظهرت عدم الرغبة , و لكنني اشتريت مقداراً من السندويج يكفينا معاً و أخيراً و افقت على أن تشاركني في تناول العشاء .
عدنا إلى القطار و اتخذ كلا منا مكانه وبعد لحظات سمعنا صفير القطار , وانطلق بنا و كانت الفتاة تتنهد , وتصفق بيدِ على أخرى اسفاً على ما مضى , ثم التفتت إلى و
قالت : أخي الكريم ! لا أعرف كيف أشكر الله تعالى على هذه الصدفة الطيبه في هذه الليله السعيدة في حياتي التي لعلها أسعد ليله عشتها منذ شعرت أنها ليلة ثمينه , ولقاء لا يوصف انني أعتبرك ملاكاً سماوياً اعتبرك من ملائكة الرحمة .
إنك غيرت مجرى حياتي و اسلوب تفكيرى
إنك أوجدت في نفسي الوعى و الإدراك بالمسؤولية ماعرفت الحياة إلا في هذه الليلة .
ماعرفت نفسي إلا في هذا الساعه .
أنا مدينة لك ما دمت في الحياة , لا أنسي أحسانك و فضلك ...
قطعتُ عليها كلامها وقلت لها - مبتسماً -:
لا , يا أختاه أنا لا أستحق منك هذا الثناء المفرط , و المدح المبالغ فيه .
أنا لم أصنع شيئاً جديراً بهذا الإطراء
انما هو اداء بعض الواجب الملقي على عاتق كل أحد يشعربالمسؤولية أمام الله تعالي
و لا أدري كم أخطات في التعبير ؟
و كم أساءت اليك في الكلام ؟
و كم أزعجتك بحديثي الصريح معك ..
لم تمهلني الفتاة أ ن استرسل في الاعتذار و قطعت على الكلام .
و قالت : عفواً يا أخي لا أرضى لك هذا التنازل !
لقد أحسنت في التعبير , و أجدت في الكلام و أيقظتني بحديثك الصريح .
و قد أتعبتك هذه الليله وسلبت عنك الراحة المتوخاة في السفر .
فهل تسمح لى أن أسالك ؟ ارجو أن لا يكون سؤالي محرجاً لك .
قلت : تفضلي يا عفاف , أسالي عما بدا لك بكل حرية
تلعثمت و ابتعلت ريقها , وأطرقت برأسها كأنها تخجل من السؤال , واحمر وجهاا و أخيراً .
قالت : هل أنت متزوج ؟؟
شعرت بالدم يصعد إلى وجهي ورأسي , إزدادت سرعة دقات قلبي , وتحيرت في الجواب ,
ماو هدف الفتاة من هذا السؤال ؟
لا أريد أن أخدش عواطفها ولا أمس بكرامتها .
لقد شعرت بأني احترمها احتراماً يليق بكل فتاى مؤمنة محافظة و الآن كيف ارد عليها بالسؤال ؟ وأخيراً .
قلت : لا , ومع الاسف
سكتت هنيئة و
قالت : هل يمكن أن تخبرني عن السبب ؟
قلت : أخشى أن تنزعجي من كلامى
قالت : كلا ,لا أنزعج أبداً
قلت : أنت السبب !!
قالت : متعجبة - أنا ؟
قلت : نعم , أنت بصفتك تمثلين بقية الفتيات
ان الزواج الذي هو أمنية كل شاب وشابة و هو من سنة الله و رسوله و سنة الفطرة البشرية
الزواج الذي يعتبر نقطة تحول في حياة المتزوج
وانتقال من حياة العزوبة إلى الحياة الزوجية السعيدة .
هذا الزواج أصبحنا - نحن الشبان- نهاية ونخاف من جراء تصرفاتكن الشاذة أيتها الآنسان !!
انتم جنيتم على أنفسكم و علينا أيضاً
قالت : وماهي جنايتنا عليكم و على أنفسنا؟
قلت : انني أتكلم بصفتي شاب , و أحسّ بأحاسيس الرجل و لعل 99% من الشبان يشاركونني في هذه الفكرة .
أننا إذا رأينا فتاة حسناء , سافرة, و كأنها نصف عارية نطمع فيها , ونود أن نشبع رغباتنا منها ولا يهمنا أنها شريفة أم لا؟ و لايهمنا حسبها ولانسبها , ولا أخلاقها , ولا احاهها الديني او سمعتها.
و إنما يهمنا أن نشتري جسمها بثمن بخس تلبية لغرائزنا فقط , ولا مانع لدينا أن نمطر عليها الكلمات المعسوله المزيفة جلبهاً لقلبها , وخداعاً ومكراً
قالت : وماهي الكلمات المعسولة ؟
قلت : الكلمات الحلوة في مذاق الفتاة كحلاوة العسل
قالت : وهي مبتسمة -: مثل ماذا ؟
قلت مثل : يا عزيزتي ! ياعمري! ياروحي ! ياحبيبتي ! يافريستي !!
وهنا انفجرت الفتاة بالضحك والقهقهة .
استمرت بالضحك وكان صدرها يرتجف من شدة الضحك وأخذت قطعة من أوراق الكلينكس ومسحت بها شفتيها , و
قالت : أستاذ انك - بالاضافة إلى ثقافتك و ديانتك إريحيُّ و مرح , ولطيف الطبع وهنئياً لتلك الفتاة التي تشاركك في حياتك ؟
نعم أرجوك كمل حديثك
إنطلق
حديثك حلو عذب وشيق
قلت : طبعاً لأنه يتعلق بالزواج .
ضحكت الفتاة , وقد توردن خدّاها , فازدات جمالاً و إشراقاً
قلت : ولكن نظرة الشاب الطائش إلى الفتاة ليست منبعثة من الحب النزية , بل هي من آثار الرغبة الجنسية فحسب
إن نظرة الشاب إلى الفتاة المبتذلة كنظرة الذئب إلى الشاة , و نظرة الهر إلى االفأرة , ونظرة الوحش إلى فريسته , ليست بدافع العاطفة .
بل بدافع الشهوة لفترة قصيرة فقط .
و الكثير من الشباب الطائش لايهمَّه أن يجعل الفتاة ضحية رغباته وميوله الجنسية , ويسلبها شرفها , ويفضحها عند أهلها , ويدنّس ساحتها , و يُحرمها عن الحياة الزوجية , ويختم على جبهتها بخاتم الشقاء الأبجي كما حدث كل هذا ويحدث بصورة دائمة ومستمرة !
و أنت إذا قرأت الصحف المحلية تجدين قائمة من هذه المآسي في كل عدد منها .
قالت : نعم صدقت , الصحف في كل مكان مليئة بذكر ذه الجرائم و الجنايات .
قلت : و لعل المذكور في الصحف أقل من الذي لم تذكره الصحف , ولم يطلع عليه الصحفيون , ولم تنتشر الفضيحة
قلت : ممكن , لا يبعد ذلك , نعم صح , لقد سمعت ببعض هذه المخازي من أفواه الناس بدون أن تنشرها الصحف .
ثم قالت : و لماذا لا تكون نظرتكم إلى الفتاة كنظرة الزوج إلى زوجته ؟ أو الرجل إلى خطيبته ؟
قلت : لقد تقاربت وجهات نظرنا , والآن يمكن لنا أن ندرك السبب الأصلي لهذه الامور :
ان الرجل حينما يريد أن يتزوج و يبني البيت الزوجي , ويتشد الصرح العائلي يفتش - في المأة - عن الحسب و النسب , الاخلاق و الآداب و حُسن السُمعة في الزوجه
وبعض الرجال يبحثون في التاة عن الدين الذي يشمل العفاف و الكفاف و النجابة قبل كل شئ .
ونحن حينما ننظر إلى الفتاة المتبرجة لا نثق بها , أذ أنها مسلوبة الرصيد , ونراها غير صالحة للزواج و لتكوين الأسرة .
كيف تطيب نفس الشاب أن يتزوج فتاة جسمها معرضاً لأنظار مئات الآلف من الرجال طيلة سنوات ؟
وكيف يثق الشاب أن يتزوج فتاة ( يقال أنها عذراء ) ولايعلم كم من الأيدى عبثت بجسمها ؟
وكيف يطمئن القلب من ماضيها و حاضرها ومستقبلها ؟
ان مستقبلها غامض مجهول كماضيها
انها بسبب سلوكها و ضعت على نفسها علائم الاستفهام
ان الثقة و الاطمئنان مفقودان , لايمكن الاعتماد على حُسن الظن بالفتاة المبتذلة , لان الظاهر (على الأكثر) يخبر عن الباطن

سكتتُّ لأعرف مافي قلبها , و لأعرف موقفها تجاه هذه الآراء
قالت : هذا هو السبب ؟
قلت هذا أحد الاسباب , وهناك أسباب أخرى غير ماذكرت لكِ
قالت : منها ؟
قلت : منها غلاء المهر , والتكاليف القاصمة للظهر , والتقاليد المحطة للأعصاب , وغير ذلك مما يطول الكلام بذكره .
قالت ما أظن ان جميع الفتيات كما وصفت و لايصح أن تحكم حكماً غيابياً على كل فتاة .
قلت : أنتِ تدافعين عن الفتيات ولا ترضين لهن الحكم الغيابي
قالت : جرّب حظك و لو مرة , لعلك تظفر بفتاة تحبها و ترضيها
قلت : قد جرّبت حظي مرة , وذلك حينما أصرّ أهلي على أن أتزوج فاستسلمت لهم مكرهاً , وخطبوا لي بنت الجيران , وهم عائلة متوسطة و ليسوا من الطبقة الراقية
خطبوها و وافق أهلها على الزواج , و وافقت البنت أيضاً قالت أريد أن اشترط على خطيبي بشروط وأريد أن أكلمة بنفسي !!
إقشعر جلدي من هذه الحكم العجيب , وحضرتُ إلى دارهم و أنا مرتبك مضطرب و حضرت البنت , وبعد التحية سالتني عن عمري و مستوي ثقافتي و حرفتي و مقدار راتبي فكأنها محقق عدلي , وكأنني مُتَّهم بجريمة
فأجبتها بكل صدق و أمانة , ثم قررت هي مقدار المهر , وكان المبلغ فوق القدرة و الاستطاعة ثم اشترطت عليَّ :
أن أقدم إليها الهدايا من الذهب و غيره ماتبلغ قيمتها مقدار المهر
وأن أقيم حفلة الزواج في اضخم فندق ,أدعو أكبر عدد من الرجال و النساء .
و أن أصطحبها معي إلى بلاد الغرب لقضاء شهر العسل أو شهر البصل !!
و هنا تبسمت الفتاة و قالت - و هي ضاحكة شهر البصب ؟ شهر لبصل !
و افقتُ على هذا الشروط نزولاً عند رغبة أهلى و لكنها إشترطت علىَّ أن أنفصل عن أهلى و أستأجر داراً نعيش فيه معاً لا ثالث معنا
مع العلم ان دارنا كانت تشتمل على غرف عديدة شاغرة غير مسكونه وكانت هي تعلم ذلك , لأنها كانت تترد إلينا حسب الجوار , ولكنها رفضت أن تعيش مع أهلي
و اظلمت الدنيا في عيون أهلي حين سمعوا منها هذا الاقتراح و علموا أنهم سيخسرونني
فقمت و قلت لها - و أهلها يسمعون - سأخبركم عن رأيي حول الشروط .
وخرجت من دارهم و أنا أقول : الفرار مما لا يطاق من سُنن المرسلين !!
عادت الابتسامة الى الفتاة و
قالت : لقد أحسنت يا أخي - ان هذه البنت قاسية القلب قاسية الحكم , أنانية , لاتحب إلا نفسها , ولا تقدر ظروف الناس و لاتعرف شروط الحياة , بل تنظر إلى الحياة من جانب و احد .
قلت : أما يحق لى أن أخاف من الزواج بعد هذه التجربة المرة ؟
أنظري - يا أختاه - إلي البيوت و المساكن فإنك تجدين في كل دار أو في أكثر الدور عدداً من الفتيان و الفتيات ينتظرن الزواج , ولكن الشروط قاسية , والتقاليد الغريبه الجهنمية حرمتهم من نعنة الزواج و من لذة الأبوة والأموموة أليس هكذا يا أختاه؟
قالت - وهي مطرقة برأسها إلى الأرض -: نعم الأمر كما ذكرت
و انقبض وجه الفتاة من هذا الكلام , وكأنها شعرت أن الكلام يمس بها بصورة غير مباشرة
قالت: وأخيراً هل تبقى أعزباً مادمت حياً؟
قلت : لا ,طبعاً أفتش عن ضاّلتي المنشودة , وعايتي المقصوده
قالت : وماهي الشروط التي تعجبك في الفتاة التي تبحث عنها ؟
قلت يعجبني أن تكون سمراء عيناء عجزاء مربوعة
قالت : و البيضاء ؟
قلت : من سعادة الرجل أن تكون زوجته بيضاء
قالت : وهل هناك شرط آخر ؟
قلت : بل شروط:
يعجبني أن تتفق زوجتي معي عقيدةً و فكرةّ
و تنسجم معي نفسية واتجاهاً , وتحافظ على كرامتي و عواطفي
يعجبني أن تكون صديقة أطمئن اليها و أثق بها و غير ذلك من الشروط
قالت : و هل هناك حاجة إلى هذه التقيّد؟
وهل هناك ضرورة بالالتزام بهذه الشروط ؟؟ إنني أظن أن هذه الالتزامات غير ضرورية فإن الملايين من البشر يتزوجون بهذه الشروط
قلت : نعن و إن الملايين من البشر تتكون في حياتهم مشاكل و مصائب تعود إلى عد الانسجام والاندماج بين اولئك و زوجاتهم و لو رجعت إحصائيات الطلاق في العالم لصدّقت كلامي
ان حياة الرجل مرتبطة بحياة المراة 100% فالحياة الزوجية و العائلية و الاجتماعية و الاقتصادية و الصحية و الدينية أصلها و أساسها المرأة , فهي أساس السعادة و الهناء لحياة زوجها وهي علة الشقاء (بجميع معني الكلمة)لزوجها
قالت : كلامك لا يخلو من المبالغة و الغلو , ولا أظن أن للمرأة هذه المكانه و الأهمية في المجتمع البشري
قلت : عفواً يا عفاف , إن مكانة المرأة في المجتمع البشري أكثر من هذا , فالحديث يحتاج إلى تفسير و تفصيل فلعلك بحاجة إلى الراحة و النوم
قالت : كلا , إن راحتي أن أستمع إلى حديثك القيم الثمين الذي لايُمل منه .
قلت : شكراً يا أخت على هذه العواطف و التقدير
إن المرأة بإمكانها أن تجعل بيتها الزوجي جنة عدن و ذلك عن طريق تلطيف الجو بالعاطفة و المحبة و الانسانية والأخلاق , هند ذلك يحنّ الزوج ألى بيته بكل شوق و رغبة وتكون زوجته في نظره - أجمل من اية ملكة جمال في العالم و يكون بيته أحب إليه من القصور الشاهقة الشامخة وتكون حياته أحلى - عنده من حياة الجنة , فهو لا يرغب إلى امرأة اخرى , ولا يحب أن يسهر في الملاهي و المخامر و السينماآت و المقاهي و أمثالها لأن في بيته أفضل أنواع التسليه و ألذ أنواع المتعة كما في الحديث النبوي (( تسره إذا نظر إليها وتحفظة إذا غاب عنها ))
وتكون حياه الزوجية معتدله مستقيمة لا يحتاج إلى الانحراف الجنسي ولا الشذوذ الجنسي لأنه في غني غن هذه الأمور كلها
وهنا يظهر معني الحديث :((من تزوج فقد أحرز نصف دينه فليتق الله في النصف الآخر))
و أما إذا إنعكس الأمر , فإن البيت الزوجي ينقلب إلى حجيم , وإذا جاء الرجل إلى بيته فكأنما يقاد إلى السجن
وإذا نظر إلى زوجته هاجت أحزانه و اودت الدنيا في عينه فلا حب ولا وفاء و لاعاطفة و لا تجاوب , وفي هذه الصورة يشعر الرجل بأنه غير متزوج أي فاقد للبيت الزوجي فإما أن يبحث عن زوجة أخرى أو يفتش عن الوسائل التي تتجاوب مع رغباته النفسية و تشبع ميوله الجنسية , فهناك النواع و المشاكل و الويلات و الآهات و الدموع و المحاكم و الاضطرابات إلى غير ذلك
أرأيت - ياعفاف - ان الحياة الزوجية كيف مرتبطة بالمرأة صلاحاً وفساداً ؟؟
فهل تحبين أن أحدثك عن المرأة ودورها في الحياة العالية ؟
قالت : أتمني أن لاينتهي حديثك , فقد تكهربت بحديثك , وكأنك -عفواً-ساحراً تسحر بكلامك
قلت : الزوجة اذا صارت أماً فهي المدرسة الأولى لأطفالها , والأطفال يتلقون الدروس الأولية التربوية في هذه المدرسة , والأم هي المعلمة وهي المدرسة وهي الناظرة على المدرسة , فإذا كانت الأم تحرتم زوجها و تحافظ على كرامته فإن الاطفال يقتدون بها وينظرون إلى ابيهم بنظر الإكبار والإحتراك
والاطفال - فيما بينهم -يتبادلون المحبة والمودة يلعبون ويدرسون معاً وياكولن معاً ويتحدثون و يستأنسون معاً , لايعرفون معني الحقد و العداء ولك يتعلموا معني الحسد و البغضاء يلتفون حول ابيهم يتسلقون على أكتافه ويتساقطون في حجره , ويتبادلون معه القبلات
وإذا نظروا إلى أمهم فهم يعتبرونها ملاك الرحمة ومثال العاطفة يتفجر الحنان من حركاتها ونظراتها وكلماتها وابتسامتها
قطعت الفتاة على كلامي وتنهدت وتأوهت و ما أدري اي شئ تذكرت , رأيتها تنظر في حِجرها , و كأنها ترد أن تبكي ...
سكتُّ برهة وإذا بها
قالت : نعم , إنطلق في كلامك أنامعك في حديثك
قلت: فهي تلاعب أطفالها وتهئ لهم وسائل اللعب في داخل البيت ولا تسمح لهمب اللعب في الطريق لئل يصطدموا مع أطفال الجيان , أو يلتقوا مع أولاد الشوارع فتفسد أخلاقهم , أو يتعلموا الذائل مع الكلام البذئ و الفعل السئ القبيح , تعلمهم دروس الإنسانية , و تلقنهم مبادئ الأخلاق الحسنة , كما تحافظ على نظاففة ثيابهم و ابدانهم و فراشهم , وتتولى طهي الطعام الشهى الللذيذ الذي يحبه أولادها إلى غير ذلك مما يطول الكلام بذكره .
و المصيبة كل المصيبة غذا انعكست القضية . فكانت الأم فاقدة للعاطفة (عاطفة الامومة) غير مبالية بما تقول و تفعل , لات تعرف معني التربية والاخلاق , ولا تفهم معني النظافة و النظام ,تسب أولادها بكلمات تشمئز منها النفوس , فيتعلم الاطفال منها دروس السب و الشتم تهين زوجها أمام أطفالها و تجرؤهم على هتك حرمة أبيهم فكأنه خادم عندهم لا أكثر فلا كرامة له ولا حرمة و لاتقدير .
فهناك الحياة المعقدة , وهناك الشقاء و هناك الجحيم أليس هكذا يا أختاه ياعفاف ؟
قالت : بلي و الله , كأنك عشت مع مختلف الطبقات من الناس ودرست حياتهم بكل دقة و إمعام وسايرتهم في كافة شؤوت حياتهم
انني اصدق كلماتك كلها , لانها تذكرني بمشاهداتي وتجاربي و معلوماتي خلال سنوات حياتي
نعم , لقد ثبت عندي أن المرأة لها الدور الفعال في الحياة العائلية و الزوجية , فهل يمكن أن تتحدثني عن دورها فيالمجال الاقتصادي ؟
إنني اعتبر نفسي تليمذة لك أتلقي منك أغلي المحاضرات و أثمنها فياليت هذا الحوار جرى بيني وبينك على شاشة التلفزيون لتكون الفائدة أتم و أعم
قلت : و أما من الناحية الإقتصادية فالمرأة تستطسع أن تكوّن من زوجها الفقير رجلاً ثرياًيملك أمولاً طائلة و ذلك إذا سلكت طريق القناعة في المأكل و الملبس و المسكن و غيرها
و إنني أعرف فتاة كانت عزيزة عند أهلها , قد ترّبت بالنعيم و الدلال فتزوجها شاب فقير كان راتبه الشهري ضئيلاً جداً و أستأجر غرفتين للزواج , وكان صاحب الدار يضايق العروسين و يسلبهما حرية الخروج من البيت أو ما شابه ذلك .
فقررت الفتاة أن يمتنع زوجها عن شراء الأشياء غير اللازمة وكانت تقنع بالواجب في المأكل فقط و اخترات التقشف لفترة حتي استطاع زوجها .
(عن طريق توفير راتبه ) أن يشتري قطعة من الأرض في السنة الاولى
قالت : هذا هو السبب ؟
قلت هذا أحد الاسباب , وهناك أسباب أخرى غير ماذكرت لكِ
قالت : منها ؟
قلت : منها غلاء المهر , والتكاليف القاصمة للظهر , والتقاليد المحطة للأعصاب , وغير ذلك مما يطول الكلام بذكره .
قالت ما أظن ان جميع الفتيات كما وصفت و لايصح أن تحكم حكماً غيابياً على كل فتاة .
قلت : أنتِ تدافعين عن الفتيات ولا ترضين لهن الحكم الغيابي
قالت : جرّب حظك و لو مرة , لعلك تظفر بفتاة تحبها و ترضيها
قلت : قد جرّبت حظي مرة , وذلك حينما أصرّ أهلي على أن أتزوج فاستسلمت لهم مكرهاً , وخطبوا لي بنت الجيران , وهم عائلة متوسطة و ليسوا من الطبقة الراقية
خطبوها و وافق أهلها على الزواج , و وافقت البنت أيضاً قالت أريد أن اشترط على خطيبي بشروط وأريد أن أكلمة بنفسي !!
إقشعر جلدي من هذه الحكم العجيب , وحضرتُ إلى دارهم و أنا مرتبك مضطرب و حضرت البنت , وبعد التحية سالتني عن عمري و مستوي ثقافتي و حرفتي و مقدار راتبي فكأنها محقق عدلي , وكأنني مُتَّهم بجريمة
فأجبتها بكل صدق و أمانة , ثم قررت هي مقدار المهر , وكان المبلغ فوق القدرة و الاستطاعة ثم اشترطت عليَّ :
أن أقدم إليها الهدايا من الذهب و غيره ماتبلغ قيمتها مقدار المهر
وأن أقيم حفلة الزواج في اضخم فندق ,أدعو أكبر عدد من الرجال و النساء .
و أن أصطحبها معي إلى بلاد الغرب لقضاء شهر العسل أو شهر البصل !!
و هنا تبسمت الفتاة و قالت - و هي ضاحكة شهر البصب ؟ شهر لبصل !
و افقتُ على هذا الشروط نزولاً عند رغبة أهلى و لكنها إشترطت علىَّ أن أنفصل عن أهلى و أستأجر داراً نعيش فيه معاً لا ثالث معنا
مع العلم ان دارنا كانت تشتمل على غرف عديدة شاغرة غير مسكونه وكانت هي تعلم ذلك , لأنها كانت تترد إلينا حسب الجوار , ولكنها رفضت أن تعيش مع أهلي
و اظلمت الدنيا في عيون أهلي حين سمعوا منها هذا الاقتراح و علموا أنهم سيخسرونني
فقمت و قلت لها - و أهلها يسمعون - سأخبركم عن رأيي حول الشروط .
وخرجت من دارهم و أنا أقول : الفرار مما لا يطاق من سُنن المرسلين !!
عادت الابتسامة الى الفتاة و
قالت : لقد أحسنت يا أخي - ان هذه البنت قاسية القلب قاسية الحكم , أنانية , لاتحب إلا نفسها , ولا تقدر ظروف الناس و لاتعرف شروط الحياة , بل تنظر إلى الحياة من جانب و احد .
قلت : أما يحق لى أن أخاف من الزواج بعد هذه التجربة المرة ؟
أنظري - يا أختاه - إلي البيوت و المساكن فإنك تجدين في كل دار أو في أكثر الدور عدداً من الفتيان و الفتيات ينتظرن الزواج , ولكن الشروط قاسية , والتقاليد الغريبه الجهنمية حرمتهم من نعنة الزواج و من لذة الأبوة والأموموة أليس هكذا يا أختاه؟
قالت - وهي مطرقة برأسها إلى الأرض -: نعم الأمر كما ذكرت
و انقبض وجه الفتاة من هذا الكلام , وكأنها شعرت أن الكلام يمس بها بصورة غير مباشرة
قالت: وأخيراً هل تبقى أعزباً مادمت حياً؟
قلت : لا ,طبعاً أفتش عن ضاّلتي المنشودة , وعايتي المقصوده
قالت : وماهي الشروط التي تعجبك في الفتاة التي تبحث عنها ؟
قلت يعجبني أن تكون سمراء عيناء عجزاء مربوعة
قالت : و البيضاء ؟
قلت : من سعادة الرجل أن تكون زوجته بيضاء
قالت : وهل هناك شرط آخر ؟
قلت : بل شروط:
يعجبني أن تتفق زوجتي معي عقيدةً و فكرةّ
و تنسجم معي نفسية واتجاهاً , وتحافظ على كرامتي و عواطفي
يعجبني أن تكون صديقة أطمئن اليها و أثق بها و غير ذلك من الشروط
قالت : و هل هناك حاجة إلى هذه التقيّد؟
وهل هناك ضرورة بالالتزام بهذه الشروط ؟؟ إنني أظن أن هذه الالتزامات غير ضرورية فإن الملايين من البشر يتزوجون بهذه الشروط
قلت : نعن و إن الملايين من البشر تتكون في حياتهم مشاكل و مصائب تعود إلى عد الانسجام والاندماج بين اولئك و زوجاتهم و لو رجعت إحصائيات الطلاق في العالم لصدّقت كلامي
ان حياة الرجل مرتبطة بحياة المراة 100% فالحياة الزوجية و العائلية و الاجتماعية و الاقتصادية و الصحية و الدينية أصلها و أساسها المرأة , فهي أساس السعادة و الهناء لحياة زوجها وهي علة الشقاء (بجميع معني الكلمة)لزوجها
قالت : كلامك لا يخلو من المبالغة و الغلو , ولا أظن أن للمرأة هذه المكانه و الأهمية في المجتمع البشري
قلت : عفواً يا عفاف , إن مكانة المرأة في المجتمع البشري أكثر من هذا , فالحديث يحتاج إلى تفسير و تفصيل فلعلك بحاجة إلى الراحة و النوم
قالت : كلا , إن راحتي أن أستمع إلى حديثك القيم الثمين الذي لايُمل منه .
قلت : شكراً يا أخت على هذه العواطف و التقدير
إن المرأة بإمكانها أن تجعل بيتها الزوجي جنة عدن و ذلك عن طريق تلطيف الجو بالعاطفة و المحبة و الانسانية والأخلاق , هند ذلك يحنّ الزوج ألى بيته بكل شوق و رغبة وتكون زوجته في نظره - أجمل من اية ملكة جمال في العالم و يكون بيته أحب إليه من القصور الشاهقة الشامخة وتكون حياته أحلى - عنده من حياة الجنة , فهو لا يرغب إلى امرأة اخرى , ولا يحب أن يسهر في الملاهي و المخامر و السينماآت و المقاهي و أمثالها لأن في بيته أفضل أنواع التسليه و ألذ أنواع المتعة كما في الحديث النبوي (( تسره إذا نظر إليها وتحفظة إذا غاب عنها ))
وتكون حياه الزوجية معتدله مستقيمة لا يحتاج إلى الانحراف الجنسي ولا الشذوذ الجنسي لأنه في غني غن هذه الأمور كلها
وهنا يظهر معني الحديث :((من تزوج فقد أحرز نصف دينه فليتق الله في النصف الآخر))
و أما إذا إنعكس الأمر , فإن البيت الزوجي ينقلب إلى حجيم , وإذا جاء الرجل إلى بيته فكأنما يقاد إلى السجن
وإذا نظر إلى زوجته هاجت أحزانه و اودت الدنيا في عينه فلا حب ولا وفاء و لاعاطفة و لا تجاوب , وفي هذه الصورة يشعر الرجل بأنه غير متزوج أي فاقد للبيت الزوجي فإما أن يبحث عن زوجة أخرى أو يفتش عن الوسائل التي تتجاوب مع رغباته النفسية و تشبع ميوله الجنسية , فهناك النواع و المشاكل و الويلات و الآهات و الدموع و المحاكم و الاضطرابات إلى غير ذلك
أرأيت - ياعفاف - ان الحياة الزوجية كيف مرتبطة بالمرأة صلاحاً وفساداً ؟؟
فهل تحبين أن أحدثك عن المرأة ودورها في الحياة العالية ؟
قالت : أتمني أن لاينتهي حديثك , فقد تكهربت بحديثك , وكأنك -عفواً-ساحراً تسحر بكلامك
قلت : الزوجة اذا صارت أماً فهي المدرسة الأولى لأطفالها , والأطفال يتلقون الدروس الأولية التربوية في هذه المدرسة , والأم هي المعلمة وهي المدرسة وهي الناظرة على المدرسة , فإذا كانت الأم تحرتم زوجها و تحافظ على كرامته فإن الاطفال يقتدون بها وينظرون إلى ابيهم بنظر الإكبار والإحتراك
والاطفال - فيما بينهم -يتبادلون المحبة والمودة يلعبون ويدرسون معاً وياكولن معاً ويتحدثون و يستأنسون معاً , لايعرفون معني الحقد و العداء ولك يتعلموا معني الحسد و البغضاء يلتفون حول ابيهم يتسلقون على أكتافه ويتساقطون في حجره , ويتبادلون معه القبلات
وإذا نظروا إلى أمهم فهم يعتبرونها ملاك الرحمة ومثال العاطفة يتفجر الحنان من حركاتها ونظراتها وكلماتها وابتسامتها
قطعت الفتاة على كلامي وتنهدت وتأوهت و ما أدري اي شئ تذكرت , رأيتها تنظر في حِجرها , و كأنها ترد أن تبكي ...
سكتُّ برهة وإذا بها
قالت : نعم , إنطلق في كلامك أنامعك في حديثك
قلت: فهي تلاعب أطفالها وتهئ لهم وسائل اللعب في داخل البيت ولا تسمح لهمب اللعب في الطريق لئل يصطدموا مع أطفال الجيان , أو يلتقوا مع أولاد الشوارع فتفسد أخلاقهم , أو يتعلموا الذائل مع الكلام البذئ و الفعل السئ القبيح , تعلمهم دروس الإنسانية , و تلقنهم مبادئ الأخلاق الحسنة , كما تحافظ على نظاففة ثيابهم و ابدانهم و فراشهم , وتتولى طهي الطعام الشهى الللذيذ الذي يحبه أولادها إلى غير ذلك مما يطول الكلام بذكره .
و المصيبة كل المصيبة غذا انعكست القضية . فكانت الأم فاقدة للعاطفة (عاطفة الامومة) غير مبالية بما تقول و تفعل , لات تعرف معني التربية والاخلاق , ولا تفهم معني النظافة و النظام ,تسب أولادها بكلمات تشمئز منها النفوس , فيتعلم الاطفال منها دروس السب و الشتم تهين زوجها أمام أطفالها و تجرؤهم على هتك حرمة أبيهم فكأنه خادم عندهم لا أكثر فلا كرامة له ولا حرمة و لاتقدير .
فهناك الحياة المعقدة , وهناك الشقاء و هناك الجحيم أليس هكذا يا أختاه ياعفاف ؟
قالت : بلي و الله , كأنك عشت مع مختلف الطبقات من الناس ودرست حياتهم بكل دقة و إمعام وسايرتهم في كافة شؤوت حياتهم
انني اصدق كلماتك كلها , لانها تذكرني بمشاهداتي وتجاربي و معلوماتي خلال سنوات حياتي
نعم , لقد ثبت عندي أن المرأة لها الدور الفعال في الحياة العائلية و الزوجية , فهل يمكن أن تتحدثني عن دورها فيالمجال الاقتصادي ؟
إنني اعتبر نفسي تليمذة لك أتلقي منك أغلي المحاضرات و أثمنها فياليت هذا الحوار جرى بيني وبينك على شاشة التلفزيون لتكون الفائدة أتم و أعم
قلت : و أما من الناحية الإقتصادية فالمرأة تستطسع أن تكوّن من زوجها الفقير رجلاً ثرياًيملك أمولاً طائلة و ذلك إذا سلكت طريق القناعة في المأكل و الملبس و المسكن و غيرها
و إنني أعرف فتاة كانت عزيزة عند أهلها , قد ترّبت بالنعيم و الدلال فتزوجها شاب فقير كان راتبه الشهري ضئيلاً جداً و أستأجر غرفتين للزواج , وكان صاحب الدار يضايق العروسين و يسلبهما حرية الخروج من البيت أو ما شابه ذلك .
فقررت الفتاة أن يمتنع زوجها عن شراء الأشياء غير اللازمة وكانت تقنع بالواجب في المأكل فقط و اخترات التقشف لفترة حتي استطاع زوجها .
(عن طريق توفير راتبه ) أن يشتري قطعة من الأرض في السنة الاولى

كريم نيفيا :
سكتتُّ لأعرف مافي قلبها , و لأعرف موقفها تجاه هذه الآراء قالت : هذا هو السبب ؟ قلت هذا أحد الاسباب , وهناك أسباب أخرى غير ماذكرت لكِ قالت : منها ؟ قلت : منها غلاء المهر , والتكاليف القاصمة للظهر , والتقاليد المحطة للأعصاب , وغير ذلك مما يطول الكلام بذكره . قالت ما أظن ان جميع الفتيات كما وصفت و لايصح أن تحكم حكماً غيابياً على كل فتاة . قلت : أنتِ تدافعين عن الفتيات ولا ترضين لهن الحكم الغيابي قالت : جرّب حظك و لو مرة , لعلك تظفر بفتاة تحبها و ترضيها قلت : قد جرّبت حظي مرة , وذلك حينما أصرّ أهلي على أن أتزوج فاستسلمت لهم مكرهاً , وخطبوا لي بنت الجيران , وهم عائلة متوسطة و ليسوا من الطبقة الراقية خطبوها و وافق أهلها على الزواج , و وافقت البنت أيضاً قالت أريد أن اشترط على خطيبي بشروط وأريد أن أكلمة بنفسي !! إقشعر جلدي من هذه الحكم العجيب , وحضرتُ إلى دارهم و أنا مرتبك مضطرب و حضرت البنت , وبعد التحية سالتني عن عمري و مستوي ثقافتي و حرفتي و مقدار راتبي فكأنها محقق عدلي , وكأنني مُتَّهم بجريمة فأجبتها بكل صدق و أمانة , ثم قررت هي مقدار المهر , وكان المبلغ فوق القدرة و الاستطاعة ثم اشترطت عليَّ : أن أقدم إليها الهدايا من الذهب و غيره ماتبلغ قيمتها مقدار المهر وأن أقيم حفلة الزواج في اضخم فندق ,أدعو أكبر عدد من الرجال و النساء . و أن أصطحبها معي إلى بلاد الغرب لقضاء شهر العسل أو شهر البصل !! و هنا تبسمت الفتاة و قالت - و هي ضاحكة شهر البصب ؟ شهر لبصل ! و افقتُ على هذا الشروط نزولاً عند رغبة أهلى و لكنها إشترطت علىَّ أن أنفصل عن أهلى و أستأجر داراً نعيش فيه معاً لا ثالث معنا مع العلم ان دارنا كانت تشتمل على غرف عديدة شاغرة غير مسكونه وكانت هي تعلم ذلك , لأنها كانت تترد إلينا حسب الجوار , ولكنها رفضت أن تعيش مع أهلي و اظلمت الدنيا في عيون أهلي حين سمعوا منها هذا الاقتراح و علموا أنهم سيخسرونني فقمت و قلت لها - و أهلها يسمعون - سأخبركم عن رأيي حول الشروط . وخرجت من دارهم و أنا أقول : الفرار مما لا يطاق من سُنن المرسلين !! عادت الابتسامة الى الفتاة و قالت : لقد أحسنت يا أخي - ان هذه البنت قاسية القلب قاسية الحكم , أنانية , لاتحب إلا نفسها , ولا تقدر ظروف الناس و لاتعرف شروط الحياة , بل تنظر إلى الحياة من جانب و احد . قلت : أما يحق لى أن أخاف من الزواج بعد هذه التجربة المرة ؟ أنظري - يا أختاه - إلي البيوت و المساكن فإنك تجدين في كل دار أو في أكثر الدور عدداً من الفتيان و الفتيات ينتظرن الزواج , ولكن الشروط قاسية , والتقاليد الغريبه الجهنمية حرمتهم من نعنة الزواج و من لذة الأبوة والأموموة أليس هكذا يا أختاه؟ قالت - وهي مطرقة برأسها إلى الأرض -: نعم الأمر كما ذكرت و انقبض وجه الفتاة من هذا الكلام , وكأنها شعرت أن الكلام يمس بها بصورة غير مباشرة قالت: وأخيراً هل تبقى أعزباً مادمت حياً؟ قلت : لا ,طبعاً أفتش عن ضاّلتي المنشودة , وعايتي المقصوده قالت : وماهي الشروط التي تعجبك في الفتاة التي تبحث عنها ؟ قلت يعجبني أن تكون سمراء عيناء عجزاء مربوعة قالت : و البيضاء ؟ قلت : من سعادة الرجل أن تكون زوجته بيضاء قالت : وهل هناك شرط آخر ؟ قلت : بل شروط: يعجبني أن تتفق زوجتي معي عقيدةً و فكرةّ و تنسجم معي نفسية واتجاهاً , وتحافظ على كرامتي و عواطفي يعجبني أن تكون صديقة أطمئن اليها و أثق بها و غير ذلك من الشروط قالت : و هل هناك حاجة إلى هذه التقيّد؟ وهل هناك ضرورة بالالتزام بهذه الشروط ؟؟ إنني أظن أن هذه الالتزامات غير ضرورية فإن الملايين من البشر يتزوجون بهذه الشروط قلت : نعن و إن الملايين من البشر تتكون في حياتهم مشاكل و مصائب تعود إلى عد الانسجام والاندماج بين اولئك و زوجاتهم و لو رجعت إحصائيات الطلاق في العالم لصدّقت كلامي ان حياة الرجل مرتبطة بحياة المراة 100% فالحياة الزوجية و العائلية و الاجتماعية و الاقتصادية و الصحية و الدينية أصلها و أساسها المرأة , فهي أساس السعادة و الهناء لحياة زوجها وهي علة الشقاء (بجميع معني الكلمة)لزوجها قالت : كلامك لا يخلو من المبالغة و الغلو , ولا أظن أن للمرأة هذه المكانه و الأهمية في المجتمع البشري قلت : عفواً يا عفاف , إن مكانة المرأة في المجتمع البشري أكثر من هذا , فالحديث يحتاج إلى تفسير و تفصيل فلعلك بحاجة إلى الراحة و النوم قالت : كلا , إن راحتي أن أستمع إلى حديثك القيم الثمين الذي لايُمل منه . قلت : شكراً يا أخت على هذه العواطف و التقدير إن المرأة بإمكانها أن تجعل بيتها الزوجي جنة عدن و ذلك عن طريق تلطيف الجو بالعاطفة و المحبة و الانسانية والأخلاق , هند ذلك يحنّ الزوج ألى بيته بكل شوق و رغبة وتكون زوجته في نظره - أجمل من اية ملكة جمال في العالم و يكون بيته أحب إليه من القصور الشاهقة الشامخة وتكون حياته أحلى - عنده من حياة الجنة , فهو لا يرغب إلى امرأة اخرى , ولا يحب أن يسهر في الملاهي و المخامر و السينماآت و المقاهي و أمثالها لأن في بيته أفضل أنواع التسليه و ألذ أنواع المتعة كما في الحديث النبوي (( تسره إذا نظر إليها وتحفظة إذا غاب عنها )) وتكون حياه الزوجية معتدله مستقيمة لا يحتاج إلى الانحراف الجنسي ولا الشذوذ الجنسي لأنه في غني غن هذه الأمور كلها وهنا يظهر معني الحديث :((من تزوج فقد أحرز نصف دينه فليتق الله في النصف الآخر)) و أما إذا إنعكس الأمر , فإن البيت الزوجي ينقلب إلى حجيم , وإذا جاء الرجل إلى بيته فكأنما يقاد إلى السجن وإذا نظر إلى زوجته هاجت أحزانه و اودت الدنيا في عينه فلا حب ولا وفاء و لاعاطفة و لا تجاوب , وفي هذه الصورة يشعر الرجل بأنه غير متزوج أي فاقد للبيت الزوجي فإما أن يبحث عن زوجة أخرى أو يفتش عن الوسائل التي تتجاوب مع رغباته النفسية و تشبع ميوله الجنسية , فهناك النواع و المشاكل و الويلات و الآهات و الدموع و المحاكم و الاضطرابات إلى غير ذلك أرأيت - ياعفاف - ان الحياة الزوجية كيف مرتبطة بالمرأة صلاحاً وفساداً ؟؟ فهل تحبين أن أحدثك عن المرأة ودورها في الحياة العالية ؟ قالت : أتمني أن لاينتهي حديثك , فقد تكهربت بحديثك , وكأنك -عفواً-ساحراً تسحر بكلامك قلت : الزوجة اذا صارت أماً فهي المدرسة الأولى لأطفالها , والأطفال يتلقون الدروس الأولية التربوية في هذه المدرسة , والأم هي المعلمة وهي المدرسة وهي الناظرة على المدرسة , فإذا كانت الأم تحرتم زوجها و تحافظ على كرامته فإن الاطفال يقتدون بها وينظرون إلى ابيهم بنظر الإكبار والإحتراك والاطفال - فيما بينهم -يتبادلون المحبة والمودة يلعبون ويدرسون معاً وياكولن معاً ويتحدثون و يستأنسون معاً , لايعرفون معني الحقد و العداء ولك يتعلموا معني الحسد و البغضاء يلتفون حول ابيهم يتسلقون على أكتافه ويتساقطون في حجره , ويتبادلون معه القبلات وإذا نظروا إلى أمهم فهم يعتبرونها ملاك الرحمة ومثال العاطفة يتفجر الحنان من حركاتها ونظراتها وكلماتها وابتسامتها قطعت الفتاة على كلامي وتنهدت وتأوهت و ما أدري اي شئ تذكرت , رأيتها تنظر في حِجرها , و كأنها ترد أن تبكي ... سكتُّ برهة وإذا بها قالت : نعم , إنطلق في كلامك أنامعك في حديثك قلت: فهي تلاعب أطفالها وتهئ لهم وسائل اللعب في داخل البيت ولا تسمح لهمب اللعب في الطريق لئل يصطدموا مع أطفال الجيان , أو يلتقوا مع أولاد الشوارع فتفسد أخلاقهم , أو يتعلموا الذائل مع الكلام البذئ و الفعل السئ القبيح , تعلمهم دروس الإنسانية , و تلقنهم مبادئ الأخلاق الحسنة , كما تحافظ على نظاففة ثيابهم و ابدانهم و فراشهم , وتتولى طهي الطعام الشهى الللذيذ الذي يحبه أولادها إلى غير ذلك مما يطول الكلام بذكره . و المصيبة كل المصيبة غذا انعكست القضية . فكانت الأم فاقدة للعاطفة (عاطفة الامومة) غير مبالية بما تقول و تفعل , لات تعرف معني التربية والاخلاق , ولا تفهم معني النظافة و النظام ,تسب أولادها بكلمات تشمئز منها النفوس , فيتعلم الاطفال منها دروس السب و الشتم تهين زوجها أمام أطفالها و تجرؤهم على هتك حرمة أبيهم فكأنه خادم عندهم لا أكثر فلا كرامة له ولا حرمة و لاتقدير . فهناك الحياة المعقدة , وهناك الشقاء و هناك الجحيم أليس هكذا يا أختاه ياعفاف ؟ قالت : بلي و الله , كأنك عشت مع مختلف الطبقات من الناس ودرست حياتهم بكل دقة و إمعام وسايرتهم في كافة شؤوت حياتهم انني اصدق كلماتك كلها , لانها تذكرني بمشاهداتي وتجاربي و معلوماتي خلال سنوات حياتي نعم , لقد ثبت عندي أن المرأة لها الدور الفعال في الحياة العائلية و الزوجية , فهل يمكن أن تتحدثني عن دورها فيالمجال الاقتصادي ؟ إنني اعتبر نفسي تليمذة لك أتلقي منك أغلي المحاضرات و أثمنها فياليت هذا الحوار جرى بيني وبينك على شاشة التلفزيون لتكون الفائدة أتم و أعم قلت : و أما من الناحية الإقتصادية فالمرأة تستطسع أن تكوّن من زوجها الفقير رجلاً ثرياًيملك أمولاً طائلة و ذلك إذا سلكت طريق القناعة في المأكل و الملبس و المسكن و غيرها و إنني أعرف فتاة كانت عزيزة عند أهلها , قد ترّبت بالنعيم و الدلال فتزوجها شاب فقير كان راتبه الشهري ضئيلاً جداً و أستأجر غرفتين للزواج , وكان صاحب الدار يضايق العروسين و يسلبهما حرية الخروج من البيت أو ما شابه ذلك . فقررت الفتاة أن يمتنع زوجها عن شراء الأشياء غير اللازمة وكانت تقنع بالواجب في المأكل فقط و اخترات التقشف لفترة حتي استطاع زوجها . (عن طريق توفير راتبه ) أن يشتري قطعة من الأرض في السنة الاولىسكتتُّ لأعرف مافي قلبها , و لأعرف موقفها تجاه هذه الآراء قالت : هذا هو السبب ؟ قلت هذا أحد...
و بعد فترة أستطاع أن يبني غرفتين على تلك الأرض وفي السنه الثالثة كمل بناء الدار بصوره تامة و انتقلوا إليها و استراحوا من مشاكل إيجار السكن و التنقل من بيت إلى بيت وجعلوا شيئاإ من أرض الدار حديقة زرعوا فيها أنواع البقول و الخضر , وكانوا إذا اشتروا فاكهة من الفواكة زرعوا نواها في حديقتهم فتكونت عندهم حديقة ذات أزهار و أشجار و أثمار وكان الزوجان يتعاونان في سقى الحديقة ويتعاهدان القيام بامورها و اعتبروا هذا العمل وسيلة للتسلية والتعلم و الاستئناس , وهكذا كانت حياة الزوجين سعيدة وحلوة
و المرأة هي التي كونت لزوجها هذه الدار و ساعدته على تكوين نفسه و هذه المرأة بالذات لو كانت تكلف زوجها بالتكاليف المجهده من أنواع الترف و السرف و التبذير في المأكل و الملبس و الترفيه و إقامة الحفلات غير اللازمة لكانت تحطم زوجها إقتصادياً وما كان زوجها يملك من الأرض البسيطة شبراً واحداً وكان يقضي معظم حياته كلها في البيوت المستأجرة .
أرأيت - ياعفاف- كيف يمكن للمرأة أن تعين زوجها و تساعده على التخلص من مشاكل الحياة؟ و هكذا
يمكن لها أن تجعل زوجها فقيراً دائماً , ومديوناً بصورة مستمرة بحيث لا يتهنأ بلذة الحية ولا يذوق طعم المعيشة الحرة
تبسمت عفاف وقالت : إن هذه المرأة ليست من البشر , وإنما من الحور العين , ومن أين يستطيع الرجل أن يظفر بفتاة تقدم عقلها على عاطفتها وتؤمن بالتدبير في معيشتها , و التفكير في سبيل تأمين حياة أفضل لها و لزوجها وعائلتها بهذه السهولة ؟؟
إن هذه الفتاة تموذجية و ممتازة بمزايا خاصة فريدة من نوعها و حيدة في اترابها و زميلاتها !
و هل توجد اليوم - فتاة قد توفرت على هذا المقدار من الحكمة و الحنكة و الذكاء ؟ فتكون بعيدة النظر , عميقة التفكير تخطّط لحياتها الناجحة و يساعدها الحظ و التوفيف فتصبر على الضيق أياماً قليلة تعقبها راحة طويلة , من أين يحصل مثل هذه الفتاة ؟
من اين ؟ و هل يربي زماننا - هذا - أمثال هذه الطيبات الشريفات العاقلات ؟؟
قلت: و لماذا لا يمكن ؟ أليست الأمور إختيارية أليست المرأة مختارة في تصرفاتها و في اختيار نوعية الحياة ؟
قالت : كأنك ترجو أن تفوز بقتاة كهذه؟؟
أهكذا يا أستاذ ؟
قلت: ياليت ! ياحبذا ! يالها من سعادة و نعمة و رحمة !إن الله على كل شئ قدير .
البقية تاتي ...
انتظروني ...
و المرأة هي التي كونت لزوجها هذه الدار و ساعدته على تكوين نفسه و هذه المرأة بالذات لو كانت تكلف زوجها بالتكاليف المجهده من أنواع الترف و السرف و التبذير في المأكل و الملبس و الترفيه و إقامة الحفلات غير اللازمة لكانت تحطم زوجها إقتصادياً وما كان زوجها يملك من الأرض البسيطة شبراً واحداً وكان يقضي معظم حياته كلها في البيوت المستأجرة .
أرأيت - ياعفاف- كيف يمكن للمرأة أن تعين زوجها و تساعده على التخلص من مشاكل الحياة؟ و هكذا
يمكن لها أن تجعل زوجها فقيراً دائماً , ومديوناً بصورة مستمرة بحيث لا يتهنأ بلذة الحية ولا يذوق طعم المعيشة الحرة
تبسمت عفاف وقالت : إن هذه المرأة ليست من البشر , وإنما من الحور العين , ومن أين يستطيع الرجل أن يظفر بفتاة تقدم عقلها على عاطفتها وتؤمن بالتدبير في معيشتها , و التفكير في سبيل تأمين حياة أفضل لها و لزوجها وعائلتها بهذه السهولة ؟؟
إن هذه الفتاة تموذجية و ممتازة بمزايا خاصة فريدة من نوعها و حيدة في اترابها و زميلاتها !
و هل توجد اليوم - فتاة قد توفرت على هذا المقدار من الحكمة و الحنكة و الذكاء ؟ فتكون بعيدة النظر , عميقة التفكير تخطّط لحياتها الناجحة و يساعدها الحظ و التوفيف فتصبر على الضيق أياماً قليلة تعقبها راحة طويلة , من أين يحصل مثل هذه الفتاة ؟
من اين ؟ و هل يربي زماننا - هذا - أمثال هذه الطيبات الشريفات العاقلات ؟؟
قلت: و لماذا لا يمكن ؟ أليست الأمور إختيارية أليست المرأة مختارة في تصرفاتها و في اختيار نوعية الحياة ؟
قالت : كأنك ترجو أن تفوز بقتاة كهذه؟؟
أهكذا يا أستاذ ؟
قلت: ياليت ! ياحبذا ! يالها من سعادة و نعمة و رحمة !إن الله على كل شئ قدير .
البقية تاتي ...
انتظروني ...

الصفحة الأخيرة
عامة , ولا أخص بلداً بصفة معينة.
قالت : لا و الله , ما أنزعج من كلامك , فقد صرت أعيش في عالم آخر , وقد انفتحت أمامي آفاق
واسعه يطير عقلي في أرجائها ويسبح في غمراتها , أرجوك أن تسترسل في حديثك , و لاتبخل على بشئ من
هذه المعلومات حول هذا الموضوع , فإننا - نحن الفيات نجهل أكثر هذه القضايا , وصرنا ندور في
هذاالفلك ولانعلم عواقب الأمور , بل ولانعلم الدوافع التي دفعتنا إلة هذا الطريق , وسلمتنا إلى هذا التيار
الجارف .
قلت : إن الفتاة التي تحافظ على عذرتها تعتبر عند الغربيين - غبيه وخاملة وشاذه وكسلانه وغير مرغوب
فيها !
و الفتاة السافله والساقطة التي تستقبل الزائرين ليلاً ونهاراً و تجعل جسمها تحت تصرفهم فهي الفتاة المثالية عندهم
!
بالله عليكِ هل ينسجم هذا السلوك مع أي دين من الأديان ؟ أو شريعه من الشرائع , أو اية فلسفه و أي منطق ؟
إن خيانة المرأة زوجها صارت من اسهل الأمور عند الغربيين فلا دين و لاحياء و لا غيره ولا مسؤلية ولاخوف لا
من الله ولا من القانون ولامن الناس ولامن الفضيحة.
أي انسان تطيب نفسه أن يستظل بظلال هذه الحضارة ويعيش في كنفيها ؟
وفي بعض بلاد الغرب تصطحب طالبات الثانوية في حقائبهن اليدويه حبوب منع الحمل إلى المدرية و لاتخجل
الطالبة أن تسأل المدرس بكل صلافة عن أفضل أنواع حبوب منع الحمل !
بالله عليك هل تعرفين في قاموس اللغه خلاعة و صلافة أقبح من هذا؟
هنا اشمأزت الفتاة , ووقالت : قبحاً وتعساً لذلك المجتمع السافل الساقط الذي يسمح أن تبلغ الفتاة إلى هذه
الدرجة من الاستهتار و الفجور.
قلت : وقبل سنوات حدثت مأساة في بعض البلاد الاسلامية اقشعرت منها الجلود , وكان لها دوى عجيب في
الأوساط .
قالت وما تلك المأساة؟
قلت : رجل كان له صديق سوء خائن , وكان الرجل يصطحب صديقة في كل ليلة - بعد الانصراف من
محل تجارته - إلى داره , ويتحدثان معاً وكانت زوجة صاحب الدار الشابة الجميلة تحضر عندهما و
تشاركهما في الحديث و السهر , وطالت الحالة على هذا المنوال , و تكونت العلاقة القذره بين المرأة و
صديق زوجها بصورة سريه وكان الصديق يزورهما أثناء غياب زوجها خارج البيت منذ سنوات .
وأنجبت المرأة خلالها أطفالاً أربعة , و في يوم من تلك الأيام خرج الرجل من داره إلى محل تجارته , وهناك
تذكر أنه نسيي أوراقاً و فتح الباب ودخل البيت وفتح باب غرفة النوم و إذا به يرى صديقه الخائن الفاجر يضاجع
زوجته !
رآهما في حال الجريمة , بحيث ما كان يمكن لهما أن ينكرا شيئاً أو يعتذر عن شئ , لأنهما شاهدا أنفسهما أمام
أمر واقع !
أما الرجل فأنه ذهب إلى المحكمة فوراً و رفع الشكوى ضد زوجته و ضد صديقه و حضرت المرأة و اعترفت
بالفجور فطلقها زوجها فوراً ثم قال زوجها للحاكم : إن هذا الصديق الخائن كان يتردد إلى داره منذ سنوات و أنا
لا أعلم بداية العلاقة الخاصة بينه و بين زوجتي و إنني اشك في هؤلاء الأطفال الأربعه فلعل صديقي هو ابوهم
ولست بأبيهم وانني أطلب من المحكمة أن تصدر قراراً ينفي هرلاء الأطفال عني و يقطع أواصر النسب بيني و
بينهم , انني لست على يقين أنهم أولادي ومن صلبي !
وهنا أصدرت المحكمة القرار المزبور , وقطعت كل صله بين الأطفال وزج أمهم !!
و رجعت المرأة إلى دار أبيها منكسة الرأس مفضوحة عند القريب و البعيد محطمة الشرف , مشوهة السمعه ,
ملوثة الصحيفة , و يرافقها اطفالها الذين هم ضحايا جريمتها !
تفكري - يا أختاه - في مصير هذه المرأة وحياتها السوداء و في مصير الأطفال الذين خسروا أباهم و خسروا
الكفيل و المؤدب و المربي , وخسروا عطفه وحنانه و هم اطفال .
فاذا بلغوا الحلم تشتد بهم المحنه و تعظم عليهم البليه إذا علموا بأنهم مجهولوا النسب و كأنهم لقطاء , فتتكون
عندهم عقدة الحقاره النفسية و يكون مصيرهم مصيراً اسوداً مظلماً كظلمة الليل البهيم .
نعم , كل هذا من بركات الحضارة و التقدم ! كل هذا منجراء الاختلاط , ونبذ الأخلاق!
إنها جريمه مشتركة اشترك فيها الزوج و زوجته و الصديق .
قالت : وكيف ذلك ؟ وكيف تعتبر الجريمة مشتركة ؟
قلت : أما اشتراك الرجل في الجريمة فإنه كان يسمح لزوجته الشابه أن تحضر عند الرجل الأجنبي و تشاركه
في الحديث و الجلوس معه , وتتبادل معه النظرات و كأنه لا يعلم أن صديقه رجل له احاسيس و غرائز جنسيه
.
و أما اشتراك المرأة في الجريمة فانها خانت زوجها و استسلمت لذلك المجرم يدوس شرفها , ويهتك عفافها
و أما اشتراك الصديق فواضح لايحتاج غلى تفسير و تحليل
ساد السكون علىّ وعليها فترة من الزمن , ورأيتها مستغرقة في التفكير , فقلت لها : يا أختاه فيم تفكرين ؟
قالت : أتفكر في موقف أبي و أمي تجاهي , وفي جنايتهما وتقصيرهما في حقي .
فوالدي الذي كان يتولاني برعايته ويغمرني بعاطفته لماذا أهمل في تربيتي جانب الأخلاق و الدين والفضيله؟
لقد كنت طفله لا أعراف المجتمع و لا أعرف عواقب الأمور و لم يحصل عندي النضج و الرشد في الفكر و العقل
فهل كان والدي مثلي يجهل المفاهيم و القيم ؟
انه كان يشجعني على الدراسه , ويحثني على القرائه و الكتابه و الحفظ , ولكني لم أسمع منه كلمه واحده
(طيلة حياتي ) يُرغّبني بها على المحافظة على شرفي , أو يمنعني من التبذّل و التبرج و ياليت الأمر كان
ينتهي هنا ,
فقد كان يشتري لى المجلات المملوءة بالسموم , الداعية إلى الانحراف , وتزيد في الحياة مشاكل و تعقدات
ومآسي.
و اشتري لنا تلفزيون فكان عدواً داخلياً , وكان إثمة أكثر من نفعه !
فكم سلبتِ الأفلام المثيرة حياة الشابات المراهقات ؟
و كم أيقظت فينا غريزة الجنس فكنا نشعر الاثارة؟
لقد تعلمنا دروس الشياطين أكثر و أحسن من الدروس المدرسية , وكان والدي يشاركنا في التفرج على تلك
الافلام الجهنمية ولايشعر باضرارها الروحية والنفسية .
فما ذنبي إن فتحت عيني في بيت يرأسه رجل مثل أبي ؟
وهنا إختنقت المسكينة بعبرتها و تركتها تمسح دموعها بجانب ثوبها
رأيت الافضل ان لا أستمر معها في الكلام حتي يتلطف جوّ الحديث و لكنها إنطلقت في الحديث , وكأن قريحتها قد
تفتحت , وكأنها وجدت من تشكو إليه آلامها , فأضافت تقول :
و اما والدتي :- سامحها الله - فانها مجمع التناقضات ففي الوقت الذي كانت تحافظ على دينها و صلاتها و
حجابها ( بالرغم من كبرسنها ) فانها كانت تخيط لى الملابس بدون أكمام وتحاول ان تكون ملابسي قصيرة
ضيقة جداً وخاصة حينما ظهرت ظهرت آثار الانوثه على صدري , وانتقلت من مرحلة الطفولة الى دور
المراهقة .
و كانت تدوام على تجميل شعري و ترجيل , فكأنني عروس في ليلة زفافها و اعتادت على ذلك في صبيحة كل
يوم قبل مغادرتي البيت إلى المدرسة .
ما أمرتني بالصلاة , بل وما علمتني الصلاة , كنت أراها تقف عند المغسله تغسل وجهاا ويديها مع المرفقين و
ما كنت أعلم أنها تتوضأ للصلاة
كنت أحب الصلاة , أحب ربي , أحب العبادة ولكنني ما كنت أعرف كيفية الصلاة و من اين أتعلم ؟
ومن يعلمني ؟ إن البرنامج المدرسي لايعتبر إهتماماً بهذه الأمور .
و المعلمات و المدرّسات أكثرهن بعمعزل عن هذه القضايا و لايرغبن في التحدث عن هذه المواضيع إلا بمقدار
مايتطلبه الواجب الدراسي .
قل لي -يا استاذ ماذنبي إذا كنت لا اعرف الصلاة أليس الذنب ذنب والدتي ؟
وهل يغفر الله لوالدتي هذا التقصير أوهذه الجريمة في حقي ؟
وهنا رفعت طرفها نحو السماء وقالت : معذرة إليك ياربي , ياإلهي , ياسيدي ...
ثم تغيرت نبرات صوتها وانفجرت بالبكاء و غطت وجها بيديها و ارتفع نحيبها , وكان جسمها يهتز من البكاء .
تركتها تبكي لتغسل ذنوبها بالدموع ,
إنها ذنبو الندم و الاستغفار
دموع التوبة والانابه
حالة الخضوع و التوجه الى الله
حاله يحبها الله من عبده
و استمرت بالبكاء وكانت تردد كلمة : ربي ربي بين شهيقها وأنينيها
و انكسر لها قلبي وتوترت أعصابي , وقمت إلى حقيبتي وأخرجت منها علبة (كلينكس) ووضعتها بالقرب
منها كي تمسح دموعها بذلك , وتلوت لها قوله تعالي :((وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى
))
طلبت من أن أعيد عليها الايه فتلوتها مرارً فرفعت عينها التي اغرورقت بالدموع نحو السماء , فكأنها تستعطف
ربها و تسترحمه و تستغفره .
استوفت نصيبها من البكاء , فارتاح ضميرها من العذاب النفسي ثم فتحت حقيبتها اليدويه , و أخرجت
يتبع ...