رد على سؤال يخص الضرب (الشيخ مشبب القحطاني)

الأمومة والطفل

رد مهم على آخر سؤال في هذا اللقاء
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الاخوة الأعزاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
اعتذر عن انقطاعي عن الإجابة عن أسئلتكم ،وذلك لبعض الظروف الطارئة ، واشكر جميع من سَئل أو ساهم أو دخل على الموضوع ..
ولاني لا أستطيع الاستمرار في الإجابة ، فاني سأنهيها بالإجابة على سؤال الأخت والتي تسال فيه عن كتاب (التربية الفعالة ) .. ولاني لم اقرا الكتاب فلن أجيب على ما سالت الأخت كما ينبغي ولكن أجيب إجابة عامة . فأقول :
1) من خلال الاطلاع على سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتجربتي الشخصية ، والاطلاع على كتب التربية وعلم النفس ، ومقارنة ذلك بالواقع ، فإني لا أؤيد العقاب البدني بجميع طرقة كوسيلة تربية للأولاد ، ما عدا ما ورد الشرع به وما يقاس عليه .( وسنبين فيما بعد شروط استعمال العقاب البدني )
2) أما العقاب النفسي فيمكن استعماله ذلك وفق شروط معينة .
3) من الخطأ أن يستمر المربي في عملية الثواب بدون ممارسة أي أسلوب عقابي .. لأنه بذلك يخالف الطبيعة البشرية ..
ولو استعرضنا حياة الرسول صلى الله عليه وسلم لوجدناه لم يضرب أحدا قط بيده ، ولكنه مارس كثير من أساليب العقاب النفسي لتربية أصحابه الكرام..سواء الكبار او الصغار فمن ذلك على سبيل المثال مايلي :
1) ما رواه أبوهُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ انه قَالَ " أَخَذَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ فَجَعَلَهَا فِي فِيهِ " فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( كِخْ كِخْ لِيَطْرَحَهَا ، ثُمَّ قَالَ : أَمَا تَعْرِفُ أَنَّا لَا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ) أخرجه البخاري .
** فلكمة " كخ " هي عبارة زجر باللغة الفارسية ، كررها مرتين ، ولم يقل عبارات الناس الآن مثل ( يا غبي ، يا حمار ، يا أعمى ) .
ثم استعمل أسلوب الحرمان من المحبوب ، وهو أسلوب عقابي ناجح ، له عدة استعمالات في اكثر من مناسبة..
ثم أزال استغراب الصغير وبين له سبب زجره عن تلك الحلاوة التي حصل عليها.. ولم يجعل الطفل يعيش في تناقض ،حيث يرى الناس تاكل التمر كبار ا وصغار وهو ينهى عن الاكل ،بل بين له لاسبب في الزجر والحرمان..
ولم يفعل كما يفعل بعض الآباء والأمهات في هذا الزمن .. ينهون الطفل عن شيء وهو يشاهدهم يمارسونه ، فمثلا : ينهونه عن استعمال الكبريت دون بيان السبب ، وهو يشاهدهم يشعلونه .
ينهونه عن الابتعاد عن آلة الكوي ، وهو يشاهد الام او غيرها يستعملونها شبه يومي ..ينهونه عن الشيء ولا يخبرونه عن سبب النهي ، وهذا من الأخطاء المنشرة بين الاباء والامهات .. وبالتالي تجدهم يضربون الطفل مرة ومرتين وربما اكثر والطفل مازال مستمرا في الوقوع في الخطأ ..
2) اما بالنسبة للكبار فقد هجر صلى الله عليه وسلم كعب خمسين ليلة ، وكان يقول لعائشة اذا دخل عليها أثناء حادثة الافك عليها كيف تيكم ؟ مما جعلها تشعر بغضب النبي صلى الله عليه وسلم.. وقد حرم المرأة من بعيرها لما لعنته وهي في سفر .
هذا وغيره من العقاب النفسي الذي قد يحل محل العقاب البدني وله تاثير ايجابي اذا استخدم استخداما صحيحا.
المهم ان هناك اكثر من طريق لاستخدام العقاب النفسي .. يرجع فيها الى كتب التربية الإسلامية .. ويستفاد من كتب التربية الغربية .
المقصود ان الاعتماد الكلي على أسلوب العقاب البدني خطأ تربوي ، والاعتماد الكلي على أسلوب المكافأة والترغيب أيضا خطأ تربوي .
والوسطية مطلوبة ، كماه هو وارد في الكتاب والسنة ، والذي يتبع الآيات والأحاديث النبوية يجد أنها ترغب أحيانا وهو الأكثر، وتحذر أحيانا أخرى ، وترتيب الحد أو التعزير أو الغضب أو اللعنة على بعض المعاصي ..
وختاما يسرني أشير الى بعض ش شروط استخدام الضرب كوسيلة من وسائل التربية ( وهو جزء من محاضرة آمل ان ترى النور قريبا ) .
الشرط الاول : الا يضرب الطفل قبل بلوغ العاشرة من العمر اخذا الحديث المشهور (مروا اولادكم بالصلاة وهم ابناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم ابناء عشرة ......) فاذا كانت الصلاة التى تعتبر هى عمود الدين لا يضرب الطفل عليها الا اذا بلغ العاشرة ، وبعد ان يدرب عليها اكثر من (4600)مرة .. فكيف بالامور الاخرى التى لا تعادلها بل تعتبر تافهه جدا.
والامثلة فى ضرب الاطفال كثيرة فمن الناس من يضرب اولاده الصغار لانهم كسروا كوبا او تاخروا فى النوم او اكثروا من اللعب او لم يحلوا الواجب او غير ذلك ..
الشرط الثانى : الا يضرب ولده هو فى حالة غضب شديدة ، لئلا يلحق الضرر بولده ..فاذا كان الضرب هو الحل النهائى فعليه آن ينتظر حتى يهدأ ويفكر بروية .
الشرط الثالث : آن يكون الضرب هو اخر وسيلة من وسائل التربية كما بيانه لكم .
الشرط الرابع : آن يتجنب الضرب فى الاماكن المؤذية كالراس والوجه والصدر والبطن ويضرب فى اماكن تجمع اللحم كالظهر والاليتن ونحوها .
الشرط الخامس : آن يكون الضرب فى المرات الأولى من العقوبة غير شديد وغير مؤلم ، لان ليس المراد من الضرب الانتقام والحاق الضرر بالطفل بل المراد التاديب لاغير .
الشرط السادس : الا يزيد فى الضرب على عشرة ضربات ، لقوله صلى عليه وسلم ( لا يجلد فوق عشر جلدات الا فى حد من حدود الله عز وجل ) روا البخارى
الشرط السابع : آن يقوم المربى بضرب الولد بنفسه ةلا يترك الامر لاحد من اخوانه او اصدقائه حتى لا يورث ذلك احقادا بين الاخوة والرفقاء وحتى يؤدى الضرب دوره المطلوب .
الشرط الثامن : آن تكون اداة الضرب عصى حقيقية او سوطا حقيقا ايضا .. ولا يستعمل ما فيه اذى باى شكل من الاشكال.
ومما يسف له ان بعض الاباء والمعلمين من يضرب الاطفال بالنعال على وجوهم .او باسلاك الكهرباء وبعضهم بالسلال والبعض بالعقال وبعضهم يرمى اى شى معه فى وجوه اطفاله جرائم بشعة فى حق اولئك الابرياء
ومما ان ينتبه له في مسالةالضرب ما يلي:
1) آن استخدام الضرب فى التربية يفقد المربى الفرص الاخرى للتربية ، لانه اذا استخدم اقصى العقوبات فالعقوبات الاخرى كالتشجيع والحرمان ونحوها لاتفيد بعد ذلك .
3) من الاخطاء التى يرتكبها بعضض المربيين انهم اذا ضربوا اولادهم وشعروا بالندم رجعوا بسرعة وقبلوهم واعتذروا لهم واشعروهم بانهم قد اخطاوا عليهم ، وهذا التصرف خطاء من وجهين
اولا: ان العتذار لا ينفع بعد آن فعلت ما فعلت .الثانى : آن ذلك قد يضعف موقف المربى امام ولده
وكلاهما لا يناسب حال المربى ، ويمكن للمربى آن يصحح خطاه بعد فترة وباسلوب لا يشعر الطفل بضعف المربى امامه .

واخيرا ايها الاب وايتها الام وايها المدرس لماذا تضربون الاطفال اليس لانهم خالفوا اوامركم او نواهيكم ؟؟ الجواب بلى نضربهم لاننا نقول لهم هذا خطاء فيعملونه ونقول لهم هذا صواب فيخالفونه .
اقول : فاتقوا الله ربكم فلا تخالفوا امره فيعاقبكم بعذا بمن عنده ( ولعذاب الله اشد وابقى)
ثم لا تخالفوا امر رسولكم الذي قال لكم في الحديث الصحيح (اجيبوا الداعى ، و لا تردوا الهديه ، و لا تضربوا المسلمين ) صحيح الجامع 158
هذا ما تيسر ومعذرة على الاطالة ..
3
891

هذا الموضوع مغلق.

عزيزة
عزيزة
بارك الله فيك اخي الكريم

بالفعل اجابة مقنعة

ولو لجأت الام للضرب يجب عليها بيان السبب
لكن اغلب الامهات عندما تضرب طفل صغير
تضربه دون بيان السبب فينشأ الطفل معقد
ويستخدم هذا الاسلوب مع الاطفال الصغار
يضربهم بغير سبب كما يفُعل به


اعجبني في اجابة الشيخ هذا المقطع

واخيرا ايها الاب وايتها الام وايها المدرس لماذا تضربون الاطفال اليس لانهم خالفوا اوامركم او نواهيكم ؟؟ الجواب بلى نضربهم لاننا نقول لهم هذا خطاء فيعملونه ونقول لهم هذا صواب فيخالفونه .
اقول : فاتقوا الله ربكم فلا تخالفوا امره فيعاقبكم بهذا بمن عنده ( ولعذاب الله اشد وابقى)
ثم لا تخالفوا امر رسولكم الذي قال لكم في الحديث الصحيح (اجيبوا الداعى ، و لا تردوا الهديه ، و لا تضربوا المسلمين )


شكرا لك
أم يحيى
أم يحيى
بارك الله بكم أخ أبو الحسن وجزاكم الله خيرا وكذلك الشيخ مشبب .

الموضوع جدير بالدراسة يا أخواتي فعلا ولا تكفي قراءته مرة واحدة .


فعلا أنا لاحظت في تربيتي لأبنائي أن العقاب النفسي يؤثر بهم أكثر

من الضرب ،مسكين ولدي البكر كانت كل التجارب فيه ، والله شبع

ضرب مع أني ما كنت أتمنى ذلك لكنه الله يصلحه كان يتسبب كثيرا .

وسبحان الله صرت أنا نفسي أتعب عندما أضرب واحد منهم ، وقللت

العقاب بالضرب كثيرا ولكني أحيانا كنت أظن أنه لا يفيد الا الضرب

، أما الآن بعد قراءة هذا الموضوع فسأغيّر من طريقتي وسأجتهد

بعون الله تعالى في ترك الضرب ، ولا تنسون أخواتي أن تعرضن الموضوع

على أزواجكن .

جزاكم الله خير مرة ثانية وبارك فيكم وفي علمكم .
أم معاذ و جهاد
فعلا كما قالت الأخت "أم يحيى" .. جزاها الله بما هي أهله من نصحتني وقالت لي إن الطفل إن لم يضرب من البداية لن تستطيعي السيطرة عليه .. وكنا وزوجي نضرب الولد عندما يقترب من فيشة الكهرباء .. أو كتاب لوالده .. أو يلهو بأقلامه ........... ولكن بعد ذلك بدأت أشعر أن أبني ساكن وخواف وأن أخطاءه لا تنتهي .. وبعدها فقثد الضرب مفعوله .. وكنت إن ضربته يقول لي "لم أتألم" .. وكذلك كنت اشعر بضيق وألم في قلبي .. والآن .. أرى أنه يخاف أن يضرب - بعد أن كففت عن ضربه_ تقريبا _ وليت زوجي يفعل .. ولو أنه أصبح لا يضربه كالسابق .. ومن خلال الحياة التي حولنا أرى أن الأطفال الذين كبروا وهم يضربون عندما يشبوا لا يمكن السيطرة عليهم .. وقد يتطاولوا على آبائهم ومربيهم .. لأن من كان قويا بالأمس يضعف غدا ..
وألاحظ أختلاف كبير بين شخصيتي ابني وابنتي .. فالبنت - التي لم تضرب - أحس أنها - ما شاء الله - قوية الشخصية .. وقد تأخذ لعبة أخوها منه ..
وكما قالت "أم يحيى" الأبن الأكبر هو المسكين الذي تتم التجارب عليه ...
حفظهم الله وجميع أبناء المسلمين ...