رسآلة نآصر إلى أبوه في السجن <<< مع المستجدات

كنت البارح كتبت لكم رساله من ناصر ولد أختي إلى والده في السجن



وبعدها اتصلت على أخوي اللي أخذ ناصر للمدرسه


وسألته وش سوّى ناصر بالمدرسه ؟!


قال لي : أول مادخل قعد يصيييح


والله العظيم قفلت والعبره خانقتني


وأضفت بعد التعديلات على رسالة البارح وحبيت أفرجكم عليها


وإعذروني يا مشرفات



وكل من ردت في موضوعي الأول الله يعطيها العافيه ويفرج عليها همها يآآرب العالمين







(عفواً يا بنآت .. الكلام مو من ناصر .. الكلام انا اللي كتبته على لسانه )



..


هذي رسآله خطيتها على لسآن ولد اختي : نآصر


إلى والدهـ في السجن


بإسلوب طفولي بسيط








بسم الله الرحمنالرحيم


إلى باباالغالي ..



هذي السنه الدراسيه الجديده قربت ,, الكـل فرحآن ومستعد ,,



في هذاك اليوم ,, صحيت بدري انا وأمي وخواتي .. ورحنا للمكتبه ..

كنت أتجول فيها وأسمع أصوات الصغار ..

كل ماشاف الطفل شي يعجبه صاااح : بابا أبغى هذي







بس انا كنت اجمع أغراضي بنفسي لإنك ما كنت موجود ..







وعلى واحد من الرفوف ,, لقيت شنطه أعجبتني ,,

مديت يدي عشان آخذها بس ما قدرت ,, لإن الشنطه كانت كبيره ,,

حاولت مره ثانيه لكن طيحت الأغراض اللي كانت حولها ,,

جاء العامل وصرخ علي : ليش تسوي كذا !







جمعت أغراضي اللي طاحت من سلتي ومشيت وانا ساكت




ماشريت الشنطه اللي أعجبتني يا بابا ,, لإن الشنطه كبيره وانا إيديني صغار ,,




في اليوم الي بعده ,, رحت مع خالي لـ محل الثياب ,,اشتريت لي ثوب ,,



تذكر يا بابا الثوب اللي شريناهـ انا وانت آخر مره قبل لا تروح ؟!!

كان هذا مثله ,,

بس بذيك المره كان صغير ,, الحين كبرت وكبر مقاس الثوب ..












وقرب موعد المدرسه ,, في هذاك اليوم صحيت بدري ,,

جهزت ثوبي وشماغي ,,

وحطيت دفتري وأقلامي بالشنطه ,,

وطلّـعت جزمتي من كرتونها ,,

كنت حيل فرحآن بالمدرسه ,,









ولما صارت الساعه ست وربع ,,

رحت عند الشباك عشان أشوف فرحة الأطفال وهم رايحين للمدرسه ,,






شفتهم وانا حاط يدي على خدي ,,

وأتخيلك تمسك بـ يدي ,, وتشيل لي شنطتي ,,

وتحط لي ثلاثه ريال في جيب ثوبي الجديد .. ونروح للمدرسه سوا







بس لما صارت الساعه سبع ,,

كنت انا باقي لابس بـ بجآمتي ..

مارحت للمدرسه يا بابا في هذاك اليوم ,,

ما كان عندي من يوديني










وباليوم اللي بعده رحت للمدرسه,,

أول مادخلت ,, وداني خالي لقاعه كبيره ..






وعند الباب وقفت وناظرت بالموجودين .. كانوا أطفال كثير ,, وكانوا رجال كثير


كان كل طفل جالس بجنب أبوه


هنا وقفت عند الباب .. ماقدرت أدخل ,, بكيت يا بابا .. بكييييت كثيررر ..


بكيت حسره على نفسي .. بكيت قهر ..


صبرت كثير .. وتحملت كثير .. وعشت لحظات كثيره من دونك


بس هذي اللحظه ما قدرت أعيشها بدونك


صرت أصآرخ وأنا أبكي وأنادي بإسمك ..


تخيلتك بتسمع صوتي وبتجي تنقذني من هذي اللحظه .. اللي عجزت أوقف على رجولي فيها ..


صرت أبكي وأشاهق وأنادي بإسمك .. يمكن يسمحون لك بهذي اللحظه تطلع من زنزانتك وتجيني ..


آآآخ يا بابا ياليتك كنت موجود ..





باليوم الثاني رحت المدرسه كانت حيل حلوه ,, فيها أولاد كثير .. وفيها مدرسّـين ,,



في كل يوم كانوا يسلمون علي ويمسحون على رآسي ,,


كانوا يحبوني ,, بس ما يحبوني كثرك يا بابا ..



صرت كل يوم أروح المدرسه مع السايق ..





وإذا نزلت من السياره أبقى واقف مده طويله على الرصيف ..


كنت خايف ,, لإن السيارات عابره وما توقف لي عشان أقطع الطريق ,,



بس أصحابي بالفصل كانوا يقطعون الطريق وكل واحد يدهـ في يد أبوهـ ,,





وانا أضل واقف على الرصيف ..



كتفي اللي كنت تحط يدك عليه وتوصيني ,,, انهدّ حيله من الشنطه الثقيله يا بابا ...





كانت جدتي كل يوم في رمضان وقبل الفطور تقول لنا :




روحوا ادعوا الله باللي تتمنونه ...


كانوا عيال خالاتي يدعون بأشياء بسيطه ,, واحد يقول يارب بابا يوديني الألعاب ,




وواحد يقول يارب ماماتشتري لي حلاوه ..


بس انا كان همي كبير ,,





كنت أروح بعيد وأختفي عن الأنظار ,,


وأرفع يديني فوووق ,,



وأقوول : يآآآرب بابا يرجع .. يآآرب بابا يجي بكره ..


مجلس الآباء قرب ,, لا يجي هاليوم وانت مو موجود ,, تكفـى يا بابا ..




ولدك : نـآصر :26: :44: