رسائل حب 3 ( أحبك يا ....... )

الأدب النبطي والفصيح

كم أعقب الإعجاب من جرح فأضحى بلا التئام
أرخت لجام فؤادها بالحب فاستعصى اللجام

لما تضيق بي سبل الإجابات وتسد في وجهي ألوذ بالرحمن أناجيه
ففي كل زاوية في دنيانا
ومع كل همسة وزفرة تخرج يجب أن نتذكر أن هناك من يزفر ولا يسمع إلا صدى زفراته
وأن هناك من يئن وهو بأمس الحاجة لمسحة من حنان تريح قلبه المتعب

وعندما تضيق بي السبل وأركب كل السحب حتى امطر طلا يبرد قلوب التائهات وألمح أن التيه يزداد
ألجأ للقلم وأصحاب القلم لعلنا نجد سويا
مفتاح ما غلق علي ........
وهاكم هذه المشكلة التي أعيتني ولا زلت فيها أحاول !!!!
____________________

دخلت علي
معلمة من خيرة المعلمات تقية مخلصة تحمل في يدها مجموعة من رسائل وضعتها وجلست متنهدة تطلب الحل

بدأت في القراءة , كلما قرأت رسالة يشتد في الأسى
أسمح لقليل من نسمات أن ترافق قراءتي فلا أجد فاختنقت وتوقفت
وحتى لا أطيل عليكم حاولت تلخيص بعضا منها وجمع عباراتها في هذه الرسالة
وعنونتها
أحبك .................يا معلمتي

أحبك .. لا استطيع الاستغناء عنك , لا استطيع النوم والأكل أرجوك لا تتركيني فريسة لهذا الهجران
أرجوك كلميني
أضع لك الورود كل يوم في كراستي أحلم في الليل أن تشميها
أقبلها قبل أن أضعها حتى أتخيل في الليل ...........
معلمتي
لا تقولي لي لا يجوز
لا تقولي لي أن لا احبك بهذه الطريقة
لا أستطيع فكلما قرأت قصة أتخيل أننا معا
كلما شاهدت فيلما أتخيل..........
أرجوك معلمتي قولي لي أنك تحبينني كما أحبك
أحببت مادتك من أجلك
آتي إلى المدرسة من أجلك
أفعل كل شيء من أجلك
أرجوك ردي على رسائلي إني أحترق .......

أكتفي بما نقلته

وهذه واحدة من عشرات الرسائل , والمعلمة كانت تريد أن تنتقل من المدرسة حتى تحمي هذه الفتاة من اندفاعها
ولكنه لم يكن الحل

وكانت فكرة أن نرسل لها رسائل رد لم تكن صائبة فذاك سيشغلها اكثر ويزيد فوق ما تشعر دفاعها عن حق بحب المعلمة تزعم أنه من حقها
ولم يكن بدا من المواجهة , مواجهة نضعها فيها على الطريق الصحيح
أنا والمعلمة وهي

........................
وفي الجزء الثاني سأحكي لكن

مواجهتنا .........
12
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

بحور 217
بحور 217
كم أترقب تلك المواجهة بكل الشوق

لعل فيها حلا يغيب عن أذهان الكثيرات ممن يحتاجون إليه
صباح الضامن
صباح الضامن
إن شاء الله يا غالية ولو أنني لا أعتقد أن بمقدور أحد أن يمتلك عصا سحرية ويحول الطالح والصالح
ولكنها محاولات نأمل أن تنجح

دعواتك
صباح الضامن
صباح الضامن
وحدثت المواجهة
قدمت الفتاة وجلست امام معلمتها ككتلة ثلجية بلا حياة كيف يمكن أن أصل إليها , أو ابدأ معها وأنا لا اعرف عنها إلا النذر اليسير , كا ن لا بد من تمهيد لنفسها كما التربة لأقتلع تلك الأعشاب الضارة فننمي أنا ومعلمتها بذورا صالحة .
تعمدت وضع الرسائل امامها , بدأت بتصفح أحداها ثم سألتها فجأة :
-تحبين الكتابة ؟؟
استدارت معلمتها لي عاتبة , كانت تتوقع مني التقريع أو أسلوبا فيه قليل من القسوة ..
هزت الفتاة بالإيجاب وكانت مشوشة النظرات .
وأردت الاستفهام عن بيئتها , أهلها , رفيقاتها , كيف تقضي أوقات فراغها وتلاحقت مني الأسئلة حتى احسست باختناقها
وللإختصار اتضح ان أمها ممرضة لا تأتي إلا في الصباح في معظم الأيام حين تكون الفتاة في المدرسة
هي أكبر إخوتها فالحبل على الغارب لها
ثم سألتها :
ماذا تشاهدين في التلفزيون ؟؟
ولم أنتظر جوابها أردت أن أستدرج إيحاءات منها فسألت المعلمة :
أتعلمين أن القناة... في الساعة كذا تضع أفلاما أجنبية ونظرت سريعا لها لأرى انها من رواد تلك الأفلام الهابطة فاحمرار وجهها وتململها شهدا عليها ...
ولم أسألها عن دينها ولا صلاتها ... فلو كانا حاضرين لما حدث لها ما حدث ! ولا شك أن خطوها في طريق الله النقي لم تتلمسه بعد .
وكلما نظرت إلى رسائلها وما فيها أتذكر قول ابن الجوزي (( من أحب شيئا غير الله عذب به ))
هذه الأصابع الغضة الصغيرة تكتب الآن فقط فماذا ستفعل غدا إن لم تنقذ ؟؟
انها تكتب معصوبة العينين والقلب فقررت أن أفتح عينيها جيدا
وابتدأت بفكرة معها
أردت أن أجهد هذه اليد , اجهدها بالكتابة أيضا حتى أقلم قليلا من عنفوانها فإذا ما ابتدأت المرحلة الثانية من العلاج كانت منهكة تتلمس الخلاص وتعلم أن كتابتها لهذه الرسائل هو من جلب عليها هذا التعب
كان لدي مشروع جمع انتاج الطالبات الأدبي في مجلد ليبقى لهن في المكتبة , مئات من المواضيع بخطوط مختلفة بعضها كالطلاسم
ستكتبين لي هذه ! فاجأتها بهذا الأمر
كل هذه الأورا ق تكتب بخط مرتب , في كل يوم يأتيني أكثر من عشرين صفحة و أريدهم في السابعة صباحا أمامي
وابتدأت الكتابة كل يوم خمس وعشرين صفحة وكنت احس بانكسار في نفسها وهي تحضر الأوراق
حتى كان آخر الأسبوع جاءت والضماد على يدها ووجهها شاحب فهي لم تنم حتى تنهي الأوراق..
انخلع قلبي لمرآها ولكني تجالدت من أجلها
ولم تكتب رسالة واحدة طيلة هذا الأسبوع لمعلمتها !
وطلبت منها طلبا غريبا صعقت له
غدا الجمعة
ستأتين إلى المدرسة صباحا وسأكون أنا ومعلمتك هنا نريد ك....
أحسست أنها ستسقط أرضا , خافت كانت تعلم أنها لابد وستكون المفاتحة ولم تكن تعلم ما أخبئه لها
المرحلة الثانية من المواجهة

اليوم الجمعة:
قدمت قبلنا أنا والمعلمة
وكنت قد أعلمت معلمتها بما تفعل
المكتبة ... بحاجة إلى توضيب قالت لها المعلمة بجفاء
ستنزلين الكتب لأحصيها وأسجلها
وابتدأتا العمل
وكانت المعلمة تصرخ عليها , تؤنبها لأتفه الأسباب حتى رأيت الضيق بدأ يحوم حولها يحاول أن يرغمها على الصراخ والبكاء
رأت بأم عينها أن هذه التي قدستها , وأحبتها , ولم تنم الليل وهي تفكر بها قد ابتدأ تمثالها ينهار أمام عينها وذلك السحر الذي أخذ بلبها وأعماها عن الصواب ابتدأ يزول تدريجيا , ولمحت نظرات ساخطة من الفتاة جعلتني أرى أن المرحلة الثالثة والأخيرة قد حانت
فأخذتها إلى مكتبي
وابتدأت معها هذا الحوار:
قلت لها هل تعلمين يا بنيتي أنك عندما كتبت هذه الرسائل كنت عمياء!
نظرت إلي مندهشة
نعم كنت عمياء فأنت لم تري الحب الحقيقي , إنه ليس في شخص معلمتك , إننا عندما نحب نبحث عن أفضل الناس لنحبهم أليس كذلك ؟
- هزت رأسها
الا ترين معي ان معلمتك هذه ليست هي أفضل الناس وليست كما تخيلت
ورأيت الموافقة في عينيها وكل جوارحها
نعم لم أكن أعرف أنها هكذا . إنها حتى تعامليني كأني جارية ووو ابتدأت تسكب الفاظا من الأسى على الوقت الذي أضاعته تصوغ لها العبارات الحالمة

وقلت لها إذن لقد عرفت أن ما كنت تفعلينه خطأ
وما فعلته المعلمة معك الآن خطأ , لأن المغالاة في كل شيء لا يورث إلا تعبا وهلاكا , تعبت يدك في كتابة مفيدة وتألمت فكيف إذا أتيت يوم القيامة يوم ستشهد عليك يدك بأنك استعملتها فيما لا يرضي الله ونار جهنم تنتظر هذه اليد إن تمادت في غيها
إن الاعتدال يا بنيتي هو الحل
أحبي معلماتك كاخواتك , كقدوتك , وأشغلي وقتك بما يفيد وكلما أحسست أن الدنيا ستأخذك إلى ما كنت عليه إلجأي لربك , ولا تنسي أبدا أنه يحبك ويريد لهذه العاطفة الكبيرة عندك أن تكون في طاعته وهو الذي كلما أخطأنا مد يده الكريمة ليحتوينا فافتحي قلبك له إنه عز وجل يحب أن نتعب هذه اليد من أجله فتأتي يوم القيامة تفوح منها المسك فقد كانت لله ومن أجل دينه
وبكت قائلة:
أعلم اني مخطئة ولكني أخاف من أن أعود لما كنت
فقلت لها :
لن تعودي إنك الآن على الطريق الصحيح وسأساعدك وسأبقى معك حتى أطمئن عليك
وبكت كثيرا قائلة :
هل سيسامحني الله ؟؟ هل سيغفر لي ؟؟
-- نعم يا بنيتي فالله يحب التوابين ويحب المتطهرين
أدخلتها في حلقة تحفيظ القرآن في المدرسة
وأوكلت لها فتيات صغار تساعدهن في الحفظ وسلمتها أنشطة في المدرسة حتى لم يبق لها وقت تتنفس فيه , ولكنها كانت سعيدة

وأعطيتها برنامجا يوميا تمشي عليه في دراستها وقراءتها وعبادتها (( أخذ الأمر وقتا طويلا في تدرجها نحو طريق الله ولكنها نجحت وكانت قوية متجاوبة تريد لنفسها النقاء))
طلبت منها أن تكتب رسائل إلى فتيات جيلها تحدثهم عن الإلتزام , عن التوبة , وعن الحب في الله
ففرحت وابتدأت تنفس عن طاقاتها الدفينة وروت عطشها في البحث عن الحنان والحب كلما رأت أن صديقاتها يحببنها لدينها وتقواها . ورأت تقدير المعلمات لها


وكتبت رسائل كثيرة بعدها , كنت أقرؤهم كلهم كانت كلها دعوة لله وللمسلك الصحيح
توزعها لصويحباتها فتسعد لتجاوبهن ......
*بشائر الفجر*
*بشائر الفجر*
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

سبحــــــــــــــان الله ..

استاذتنا صباح ..
حقا ، لقد دهشت كثيرا عندما قرات طرقك في العقاب والتوجيه الى الطريق الصحيحة ..

لقد اتبعت طريقة الجزاء من جنس العمل بحكمة بالغة .

بارك الله فيك ، وكثر من أمثالك

والسلام عليكم
عطاء
عطاء
ياليت أيتها الحبيبة...يكون لكل معلمة النفس الطويل..في علاج مثل هذه

المشكلات..حين تطالبينهن في المساعدة في انتشال أولئك الفتيات يأخذن

الأمر بشيء من السخرية...السخرية منك ..والسخرية من الفتاة..

كم أمقت سلوك تلك المعلمة التي أعانت على استشراء مثل هذا الداء

وساعدت في نموه وتغذيته..ليكون لنفسها المريضة ..عدداً هائلاً من

المعجبين الذين يجرون خلفها ويطلبون ودها ..ولو كن فتيات في ..في أول

أعمارهن...تغذي نقصاً في شخصها ..وحاجتها للحب..ولاتعلم كم تدمر..وكم

من قلوب مفطورة ومعذبة لغير الله جعلتها أشلاءً..متناثرة في طريق ذلك

الحب المزعوم...قد ألتمس العذر لتلك الصغيرة صاحبة القلب المحروم

من الحنان ..وربما يمر بظروف الله وحده بها عليم...لكـــــــــــــــــن أن يكون السبب

في إذكاء نار الحب والتعلق في قلوب تلكالفتيات معلمة غير منضبطة..تقتل القدوة

كل يوم في شخصها ..بل تمزقها بمشرط الاستهتار ...والإعجاب بالذات والطواف

حولها...ترى أي شيء نصنع مع هذه النماذج المبتلاة...

أقف عاجزة...ولأنني عاصرت مثل ذلك..كان علاج الفتاة أسرع وأهون وأنجح

أما المعلمة....تمر السنوات ..والسنوات,, وهي مفتونة بنفسها..وتزيد في

تعذيب ..بنات المسلمين لأهواء وأهواء....فما الحل؟؟؟؟

كعادتك ياصباح...تنثرين الدر...وتجعليننا نتنفس عبق قلمك الزاكي الذي تضوع

في أرض الواحة الغناء...بورك المداد وجعل الله ما تخطين سبيلاً لمرضاته..