إليك أيتها النفس الحبيبة العجيبة أتوجه بخطابي هذا ..
لن أسألك عن الصحة ، كما أفعل عادة في رسائلي الأخرى ..فأنا أعرف بصحتك ومرضك .. ولن أسألك عن الأحوال ، فأحوالك هي عين أحوالي .. !!
فدعيني من هذا كله ، و أعيريني سمعك جيداً ..
لقد احترت والله في أمرك ، بعد أن بلغ بي الجهد معك مبلغاً عظيماً .
وبعد أن أعياني نصحك .. وأتعبني وعظك .. وأرهقتني متابعتك ..!!
كم ذا رأيتك مقيمة على قبيح الأفعال .. مقبلة على سفاسف الأمور ..
متولعة بهذر القول .. منتشية مع لغو الحديث .. متابعة لكل ما لا فائدة فيه ….
ومع هذا أراك صاحبة دعاوى كثيرة وطويلة ..!
وكلما قلت استقمتِ .. عدت إلى الوحل تتمرغين فيه ..مستمتعة به ..!!
أعجب من هذا …
أنني كلما رغبتك في أمر ذا بال يقرّبك من الله تعالى ، أراك تهتزين ، وترينني الشوق في عينيك _ أو هكذا يخيل إليّ _
فما أن أشمر للقيام بذلك الأمر ، حتى أراك تنكصين..
وتؤثرين الفاني على الباقي ..!! وتستبدلين الذي هو أدنى بالذي هو خير !!
وتعودين في لهفة الغائب ، إلى المستنقع الذي كنت فيه ..!!
وكلما زجرتك .. ورفعت سوط الترهيب فوق رأسك ، محذراً إياك .. وأنا أرعد وأبرق ، وأرغي ، وأزبد ..!!
ما أسرع ما أرى دمعاتك تنهمر على خديك ..!
ويهتز قلبي من داخله وأنا أرى هذه الحالة التي تتلبسين بها ..
ولم أدر أنك ممثلة بارعة ..! تجيدين لعب كافة الأدوار بمهارة عالية عجيبة !
تخادعينني بهذا الدور العاطفي الشديد التأثير ، لأنك تعرفين كم هي رقة قلبي ، حين أرى دموع أحد من خلق الله يبكي مقهورا.. !
يا له من مشهد مؤثر .. مشهد هذه الدموع وهي تنساب كالنهر على خديك ..!
لكن ما قيمتها في دنيا الواقع !؟
لكن ما رصيدها في الحقيقة ، وهي لا تثمر لك تغيراً في سلوك ..!؟
أي قيمة لدمعاتك هذه ، وأنا أراك بمجرد أن تجف ، تعودين على الفور إلى ما كنت منه تبكين ..! فإذا أنت تنغمسين في دوائر الزلات والغفلات والهفوات ونحوها .
وأعود بدوري إلى رفع السوط فوق رأسك من جديد ،
سياط الوعد والوعيد ، والويل والثبور …!
في حمية قاسية ، وغضب شديد ..!
فإذا بك تنكمشين وتتجمعين في هلع في أقصى الزاوية ، وألاحظ أنك ترجفين من مفرق الرأس ، إلى أخمص القدم ..!
فيداخلني فرح بأني انتصرت عليك هذه المرة …!
وأنسى أنك ممثلة بارعة مبهرة ..!
وأنك الآن في ( دور ) جديد ، تقومين بأدائه في مهارة فائقة لا تضاهى !!
وما أكثر ما انتحيت بك بعيدا عن عيون الخلق ، حيث لا يراني معك إلى الله وحده ..
في خلوة جانبية أسوقك إليها سوقاً عنيفاً ..!
وأبدأ أسرد عليك المواعظ ، والزواجر .. وأذكّـرك بالدنيا والآخرة ..
وأخوّفك من عذابٍ في القبر وعذاب في النار .. وأحدّثك عن مصارع الغابرين ..
وأذكّرك بقرب الرب سبحانه منك ، وأنه محيط بك ،
عالم بسريرتك ، يحصي عليك أنفاسك ، ويستر عليك أخطائك ،
ويوالي عليك نعمه التي لا تحصى ، فمن حقه سبحانه عليك :
أن يذكر ، فلا ينسى .. وأن يُشكر ، فلا يكفر .. وأن يُطاع فلا يعصى ..!
ويهزني أن أراك تصغين بعناية ، وبتركيز ، وتتابعين هذا الشلال الذي يتدفق من غور قلبي ، بعينين مفتوحتين حتى أقصاهما _ علامة الانبهار بما تسمعين _ !!
فتطرب روحي .. ويهتز قلبي .. وأنا أراك على هذه الحالة ..
وأنسى أنك الآن في ( دور ) جديد من أدوارك المتعددة !!
يالك من……. من شقية ……….. مع أنك حبيبة ..!!
تحياتي إليك ، ولي عودة معك _ إن شاء الله الله تعالى _…!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- - - - -
لن أخبركم بما ردت في جوابها على هذه الرسالة الطويلة التي توجهت بها إليها ...
لأن ردها _ فيما أحسب _ لا يتعدى القيام بدور جديد من أدوارها الكثيرة .!!
- - -
لكن هل ترون أني سأتركها !؟؟
لا والله .. وراها .. وراها .. حتى تلين أو تموت .. !!
......................
منقول

عزيزة @aazyz_1
عضوة شرف في عالم حواء
هذا الموضوع مغلق.

شروق
•
جزاك الله كل خير على هذه المقاله رائعه وختيار موفق إن شاء الله .



نعم
هكذا المؤمن
فهو بين محاسب وبين معاقب
النفس صعبة الترويض
تحتاج إلى لجام وإلى تربية وتدريب
ثم إذا انقادت إلى الخير
احتاجت إلى تصويب
ثم إذا وفقت لذلك
احتاجت لمحاسبة وتدقيق
رحمك الله ياعمر ورضي الله عنك
حين قلت
حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا وزنوا اعمالكم قبل ان توزن لكم وتزينوا للعرض الأكبر
يومئذ تعرضون لاتخفى منكم خافية
هكذا المؤمن
فهو بين محاسب وبين معاقب
النفس صعبة الترويض
تحتاج إلى لجام وإلى تربية وتدريب
ثم إذا انقادت إلى الخير
احتاجت إلى تصويب
ثم إذا وفقت لذلك
احتاجت لمحاسبة وتدقيق
رحمك الله ياعمر ورضي الله عنك
حين قلت
حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا وزنوا اعمالكم قبل ان توزن لكم وتزينوا للعرض الأكبر
يومئذ تعرضون لاتخفى منكم خافية

الصفحة الأخيرة