رساله إلى محمد عبده وغيره من الفنانين المشاركين في مهرجان هذا العام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أخي .. محمد عبده هداه الله ..
في أيام مضت، وليالي خلت، فرحنا بك وأنت تقرأ قول الله عز وجل { ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا } وأنت تذرف الدمع وتبكي، ففرح الصالحون وتضايق المنافقون ، وهاهي الأيام تدور، وترجع لما كنت عليه من الغناء والفن، فأغضبت الرحمن وأرضيت الشيطان ثم ماذا يا أخي؟؟!!

هذا هو صاحبك ورفيق دربك يسقط وهو يغني في آخر الليل .. في ليلة جمعة من صيف العام الماضي في وقت النزول الإلهي إلى السماء الدنيا، فربما دعوة أُجيبت من رجل خاشعٍ قائم يدعو على أهل الفساد في ظلمة الليل وهم غافلون ... وما أكثر الذين يرفعون أيديهم !!

أخي محمد عبده .. إني والله لك ناصح أمين، ومشفق رحيم، فتدارك نفسك فقد تجاوزت الخمسين ، وماذا تنتظر بعد ذلك؟!!!
أتحب أن تكون مثل صاحبك تلقى الله مغنياً؟؟ من مات على الربا بعثه الله والشيطان يتخبطه من المس، ومن مات محرماً في الحج والعمرة بعثه الله ملبياً، ومن مات شهيداً بعثه الله شهيداً اللون لون الدم والريح ريح المسك، ومن مات ساجداً بعثه الله ساجداً، ومن مات مغنياً بعثه الله مغنياً، فاختر لنفسك أيها تريد، فخاتمتك بيد الله، فادع الله بما تشاء منها، والمغنون أكثر الناس بكاء يوم القيامة كما في الحديث .. فلا تغتر بثناء الناس عليك .. وإكرامهم المزعوم لفنك، فوالله ما أردوا لك الخير أرأيت أبا طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم وهو يلفظ أنفاسه والرحيم الأمين يدعوه ويقول ياعم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله يوم القيامة) ولكن رفقاء السوء أبي جهل ومن معه يثنون عزمه، ويقول له: (يا أبا طالب أترغب عن ملة عبدالمطلب؟!) حتى مات على الشرك.

إلا يذكرك هذا بحال صاحبك يوم أن سقط وهم يصفقون له، أتراهم يا أخي ممن يصلون آخر الليل، أو يصلون الفجر مع الجماعة بعد هذا السهر الطويل؟ فهم ما بين مخمور وسكران على النغم. أظنك يا أخي رجل عاقل .. ولا ترضى لنفسك بهذا، فهم لن ينفعوك أجمعين، كبارهم وصغارهم، فهاهم بالأمس ثنوك عن توبتك، وصدوك عن رشدك،
فهل ستطيعهم إلى آخر عمرك يابن الخمسين
قال تعالى { ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا . ياويلتى ليتني لم أتخذ فلاناً خليلا . لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا} وقال تعالى {وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبرائنا فأضلونا السبيلا . ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعناً كبيرا}

أخي ما أظن أن بعد آيات الله واعظ ولا زاجر ، إن كان لك قلبٌ يعظم آيات الله ، فوالله لن يدخلو معك قبرك ولن يجيبوا الملائكة دونك، ولن يحاجوا لك عند الله بل سيتبرؤن منك، وياليت شعري، كم شخص سيطالبك يوم القيامة بما صددته بالأغاني عن ذكر الله؟!! فاذكر يا أخي الصاخة والطامة الكبرى واليوم العسير للكافرين غير يسير.

أخي تذكرأبنائك وخصوصاً بناتك الصغار وماذا يدخل في بطونهن من الحرام ، ألا تشفق عليهن وتربيهن تربية كريمة،
وإني لأرجو أن تحيى الليالي المقبلة من عمرك بقيام الليل وتلاوة القرآن والذكر والاستغفار ، ونسمع منك مرة أخرى
قوله تعالى { ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا }

وأخيراً أقول داعياً ــ فأمنوا ــ
اللهم اهدى ضال المسلمين وردهم إليك رداً جميلاً اللهم اهدى ضال المسلمين وردهم إليك رداً جميلاً اللهم اهدى ضال المسلمين وردهم إليك رداً جميلاً
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين




نقلا من منتدى الفوائد