رحلة مع سورة الرعد (2)
<<المتناقضات >>
-----------
بعد كل هذه الآيات والدلائل، يأتي التعقيب من الله تعالى:
(وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَءذَا كُنَّا تُرَابًا أَءنَّا لَفِى خَلْقٍ جَدِيدٍ..) (5).
فهل تستغربون، بعدما رأيتم كل هذا الملك في الكون، كيف أن الله تعالى قادر على أن يحيي الناس بعد موتهم؟
كيف يمكن لأي صاحب عقل سليم أن يشّك في قدرة الله تعالى؟
لذلك تنتقل الآيات التي بعدها إلى التركيز على نوع آخر من قدرته تعالى، وهي القدرة على جمع المتناقضات
جمعت الآيات 32 متناقضاً في الكون الله عز وجل قادر عليهم جميعاً سبحانه وتعالى ومن الامثلة عليها:
(الشمس و القمر)
(يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ)
(وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ) تقل وتزداد
(عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ)
(أَسَرَّ ٱلْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِٱلَّيْلِ وَسَارِبٌ بِٱلنَّهَارِ)
(السموات و الارض) (بالغدو و الأصال)
(خَوْفًا وَطَمَعًا) - (طَوْعًا وَكَرْهًا) - (نَفْعًا وَلاَ ضَرّا)
(هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ)
(ٱلْحَقَّ وَٱلْبَـٰطِلَ)
(اللّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاء وَيَقَدِرُ)
(لَّهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَقُّ)
(يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ)
(وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً)
(وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ)
(إنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ)
(مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ)
وحتى الرعد فيه متناقضات أنه موجب وسالب وأنه على ظاهره المخيف يحمل الخير والمطر الذي ينبت الزرع ويسقي الناس والبهائم.
وكأن هذه الآيات الرائعة تقول لنا: كيف لا تسلمون لله، وهو الحق الكامل الذي يملك الكون بكل متناقضاته ويجمع بينها، لتؤكد على المحور الأصلي للسورة، وهو أن الحق قوي راسخ، وأن الباطل ضعيف إلى زوال.
رحلة مع سورة الرعد (2)
<<المتناقضات >>
-----------
بعد كل هذه الآيات والدلائل،...
وجعله في ميزان حسناتك
ورزقك جنةً عرضها السموات والأرض