براءة6

براءة6 @braaa6

عضوة نشيطة

رمضان؟؟؟

ملتقى الإيمان

رمضان
أفل نجمه بعد أن سطع، وأظلم ليله بعد أن لمع، ومضت لياليه بعد أن ذقنا فيها جميع أنواع المتع، ولا ندري من منا المقبول ومن المردود.. من منا السعيد ومن المطرود!!.
روي عن الإمام علي رضي الله عنه أنه كان ينادي في آخر ليلة من شهر رمضان: "يا ليت شعري، من هذا المقبول فنهنِّيه، ومن هذا المحروم فنعزِّيه".
وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يقول: "من هذا المقبول منا فنهنِّيه، ومن هذا المحروم منا فنعزِّيه، أيها المقبول.. هنيئًا لك، أيها المردود.. جبر الله مصيبتك".

"يا شهر رمضان ترفّق، دموعُ المحبين تدَفّق، قلوبهم من ألم الفراق تشقّق، عسى وقفة للوداع تطفئ من نار الشوق ما أحرق، عسى ساعة توبة وإقلاع ترقع من الصيام ما تخرّق، عسى منقطعًا من ركب المقبولين يلحق، عسى أسيرَ الأوزار يُطلق، عسى من استوجب النار يُعتق:
عسى وعسى من قبلِ وقتِ التفرُّقِ إلى كل ما ترجو من الخير تلتقي
فيُجْبرُ مكسور ويُقبل تائب ويُعتق خطَّاء ويسعد من شقي

بهذه الكلمات تحدث الإمام ابن الجوزي عن لوعة فراق رمضان، وكأنه لا يريده أن يرحل، وكيف يرحل وهو الذي أقام بيننا أيامًا كان سببًا فيها لصلاح أحوالنا، واستقامة سلوكياتنا، وعودة ضالِّنا، وتوبة عاصينا، وندم مفرطنا؟! ألم يكن رمضان ملء أسماعنا وأبصارنا؟! ألم يكن رمضان غذاء قلوبنا وأرواحنا؟! ألم يكن رمضان مهبط رحمات ربنا؟! ألم يكن رمضان حديث منابرنا ومجالسنا؟! ألم يكن رمضان سببًا في عمارة مساجدنا؟! ألم يكن رمضان زينة مناراتنا وأحيائنا؟! ألم يكن رمضان بضاعة تسوقنا؟! ألم يكن رمضان سمر أنديتنا وحديث ذوي أرحامنا؟!

كيف يرحل وقد كان مؤنسنا في الوحدة، ورفيقنا في الخلوة، وسائقنا إلى الرحمة، وقائدنا إلى الجنة؟!
كيف يرحل وقد كان سببًا في جلاء قلوبنا، وصفاء صدورنا، ونور وجوهنا، وعبرات أعيننا، وسخاء أيادينا، وشكر ألسنتنا؟
2
328

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ـ أم ريـــــم ـ
جـــــــــــزاكـــ الله خيــــرا ونفــع بـــكـــ وغــفــر لــكـ ولــوالــديــكـ
خالةوليد
خالةوليد