سراب
سراب
كل شيء هادئ .. المدينة نائمة .. الطرقات تستريح تحت مصابيح أخذت تتهامس فيما بينها .. وبقايا من البشر يشدون الخطا قبل أن تضيع الدروب في أعماق الليل.. كانت هناك سحب تتسابق في عرض السماء .. ورياح تجري في ثنايا الممرات المظلمة وأيام ممزقة ملقاة على أبواب الزمن .. وأرواح تلهث وراء السعادة ..
وفي ركن قديم هجرته العناكب في أحد الشوارع الخرساء تمدد رجل في الستين من عمره ترتسم على وجهه خطوط رسمها الزمن ، وفي عينيه بقايا دموع تجمدت .. وعلى جانبه ارتمت حفيدته ذات الستة اشهر تغط في نوم عميق .. شعرها مبعثر في كل الدنيا .. وجهها كبدر تآمرت عليه الغيوم ..عليها ملابس ربما كانت تستعمل في تنظيف السيارات .. لقد ماتت أمها ورحلت عنها وتركتها للأيام ..للصراخ ..للعذاب .. انهم فقراء .. لا يعرفون شكل النقود ، أحلامهم احترقت عندما احترق عشهم الصغير ،بعد ذلك لا شيء يملكونه سمى أكف ترفع إلى السماء وتدعو .. ودمع يفيض من العيون فيسيل ..
تزاحمت السحب في أعماق الليل .. تراقصت الرياح في دروب المدينة .. صرخت السماء فدوى الرعد وامتد ذاك الثعبان البراق في السماء يطعنها فتسيل قطرات المطر على وجه ابنة الستة أشهر .. ترتعش .. تستيقظ .. تبكي ..دموع من المطر .. ودموع من الطفلة ..قام ذاك العجوز المسكين يحتضن طفلته وليس لديه شيء يحميها من زمجرة الرياح وشلال المطر .. ماهي إلا لحظات حتى ارتوت الطرقات بأنهار هبطت من السماء تحت ستار الليل .. جرفت السيول الذكريات القديمة النائمة على أرصفة الصمت ..
أسرع الرجل العجوز يكفكف دموع صغيرته ويرحل قبل أن تجرفه السيول مع ما جرفت .. إلى أين يرحل ؟ .. ليس هناك مأوى ..فالليل هو بيته .. وفي هذه الليلة ضاع هدوء البيت بالضيوف المزعجين .. ارتمى في شوارع المدينة ..وحفيدته تصرخ .. والرياح تصرخ ..وكل شيء يصرخ ..حتى العجوز .. انه يعلم أن صغيرته مريضة بالقلب ولا تحتمل المزيد من العذاب ، وهذا الليل لا ينذر بغير مزيد من الألم ..
والآن إلى أين ؟ هناك في آخر الشارع يركن مصح لعله يمسح دموع الصغيرة ويزرع في أعماقها البسمة و الأمل .. سار العجوز تحت رداء الليل يعبر أمواج السيل ليصل إلى هذا المستوصف الذي ما دخله مريض على قدميه إلا وخرج محمولا في تابوت .. انه مشفى خاص بالفقراء الذين لا يملكون في هذه الدنيا سوى أحلامهم ..
وصل العجوز إلى هناك ،لكن أين الطبيب ؟ .. انه غارق في النوم على سرير ربما يكون مصنوعا من لحوم مرضاه الذين عالجهم ولم يدفعوا له .. انه نائم وضميره نائم معه .. جلس العجوز المسكين ينتظر على عتبة باب المستشفى وطفلته على يديه تبكي وتصرخ والعواصف تضربها بشدة .. جلس العجوز يجرجر الذكريات ويعد السنين ، أتراها كانت ألف عام أو ألفين ؟ .. هل كانت لي زوجة خطفها الموت ؟ .. هل كانت لي أبنة قتلها الجوع كما قتل زوجها ؟ وهل .. وهل .. وهل ..
أسئلة كثيرة تبحث عن إجابات .. كانت دموعه تجيبه .. أشاح بوجهه بعيدا عن جسر الذكريات..وعاد لحفيدته .. لقد صمتت وعلى وجهها ابتسامة هادئة كساها الحزن .. صمت غريب ..حدق فيها .. دموع متجمدة في عينيها .. أخذ يناديها .. يردد أسمها .. ولكن .. وآه من لكن ..لقد ودعت الحياة ورحلت إلى والدتها .. ماتت وعلى رأسها وقف الموت يرفرف براية النصر مثلما رفرف من قبل على رأس زوجته وأبنته ..خرج من المستوصف مهزوما من كل شيء ..حفيدته على يديه جثة هامدة والمطر ينزف على وجهها .. بكى .. صرخ .. جرى في الشوارع يحكي حكايته مع الأيام .. ـخذ يبعثر أحزانه على الطرقات ودموعه تتساقط على الطفلة .. في النهاية تعب من السير ..ومن الحياة ، فسقط مع حفيدته في أحد الزوايا المظلمة..




تمت الفهرسة
بسمة القمر
بسمة القمر
كل شيء هادئ .. المدينة نائمة .. الطرقات تستريح تحت مصابيح أخذت تتهامس فيما بينها .. وبقايا من البشر يشدون الخطا قبل أن تضيع الدروب في أعماق الليل.. كانت هناك سحب تتسابق في عرض السماء .. ورياح تجري في ثنايا الممرات المظلمة وأيام ممزقة ملقاة على أبواب الزمن .. وأرواح تلهث وراء السعادة .. وفي ركن قديم هجرته العناكب في أحد الشوارع الخرساء تمدد رجل في الستين من عمره ترتسم على وجهه خطوط رسمها الزمن ، وفي عينيه بقايا دموع تجمدت .. وعلى جانبه ارتمت حفيدته ذات الستة اشهر تغط في نوم عميق .. شعرها مبعثر في كل الدنيا .. وجهها كبدر تآمرت عليه الغيوم ..عليها ملابس ربما كانت تستعمل في تنظيف السيارات .. لقد ماتت أمها ورحلت عنها وتركتها للأيام ..للصراخ ..للعذاب .. انهم فقراء .. لا يعرفون شكل النقود ، أحلامهم احترقت عندما احترق عشهم الصغير ،بعد ذلك لا شيء يملكونه سمى أكف ترفع إلى السماء وتدعو .. ودمع يفيض من العيون فيسيل .. تزاحمت السحب في أعماق الليل .. تراقصت الرياح في دروب المدينة .. صرخت السماء فدوى الرعد وامتد ذاك الثعبان البراق في السماء يطعنها فتسيل قطرات المطر على وجه ابنة الستة أشهر .. ترتعش .. تستيقظ .. تبكي ..دموع من المطر .. ودموع من الطفلة ..قام ذاك العجوز المسكين يحتضن طفلته وليس لديه شيء يحميها من زمجرة الرياح وشلال المطر .. ماهي إلا لحظات حتى ارتوت الطرقات بأنهار هبطت من السماء تحت ستار الليل .. جرفت السيول الذكريات القديمة النائمة على أرصفة الصمت .. أسرع الرجل العجوز يكفكف دموع صغيرته ويرحل قبل أن تجرفه السيول مع ما جرفت .. إلى أين يرحل ؟ .. ليس هناك مأوى ..فالليل هو بيته .. وفي هذه الليلة ضاع هدوء البيت بالضيوف المزعجين .. ارتمى في شوارع المدينة ..وحفيدته تصرخ .. والرياح تصرخ ..وكل شيء يصرخ ..حتى العجوز .. انه يعلم أن صغيرته مريضة بالقلب ولا تحتمل المزيد من العذاب ، وهذا الليل لا ينذر بغير مزيد من الألم .. والآن إلى أين ؟ هناك في آخر الشارع يركن مصح لعله يمسح دموع الصغيرة ويزرع في أعماقها البسمة و الأمل .. سار العجوز تحت رداء الليل يعبر أمواج السيل ليصل إلى هذا المستوصف الذي ما دخله مريض على قدميه إلا وخرج محمولا في تابوت .. انه مشفى خاص بالفقراء الذين لا يملكون في هذه الدنيا سوى أحلامهم .. وصل العجوز إلى هناك ،لكن أين الطبيب ؟ .. انه غارق في النوم على سرير ربما يكون مصنوعا من لحوم مرضاه الذين عالجهم ولم يدفعوا له .. انه نائم وضميره نائم معه .. جلس العجوز المسكين ينتظر على عتبة باب المستشفى وطفلته على يديه تبكي وتصرخ والعواصف تضربها بشدة .. جلس العجوز يجرجر الذكريات ويعد السنين ، أتراها كانت ألف عام أو ألفين ؟ .. هل كانت لي زوجة خطفها الموت ؟ .. هل كانت لي أبنة قتلها الجوع كما قتل زوجها ؟ وهل .. وهل .. وهل .. أسئلة كثيرة تبحث عن إجابات .. كانت دموعه تجيبه .. أشاح بوجهه بعيدا عن جسر الذكريات..وعاد لحفيدته .. لقد صمتت وعلى وجهها ابتسامة هادئة كساها الحزن .. صمت غريب ..حدق فيها .. دموع متجمدة في عينيها .. أخذ يناديها .. يردد أسمها .. ولكن .. وآه من لكن ..لقد ودعت الحياة ورحلت إلى والدتها .. ماتت وعلى رأسها وقف الموت يرفرف براية النصر مثلما رفرف من قبل على رأس زوجته وأبنته ..خرج من المستوصف مهزوما من كل شيء ..حفيدته على يديه جثة هامدة والمطر ينزف على وجهها .. بكى .. صرخ .. جرى في الشوارع يحكي حكايته مع الأيام .. ـخذ يبعثر أحزانه على الطرقات ودموعه تتساقط على الطفلة .. في النهاية تعب من السير ..ومن الحياة ، فسقط مع حفيدته في أحد الزوايا المظلمة.. تمت الفهرسة
كل شيء هادئ .. المدينة نائمة .. الطرقات تستريح تحت مصابيح أخذت تتهامس فيما بينها .. وبقايا من...
بسم الله الرحمن الرحيم
قصة مأثرة جداً تُصور مدى ظلم الناس على المساكين الفقراء الذين قد لايشعر بهم أحد ولايرى مأساتهم أحد إنها فعلاً ليلة ساخنة جداً ليست في جوها وأمطارها بل في حرارة مشاعرها ومآسيها ومصاعبها.

<IMG SRC="http://hawaaworld.com/ubb//uploads/5555.gif" border=0>

------------------
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
فتاة المستقبل
كل شيء هادئ .. المدينة نائمة .. الطرقات تستريح تحت مصابيح أخذت تتهامس فيما بينها .. وبقايا من البشر يشدون الخطا قبل أن تضيع الدروب في أعماق الليل.. كانت هناك سحب تتسابق في عرض السماء .. ورياح تجري في ثنايا الممرات المظلمة وأيام ممزقة ملقاة على أبواب الزمن .. وأرواح تلهث وراء السعادة .. وفي ركن قديم هجرته العناكب في أحد الشوارع الخرساء تمدد رجل في الستين من عمره ترتسم على وجهه خطوط رسمها الزمن ، وفي عينيه بقايا دموع تجمدت .. وعلى جانبه ارتمت حفيدته ذات الستة اشهر تغط في نوم عميق .. شعرها مبعثر في كل الدنيا .. وجهها كبدر تآمرت عليه الغيوم ..عليها ملابس ربما كانت تستعمل في تنظيف السيارات .. لقد ماتت أمها ورحلت عنها وتركتها للأيام ..للصراخ ..للعذاب .. انهم فقراء .. لا يعرفون شكل النقود ، أحلامهم احترقت عندما احترق عشهم الصغير ،بعد ذلك لا شيء يملكونه سمى أكف ترفع إلى السماء وتدعو .. ودمع يفيض من العيون فيسيل .. تزاحمت السحب في أعماق الليل .. تراقصت الرياح في دروب المدينة .. صرخت السماء فدوى الرعد وامتد ذاك الثعبان البراق في السماء يطعنها فتسيل قطرات المطر على وجه ابنة الستة أشهر .. ترتعش .. تستيقظ .. تبكي ..دموع من المطر .. ودموع من الطفلة ..قام ذاك العجوز المسكين يحتضن طفلته وليس لديه شيء يحميها من زمجرة الرياح وشلال المطر .. ماهي إلا لحظات حتى ارتوت الطرقات بأنهار هبطت من السماء تحت ستار الليل .. جرفت السيول الذكريات القديمة النائمة على أرصفة الصمت .. أسرع الرجل العجوز يكفكف دموع صغيرته ويرحل قبل أن تجرفه السيول مع ما جرفت .. إلى أين يرحل ؟ .. ليس هناك مأوى ..فالليل هو بيته .. وفي هذه الليلة ضاع هدوء البيت بالضيوف المزعجين .. ارتمى في شوارع المدينة ..وحفيدته تصرخ .. والرياح تصرخ ..وكل شيء يصرخ ..حتى العجوز .. انه يعلم أن صغيرته مريضة بالقلب ولا تحتمل المزيد من العذاب ، وهذا الليل لا ينذر بغير مزيد من الألم .. والآن إلى أين ؟ هناك في آخر الشارع يركن مصح لعله يمسح دموع الصغيرة ويزرع في أعماقها البسمة و الأمل .. سار العجوز تحت رداء الليل يعبر أمواج السيل ليصل إلى هذا المستوصف الذي ما دخله مريض على قدميه إلا وخرج محمولا في تابوت .. انه مشفى خاص بالفقراء الذين لا يملكون في هذه الدنيا سوى أحلامهم .. وصل العجوز إلى هناك ،لكن أين الطبيب ؟ .. انه غارق في النوم على سرير ربما يكون مصنوعا من لحوم مرضاه الذين عالجهم ولم يدفعوا له .. انه نائم وضميره نائم معه .. جلس العجوز المسكين ينتظر على عتبة باب المستشفى وطفلته على يديه تبكي وتصرخ والعواصف تضربها بشدة .. جلس العجوز يجرجر الذكريات ويعد السنين ، أتراها كانت ألف عام أو ألفين ؟ .. هل كانت لي زوجة خطفها الموت ؟ .. هل كانت لي أبنة قتلها الجوع كما قتل زوجها ؟ وهل .. وهل .. وهل .. أسئلة كثيرة تبحث عن إجابات .. كانت دموعه تجيبه .. أشاح بوجهه بعيدا عن جسر الذكريات..وعاد لحفيدته .. لقد صمتت وعلى وجهها ابتسامة هادئة كساها الحزن .. صمت غريب ..حدق فيها .. دموع متجمدة في عينيها .. أخذ يناديها .. يردد أسمها .. ولكن .. وآه من لكن ..لقد ودعت الحياة ورحلت إلى والدتها .. ماتت وعلى رأسها وقف الموت يرفرف براية النصر مثلما رفرف من قبل على رأس زوجته وأبنته ..خرج من المستوصف مهزوما من كل شيء ..حفيدته على يديه جثة هامدة والمطر ينزف على وجهها .. بكى .. صرخ .. جرى في الشوارع يحكي حكايته مع الأيام .. ـخذ يبعثر أحزانه على الطرقات ودموعه تتساقط على الطفلة .. في النهاية تعب من السير ..ومن الحياة ، فسقط مع حفيدته في أحد الزوايا المظلمة.. تمت الفهرسة
كل شيء هادئ .. المدينة نائمة .. الطرقات تستريح تحت مصابيح أخذت تتهامس فيما بينها .. وبقايا من...
جزاك الله كل خير أخي سراب ..
وجعله في موازين حسناتك ..
fatima
fatima
كل شيء هادئ .. المدينة نائمة .. الطرقات تستريح تحت مصابيح أخذت تتهامس فيما بينها .. وبقايا من البشر يشدون الخطا قبل أن تضيع الدروب في أعماق الليل.. كانت هناك سحب تتسابق في عرض السماء .. ورياح تجري في ثنايا الممرات المظلمة وأيام ممزقة ملقاة على أبواب الزمن .. وأرواح تلهث وراء السعادة .. وفي ركن قديم هجرته العناكب في أحد الشوارع الخرساء تمدد رجل في الستين من عمره ترتسم على وجهه خطوط رسمها الزمن ، وفي عينيه بقايا دموع تجمدت .. وعلى جانبه ارتمت حفيدته ذات الستة اشهر تغط في نوم عميق .. شعرها مبعثر في كل الدنيا .. وجهها كبدر تآمرت عليه الغيوم ..عليها ملابس ربما كانت تستعمل في تنظيف السيارات .. لقد ماتت أمها ورحلت عنها وتركتها للأيام ..للصراخ ..للعذاب .. انهم فقراء .. لا يعرفون شكل النقود ، أحلامهم احترقت عندما احترق عشهم الصغير ،بعد ذلك لا شيء يملكونه سمى أكف ترفع إلى السماء وتدعو .. ودمع يفيض من العيون فيسيل .. تزاحمت السحب في أعماق الليل .. تراقصت الرياح في دروب المدينة .. صرخت السماء فدوى الرعد وامتد ذاك الثعبان البراق في السماء يطعنها فتسيل قطرات المطر على وجه ابنة الستة أشهر .. ترتعش .. تستيقظ .. تبكي ..دموع من المطر .. ودموع من الطفلة ..قام ذاك العجوز المسكين يحتضن طفلته وليس لديه شيء يحميها من زمجرة الرياح وشلال المطر .. ماهي إلا لحظات حتى ارتوت الطرقات بأنهار هبطت من السماء تحت ستار الليل .. جرفت السيول الذكريات القديمة النائمة على أرصفة الصمت .. أسرع الرجل العجوز يكفكف دموع صغيرته ويرحل قبل أن تجرفه السيول مع ما جرفت .. إلى أين يرحل ؟ .. ليس هناك مأوى ..فالليل هو بيته .. وفي هذه الليلة ضاع هدوء البيت بالضيوف المزعجين .. ارتمى في شوارع المدينة ..وحفيدته تصرخ .. والرياح تصرخ ..وكل شيء يصرخ ..حتى العجوز .. انه يعلم أن صغيرته مريضة بالقلب ولا تحتمل المزيد من العذاب ، وهذا الليل لا ينذر بغير مزيد من الألم .. والآن إلى أين ؟ هناك في آخر الشارع يركن مصح لعله يمسح دموع الصغيرة ويزرع في أعماقها البسمة و الأمل .. سار العجوز تحت رداء الليل يعبر أمواج السيل ليصل إلى هذا المستوصف الذي ما دخله مريض على قدميه إلا وخرج محمولا في تابوت .. انه مشفى خاص بالفقراء الذين لا يملكون في هذه الدنيا سوى أحلامهم .. وصل العجوز إلى هناك ،لكن أين الطبيب ؟ .. انه غارق في النوم على سرير ربما يكون مصنوعا من لحوم مرضاه الذين عالجهم ولم يدفعوا له .. انه نائم وضميره نائم معه .. جلس العجوز المسكين ينتظر على عتبة باب المستشفى وطفلته على يديه تبكي وتصرخ والعواصف تضربها بشدة .. جلس العجوز يجرجر الذكريات ويعد السنين ، أتراها كانت ألف عام أو ألفين ؟ .. هل كانت لي زوجة خطفها الموت ؟ .. هل كانت لي أبنة قتلها الجوع كما قتل زوجها ؟ وهل .. وهل .. وهل .. أسئلة كثيرة تبحث عن إجابات .. كانت دموعه تجيبه .. أشاح بوجهه بعيدا عن جسر الذكريات..وعاد لحفيدته .. لقد صمتت وعلى وجهها ابتسامة هادئة كساها الحزن .. صمت غريب ..حدق فيها .. دموع متجمدة في عينيها .. أخذ يناديها .. يردد أسمها .. ولكن .. وآه من لكن ..لقد ودعت الحياة ورحلت إلى والدتها .. ماتت وعلى رأسها وقف الموت يرفرف براية النصر مثلما رفرف من قبل على رأس زوجته وأبنته ..خرج من المستوصف مهزوما من كل شيء ..حفيدته على يديه جثة هامدة والمطر ينزف على وجهها .. بكى .. صرخ .. جرى في الشوارع يحكي حكايته مع الأيام .. ـخذ يبعثر أحزانه على الطرقات ودموعه تتساقط على الطفلة .. في النهاية تعب من السير ..ومن الحياة ، فسقط مع حفيدته في أحد الزوايا المظلمة.. تمت الفهرسة
كل شيء هادئ .. المدينة نائمة .. الطرقات تستريح تحت مصابيح أخذت تتهامس فيما بينها .. وبقايا من...
الأخ سراب ..
ابداعك متجدد دائماً .. وألفاظك ترقى يوماً بعد يوم ..
وأتمنى أن يتسع صدرك لملاحظتي التي سكبها أساتذتي في أذني ولم أكن أستسيغها .. ولكني مؤخراً وجدت أن ما قالوه صحيح .. ويجب أن اسير على نهجه ..
ألا وهو البعد عن كل ما هو مباشر في القصة .. القصة يا سيدي بذرة صغيرة تختزل فيها الكثير من المعاني التي على وشك الولادة والتي لم تلد بعد .. حاول أن تركز في الأسلوب .. وأن تجعل القصة مفتوحة الدلالات أمام القارئ .. لا تقل للقارئ أنا أريد كذا أو أقصد كذا من هذه القصة .. ولكن دع نوافذ التخيل مشرعة أمامه حتى يشارك هو معك في كتابة القصة وفهمها ..
وهناك عبارة قالها لي أحد الأساتذة يوما ما ما زالت ترن في ذاكرتي .. وهي :
قارئ القصة منتج بينما قارئ الرواية مستهلك ..
أتمنى أن لا يضايقك هذاالكلام ..
مع تمنياتي لك بالتوفيق والإبداع المستمر .....

فاطمة
fatima
fatima
كل شيء هادئ .. المدينة نائمة .. الطرقات تستريح تحت مصابيح أخذت تتهامس فيما بينها .. وبقايا من البشر يشدون الخطا قبل أن تضيع الدروب في أعماق الليل.. كانت هناك سحب تتسابق في عرض السماء .. ورياح تجري في ثنايا الممرات المظلمة وأيام ممزقة ملقاة على أبواب الزمن .. وأرواح تلهث وراء السعادة .. وفي ركن قديم هجرته العناكب في أحد الشوارع الخرساء تمدد رجل في الستين من عمره ترتسم على وجهه خطوط رسمها الزمن ، وفي عينيه بقايا دموع تجمدت .. وعلى جانبه ارتمت حفيدته ذات الستة اشهر تغط في نوم عميق .. شعرها مبعثر في كل الدنيا .. وجهها كبدر تآمرت عليه الغيوم ..عليها ملابس ربما كانت تستعمل في تنظيف السيارات .. لقد ماتت أمها ورحلت عنها وتركتها للأيام ..للصراخ ..للعذاب .. انهم فقراء .. لا يعرفون شكل النقود ، أحلامهم احترقت عندما احترق عشهم الصغير ،بعد ذلك لا شيء يملكونه سمى أكف ترفع إلى السماء وتدعو .. ودمع يفيض من العيون فيسيل .. تزاحمت السحب في أعماق الليل .. تراقصت الرياح في دروب المدينة .. صرخت السماء فدوى الرعد وامتد ذاك الثعبان البراق في السماء يطعنها فتسيل قطرات المطر على وجه ابنة الستة أشهر .. ترتعش .. تستيقظ .. تبكي ..دموع من المطر .. ودموع من الطفلة ..قام ذاك العجوز المسكين يحتضن طفلته وليس لديه شيء يحميها من زمجرة الرياح وشلال المطر .. ماهي إلا لحظات حتى ارتوت الطرقات بأنهار هبطت من السماء تحت ستار الليل .. جرفت السيول الذكريات القديمة النائمة على أرصفة الصمت .. أسرع الرجل العجوز يكفكف دموع صغيرته ويرحل قبل أن تجرفه السيول مع ما جرفت .. إلى أين يرحل ؟ .. ليس هناك مأوى ..فالليل هو بيته .. وفي هذه الليلة ضاع هدوء البيت بالضيوف المزعجين .. ارتمى في شوارع المدينة ..وحفيدته تصرخ .. والرياح تصرخ ..وكل شيء يصرخ ..حتى العجوز .. انه يعلم أن صغيرته مريضة بالقلب ولا تحتمل المزيد من العذاب ، وهذا الليل لا ينذر بغير مزيد من الألم .. والآن إلى أين ؟ هناك في آخر الشارع يركن مصح لعله يمسح دموع الصغيرة ويزرع في أعماقها البسمة و الأمل .. سار العجوز تحت رداء الليل يعبر أمواج السيل ليصل إلى هذا المستوصف الذي ما دخله مريض على قدميه إلا وخرج محمولا في تابوت .. انه مشفى خاص بالفقراء الذين لا يملكون في هذه الدنيا سوى أحلامهم .. وصل العجوز إلى هناك ،لكن أين الطبيب ؟ .. انه غارق في النوم على سرير ربما يكون مصنوعا من لحوم مرضاه الذين عالجهم ولم يدفعوا له .. انه نائم وضميره نائم معه .. جلس العجوز المسكين ينتظر على عتبة باب المستشفى وطفلته على يديه تبكي وتصرخ والعواصف تضربها بشدة .. جلس العجوز يجرجر الذكريات ويعد السنين ، أتراها كانت ألف عام أو ألفين ؟ .. هل كانت لي زوجة خطفها الموت ؟ .. هل كانت لي أبنة قتلها الجوع كما قتل زوجها ؟ وهل .. وهل .. وهل .. أسئلة كثيرة تبحث عن إجابات .. كانت دموعه تجيبه .. أشاح بوجهه بعيدا عن جسر الذكريات..وعاد لحفيدته .. لقد صمتت وعلى وجهها ابتسامة هادئة كساها الحزن .. صمت غريب ..حدق فيها .. دموع متجمدة في عينيها .. أخذ يناديها .. يردد أسمها .. ولكن .. وآه من لكن ..لقد ودعت الحياة ورحلت إلى والدتها .. ماتت وعلى رأسها وقف الموت يرفرف براية النصر مثلما رفرف من قبل على رأس زوجته وأبنته ..خرج من المستوصف مهزوما من كل شيء ..حفيدته على يديه جثة هامدة والمطر ينزف على وجهها .. بكى .. صرخ .. جرى في الشوارع يحكي حكايته مع الأيام .. ـخذ يبعثر أحزانه على الطرقات ودموعه تتساقط على الطفلة .. في النهاية تعب من السير ..ومن الحياة ، فسقط مع حفيدته في أحد الزوايا المظلمة.. تمت الفهرسة
كل شيء هادئ .. المدينة نائمة .. الطرقات تستريح تحت مصابيح أخذت تتهامس فيما بينها .. وبقايا من...
أتمنى أن نرى قصصك في واحة المنتدى .. حتى تكون على مقربة منا ..