عند سدرة المنتهى
عن أسماءَ بنتِ أبي بكرٍ أنَّها كانت إذا ثرَدتْ غطَّتْه حتَّى يذهَبَ فَوْرُه ثمَّ تقولُ: إنِّي سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: (إنَّه أعظَمُ للبركةِ)

الراوي : أسماء بنت أبي بكر
| المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان - الصفحة أو الرقم : 5207
| خلاصة حكم المحدث: حسن
عند سدرة المنتهى
"مَثَلُ ما بَعَثَنِي اللَّهُ به مِنَ الهُدَى والعِلْمِ، كَمَثَلِ الغَيْثِ الكَثِيرِ أصابَ أرْضًا، فَكانَ مِنْها نَقِيَّةٌ، قَبِلَتِ الماءَ، فأنْبَتَتِ الكَلَأَ والعُشْبَ الكَثِيرَ، وكانَتْ مِنْها أجادِبُ، أمْسَكَتِ الماءَ، فَنَفَعَ اللَّهُ بها النَّاسَ، فَشَرِبُوا وسَقَوْا وزَرَعُوا، وأَصابَتْ مِنْها طائِفَةً أُخْرَى، إنَّما هي قِيعانٌ لا تُمْسِكُ ماءً ولا تُنْبِتُ كَلَأً، فَذلكَ مَثَلُ مَن فَقُهَ في دِينِ اللَّهِ، ونَفَعَهُ ما بَعَثَنِي اللَّهُ به فَعَلِمَ وعَلَّمَ، ومَثَلُ مَن لَمْ يَرْفَعْ بذلكَ رَأْسًا، ولَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الذي أُرْسِلْتُ بهِ"
الراوي : أبو موسى الأشعري | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم : 79 | خلاصة حكم المحدث :
شرح الحديث: كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أحسنَ الناسِ تَعليمًا؛ فكان كَثيرًا ما يَستخدِمُ ضَرْبَ الأمْثلةِ البَليغةِ الوَجيزةِ الَّتي بها تَصِلُ بها المعلومةُ وتَرسَخُ في الأذهانِ.وفي هذا الحَديثِ يُشبِّهُ لنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الهُدى والدَّلالاتِ المُوصِلةَ إلى اللهِ، والعِلمَ الشَّرعيَّ المُستمدَّ مِن كِتابِ الله تعالَى وسُنَّةِ نَبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ بالمَطَرِ الغزيرِ الَّذي يَنزِلُ على أنواعٍ مُختلفةٍ مِن الأرضِ: أوَّلُها: الأرضُ الخِصبةُ النَّقيَّةُ مِن الحَشراتِ والدِّيدانِ الَّتي تَفتِكُ بالزَّرعِ، فهذه تَقبَلُ الماءَ، فتَشرَبُ مِياهَ الأمطارِ، فتُنبِتُ النَّباتَ الكثيرَ رَطبًا ويابسًا، ومَثَلُها مَثَلُ العالِمِ المُتفقِّهِ في دِينِ اللهِ، العاملِ بعِلمِه، المُعلِّمِ لغيرِه، وهذا هو الطَّرَفُ الأعلى في الاهتداءِ.وثانيها: الأرضُ المُجدِبةُ، المُمسِكةُ للماءِ، وهي الأرضُ الصُّلبةُ الَّتي لا تُنبِتُ زَرعًا، فكانت بمَثابةِ خزَّاناتٍ ضَخمةً، تَحفَظُ الماءَ، وتمُدُّ به غيرَها، فيَنتفِعُ بها النَّاسُ، فيَشرَبون ويَسقُون مَواشيَهم، ويَزرَعون الأراضيَ الخِصبةَ بمائِها، فهي وإنْ لم تَنتفِعْ بالغيثِ في نفْسِها، فإنَّها نفَعَتْ غيرَها؛ مِن الإنسانِ، والحيوانِ، والأراضي الأُخرى، وذلك مَثَلُ ناسٍ لهم قُلوبٌ حافظةٌ، لكنْ لَيست لهم أذهانٌ ثاقبةٌ، ولا رُسوخَ لهم في العِلمِ يَستنبِطون به المعانيَ والأحكامَ، وليس لهم اجتهادٌ في العمَلِ به، فهمْ يَحفَظونه حتى يَجِيءَ أهلُ العلمِ للنَّفعِ والانتفاعِ، فيَأخُذوه منهم فيُنتفَع به، فهؤلاء نَفَعوا بما بَلَغَهم. وقيل: مَثَلُها مَثَلُ العالم الَّذي يعلِّمُ غيرَه، ولا يعمَلُ بعلمِه؛ فهو كالشَّمعةِ تُضيءُ لغيرِها، وتُحرِقُ نفْسَها.وثالثُها: قِيعانٌ، جمْعُ قاعٍ، وهي الأرضُ المتَّسِعةُ، وقيل: المَلْساءُ، وقيل: التي لا نَباتَ فيها، وهذا هو المرادُ في الحديثِ؛ الأرضُ السِّباخُ الَّتي لا تُنبِت زَرعًا، ولا تُمسِكُ ماءً، فهي لم تَنتفِعْ بذلك المطَرِ في نفْسِها، ولم تَنفَعْ غيرَها به؛ لاستِواءِ سَطْحِها وعدَمِ إنباتِها؛ فهي شَرُّ أقسامِ الأرضِ وأخبَثُها، ومَثَلُها مَثَلُ المسلِمِ الجاهلِ، أو المسلِمِ العالمِ الَّذي لم يَعمَلْ بعِلمِه، ولم يُعلِّمْه غيرَه، وهو المقصودُ بقولِه: «مَن لم يَرفَعْ بذلك رأسًا»، أو الكافرُ الَّذي لم يَدخُلْ في الدِّينِ أصلًا، وهو المقصودُ بقولِه: «ولم يَقبَلْ هدَى اللهِ».وفي الحديثِ: فضْلُ مَن عَلِمَ وعَمِلَ وعلَّم.وفيه: ذمُّ الإعراضِ عن العِلمِ.
زائرة
جزاك الله خيرًا
عند سدرة المنتهى
زائرة :
جزاك الله خيرًا
جزاك الله خيرًا
جزانا وإياكم

أشكرك لمرورك ومشاركتك
عند سدرة المنتهى
"قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، ألِيَ أجْرٌ أنْ أُنْفِقَ علَى بَنِي أبِي سَلَمَةَ، إنَّما هُمْ بَنِيَّ؟ فَقَالَ: أنْفِقِي عليهم، فَلَكِ أجْرُ ما أنْفَقْتِ عليهم"

الراوي : أم سلمة أم المؤمنين
| المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم : 1467 | خلاصة حكم المحدث :

شرح الحديث: في هذا الحديثِ تَسألُ أمُّ المؤمنينَ أمُّ سَلَمةَ رَضيَ اللهُ عنها -واسْمُها هِندُ بنتُ أبي أُميَّةَ- زَوجُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هلْ لها أجْرٌ في الإنفاقِ على أولادِها مِن أبي سَلَمَةَ بنِ عَبدِ الأسدِ -الَّذي كان زَوجَها قبْلَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ومات عنها-، وأبْناؤها هم: عمَرُ، ومحمَّدٌ، وزَينبُ، ودُرَّةُ، ولم يكُنْ لهم مالٌ وهُمْ أيتامٌ، وقولُها: «إنَّما هُمْ بَنِيَّ»، أي: أوْلادي مِن أبي سَلمةَ، وإنفاقي عليهم سيكونُ بِدافعِ الأُمومةِ والشَّفقةِ عليهم، وهمْ أَوْلى الناسِ بهذا الإنفاقِ وبهذِه الصَّدقةِ؛ لأنَّهم أولادُها ولأنَّهم يتامَى أيضًا، فخشِيتْ ألَّا يَترتَّبَ أجرٌ على الإنفاقِ المَنسوبِ لشَفقةِ الأُمومةِ، فسألتْ لِتعلَمَ هلْ سيكونُ لها في هذه النَّفقةِ أجرٌ؟ فأخبَرَها صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ لها أجْرَ ما أنْفَقَت عليهم؛ فكلَّما أنْفَقَتِ على عِيالِكِ لكِ الأجْرُ في ذلك. وفي الحديثِ: ثُبوتُ الأجرِ على نَفقةِ العِيالِ وغيرِهم، ولو كان ذلك لازِمًا بالطَّبعِ.