قالت لي ممازِحة :
« أستطيع من بين أولئك جميعاً تمييز المتزوجات عن غيرهن ممن لا زوج لها:
عزباء.
مطلقة
أرملة »!!
قاطعتها قبل أن تكمل :
« بسيطة !
فالزوجات أكثر أناقةً واهتماماً بمظهرهن ».
أجابت :
«ليس شرطاً !
بل قد يحصل العكس فتهمل بعض النساء عنايتها بمظهرها بعد الزواج.
لكني أميّزهن بانطفاء بريق الفرح والحياة في أعينهن.
خفوت وهج المرح والحيوية والأنوثة في شخصياتهن ».
شدتني كلماتها ..
حاصرتني وألزمتني الصمت لفترة.
تأملت وتألمت !
فلما ....لا
فإن نظرتها فيها الكثير من الصواب ،
وجدتني للمرة الأولى أغرق في التفكير والتحليل وتفحّص الوجوه ومراقبة التعابير والحركات.
حقاً ما سر كل هذا الإرهاق والبؤس الذي يكتنف ملامح الزوجات والأمهات وكل هذا الغضب الكامن والانفعال والتحفز في تصرفاتهن؟
لا شك أن وراء كل هذا ثقافة مجتمعية خاطئة وتقصير أو سوء فهم لحقيقة الزواج في الإسلام
ولطبيعة الجنسين..
ومعادلة الحقوق والواجبات.
يرتبط الشاب فيضيف إلى جدوله وعلاقاته الأخرى علاقة جديدة ويعيد الترتيب وحسب.
أما الفتاة المقبلة على الزواج فتنسلخ عن حياتها السابقة.
تلقي وراء ظهرها الكثير من أركان عالمها وتتخلى عن بعض روحها :
"جامعة أو وظيفة..
صداقات أو صلات بالأقارب
هوايات وطموحات".
فيكمل هو حياته بتوازن ويستمتع،
بينما تُقبِل هي على الواقع الجديد بكامل مشاعرها وحاجتها وطاقتها وتجعل ذلك الشخص مصدرها ومنفذها الوحيد للسعادة والحياة ،
وتمر الأيام وتظهر الخلافات وتتراكم الضغوط فتتعب وتختنق وتخنقه معها !.
تعطي المرأة بسخاء وتضحّي كثيراً وتصبر،
وتنسى نفسها في دوامة الحياة ومتطلبات الزوج والأبناء،
تهمل صحتها النفسية والبدنية
تنشغل عن رغباتها
تتنازل عن حقوقها.
حتى تستيقظ على صفعة أو موقف أو انفجار داخلي يقودها للندم والحسرة والتمرد أو هدم ما بنته أعواماً.
ولتكتشف أخيرا أنها ظلمت نفسها وأن ذاتها أولى بالحب والرعاية ليمكنها بالتالي أن تهبهما لمن حولها.
وأنه كان عليها مثلما اجتهدت أن تقرأ وتتعلم :
"كيف تسعد زوجها،
كيف تطبخ له،
كيف تربي أبناءها"
أن تتعلم أيضاً :
"كيف تصنع سعادتها،
كيف تستمتع بحياتها،
كيف تدلّل نفسها،
كيف تحفظ أنوثتها وتُحسن توظيفها،
كيف تستقي قوتها وأمانها وطمأنينتها من ربها أولاً
قبل زوجها أو غيره،
كيف تدير غضبها وتعالج مشكلاتها وتنفّس عن حزنها بالتنعّم بكل لذائذ الدنيا المباحة،
كيف تمارس الرياضة وتتزين وتضحك وترقص وتلبس لأنها تريد ذلك وتحبه.
غاليتي الأنثى :
رفّهي قلبكِ وعيشي لحظاتك
«بزوج أو من دونه بأطفال أو من دونهم»
ما لم تسعدي وتساعدي نفسك فلا تنتظري من أحد أن يفعل،
ودّعي اليأس والتسويف والنظرة الضيقة،
جددي حياتك،
غيّري عاداتك السلبية،
ابتعدي عن المتشائمين والمثبّطين،
احمدي الله على الموجود وافرحي بالقليل،
لا تطلبي المثالية والكمال من نفسك أو ممن حولك،
ثقي بذاتك واستشعري جمالك،
تفاءلي واضحكي بل وتضاحكي
حتى تعود الابتسامة لتستوطن شفتيك،
أزيحي عن كاهلك ثقل الظروف والأيام.
وإن كنتِ موظفة في غير حاجة فتخلصي من العمل وتخففي منه ولو بشكل جزئي أو بتقاعد مبكر أو إجازة طويلة بلا «راتب»
فلا شيء ينهك الأنثى ويحرمها متع الحياة مثل التزامات وتبعات الوظيفة الرسمية.
خصصي لك يوما أسبوعياً للراحة والانفراد بنفسك والتمتع بهواياتك أو زيارة الأهل أو الاجتماع بالصديقات أو الذهاب للتسوق أو المكتبة أو «صالون» التجميل.
احرصي على ما يبعث النشاط والحيوية الدائمة ويبدد التوتر والكسل ويرفع لياقتك ومعنوياتك :
تمارين رياضية
أو الالتحاق بنادٍ صحي،
السباحة أو المشي،
الاستحمام اليومي صباحاً أو عند العودة من العمل أو قبل النوم.
إضافات ومتع بسيطة قد تحدث في شعورك ومزاجكِ تحسّناً هائلا :
قص الشعر
أو تغيير لونه
أو تسريحة جديدة،
تبديل الملابس ما بين ثياب النوم الخفيفة المريحة
إلى أردية الخروج الأنيقة المحتشمة
إلى ملابس المنزل الجذّابة،
التنعّم بأجواء هادئة وساعات نوم عميقة أو غفوة القيلولة،
بدء النهار بالاستحمام أو الوضوء
تنظيف الأسنان
ترطيب البشرة
رش العطر
أنعشي روحكِ ودللي جسدك أسبوعياً بجلسة «ساونا» منزلية
أو الاسترخاء بحوض الماء الدافئ مع جل الرغوة
والشموع والزيوت العطرية،
بثّي سحركِ حولك وطوّعي محيطكِ لك :
عدّلي الأثاث بغرفتكِ الخاصة
أو شقتكِ..
ضعي لمساتك :
لوحة جدارية أو قناديل إضاءة
أو ستائر وورق حائط بلون إشراق الشمس أو زرقة البحر أو زهر الربيع.
وقبل هذا أو ذاك انطلقي عند البحث عن السعادة والتغيير إلى نهر الأُنس الجاري :
بركعتين.
بصيام نافلة.
بصدقة
بأذكارٍ وورد قرآن
بدعاء قد تحلّقين بسماء الرضا والفرح والارتياح .
ريم آل عاطف
رائع مقال جريدة الرياض
👆🏼👆🏼
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
شذى91
•
jumana77 :لا يمكنك مشاهدة هذا التعليق لانتهاكه شروط الاستخدام.
الزواج مب غلطة بالعكس هي سنة من سنن الحياة ولا كيف تتابع البشرية .. لكن الخطأ في أن الوحدة تنسى نفسها لما تتزوج بعضهم حتى يسحبون على أهلهم وصديقاتهم و تجلس تقابل الزوج طول الوقت لين ما يطفش منها ..الوحدة هي اللي تحدد من البداية كيف تبني حياتها وتفرض رأيها و شخصيتها بذكاء
الصفحة الأخيرة
ويعطيكِ العافية