عبيــــر الــــورد
بقلم ::: سعيد بن علي بن سليمان الشامسي






************************************************** *

( بسم الله الرحمن الرحيم )


المقدمة :
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الخلق والمرسلين أرسله الهدى بدين الحق ليخرج الناس من الظلومات إلى النور

أما بعد :

فالأمراض النفسية عديدة التي قد تصيب الإنسان وهي تنقسم إلى" ..

الأمراض العصابية :وهي الأمراض التي تنجم عن القلق والشعور بالذنب والكبت أو ناتج عن وقوع حادثة مؤلمة أو واقعة غير سارة كفقدان الفرد لعمله أو ماله أو فقدان عزيز علية وتمتد لفترة زمنية طويلة وقد يستجيب المريض بهذا المرض إلى التشجيع والطمأنينة والتخفيف عن حزنه والآمة الذي يقدم إليه من قبل الآخرين .

والأمراض الذهنية :وهي الأمراض التي لتكون استجابة لحادثة محزنة يمكن تحديدها أو التعرف عليها بالفعل فهو يحدث دون أن تقع حادثة مباشرة أو قريبة وقد تطول هذه الأمراض إلى فترة أطول من الأمراض العصابية وقد تصل بالفرد إلي الانتحار.

أما أنا فسوف اختص بالحديث عن موضوع الاكتئاب وأتمنا أن ينال على رضاكم أني لا أدعي الكمال لهذا العمل المتواضع لان الكمال لله وكل ما أرجوه من الله تعالى أن تحقق دراسة الأمراض النفسية الفائدة المرجوة منها .







تعريف الاكتئاب :



الاكتئاب هو حالة من الحزن الشديد و المستمر ويبدو الشخص المصاب وكأنة في حداد دائم والكآبة واضحة على قسمات وجهة نتيجة ظروفه المحزنة الأليمة ، وقد لا يعي المريض المصدر الحقيقي لحزنه ، وقد يخيلا انه مصاب بأمراض فاتكة لا أمل له في الشفاء منها أو انه ارتكب خطيئة لا آملله في المغفرة أو الغفران .

وقد ينتهي بي المرض ألي قطع أحد اعضائة وقد يصل إلى الانتحار .....



أو هو حاله تشمل أو تصيب الجسم كله بالإضافة إلى الذهن والمزاج والسلوك فه يؤثر علي الشهية في الأكل والنوم وانطباعاتك عن نفسك أو عن الآخرين وكل من حولك .....



وقد تتطرق العلماء العرب إلى تعريف الاكتئاب فقالوا عنه :

هو دليل على التحسر على الماضي و التفكير فيه وتأمل تارة أو هو التحرق شوقا إلي معرفة المجهول والبحث عن العلل والأسباب .

وهو الفراغ الأعظم في توليد المزاج السوداوي وينبغي أن يعالج هذا المرض بالأشغال فان لم يتهيأ فالصيد والشطرنج وبعض الألعاب ......







أنواع الاكتئاب :



(1)- الاكتئاب العصابي :

وهو اكتئاب مخفف ينجم عن القلق و الشعور بالذنب والكبت وهو يمتد إلى فترة طويلة أطول من فترة الحداد والحزن العادية مع الشعور المريض بان كل شي قد ضاع إلى الأبد وان المستقبل لا وجود له وان الحياة لن تعود إلى ما كانت علية أبدا ألا أنة يستجيب للتشجيع والتخفيف من حزنه والامة الذي يقدم إلية من قبل الآخرين ...



(2)-الاكتئاب الذهاني :

وهو اكتئاب لا يكون ناتج عن استجابة لحادثة محزنة يمكن تحديدها أو التعرف عليها بالفعل فهو يحدث دون أن تقع حادثة مباشرة أو قريبة ويحس بهبوط في النشاط الحيوي و الحركي وفقدان الشهية والأرق والاظطهاد و البكاء المتكرر وقد تصل به إلى الانتحار وغيرها من الأعراض ...



(3)-الاكتئاب التفاعلي :

وهو عبارة عن رد فعل قوي لصدمة عنيفة مؤثرة وغالبا ما تكون نتيجة للكوارث أو الحروب أو الشدائد المروعة وهو قصير المدى لا يبقى طويلا ويمكن شفائه ولا يعود المرض إلى المصاب ألا بظهور وضع مشابه للحالة الأصلية التي أصيب فيها بحالة من الاكتئاب ...



(4)- الذهول الاكتئابي :

وتسمى الغشية الاكتئابية وهي اشد أنواع الاكتئاب خطورة . وهي حالة نكوص بالفرد إلى مرحلة الطفولة بدائية يلزم فيها الفراش ولا يتحدث أبدا ولا يشارك في شيء ولا يأكل شيء ولا يشرب ألا أن يطعمه أحد ويغسله بدفعة إلى التبول ولا بد من مساعدته حتى لا تتدهور صحته ....



(5)- الاكتئاب المزمن :

وهو حالة من اكتئاب دائمة وليست عارضة ....



(6)- الهوس الاكتئابي :

ويتميز بدورات مختلفة من الابتهاج و الشعور بالفرح الشديد الخارج عن المألوف والذي يسمى الهوس ثم يمر المريض بدورات معاكسة يكون فيها في اكتئاب شديد وقد يكون التغير في المزاج تدريجيا ...









الأسباب التي تقف وراء الاكتئاب :



(1)- العوامل الوراثية :

أثبتت الدراسات أن هناك على الأقل عامل الوراثة الباليوجي ويكون عامل الوراثة في مرض ثنائي القطب أقوى عن باقي الأنواع ولكن هذا لايعني أن كل من يحمل المرض سيصاب به ..



(2)-العوامل التكوينية :

هناك علاقة بين التكوين الجسمي وبين هذا المرض فيبدو أن أصحاب النمط المكتنز أو أصحاب البنية اكثر عرضة من غيرا لردود ألا فعال العاطفية التي قد تؤدي إلى الإصابة بهذا المرض ...



(3)- العوامل الفيزيولوجية :

حيث يربط البعض بين الاكتئاب الذهاني وبين اضطراب الغدد ويربط البعض الآخر بين الاكتئاب الذهاني وبين الاضطرابات الجهاز العصبي وير البعض الآخر أن هناك علاقة بين الحالة ألذها نية وبين اضطراب المعادن في الجسم ...



(4)- العوامل النفسية :

الخبرات الانفعالية الصادمة وغيرها من الانفعالات وعدم تقبل الواقع والضغوط البيئية في الحياة وغيرها من الظروف المؤلمة والحوادث المحزنة والكوارث القاسية وغير المتوقعة كلها قد تؤدي بالفرد ألي الاكتئاب في حياته ...



(5)- التربية الخاطئة:


وما فيها من اكتفاء وحرمان وفقدان العطف أو الحنان أو التفرقة بين الأبناء في المعاملة أو التسلط والإهمال أو الحرمان المادي والعاطفي والمعنوي كل ذلك يؤدي إلى صراعات شعورية أو لاشعورية تصل بصاحبها إلى الإحباط والعجز والقلق فيكون الاكتئاب وسيلة دفاعية عن الذات تجاه المخاطر.....



(6)- الوحدة والعنوسة :

والظاهر أن اكثر الناس تعرض ألي الاكتئاب هم أصحاب الشخصيات الجامدة المتزمتة التي تتطلب الكمال وهم أصحاب الضمير المتشدد والميول الاجتماعية الضيقة والذين في وحدة وسن القعود ولا يجدون من يرعاهم ويهتم بهم....








أعراض الاكتئاب :



(1)- الانقباض واليأس والقنوط وهبوط الروح المعنوية والحزن العميق والبكاء دونما سبب يظهر مع التشاؤم والتبرم بأوضاع الحياة والنظرة السوداء لها ..

(2)- بطؤ التفكير والاستجابة لها والحركة ثم الانطواء والانسحاب والوحدة والانعزال والصمت والسكون والشرود والذهول ..

(3)- عدم الاهتمام واللامبالاة بالبيئة ومن حوله وقصور الدوافع والميول والإهمال العام في الأسرة والعمل ..

(4)- الشعور بانعدام الجدوى وعدم القيمة واحتقاره للذات والشعور بالآثام والخطايا والذنوب وطلب العقاب ومحاولة الانتحار ..

(5)- الشعور بالضيق وانقباض النفس وفقدان الشهية للطعام ونقص الوزن والإمساك ..

(6)- الصداع والتعب وضمور الهمة وضعف النشاط العام ..

(7)-الأرق وقلة النوم وإذا نام فأنة يستيقظ مبكرا ..

(8)- توهم المرض والانشغال على الصحة والاعتقاد بان مرضه عضال وميؤوس منة ..

(9)- نقص الشهوة الجنسية والضعف الجنسي والبر ود الجنسي ..

(10)-بعض الهلوسات والهذاءت وانعدام الجدوى والتفكير بالانتحار..








طرق علاج الاكتئاب :



(1)-العلاج الطبي :

حيث وجد اليوم ما يسمى ب" مضادات الاكتئاب " وهي تشمل النارديل ولنوفر أنيل والتريبتيزول وهذه العقاقير يجب أن تعطى بوصفة خاصة وقد آتت بنتائج طيبة في علاج الاكتئاب ..

(2)- العلاج بالعمل والترويح :

حيث يعطى المريض أعمال حددت وخططت بعناية ويقضي المريض وقته فيها وفي العمل يتركز انتباه المريض عن اهتمامه بما يعمل كما يبلغ شعورا بثقة بالنفس كلما أنجز عملا متقنا أن هذا الانهماك في العمل يمكن أن يبعد المريض عن أوهام وأفكار السوداوية ..

(3)-العلاج الترفيهي :

وذلك ينشر جو من المرح والتفاؤل كمشاهدة السينما والعزف على الآلة الموسيقية من قبل بعض المرضى كل ذلك يشعر المريض انه في جو طبيعي يمنعة من الاجترار الفكري والعودة إلى المرض ..

(4)-العلاج الديني :

فالعودة إلى الله عن طريق التوجيه الديني اللبق المبسط وتعليم المريض لاستغفار والتوبة وتذكير بخالق كل شيء والصلة بالله عن طريق الصلاة والدعاء كل ذلك يساعد المريض على ترك دنياه الخاصة والعودة إلى الإحساس بالمسؤولية والرغبة في التوافق والعمل على أن يتخلص من السلوك المريض واستبدالها بأساليب سوية ترضي النفس وترضي الله خالقها ..



(5)- العلاج النفسي :

الذي يتجه إلى تزويد المريض بالتأييد وبث الطمأنينة والإيحاء الموجة وإتاحة الفرصة له بان يكتسب تبصرا بحالته وتقديرا اكثر واقعية لنفسه ومناقشة ما يشعر به من خيبة الأمل والمرارة لاكتساب نظرة جديدة إلى الحياة وما فيها من متعة ورضا مما يساعد على تحسين صحته النفسية والتخفيف من حدة أعراض الاكتئاب لديه ..

(6)- العلاج بالصدمات الكهربائية :

أما العلاج بالصدمات الكهربائية فقد كان من بين الاكتشافات الحقة الأولي في علاج الاكتئاب وقد كانت نسبة الاستجابة في حالات الاكتئاب تتراوح بين 70-90 %بعد برنامج علاجي يتآلف من ثماني صدمات إلى عسرة تعطى للمريض بعدل صدمة كل يومين ..

(7)- الرقابة في حالة محاولات الانتحار :

فيجب مراقبة سلوك المريض مع عدم مكاشفته بذلك حتى لا نلفت نظرة إلى التفكير في الانتحار ويجب اكتشاف اتجاهات المريض نحو الموت والانتحار بطريقة علمية حذرة فيجب مراقبة هؤلاء المرضى مراقبة دقيقة ومستمرة نهارا وليلا حتى بعد تحسن حالتهم ....









كيف تساعد نفسك ..؟

حاول أن تكون مع الآخرين وتجنب الوحدة قدر المستطاع انغمس في نشاطات مريحة مثل التمارين الرياضية ، مشاهدة المباريات الرياضية ، والخروج مع الأصدقاء ، ولكن أنصحك بعدم المبالغة في ذلك فقد يؤدى إلى عكس المطلوب . لاتقرر قرارات مهمة حول مستقبلك أو حياتك ، مثل الزواج أو الطلاق من دون أن تستشير أناس مهمين حولك من شأنهم أن يروا حقائق حياتك بصورة اصح انتظر حتى تذهب أعراض الاكتئاب قبل أن تتخذ مثل تلك القرارات .

لا تتوقع أن تخرج من الاكتئاب بسرعة أو بسهولة ،ولا تلوم نفسك على عدم قدرتك على ذلك .

تذكر لاتقبل أو تتقبل التفكير السلبي أو المتشائم ،هذا النوع من التفكير أو النظرة إلى الحياة جزء من الاكتئاب وسوف يزول معه.

دور العائلة مهم في مساعدتك لأنك قد لاتكون على أتم صحة أو مزاج ، من المهم أن يعرف أفراد العائلة عن طبيعة ما تعانيه فنرجوا أن تجعلهم يطلعون على ما في نفسك من أفكار.

وأخيرا وهو المهم أن تتذكر الله ولا تنسى ذكره ،وخصوصا الصلاة وصلاة الجماعة أهم .





كيف تساعد الشخص المصاب بالاكتئاب .. ؟

قد يكون أهم ما يمكن عمله من قبل عائلة وأصدقاء المصابين بالاكتئاب هو أن يتعرفوا تعرفا صحيحا على التشخيص والعلاج ، وهذا يشمل تشجيع المريض على الاستمرار في العلاج حتى تختفي أو تخف الأعراض إلى درجة مقبولة ، وإذا لم يحدث ذلك فيجب تجربة علاج آخر.ولنتذكر أن ذلك سوف يأخذ أسابيع طويلة ، قد يحتاج المريض إلى شخص آخر ليأخذه إلى المستشفى أو إلى الطبيب وقد يحتاج أن يراقب علاجه وتحسنه.كذلك من أهم ما يحتاج المصاب بالاكتئاب هو المساندة العاطفية ، وهو يشمل ذلك الصبر والتفهم والحنان والتشجيع ، اجذب انتباه الشخص إلى محادثات شخصية ولا تهمل ما يقولون ،فإذا ظهر منهم ما يريب اخبر الطبيب.

خذ المصاب بالاكتئاب في نزهة بالسيارة إن أي مكان مريح للأعصاب ،أصر بلطف على ذلك إذا رفض المريض ،اختر النشاطات التي كان المريض يألفها ويسر منها مثل الذهاب إلى المسجد ، أو الرياضة أو ممارسة هواياته .لا تصر بقوة على كل ذلك إذا رفض المريض التعاون ، فالمكتئب يحب جلب نظرة إلى الأشياء وليس إلى مطالبته بها ،لأنه سوف يزيد من شعوره بالفشل.

نلاحظ أن المريض بالاكتئاب كسول ولا يقبل أن يحسن من حاله بان يخرج من حالة الاكتئاب من تلقاء نفسه ، تذكر أن معظم حالات الاكتئاب يمكن أن تعالج لكنها قد تحتاج إلى وقت طويل وصبر جميل.








الخاتمة :



وفي ختام بحثي هذا اشكر الله تعالى واحمده على عونه وتوفيقه إياي في كتابة هذا البحث والذي تحدثت فيه عن أنواع الأمراض النفسية ومفهوم كل نوع منها ثم ذهبت إلى أحد هذه الأمراض ألا وهو الاكتئاب والذي تحدثت فيه عن مفهوم هذا المرض عند العلماء وعند العلماء العرب أيضا ثم اتجهت إلى ذكر أنواع هذا المرض وتحدث فيه عن المسببات لهذا المرض وأعراضه وطرق علاج هذا المرض ثم اتجهت إلى إرشاد إلى طريقة مساعدة نفسك من هذا المرض وطريقة مساعدة الآخرين الذين أصيبوا بهذا المرض .

وأرجو أن ينال على إعجابكم وإعجاب كل من يطلع علية واستحسانه وبالله التوفيق والسعادة ..

هذا و لك مني يا عزيــــــــــزي التحيه

( والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته )








المراجع :



(1)- فايز احمد – الأمراض النفسية – المكتب الإسلامي – 1987م

(2)-…- ماذا يجب أن تعرف عن الاكتئاب – وزارة الصحة – 1996م

(3)-محمد قطب – دراسات في النفس الإنسانية – دار مطابع الشعب – 1945م

(4)- عزت عبد العظيم – سيكولوجية الاكتئاب – دار المريخ – 1985م

(5)- حامد زهران – الصحة النفسية والعلاج النفسي –1987م

(6)- علم الأمراض النفسية والعقلية – 1979م
عبيــــر الــــورد
القلق والشك والصراع النفسي


أسباب القلق وعلاجه

نشهد في هذا العصر حضارة كبرى لم يشهد لها التاريخ مثيلاً جعلت الإنسان يعيش في راحة كبيرة ولكنها (اي تلك الحضارة ) قصرت خدمتها على الجانب الجسدي و أهملت الجانب الروحي الذي يتميز به الإنسان عن غيره من الكائنات ، وكان أحد إفرازات هذا القصور القلق الذي أدى بكثير من الناس خصوصاً في الغرب الى الإنتحار، ولم يجدوا له حلاً غير تلك الحبوب المهد ئة.

وللأسف لقد وجدت أثار هذا القلق في بلاد المسلمين عندما قصر البعض منهم في أمور دينهم وعاشوا بعيداً عن ذكر الله تعالى وطاعته.

وأسباب القلق كثيرة ، لكن نذكر أهمها:

(1) ضعف الإيمان : فالمؤمن قوي الإيمان لايعرف القلق. قال الله تعالى(ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة) ، ,ويقوى الإيمان بعمل الطاعات وترك المعاصي وقراءة القرآن وحضور مجالس الصالحين وحبهم والتفكر في خلق الله تعالى.

(2) الخوف على الحياة وعلى الرزق: فهناك من يخاف الموت فيقلق بسبب ذلك ، ولو أيقن أن الآجال بيد الله ماحصل ذلك القلق. والبعض يخاف على الرزق ويصيبه الأرق وكأنه ماقرأ قوله تعالى(إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) ولم يسمع قول الله عز وجل(وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ) ، حتى النمل في جحره يرزقه الله تعالى ، ولايعني ذلك أن يجلس الإنسان في بيته ينتظر أن تمطر السماء ذهباً ، بل يسعى وبفعل الأسباب امتثالاً لقوله تعالى(فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه) ويتوكل على الله(ومن يتوكل على الله فهو حسبه).

(3) المصائب: من موت قريب أو خسارة مالية أو مرض عضال أو حادث أو غير ذلك ، لكن المؤمن شأنه كله خير إن اصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن اصابته ضراء صبر فكان خيراً وجزاء الصبر أن الله يأجره ويعوضه خيراً مما أصابه. فيجب أن يعلم أن ذلك بقدر الله وقضائه ، وما قدّر الله سيكون لا محالة لو اجتمع أهل الأرض والسماء أن يردوه ما وجدوا إلى ذلك سبيلاً. عندما ترسخ هذه العقيدة في نفس الإنسان فإنه يرضى وتكون المصيبة عليه برداً وتكون المحنة منحة ، ولقد شاهدنا أنه كم من مشكلة صارت بإنسان جعلت منه رجلاً قوياً صامداً وعلمته التحمل بعد أن كان في نعمة ورغد لا يتحمل شيئاً وغيرت من نظرته للحياة وأصبح سداً أمام المعضلات.

(4) المعاصي: وهي سبب كل بلاء في الدنيا والآخرة ، وهي سبب مباشر لحدوث القلق والاكتئاب . قال الله تعالى(وماأصابك من سيئة فمن نفسك ) وقال (ظهر الفساد في البر والبحر بما **بت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ) ، والبعض يقول: نريد أن نُذهب القلق و(الطفش) فيفعل المعاصي ، لكنه في الحقيقة يزيد الطين بلة وهو كالمستجير من الرمضاء بالنار.

(5) الغفلة عن الآخرة والتعلق بالدنيا : فمن يتفكر ويتصور نعيم الجنة بكل أشكاله فإنه تهون عليه المشاكل وينشرح صدره وينبعث الأمل والتفاؤل عنده.

وأخيراً كيف نتخلص من القلق؟

قال الله تعالى (إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم) ، فالعلاج هو في كتاب ربنا وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

فخذ هذه الوصفة النافعة ، وجرب وأنت الحكم.

( 1) الصلاة: قال الله تعالى(واستيعنوا بالصبر والصلاة ) وكان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة ، ويقول لبلال (أرحنا بالصلاة يابلال) ويقول -جُعلت فداه- (وجعلت قرة عيني في الصلاة ) فما من مسلم يقوم فيصلي بخشوع وتدبر وحضور قلب والتجاء لله تعالى إلا ذهبت همومه وغمومه أدراج الرياح كأن لم تكن ، فالصلاة على أسمها صلة بين العبد وربه.

(2) قراءة القرآن: العلاج لكل داء.قال عز وجل(وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) فلنقو صلتنا بهذا الكتاب العظيم ولنتدبر آياته ولا نكن ممن يهجره فهو ربيع القلب ونور الصدر وجلاء الأحزان وذهاب الهموم والغموم.

(3) الدعاء: سلاح المؤمن الذي يتعبد الله به فمن كان له عند الله حاجة فليفزع إلى دعاء من بيد ملكوت كل شئ ومجيب دعوة المضطرين وكاشف السوء الذي تكفل بإجابة الداعي. قال تعالى(وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان) وليتخير ساعات الإجابة كالثلث الأخير من الليل ، بين الآذان والإقامة.

(4) الذكر: أنيس المستوحشين وبه يُطرد الشيطان وتتنزل الرحمات.

(5) شغل الوقت بالعمل المباح: فإن الفراغ مفسدة ويجلب الأفكار الضارة والقلق وغير ذلك.

أسأله تعالى أن يرزقنا الإيمان الكامل والعمل الصالح ونسأله حياة السعداء وموت الشهداء ، إنه جواد كريم.
القلق والتوتر النفسي Anxiety & Stress disorders

الدكتور / محمد عبدالله شاووش - استشاري الطب النفسي - مدير مستشفى الصحة النفسية - جدة - المملكة العربية السعودية

يمثل القلق النفسي المرتبة الأولى في الانتشار بين الأمراض النفسية وهناك فرق بين القلق الطبيعي المرغوب كالقلق مثلاً أيام الامتحانات وبين القلق المرضي الذي يحتاج إلى تدخل الأطباء .

وتظهر الأعراض النفسية على شكلين

الشعور بالعصبية أو التحفز والخوف وعدم الإحساس بالراحة.

الأعراض الفسيولوجية الجسمية كخفقان القلب أو رعشة اليدين أو آلام الصدر وبرودة الأطراف واضطرابات المعدة وغير ذلك . والقلق النفسي أيضا يؤثر على التفكير والتركيز مما يكون له مردود سلبي على التحصيل الدراسي أو العملي .

ما مدى انتشار القلق النفسي المرضي؟

كل شخص بين أربعة أشخاص يعاني من القلق النفسي خلال فترة حياته .

17.7% في أي وقت في السنة يعانون من القلق .

وتزيد نسبة القلق النفسي في المجتمعات البسيطة والفقيرة .

ما هي أسباب القلق النفسي؟

أسباب ناتجة عن الأفكار المكبوتة والنزعات والغرائز مما يؤدي إلى القلق وهي ما يسمى بالعوامل الديناميكية .

العوامل السلوكية باعتباره سلوكاً مكتسباً مبنياً على ما يعرف بالتجاوب الشرطي .

عوامل حيوية بإثارة الجهاز العصبي الذاتي مما يؤدي إلى ظهور زمرة من الأعراض الجسمية وذلك بتأثير مادة الابنفرين على الأجهزة المختلفة وقد وجد ثلاثة نواقل في الجهاز العصبي تلعب دوراً هاماً في القلق النفسي هي النورابنفرين (Norepinephrine) والسيروتونين (Serotonin) والقابا (GABA) .

العوامل الوراثية : أثبتت الدراسات وجود عوامل وراثية واضحة في القلق النفسي سيما في مرض الفزع Panic Disorder .

وعندما نتحدث عن القلق النفسي فإننا نتحدث عن مجموعة من الأمراض التي تندرج تحت هذا المسمى وكل مرض يتميز ببعض الخصائص المميزة له . من هذه الأمراض :

الفزع والخوف البسيط Simple phobia

رهاب الخلاء Agora phobia

الخوف الاجتماعي Social phobia

الوسواس القهري Obsessive compulsive disorder

قلق الكوارث Post traumatic stress disorder

حالات القلق الحاد Acute stress

القلق العام Generalized anxiety disorder

القلق الناتج عن الأمراض العضوية Organic anxiety أو استخدام الأدوية Anxiety related to medicine

القلق النفسي المصاحب للاكتئاب Anxiety - Depression

الفـزع Panic Disorder
الفزع عبارة عن نوبات من الخوف والقلق الشديد المصحوب بأعراض جسمية والتي تحدث فجأة وتصل ذروتها في خلال عشرة دقائق ، ومن هذه الأعراض خفقان القلب والعرق والرعشة وصعوبة التنفس والإحساس بالاختناق وألم الصدر والغثيان واضطراب الهضم والإحساس بالدوخة والصداع والخوف من الموت حيث يعتقد المريض أن تلك النوبة ليست إلا أعراض الموت . وكثيراً ما يكون مصاحباً لأمراض أخرى كأمراض القلب أو أمراض الجهاز العصبي ورغم أنها تعرف بمفاجأتها للمريض إلا أنها قد تحدث عقب إثارة شديدة أو مجهود عضلي أو جنسي أو مصحوبة بشرب كميات من القهوة أو الخمرة .

الخوف الاجتماعي Social Phobia
وهو الخوف الشديد والمستمر في المواقف الاجتماعية التي لا تثير الخجل لدى الآخرين ويحدث للمريض الارتباك والشعور بالإحراج من تلك المواقف التي تحدث أمام الآخرين أو مقابلة شخص ذو مسئوليات أعلى أو الأكل والشرب أمام الآخرين أو عند إمامة الصلاة أو إلقاء درس ، ويتركز الخوف في الشعور بمراقبة الآخرين وتصل نسبة احتمال الإصابة بالخوف الاجتماعي إلى 13% من الناس ويؤدي هذا الخوف إلى تعريض علاقات المريض الاجتماعية والعملية إلى التأثر والتدهور . ويصحب الخوف أعراض جسمية كالخفقان وسرعة التنفس وجفاف الفم ورعشة الأطراف .

الوسواس القهري Obsessive compulsive disorder
هو عبارة عن اضطراب في الأفكار أو الأفعال ويستغرق وقتاً طويلاً من المريض وقد يعيق المريض عن أداء واجباته ومسئولياته ويظهر على شكلين:

وسواس الأفكار Obsessional thoughts
وهو عبارة عن أفكار ملحة ومستمرة أو شعور أو صورة غير سارة يعرف المريض بسخافتها ولا يستطيع كبتها . وعادة ما تكون الأفكار حول الدين والطهارة أو الجنس أو المرض . كالتفكير في الإصابة بمرض ما كالإيدز مثلاً أو مرض جنسي أو مرض في القلب أو السرطان مثلاً ، وكثيراً ما يتجه المرضى إلى العيادات غير النفسية للبحث عن مشاكلهم . يصحب الاكتئاب النفسي أكثر من 50% من الحالات .

وسواس الأفعال Rituals
وهو تكرار أفعال معينة كتكرار الوضوء أو تكرار الصلاة أو أجزاء منها أو غسل اليدين أو الاستحمام وقد تستغرق وقتاً طويلاً .

القلق النفسي العام Generalized anxiety disorder
يعرف على أنه التوتر وانشغال البال لأحداث عديدة لأغلب اليوم ولمدة لا تقل عن ستة اشهر ويكون مصحوباً بأعراض جسمية كآلام العضلات والشعور بعدم الطمأنينة وعدم الاستقرار وبضعف التركيز واضطراب الذم والشعور بالإعياء وهذه الأحاسيس كثيراً ما تؤثر على حياة المريض الأسرية والاجتماعية والعملية وغالباً ما يصيب الأعمار الأولى من الشباب ولكنه يحدث لجميع الأعمار



منقوووول
طبخة
طبخة
اأاااب لعييك
فراشة مكة
فراشة مكة
عبير الورد ..
يآ بعد قلبي ...
تسلمييييييييييييييييييييين ..
وربي مآقصرتي ..
الله يعطيك الف عافية ..
ويسسسعدك ويخليك يآرب ,,
بجد تسلميييييييييين ..