نــــور
نــــور

تمهيدا لإقامة مستوطنات تستوعب المهاجرين الجدد من الفلاشا والأرجنتين وفرنسا
حكومة شارون تقر ضم آلاف الدونمات إلى مدينة القدس





القدس: رجاء حسن
أقرت الحكومة الإسرائيلية الجديدة ضم مساحات واسعة إلى مدينة القدس وذلك من أجل بناء آلاف الوحدات السكنية فيها وزيادة عدد سكانها كي يتحول الفلسطينيون إلى أقلية في المدينة على الرغم من أن هذه المساحات التي ضمت إلى المدينة هي غابات وحدائق عامة في القدس الغربية إذ إن إيهود أولمرت رئيس البلدية السابق ووزير الصناعة والتجارة الحالي كان قد طالب قبل عام بضم هذه المساحات الخضراء من أجل زيادة عدد السكان والتغلب على الزيادة المتواصلة للسكان العرب في المدينة والذي زاد عددهم خلال العامين الماضيين 30 ألفا بسبب عودة السكان المقدسيين الذين يعيشون في الضواحي بعد أن سرت شائعات بأن إسرائيل سوف تسحب حق المواطنة في القدس من أولئك الذين يقيمون في الضواحي وخارج حدود البلدية, علما أنهم تركوا المدينة بحثا عن السكن والبناء خارج حدود البلدية نتيجة التطور الطبيعي حيث يمنع على المقدسيين البناء والإعمار داخل المدينة ويأتي هذا القرار أيضا على الرغم من اعتراض أنصار البيئة والمساحات الخضراء حيث اعتبر هذا الضم عملا استراتيجتا ويتحدث موظفون كبار في البلدية بأن كتل البناء الجديدة سوف تستوعب المهاجرين الجدد الذين تخطط حكومة أرييل شارون لقدومهم من الأرجنتين وفرنسا والفلاشا ومن جنسيات أخرى حيث إن شارون يسعى خلال السنوات العشر الأخيرة لاستقدام مليون مهاجر, إذا أقرت حكومته صرف 10 آلاف دولار لكل مهاجر يأتي من أي بلد علما بأن المهاجرين من الولايات المتحدة وأوروبا كانوا يستثنون من تقديم المساعدات لهم



..
نــــور
نــــور
بيديه يحمل حفنة تراب ويغادر...إلى أين؟؟ ... لا يدري ... كيف؟؟ .. يمشي على قدميه ويسير... لماذا؟؟ ... طردوه واقتلعوا بيته وأشجاره.. إلى متى؟؟ .. إلى حين يشاء الله... ألن يشعر بالتعب ؟؟ ... وهل سبق له أن عرف الراحة، ومن يهتم به وبالآلاف مثله الذين يغادرون؟!!!!
يحمل حفنة التراب ..يخبئ كل شجونه وذكرياته حزينها وسعيدها بين ذرات التراب...يتحامل على دموعه التي تهطل هطلا كلما تذكرت الماضي بكل إرهاصاته وخباياه من الأشجار والاهل والاولاد وووو...!!!!


يحمل حفنة التراب ويحرص عليها كما كان يحرص على أولاده - حين كان له أولاد - هو الآن لن يفرط بأي ذرة من ذرات هذه الحفنة كما لم يفرط سابقا بكافة ذرات التراب الوطني !!!!
كان يمش وحيدا رغم أنه كان بين الآلاف وربما الملايين من المعذبين والنازحين مثله..بدا كل النازحين كما لو أنهم يفكرون في شيء ما .. شيء واحد يجمع بين فكرهم كل واحد منهم كان يبدو مستوحشا وآثر الجلوس وحيدا نعم إنه شيء واحد يؤرق هذا الجمع من النازحين...!!!!
في خضم هذا يجلس صاحبنا هائما في ذكرياته .. تتقلب أشواقه تقلب ذرات التراب التي بين يديه... تتفجر احلامه وتتناثر كالرماد المحترق.. وشجونه تكاد تقتلعه جزعا وحزنا... والخواطر في مخيلته تتداخل دونما وضوح والألم بدا الصاحب والرفيق حيثما يذهب !!!!
اي ذنب اقترفه ليصنع به هذا ؟!!
أي ذنب اقترفه ليؤخذ منه منزله؟!!
أي ذنب اقترفه ليقتل ابنه؟!!
أي ذنب اقترفه ليشرد شعبه؟!!
لم كل هذا؟؟!!
عبر صاحبنا- ومثله آلاف المعذبين والنازحين - النهر الفاصل بين الارض والأخرى، ونصبت لهم الخيم ليقيموا فيها ...جميع النازحين كان أمرهم عجبا إنهم يختفون في ذات الوقت ويخرجون في ذات الوقت ويبكون في ذات الوقت إنه شيء واحد... ألم واحد يجمع بينهم!!
أحضر صاحبنا حفنة التراب وبكى إنه ظمآن وحفنة التراب قد ظمئت أيضا ..لكن حفنة التراب لا ترتوي إلا بالدماء...يبكي ويشتد بكاؤه وتهطل من عينيه دمعتان سخينتان تذوبان بحرارتهما كل ما اثاره هذا التراب في داخله من شجون قائلا:!!
سامحني يا ترابي!!
لا أستطيع سقايتك!!
فقد جف دم عروقي خجلا منك !!
سلبوا بيتي وقتلوا أهلي!!
وأبقوني وحيدا!!
فماذا عساني أفعل وحيدا؟!!
ويمضي النازح من جديد إلى حيث كتب الله له لكن أي خيمة أو مخيم سيؤويه!!
إن لم يكن لك وطن يؤويك فأي مكان يؤويك!!
في كل يوم يجلس صاحبنا أمام حفنة التراب ويبكي .. لم يكن يعلم ان جميع النازحين قد صنعوا منذ البداية مثله!!
ومذ ذاك الحين جميع من يعبر النهر إلى ارض النازحين يعود وقد غطت وجهه معالم الدهشة والاستغراب بل والذهول متسائلا :!!
ترى أين ذهب تراب الجهة المقابلة؟؟


منقول
فتاة اللغة العربية
صباح الضامن
صباح الضامن
أنا الفلسطيني ابن الخليل
ابن من استشهد في مجزرة الحرم الإبراهيمي
ابن من عانقت آخر نظراته موقع سجوده في صلاة الفجر

أنا ابن هذا الشهيد وذاك الشهيد

أنا ابن الأرض
فكيف تظن يا صهيون أنك تستطيع هزيمتي

أنا ابن ذاك الذي قطعت رجله
أنا ابن ابراهيم المقادمة
دمه لا زال أخضرا يروي ثلج أنفسنا

فتسيل شعابا هادرة بغضبنا
أنا ابنهم جميعا
فانتظر
لن تنال مني
لن تعيش فوق أرضي
لن تظل في سمائي

فأنا ابن فلسطين إليك قادم
نــــور
نــــور
..
المســكوت عنـه في فلسطيـن



فهمي هويدي - نقلاً عن جريدة الأهرام 4/3/2003

لأن الفلسطيني أصبح مخلوق الله المستباح‏,‏ فان وقائع إبادته وتدمير حياته وإذلاله‏,‏ التي تطالعنا بكثافة وبوتيرة يومية منذ اشهر‏,‏ باتت أخبارا عادية لاتثير الانتباه فضلا عن أنها لا تحرك الشعور‏.‏ ولئن حدث ذلك في غمرة انشغال الناس بأخبار الحرب التي لم تقع‏,‏ فما بالك به لو وقعت‏!‏

‏(1)‏
يوم الأحد الماضي‏(2/23)‏ نشرت الصحف خبرا من روما يقول إن ألفي شخص نظموا مظاهرة طافت بشوارع المدينة‏,‏ رفعوا خلالها لافتات طالبت بحماية كرامة القطط‏.‏ وقال منظمو المظاهرة من ممثلي جماعات الدفاع عن القطط إن في المدينة‏150‏ ألف قطة شاردة‏,‏ لا يعاملها سكان المدينة بطريقة لائقة‏,‏ في حين أنها أحوج ماتكون إلي الرعاية خصوصا في أجواء الصقيع التي تعيشها أوروبا الآن‏.‏
في اليوم ذاته نشرت الصحف تقريرا من نابلس عن الاجتياح الإسرائيلي لأحياء المدينة القديمة‏,‏ بما استصحبه من إطلاق عشوائي للنيران وتفجير البعض لستة بيوت‏,‏ الأمر الذي أدي إلي تشريد‏14‏ أسرة‏,‏ وخروج الأمهات والأطفال وهم يرتجفون إلي الشوارع المغطاة بالثلوج والأوحال‏.‏ الرجال اختطفوا واخذوا تحت جنح الظلام إلي مكان مجهول وهم مقيدون بالحبال‏.‏ أما النساء والأطفال‏,‏ فقد هاموا علي وجوههم بحثا عن مكان يؤويهم من البرد والفزع‏.‏

حين طويت الصحيفة لاحقتني فكرة المقارنة بين حظوظ القطط في روما‏,‏ وحظوظ الفلسطينيين في الأرض المحتلة‏,‏ وبدت المفارقة كاشفة ومروعة بين قطط شاردة وجدت من يدافع عن كرامتها وحقها في الحياة هناك‏,‏ وبين رجال يساقون إلي الموت تحت جنح الظلام‏,‏ ونسوة وأطفال في فلسطين يواجهون مشكلة التشرد‏,‏ ولا أحد في العالم يعيرهم التفاتا أو يدرك أن لهم كرامة أو حقا في الحياة‏.‏
المذهل في الأمر أن عملية الإبادة والتدمير اليومي للبيوت والمرافق والإنسان الفلسطيني أصبحت جزءا من نمط الحياة في الأرض المحتلة‏,‏ حيث كتب علي سكانها أن يعانقوا الموت والذل والخراب طوال الوقت‏.‏ ولأن العملية لم تتوقف منذ بدأت الانتفاضة‏(‏ في عام ألفين‏)‏ فإن أحداثها ووقائعها تحولت في الخطاب الإعلامي والسياسي إلي أرقام‏.‏ وصرنا ونحن في الخارج نقرأ أن كذا شهيد قتلوا وكذا جريح سقطوا‏,‏ وكذا بيتا تهدم‏,‏ ومع اعتياد الناس علي تلك الأرقام‏,‏ فإن كثيرين اصبحوا يقرأونها كما يقرأون أخبار الصعود والهبوط في اسهم البورصة‏.‏ يرفعون حواجبهم اذا ارتفعت قيمتها‏,‏ ويقلبون شفاههم اذا ما انخفضت‏.‏ لكن هذا وذاك لايغير كثيرا من مزاجهم وهم يحتسون قهوة الصباح‏.‏