سجود الشهداء
هاهي نسمات الصباح تودع الليل الطويل تؤذن بقدوم يوم جديد
الجو كان باردا نسماته تداعب مُحيا المصلين الذين قدموا للصلاة في المسجد الإبراهيمي
في مدينة الخليل
رفرفت ملائكة السماء بأجنحتها تحف هؤلاء الأطهار برضوان من الله
لم تكن الشمس قد برزت في صدر السماء ، إلا أن نورا من الخلف بات يضئ
مؤذنا بقدوم الشمس
تسارع الرجال والنساء إلى ساحة الحرم يؤدون صلاة الفجر في صبيحة اليوم الثالث عشر
من شهر رمضان كعادتهم كل يوم
تحدث أبو خليل لزميله الحاج أبو شاكر: لا أدري يا حاج لمَ أشعر أن اليوم غريب نوع ما
طيور الصباح تغرد بطريقة غريبة ، إنها تغني نفس الأغنية التي رددها الكون يوم استشهاد ولدي
خليل
أبو شاكر : ما بك يا رجل في هذا الصباح ، لمَ كل هذا اليوم بالذات ؟
أبو خليل : لدي إحساس أن كل شجرة عنب هنا تصافح يدي ، يا إلهي ما هذا الشعور الغريب ؟
جموع جيش الاحتلال لم تكن لتترك المكان ، إنها تعسكر في كل شبر
ردد الاثنان : لعنة الله عليهم ما أنجسهم ، حتى المساجد لم تسلم من رجسهم
وفي هذه الأثناء
الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر
أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن لا إله إلا الله
أشهد أن محمدا رسول الله ، أشهد أن محمدا رسول الله
حي على الصلاة ، حي على الصلاة
حي على الفلاح ، حي على الفلاح
الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله
أبو شاكر هيا يا حاج بسرعة قبل أن تقام الصلاة
تسارعت خطا العجوزين نحو المسجد ودخلا غرفت الصلاة
جموع المصلين تزاحمت في الداخل بعد صلاة القيام
الله ما أجملها هذه اللحظات ....
الحاج أبو خليل ينظر في عيون المصلين يرمق نورا منها لم يكن ليراه سوى اليوم
هاهو المؤذن يقيم الصلاة
انتظمت صفوف المصلين وأبو خليل يردد .... الله أكبر من كل شئ
الله أكبر..و بدأت الصلاة
كان اثنان من الصهاينة يتسللان من الباب أحدهما يحمل شيئا في يديه
لم يكن أحد ليجرأ على سؤالهم وليسوا ممن وُضع التفتيش لهم
سكون يلف المكان وضربات قلب الحاج أبو خليل تكاد تُسمع
وهاهو الإمام يسجد والمأمومون من خلفه
وفجأة
صوت مدوي في المسجد
وفي ثواني معدودة كان المسجد قد امتلأ بالدماء والأشلاء
وصعدت الأرواح إلى بارئها وأصحابها في سجودهم
تدافع من بقي منهم نحو الباب الخلفي للمسجد ليخرجوا منه
إلا أن جنود الاحتلال قد أحكمت إغلاقه عليهم
ليستشهد أكبر عدد ممكن منهم .
توجه عدد من المصلين لحامل القنبلة ... وما هي إلا دقائق وهاهو جثة هامدة
وفُتح الباب أخيرا
توقع الخارجون من المسجد أنهم قد نجوا من موت محقق
إلا أن رصاص الجنود الإسرائيلي كانت بالمرصاد ، فمن لم يمت بالداخل ، قضى نحبه
على أعتاب الباب ، أو على سفح الدرج
أشرقت الشمس تحمل لونا غير الذي تعوده أهالي مدينة الخليل
وغردت الأطيار تشيع أرواح الشهداء
ولكن :
أين الحاج أبو خليل ، والحاج أبو شاكر ؟
هناك في الصف الأول ، مازال الاثنان على سجود هما ... وقد رفرفت أرو احمها هناك
في أعلى السماء

نــــور
•
هناك .. على سفح تلك الهضبة
يقبع سيدنا إبراهيم
يلف جسده الطاهر ذاك التراب
وأجساد طاهرة كثيرة
من نبيين وصديقين وشهداء
وجسد سارة ..
تغمرهم في أعماقها
تلك الهضبة
في مدينة تدعى الخليل
تظللهم سماء فلسطين الشجية
وتساقط أمطار الدماء حولهم
لتسقي ترابآ عطروه بألوان الشجاعة
وشهيدآ شيعوه بأعراس البطولة الهدارة
لينضم إليهم يومآ بعد يوم
شهيد جديد .. بجرح جديد
لينعش ذاك التراب القابع فوق الهضبة
ليضفي قطرات دماءه الزكية إلى مجموع الدماء
لتحوي الهضبة أشلاء ليست كأية أشلاء
إنها هبات الشهداء
ويمر زمان
وتقوم هنا مستعمرة
ومستعمرة أخرى تقوم هناك
ونحن نتأمل الخليل
ونرسل التحايا لحزن فيها أصيل
صبرآ جميلآ يا أهل الخليل
فالنصر آت دونما تأجيل
يقبع سيدنا إبراهيم
يلف جسده الطاهر ذاك التراب
وأجساد طاهرة كثيرة
من نبيين وصديقين وشهداء
وجسد سارة ..
تغمرهم في أعماقها
تلك الهضبة
في مدينة تدعى الخليل
تظللهم سماء فلسطين الشجية
وتساقط أمطار الدماء حولهم
لتسقي ترابآ عطروه بألوان الشجاعة
وشهيدآ شيعوه بأعراس البطولة الهدارة
لينضم إليهم يومآ بعد يوم
شهيد جديد .. بجرح جديد
لينعش ذاك التراب القابع فوق الهضبة
ليضفي قطرات دماءه الزكية إلى مجموع الدماء
لتحوي الهضبة أشلاء ليست كأية أشلاء
إنها هبات الشهداء
ويمر زمان
وتقوم هنا مستعمرة
ومستعمرة أخرى تقوم هناك
ونحن نتأمل الخليل
ونرسل التحايا لحزن فيها أصيل
صبرآ جميلآ يا أهل الخليل
فالنصر آت دونما تأجيل

من منكم يستطيع مساعدتنا في الحصول على صور لمجزة الخليل
من يجدها يرسلها على الإيميل أو يضعهاهنا
من يجدها يرسلها على الإيميل أو يضعهاهنا

نــــور
•
مذبحة الحرم الإبراهيمي (25/2/1994)
قبل أن يستكمل المصلون صلاة الفجر في الحرم الإبراهيمي في الخليل دوت أصوات انفجار القنابل اليدوية وزخات الرصاص في جنبات الحرم الشريف، واخترقت شظايا القنابل رؤوس المصلين ورقابهم وظهورهم لتصيب أكثر من ثلاثمائة وخمسين منهم.
وقد بدأت الجريمة حين دخل الإرهابي باروخ غولدشتاين ومجموعة من مستوطني كريات أربع المسجد الابراهيمي وكان غولدشتاين يحمل بندقيته العسكرية الرشاشة وقنابل اليدوية وكميات من الذخيرة ، وقد وقف الإرهابي غولدشتاين خلف أحد أعمدة المسجد وانتظر حتى سجد المصلون وفتح نيران سلاحه الرشاش على المصلين وهم سجود ، فيما قام آخرون بمساعدته في تعبئة الذخيرة التي احتوت رصاص دمدم المتفجر والمحرم دولياً.
وقد نفذ غولدشتاين المذبحة في وقت أغلق فيه الجنود الصهاينة أبواب المسجد لمنع المصلين من الهرب ، كما منعوا القادمين من خارج الحرم من الوصول إلى ساحته لإنقاذ الجرحى ، وفى وقت لاحق استشهد آخرون برصاص جنود الاحتلال خارج المسجد وفى المقابر أثناء تشييع جثث شهداء المسجد وقد راح ضحية المجزرة نحو 50 شهيداً قتل 29 منهم داخل المسجد.
قبل أن يستكمل المصلون صلاة الفجر في الحرم الإبراهيمي في الخليل دوت أصوات انفجار القنابل اليدوية وزخات الرصاص في جنبات الحرم الشريف، واخترقت شظايا القنابل رؤوس المصلين ورقابهم وظهورهم لتصيب أكثر من ثلاثمائة وخمسين منهم.
وقد بدأت الجريمة حين دخل الإرهابي باروخ غولدشتاين ومجموعة من مستوطني كريات أربع المسجد الابراهيمي وكان غولدشتاين يحمل بندقيته العسكرية الرشاشة وقنابل اليدوية وكميات من الذخيرة ، وقد وقف الإرهابي غولدشتاين خلف أحد أعمدة المسجد وانتظر حتى سجد المصلون وفتح نيران سلاحه الرشاش على المصلين وهم سجود ، فيما قام آخرون بمساعدته في تعبئة الذخيرة التي احتوت رصاص دمدم المتفجر والمحرم دولياً.
وقد نفذ غولدشتاين المذبحة في وقت أغلق فيه الجنود الصهاينة أبواب المسجد لمنع المصلين من الهرب ، كما منعوا القادمين من خارج الحرم من الوصول إلى ساحته لإنقاذ الجرحى ، وفى وقت لاحق استشهد آخرون برصاص جنود الاحتلال خارج المسجد وفى المقابر أثناء تشييع جثث شهداء المسجد وقد راح ضحية المجزرة نحو 50 شهيداً قتل 29 منهم داخل المسجد.
الصفحة الأخيرة
وأخص بالذكر الأخت طيف
كما أشكر جميع من ساهم ويساهم في دفع هذا الموضوع
وجزى الله الجميع خيرا