سر تأخير إجابة الدعاء

ملتقى الإيمان

ابن الجوزي رحمه الله
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
تأملت حالة عجيبة وهي أن المؤمن تنزل به النازلة فيدعو ، ويبالغ فلا يرى أثراً للإجابة .

فإذا قارب اليأس نُظر حينئذ إلى قلبه ، فإن كان راضياً بالأقدار ، غير قنوط من فضل الله - عز وجل - ، فالغالب تعجيل الإجابة حينئذ ، لأن هناك يصلح الإيمان ويهزم الشيطان وهناك تبيين مقادير الرجال .

وقد أشير إلى هذا في قوله - تعالى -: ( حتى يقول الرسول والذين ءامنوا معه متى نصر الله ) .
وكذلك جرى ليعقوب - عليه السلام - ، فإنه لما فقد ولداً وطال الأمر عليه لم ييأس من الفرج ، فأخذ ولده الآخر ، ولم ينقطع أمله من فضل ربه : ( أن يأتيني بهم جميعاً ) .
وكذلك قال زكريا عليه السلام : ( ولم أكن بدعائك رب شقيّا ) .

فإياك أن تستطيل مدة الإجابة وكن ناظراً إلى أنه المالك ، وإلى أنه الحكيم في التدبير والعالم بالمصالح ، وإلى أنه يريد اختبارك ليبلو أسرارك ، وإلى أنه يريد أن يرى تضرعك ، وإلى أنه يريد أن يأجرك بصبرك إلى غير ذلك ، وإلى أنه يبتليك بالتأخير لتحارب وسوسة إبليس .
وكل واحدة من هذه الأشياء تقوّي الظن في فضله وتوجب الشكر له ، إذ أهّلك بالبلاء للالتفات إلى سؤاله ، وفقر المضطر إلى اللجأ إليه غنى كله .


المصدر : صيد الخاطر لابن الجوزي ، ص 192 - 193 .

.



__________________
:time:
6
783

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ضوء المكان
ضوء المكان
غاليتي أنوار المدينه .. حياكِ الله وبياكِ ..

صيد جميـــــــــــل .. صدتيه لنا ..

بارك الله فيكِ وبما كتبتي .. لا شلت يمينكِ ..
كنز العطاء
كنز العطاء
سبحان الله خاق الأنسان عجولا
الله يعيننا على الصبر و الأحتساب
جوزيت خيرا اختي اثابك الله
أمونة المصونة
بارك الله فيك وجزيت خيرا ً على طرح هذه الكلمات المفيدة ...
مشكورة :26:
أنوار المدينة
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم وكتب الله لنا ولكم
الاجر أن شاء الله...
ShoOoQ
ShoOoQ
:26: