عنـــــاء
كنا باغسطس اعتى فصول الصيف شراسة ..
وخيل لى ان اليوم مناسب للنزول الى البلد و تبضع بعض مستلزمات البيت ..
نزلت فى حوالى التاسعة وبعد انتظارى السيارة لنصف ساعة لتخرج من الورشة بدأ الجو يميل للحر
لكنى صممت على استكمال المشوار و بعد ساعة اخرى كنت بميدان البلد .. فوجئت بالزحام الشديد رغم الحر .. و تدافع الناس بالاسواق و الحرارة تزداد دقيقة بعد اخرى ,,
مع المشى و التكدس شعرت باننى ساتهاوى قريبا جدا فانهيت مشترواتى سريعا و ذهبت الى الموقف لانتظار الاتوبيس مرة اخرى و الذى اتى مزدحما تماما و بالكاد ركبت ..
لا استطيع الوقوف وقدماى تؤلمانى بشدة و دار برأسى تصور حول امكانية الوقوف على اليدين لاراحة القدمين فى مثل تلك الظروف مثلا !..
حر .. شمس .. عرق .. زحام .. مواصلات بطيئة ..
ويمر ببالى كيف له ان ينزل يوميا _ من الفجر _ مارا بكل هذا العناء ..
كيف لى ان اتأفف من طلبات متلاحقة بمجرد دخوله البيت بعد ذلك
عدت الى البيت وكانت طاقتى قد نفدت تماما لا اريد الاستماع لاى كلمة من الاطفال لا استطيع النهوض للقيام باى شيىء
فقط اتركونى انام
عندما عاد كنت حريصة جدا على ان يكون كل شيىء جاهز قبل وصوله ..
يدخل يلقى السلام فى اعياء واضح ..
ظهر الثوب مبتل من شدة الحر , يخلعه وهو يقول .. اريد ثوبا نظيفا للغد .. قلت سيظل هذا متعرقا لمدة طويلة ساحتفظ به هكذا ..
تسائل متعجبا ولم !!
: لاتذكر معاناتك دوما واتذكر واجبى فى التخفيف عنك
فى هذا اليوم وددت جدا تقبيل قدميه فمنعنى باصرار فقلت سلمت تلك القدم التى من اجلنا تلقى كل هذا الكد و التعب ..
قال وسلمت لى ...
*****************
وكلما تذكرت هذا اليوم تحملت اشياء كثيرة ربما لولا هذا الموقف لصارت اكبر مشكلاتى
لعلنا نشعر بمعاناتهم من اجلنا ..