سنة الإبتلاء ...

ملتقى الإيمان









سُنَّة الإِبْتِــــلاَء ..!!






يقول الله تعالى :
{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }







سنة الإبتلاء سنة جارية .. تتوالى فيها الخطوب .. إما بخير وأما بشر ..
لتمحص القلوب .. وتتكالب الأحزان ليعظم الإيمان .. وتتوالى المآسي لتندثر المعاصي
وبها تظهر محبة الله للعبد .. ومحبة العبد لله وتعلقه به ..!!
ولهذا قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { أشد الناس بلاءً الأنبياء .. ثم الأمثل فالأمثل .. يبتلى المرء على قدر دينه } ..!!
وفي إحدى رواياته قال : { الأنبياء ثم العلماء ثم الصالحون }.. فالعلماء لأنهم ورثة الأنبياء يقومون مقام الأنبياء .



وإذا نظرنا إلى تاريخ هذه السنة الربانية .. لوجدنا أن عظماؤها هم الأنبياء وأحب الخلق إلى الله من عباده الصالحين
وقد أخبرنا القرآن بالعديد من قصص الإبتلاء .. وفصل في بعضها بسورة كاملة .. ليعتبر من يعتبر
فهذا نوح مع قومه .. وذاك يعقوب وبلاء حزنه .. وإبراهيم وبلائه بقتل ولده .. ويونس حي التقمه الحوت فنادى في الظلمات ألا إله إلا أنت سبحانك .. إني كنت من الظالمين !!
وزكريا ويحي عليهم السلام .. وليست قصة أيوب عليه السلام عن الأذهان ببعيد
بل إن قصة بلاء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .. تعتبر من القصص المؤثرة والمليئة بالعبر






{ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ
مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } ..!!







ثم إن عرجنا على العلماء وورثة الأنبياء .. فالكثير منهم قد تعرض للمحن .. ومنهم على سبيل المثال لا الحصر ..
الإمام أحمد ابن حنبل .. وابن تيمية .. وابن القيم .. والشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله جميعاً
وغيرهم من العلماء والدعاة والصالحين قبلهم وبعدهم








إذن .. فــ لم الإبتلاء ..؟!



اعلمي أخيتي في الله .. يا رعاكِ الله .. أن الله إذا أحب عبد ابتلاه في نفسه أو ماله أو ولده أو دينه .. وهذا أعظم أنواع البلاء
وليس ذلك كرها فيه .. بل حباً ورغبة في تقريبه إليه ..!!
ليطهره من الذنوب .. ويم*** من المعاصي .. وليختبر عمق إيمانه ومدى صبره وقوة تحمله
وليتبين الإنسان الفخور بنفسه .. كم هو ضعيف مهما بلغت قوته .. وكم هو فقير مهما بلغ غناه .. وكم هو عاجز مهما بلغ من الكمال والجاه والرفعة
فيذكره ذلك الشعور الذي يعتصر قلبه عن سقوطه في مرضه .. وعند غصته بهمه واختناقه بحزنه .. يذكره بربه الذي كمل في غناه
فيلجأ لمولاه بعد أن كان غافلاً عنه .. تائهاً بين مرافيء الذنوب ومحطات المعاصي ..!!
إن كان ابتلاؤه بمرض .. فسيستشعر نعمة الصحة .. وإن كان ابتلاؤه بحزن .. فسيتذوق طعم السعادة .. وإن كان ابتلاؤه بفقر فسيستشعر نعمة الغنى
بحيث إن من الله عليه بالفرج بعد الشدة .. وباليسر بعد العسر .. يصبح عبداً أواباً حامداً شاكراً ذاكراً ..!!






أوَ ليسَ الإبتلاءُ بعدَ كلِّ هَذا نِعمَة ..؟!








يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
عجباً لأمر المؤمن .. إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ..
إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له .. وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ..!!
رواه أحمد ومسلم.











.. أُخيَّاتِي فِي الله ..



هذه هي سنة الحياة .. وهذا هو قدر الإبتلاء .. والله تعالى يقول في كتابه الكريم
{ أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ } العنكبوت2
وما هذه الهموم والغموم التي تصيبنا و تسيطر علينا .. إلا بسبب منا فعلناه واستجلبناها لأنفسنا
حيث يقول الله عز وجل مخاطباً رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم
{ مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً } النساء79 ..!!








... رِسَالَة ...
إلى كل من داهمت حياتها الهموم والغموم .. وتكالبت عليها الأحزان
إلى كل من اسودت الدنيا بوجهها وأظلمت الآفاق .. فلم تعد ترى للسعادة نور ولا للفرحة بصيص أمل .. فانطوت على نفسها تندب الحظ وتلعن الظلام
إلى كل من تعسر أمره في هذه الدنيا .. سواء أكنت ذكراً أم أنثى .. صغيراً أم كبيراً .. شاباً أم فتاة
صغر همك أم كبر .. تعلق بالدنيا أم بالآخرة
إليك أخيتي .. أبعث تجربتي عبر رسالتي .. وأسكب كلماتي .. وأنثر عباراتي
وأدلكِ على الطريق المنقذ من وحشة الهموم .. وظلمة الغموم .. وسواد الأحزان
عل الله أن ينقذني بها من جحيم الآخرة وعذابها .. كما كنت سبباً في إنقاذكم من جحيم الدنيا وعذاباتها ..!!





... كُوني مع الله ...


أخيتي .. كوني مع الله في الرخاء .. يكن معك في الشدة ..!!
تذكري كل ما يحبه ويرضاه وافعليه .. وتجنبي كل ما يكرهه و يغضبه ويسخطه عليكِ ..!!
اجعلي قلبك موقناً بأن الله معك في كل أحوالك .. وثقي به ولا تثقي بغيره .. واستشعري وقوفه إلى جانبك في السراء والضراء
إن أصابتك حسنة فاحمديه واشكري له واسجدي بين يديه .. ولا تترددي في إظهار شكرك له أمام البشر ..
وإن أصابتك مصيبة فاسترجعي واستغفريه وتوبي إليه .. وقولي : اللهم لك العتبى حتى ترضى .. ولا حول ولا قوة لنا إلا بك ..!!
قد يتخلى عنكِ كل شيء في هذه الدنيا .. ويبقى الله معكِ
فكوني مع الله .. يبقى معكِ كل شيء ..!!








... الإستغفار ...


أكثري من الإستغفار على أي حال كنتِ .. وفي أي مقام .. واجعلي قلبك معلقاً بالله .. ولسانكِ رطباً بذكره ..!!
داومي عليه بعد كل صلاة مكتوبة أو نافلة .. وقبل النوم .. واجعليه آخر ما تقولي من الكلام .. وأكثري .. أكثري منه ما استطعتِ ..
فوالله لن تشعري بتعب ولا نصب .. بل بسعادة غامرة وأنس بالله ..!!
وستفتح لكِ أبواب السماء إذا ما أخلصتي النية وصدقتي القول وابتغيتي وجه الله
وسيصلح حالكِ .. وسيفتح الله لكِ أبواب رزقه .. وستأتيكِ الدنيا وهي راغمة ..!!
يقول الله تعالى :
{ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً .. يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً .. وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ
وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً } .. سورة نوح ..!!











... الوضوء والطهارة ...
كوني على طهارة طوال يومكِ .. وتوضأي بعد كل حدث ولا تتهاوني بهذا الأمر
اغسلي خطاياكِ بالوضوء .. وطهري أعضاءكِ بالمداومة عليه ..
فهو المعين على تحسين حالة المزاج .. وهو منشط للبدن .. ومقوي للقلب .. حتى يستعد البدن للطاعة ويداوم على العبادة
وهو مذهب للخمول والكسل .. وطارد للوساوس والأفكار الرديئة
وكما أنه طهارة للبدن .. فهو طهارة للقلب والعين والأذن والأنف وسائر الأعضاء .. من الخطايا والآثام التي نرتكبها دون علم .
بعد أن أحدقت بنا الفتن والمغريات .. وأحاطت بنا المنكرات واستحوذت علينا الشبهات ..
فآل حالنا إلى ما آل إليه ..!!











... قراءة القرآن ...
أكثري من قراءة القرآن والإستماع إليه .. خصوصاً سورة البقرة ..
وابتعدي عن سماع الأغاني .. وفعل المنكرات ومشاهدة القنوات الهابطة والمسلسلات والأفلام ..
واستعيضي عنها بما ينفعكِ في دنياكِ وآخرتكِ .. وإن بحثتي عنه فستجديه بين أكوام هذه القنوات التي امتلأت بها البيوت فقضت على كل ما هو جميل فينا
فالقرآن شفاء وراحة وطمأنية قلب ..
يقول الله تعالى :
{الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ }










... نوافل الطاعات ...
لا تفرطي في النوافل من الطاعات .. كصيام يومي الأثنين والخميس .. والأيام البيض والست من شوال ويوم عاشوراء ويوم عرفة
ومن الصلوات .. كالسنن الرواتب .. وصلاة الوتر .. وصلاة الضحى
فالله عز وجل يحب أن نتقرب إليه بالنوافل .. كما نتقرب بالطاعات .. وهو الكريم الذي لن يمنع عنا عطاؤه ولن يبخل بجوده وسخائه
يقول عبد الله بن عمر:
.
ويقول صلى الله عليه وسلم عن صلاة الضحى :

ووقتها يبدأ من إرتفاع الشمس إلى وقت الزوال ... أي من بعد طلوع الشمس الى قبل آذان الظهر تقريباً بربع ساعة بتوقيتنا الحالي .
وأفضله وقت اشتداد الشمس ومضي ربع النهار .










... قيام الليل ...
إذا اختلى الناس بأحبابهم في ظلمات الليالي .. واستأنسوا بلقياهم ومناجاتهم
فاجعلي خلوتكِ لله و بالله .. واستأنسي بلقياه .. وأطيلي الوقوف بين يديه وتلذذي بمناجاته
اسكبي له كل ما في قلبكِ من آلام .. واشكي له كل ما يكدر صفو حياتكِ من هموم .. وابكي وتذللي واخضعي وانكسري بين يديه
اسجدي وعفري جبهتك بالأرض .. وادعي الله وسليه من فضله .. فإن العبد أقرب ما يكون من ربه وهو ساجد ..!!
ووالله إنها لذة لا تعادلها لذة في هذه الدنيا .. ووالله إنه الأنس الحقيقي .. والطمأنينة الحقة ..
فاغتنمي هذه الفرصة أخيتي .. ولا تفوتيها بالتسويف ..!!











... الصدقة ...
أكثري من الصدقة أخيتي .. واجعليها سراً .. بحيث لا تعلم شمالك ما أنفقت يمينك
ولا تستصغري ما تقدمي .. حتى لو كان ريالاً واحداً
ويا حبذا لو جعلتِ إخراجها يوم الجمعة .. ودفعتيها لمسكين .. أو صاحب حاجة ..
حتى وإن كان طفلاً من أهل بيتكِ .. حين تشتري له قطعة حلوى تدخلي عليه بها السرور
إنها صدقة .. وإنما الأعمال بالنيات .. وإنما لكل امريء ما نوى ..!!











... الدعاء .. الدعاء .. الدعاء ...
أكثري من الدعاء .. وعلقي قلبكِ بالله .. ولا تجعلي أملكِ في أحد سواه
ألحي عليه في طلبكِ وسؤالكِ .. واستجديه وتذللي له .. واخضعي وانكسري بين يديه .. وأظهري حاجتكِ له وانقطاع رجاؤكِ من كل شيء إلا منه عز وجل
وثقي .. أنه سبحانه كريم .. لن يخذلكِ .. ولن يرد لك يديك بعد أن مددتيها إليه .. ولن يبخل بإجابة سؤالكِ وتحقيق مطالبكِ
وسترين النتيجة بإذن الله ..
لا تستعجلي الإجابة .. ولا تتمنني على الله بالطاعة ..!!
وقولي ..
يا رب .. إن كانت ذنوبي قد كبرت في جنب نهيك .. فإنها قد صغرت في جنب عفوك ..!!
يا رب .. لا أقول لا أعود لذنوبي .. لما أعرف من خلقي وضعفي ..!!
يا رب .. إنك إن أحببتني غفرت سيئاتي .. وإن غضبت علي ومقتّني لم تقبل حسناتي ..!!
اللهم إن ذنوبي التي أفتقر بها إليك .. أحب إلي من طاعة أفتخر بها عليك .. وإنك يا رب قد سترت علي في الدنيا ذنوباً وإني إلى سترها يوم القيامة أحوج ..
وقد أحسنت بي إذ لم تظهرها لعصابة من المسلمين .. فلا تفضحني في ذلك اليوم على رؤوس الخلائق يا رب العالمين
يا أرحم الراحمين ..!!









أسأل الله أن ينفع بما كتبت .. وأن يكتب لي الخير والكم الفائدة بما سطرت
كما اسأله أن يوفقكن .. لما فيه خيري الدنيا والآخرة
قد يطول البلاء .. ويعظم الهم .. ويتفاقم الغم .. ويزداد الألم .. وتتراكم الأحزان ..
فيأتي الشيطان ويحاول التأثير عليكِ أخيتي .. فــ تؤخري الصلاة عن وقتها . وينسيكِ الوتر ..
وتتكاسلي عن القيام الساعة العاشرة أو الحادية عشرة صباحاً لــ تصلي صلاة الضحى
والأهم من هذا كله .. كونه الأخطر على العقيدة .. حين يبعث في نفسكِ اليأس من مجيء الفرج
فهل يرضيكِ أن تعصي الله وتبتعدي عنه وهو يناديكِ .. بطاعة الشيطان والخضوع لوسوسته ..؟!
وهل يرضيكِ أن تبقين حبيسة الهموم والغموم والأحزان .. وباب السعادة مفتوح وطريقها ممهد ..؟!
وليس عليك سوى أن تسيري على قدميك عبر الطريق المؤدي إليها لتصلي إلى بر الأمان ..؟!



أترك الإجابة لكِ ..؟!







انسخي والصقي بأي منتدى .. وساهمي بنشر الموضوع كي تكسبي الأجر
وتذكري قول رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال :
..!!







بــ قلم
محبتكم في الله / وردة بسآتين الهدا
منقول

9
818

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

mmq
mmq
الله يجزاك الجنه يارب
متجر ضي القمر
متجر ضي القمر
جزاك الله خير
سمائي السلوى
سمائي السلوى
جزاك الله خيراً
Decision
Decision
جزاك الله كل خير
ركايز
ركايز
لااله الا الله
جزاك الله خير الجزاء..