لولا71
لولا71
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الامام الشافعي
هو محمد بن ادريس الشافعي, يرجع نسبه الى هاشم بن عبد المطلب, فهو ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم.

ولد بغزّة سنة خمسين ومائة, ومات أبوه وهو صغير, فحملته أمه الى مكّة وهو ابن سنتين, فنشأ بها, وقرأ القرآن وهو ابن سبع سنين, وحفظ " المطأ" وهو ابن عشر.

نشأ رحمه الله في حجر أمه, في قلة عيش, وضيق حال, وكان في صبه يجالس العلماء ويكتب ما يستفيده في العظام ونحوها, لعجزه عن الورق.

وتفقّه في مكة على مسلم بن خالد الزنجي, ونزل في شعب الخيف منها.

ثم قدم المدينة فلزم الامام مالكا رحمه الله, وقرأ عليه الموطأ حفظا, فأعجبته قراءته, وقال له: اق الله, فانه سيكون لك شأن, وكان سن الشافعي حين أتى مالكا ثلاث عشرة سنة.

ثم رحل الى اليمن حين تولى عمه القضاء بها, واشتهر بها.

ثم رحل الى العراق, وجدّ في الاشتغال بالعلم, وناظر محمد بن الحسن وغيره, ونشر علم الحديث, وأقام مذهب أهله, ونصر السنة, واستخرج الأحكام منها. ورجع كثير من العلماء على مذاهب كانوا عليها الى مذهبه.

ثم خرج الى مصر آخر سنة تسع وتسعين ومائة, وصنف كتبه الجديدة, ورحل الناس اليه من سائر الأقطار.

وقد برع في جميع العلوم.

قال الربيع بن سليمان: كان الشافعي رحمه الله يجلس في حلقته اذا صلى الصبح, فيجيئه أهل القرآن, فاذا طلعت الشمس قاموا, وجاء أهل الحديث, فيسألونه تفسيره ومعانيه, فاذا ارتفعت الشمس, قاموا, فاستوت الحلقة للمذاكرة والنظر, فاذا ارتفع الضحى تفرّقوا, وجاء أهل العربية والعروض والنحو والشعر, فلا يزالون الى قرب انتصاف النهار ثم ينصرف.

وقال محمد بن الحكم: ما رأيت مثل الشافعي؛ كان أصحاب الحديث يجيئون اليه ويعرضون عليه غوامض علم الحديث, وكان يوقفهم على أسرار لم يقفوا عليها, فيقومون وهم يتعجبون منه, وأصحاب الفقه الموافقون والمخالفون, لا يقومون الا وهم مذعنون له, وأصحاب الأدب يعرضون عليه الشعر فيبيّن لهم معانيه...

وهو أوّل من دوّن علم أصول الفقه, فكتب في ذلك " الرسالة".

وكان شاعرا ولكنه لم يهتم لهذا لبجانب وقال في ذلك:

ولولا الشعر بالعلماء يزري
لكنت اليوم أشعر من لبيب

وقد حذق الرمي حتى كان يصيب من كل عشر تسعة.

وكان ذا عبادة وورع:

قال الربيع بن المرادي: كان الشافعي يختم القرآن في شهر رمضان ستين مرّة.

وقال الربيع بن سليمان: قال الشافعي: ما شبعت منذ ستة عشرة سنة الا شبعة طرحتها, لأن الشبع يقتل البدن, ويقسي القلب, ويزيل الفطنة, ويجلب النوم وشضعف صاحبه عن العبادة.

وكان رحمه الله من أسخى الناس بما يجد, وقصص سخائه مشهورة.

ومناقبه جمّة,.

توفي بمصر آخر يوم من رجب سنة أربع ومائتين, عن أربع وخمسن سنة.

ومذهب الامام الشافعي أحد المذاهب الأربعة التي انتشرت في العالم الاسلامي وهو أوّل من دوّن علم أصول الفقه.

شهادات

أقوال العلماء الأعلام في عالم تعدّ شهادات. دونها كل الشهادات العلمية. وهي دلالة على مكانة المشهود له, وبخاصة اذا كانت من أصحاب العلم والفضل, ولا يعرف الفضل الا ذووه.


قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قلت لأبي: أي رجل كان الشافعي, فاني سمعتك تكثر من الدعاء له؟ قال: يا بني, كان كالشمس للدنيا, وكالعافية للناس, فهل لهذين من خلف, أو منهما عوض؟

وقال أحمد: كان الشافعي من أفصح الناس.

وقال: ما أحد مسّ بيده محبرة ولا قلما؛ الا وللشافعي في رقبته منه, ولولا الشافعي ما عرفنا فقه الحديث, وكان الفقه قفلا على أهله, حتى فتحه الله بالشافعي.

وقال محمد بن الحسن: ان تكلّم أصحاب الحديث يوما, فبلسان الشافعي.

قال اسحاق بن راهويه: لقيني أحمد بن حنبل بمكة, فقال: تعال أريك رجلا لم تر عيناك مثله, فأراني الشافعي. قال: فتناظرا في الحديث, فلم أر أعلم منه, ثم تناظرا في الفقه فلم أر أفقه منه, ثم تناظرا في القرآن, فلم أر أقرأ منه, ثم تناظرا في اللغة, فوجدته بيت اللغة, وما رأت عيناي مثله قط.

وقال أبو ثور الكلبي: ما رأيت مثل الشافعي, ولا رأى مثل نفسه.

وقال الحميدي: سيّد علماء زمانه الشافعي.

وقال الفضل بن دكين: ما رأينا ولا سمعنا أكمل عقلا, ولا أحضر فهما, ولا أجمع علما من الشافعي.

وقال أبو ثور: من زعم أنه رأى مثل محمد بن ادريس في علمه, وفصاحته, ومعرفته, وثباته وتمكّنه, فقد كذب, كان منقطع القرين في حياته, فلما مضى لسبيله لم يعتض منه.

وقال الامام أحمد: ان الله يقيض للناس في رأس كل مئة من يعلمهم السنن, وينفي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذب, قال: فنظرنا, فاذا في رأس المئة عمر بن عبد العزيز, وفي رأس المائتين الشافعي.
amany_sadek2000
amany_sadek2000
الف شكر اختى لولا على هذا المجهود الواضح جعلة الله فى ميزان حسناتك و فرج عنك كل هم:26:
اود فقط ان اعرف معنى (موطا) ؟ و دمت موفقه:27:
لولا71
لولا71
شكرا امانى على مرورك الدائم لا حرمنى الله منك
معنى الموطأ هوكتاب الامام مالك اقرئى سيرة الامام مالك وهى كفيلة بتعريفك بهذا الكتاب :13::13:
لولا71
لولا71
ابن حزم الظاهري
اسمه و نسبه:
هُوَالإِمَامُ الأَوْحَدُ، البَحْرُ، ذُو الفُنُوْنِ وَالمعَارِفِ، أَبُو مُحَمَّدٍ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ سَعِيْدِ بنِ حَزْمِ بنِ غَالِبِ بنِ صَالِحِ بنِ خَلَفِ بنِ مَعْدَانَ بنِ سُفْيَانَ بنِ يَزِيْدَ الفَارِسِيُّ الأَصْلِ، ثُمَّ الأَنْدَلُسِيُّ القُرْطُبِيُّ اليَزِيْدِيُّ مَوْلَى الأَمِيْر يَزِيْدَ بنِ أَبِي سُفْيَانَ بنِ حَرْبٍ الأُمَوِيِّ-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-المَعْرُوف بيَزِيْد الخَيْر، نَائِب أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ أَبِي حَفْصٍ عُمَر عَلَى دِمَشْقَ، الفَقِيْهُ الحَافِظُ، المُتَكَلِّمُ، الأَدِيْبُ، الوَزِيْرُ، الظَّاهِرِيُّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ، فَكَانَ جَدُّهُ يَزِيْد مَوْلَى لِلأَمِيْر يَزِيْد أَخِي مُعَاوِيَة.
وَكَانَ جَدُّهُ خَلَفُ بنُ مَعْدَانَ هُوَ أَوَّلُ مَنْ دَخَلَ الأَنْدَلُس فِي صحَابَة ملك الأَنْدَلُس عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن مُعَاوِيَةَ بنِ هِشَامٍ؛المَعْرُوف بِالدَّاخل.
وَلد:أَبُو مُحَمَّدٍ بقُرْطُبَة فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة.(18/185)
شيوخه
وَسَمِعَ فِي سَنَةِ أَرْبَع مائَة وَبعدهَا مِنْ طَائِفَة مِنْهُم:يَحْيَى بن مَسْعُوْدِ بنِ وَجه الجَنَّة؛صَاحِبِ قَاسِم بن أَصْبَغ، فَهُوَ أَعْلَى شَيْخ عِنْدَهُ، وَمِنْ أَبِي عُمَرَ أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ الجَسور، وَيُوْنُس بن عَبْدِ اللهِ بنِ مُغِيْث القَاضِي، وَحُمَامِ بن أَحْمَدَ القَاضِي، وَمُحَمَّدِ بن سَعِيْدِ بنِ نبَات، وَعَبْدِ اللهِ بن رَبِيْع التَّمِيْمِيّ، وَعبد الرَّحْمَن بن عَبْدِ اللهِ بنِ خَالِدٍ، وَعَبْدِ اللهِ بن مُحَمَّدِ بنِ عُثْمَانَ، وَأَبِي عُمَرَ أَحْمَد بن مُحَمَّدٍ الطَّلَمَنْكِي، وَعَبْدِ اللهِ بن يُوْسُفَ بنِ نَامِي، وَأَحْمَد بن قَاسِم بن مُحَمَّدِ بنِ قَاسِم بن أَصْبَغ.
وَيَنْزِلُ إِلَى أَنْ يَرْوِي عَنْ:أَبِي عُمَرَ بن عبدِ البرِّ، وَأَحْمَدَ بنِ عُمَرَ بنِ أَنَس العُذْرِيّ.
وَأَجْوَد مَا عِنْدَهُ مِنَ الكُتُب(سُنَن النَّسَائِيّ)يَحمله عَنِ ابْنِ رَبيع، عَنِ ابْنِ الأَحْمَر، عَنْهُ.
وَأَنْزَل مَا عِنْدَهُ(صَحِيْحُ مُسْلِم)، بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ خَمْسَةُ رِجَال، وَأَعْلَى مَا رَأَيْتُ لَهُ حَدِيْثٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ وَكِيْع فِي ثَلاَثَةُ أَنْفُس.
تلامذته ومن روى عنه
حَدَّثَ عَنْهُ:ابْنُهُ أَبُو رَافِعٍ الفَضْل، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحُمَيْدِيُّ، وَوَالِد القَاضِي أَبِي بَكْرٍ بنِ العَرَبِي، وَطَائِفَة.
وَآخر مَنْ رَوَى عَنْهُ مَرْوِيَّاتِهِ بِالإِجَازَة أَبُو الحَسَنِ شُرَيْح بن مُحَمَّد.(18/186)
نشأته
نشَأَ فِي تَنَعُّمٍ وَرفَاهيَّة، وَرُزِقَ ذكَاء مُفرطاً، وَذِهْناً سَيَّالاً، وَكُتُباً نَفِيْسَةً كَثِيْرَةً، وَكَانَ وَالِدُهُ مِنْ كُبَرَاء أَهْل قُرْطُبَة؛عَمل الوزَارَةَ فِي الدَّوْلَة العَامِرِيَّة، وَكَذَلِكَ وَزَرَ أَبُو مُحَمَّدٍ فِي شَبِيْبته، وَكَانَ قَدْ مَهر أَوَّلاً فِي الأَدب وَالأَخْبَار وَالشّعر، وَفِي المنطق وَأَجزَاءِ الفلسفَة، فَأَثَّرت فِيْهِ تَأْثيراً لَيْتَهُ سَلِمَ مِنْ ذَلِكَ، وَلَقَدْ وَقفتُ لَهُ عَلَى تَأَلِيف يَحضُّ فِيْهِ عَلَى الاعتنَاء بِالمنطق، وَيُقَدِّمه عَلَى العلُوْم، فَتَأَلَّمت لَهُ، فَإِنَّهُ رَأْسٌ فِي علُوْم الإِسْلاَم، مُتَبَحِّر فِي النقل، عَديمُ النّظير عَلَى يُبْسٍ فِيْهِ، وَفَرْطِ ظَاهِرِيَّة فِي الفروع لاَ الأُصُوْل.
قِيْلَ:إِنَّهُ تَفَقَّهَ أَوَّلاً لِلشَافعِيّ، ثُمَّ أَدَّاهُ اجْتِهَاده إِلَى القَوْل بنفِي القيَاس كُلّه جَلِيِّه وَخَفِيِّه، وَالأَخْذ بِظَاهِرِ النَّصّ وَعمومِ الكِتَاب وَالحَدِيْث، وَالقَوْلِ بِالبَرَاءة الأَصْليَّة، وَاسْتصحَاب الحَال، وَصَنَّفَ فِي ذَلِكَ كتباً كَثِيْرَة، وَنَاظر عَلَيْهِ، وَبسط لِسَانَه وَقلمَه، وَلَمْ يَتَأَدَّب مَعَ الأَئِمَّة فِي الخَطَّاب، بَلْ فَجَّج العبَارَة، وَسبَّ وَجَدَّع، فَكَانَ جزَاؤُه مِنْ جِنس فِعله، بِحَيْثُ إِنَّهُ أَعرض عَنْ تَصَانِيْفه جَمَاعَةٌ مِنَ الأَئِمَّةِ، وَهجروهَا، وَنفرُوا مِنْهَا، وَأُحرقت فِي وَقت، وَاعْتَنَى بِهَا آخرُوْنَ مِنَ العُلَمَاءِ، وَفَتَّشوهَا انتقَاداً وَاسْتفَادَة، وَأَخذاً وَمُؤَاخذَة، وَرَأَوا فِيْهَا الدُّرَّ الثّمِينَ ممزوجاً فِي الرَّصْفِ بِالخَرَزِ المَهين، فَتَارَةٌ يَطربُوْنَ، وَمرَّةً يُعجبُوْنَ، وَمِنْ تَفَرُّدِهِ يهزؤُون.
وَفِي الجُمْلَةِ فَالكَمَالُ عزِيز، وَكُلُّ أَحَد يُؤْخَذ مِنْ قَوْله وَيُتْرَك، إِلاَّ رَسُوْل اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.(18/187)
وَكَانَ يَنهض بعلُوْمٍ جَمَّة، وَيُجيد النَّقل، وَيُحْسِنُ النّظم وَالنثر.
وَفِيْهِ دِينٌ وَخير، وَمقَاصدُهُ جمِيْلَة، وَمُصَنّفَاتُهُ مُفِيدَة، وَقَدْ زهد فِي الرِّئَاسَة، وَلَزِمَ مَنْزِله مُكِبّاً عَلَى العِلْم، فَلاَ نغلو فِيْهِ، وَلاَ نَجْفو عَنْهُ، وَقَدْ أَثْنَى عَلَيْهِ قَبْلنَا الكِبَارُ.
قَالَ أَبُو حَامِدٍ الغزَالِي:وَجَدْتُ فِي أَسْمَاء الله تَعَالَى كِتَاباً أَلفه أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيّ يَدلُّ عَلَى عِظَمِ حَفِظه وَسَيَلاَن ذِهنه.
وَقَالَ الإِمَامُ أَبُو القَاسِمِ صَاعِدُ بنُ أَحْمَدَ:كَانَ ابْنُ حَزْمٍ أَجْمَعَ أَهْل الأَنْدَلُس قَاطبَة لعلُوْم الإِسْلاَم، وَأَوسعَهم مَعْرِفَة مَعَ تَوسعه فِي عِلم اللِّسَان، وَوُفور حَظِّه مِنَ البلاغَة وَالشّعر، وَالمَعْرِفَة بِالسير وَالأَخْبَار؛أَخْبَرَنِي ابْنُه الفَضْل أَنَّهُ اجْتَمَع عِنْدَهُ بخط أَبِيْهِ أَبِي مُحَمَّدٍ مِنْ تَوَالِيفه أَرْبَعُ مائَةِ مجلد تَشتمِل عَلَى قَرِيْب مِنْ ثَمَانِيْنَ أَلفِ وَرقَة.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُمَيْدِيّ:كَانَ ابْنُ حَزْمٍ حَافِظاً لِلْحَدِيْثِ وَفقهه، مُسْتنبطاً لِلأَحكَام مِنَ الكِتَاب وَالسُّنَّة، مُتَفَنِّناً فِي عُلُوْمٍ جَمَّة، عَامِلاً بِعِلْمه، مَا رَأَينَا مِثْلَه فِيمَا اجْتَمَع لَهُ مِنَ الذّكَاء، وَسُرعَةِ الحِفْظ، وَكَرَمِ النَفْس وَالتَّدين، وَكَانَ لَهُ فِي الأَدب وَالشّعر نَفَس وَاسِع، وَبَاعٌ طَوِيْل، وَمَا رَأَيْتُ مَنْ يَقُوْلُ الشِّعر عَلَى البَديهِ أَسرعَ مِنْهُ، وَشِعره كَثِيْر جَمَعتُه عَلَى حروف المُعْجَم.(18/188)
وَقَالَ أَبُو القَاسِمِ صَاعِد:كَانَ أَبُوْهُ أَبُو عُمَرَ مِنْ وَزرَاء المَنْصُوْر مُحَمَّد بن أَبِي عَامِرٍ، مُدبِّر دَوْلَة المُؤَيَّد بِاللهِ بن المُسْتنصر المَرْوَانِي، ثُمَّ وَزَرَ لِلمظفر، وَوَزَرَ أَبُو مُحَمَّدٍ لِلمُسْتظهر عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن هِشَامٍ، ثُمَّ نَبذ هَذِهِ الطّرِيقَة، وَأَقْبَلَ عَلَى العلُوْم الشرعيَّة، وَعُنِي بِعِلْم المنطق وَبَرَعَ فِيْهِ، ثُمَّ أَعرض عَنْهُ.
قُلْتُ:مَا أَعرض عَنْهُ حَتَّى زرع فِي باطنه أُمُوْراً وَانحرَافاً عَنِ السّنَة.
قَالَ:وَأَقْبَلَ عَلَى علُوْم الإِسْلاَم حَتَّى نَال مِنْ ذَلِكَ مَا لَمْ يَنَلْهُ أَحَد بِالأَنْدَلُسِ قَبْلَهُ.
مؤلفات ابن حزم
وَلابْنِ حَزْم مُصَنّفَات جَلِيْلَة:
1. أَكْبَرُهَا (الإِيصَال إِلَى فَهم كِتَاب الخِصَال)خَمْسَةَ عَشَرَ أَلف وَرقَة
2. و(الخِصَال الحَافِظ لجمل شرَائِع الإِسْلاَم)مُجَلَّدَان
3. و(المُجَلَّى)فِي الفِقْه مُجَلَّد
4. و(المُحَلَّى فِي شرح المُجَلَّى بِالحجج وَالآثَار)ثَمَانِي مُجَلَّدَات
5. (حَجَّة الوَدَاعِ)مائَة وَعِشْرُوْنَ وَرقَة
6. (قسمَة الخَمْس فِي الرَّدِّ عَلَى إِسْمَاعِيْلَ القَاضِي)مُجَلَّد
7. (الآثَار الَّتِي ظَاهِرهَا التعَارض وَنفِي التنَاقض عَنْهَا)يَكُوْن عَشْرَة آلاَف وَرقَة، لَكِن لَمْ يُتِمَّه
8. (الجَامِع فِي صَحِيْح الحَدِيْث)بِلاَ أَسَانِيْد
9. (التَّلخيص وَالتَّخليص فِي المَسَائِل النّظرِيَّة)
10. (مَا انفرد بِهِ مَالِك وَأَبُو حنِيفَة وَالشَّافِعِيّ)
11. (مُخْتَصَر الموضح)لأَبِي الحَسَن بن المغلس الظَّاهِرِي، مجلد
12. (اخْتِلاَف الفُقَهَاء الخَمْسَة مَالِك، وَأَبِي حَنِيْفَةَ، وَالشَّافِعِيّ، وَأَحْمَد، وَدَاوُد)
13. (التَّصفح فِي الفِقْه)مُجَلَّد
14. (التَّبيين فِي هَلْ عَلِمَ المُصْطَفَى أَعيَان المُنَافِقين)ثَلاَثَة كَرَارِيْس
15. (الإِملاَء فِي شرح المُوَطَّأ)أَلف وَرقَة.(18/195)
16. (الإِملاَء فِي قوَاعد الفِقْه)أَلف وَرقَة أَيْضاً
17. (در القوَاعد فِي فَقه الظَّاهِرِيَّة)أَلف وَرقَة أَيْضاً
18. (الإِجْمَاع)مُجيليد
19. (الفَرَائِض)مُجَلَّد
20. (الرِّسَالَة البلقَاء فِي الرَّدِّ عَلَى عبد الحَقّ بن مُحَمَّدٍ الصَّقَلِي)مُجيليد
21. (الإِحكَام لأُصُوْل الأَحكَام)مُجَلَّدَان
22. (الفِصَل فِي الملل وَالنِّحل)مُجَلَّدَان كَبِيْرَان
23. (الرَّدّ عَلَى مَنِ اعترض عَلَى الفَصْل)لَهُ، مُجَلَّد
24. (اليَقين فِي نَقض تَمويه المعتذرِيْنَ عَنْ إِبليس وَسَائِر المُشْرِكِيْنَ)مُجَلَّد كَبِيْر
25. (الرَّدّ عَلَى ابْنِ زَكَرِيَّا الرَّازِيّ)مائَة وَرقَة
26. (التَّرشيد فِي الرَّدّ عَلَى كِتَابِ الفرِيْد)لابْنِ الرَّاوندي فِي اعترَاضه عَلَى النّبوَات مُجَلَّد
27. (الرَّدّ عَلَى مَنْ كفر المتَأَوِّلين مِنَ المُسْلِمِيْنَ)مُجَلَّد
28. (مُخْتَصَر فِي علل الحَدِيْث)مُجَلَّد
29. (التَّقَرِيْب لَحْد المنطق بِالأَلْفَاظ العَامِيَّة)مُجَلَّد
30. (الاسْتجلاَب)مُجَلَّد، كِتَاب(نَسَب البَرْبَر)مُجَلَّد
31. (نَقْطُ العروس)مُجيليد، وَغَيْر ذَلِكَ.(18/196)
وَمِمَّا لَهُ فِي جزء أَوْ كُرَّاس:
32. (مُرَاقبَة أَحْوَال الإِمَام)
33. (مِنْ ترك الصَّلاَة عمداً)
34. (رِسَالَة المُعَارَضَة)
35. (قصر الصَّلاَة)
36. (رِسَالَة التَأكيد)
37. (مَا وَقَعَ بَيْنَ الظَّاهِرِيَّة وَأَصْحَاب القيَاس)
38. (فَضَائِل الأَنْدَلُس)
39. (العتَاب عَلَى أَبِي مَرْوَانَ الخَوْلاَنِيّ)
40. (رِسَالَة فِي مَعْنَى الفِقْه وَالزُّهْد)
41. (مَرَاتِب العُلَمَاء وَتوَالِيفهُم)
42. (التلخيص فِي أَعْمَال العبَاد)
43. (الإِظهَار لمَا شُنِّعَ بِهِ عَلَى الظَّاهِرِيَّة)
44. (زجر الغَاوِي)جُزآن
45. (النّبذ الكَافِيَة)
46. (النّكت الموجزَة فِي نَفِي الرَّأْي وَالقيَاس وَالتَّعليل وَالتَّقليد)مُجَلَّد صَغِيْر
47. (الرِّسَالَة اللاَزمَة لأَولِي الأَمْر)
48. (مُخْتَصَر الملل وَالنِّحل)مُجَلَّد
49. (الدّرَة فِي مَا يَلزم المُسْلِم)جُزآن
50. (مَسْأَلَة فِي الرُّوح)
51. (الرَّدّ عَلَى إِسْمَاعِيْلَ اليَهودي، الَّذِي أَلَّف فِي تَنَاقض آيَات)
52. (النَّصَائِح المنجيَة)
53. (الرِّسَالَة الصُّمَادحية فِي الوعد وَالوعيد)
54. (مَسْأَلَة الإِيْمَان)
55. (مَرَاتِب العلُوْم)
56. (بيَان غلط عُثْمَان بن سَعِيْدٍ الأَعْوَر فِي المُسْنَد وَالمُرسل).(18/197)
57. (تَرْتِيْب سُؤَالاَت عُثْمَان الدَّارِمِيّ لابْنِ مَعِيْنٍ)
58. (عدد مَا لِكُلِّ صَاحِب فِي مُسند بَقِيّ)، (تسمِيَة شُيُوْخ مَالِك)
59. (السِّير وَالأَخلاَق)جُزآن
60. (بيَان الفَصَاحَة وَالبلاغَة)رِسَالَة فِي ذَلِكَ إِلَى ابْنِ حَفْصُوْنَ
61. (مَسْأَلَة هَلِ السَّوَاد لُوْنٌ أَوْ لاَ)
62. (الحدّ وَالرَّسم)
63. (تسمِيَة الشُّعَرَاء الوَافدين عَلَى ابْنِ أَبِي عَامِرٍ)
64. (شَيْء فِي العروض)
65. (مُؤَلّف فِي الظَّاء وَالضَاد)
66. (التَّعقب عَلَى الأَفليلِي فِي شرحه لديوَان المتنبِّي)
67. (غَزَوَات المَنْصُوْر بن أَبِي عَامِرٍ)
68. (تَألِيف فِي الرَّدِّ عَلَى أَنَاجيل النَّصَارَى).
مؤلفاته في الطب69. وَلابْنِ حَزْم:(رِسَالَة فِي الطِّبّ النّبوِي) وَذَكَرَ فِيْهَا أَسْمَاء كتب لَهُ فِي الطِّبّ مِنْهَا:
70. (مَقَالَة العَادَة)،
71. وَ(مَقَالَة فِي شفَاء الضِّدّ بِالضِّدِّ)
72. وَ(شَرْح فَصول بقرَاط)
73. وَكِتَاب(بلغَة الحَكِيْم)
74. وَكِتَاب(حدّ الطِّبّ)
75. وَكِتَاب(اخْتصَار كَلاَم جَالينوس فِي الأَمرَاض الحَادَّة)
76. وَكِتَاب فِي(الأَدويَة المفردَة)
77. وَ(مَقَالَة فِي المحَاكمَة بَيْنَ التَّمْر وَالزَّبِيْب)
78. وَ(مَقَالَة فِي النَّخْل)
79. وَأَشيَاء سِوَى ذَلِكَ.(18/198)
محنته
وَقَدِ امتُحن لِتطويل لِسَانه فِي العُلَمَاء، وشُرِّد عَنْ وَطَنه، فَنَزَلَ بقَرْيَة لَهُ، وَجَرَتْ لَهُ أُمُوْرٌ، وَقَامَ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنَ المَالِكِيَّة، وَجَرَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِي الوَلِيْد البَاجِي مُنَاظرَاتٌ وَمُنَافُرَاتٌ، وَنَفَّرُوا مِنْهُ مُلُوْكَ النَّاحيَة، فَأَقْصَتْهُ الدَّوْلَة، وَأَحرقت مجلدَاتٌ مِنْ كتبِهِ، وَتَحَوَّل إِلَى بَادِيَة لَبْلَة فِي قَرْيَة.
قَالَ أَبُو الخَطَّاب ابْنُ دِحْيَة:كَانَ ابْنُ حَزْمٍ قَدْ بَرِصَ مِنْ أَكل اللُّبانَ، وَأَصَابه زَمَانة، وَعَاشَ ثنتين وَسَبْعِيْنَ سَنَةً غَيْر شَهْر.
قُلْتُ:وَكَذَلِكَ كَانَ الشَّافِعِيّ-رَحِمَهُ اللهُ-يَسْتَعْمَل اللُّبانَ لقُوَة الحِفْظ، فَولَّدَ لَهُ رَمْيَ الدَّم.(18/199)
قَالَ أَبُو العَبَّاسِ ابْنُ العرِيف:كَانَ لِسَان ابْنِ حَزْمٍ وَسيفُ الحجَاجِ شقيقين.
(مولده و وفاته)
قَالَ أَبُو القَاسِمِ بنُ بَشْكُوَال الحَافِظ فِي(الصّلَة)لَهُ:قَالَ القَاضِي صَاعِدُ بنُ أَحْمَدَ:كَتَبَ إِلَيَّ ابْنُ حَزْمٍ بخطِّهِ يَقُوْلُ:
وُلِدْتُ بقُرْطُبَة فِي الجَانب الشَّرْقِيّ فِي رَبَضِ مُنية المُغِيْرَة، قَبْل طُلُوْع الشَّمْس آخِرَ لَيْلَة الأَرْبعَاء، آخرَ يَوْم مِنْ رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة، بطَالع العقرب، وَهُوَ اليَوْم السَّابِع مِنْ نُوَنْيِر.
قَالَ صَاعِد:وَنقُلْتُ مِنْ خط ابْنِهِ أَبِي رَافِعٍ، أَنْ أَبَاهُ تُوُفِّيَ عَشِيَّة يَوْم الأَحَد لِليلتين بقيتَا مِنْ شَعْبَانَ، سَنَة سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، فَكَانَ عُمُره إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ سَنَةً وَأَشْهُراً-رَحِمَهُ اللهُ
لولا71
لولا71
اختى اخت مسلمة
بارك الله فيك واهلا باضافتك يا غالية :26: