زهرة النرجس111
زهرة النرجس111
شكرا
شكرا
العفو ياقلبي🌹💐
زهرة النرجس111
زهرة النرجس111
قصة البدوي مع زوجة السلطان
هناك هاك الواحد والواحد الله في سماه العالي وإلى هنا هاك الرجال الذي من قبيلة عنزه وقد تزوج ابنة عمه وسكن قرية
سميرا وقد رزق من زوجته ابنا واحدا اهتم به واحبه وحرص على تربيته تربية صالحة كلها دين وأمانة وشرف..
الا أن الله اختار هذا الأب الى جواره فبقي ابنه في كفالة والدته التي حرصت على تنشئه تنشئة صالحة ..وشب الطفل
حتى بلغ مبلغ الرجال ... وقرب موعد الحج وأحبت الوالدة أن يسافر ولدها إلى مكة المكرمة لاداء فريضة الحج أولا وثانيآ ليرى
ويسمع ويجرب فلأسفار تجلب الأصدقاء والمعارف... كما أنها تعلم المرء على تحمل الشدائد ومعرفة الكثير من تجارب الحياة ..
وقالت الوالدة لولدها انني أرغب في الحج ولكني لاأحب أن أكون عبئآ عليك وقد أديت فريضة الحج منذ عدة سنوات...
وقد كافحت واقتصدت من قوتي ثلاث آلاف ريال سوف أدفعها إليك ... فاذا حججت فرضك فاشتري بها بضاعة
من مكة نبيع فيها ونشتري ... ونأكل من أرباحها...
فشكر الابن والدته على اقتراحها .. كما شكرها على المبلغ الذي سوف تدفعه إليه .. واستعد للحج ..
ومشى مع قوافل الحجاج إلى مكة ..وكان قلب الوالده مع ولدها.!
ودعواتها الصالحة دائمآ تتري في كل صلاة بان يحفظه الله لها وأن يوفقه في مسعاه وأن يتقبل حجه...
وأن يكون سفره فاتحة مباركه لحياة كلها سعادة وخير ورخاء وأن يرده اليها سالما....
وصل الشاب إلى مكة وأدى فريضة الحج .. ثم جعل يتجول في شوارع مكة ومواطن البيع والشراء فيها ..
وبينما كان يتجول في سوق للباعة المتجولين سمع مناديا ينادي...
من يشتري مني حكمة بالف ريال .. فجاء إليه هذا الشاب وقال له ماهي الحكمة فقال المنادي اذا دفعت إلي ألف ريال
أخبرتك بهذه الحكمة فدفع إليه الف ريال فقال هذا المنادي كل نفس وما اشتهت ... وسكت فقال الشاب وماذا بعد
هذا .؟! فقال هذه هي الحكمة التي دفعت ثمنها ألف ريال ..
فحفظ الشاب هذه الكلمة ومضى في طريقه.. وجاء اليوم الثاني .. فخرج يتجول في الأسواق كعادته لعله يرى شيئآ يشتريه
..وجاء الحراج ..أو مكان الباعة المتجولين .. وسمع مناديا ينادي:
من يشتري مني هذه الحكمة بألف ريال وجاء الشاب الى المنادي وسأله عن الحكمة فقال اذا نقدتني ألف ريال أخبرتك بالحكمة .!!
فنقد الشاب ألف ريال .. ثم قال ماهي الحكمة فقال المنادي هي : إذا وافقك خير فوافقه ...فقال الشاب وماذا بعد هذا فقال المنادي
هذه هي الحكمة .!
فأخذها الشاب وحفظها ثم ذهب في حال سبيله وجاء اليوم الثالث وخرج يتجول في الأسواق ..
ومر بسوق الباعة المتجولين .. فسمع مناديآ ينادي من يشتري مني هذه الحكمة بألف ريال فذهب الشاب إليه وقال ما هي الحكمة
فقال المنادي اذا نقدت لي ألف ريال أخبرتك بهذه الحكمة .. فنقده ألف ريال ... فقال له المنادي هي : لعن الله خاين آمنه..
فقال الشاب وماذا بعد هذا فقال لاشيء غير هذا فحفظ الشاب هذه الحكمة وذهب ..
ثم خرجت قوافل الحجاج من مكه.. كل قافله تتجه إلى بلادها .. وخرج الشاب مع قوافل بلاده.!
وقرب موعد قدومهم على أهليهم .. وصارت أم الشاب تحسب لهذه ألف حساب ..وتعلق عليها أمالا كبيرة
وأماني عذابا على ما سيأتي به ولدها من مكه من بضائع وحاجات تكون سببا لغناهم واثرائهم ...
وأقبل الشاب على بلده ووالدته وهو يحمل بدل ثلاثة آلاف ريال... ثلاث أمثال فقط .. كلام قد تراه الوالدة لايسمن
ولا يغني من جوع ...وجاء الشاب إلى والدته على راحلته ... ولما رآها ورأته أقبل كل
منهما على الآخر فقبل رأس امه عدة قبلات .!!
وبكت الام من كثرة الفرح كما قال الشاعر :
هجم السرور علي حتى أنه
من فرط ماقد سرني أبكاني
ثم لما أنتهت عواطف السلام واللقاء سألت الوالده ولدها عن البضاعة التي اشتراها ... فقال الولد لقد اشتريت حكمآونصائح ..
بدل شراء البضاعة ووجدت أن هذه الحكم أخف محملآ وأبقى أثرآ..
فدهشت أمه لهذا الكلام .. وقالت له وهي لاتكاد تصدقماسمعته أذناها ... وماهي هذه الحكم .؟! فقص عليها قصة
شرائه لهذه الحكم .. وأخبرها بخبرها...
وعندما علمت الوالدة بهذا التصرف من ولدها أخذت ملأ يدها ترابآ ثم قذفته في وجهه بقوه وعنف وغضب ..!!
وقالت لقد خاب أملي فيك يا مغفل .. واضعت مبلغا من المال كنت انشغلت بجمعه طيلة أيام شبابي .. وفي سبيل ماذا .؟!
في سبيل كلمات أسموها حكمآ.!!
وخدعوك فباعوها عليك بأغلى الأثمان مع أن عندي أنا يا والدتك من هذه الحكم الشيء الكثير فهلا أتيت وطلبت مني
حكمآ وامثالا لترى كم عليك بمال كثير..
وآنا لوكنت اعرف أن مثل هذه الأمثال تباع وتشترى لالتمست لك عذرآ .. ولكنني ولأول مره أسمع أن مثل هذا الهراء
يباع ويشترى .. وبأغلى الاثمان .!
فصدم الولد من هذه المقابلة .. وهذا التوبيخ الجاف .!
والكلمات القاسية التي لم تعوده أمه بأن تسمعه مثلها ..ثم هذا التراب الذي حثته في وجهه ... ودخل عينيه وانفه وفمه ..
وقام الشاب من عند أمه وقد صمم على الهرب من وجهها ... انه لامجال للباقء بجوارها بعد أن حصل منها ما حصل ..
وبعد أن سمع منها ماسمع .!! وذهب الشاب إلى أحد أصدقائه ..فأقام عنده ثم أخبره بأنه يريد السفر الى الشام
فوعده صديقه بأن يسأل عن القوافل التي تذهب الى الشام ليسافر معها..
وبعد يوم أو يومين كان الشاب يسير مع أحدى القوافل في طريقة إلى الشام ..
وصل الشاب البدوي الى الشام ثم رأى قافلة متجهة الى مصر فرافقها إلى مصر .. ووصل إلى العاصمة
والتمس عملا فلم يجد ورأى مقبرة بجوارها بناء خرب فسكن فيه.. ونظفه ونظمه بحسب قدرته واستقرا فيه ..
ثم صار يعتني بالمقبرة فينظفها ويطرد الكلاب عنها .. ويستقبل الداخلين والخارجين منها .. وكأنه موكل بها ...
وبعد فترة من الوقت فرض ضريبة على الأموات فلا يدخل ميت الا أخذ من أهله جنيهآ ذهبيآ واحد..
وظن الناس أنه موكل من جهة السلطان .. فصاروا يدفعون إليه هذه الضريبة عن رضا وطيبة خاطر.!!
بقي هذا البدوي على هذه الحالة عدة سنوات وصارت هذه عادة يدفعها إليه كل من يريد أن يدفن ميتآ في هذه المقبره
وجاء يوم جيء بجنازة في موكب حافل بالكبراء والأعيان ووقف هذا البدوي في طريقهم عندما هموا بالدخول ..
وقالوا له ماشأنك.؟! فقال لايمكن أن تدخلوا حتى تدفعوا الضريبة المعتادة ..فقالوا وماهي الضريبة ؟!
فقال انها جنيه ذهبي .. فقالوا ويحك .! انها ابنة السلطان .. فقال واذا فانكم لن تدخلوا بها حتى تدفعوا جنيهين .!!
وبهت القوم واحتاروا أمام تصميم هذا البدوي .. ورأوا أن الطريقة السليمه هي دفع الجنيهين وترك الأمور تسير بهدوء ..
فدفعوا له الجنيهين ... ومشوا بالجنازة فدفنوها ....
وعادوا إلى السلطان فأخبره بخبر هذا البدوي الذي فرض عليهم الضريبه .. فقال السلطان لاعوانه ائتوني به الساعة..
فذهب إليه بعض أعوان السلطان وأخذوه من مكانه قسرا وجاءوا به يقتادونه كامجرم خارج على القانون..
ومثل هذا البدوي أمام السلطان .. فقال له السلطان بغضب وانفعال :
ماهذه الضريبة التي فرضتها على الأهال ؟؟
ومن الذي فوضك على هذا العمل ؟!
فقال البدوي ..انني أهتم بالمقبره وأحافظ عليها وانظفها.. ثم أني عملت هذا العمل .. ولم يمنعني أحد من مما رسته ..
فأنا كما قال المثل: (قال من أمرك قال من نهاك)..
ثم انني من ناحية أخرى أجمع هذه الضريبة للسلطان لم أفرط في جنيه واحد منها فهي عندي أمانة حتي يأتي صاحب الشأن
فأعطيه اياها .!!
فاعجب السلطان بمنطقه وبطريقة تخلصه .. أمر بأن يحصى الأموات منذ أن صار يأخذ عليهم هذه الضريبة الى الوقت الحاضر فاحصوا ..
وسأله السلطان أين يوجد المال فقال انه في الخربة التي أعيش فيها .. فذهب به أعوان السلطان لاستلام المال ...
فدفعه إليهم كاملآ مكملآ .. وطبقوه على عدد الأموات فوجدوا أنه على عددهم .. واخبروا السلطان بذالك فأعجب بأمانة هذا البدوي وأعجب
بكلامه.. وأعجب بطريقة تفكيره فدعاه اليه .. وقال له ان العمل الذي تقوم به في المقبرة سوف نضع فيه من يقوم به ..
ونحن نريدك لتكون أمينا عاما على قصوري وحرمي ..!!
فلم يسع البدوي أمام هذه الرغبة السلطانية إلا القبول ..
وانتقل هذا البدوي من حراسة الأموات إلى حراسة الأحياء ..
وتغير وضعه تمامآ وقفز قفزة هائلة هيأتها له الأقدار والصدف التي ماكان يتوقعها ولا يحلم بها حتى في المنام...
وكان هذا البدوي كلما تقدم بد الزمن في خدمة السلطان ازدادت ثقة السلطان به .. وازدادت رفعة ومقاما ...
وبعد ثلاث سنوات او اربع قضاها البدوي في خدمة السلطان كان خلالها موضع الثقة والأمانة والتجلة والاحترام كان للسلطان زوجة يحبها..
فرغب السلطان أن تكمل دينها بحج بيت الله الحرام ..فأخبرها السلطان لتعد عدتها ..وانتدب السلطان لمرافقتها في هذا السفر
هذا البدوي القوي الأمين الذي لايتطرق اليه الشك ... ولاتدور حوله الظنون في خيانة او اهمال..
ولم يسع البدوي الا أن يلبي هذا الأمر ويتحمل الأمانة ويرافق زوجة السلطان ليكون حارسآ لها وأمينآ عليها
وقائدآ لقافلتها إلى بيت الله الحرام...
وسار المركب في طريقه إلى مكة .. وصار يتنقل من مكان الى مكان في تلك الصحاري الواسعه .. وفي ذات يوم بين ما
كانت القافلة في تلك الصحاري الواسعه.. وفي ذات يوم بين ما كانت القافلة تقيم على مورد ماء
في الصحراء أرسلت زوجة السلطان إلى البدوي تدعوه .. وقال لها :
انني يا سيدتي لاأسمو إلى مكانك الرفيع فما أنا إلا خادم ومؤتمن على أمانة لابد أن أؤديها سليمة مصونة ..
وزوجك عظمة السلطان قد وثق بي وقلدني هذه الآمانه..فلا يمكن أن أخونه فيها لاسيما وأنني قد اشتريت حكمه لعن الله خائن أمنه.. فقالت له اذآ قم واذهب غلى شأنك وليكن هذا الأمر سرآ بيني وبينك.
واياك أن يطلع عليه أحد كائنآ من كان.!!
فقال البدوي ثقي بان هذا الأمر سيبقى مقبورآ في صدري وكأنه لم يكن ..
وخرج البدوي من لدن سيدته وانصرف لشؤونه الخاصة وشؤون القافلة التي وكل اليه أمر تدبيرها وانشغل قلب السلطانة وخشيت من هذا البدوي
أن يبوح بالسر فيكون في ذالك فضيحتها وانكشاف أمرها وفكرت في أمور كثيرة للخلاص من هذا البدوي وقتله وقتل سره معه..
فهي لاتأمنه مادام على قيد الحياة .
واستعرضت عدة طرق للخلاص منه فلم تر أفضل من أن تمر في طريقها إلى الحج على مورد ماء كا من نزل فيه يستقي الماء هلك..
وجاءت بأحد خدمها الخاصين .. وقالت له ..إذا وردنا البئر الفلاني وطلبت منكم أن تنزلوا لاستسقاء الماء فتخوفوا من ذالك وتوقفوا فانني
بعد ذالك التوقف سوف أقول للبدوي ان حاشيتي جبناء وليس لهذا الأمر إلا أنت أيها البدوي الشجاع .!!
وهكذا صار فان الموكب وصل إلى هذه البئر وقيل لأحد الحاشية انزل واستق لنا الماء فتوقف
وقيل للثاني والثالث فكلهم تهيبوا وتوقفوا فقالت السلطانة إنه ليس لهذا الأمر إلا أنت ...فشمر البدوي عن ساعديه ونزل إلى البئر...
وكان فيها مغارات مظلمة موحشه..وعندما جاء البدوي الى احدى تلك المغارات رأى أمامه عفريتآ عظيمآكريه المنظر ..فا استوقفه هذا
العفريت فوقف وكان أمام العفريت فتاتان احداهما كأنها من بنات الغيلان دمامة وكآبة منظر ..أما الأخرى فإنها تشبه البدر ليلة
الرابعة عشرة من الشهر .. وقال العفريت للبدوي مشيرآ إلى هاتين الفتاتين..؟!
أيهما أجمل .. قال هذا السؤال بصوت حازم وصارم يتطلب جوابآ سريعآ..
وفكر البدوي في الأمر ورأى أن العفريت قبيح المنظر وأن احدى الفتاتين قبيحة .. والقبح دائمآ يعطف على القبح ..
والبيض المارج يتدرب على بعضه هذا من ناحية.. ومن ناحية ثانية فقد خاف البدوي من
هذا العفريت أن يعاقبه اذا فضل الجميلة على الدميمة ..وفكرا سريعآ ورأى أن يجيب بجواب له وجهان ..ويتحمل معنيان ..
وتذكر الحكمة التي اشتراها بألف ريال .. وهي كل نفس وما اشتهت فكم من جميلة مجفوة .. وكم من قبيحة مقبوله.!!
وبادر البدوي فقال لهذا العفريت كل نفس وما اشتهت فقال العفريت نجوت بهذا الجواب ولو أجبت بجواب فيه تفضيل الجميلة
لقتلتك لأنني أحب الدميمة وأفضلها ولو فضلت الدميمة لقتلتك لأنك تكون كذبتني وقلت غير الصواب ..فاذهب الآن واستق لرفاقك ..
وذهب البدوي واستقى لقافلته وخرج من البئر سليمآ لم يمسه أي أذى فعجب القوم أشد العجب من نجاة البدوي من موت محقق لم ينج منه
أحد ممن سبقه إلى النزول في هذه البئر .!!
وأخفقت السلطانة في هذه المكيدة ..وفكرت في مكيدة أخرى ....
زهرة النرجس111
زهرة النرجس111
تابع
البدوي مع زوجة السلطان
ولكن القافلة على مشارف المواطن المقدسة واذا فلتترك المكائد الأخرى إلى وقت العودة .!
ووصل الموكب إلى مكة المكرمة .. وانتهت مناسك الحج .. وأخذت القافلة طريقها الى العودة .. وكانت فكرة الخلاص
من البدوي لاتزال تشغل بال السلطانة .. وكلما ازداد قرب القافلة إلى أرض الوطن ازداد الحاجه بتفكير في الخلاص من هذا البدوي .!!
وخطرت للسلطانة فكرة وهي أن ترسل هذا البدوي برسالة الى زوجها السلطان عندما يقربون من العاصمة .. وهكذا حصل فإن القافلة
عندما قاربت العاصمة كتبت السلطانة رسالة قالت فيها :
اذا جاءك حامل هذه الرسالة فاقطع رأسه فانه حاول محاولة قذرة تبيح سفك دمه ..وسوف أخبر عظمة السلطان بتفاصيل
المحاولة عندما التقي بعظمته.!!
ثم دعت البدوي إلى حضرتها وقالت اني أريد أن أرسل إلى عظمة السلطان رساله بقرب وصولنا ... ولا اريد أن يحملها
إلا أنت .!! فأنت أحق بمكافأة السلطان على هذه البشرى .!!
ثم سلمته الرسالة مقفولة ومختوم عليها بالشمع الأحمر ومطبوع عليها اسم السلطانة ..
فلبى البدوي هذا الطلب وأخذ الرسالة بسلامة نية .. وتوجه بها مسرعآ إلى السلطان.. ولما جاء المساء كان بالقرب من قرية
فأراد أن يستريح فيها بعض الوقت ليواصل السير ليلآ..
واستضاف بعض وجهاء القرية .. فرحب به وأكرم مثواه .. وكان في القرية في تلك الليلة حفلة زواج ومائدة كبيرة سوف
تعمل بهذه المناسبة .. فطلبوا من البدوي أن يقيم عندهم في هذه الليلة ليحضر حفلة الزواج.. ويكون المشاركين في هذه المائدة
فقال البدوي انه يسرني أن أشارككم والبي دعوتكم ولكن معي رسالة للسلطان هامة ومستعجلة .. ولا يمكن أن أتباطأ في ايصالها ..
فقال له مضيفه اذا كان هذا هو الأمر الذي يمنعك من تلبية الدعوة فاننا على استعداد لاستلام الرسالة واعطائها شخصآ قويآ أمينآ يوصلها
إلى عظمة السلطان في أسرع وقت وأقصر ..
والح القوم على البدوي في هذه الشأن حتى استجاب لهم على مبدأ الحكمة التي أشتراها بألف ريال والتي مؤداها( اذا وافقك خير
فوافقه). وسلم اليهم الرسالة ..فأعطوها شخصآ وأرسلوه بها على عجل .!
وبقي البدوي في هذه القرية إلى الصباح ثم واصل سيره إلى العاصمة.. فأما الذي حمل الرسالة نيابة عنه فقد قطع رأسه حلآ..
وأما البدوي فقد نجا من هذه المكيدة وصار ينطبق عليه المثل اردنا شقراء وأراد الله ضرمى .. أو لأردت عمرا وأراد الله
خارجه.. كما يقولون في الأمثال العربية ...
وجاء موكب السلطانة ففوجئت بالبدوي يقف حيآ سليمآ في جملة المستقبلين فدهشت وظنتمختلف الظنون في زوجها عظمة السلطان..
فلعله لم يصدقها وأراد التثبيت أو لعله كاشف البدوي فأدنى اليه بحقيقة ما حدث.!!أو لعل البدوي اطلع على مافي الرسالة قبل وصوله..
فمزقها وجاء إلى السلطان يزف اليه الخبر شفاهيآ .. ان كل أمر من هذه الأمور محتمل .. واستقبل السلطان زوجته هاشآ باشآ
مهنئآ بالوصول بالسلامة ..ومباركآ للسلطانة بحجها المبرور أن شاء الله ..
فدعت السلطانة لزوجها بطول العمر ودوام العز والاقبال وشكرته على تحقيقه لهذه الحجة المباركة..
واستنتجت السلطانة من هذه المقابلة ان زوجها خالي البال من الهواجس والظنون وتأكدت أن البدوي لم يخبره بشيء مما حدث..
ولكن كيف نجا من الموت ..؟!
وسألت السلطانة زوجها عن الرسالة التي كتبتها اليه فقال السلطان لها بفخر وادلال لقد جاء بها الرسول وبمجرد قراءتي للرسالة
أمرت بقطع رأسه فنفذ الأمر حلآ وقطع رأسه.. وانني اريد منك أن تروي لي الحادث بتفاصيله ..
فقالت السلطانة لزوجها .. ان الذي وقع منه الحادث هو البدوي الذي جعلته قائد للموكب .. وأنا اراه حيا سليمآ.!!
فقال السلطان ان الذي جاء بالرسالة غيره وليس هو الذي جاء بالرسالة فنفذنا فالذي جاء بالرسالة ماطلبت .. فقالت
السلطانة أن في الأمر شيئآ غامضآ لاأدري كيف حدث .. وأنا الآن أطلب من عظمة السلطان أن يقطع رأس البدوي ..
فقد عمل معي كيت كيت كيت .!!وسمع السلطان ماقلته زوجته فكاد يتميز غيظآ.. وهم بأن يصدر أمرآ مستعجلآ
بقطع رأس البدوي .. ألا أن بادرة من التروي والحيطة خطرت على باله وقال في نفسه لماذا لاأرضي زوجتي بوعدها
بتحقيق رغبتها ثم آتي بالبدوي فأسأله عن جلية الخبر.!!
ورأى أن هذا هو الرأي الصواب وأنه لايحق له شرعآ ولا عقلآ أن يعاقب اثنين بجريمة عملها أحدهما في الوقت الذي هو
لا يعرف فيه من الجاني منهما.. فأرضي السلطان زوجته ووعدها بأن البدوي لابد أن يلقى جزاءه العادل وخرج
من عند زوجته مهتاجآ مغضبآوهي لاتشك بأنه سوف يأمر بقطع رأس البدوي بمجرد خروجه من عندها ..
وذهب السلطان إلى حجرة خاصة يخلو فيها عادة بكبار قواده ومستشاريه ووزرائه .. وأمر بأن يدعى اليه البدوي حالآ..
وجاء رجال السلطان الى البدوي وأخبروه بأن السلطان يطلب حضوره حلا فأحس بالشر وأوجس في نفسه خيفة...
وجاء يسعى إلى السلطان .. فوجده وحيدآ في غرفته فسلم عليه فلم يرد السلطان السلام ...
ووقف البدوي أمام السلطان وقد ازداد تخوفه ...وأمر السلطان بأن يقفل الباب عليهما ..وأن لايدخل أحد عليهما الا بدعوة منه.!!
وقال السلطان للبدوي وهو واقف خائف ذليل ..أهكذا تكافيء من يأتمنك ويثق بك.؟! ويرفع من مقامك.؟!!
فقال البدوي لقد صدق مولاي عظمة السلطان في كل ماقال ألا أنني لم أخن الأمانة .. ولم أدخر جهدآ أقدر عليه في سبيل خدمة السلطان وتحقيق رغباته...
فقال السلطان بغضب وانفعال شديدين :
لقد قال لي زوجتي انك راودتها عن نفسها وانها صدتك بعنف وقسوة وكان بأمكانها أن تقتلك جزاء على تطاولك وجرأتك وخيانتك
.
فقال البدوي يامولاي السلطان ..انني أطلب منك أن تتذرع بالحلم حتى أوضح لعظمتكم
جميع ماجرى بدون زيادة أو نقصان فاذا عرفتم الحقيقة فاصنعوا بعد ذلك مايراه عظمتكم حقآ وعدلآ..
فقال السلطان قل فانني سامع .!!
فشرع البدوي في سرد قصة حياته .. وفي شرائه للحكم الثلاث بثلاثة آلاف ريال وهي كل نفس وما شتهت .
ولعن الله خائن آمنه..واذا وافقك خير فوافقه .. وأنصت السلطان الى حديث البدوي وبدأ يخف غضبه شيئآ فشيئآ.!
واستمر البدوي في سرد أقواله فقال :
لقد حملني عظمة السلطان أمانة عظيمة ورفع من مقامي ..!فكيف أخونه..؟ وانما الذي حدث ان عظمة السلطانة دعتني إلى نفسها
والحت فامتنعت بإباء واصرار وعندما يئست من استجابتي لرغبتها ..طلبت مني ان اكتم الأمر وأميت الخبر فوعدتها لذالك ولم يكن في نيتي أن
أن أخبر عظمتكم ولا أي شخص آخر ..لأنني أرعى حرمتكم .. ولا أريد ان اسيء إلى عواطف عظمتكم .!!
وازداد إصغاء السلطان لحديث البدوي وطلب منه أن يستمر في حديثه ... وتابع البدوي حديثه قائلآ:
ولعل السلطانة لم تثق بوعدي لها بكتمان الخبر وارادت الخلاص مني .!أو بعبارة أوضح أرادت قتلي بطريقة ملتوية .. فأمرت
بأن نسلك طريقآ يمر بنا على بئر ..لاينزل فيه أحد إلا لقي حتفه..
وأمرت حاشيتها أن لاينزل في البئر منهم أحد ..ولم يبق أمامها إلا أنا فأمرتني بالنزول في البئر لأخراج الماء فلبيت طلبها ونفذت
أمرها ونزلت .. فأنجاني الله من موت محقق بسبب احدى الحكم الثلاث التي اشتريت كل واحدة منها بألف ريال وهي :
(كل نفس وما اشتهت ).
وسرنا في طريقنا حتى لتممنا مناسك الحج ثم عدنا فلما قربنا من العاصمة قالت لي السلطانة انني سوف اكتب لعظمة السلطان
كتابآ أبشره بقرب قدومنا ولا أريد أن يحمل هذا الكتاب وهذه البشرىإلا أنت ..فلبيت الطلب وأخذت الكتاب
وسرت به مسرعآ حتى مررت بقرية فيها زواج واحتفال بزواج فألحوا علي في البقاء لديهم ليلة واحدة فأعتذرت
بأن معي كتابآ مستعجلآ لعظمتكم .!
فقالو ابق ونحن نبعث الكتاب إلى عظمة السلطان بحيث يصله في أسرع وقت .!فلبيت هذه الدعوة وأعطيتهم الكتاب
ومكثت عندهم تلك الليلة فأكرموني لمكانتي عند السلطان ...
فنجوت من المكيدة الثانية بطريق الصدفة وبسبب تلك الحكمة التي كنت اشتريتها بألف ريال وهي (أذا وافقك خير فوافقه)..
وكان عظمة السلطان ينصت بكل مشاعرة إلى حديث البدوي وكان يبدو عليه الاقتناع بما سمع ...الا انه قال انني أريد دليلآ
أشاهده بنفسي لرجح أقوالك على أقوال زوجتي .!!
فقال البدوي ..إن الأمر سهل فإنا اطلب أن يضع السلطان أحد أمنائه في حقيبة كبيرة وتكون في غرفة السلطانة بحيث لاتدري به
ولاتشعر بوجوده ثم أطلب أنا مقابلة السلطانة لأمر يتعلق بشؤونها .. ثم أعاتبها على مادبرت لي من مكائد ..
ومانصبت لي من فخاخ .. مع أنني لاأستحق منها هذا .!
فقال السلطان انني مقتنع بهذا الرأي وسوف أضع نفسي أنا في الحقيبة وأخبر من يبلغك لتطلب مقابلة زوجتي ..
ووضع السلطان نفسه في حقيبة كبيرة ..ووضعت في ركن منزو من زوايا غرفة المقابلات لعظمة السلطانة ..
وطلب البدوي مقابلة السلطانة .!!
فجاءت مسرعة ..وجلست في تلك الغرفة ..وجاء البدوي وسلم على السلطانة بحفاوة واكرام..وقال لها يا عظمة السلطانة
انني خادمك وخادم زوجك وقد بذلت في خدمتكما كل جهدي بأمانة واخلاص ..ثم أرى أن سيدتي تحاول القضاء على حياتي
أولآ عندما طلبت مني النزول في تلك البئر المخوفة فنجوت من الموت .. بسبب حكمة كنت اشتريتها من مكة المكرمة بألف ريال .!!
ثم حاولت قتلي مرة ثانية عندما أرسلتني بالرسالة الى عظمة السلطان فنجوت من الموت بسبب حكمة ثانية كنت اشتريتها بألف ريال
من مكة المكرمة وهذه الحكمة هي:(اذا وافقك خير فوافقه). وانني يامولاتي الآن أخشى على نفسي من المكيدة الثالثه فقد لاأنجو
منها كما نجوت من سابقاتها.. وانني الآن التمس منك أن تصفحي عني وأن تطلبي مني ما شئت من الأمور
التي لاتلمس ديني ولا شرفي ولا أمانتي فانني مستعد بعمل ما تأمرين به .!!
فقالت السلطانة نعم انني دبرت لك المكيدة الأولى والثانية ولايزال في نفسي عليك شيء بسبب عصيانك أمري وتمردك على أرادتي.!!
فقال البدوي والآن ماذا تأمرين ياسيدتي فقالت آمر بكتمان السر كما أنني لايمكن أن آمنك على سري مادمت بجوار السلطان
فأذا أردت أن أنساك وأن تسلم من مكائدي فابتعد عن السلطان .!. ولاسبيل لك غير ذالك.!!
دار هذا الحديث والسلطان يسمع جميع ماقيل فاستأذن البدوي وخرج بعد أن وعدها بالبعد عن السلطان في أول فرصة مناسبة.!!
واقتنع السلطان بأمانة البدوي وديانته واخلاصه فازداد تعلقآ فيه وثقة به.. وقد حاول عدة مرات أن يبتعد عن السلطان .. وعن خدمته..
وعن مؤمرات زوجته ولكنه لم يستطيع .!!
واشتهر البدوي بأنه رجل دين وأمانة وعقل .. وأنه نجا من الموت بما يشبه المعجزة .!! وليس مرة واحدة ولكن
عدة مرات.!!ولهذا فقد اعتقد فيه الكثير من الناس الصلاح والولاية أي أنه ولي من أولياء الله .!!
وفكر البدوي في طريقة يتخلص بها من خدمة السلطان فما وجد إلا طريقآ واحدآ هو أن يتظاهر بالبله والجنون
وهكذا فعل فقد صار في مبدأالأمر يتظاهر بأنه صريع الجن ويهذي بكلمات لامعنى لها ولا تدل على فقدان العقل .!.
ثم صار يدور في الأسواق وهو في حالة من التبذل والذهول المصطنع .. الأمر الذي أبعده عن السلطان وقربه من عامة الشعب الذين
كانوا يعتقدون فيه اعتقادات وينسبون اليه معجزات لايسيغها العقل السليم .!!
واستطاع البدوي بهذه الطريقة أن يبتعد عن خدمة السلطان وأن ينجو من مكائد زوجته الماكرة .!!
هذا البدوي هو السيد أحمد البدوي الذي لايزال الناس يعتقدون فيه شتى الاعتقدات ويجعلون قبره مزارا يقصدونه بشتى القرابين
ويطلبون منه الشفاعة لهم عند رب العالمين في حل مشاكلهم الدنيوية والأخراوية .!!
انتهت القصة
زهرة النرجس111
زهرة النرجس111
بعد هالقصه👆الطويله العريضه ماظنيت احد يطلبني احكي مره ثانيه☺️ تتعب من قراها...
زهرة النرجس111
زهرة النرجس111
541818

احب انسدح بالشمس وانام بعد ( بس وانا خايفه😰) اتذكر حكمة صديقتي الله يذكرها بالخير كنت اقلها تعالي نجلس بالشمس ندفاء تقول لا مايصلح (( شمس الربِيع الدافيه تمنع لِذيذ العافيه😶)