

في متجر الألعاب
في ذلك الركن و تلك الزاوية
رأيت طفلا يتأمل لعبة
توقفت قليلاً اتأمل معه ..
عادت بي الذاكرة و تذكرت لعبتي ، لا بل لعبتُنا
كنت أعيش لحظات جميلة
مع من كان يحب الجميع القريب و البعيد
يحمل قلباُ أبيض صاف جميل
أفنى شبابه وراحته و منامه من أجل من يحبهم
أتذكر إبتسامته التي تظهر من خلفها أسنان بيضاء براقة
أتذكره كيف كان يكسر الحواجز فيلعب ويخسر من أجلنا
أتذكره و قد حمل بيده سنارة لم يصد بها إلا سمكة أو سمكتين
و يحاول أن يعطينا فرصة لنكسب واحداً تلو الآخر
يؤشر بعينيه للكبار اعطوا فرصة للصغار
هو وقت من أجمل الأوقات
فيه أبدأ بعنادي وإلحاحي أريد السنارة الحمراء
ثم أستغل ساعات فرحه فأبدأ بطلبي المعتاد
أريد غداً الغياب
لم أكن كسولة و إنما هو طلب طفولة
ينظر برهة فلا يجيب و أفهم بها رأيه و أن الغياب مستحيل
لا لن أبكي فأنا أعرف الجواب قبل السؤال
لا لإستغلال وقت الفرح في طلب أمر قد وجب عنده
وها أنا أعيش لحظاتي بابتسامة طفلة و أدب امرأة
فلا للغضب فقد استمع و أجاب بالنظر
وبدأنا نكبر و بداخلي خوف أن أفقد البطل
سنوات تمر و ليالي جميلة تخللها حزن و فرح و بكاء
السنوات مضت بسرعة
لا .. لا تتوقفي يا عقارب الساعة و لا تسرعي ...
دعينا نستمتع بمن يحبنا و نحبه و لا تجعلي لحظاتنا ذكريات أليمة
ولكن لابد للعقارب من الدوران و تسارعت السنين و تغير الحال
فلا لعب و لا سنارة و لا ضحكات و إشارة
فقد تبدل الحال و كبر الصغار
و سقط ذلك الفارس من صهوة الجواد
ليمشي بجانبه ممسكاً بلجامه متوكئاً على عكازه
لا .. لا ... لم يسقط حقيقة ... فمازال يقاوم
متمسكاً بالشجاعة ... متسلحاً بإبتسامة الأمل
بأن غداً أجمل و أفضل
و سيحاول الصعود
ولكن !!!
كيف ...
فقد أختفت تلك الإبتسامة
فحل مكانها ألم و أهآآت و أدوية وعلاجات
تغير ذلك الفارس وتغيرت ملامحه
و امتلأ جبينه بخطوط السنين
أصبحت يداه ضعيفتان ترتعشان
و الشعر الأسود تحول و أصبح كسحابة بيضاء
شيىء واحد لم يتغير

الذي ينبض بالحب
أكتب يازمن
أكتبي يا سني العمر
فهناك من افنى و من يفني عمره لسعادة أبناءه
فوالله لن ننسى صنيعه ولا تحمله و كده
إنــه ... أبـــي حــبـيــبـي

وتـلــك هــي ... لُــعـبـتـــنا الــجـمــيـلـة
اللهم احفظه لنا و أجعلنا من البارين به و بأمي
غلاتي...أم أنوسي
سلمتِ وسلمت يُمناك
كتابتك بكل حرف يفوح منه رائحةً زكيه
رائحة حب حنان احتواء ذكريات علقت بالذاكره
اللهم أسعد والدك واطل عمره في طاعتك
وارحم والدي رحمةً واسعة
موضوع الأب جميل والأب الذي له مكانته ومنه نتعلم العزيمه والصبر
والوصول للهدف لكل عقل وحكمة في الحياة
ومهما كان الآباء شديدين إلا والرحمة بداخل قلوبهم
اللهم اجعلهم راضيين عنا واجعلهم سبب لدخولنا الجنة
والأب مهما شعر بحرمان امور كثيرة بحياته مستحيل يحرم أبنائه يفعل الصعاب لأجلهم.