كنت شابا أظن أن الحياة مال وفير وفراش وثير ومركب وطيء
وكان يوم جمعة جلست مع مجموعة من رفقاء الدرب على الشاطئ وهم كالعادة مجموعة من القلوب الغافلة
سمعت النداء حــــي عـــــلى الصلاة حــــــي علـــــى الفلاح
أقســـــــــم أني سمعت الأذان طوال حياتي ولكني لم أفقه يوما معنى كلمة فـــــــــلاح طبع الشيطان على قلبي حتى صارت كلمات الأذان كأنها تقال بلغـــــــة لاأفهمها
كان الناس حولنا يفرشون سجاداتهم ويجتمعون للصلاة ونحن كنا نجهز عدة الغوص و أنابيب الهواء
استعدادا لرحلة تحت المـــــاء لبسنا عدة الغوص ودخلنا البحر بعدنا عن الشاطئ حتى صرنا في بطن البحر
كان كل شيء على مايرام الرحلة جميلة
وفي غمرة المتعة فجأة تمزقت القطعة المطاطية التي يطبق عليها الغواص بأسنانه وشفتيه لتحول دون دخول الماء إلى الفم ولتمده بالهواء من الأنبوب ...
وتمزقت أثناء دخول الهواء إلى رئتي وفجأة أغلقت قطرات الماء المالح المجرى التنفسي و بدأت أموت
بدأت رئتي تستغيث وتنتفض تريد هواء ..أي هواء
أخذت اضطرب البحر مظلم رفاقي بعيدون عني
بدأت أدرك خطورة الموقف إنني أموت بدأت أشهق وأشرق بالماء المالح بدأ شريط حياتي بالمرور أمام عيني مع أول شهقة عرفت كم أنا ضعيف...
بضع قطرات مالحــــــة سلطها الله علي ليريني أنه هو القوي الجبـــــــــار..
آمنت أنه لاملجأ من الله إلا إليه حاولت التحرك بسرعة للخروج من الماء إلا أني كنت على عمق كبير ليست المشكلة أن أموت المشكلة كيف سألقى الله؟!
إذاسألني عن عملي ماذا سأقول؟
أما أول ما أحاسب عنه الصلاة وقد ضيعتها تذكرت الشـــــهادتين فأردت أن يختم لي بهما..
فقلت أشهــــــ..فغص حلقي وكأن يدا خفية تطبق على رقبتي لتمنعني من نطقها حاولت جاهدا أشهـــــــ..أشهـــــــ..
بدأ قلبي يصرخ رب ارجعون رب ارجعون ساعة دقيقة لحظة ولكن هيهات
بدأت أفقد الشعور بكل شيء أحاطت بي ظلمة غريبة..
هذا أخر ما أتذكر..لكن رحمة ربي كانت أوسع فجأة بدأ الهواء يتسرب إلى صدري مرة أخرى...
انقشعت الظلمة فتحت عيني فإذا أحد الأصحاب يثبت خرطوم الهواء في فمي ويحاول إنعاشي ونحن مازلنا في بطن البحر
رأيت ابتسامة على محياه فهمت منها أنني بخير
عندها صاح قلبي ولساني وكل خلية في جسدي
أشهد أن لاإله إلاالـــــلـــــه وأشهد أن محمد رسول الــــــلـــــــــه الحمدلـــــلـــــــــه
خرجت من الماء وأنا شخص آخر تغيرت نظرتي للحياة...
أصبحت الأيام تزيدني من الــــلــــــه قربا أدركت سر وجودي في الحياة تذكرت قول الـــــلــــــه
صحيح ماخلقنا عبثا مرت أيام فتذكرت تلك الحادثة فذهبت إلى البحر ولبست لباس الغوص ثم أقبلت إلى الماء وحدي وتوجهت إلى المكان نفسه في بطن البحر
وسجـــــــــدت للـــــــــه تعالى سجـــــــــدة ماأذكر اني سجدت مثلها في حياتي في مكان لاأظن أن إنسانا قبلي قد سجـــــــــد فيه للـــــــــه تعالى
عسى أن يشهد علي هذا المكان يوم القيامة فيرحمني اللـــــــــه بسجدتي في بطن البحر ويدخلني جنته اللهم آمـــــــــين..
***إنتهت***
اتمنى تكون اعجبتكم مثل مااعجبتني ارسلها الى اي شخص عزيز عليك لعل الله يهدي بها
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.



سبحان الله
ليتنا نشعر بعظم هذه النعمه
نعمة السجود لله وحده ..
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
ليتنا نشعر بعظم هذه النعمه
نعمة السجود لله وحده ..
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك

الصفحة الأخيرة
وانكتم علي نفسي
الله يهدينا ويهدي جميع المسلمين والمسلمات
جزاج الله خير اختي