** المُحبّة للخير **
جزاك الله كل خير على ما قدمتي من شرح ومساعده على الحفظ ونحن معك في الجزء الثاني ونسأل الله التيسير .
جزاك الله كل خير على ما قدمتي من شرح ومساعده على الحفظ ونحن معك في الجزء الثاني ونسأل الله...
أخواتي الحبيبات

& أسيــــــــــــــــل &

نانوش الكويت

*دلال الكويتيه*

يا أهلا و سهلا فيكم , الله يجزينا و إياكم كل خير حبيبات ألبي , منورات .


الآن بدأنا بفضل الله بالجزء الثاني من أسماء الله الحسنى , و سنقف بالتفصيل مع الأسماء من 11 إلى 20 ...

و اليوم رح نتوقف مع إسمين بإذن الله و نتابع غداً .

الإسم الحادي عشر من أسماء الله الحسنى ...
(( الخالـــــــــــق )) ...


الجزء الأول من الشرح .

خلق الله العالم أي أوجده من العدم ، والخالق بالألف واللام لا تطلق إلا على الحق عز وجل ، فيجوز أن يطلق على الإنسان وصف (خالق) ولا حرج ، بينما لا يجوز أن يوصف أن يسمى (الخالق) ويؤخذ ذلك من قوله تعالى :
{ ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طينٍ "12" ثم جعلناه نطفةً في قرار مكين "13" ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظماً فكسونا العظام لحماً ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله احسن الخالقين "14" } (سورة المؤمنون)

فدل قوله تعالى ( فتبارك الله احسن الخالقين ) على أنه عز وجل أطلق على الإنسان وصف خالق وذلك مع الأخذ في الاعتبار أن خلق الإنسان هو خلق معدوم من موجود ، بينما خلق الله هو خلق موجود من معدوم . خذ على سبيل المثال : السيارة تجد أن الإنسان يخلقها من مواد موجودة في الكون كالمعدن وخلافه ، ولو لم تكن هذه المواد موجودة لما استطاع الإنسان أن يخلق أو يصنع سيارة .

أما بالنسبة للحق جل وعلا فإن الأمر مختلف .. إذ أنه يخلق الشيء من العدم المطلق .. والعدم المطلق هو اللا شيئية .. فهو تبارك وتعالى يخلق الشيء دون أن يكون له سابقة وجود على الإطلاق ، ولقد أكد عز وجل على مسألة الخلق من العدم المطلق في العديد من الآيات القرآنية منها قوله تعالى :
{ قال كذلك قال ربك هو على هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئاً "9" } (سورة مريم)
وقوله تعالى:
{ هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً "1" } (سورة الإنسان)
أي أن الإنسان لم يكن له وجود قبل أن يخلقه الله عز وجل. وقوله تعالى:
{ إنه يبدأ الخلق ثم يعيده ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط } (سورة يونس ـ 4)
وقوله تعالى:
{ قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده } (سورة يونس ـ 34)
وقوله تعالى:
{ كما بدأنا أول خلقٍ نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين "104" } (سورة الأنبياء)


والحق سبحانه وتعالى لم يؤكد حقيقة الخلق من العدم فحسب، وإنما أكد حقيقة أخرى ألا وهي أن كل شيء عدا الله عز وجل مخلوق له خاضع لأمره ، ولا استثناء في هذه القاعدة ، وفي ذلك يقول سبحانه وتعالى:
{ وخلق كل شيء فقدره تقديراً "2" } (سورة الفرقان)
وقوله تعالى:
{ قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار "16" } (سورة الرعد)
وقوله تعالى:
{ الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل "62" } (سورة الزمر)
وقوله جل وعلا:
{ ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه } (سورة غافر ـ 62)
وقوله عز وجل:
{ ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا إله إلا هو } (سورة الأنعام ـ 102)

فالمولى عز وجل نظرا لخطورة هذه المسألة أراد أن يغلق الباب في وجه المبتدعين .. فلم يكتف بالإجمال الوارد في الآيات السابقة .. وإنما فصل هذه الآية بآيات أخرى ليؤكد أن كل شيء مخلوق ويؤكد أنه خالق كل شيء من هذه الآيات قوله تعالى :
{ هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً } (سورة البقرة ـ 49)
وقوله تعالى:
{ الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور } (سورة الأنعام ـ 1)
وقوله سبحانه:
{ وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر } (سورة الأنبياء ـ 33)
وقوله عز وجل:
{ الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيامٍ } (سورة الفرقان ـ 59)
وقول الحق:
{ الرحمن "1" علم القرآن "2" خلق الإنسان "3" علمه البيان "4" } (سورة الرحمن)
وقوله سبحانه:
{ وخلق الجان من مارج من نارٍ "15" } (سورة الرحمن)

وصفة الخلق من العدم لدى الله عز وجل ليست معجزة واحدة فحسب بل معجزات متعددة متداخلة ولا يمكن لاجتهاد العقل أن يحصرها ، فإحداث الشيء من اللا شيء إعجاز يعجز العقل عن تصوره ، وخلق كائن حي يدرك ذاته ويدرك الكون المحيط به ويدرك خالقه إعجاز آخر، وقد لفتنا جل وعلا إلى إعجاز استحداث الكائنات الروحية ولفتنا أيضا إلى أنه وحده القادر على هذه الكائنات فقال جل وعلا :

{ يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب "73" } (سورة الحج)
** المُحبّة للخير **
جزاك الله كل خير على ما قدمتي من شرح ومساعده على الحفظ ونحن معك في الجزء الثاني ونسأل الله التيسير .
جزاك الله كل خير على ما قدمتي من شرح ومساعده على الحفظ ونحن معك في الجزء الثاني ونسأل الله...
(( الجزء الثاني .... ))

لقد خلق الإنسان السيارة والقطار الطائرة والصاروخ والقمر الصناعي والتلفاز والمذياع وغير ذلك كثير ، ولكن البشرية جمعاء لن تستطيع خلق ذبابة ولو اجتمعت في صعيد واحد ، والسبب هو أن الذبابة كائن روحي تدب فيه الحياة بنفخة من الله عز وجل لا يملكها سواه .. إنها سر من أسراره جل وعلا : ومن معجزات الخلق أيضاً أنه بين الكاف والنون ، فالحق سبحانه وتعالى إذا أراد أن يخلق شيئا فإنما يقول له كن فيكون دون أدنى جهد أو إعياء، وفي ذلك يقول تبارك وتعالى:
{ إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من ترابٍ ثم قال له كن فيكون "59" } (سورة آل عمران)
حينما أدعى اليهود أن الله استراح بعد أن خلق الخليقة رد عليهم الحق عز وجل يقول:
{ ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيامٍ وما مسنا من لغوبٍ "38" } (سورة ق)

أي إعجاز هذا؟ كلمة واحدة من الله عز وجل كفيلة باستحداث المخلوق دون جهد ودون عناء . كيف للإنسان أن يتصور الحجم الحقيقي لهذه القدرة وهذا الإعجاز؟ ومن معجزات الخلق أيضاً أن الحق تبارك وتعالى يخلق ما يشاء ، فإذا أراد أن يخلق شيئاً لن يحول دون هذا الخلق حائل . وقد أكد جل وعلا هذه الحقيقة بقول تعالى :
{ قال كذلك الله يخلق ما يشاء } (سورة آل عمران ـ 47)
وقوله تعالى:
{ يخلق ما يشاء والله على كل شيء قدير "17" } (سورة المائدة)

والخلق الإلهي ليس خلقاً عشوائياً .. بل هو خلق محكم مبني على علم إلهي مطلق ، فإذا تأملت الكون وما به من تكامل وتناسق بين المخلوقات علمت مدى القدرة الإلهية على الخلق والإبداع . انظر إلى أي مخلوق من مخلوقات الله عز وجل على حدة .. يهيأ لك أنه كائن مستقل بذاته منفصل عما حوله ، ولكن دقق النظر تجد أن هذا المخلوق ليس مستقلاً عن الكون بل هو جزء من كل .


فالإنسان مثلاً لا يمكن أن يتصور وجوده بدون الهواء الذين يحيط به في كل مكان على سطح الكرة الأرضية ، أو الماء الذي وفره له الله عز وجل ، أو الطعام الذي تنبته له الأرض بإذنه .

وبهذه النظرة يبدو الإنسان وكأنه ترس في ساعة الكون لا انفصال ولا وجود لأحدهما بدون الآخر، فالحق سبحانه وتعالى خلق المخلوقات الحية وخلق لها مقومات الحياة في إبداع، وعلم لا يدانيه علم، وحسن لا يدانيه حسن ، وفي ذلك يقول تبارك وتعالى :
{ الذين احسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طينٍ "7" } (سورة السجدة)

فإذا كان الحق سبحانه وتعالى قد خلق الكون بهذا الإبداع وهذا الإحكام فهل يمكن أن نتصور أنه خلق بلا غاية وبلا هدف ، وأن المسألة أرحام تدفع و قبور تبلع كما قال الدهريون:
{ وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر } (سورة الجاثية ـ 24)
وكما قالوا:
{ وقالوا إذا ضللنا في الأرض آنا لفي خلقٍ جديد } (سورة السجدة ـ 10)
فيرد الحق تبارك وتعالى على هؤلاء الدهريين قائلا:
{ وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق } (سورة الحجر ـ 85)
وكما قال سبحانه:
{ وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين "16" } (سورة الأنبياء)
وكما قال عز وجل:
{ أفحسبتم إنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون "115" } (سورة المؤمنون)
فالخلق إذن ليس عبثاً وليس زوالاً وفناء، وإنما لحكمة أرادها سبحانه وتعالى ، وفي ذلك يقول جل وعلا في الحديث القدسي :
( كنت كنزاً مخفيا فأردت أن اعرف فخلقت الخلق فبي عرفوني ).
ويقول في محكم التنزيل:
{ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون "56" } (سورة الذاريات)

فقد شاءت حكمة المولى أن يخلق الكون ويخلق الإنسان ، ويجعل الحياة الدنيا داراً للاختبار والآخرة دار للجزاء والقرار .. هل سيشكر الإنسان على هذه النعم التي لا تعد ولا تحصى أم سيكفر ويشرك ويجحد ؟ فالخلق إذن لغاية والبعث حقيقة لا مراء فيها، وفي ذلك يقول جل شأنه:
{ يا أيها الناس إن كنتم في ريبٍ من البعث فإنا خلقناكم من ترابٍ ثم من نطفةٍ ثم من علقةٍ ثم من مضغةٍ مخلقةٍ لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلي أجل مسمى ثم نخرجكم طفلاً ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلي أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علمٍ شيئاً وترى الأرض هامدةً فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج "5" } (سورة الحج)

والمسألة لا تقف عند حد قدرته سبحانه وتعالى على البعث ، بل هو قادر على تغيير الجنس البشري بأكمله بمخلوقات أخرى ، وما ذلك عليه بعزيز وفي ذلك يقول جل وعلا :
{ يا أيها الناس أنتم الفقراء إلي الله والله هو الغني الحميد "15" إن يشاء يذهبكم ويأت بخلقٍ جديدٍ "16" وما ذلك على الله بعزيزٍ "17" } (سورة فاطر)


فإذا كان الحق جل وعلا هو الخالق المحدث المبدع .. فإنه إذن وحده المستحق للعبادة والمستحق للشكر، وعبادة غيره ظلم للنفس وحياد عن الحق ، وفي ذلك يقول جل شأنه:
{ والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون "20" } (سورة النحل)
ويقول سبحانه:
{ واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون } (سورة الفرقان ـ 3)
والمولى تبارك وتعالى يحثنا على التأمل في مخلوقاته .. لما في ذلك من حث على الإيمان بوجوده والإيمان بكمال صفاته ورسله وكتبه واليوم الآخر، وفي ذلك يقول جل شأنه :
{ إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماءٍ فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابةٍ وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقومٍ يعقلون "164" } (سورة البقرة)

يقول سبحانه:
{ إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب "190" الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا بطلاً سبحانك فقنا عذاب النار "191" } (سورة آل عمران)

والأسماء الحسنى بما تعطيه من أوصاف قديمة قدم الله عز وجل .. فهو جل شأنه (الخالق) قبل أن يخلق الخلق، ولو لم يكن المولى عز وجل موصوفا بهذا الوصف منذ الأزل لما استطاع أن يخلق، أنه تبارك وتعالى يخلق ما يشاء في الوقت الذي يشاء وفي ذلك يقول جل وعلا :
{ الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلاً أولى أجنحةٍ مثنى وثلاث ورباع يزيد الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير "1" } (سورة فاطر)

مهما تحدث المتحدثون عن هذا الاسم وغيره من الأسماء الحسنى ومن خلال ما كشف الله لهم في كتابه وسنة نبيه فإنهم لن يستكشفوا جلال أسمائه عز وجل وأسرار صفاته، فإذا كنا نعجز عن الإلمام بما كشفه لنا الله تبارك وتعالى فماذا عن المحجوب الذي لم نتهيأ بعد لاستقباله والذي احتفظ به جل وعلا في علمه؟ إن الخالق هو المبدع للخلق، والمخترع له على غير مثال .. ندعوه عز وجل أن يعلمنا من علمه الفياض :
{ ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين "54" } (سورة الأعراف)
** المُحبّة للخير **
جزاك الله كل خير على ما قدمتي من شرح ومساعده على الحفظ ونحن معك في الجزء الثاني ونسأل الله التيسير .
جزاك الله كل خير على ما قدمتي من شرح ومساعده على الحفظ ونحن معك في الجزء الثاني ونسأل الله...
الإسم الثاني عشر من أسماء الله الحسنى .... (( البــــــــــارئ )) ...

(برؤ) بضم الراء أي خلا من العيب أو التهمة، و(برأ) من العيب أو التهمة أي قضى ببراءته منه، والاسم (برئ) كما في قوله تعالى :
{ ومن يكسب خطيئة أو إثماً ثم يرم به بريئاً فقد احتمل بهتاناً وإثماً مبيناً "112" } (سورة النساء)
و( البراء) مرادف لبرئ ومنه قوله تعالى :
{ وإذا قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون "26" } (سورة الزخرف)
و( أبرأ) فلاناً من حق له عليه أي خلصه منه .
و( برئ) المريض أي شفى من مرضه.
و( برأ) الله الشيء أي خلقه صالحا ومناسبا للمهمة والغاية التي ابتغاها من خلقه، ومنه بريت القلم أي جعلته صالحا للكتابة، وبريت السهم أي جعلته مناسبا وصالحا للإصابة .. والاسم (بارئ).

و(البارئ) اسم من أسماء الله الحسنى ، فإذا قلنا خلق الله عز وجل الإنسان فمعنى ذلك أنه استحدثه وأوجده من العدم المطلق ، وإذا قلنا برئ الله الإنسان فمعنى ذلك أنه استحدثه وأوجده من العدم المطلق في خلقة تناسب المهمة والغاية التي خلق من أجلها.

فالخالق قد يخلق الشيء مناسباً أو غير مناسب ، أما البارئ فلا يخلق الشيء إلا مناسباً للغاية التي أرادها من خلقه ويؤخذ ذلك من قوله تعالى :
{ لقد خلقنا الإنسان في احسن تقويمٍ "4" ثم رددناه أسفل سافلين "5" } (سورة التين)
فلو كان فعل الخلق يشير إلي درجة الخلق من الحسن أو القبح لما أضاف المولى عز وجل عبارة في احسن تقويم، ولو كان اسم الله عز وجل (البارئ) مرادفا مرادفة تامة لاسمه ( الخالق) لما قال تبارك وتعالى:
{ هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم "24" } (سورة الحشر)

وإذا تأملنا الكون المحيط بنا سنلاحظ أن الله عز وجل قد خلق كل شيء صالحاً لمهمته مناسباً للغاية من خلقه ومتوائما مع المحيط الذي وضع فيه. فالإنسان خلق ليكون خليفة الله عز وجل على الأرض وليكون عارفا بالله عابدا له متأملاً في ملكوته لذلك برأه في خلقه تناسب جلال الغاية فبرأه أي خلقه في احسن تقويم .. أي احسن خلقه ، فجعله احسن المخلوقات من حيث التركيب ومن حيث الشكل ، مألوفاً من سائر الكائنات الحية، معظم الكائنات في علاقة ود وتراحم مع الإنسان .. الحصان .. الجمل .. الحمار .. الكلب .. القط .. الطيور حتى الجن يرانا هو وقبيله من حيث لا نراهم كما قال المولى عز وجل :
{يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما سوءتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون "27"} (سورة النساء)

فالشياطين يروننا لأننا مقبولون مألوفون لهم شكلاً بينما لا نرى نحن الشياطين لأن أشكالهم غير مألوفة ولا مقبولة لدينا. ولقد صرح المولى عز وجل بخلافة الإنسان على الأرض فقال سبحانه:
{ وإذا قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفةً قالوا تجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون "30" } (سورة البقرة)

فالإنسان بصريح الآية السابقة خليفة الله عز وجل على الأرض .. خلق ليكون عارفاً بالله عابداً له ، لذا برأه مناسباً لهذه الغاية بأن ميزه بالعقل ، والعقل كما نعلم هو مستقر ومستودع وسائل الإدراك .. إليه ترجع قدرة الإنسان على السمع والبصر والشم واللمس ، وهو الذي يحوي الذاكرة مخزن المعلومات ، وهو المسئول عن عملية التفكير والتي تميز الإنسان عن غيره من المخلوقات .


وليس ذلك فحسب بل جعل الله للإنسان وسيلة للتعبير والبيان عما يجول بخاطره .. فخلق له لساناً مبيناً ًينطق الحروف بمخارجها، والحرف أساس الكلمة ، والكلمة وسيلة التعبير عن المعنى الكامن في عقل الإنسان ، والمولى عز وجل قد علم آدم كل الكلمات كما جاء في قوله تعالى:
{ وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين "31" } (سورة البقرة)
وقال سبحانه أيضا:
{ الرحمن "1" علم القرآن "2" خلق الإنسان "3" علمه البيان "4"} (سورة الرحمن)

وإذا تأملنا سائر الكائنات والتي خلقت مسخرة للإنسان ، سنجد أن المولى عز وجل قد برأ كل كائن ـ أي خلقه مناسباً لمهمته ـ، فالناقة والحمار لديهما من القوة ما يمكنهما من حمل الإنسان وأثقاله إلي الأماكن المتباعدة .

والحصان أوتى قدراً من السرعة ليتمكن به الإنسان من قطع المسافات البعيدة في أزمنة قصيرة. والبقر أوتى لحماً كثيراً ليمد الإنسان بالغذاء الذي يحتاج إليه من البروتين وغيره من المواد الغذائية، وأجرى الله من بطونه لبناً نقياً سائغاً للشاربين كما قال جل وعلا :

{ وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرثٍ ودمٍ لبناً خالصاً سائغاً للشاربين "66"} (سورة النحل)

حتى المخلوقات التي يظن البعض أن وجودها يمثل شراً محضاً للإنسان .. تجد المناسبة بينها وبين مهمتها في الكون واضحة جلية ، فهي من جهة تملك إيذاء الإنسان ، إذ منها ما هو مفترس ، ومنها ما قد يقتل الإنسان بسمه ، وهذا الإيذاء ليس مقصوداً بذاته وإنما قصد به إحاطة الإنسان بقدر من الأعداء لا يملك أن يتصدى لهم إلا بمعونة الله عز وجل .. فيلجأ إليه بالعبادة والدعاء إذا تمكن منه أحد هؤلاء الأعداء .

ذلك أن الإنسان يكون أقرب ما يكون من ربه عز وجل في حالات الحاجة كالمرض والشيخوخة والظلمة وغير ذلك من دواعي الحاجة والضيق والخوف وفي ذلك يقول جل وعلا :
{وإذا مس الإنسان الضر دعا لجنبه أو قاعداً أو قائماً فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلي ضرٍ مسه كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون "12"} (سورة يونس)
وقوله تعالى :
{فإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم خولناه نعمةً منا قال إنما أوتيته على علم بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون "49" } (سورة الزمر)

ومن جهة أخرى فإن الإنسان ينتفع بهذه المخلوقات .. فمنها ما ينتفع بجلده ومنها ما يفرز سموماً تستخدم في صناعة الأدوية والعقاقير ، كما قال شوقي رحمه الله في مدح الرسول عليه افضل السلام وأتم التسليم:

الحرب في حق لديك شريعة
ومن السموم الناقعات دواء

وإذا تأملنا المخترعات التي توصل إليها الإنسان واستطاع أن يخرجها إلى حيز الوجود .. سنجد أن الإنسان لم يخلقها من العدم المطلق بل صنعها من مواد سابقة لها في الوجود ، والإنسان لم يعط هذه المواد الخصائص الملازمة لها والتي كانت أساس هذا الاختراع أو ذاك . خذ على سبيل المثال التلفاز والمذياع تجد أن نظرية عملهما تقوم على تحويل الصوت أو الصورة إلي موجات كهربائية لها تردد أو ذبذبات الصوت .. هذه الموجات تنتقل عبر الهواء أو الأثير ، ثم يتم استقبالها بواسطة أجهزة استقبال ، ثم يتم تحويل هذه الموجات الكهربائية إلي صوت أو صورة مرة أخرى من خلال التلفاز أو المذياع .

وهنا نتساءل: هل الإنسان هو الذي جعل الهواء قادراً على نقل الموجات اللاسلكية؟. لاشك أن الله عز وجل هو الذي ( برأ) الهواء أي خلقه بما له من خصائص ليناسب المهمة والغاية التي ابتغاها من خلقه .. فهو الذي جعل في الأوكسجين اللازم لتنفس الإنسان وثاني أكسيد الكربون اللازم لتنفس النبات ، وجعل فيه من الخاصية ما يمكنه من نقل الموجات الكهربائية واللاسلكية ، فهو جل وعلا يعلم بعلمه الأزلي وأراد بمشيئته أن يمكن الإنسان في يوم من الأيام من اختراع أجهزة لنقل الصوت والصورة .. هذا اليوم الذي سيزداد فيه أهل الأرض وتتباعد بينهم المسافات فيستلزم الأمر وسائل للتعارف وتبادل العلوم .. فهو جل وعلا القائل :
{ يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير "13" } (سورة الحجرات)


وهو سبحانه المتكفل بأن يظل هذا التعارف قائماً لا يحول دونه بحار أو محيطات أو جبال أو تلال ، وهذا ما حققته الأجهزة الحديثة للاتصالات والتي اخترعت من مواد لها خصائص معينة ، هذه الخصائص ـ كما قلنا ـ لازمتها منذ أن خلقها الله عز وجل. تأمل أيضاً وسائل النقل .. تجد أن الله عز وجل قد خلق المعدن الذي استخدمه الإنسان في تصنيع هذه الوسائل .. وهو سبحانه الذي خلق البترول بما له من خاصية الاشتعال وتوليد الطاقة ، وأودعه في باطن الأرض حين يحين ميعاد استخراجه واستخدامه.

كل شيء في الكون .. برأه الله عز وجل أي خلقه مناسباً وصالحاً للمهمة والغاية التي خلق لها ، فندعوه جل وعلا كما برأنا أن يبرئنا من العيوب والخطايا وأن يبعثنا يوم القيامة من الفزع آمنين .
سوسو 100%
سوسو 100%
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواتي انا حافظه باذن الله 33 اسم من اسماء الله

ولكن لان عندي مولود واطفال صعب علي شوي


ادعو لي اكملها انشاء الله معكم

بصراحه حمستوني و شجعتوني

رحت اجيب ورقي انشاء الله يعن الله
لا تنسوي

اختكم معكم انشاء الله

بس يبي لي صبر معليش اصبرو يا بنات
salsabilaaa
salsabilaaa
جزاك الله خيرا حبيبتي ...
و الله يجعلها في ميزان حسناتك ...

فكرة رائعة ... ساحاول نقلها لمنتدى آخر حتى تتم الفائدة. ان شاء الله تعالى