*المسافرة*
*المسافرة*
أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأألف شكر لج حبيبتي المحبة للخير..

والله يعطيج أل عافية ويدخلج الجنة من أوسع أبوابها ياحي ياقيوم..

دايما ببالي هالشي لأنه اللي يحفظهم اله أجر وثواب من رب العالمين وجزاء لايحصى بس الكسل أو مثل ماتقولين النسيان والوقت بس والله من شفت الرابط تشجعت وبديت اليوم وياج مع انج بديتي من فترة لاكن حصل خير..

ألحين حفظت العشر الأوائل ( أختي أنا أشوفهم أكثر من عشر ).. وهذا حفظي عن غيب والله..

هو الله الذي لا اله الا هو
الرحمن الرحيم
الملك
القدوس
السلام
المؤمن
المهيمن
العزيز
الجبار
المتكبر
الخالق
البارئ

شرايج؟؟

بيني وبينج بالكتابة يمكن أحسن شوي من الحفظ عن غيب بس بحاول أركز فيهم أكثر ومن أحس حفظتهم تمام بكمل الباقي ان شالله.. والله يعطيج ألف عافية..
** المُحبّة للخير **
جزاك الله كل خير على ما قدمتي من شرح ومساعده على الحفظ ونحن معك في الجزء الثاني ونسأل الله التيسير .
جزاك الله كل خير على ما قدمتي من شرح ومساعده على الحفظ ونحن معك في الجزء الثاني ونسأل الله...
سوسو 100%
يا حبيبت ألبي أهلا و سهلا فيكي يا غالية و معليش خذي راحتك و نحن أيضاً عم نحفظهم على مهلنا مشان يكون حفظ ثابت و مركز بفضل الله تعالى و بإذنه و يا هلا و مرحبا فيكي حبيبت ألبي .

salsabilaaa
وياك أختي الغالية , و لكن نصيحتي لك قبل أن تنقلي الفكرة لمنتدى آخر , تعالي احفظي معنا الأسماء لأنك رح تستمعي معنا بإذن الله أكثر مما لو نقلتي الفكرة لمنتدى آخر فقط .
على العموم خذي راحتك حبيبت ألبي و بالتوفيق .

*المسافرة*
لك الله يعافيكي يارب أختي الغالية المسافرة , يا أهلا و سهلا فيكي و حياك الرحمن ألبي , و معك حق مثل ما قلتي , بس أنا أنصحك أنك قبل ما تحفظي الإسم , إقرأي الشرح الكامل معه مشان يكون حفظك غير شكل
يعني لما بتقرأي شرح الإسم بتمعن قبل حفظ الإسم , رح تشوفي شلون بيصير الحفظ اسهل .
نحن وصلنا للإسم الثاني عشر و اليوم سنتابع الأسماء حتى الإسم الرابع عشر إن شاء الله أختي الغالية و لك مني أطيب و ارق تحية و جزاك الله كل الخير .
** المُحبّة للخير **
الإسم الثالث عشر من أسماء الله الحسنى .... (( المصوّر )) ....

(صور) الشيء أي جعل له شكلاً معلوماً .. ويطلق هذا الفعل على من يقوم بعمل تمثال مجسم للشيء .. أو يرسمه على الورق .. أو يلتقط له صورة بآلة تصوير .. والاسم (مصور).
و(المصور) بأل التعريف اسم من أسماء الله الحسنى .

و(صور) الله عز وجل الأشياء أي جعل لكل منها شكلاً معلوماً، وإذا تأملت الكون المحيط بلك تجد أن المولى عز وجل قد جعل لكل نوع من المخلوقات شكلاً يميزه عن غيره من الأنواع ، فالإنسان يختلف عن الجمل ويختلف عن القرد وهكذا. كما أنه جل وعلا قد جعل لكل فرد داخل النوع الواحد صورة تميزه عن غيره من أفراد نوعه ، فإذا نظرت إلى زيد من الناس فإنك تعرفه بمجرد النظر إلي وجهه ، وهذه من معجزات التصوير الإلهي ، فرغم أن تركيب الوجه لا يختلف من إنسان إلي آخر .. إذ يتكون من العينين والأنف والأذنين والفم ، إلا أنه تبارك وتعالى يصور من هذه التركيبة عدداً لا نهاية له من الوجوه .

ورغم أن يد الإنسان تتكون من خمسة أصابع لها نفس التركيب إلا أن كل إنسان له يد تختلف في الشكل عن أيدي غيره من البشر، فالحق سبحانه وتعالى يصور من التركيبة الواحدة عدداً لا نهائياً من الأشكال .

ومن نعم الله عز وجل على الإنسان أنه اختصه بحسن الصورة وجعله اجمل المخلوقات شكلاً فجعله منتصب القامة سوى الأعضاء حسنها ، وفي ذلك يقول جل وعلا :

الإنسان على صورة الله ومثاله .. يكون المولى تبارك وتعالى له فم وهنا نتسائل:
ما وظيفة هذا الفم بالنسبة لله عز شأنه؟
فإذا قلنا أنه يأكل فقد نسبنا له نقصاً لا يتناسب مع كماله المطلق لأنه تبارك وتعالى غني عن الطعام والشراب ، إذ كيف يأكل ويشرب وهو (القيوم) القائم بنفسه قياماً مطلقاً والمقيم لغيره من المخلوقات التي خلقها ؟؟؟؟

بل كيف يأكل ويشرب وقد كان جل وعلا موجوداً من قبل ولم يكن هناك كون ولم يكن هناك طعام ولا شراب .. إن الطعام والشراب من مخلوقاته جل وعلا فهل يليق بالخالق أن يحتاج إلى مخلوقاته لكي يظل ويبقى على قيد الحياة .

وإذا قلنا إن الله عز وجل لا يأكل بهذا الفم .. فهل يتكون جل شأنه من أعضاء التبول والتبرز وغيرهما من الأعضاء البشرية. ومن جهة أخرى وكما قلنا من قبل لو كان الإنسان على صورة الله ومثاله إذن فهو جل شأنه مركب من أجزاء ، والأجزاء مكونة من المادة .. وهنا نسأل : كيف يتكون الله عز وجل من المادة وقد كان تبارك وتعالى منذ الأزل ولم تكن هناك مادة قبل خلق الكون ، بل كيف يتكون من المادة وهي مخلوق من مخلوقاته عز وجل ، فهل يليق بالخالق جل شأنه أن يحل في مخلوق وكيف يكون مركباً ، والمركب يحتاج إلى من يسبقه في الوجود ويركب له أجزاؤه في حين أن الحق تبارك وتعالى أزلي بلا بداية ولم يسبقه أحد في الوجود .

إذن الاعتقاد بأن الله عز وجل قد خلق الإنسان على صورته ومثاله هو اعتقاد فاسد باطل ، والنصوص الواردة في هذا الشأن صريحة ولا يمكن تأويلها لتؤدي معاني أخرى ، وهي نصوص باطلة بأي وجه من وجوه التأويل.
{ وصوركم فاحسن صوركم وزقكم من الطيبات } (سورة غافر ـ 64)
ويقول سبحانه أيضا:
{ ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم } (سورة الأعراف ـ 11)
والتصوير يبدأ من الرحم كما قال المولى عز وجل:
{ هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم "6" } (سورة آل عمران)
وقد ورد عن النبي عليه افضل الصلاة وأتم التسليم أنه قال: (إذا مر النطفة اثنتان وأربعين ليلة بعث الله إليها ملكاً فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظمها ثم قال: يا رب أذكر أم أنثى فيقضي ربك ما يشاء ويكتب الملك )

وفي مجال الحديث عن التصوير الإلهي أود أن أشير ـ كما أشرت قبلاً ـ إلى
قضية بالغة الخطورة ألا وهي أن بعض العقائد تزعم أن الله عز وجل قد خلق الإنسان على صورته ومثاله .. أي أن الإنسان قد خلق على صورة الله عز وجل .

وهذا اعتقاد فاسد واضح البطلان لأن الإنسان وإن كان مخلوقاً على احسن صورة إلا أنه مخلوق ، وقد شاءت الإرادة الإلهية أن يكون به نقائص معينة سوف تزال عنه إن قدر له أن يحظى بالجنة ، وهذه النقائص وإن اعتبرها البعض أنها ليست نقائص إذا نسبت إلى الإنسان ، فإنها لا محالة نقائص إذا نسبت إلي الله عز وجل . المولى تبارك وتعالى خلق للإنسان فم لمضغ به الطعام ، فإذا قلنا إن والتفسير؛ لأنه لا تشابه البتة بين الله عز وجل والإنسان في وجه من الوجوه .

حتى الاشتراك بين الله عز وجل والإنسان في بعض الصفات كالسمع والبصر والقدرة هو اشتراك لفظي أو مجازي ، لأن الصفة لدى الإنسان ما هي إلا مظهر من مظاهر الصفة لدى الحق تبارك وتعالى .. فعلى سبيل المثال قدرة الإنسان ليست إلا وهبة ومنحة من قدرة الله جل شأنه. هذا التشابه اللفظي أو المجازي لا يجعل الإنسان يرقى بأي حال من الأحوال إلى أن يكون على صورة الله ومثاله، وذلك أياً كان المعنى المستفاد من نصوص المماثلة بين الله والإنسان.


أما عن حديث خلق آدم الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ـ في صحيح مسلم ـ أنه قال: " خلق الله عز وجل آدم على صورته، طوله ستون ذراعاً، فلما خلقه قال: اذهب فسلم على أولئك النفر ، وهم نفر من الملائكة جلوس ، فاستمع ما يحيونك به ، فإنها تحيتك وتحية ذريتك قال: السلام عليكم، فقال: السلام عليك ورحمة الله ، فزادوه (ورحمة الله) قال: فكل من يدخل الجنة على صورة آدم وطوله ستون ذراعاً، فلم يزل الخلق ينقص بعده حتى الآن "

وهنا نبادر فنقول: أن الضمير الوارد في كلمة (صورته) عائد على آدم ، وعبارة طوله ستون ذراعاً جاءت توضيحاً لهذه الصورة .. أي صورة آدم .. يضاف إلى ذلك ما عرف عن الشريعة الإسلامية من أنها تميزت عن سائر الشرائع السماوية وغير السماوية بأنها تنزه الله عز وجل عن أن يكون له شبيه أو نظير أو ند أو مماثل ، نذكر من ذلك قول الحق تبارك وتعالى :
{ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير "11" } (سورة الشورى)

يضاف إلى ذلك أن حديث خلق آدم قد ورد برواية في صحيح البخاري بدون عبارة (على صورته) .. أي خلق الله آدم طوله ستون ذراعاً إلى آخر الحديث.

فتبارك ربنا الملك الحق الذي صورنا على غير مثال سبق وفي أحسن تقويم دون أن نرقى إلى مماثلته أو مشابهته .
** المُحبّة للخير **
جزاك الله كل خير على ما قدمتي من شرح ومساعده على الحفظ ونحن معك في الجزء الثاني ونسأل الله التيسير .
جزاك الله كل خير على ما قدمتي من شرح ومساعده على الحفظ ونحن معك في الجزء الثاني ونسأل الله...
الإسم الرابع عشر من أسماء الله الحسنى .... (( الغفّـــــــــــــار )) .

الجزء الأول .

غفر في اللغة أي غطى وستر ، وغفر الله لفلان أي ستره وعفا عنه ، و(الغفار) اسم من أسماء الله الحسنى ، وقد عبر الحق جل وعلا عن صفة المغفرة لديه بالعديد من المشتقات منها الفعل الماضي (غفر) كما في قوله تعالى :

{ قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له} (سورة القصص ـ 16)
ومنها المضارع (يغفر) كما في قوله تعالى:
{ قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم } (سورة آل عمران ـ 31)
ومنها صيغة المبالغة (الغفور) كما في قوله تعالى:
{ ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء والله غفور رحيم "27" } (سورة التوبة)
ومنها صيغة المبالغة (الغفار) وهو اسم من أسماء الله الحسنى كما في قوله تعالى:
{ رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار "66" } (سورة ص)
ومنها المضاف والمضاف إليه (غافر الذنب) كما في قوله تعالى:
{ غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول } (سورة غافر ـ 3)
ومنها أيضا المضاف والمضاف إليه (خير الغافرين) كما في قوله تعالى:
{ فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين } (سورة الأعراف ـ 155)
ومنها المضاف والمضاف إليه (ذو المغفرة) كما في قوله تعالى:
{ وإن ربك لذو مغفرةٍ للناس على ظلمهم } (سورة الرعد ـ 6)
ومنها المضاف والمضاف إليه (أهل المغفرة) كما في قوله تعالى:
{ وما يذكرون إلا أن يشاء الله هو أهل التقوى وأهل المغفرة "56" } (سورة المدثر)

والحق تبارك وتعالى قد أكد لنا هذه الصفة وطلاقتها بتكرار المشتقات سالفة الذكر، فلو رجعت إلى كتابه العزيز وأردت حصر هذه المشتقات لشق عليك ذلك. ومن رحمة الحق عز وجل وحكمته أنه يغفر الذنوب ، ولو أنه جل شأنه أغلق باب التوبة في وجه المذنب لتمادى في ذنوبه وترتب على ذلك هلاكه وهلاك المجتمع بأسره دنيا وآخرة. وغفران الذنب للمذنب لا يتعارض مع العدالة الإلهية والتي كما قلنا من قبل تقتضي محاسبة كل إنسان وفقا لعمله. والعلة في ذلك أنه ليس هناك إنسان معصوم من الخطأ وارتكاب المعاصي والذنوب ، وهذا يجعل المغفرة رحمة بالبشرية جمعاء لا بطائفة دون أخرى .

والحق سبحانه وتعالى قد أوضح لنا أنه لا ذنب يعظم عن مغفرته، وتتجلى هذه القاعدة في قوله تعالى:
{ قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم "53" } (سورة الزمر)
فكلمة (جميعا) أفادت العموم والشمول، فمهما عظم الذنب .. أي ذنب فإن مغفرة الله عز وجل أعلى وأعظم .. وهذه القاعدة لا تتعارض مع الآيات التالية:
{ إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله قد ضلوا ضلالا بعيداً "167" إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقاً "168" إلا طريق جهنم خالدين فيها أبداً وكان ذلك على الله يسيراً "169" } (سورة النساء)
وقوله تعالى:
{ يا أيها الذين آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيداً "136" إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفراً لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا "137" } (سورة النساء)

ويتجلى عدم التعارض بين القاعدة العامة وبين الآيات التي ذكرناها في قوله تعالى:
{ إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيماً "66"} (سورة النساء)
وقوله تعالى:
{ الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصداقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم "79" استغفر لهم أولا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله والله لا يهدي القوم الفاسقين "80" } (سورة التوبة)


فالقاعدة إذن أن الله عز وجل يغفر الذنوب جميعاً مادام الإنسان في إطار الإيمان الصحيح به جل وعلا ، فإذا كفر بوجود الله عز وجل أو أشرك به فقد خرج عن إطار الإيمان. ومن الثابت أنه ليس بعد الكفر أو الشرك ذنب ، فأعمال الكافر والمشرك ليست محل نظر؛ لأن أعماله الصالحة ليست لوجه الله عز وجل فلا يستحق عنها ثواباً، وأعماله الطالحة سينال عقابه عنها في إطار العقاب الأعظم على الذنب الأعظم وهو الكفر أو الشرك ، وفي ذلك يقول جل وعلا :
{ ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون } (سورة البقرة ـ 217)

ولكن ينبغي أن نلاحظ أن حرمان الكافر والمشرك من المغفرة مرتبط باستمرارية كفره وشركه، فإذا رجع عن كفره أو شركه، فالحق سبحانه وتعالى يغفر له، وفي ذلك يقول جل شأنه:
{ قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنة الأولين "38"} (سورة الأنفال)
** المُحبّة للخير **
جزاك الله كل خير على ما قدمتي من شرح ومساعده على الحفظ ونحن معك في الجزء الثاني ونسأل الله التيسير .
جزاك الله كل خير على ما قدمتي من شرح ومساعده على الحفظ ونحن معك في الجزء الثاني ونسأل الله...
(( الجزء الثاني .... ))

فالحق سبحانه وتعالى يقابل الرجوع الصادق عن الكفر والشرك بغفران ما قد سلف ، وهذه نعمة ورحمة ومغفرة ليس لها حدود. وفي مجال الحديث عن المغفرة الإلهية نذكر لأحد المستشرقين قوله: إن المغفرة الإلهية كما يبدو من القرآن الكريم تمنح على غير أساس معلوم، وليس أدل على ذلك من الآية رقم 284 من سورة البقرة والتي جاء فيها قوله تعالى:
{ فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء } (سورة البقرة ـ 284)

ونقول رداً عليه: إن المغفرة والعذاب بيد الله عز وجل ولمن يشاء من عباده، نعم .. ولكن ذلك لا يعني أن المسألة تسير وفقاً للهوى .. تعالى ربنا الملك الحق عن الهوى والظلم والتفرقة بين العباد . فالحق تبارك وتعالى إن شاء أن يغفر لأحد فثق أنه جدير بالمغفرة وإن شاء أن يعذب أحدا فثق أنه جدير بالعذاب.

ونذكر مثالاً لذلك قول النبي عليه افضل الصلاة وأتم التسليم والذي ورد بصحيح البخاري وصحيح مسلم: "كان رجل يسرف على نفسه، فلما حضره الموت قال لبنيه: إذا أنا مت فأحرقوني، ثم اطحنوني، ثم ذروني في الريح، فوالله لئن قدر علي ربي ليعذبني عذابا ما عذبه أحدا، فلما مات فعل به ذلك، فأمر الله تعالى الأرض، فقال: اجمعي ما فيك منه ففعلت، فإذا هو قائم، فقال: ما حملك على ما صنعت؟ قال: يا رب، خشيتك حملتني، فغفر له" فإن دل هذا الحديث على شيء فإنما يدل على أن الخوف من الله عز وجل والذي يرجع إلي الإيمان الصادق به قد يجلب المغفرة، ودل أيضا على أن مغفرة الله عز وجل لا تعطي لعبد دون مبرر أو استحقاق.

ونذكر أيضا قول النبي صلى الله عليه وسلم والذي ورد في صحيح مسلم: "أذنب عبد ذنبا، فقال: اللهم، اغفر لي ذنبي، فقال ـ تبارك وتعالى ـ أذنب عبدي ذنبا، فعلم أن له ربا يغفر الذنب، ويأخذ به، ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب، اغفر لي ذنبي، فقال ـ تبارك وتعالى ـ عبدي أذنب ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به، ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب، ويأخذ به، اعمل ما شئت فقد غفرت لك"

إن هذا الحديث يدل أيضا على أن مغفرة الحق عز وجل لا تمنح إلا لمستحق، وهذا العبد الذي غفر له الله عز وجل كان دائم الاستغفار، وهذا يرجع إلي إيمانه الصادق بالله عز وجل وخشيته منه.

وقول الحق: اعمل ما شئت فقد غفرت لك .. لا يعني أنه جل وعلا أطلق له العنان ليبغي في الأرض الفساد .. تعالى المولى عز وجل عن ذلك .. فقد بدا من الحديث أن هذا العبد لم يكن يكرر نفس الذنب الذي يذنبه، والدليل على ذلك قوله جل وعلا: (ثم عاد فأذنب) .. (ثم عاد فأذنب) .. فلو كان العبد يعود إلي نفس الذنب لقال جل وعلا (ثم عاد إلي ذنبه)، يضاف إلي ذلك أن هذا العبد قد كشف أنه من ذوي النفس اللوامة، وصاحب هذه النفس دائما يرتقي في المعراج الروحي إلي أعلى حتى يصل إلي النفس المطمئنة إن شاء له الله ذلك، ولا يعود إلي الخلف أو يهبط إلي أسفل .. فالمغفرة في هذا الحديث رغم كونها مستقبلية إلا أنها مغفرة مترتبة على استحقاق العبد والذي يعلمه الحق عز وجل من علمه بنفس عبده، وعلمه بالغيب .. إذن فهي ليست مغفرة عشوائية يعقبها طغيان من العبد وفساد في الأرض.

ونذكر أيضاً قول النبي صلى الله عليه وسلم والذي ورد في صحيح البخاري: "تلقت الملائكة روح رجل ممن كان قبلكم، قالوا: أعملت من الخير شيئا؟ قال: كنت أنظر الموسر وأتجاوز عن المعسر، قال: فتجاوزوا عنه"
هذا مثال آخر لعبد استحق المغفرة الإلهية لرحمته بالعباد وتجاوزه عما له في ذمة المعسرين. ومن رحمة الحق عز وجل أنه علمنا كيف نستجلب مغفرته فقال:
{يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم "29"} (سورة الأنفال)

فالإيمان والتقوى إذن شرطان لابد من توافرهما لكي يغفر الله عز وجل للمستغفر. فمن يستغفر وهو كافر أو مشرك فلا مغفرة له، ومن يستغفر رياء دون خشية فعلية في قلبه وندم على الذنب فلا مغفرة له .. ولذلك كان المصطفى عليه افضل الصلاة وأتم التسليم وكما أخبرنا القرآن الكريم دائم الدعوة لمن حوله قائلا:

{قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم "31"} (سورة آل عمران)

واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم يكون بالإيمان بالله عز وجل وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر .. وليس الإيمان القلبي فحسب بل الإيمان القلبي الذي يصدقه العمل .. فمن آمن وعمل صالحا، صار في الإمكان أن يغفر له الله عز وجل ما اقترفه من ذنوب أن تاب وأناب. والحق سبحانه وتعالى يأمر عباده بدوام الاستغفار حيث يقول:
{فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك} (سورة محمد ـ 19)
وقوله تعالى:
{فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر} (سورة آل عمران ـ 159)
وقوله تعالى:
{ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله} (سورة البقرة ـ 199)
لذلك فإن ملائكة الله عز وجل وأنبياءه ورسله كانوا دائمين على الاستغفار. فالملائكة يستغفرون للمؤمنين كما ورد في قوله تعالى:
{الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمةً وعلماً فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم "7"} (سورة غافر)
ورسول الله موسى عليه السلام بعد أن وكز الرجل الذي من عدوه فقضى عليه. شعر بالندم والأسى على ذلك رغم أنه لم يكن يقصد قتله، فاستغفر ربه كما جاء في قوله تعالى:
{قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم "16"} (سورة القصص)
ونوح عليه السلام يطلب المغفرة له ولوالده وللمؤمنين كما في قوله تعالى:
{رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمناً وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تبارا "28"} (سورة نوح)
وسليمان عليه السلام وكما أخبرنا المولى عز وجل:
{قل رب اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب "35"} (سورة ص)
وإبراهيم عليه السلام قال كما حكى القرآن الكريم:
{فإنهم عدو لي إلا رب العالمين "77" الذي خلقني فهو يهدين "78" والذي هو يطعمني ويسقين "79" وإذا مرضت فهو يشفين "80" والذي يميتني ثم يحيين "81" والذي اطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين "82"} (سورة الشعراء)
والمصطفى عليه افضل الصلاة وأتم التسليم والذي غفر له الله عز وجل ما تقدم من ذنبه وما تأخر كما أخبرنا الحق عز وجل:
{ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطاً مستقيماً "2"} (سورة الفتح)
رغم ذلك كان يداوم على الاستغفار، وقد ورد في صحيح البخاري
أنه قال: (رب اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري كله، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي خطاياي وعمدي وجهلي وهزلي وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير)
كما ورد في صحيح مسلم أنه قال: (إنه ليغان على قلبي فاستغفر الله في اليوم والليلة سبعين مرة)

وحين غفر له المولى عز وجل ما تقدم من ذنبه وما تأخر لم يكن يقصد فتح باب المعصية على مصراعيه أمام النبي .. كلا .. إنها المغفرة المبنية على علم الحق تبارك وتعالى بما عليه النبي من إيمان صادق مصدق بالعمل، وكشفه للغيب المستور والذي علم به أن هذه المغفرة سوف تزيد النبي عليه افضل الصلاة وأتم التسليم طاعة فوق طاعته، وحمدا فوق حمده، والنبي كان يقوم الليل حتى تتورم قدماه، قيل له: غفر الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال: "أفلا أكون عبدا شكورا"؟ والحق تبارك وتعالى رحمة بأمة المصطفى عليه افضل الصلاة وأتم التسليم قد منحنا سبلا للخلاص من الخطايا وللمغفرة الشاملة .. منها حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا ..
فقد ورد عن النبي أنه قال: "من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه"
وأيضا الصلوات الخمس والجمعة إلي الجمعة ..
حيث ورد عن النبي أنه قال: (الصلوات الخمس والجمعة إلي الجمعة تكفر ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر)
والصلاة بعد الذنب والاستغفار ..

كما أخبرنا النبي حين قال: (ما من عبد يذنب ذنبا فيحسن الطهور ثم يقوم فيصلي ثم يستغفر الله إلا غفر الله له)
وليس ذلك فحسب بل إن المولى عز وجل قد جعل استغفار الأبناء للآباء بعد وفاة الآباء مسقطا للذنوب،
وقد ورد عن النبي أنه قال: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية وعلم ينتفع به، وابن صالح يدعو له)
كما قال أيضا: (إن الرجل لترفع درجته في الجنة باستغفار ولده)
وخير ما نختم به حديثنا دعاء لأحد العارفين قال فيه:
(اللهم اغفر لي تقصيري في حق نفسي وفي حقك من حيث كونك الآمر الناهي الواجب له الطاعة لا من حيث افتقارك إلي عبادتي).
وقول الحق عز وجل:
{فقلت استغفروا ربك إنه كان غفاراً "10" يرسل السماء عليكم مدراراً "11" ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جناتٍ ويجعل لكم أنهاراً "12"} (سورة نوح
)