** المُحبّة للخير **
جزاك الله خير متابعين معك يالغاليه لاعدمناك
جزاك الله خير متابعين معك يالغاليه لاعدمناك
الإسم السادس عشر من أسماء الله الحسنى .... (( الوهــّـــــــــاب )) ....

وهب فلانا شيئاً أي أعطاه إياه بلا عوض أو مقابل ، والاسم (واهب) و(وهوب) و(هاب) .. والهبة أي المعطية بلا مقابل . و(الوهاب) اسم من أسماء الله الحسنى على وزن صيغة المبالغة (فعال) والله تبارك وتعالى هو الوهاب بحق إذ هو الذي يهب ما يملك ، كما أنه هو الذي يعطي بلا مقابل ولا ينتظر الرد .. أما هبة المخلوق فهي هبة مجازية لأنه يهب ما هو موهوب له من الله عز وجل ، كما أن هبة المخلوق قلما تكون بلا مقابل ، فإن لم يكن الوهاب يبغي من هبته مقابلاً دنيوياً فإنه لا محالة يبغي جزاء الآخرة .

والحق سبحانه وتعالى لا ينال من عطائه للعباد أي مقابل على الإطلاق .. وإن قيل إنه جاء شأنه يبغي من هذا العطاء أن يعبد مصداقاً لقوله تعالى: ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) فإننا نقول: إن هذه العبادة التي تعبدنا بها ليست مقابلاً لعطاياه جل وعلا لأنه الغني عما سواه على الإطلاق ، ولا حاجة به لغيره في وجوده ولا في بقائه وفي ذلك يقول عز وجل :

{ يا أيها الناس أنتم الفقراء إلي الله والله هو الغني الحميد "15" إن يشأ يذهبكم ويأت بخلقٍ جديدٍ "16" وما ذلك على الله بعزيزٍ "17" } (سورة فاطر)

ويقول في الحديث القدسي :
( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا ، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم ، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم ، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم ، يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعها فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي إنكم لن تبلغوا شري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئاً ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك ما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر ، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيراً فليحمد الله
ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ).

فالعبادة ما هي إلا مجموعة من الالتزامات تدخل في إطار (افعل ولا تفعل) الغرض منها الارتقاء الروحي والبدني بالإنسان الرقي الذي يتناسب مع كونه خليفة الله في أرضه. تأمل عبادة الصلاة في الإسلام سوف تدرك على الفور الحكمة في فرضها على العباد .. انظر إلى المصلى الذي يواظب على صلاته تجده دائماً نظيف البدن والمظهر مضيء الوجه ، دائم الصلة بالله ، كثير الذكر قليل الذنب حسن الحديث مأمون الجانب ، هادئ الطبع قلما يخرج عن هدوئه ووقاره .. لأن صلاته تفكه من أسر الشيطان ، وهذه السمات مجرد أمثلة لا حصر لها .

كذلك عبادة الصوم .. شرعها الله عز وجل ليتذكر الإنسان نعم الله عليه والتي يفقد الإحساس بها حينما يألفها مع التكرار ، وليشعر بما يعانيه الفقير الذي لا يملك قوت يومه، ولترتقي النفس البشرية فوق الغرائز الحيوانية .. فلا يصبح إشباع الغريزة لدى الإنسان غاية كما هو الشأن لدى سائر الحيوانات ، وتأخذ الغريزة بذلك موضعها الصحيح .. الطعام ليمد الإنسان بالطاقة اللازمة لاستمراره وبقائه .. والغريزة الجنسية من أجل الإنجاب وإعمار الأرض ، وبذلك لا نجد بيننا ذلك الذي يتصور أن الحياة قد جعلت للطعام والشراب ومعاشرة النساء كما هو الحال في الدول التي يزعم أنها متقدمة .

إن عبادة الحج قصد بها الله عز وجل أن يلتقي المسلمون من مختلف الشعوب والأجناس حول غاية واحدة ، ويتبادلون الرأي حول أمور الدنيا والآخرة . الزكاة شرعت لإعادة توزيع الدخل بانتقال جزء منه من الأغنياء إلى الفقراء لإعانتهم على المعيشة بما يمنع التحاسد والبغضاء ، ويمنع انتشار الجرائم في المجتمع .
كذلك الأمر بالفضائل المختلفة كالصدق والحياء والكلمة الطيبة وإماطة الأذى عن الطريق والابتسامة في وجه أخيك وغيرها ، والنهي عن الرذائل كالكذب والنفاق والرياء والحسد والحقد والغيبة والنميمة وغيرها .. الأوامر والنواهي على وجه العموم إنما شرعت لمصلحة الإنسان وليس إذلالاً ومناً من الله عز وجل على العباد .

والحق سبحانه وتعالى هو الوهاب أزلاً وأبداً .. فحين خلقنا عز وجل من العدم كان ذلك هبة منه جل وعلا .. فبدن الإنسان هبة .. وعقله هبة .. وسمعه هبة .. وبصره هبة .. وقلبه هبة . الكون بكل ما يحوي من مخلوقات هبة منه عز وجل للإنسان ..

فالهواء الذي نتنفسه هبة .. الماء الذي نشربه هبة .. والطعام الذي تخرجه لنا الأرض هبة .. والدواب التي تحملنا إلى الأماكن المتباعدة هبة .. الشمس التي تمدنا بالدفء والضوء هبة .. القمر الذي نسير على أشعته ليلاً هبة منه تبارك وتعالى .

الرسالات السماوية التي يرسلها ليهدينا بها إلى سواء السبيل هبة منه جل وعلا .. الهداية والانتقال من الكفر إلى الإيمان هبة منه، وفي ذلك يقول جل شأنه:

{ يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحدٍ أبداً ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم "21" } (سورة النور)

الزوج هبة من الله عز وجل لزوجته ، والزوجة هبة لزوجها ، والأطفال هبة للوالدين وفي ذلك يقول جل وعلا :
{ لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور "49" أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً إنه عليم قدير "50"} (سورة الشورى)

فعطاء الله عز وجل هبة ، ومنعه هبة ، وقد قلنا من قبل إن النعمة قد تكمن في جوف النقمة ، والنقمة قد تكمن في جوف النعمة ، ولا يعلم أين الخير من الشر سوى الله عز وجل علام الغيوب . ويجب على الإنسان أن يعتقد اعتقاد جازماً بأن كل شيء هبة من الله تبارك وتعالى حتى تلك الأشياء التي نظن أننا نكتسبها بالأسباب .. ولو ظن الإنسان أن ما به من نعمة من كسبه وعمله ونسى فضل الله عليه فإنه لا محالة سيفقد هذه النعمة .. وقد رأينا ماذا فعل الله عز وجل بقارون حينما أدعى أن ما به من نعمة قد جاءته بعلمه وعمله.

ومن الواضح من القصة أن قارون قد ارتكب عدة معاص اجتمعت معاً. فحق عليه العذاب ، فهو فضلاً عن ادعائه بأن النعم قد آلت إليه بعلمه وعمله ، لم يكن يبتغي فيما أوتي الدار الآخرة ، وكان يبغي الفساد في الأرض ، وكان يخرج على الناس في زينته المبالغ فيها والتي كانت تسبب للفقراء من الناس إيذاء نفسياً وتشعرهم بالإحباط والقنوط والسخط على ما هم فيه من ضيق ذات اليد . ورسل الله عليهم جميعاً افضل الصلاة وأتم التسليم كانوا يدركون جيداً أن كل شيء موهوب من الله ، لذلك كانوا في دعائهم يستخدمون الفعل (هب) دون غيره من أفعال الدعاء .. ومن هذه الأدعية التي وردت في القرآن الكريم قوله تعالى:
{ الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق} (سورة إبراهيم ـ 39)
وقوله سبحانه:
{ هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذريةً طيبة} (سورة آل عمران ـ 38)
وقوله الحق:
{ رب هب لي حكماً وألحقني بالصالحين "83" } (سورة الشعراء)

والإنسان يجب أن يلجأ في كل طلب إلى الله عز وجل لأنه وحده هو الوهاب الذي يعطي بلا مقابل ، كما أنه هو وحده الذي يملك خزائن كل شيء ، حتى تلك الأشياء التي نظن أنها بيد فلان من الناس .. وقد قلنا من قبل إن الإرادة الإلهية تسخر الأسباب ، بينما الأسباب لا تملك أن تغير هذه الإرادة . والمولى عز وجل كما أخبر عن نفسه قال :
{ أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب "9" } (سورة ص)
** المُحبّة للخير **
جزاك الله خير متابعين معك يالغاليه لاعدمناك
جزاك الله خير متابعين معك يالغاليه لاعدمناك
بسم الله الرحمن الرحيم ..

أخواتي الغاليات و حبيبات ألبي أسعد الله أوقاتكم .

بفضل الله تعالى وصلنا إلى الإسم السادس عشر من أسماء الله الحسنى و حفظناها مع قراءة شرح كل إسم حتى يكون حفظنا بإذنه تعالى مفصل و بشكل راسخ إن شاء الله ..

و في بداية هذا الأسبوع بدأنا بالإسم الحادي عشر و اليوم وصلنا إلى الإسم السادس عشر و إن شاء الله حتى نهاية هذا الأسبوع نصل بإذن الله إلى الإسم العشرين .

و من ثم الأسبوع القادم نواصل مع بقية الأسماء و هكذا حتى نتم بفضل الله تعالى و إذنه حفظ أسماؤه الحسنى كاااااااااملة ..

تبارك الله رب العالمين , الله يسهل لنا حبيبات ألبي و ييسر أمورنا و يوفقنا لكل ما يحب و يرضى و يتقبّل منا بإذنه تعالى .



لكم مني جميعاً أطيب تحية و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ....
نسيم الود
نسيم الود

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اسال الله يعينناعلى ختمها
وبارك الله فيك

& أسيــــــــــــــــل &
** المحبة للخير**

جزاك المولى خير الجزاء
زادك الله علماً نافعاً وعملاً صالحاً
وجمعكِ بمن تحبين في جنة الفردوس الأعلى
آميـــــــــــــــــــــــــــــن
** المُحبّة للخير **
جزاك الله خير متابعين معك يالغاليه لاعدمناك
جزاك الله خير متابعين معك يالغاليه لاعدمناك
آآآآآآآآآآآآآآآآمين , جزاكم الله كل الخير أخواتي الكريمات نسيم الود و أسيل بارك الله فيكم ....

نتابع اليوم مع ..

الإسم السابع عشر من أسماء الله الحسنى ...
(( الــــــــــــرز ّاق )) ...
(( الجزء الأول )) ...

من أسماء الله الحسنى الرزاق، يقول الحق سبحانه وتعالى :
{ إن الله هو الرزاق "58"} (سورة الذاريات)
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن الله هو المسعر القابض الباسط الرزاق"
ورزق الله نعمة منه لا تحصى.
أولاً : رزق الخلائق جميعاً بكافرهم ومؤمنهم وكل ما في الكون حرصاً عليه وما فيه، منه وإليه ، يقول الحق سبحانه وتعالى:
{ وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها "6"} (سورة هود)
وهذا عطاء الربوبية؛ لأن الله استدعى الكون إلى الوجود ، وإلى ما يحتاج إليه في الخلود .
أما الرزق الثاني : فهو عطاء الألوهية للمختارين من عباده ، وليس الرزق هو المال ، فحلاوة اللسان رزق ، والقبول رزق ، وخفة الظل رزق ، والستر رزق ، والرضا بقضاء الله رزق . ومثال القبول نجد نجارين متجاورين مكاناً وزماناً وبضاعة ، وتجد قبولاً في أحدهما وإعراضاً عن الآخر ، ولا تسأل عن الحكمة في ذلك فهذه أرزاق . ونجد فتاتين إحداهن سوداء ، والأخرى بيضاء ، ونجد قبولاً في السوداء لأن كلاً منهما له رزقه ، ورزق السوداء مقدم ، لأن أمره جاء وقته ، أما الأخرى فرزقها بميلاد يولد في حينه ، وهذا تقدير العزيز العليم .

يقول الله سبحانه وتعالى:
{ إن الذين قالوا ربنا ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة .. "30"} (سورة فصلت)
والأرزاق لها غذاء ، وغذاء القلوب ذكر الله ، وبالذكر يحصل غناها ويزول فقرها ، يقول الحق سبحانه وتعالى :
{ ألا بذكر الله تطمئن القلوب "28"} (سورة الرعد)
ورزق النفس بالسكينة والطمأنينة ، يقول الحق سبحانه وتعالى:
{ يا أيتها النفس المطمئنة "27" ارجعي إلي ربك راضية مرضية "28"} (سورة الفجر)
ورزق السمع البيان والتبيين والتثبت، يقول الحق سبحانه وتعالى:
{ يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا .. "6" } (سورة الحجرات)
ورزق العقل التفكير، يقول الحق:
{ ويتفكرون في خلق السماوات والأرض .. "191"} (سورة آل عمران)
ورزق الأدب اتباع منهج الله، واتباع سنة رسوله. ورزق اليوم الحلال من الطيبات، بدليل قوله تعالى:
{ ورزقناهم من الطيبات "70" } (سورة الإسراء)
ولكي تدوم الأرزاق، وتدوم النعم فاذكر الله كثيراً بقدر ما أعطيت من نعم. يقول الحق سبحانه:
{ يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله كثيراً "41" وسبحوه بكرة وأصيلاً "42" هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيماً "43"} (سورة الأحزاب)
أي : اسألهم يا محمد هذا السؤال ، ولا يسأل هذا السؤال إلا من يثق أن الجواب سيكون بما يحقق مراد السائل . لنفرض أن أنباً قال : إن أبي لم يعد يحضر لي ما أريد ، وجاء الأب وعلم ما قاله الابن فسأله : ما الذي جاءك بهذا الثوب الجديد؟ وهذا الحذاء الجديد؟ وهذا القلم الجديد؟ يسأل الأب هنا ليعرف من الذي جاء بهذه الأشياء؟ طبعاً لا .
لأن الأب هو الذي جاء بها ، فكيف يسأل عمن أحضرها ، مع أنه هو الذي جاء بها، وهل يريد فعلاً أن يعرف من أحضرها؟ طبعاً لا!! إنما هو يعرف أن ابنه لن يجد جواباً، إلا أن يقول : أنت الذي أحضرت هذا وهذا. وهذا ما يريده الأب بأن يشهد الابن على نفسه بأنه لم يهمه. كذلك هذه الأسئلة التي ساقها الله سبحانه وتعالى يريد بها اعترافاً، وليس جواباً من المسئول، فيقول تعالى:
{ قل من يرزقكم من السماء والأرض "31"} (سورة يونس)


والرزق ما ينتفع به، والانتفاع الأول هو ضروريات الحياة. والثاني هو كمالياتها. والرزق هو أصل استمرار الحياة، فإن توقف توقفت. الله سبحانه وتعالى طلب من محمد صلى الله عليه وسلم أن يسأل، ولم يطلب منه أن يجيب، بل طلب أن يجيب الكفار. الحق سبحانه وتعالى يقول:
{ يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون "172"} (سورة البقرة)

فالرزق خلقه الله أولاً ، وأعطاه لبعض خلقه ثانيا ً، وجعله ليخدم الذين أعطاهم الله هذا الرزق ، ويعطوا منه لمن ضيق عليه فيه . فالله خلق الرزق ، وأعطاه لبعض خلقه ، وهذا البعض ينتفع به ، ويخرج منه المحتاجين ، فالله تعالى خير الرازقين ؛ لأنه خلق الرزق وأعطاه لك ، فأنت تعطي من رزق الله الذي أعطاه لك . ولذلك كره العلماء أن يسمى إنسان رازقاً ، وإن كان ربنا قال عن نفسه:
{ خير الرازقين "114"} (سورة المائدة)

فلا رازق إلا الله. ولذلك تجد إنساناً يعمل بواباً أو فراشاً أو ساعياً عند أحد أصحاب العمارات أو الشركات ، فإذا حدث خلاف بينهما وفصله صاحب العمل . تجد العامل الضعيف المحتاج يصرخ في وجهه ويقول : ربنا هو الرازق، إياك أن تفتكر نفسك أنك ترزق أحداً ، وينصرف وهو يعلم يقيناً أن رزقه على الله ، مع أنه كان يأخذ أجره منه. ولكن هذا العامل نظر إلى الرازق الأول سبحانه وتعالى الذي يرزق من يشاء بغير حساب ، ولأن الذين هاجروا في سبيل الله رزقهم حسن ، فالله وعدهم أن يدخلهم مدخلاً يرضونه .

إن الأرزاق التي أوجدها الله في الكون تنقسم إلي قسمين : رزق يمكن الانتفاع مباشرة به ، ورزق هو سبب لما انتفع به مباشرة . فالإنسان، يأكل رغيف الخبز، ويشرب كوب الماء، ويكتسي بالثوب ، ويسكن البيت، وينير المصباح ، كل ذلك رزق مباشر، ولكن المال يأتي بالرزق المباشر، ولا يغني عن الرزق المباشر، فإذا امتلك إنسان جبلاً من الذهب وهو جائع فماذا يصنع به؟ إن رغيف الخبز في هذه الحالة أنفع للإنسان من جبل الذهب، إن رغيف العيش رزق مباشر.

إن النقود والذهب يشتري بها الإنسان هذا الشيء وغيره ، ولكن النقود لا تغني عن الخبز والماء. وبعد أن وضع الله للإنسان قدرة أن يستغل المال في شراء كل شيء، فإن هناك بعضاً من الأوقات يجعل فيها الله هذا المال لا يشتري أي شيء ، ولا يساوي أي شيء، وذلك حتى يعرف البشر أن المال ليس غاية، ولا يصلح أن يكون غاية، بل هو وسيلة، وإن فقد المال وسيلته وأصبح غاية فلابد أن يفسد الكون. إن علة فساد الكون كله في القدر المشترك هو أن المال أصبح غاية ولم يعد وسيلة.


عطاء الربوبية
إن الحق رحيم بعباده ، ولكنه لا يختص برزق المؤمنين ، فهو سبحانه العادل الكامل لا يترك غير المؤمنين دون أن يقيموا أود الحياة، وأن يحافظوا على حياتهم بأن يأكلوا مما في الأرض حلالاً طيباً.

إن الحق سبحانه هو رب كل الناس، وهو الذي خلق كل الناس؛ لذلك فبحب الخالق لصنعته من الخلق يدعوهم إلي أكل الحلال والطيب؛ ليصون الحق سبحانه صنعتهن وهم الخلق أجمعون. المؤمن منهم والكافر.

إن الحق سبحانه رب ومرب، ويجب لصنعته أن تكون في احسن حال، حتى ولو لم يؤمن بعض الناس، إن الدعوة لأكل الحلال والطيب هي صيانة للإنسان من الشيء الضار. وهنا نأتي لموقف يتخذه كثير من الذين أسرفوا على أنفسهم، ويحبون أن يكذبوا قضية الدين، وقضية التحريم، لعل ذلك التكذيب ينجيهم من اللوم الفطري الذي توجهه النفس لصاحبها أن يخرج عن منهج الله. ولعل ذلك التكذيب ينجيهم من عذاب تصور الجحيم الذي يعرفون أنه بانتظارهم يوم القيامة. إنهم لم يستطيعوا أن يحملوا أنفسهم على مطلوبات الله؛ لذلك يقولون الكذب ويسألون أسئلة تدل على عدم الفهم.
إن الواحد منهم يقول: مادام لحم الخنزير حراماً، فلماذا خلقه الله؟ ومادام هناك شيء تخرجه الأرض فلماذا يحرم الدين بعض المأكولات ولا يحرم البعض الآخر؟ إنهم يعتقدون أن كل مخلوق في الأرض له مهمته.

إن الزمن يلفتهم ـ وهم غير مؤمنين ـ إلي أن يمسكوا ـ على سبيل المثال ـ الثعابين والحيات ليستخلصوا منها السموم، ويأخذوا من هذه السموم دواءً ليقتلوا به ميكروبات تفتك بالإنسان. وقيل: إن الكافر منهم كان يتساءل بنبرة تعالٍ على الخالق قائلاً: لماذا خلق هذا الثعبان في الكون وما فائدته؟ ما لزوم خلق الثعابين؟ إن الحق سبحانه وتعالى يجعل الإنسان محتاجاً إلي الثعابين ليأخذها، ويحتال عليها ليأخذ منها السموم لمصلحة من؟ لمصلحة الإنسان. إن الثعبان ليس مخلوقاً من أجل أن نأكله، ولكنه مخلوق لنستخلص منه العلاج، لكن موقف المؤمن بالله يختلف عن موقف المنكر للإيمان، إن المؤمن إذا رأى شيئاً محرماً فعليه الالتزام بتكليف الإيمان ..

إن على المؤمن أن يأخذ بأسباب الله التي خلقها في الكون، ليستكشف مهمة كل مخلوق في الكون.