صديقنا العار(مقالة قرأتها)

الملتقى العام

صديقنا العار



بقلم عبدالله الناصر.
مرحبا بك يا صديقنا "العار" فقد تعودنا أن تزورنا بين فترة وأخرى, وكنا نكرم وفادتك, ونحسن استقبالك فنقدم لك أشهى وجبات الشجب في مؤتمرات قممنا الشاهقة.. أما اليوم يا "صديقنا" فإنا نحييك. ونقدم لك أكباد أطفالنا ونواح نسائنا, ودموع شيوخنا.. ونستقبلك بالدف, والزمر, والغناء والرقص. فقد وظفنا بحمد الله جزءا لا بأس به من قنواتنا لهذا الغرض النبيل, فاصطفينا أجمل مغنياتنا, وأحلى راقصاتنا فبذلن ما في وسعهن وما قصرن يشهد الله في إبراز مواهبهن الصوتية والجسدية!! وللأمانة فقد نجحن بامتياز, لا يقل امتيازا عم ا فعلته الراقصة الشهيرة تحت قدمي صاحب الفضيلة اليهودية السيد كيسنجر.. كان ذلك كله على ايقاع مكائن الحصد التي تحصد رؤوس وأرواح أبنائنا في فلسطين.

صحيح أن من بيننا من لا يرحب بك, ولا بصداقتك, ولا بمن بعث بك إلينا وانهم يكرهونك حد الموت, ولكن هؤلاء لا وزن لهم, ولا قيمة لهم, لأنه لا مخالب لهم, ولأنهم يهدرون ويزأرون من وراء حجاب..

صحيح يا صديقنا "العار" أن أولئك يركبون الغضب, ويركبهم القضب ولكن ما جدوى ذلك أمام الطفل محمد الدرة وقد انتثر دماغه على ذراعي والده وهو يحتضنه حيث التقطت رأسه وكبده بندقية "يهودي" تلسكوبية وهو متمرس بدبابة, في مشهد وحشي يفتت الحجر, رآه كل أطفال العالم الغربي وشيوخه, وعجائزه, فما اهتز لهم ضمير, وما تحركت شعرة في مفرق إحساسهم, ولو أن الذي حدث للطفل الدرة واخوانه الآخرين, حدث لفأر غربي لناح الغرب على بشاعة الجريمة ووحشيتها وهمجيتها, ولكنه الدم العربي المهين الرخيص..

[ فيا لعدالة الإنسان, وعدالة حقوق الإنسان, ونظافة النظام العالمي الجديد المجيد, العفيف الشريف, الذي يرى أنه لا بأس من أن يواجه حجر الطفل الفلسطيني, بقذيفة دبابة, وبصاروخ "لاوي" ولاوي هذا من إحدى "البلاوي" التي من بها اصدقاؤنا الغربيون علينا, وعلى أطفالنا فشكرا لهم حق صداقتهم, ورحمتهم الإنسانية, التي لا تقل رحمة ولا شفقة عن قدم السيد شارون الذي وطئ بها رقاب العرب والمسلمين, وخاض برجليه أقدس مقدساتهم, في مسرحية قذرة لا تقل قذارة عن يديه الملوثتين بدماء الأبرياء في صبرا وشاتيلا, ولا تقل قذارة عما تخطه أقلام ذلك الطابور المنظم الذي يدعو إلى التطبيع والتآخي مع إسرائيل والذي صار أمره مكشوفا ومفضوحا حتى من قبل العجائز الأميات في فن السياسة.

يا صديقنا "العار" لم نعد بحمد الله نبتئس من شيء, ولم نعد نكترث لشيء, فقد ماتت النخوة لدى الكثير الكثير منا, فها هي الغارات الإسرائيلية تصب حممها بالطائرات والمدافع والصواريخ على الأبرياء والعزل حية على الهواء نشاهدها ثم ننتقل من محطة إلى أخرى كما ينتقل أحدنا من مشاهد تمثيلية مملة.. أرأيت إلى أين وصلت بنا البلبلة؟!! فلا تخف يا صديقنا أن تزورنا كل عام مرة أو مرتين أو عشرا فلا تغرنك هذه الأعداد الهائلة, وربما الهائجة من الملايين من بني يعرب فهؤلاء ليسوا من الأمر في شيء وليسوا من القدرة في شيء فهم مستلبون عاجزون وقد قال شاعرهم القديم:

وإن قومي وإن كانوا ذوي عدد

ليسوا من الأمر في شيء وإن هانا


نــــــــــداء

يا أطفال الحجارة في فلسطين, ويا أطفال الحزن في عالمنا العربي المزروعين أمام شاشات التلفزيون, وخلف شبابيك الغضب.. يا أيها الذين تترقرق عيونكم بدمع القهر والعذاب, أنتم مخالب المستقبل, أنتم صن اع الرجولة والبطولة والنصر فشد وا على الحجارة جيدا , فالأمل بعد الله بكم, والأرض لكم والنصر بإذن الله لكم.. ولهذه العاهرة "إسرائيل" الحجر؟







------------------
الكلمة الطيبة صدقة
0
825

هذا الموضوع مغلق.

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️