& أم أنوسي &

& أم أنوسي & @amp_am_anosy_amp

عضوة شرف في عالم حواء

~ & * صـــاحـــبــة الــــهـــجـــرتـــيــن ( رقــــيــة ) * & ~

ملتقى الإيمان






صــاحــبـــة الـــهــجـرتــيـن




رقــــيــة بـنــت مــحـمــد صـلى الله عـلـيـه وسـلــم



هي البنت الثانية التي حفل وازدان بها بيت النبوة ، فقد عاشت في

البيت المحمدي ، تنعم بالسعادة والأمان والحب مع أبويها

وشقيقاتها ، وكانت أم كلثوم أقرب أخواتها إليها


ولم يمضى على زواج زينب من أبي العاص بن الربيع وقت

طويل حتى استقبل البيت المحمدي وفدا" من آل عبد المطلب

جاؤوا يلتمسون مصاهرة ابن عمهم الصادق الأمين ،




زواج رقـــيــة



إذا أردنا أن نتكلم عن رقـــيــة ، فإننا لا نستطيع إلا أن نذكر معها

أختها أم كلثوم التي كانت كالتوأم لرقـــيــة ، فقد جمعتهما الأقدار

معا" في كثير من الأحيان حتى في الزواج ،

فعندما أتى الوفد الهاشمي لخطبة رقـــيــة كانت الشقيقتان على

مألوف

عادتهما مع بعضهما تتكلمان ، فقالت أم كلثوم لأختها وكأنه صعُب

عليها مفارقتها :

ما أرى إلا دورك قد حان لتودعيني ،

لكن صوتا" جاء من وراءهما بادرها بالإجابة :

بل جاء دوركما معا" ، فالتفتا

فإذا هو صوت فاطمة الصغيرة فأخذتا تستفسران منها ،

فقالت فاطمة : لقد أتى شيخ بني هاشم أبو طالب وقال لأبي :

إنك يا بن العم قد زوجت زينب لأبي العاص بن الربيع ( أبن

خالتها ) ، و إنه

لنعم الصهر، غير أن بني عمك يرون عليك مثل مالأبن الخالة وليسوا دونه

شرفا" ونسبا" ،

فأجاب أبي : " صدقت يا عم ،

فقال الشيخ : " جئناك نخطب ابنتينا رقـــية وأم كلثوم ، وما أرآك

تضن بهماعلى إبني عمك ،

فقال أبي : " معاذ القرابة والرحم ولكن هلاّ أمهلتني يا عم حتى

أتحدث إلى إبنتي ّ ،

ثم أتت خديجة إلى إبنتيها تسألهما وتقول لهما إن الخاطبين هما إبنا

العم عـتبة وعـتيبة ابنا أبي لهب ،

انسحبت البنتان إلى غرفتهما بهدوء وسكوت دون أي كلمة ،

وبقيت السيدة

خديجة تنتظر وقد شعرت في قلبها بانقباض ، فهي لا تستريح لأم

جميل بنت حرب زوجة أبي لهب و أم ولديه ، ففيها من قسوة

القلب وشراسة الطباع وحدة اللسان ما تعلمه نساء مكة جميعهن ،

ولقد أشفقت السيدة خديجة على ابنتيها من معاشرة هذه المرأة ،

لكن الأمر ما كان بيدها حتى تستطيع أن تحول دون هذا الزواج

لأنها كانت

تخشى إن هي فعلت أن تثير ثائرة الهاشميين عليها وخاصة أنها

زوجت زينب لأبن أختها ،

في هذا الوقت كانت الشقيقتان في الغرفة تنظران لبعضهما ، فقالت

أم كلثوم لرقــــية : " إنك تعلمين أن أبانا لن يقضي هذا الأمر

دوننا فماذا ترينك فاعلة؟

فقالت رقـــيــة وهي مطرقة رأسها : لست بالتي تعق أباها

فتعرضه للحرج أمام أهله وعشيرته ،

ثم قالت لأختها تشجعها : " لا عليك يا أختاه فسنكون معا" ،

وتم العرس في هدوء مشوب بقلق ، وبارك محمد صلى الله عليه

وسلم لابنتيه

وتركهما في حراسة الله ورعايته ، وكانت رقـــيــة مـن نـصيب

عــتـبــة ،




طـــلاق رقـــيــة


لم تخب ظنون السيدةخديجة فقد أذاقت أم جميل الطاهرتين من

سلاطة لسانها وشراسة طباعها الشئ الكثير ، خاصة بعد أن بُعث

النبي صلى الله عليه وسلم

فما كاد يتلقى رسالة ربه ويدعو للدين الجديد حتى أُخرجت

رقـــيــة و أم كــلثـوم من بيت أبي لهب ، ورُدتا إلى بيت أبيهما ،

ذلك أن قريش ائتمرت بالرسول في بناته قائلة : " إنكم قد فرغتم

محمد من همه ، فردوا عليه بناته فاشغلوه بهن " ،

ومشوا إلى أصهار الرسول عليه

الصلاة والسلام الثلاثة فقالوا لهم واحدا" تلو الأخر :

فارق صاحبتك ونحن نزوجك أي امرأة من قريش شئت ،

فأما أبو العاص فأبى مؤثرا" صاحبته على نساء قريش ، و أما ابنا

أبي لهب

فما كانا بحاجة لأن تطلب منهما قريش ذلك ، فقد كانت أم جميل

هي الأسرع

فقد أقسمت ألا يظِلُها وبنتي محمدٍ سقف ، وما زالت بزوجها أبي

لهب حتى أثارت حفيظته على البنتين البريئتين فقال لولديه : "

"رأسي من رأسيكما حرام إن لم تطلقا ابنتي محمد "

وطلق عـتبة وعـتيبة ابنتي رسول الله ، واستحق أبو لهب وزوجته

ما أنزل الله فيهما من قرآن على مرّ الزمان ، بعد أن أذاقا رسول

الله اصناف الأذى

قال تعالى { تبت يدا أبي لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب

سيصلى نارا" ذات لهب وامرأته حاملة الحطب في جيدها حبل من مسد } ( المسد )

وهكذا أراح الله تعالى ابنتي رسول الله من ذلك الكرب وتلك الشدة

في بيت أم جميل ونجاهما من كيد حمالة الحطب وعيشتها الوخيمة

التعيسة ،



زواج رقــــيــة مـــن عــــثـــمــان



طاب لرقـــيــة أن تشاطر والدها الجهاد والعذاب ، وخاب ظن

حمالة الحطب وظن قريش ، فلم يُشغل محمد ببناته عن دعوته ،

ولم تلبث رقـــيــة أن أبدلها

الله تعالى خيرا" من زوجها بزوج صالح كريم من النفر الثمانية

الذين سبقوا للإسلام ، و أحد العشرة المبشرين بالجنة ،

تقدم عثمان رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله

شرف

مصاهرته ، فزوجه ابنته رقـــيــة وقد كان من أعرق فتيان قريش

نسبا" يلتقي نسبه مع الرسول الكريم ، كان بهي الطلعة فخم الجسم

، موفور المال ، رضيّ الخلق من صفاته المميزة ( الحياء ) وهو

الذي لحيائه تستحي منه الملائكة رضي الله عنه ،

فزوجه عليه السلام رقـــيــة ، ولم تشارك مكة هذه المرة في هذا

العرس البهي ، بل باتت بغيظها من عثمان ومن دين محمد مسهدة

التفكير لا تدري كيف تكيد لهم ،

فاشتد تعذيب المسلمين على أيديهم حتى أذن النبي لأصحابه

بالهجرة إلى الحبشة علهم يجدون فرجا" مما هم فيه ،



صـــاحـــبـة الـــــهــــجـــرتـــيــن


هاجرة رقــــيــة مع زوجها عثمان في أول من هاجر ، ووقفت مع

زوجها على مشارف مكة تودع الأحبة وتُشيعُ الذكريات ،

بكت وهي تودع والديها وتعانق شقيقتها وحبيبتها رفيقة دربها أم

كلثوم وتقبل والدها رسول الله ووالدتها السيدة خديجة بكاء

مودع ٍ وهي لا تدري أنها لن ترى والدتها بعد الآن ، وسارت

مفارقة للأهل والأحباب برفقة زوجها المؤمن عثمان ،

وظلت رقــــيـة وهي في الحبشة تتحرق شوقا" إلى أبيها لتعلم

أخبار الدعوة متخوفة من إيذاء المشركين لأبيها ، حتى إن شدة

الشوق والقلق أضرّبصحتها فأسقطت طفلها الأول ،

ثم تناهى إلى الحبشة شائعات كاذبة مُفاداها أن قريشا" أسلمت و

آمنت فسارع المهاجرون يغلبهم الحنين إلى الأهل والوطن متجهين

أغلبهم إلى مكة ويتقدمهم عثمان ورقــــيــة ،

ولكن آمالهم خابت وهم على مشارف مكة ،

ودخلت رقـــيــة مكة ، وطرقت في سواد الليل باب الأهل والأحبة

وما أن فُتح الباب حتى أشتد العناق وانهمرت الدموع فرحا"

باللقاء ، وتلتفت رقــــيــة إلى أختها الصغيرة فاطمة و تسألها عن

أمها أين هي ؟

فيأخذها رسول الله بين يديه يهدأ من حزنها ويوصيها بالسكينة

والصبر ، فالأم خديجة قد قاست مع الرسول و آل هاشم الكثير من

المصاعب حتى ألقاها المرض طريحة" للفراش تقاسي الآلام

والأوجاع حتى ماتت رضي الله عنها

وتودع الدنيا وابنتها ما تزال غائبة في أرض الحبشة ،

وما طال المقام بـرقــــيــة في مكة حتى هاجرت مع زوجها ولكن

هذه المرةإلى يثرب ، ولم يمضي زمن طويل حتى لحق النبي

صلى الله عليه وسلم الأسرة في المدينة ويجتمع شملهم من جديد ،



رقــــيــة فـــي الــــمـــديــنـة


سعُدت رقـــيــة باجتماع الأهل والأحبة في دار الهجرة ، وفي

المدينة وضعت رقـــيــة لعثمان طفلا" أسمته عبد الله ، فملأ عليها

منزلها الجديد أنسا" وبهجة وأقبلت عليه تريد أن تنسى به ما

واجهت من مصاعب ومرارة الألم لفقدها جنينها الأول

ولتعوض به حزنها على أمها وما ذاقته في الغربة في أرض

الحبشة من شجن وألم وحنين ،

وحسبت أنها استوفت حظها من الآلام لكن الله امتحنها بمصاب

جديد فلم يلبث عبدالله ابن المجاهدين العظيمين أن ينمو ويكبُر حتى

ذبلت ريحانته ، و أخذ الزوجان يراقبان بعينين دامعتين وقلبين

حزينين ذبول هذه الوردة الفواحة واختلاج سكرات الموت وهي

تغالب وتشتد على صغيرهُما ،

آآآه لقد مات ابن رقــــيــة لقد مات الأنيس و الونيس في تلك

الوحدة ، فبكته رقــــيــة وبكاه أبوه ، ثم أتت الحُمى رقــــيــة

فسقطت طريحة الفراش ، وأقام عثمان إلى جانبها يمرّضها ويهتم

بها حتى تناهى إلى سمعه صوت الداعي للجهاد يستنصر

المهاجرين والأنصار للقاء عدوهم في بدر ،

لم يستطع عثمان فراق رقـــيــة وهي تعالج وتقاسي سكرات

الموت ، فتخلف عن الجهاد وشهود موقعة بدر الكبرى وراح يشهد

معركة الموت في أعزَ من له في الدنيا حبيبته رقــــيــة ،



وفــــاتـــهــــــا


أغمضت رقــــيــة عينيها وسكنت بعد رحلة عذاب تنقلت فيها من

عذاب إلى آخر ،

في بيت أم جميل ( حمالة الحطب ) ، ثم في الاغتراب في الحبشة

، ثم ألم فقد الأم الغالية خديجة ، ثم ألم فقد فلذة الكبد ، و آن الآن

للجسد المُضني من الحُزن والألم أن يرتاح ويستكين ،

وفاضت روحها الطاهرة العامرة بالإيمان بعد رحلة كفاح مريرة

في سبيل الله وحبا" في الله ورسوله الكريم

وحلقت روحها في سماء المدينة مع صوت المنادي والبشير

بإنتصارالمسلمين في معركة بدر الكبرى ،

وجاء الأب المجاهد محمد رسول الله ودنا من ابنته المجاهدة

الراقدة يودعها بادي الحزن والأسى يحاول مكابدة دموعه حتى لا

تشاهدها فاطمة فيزيد حزنها ، ويمسح رسول الله دموع فاطمة

الصغيرة بثوبه وقد أكبت بجسمها على مضجع أختها تبكي ،

ويقول رسول الله لعُمر وهو يكفُ النساء اللواتي اجتمعن يبكين

المجاهدة الصابرة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم :" مهما

يكن من العين ومن القلب فمن الله والرحمة "

ويشيع المسلمون جثمان بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد

أن صلوا عليها ، ويوارون جسدها في الثرى الطيب باكين ،

ويضعونها في مثواها الأخير ، في السنة الثانية من الهجرة النبوية

في شهر رمضان

رضي الله عنها أم عبدالله وزوجة عثمان وبنت رسول الله وبطلة

الهجرتين وواحدة من النساء المجاهدات في درب الإسلام المنير .


سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب

إليك


& أم أنــوســـي &
6
679

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

حياتي كلها احلام
جزاك الله خير
غفر الله العظيم التواب الرحيم لذنبي ولذنبك وللمسلمين وللمسلمات وللمؤمنين وللمؤمنات الاحياء منهم والاموات الى يوم الدين
وعن أبي يحيي صهيب بن سنان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (( عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن : إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له))(109)( رواه مسلم).
al1111
al1111
جزاك الله خيرا على هذه الفوائد
& أم أنوسي &
& أم أنوسي &
جزاك الله خير غفر الله العظيم التواب الرحيم لذنبي ولذنبك وللمسلمين وللمسلمات وللمؤمنين وللمؤمنات الاحياء منهم والاموات الى يوم الدينوعن أبي يحيي صهيب بن سنان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (( عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن : إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له))(109)( رواه مسلم).
جزاك الله خير غفر الله العظيم التواب الرحيم لذنبي ولذنبك وللمسلمين وللمسلمات وللمؤمنين وللمؤمنات...
جزاك الله خير وبارك فيك ووفقك في الدارين :26:
& أم أنوسي &
& أم أنوسي &
al1111 al1111 :
جزاك الله خيرا على هذه الفوائد
جزاك الله خيرا على هذه الفوائد
الله يسلمك ويستر عليك ويوفقك:26:
& أم أنوسي &
& أم أنوسي &
استغفر الله العظيم واتوب اليه