(1)
استفزني صوت امي وهي تنادي وتسأل من خلف باب غرفتي ... ( سارة .. مابعد جهزتي ؟؟ )
نظرت الى المرآة في غيض وتملكتني رغبة قوية بعدم الرد للحظات .. افقت منها وانا انظر الى عيني في المرآة وزفرت زفرة مكبوته وانا اجيب ( جاهزة جاهزة .. الحين باطلع )
مررت اصابعي بين خصلات شعري المنثور على اكتافي وتأوهت بعمق وبصوت مسموع لانني ادركت ان امي قد غادرت ولم يعد مايحملني على اخفاء غيضي ، خرجت من غرفتي وكالعادة في مثل هذه المناسبة التي طالما اسعدت امي في بدايتها وخيبت املها في نهايتها اتجهت الى المطبخ لاحمل صينية اكواب العصير التي جهزتها امي بكل عناية وحملتها بين يدي وانعكست اجزاء من ملامح وجهي الغاضب على سطح الصينية الفضي ..( يااربي .. معقول باظل مجبورة دائماً على هالحرج؟؟)
دخلت الى مجلس النساء بعد ان استوقفتني لحظات خجلة من مواجهة كل هؤلاء النسوة ( يعني لازم كلهم يجون مايكفي امه ؟؟!!! ) مددت صينية العصير نحو اول الموجودات وانا اهرب بعيني من نظراتها الفاحصة ( هذي امه ) قلت لنفسي بينما انطلقت من شفتيها عبارات الاعجاب مختصرة في كلمة ( ماشاء الله ) مررت باقي اكواب العصير على الباقيات ( هذي امه .. لا هذي امه .. لا هذي !!! ) حدثت نفسي وانا محتارة ايهم تكون امه فكلهم متقاربات !!
وضعت الصينية الفارغة على الطاولة وجاءني نداء من احداهن فنظرت اليها وهي تفسح لي مكاناً الى جوارها .. نظرت الى امي بقلق فابتسمت بإيماءة اوحت لي بان نفذي مايطلب منك ..
جلست الى جوار المرأة ذات الابتسامة المتصنعة فقالت ( ماشاء الله .. صدقت ام بدر بنتك زي القمر الله يحرسها ) .. ابتسمت امي بفخر ورمقتها بنظرة خاطفة وقد ارتسم على وجهها الامل بينما عينيها بدت قلقة وشعرت انها تقول لنفسها ( يارب هالمرة تضبط )
مدت المرأة يدها بكل جرأة الى شعري واخذت تتلمسه وعينيها تجول في ملامح وجهي وجسدي وكأنني قطعة فاخرة معروضة للبيع .. كنت انظر الى امي بنظرات حرجة وكلي امل ان تطلب مني امي المغادرة او ترسلني لاي مكان يبعدني عن هذه المرأة المتطفلة .. ودار في عقلي احساس غريب سابق لأوانه ( اكيد هذي امه ... يااربي اذا هذي اولها الله يعين على تاليها )
وفجأة وقفت معتذرة وخرجت غير مبالية بنظرات امي الآمرة بالمكوث فلم اعد اطيق صبراً وانطلقت الى غرفتي ولاول مرة اشعر ان غرفتي حديقة غناء بل جنة اثرت خيال الشعراء .. ( يارب يروحون بسرعة ) قلتها وانا اخلع ملابسي المتكلفة وكأنها سلاسل تقيدني بقوة
جاءني صوت امي مرة اخرى ( سارة .. افتحي الباب ) اتجهت الى الباب بعد ان بدلت ملابسي كي اقطع أي امل عند امي للعودة الى المجلس ....
FF0000

** بنت الجبيل ** @bnt_algbyl_2
الأنامل الذهبية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

(2)
فتحت الباب وانا اتحاشى النظر الى امي الغاضبة ( ليش طلعتي ؟؟) .. ( يايمه حرام عليك .. انتي ماشفتي الحرمة اشلون لاصقة فيني وعيونها طايرة كنها بتشتريني )
تجاهلت امي ماقلت قائلة ( خلاص بدلتي .. هذي انتي دايماً .. كل ماجاك نصيب طيرتيه ) وخرجت من غرفتي غاضبة بينما رميت بجسدي على السرير وكأن هماً قد انزاح عن صدري ( آآآآه الحمدلله راحوا وانتهت زي دايم ) .. كنت فرحة ولا ادري لماذا !! .. حقيقة لااعرف لم ارفض كل عريس يتقدم لخطبتي ؟ .. فانا كما يقول الجميع ( كاملة والكامل وجه الله ) .. ولكنني لااريد الزواج .. وافرح اذا طار العريس كما قالت امي ولا ادري لم ؟؟!!
وضعت رأسي على وسادتي ورحت في نوم عميق جاء بعد لحظات من القلق انتهت براحة كبيرة ... بعد ان طار العريس !!!
في مساء اليوم التالي دخلت الصالة لاجد والديّ مجتمعين يتبادلون حديثاً هامساً وحين رأتني امي سكتت وباشارة من يدها سكت والدي ملتفتاً الي .. لم يجل بخاطري ابداً عماهية الحديث فلكل زوجين اسرارهما .. سلمت وجلست .. نظر الي ابي وابتسامة تعلو شفتيه ( اخيراً ياسارة .. والله ان فراقك صعب بس وش الحيلة ؟ .. هذا مصير كل بنت ) الجمت الدهشة فمي .. وظللت انظر لابي بصمت بينما قالت امي مؤكدة ( ايه الناس اللي البارح عجبتيهم واليوم ابو العريس بيجي مع الولد عشان يتفقون مع ابوك ) ثم اردفت بابتسامة مرحة ( اثاري طلعتك من المجلس فادتنا وانا مادري ) وقهقهت بارتياح وكأنني هم او مشكلة وجدت لها الحل اخيراً .. انطلق لساني المعقود يتساءل بذهول ( ليش ومتى ؟؟ ) ولم اعرف ماذا اقول فاسرعت الى غرفتي وانا احاول البكاء علني ارتاح مما اشعر به ..
تمت خطبتي الى طلال ولم يطلب رؤيتي كان كل همه ان يكون الزواج في اسرع وقت .. ورفضت ذلك بشدة فانا لااعرفه ولايعرفني وابي لم يسأل عنه سوى اقاربه الذين سيشهدون بسلامته من كل عيب حتما .. كان رفضي للزواج السريع بمثابة الصاعقة على امي التي صرخت ( وبعدين معاك .. حنا ماصدقنا يتم لك هالنصيب وانتي مو راضية ) .. ( يايمة الله يهديك انا مارفضت الزواج .. انا رفضت الاستعجال فيه .. لان الرجال غريب ومانعرفه ) .. ( جارتنا ام بدر تعرفه هو واهله زين زين وتمدحهم كثير .. مال وجمال ومركز .. وش تبين اكثر من كذا ؟) حاولت الدفاع عن نفسي ولكنني ادركت ان كل ماسأقوله سيطير في الهواء امام عواصف امي الغاضبة ...
يتـــــــــبع .....
فتحت الباب وانا اتحاشى النظر الى امي الغاضبة ( ليش طلعتي ؟؟) .. ( يايمه حرام عليك .. انتي ماشفتي الحرمة اشلون لاصقة فيني وعيونها طايرة كنها بتشتريني )
تجاهلت امي ماقلت قائلة ( خلاص بدلتي .. هذي انتي دايماً .. كل ماجاك نصيب طيرتيه ) وخرجت من غرفتي غاضبة بينما رميت بجسدي على السرير وكأن هماً قد انزاح عن صدري ( آآآآه الحمدلله راحوا وانتهت زي دايم ) .. كنت فرحة ولا ادري لماذا !! .. حقيقة لااعرف لم ارفض كل عريس يتقدم لخطبتي ؟ .. فانا كما يقول الجميع ( كاملة والكامل وجه الله ) .. ولكنني لااريد الزواج .. وافرح اذا طار العريس كما قالت امي ولا ادري لم ؟؟!!
وضعت رأسي على وسادتي ورحت في نوم عميق جاء بعد لحظات من القلق انتهت براحة كبيرة ... بعد ان طار العريس !!!
في مساء اليوم التالي دخلت الصالة لاجد والديّ مجتمعين يتبادلون حديثاً هامساً وحين رأتني امي سكتت وباشارة من يدها سكت والدي ملتفتاً الي .. لم يجل بخاطري ابداً عماهية الحديث فلكل زوجين اسرارهما .. سلمت وجلست .. نظر الي ابي وابتسامة تعلو شفتيه ( اخيراً ياسارة .. والله ان فراقك صعب بس وش الحيلة ؟ .. هذا مصير كل بنت ) الجمت الدهشة فمي .. وظللت انظر لابي بصمت بينما قالت امي مؤكدة ( ايه الناس اللي البارح عجبتيهم واليوم ابو العريس بيجي مع الولد عشان يتفقون مع ابوك ) ثم اردفت بابتسامة مرحة ( اثاري طلعتك من المجلس فادتنا وانا مادري ) وقهقهت بارتياح وكأنني هم او مشكلة وجدت لها الحل اخيراً .. انطلق لساني المعقود يتساءل بذهول ( ليش ومتى ؟؟ ) ولم اعرف ماذا اقول فاسرعت الى غرفتي وانا احاول البكاء علني ارتاح مما اشعر به ..
تمت خطبتي الى طلال ولم يطلب رؤيتي كان كل همه ان يكون الزواج في اسرع وقت .. ورفضت ذلك بشدة فانا لااعرفه ولايعرفني وابي لم يسأل عنه سوى اقاربه الذين سيشهدون بسلامته من كل عيب حتما .. كان رفضي للزواج السريع بمثابة الصاعقة على امي التي صرخت ( وبعدين معاك .. حنا ماصدقنا يتم لك هالنصيب وانتي مو راضية ) .. ( يايمة الله يهديك انا مارفضت الزواج .. انا رفضت الاستعجال فيه .. لان الرجال غريب ومانعرفه ) .. ( جارتنا ام بدر تعرفه هو واهله زين زين وتمدحهم كثير .. مال وجمال ومركز .. وش تبين اكثر من كذا ؟) حاولت الدفاع عن نفسي ولكنني ادركت ان كل ماسأقوله سيطير في الهواء امام عواصف امي الغاضبة ...
يتـــــــــبع .....


رووواد .. ياهلا فيك حبيبتي
وتسلمين على الرد ياقلبي :26:
----------------------
**مرفأ** ... ياهلاا فيك عيوني
اشكرك على التشجيع
وتابعيني ... :26:
وتسلمين على الرد ياقلبي :26:
----------------------
**مرفأ** ... ياهلاا فيك عيوني
اشكرك على التشجيع
وتابعيني ... :26:

(3)
في غرفة العروس في احد الفنادق الفاخرة جلست بصمت انتظر دخول العريس .. كانت اول مرة اراه ويراني بها .. انتظرت بشوق غريب كان ممزوجاً بالقلق والخوف من العريس والمستقبل .. ماذا لو لم اعجبه او يعجبني ؟؟ .. سيكون كما يقولون ( وقع الفأس في الرأس ) ولن يكن بيدي أي حيلة .. هو سيطلقني ان لم اعجبه طبعاً وسيشق لنفسه طريقاً آخر وبداية اخرى مع عروس تلائمه .. ولكن انا .. ان طلقني ماذا سيحل بي ؟؟!! .. ياالهي يالها من كارثة ان يطلقني في اول ايام زواجنا .. ماذا ستفعل امي ؟؟ .. وكيف سيتصرف ابي ؟؟ .. ظلت اوهام وافكار قلقة كثيرة تراودني لا اساس لها .. وكنت اعلم انها افكار سخيفة ولا يجب ان تخطر لي .. ولطالما كنت كذلك افكر في المستقبل وفي كل شيء اكثر مما ينبغي ربما لانني ذات شخصية قلقة وخائفة من المجهول .. ومن منا لايخاف من المجهول ؟.. ولكن الخوف منه يتفاوت من شخص الى آخر حسب شخصيته وطبعه وبيئته وانا كنت من اشد القلقين والخائفين من المستقبل .. ولربما كانت امي هي السبب لكوني كذلك .. فلطالما شعرت انها تضيق الخناق علي في كل امور حياتي حتى اعمل بما تريد .. في دراستي وفي زواجي وحتى في اختيار صديقاتي !! .. ظلت الافكار تتزاحم في عقلي .. ولم يقطعها سوى نحنحة رجولية جعلتني ارفع رأسي لارى طلال وجهاً لوجه لاول مرة ..
كان مبتسماً وكأنه ادرك انه ايقظني من افكاري التي حملت عقلي بعيداً عن اجواء الفندق الصاخبة .. تسمرت عيناي في عينيه للحظات لم الحظ فيها يده الممدودة بكل احترام لتصافحني .. اطرقت برأسي بخجل ومددت يدي التي اخذها بين يديه قائلاً ( مبروك علينا بعض ) ..
كان شاباً بين الخامسة والعشرين والثلاثين وسيماً بكل ماتعنيه الكلمة من معنى .. وبدا لي لبقاً من اول وهلة .. ولكن هل ياترى سيكون كما اراه الآن ؟؟؟
ارتعش كفي الصغير بين كفيه الرجوليتين .. جلس الى جواري وكأنه ادرك مايعتريني من قلق وافلت يدي برقة متناهية وهو يقول .. ( اخيراً شفنا بعض ياسارة .. بس بصراحة انتي احلى من الخيال بكثير ) .. عقدت حاجبي .. كدت انطق ولكن الخجل الجمني .. فحدثت نفسي ( اللي يسمعه يقول انه مشتاق يشوفني وهو حتى الرؤية الشرعية ماطلبها زي الاوادم والناس ) قال وكأنما فقه ماجال بصدري (يوم طلبنا نشوفك الوالد مع احترامي له , راسه والف سيف مانشوف بعض الا بعد الملكة .. بصراحة عادات عيلتكم قديمة ومندثرة .. عشان كذا عندت وطلبت اتزوج مرة وحده )
اذهلتني صراحته ..!! .. وبنفس الوقت فاجأتني .. فلم اكن اعرف ان والدي هو من رفض ان يراني العريس .. ولكن لماذا ؟! .. لم يكن هذا طبع والدي ولم تكن من عاداته او عادات أي من افراد عائلتنا وقبيلتنا اجمع .. تمالكت نفسي حتى لا اتسبب باحراج لنفسي او لوالدي امامه وتظاهرت بالهدوء وكانني اعرف ماحدث مسبقاً .. وفضلت ان ابين له مدى صراحته من اول يوم .. فقلت ( بسم الله ) .. اردت ان ينتبه انه لم يمر على تواجدنا معاً ولاول مرة سوى دقائق معدودة .. ابتسم ابتسامة واسعة ورمقني بنظرة ذات مغزى وكأنه فهم ماارمي اليه.
لا انكر انني خفت من هذا الرجل ولم يرتح قلبي له من اول نظرة .. ولكنني حاولت تكذيب احساسي عل الآتي سيكون عكس مااتوقع
في الصباح استيقظت على شخير قريب من اذني لم اعهده من قبل وفتحت عيني لأفاجأ للحظة انني لست بغرفتي في منزل اهلي تلك الحديقة الغناء التي يرتاح لها كل جزء من جسدي وعقلي ونفسي وانني انام الى جوار هذا الرجل الغريب في غرفة تكاد تكون مجهولة وكأنها كوكب آخر مليء بكل ماهو غريب وجديد ..
هل تعرفون هذا الاحساس ..؟ .. هل تعرفون كيف تفيق الفتاة على جو جديد كلياً عليها ؟.. حين تجد نفسها مع رجل غريب تضمهما غرفة واحده وسقف واحد .. انه احساس اكثر من مفاجىء .. عادة يشكل سعادة لدى كل عروس ولكن في حالتي احاول ان اجد السعادة التي اعرفها في حديقتي المفقودة والتي افتقدها هنا .. في هذا العالم الجديد .
.. دققت النظر الى وجهه البريء وهو يغط في سبات عميق وانا اتساءل ..هل ستستمر حياتي معه ؟ .. بدا لي شاباً سطحياً لايفكر .. لقد بدأ حياتنا بالعناد كما اشار ليلة البارحة ..!! .. وهذه بداية بعيدة كل البعد عن النجاح من وجهة نظري .. اردت ان اناقشه ولكنني اجهل شخصيته وخفت ان يدب بيننا الشجار من اول ليلة ففضلت السكوت واعتبرته كعادتي ( ذهباً ) .. لااريد ان استبق الاحداث ولكنني افكر وافكر كثيراً بكل شيء .. ابعدت عيني عن وجهه ورفعت رأسي لارى وجهي يقابلني في المرآة .. ولاول مرة ارى نفسي فتاة يافعة مرتبطة بكائن لاتعرفه .. ياالهي مالذي يخبىء لي القدر من مفاجآت مع (عريس الغفلة )...؟؟؟
يتبــــــــع ....
في غرفة العروس في احد الفنادق الفاخرة جلست بصمت انتظر دخول العريس .. كانت اول مرة اراه ويراني بها .. انتظرت بشوق غريب كان ممزوجاً بالقلق والخوف من العريس والمستقبل .. ماذا لو لم اعجبه او يعجبني ؟؟ .. سيكون كما يقولون ( وقع الفأس في الرأس ) ولن يكن بيدي أي حيلة .. هو سيطلقني ان لم اعجبه طبعاً وسيشق لنفسه طريقاً آخر وبداية اخرى مع عروس تلائمه .. ولكن انا .. ان طلقني ماذا سيحل بي ؟؟!! .. ياالهي يالها من كارثة ان يطلقني في اول ايام زواجنا .. ماذا ستفعل امي ؟؟ .. وكيف سيتصرف ابي ؟؟ .. ظلت اوهام وافكار قلقة كثيرة تراودني لا اساس لها .. وكنت اعلم انها افكار سخيفة ولا يجب ان تخطر لي .. ولطالما كنت كذلك افكر في المستقبل وفي كل شيء اكثر مما ينبغي ربما لانني ذات شخصية قلقة وخائفة من المجهول .. ومن منا لايخاف من المجهول ؟.. ولكن الخوف منه يتفاوت من شخص الى آخر حسب شخصيته وطبعه وبيئته وانا كنت من اشد القلقين والخائفين من المستقبل .. ولربما كانت امي هي السبب لكوني كذلك .. فلطالما شعرت انها تضيق الخناق علي في كل امور حياتي حتى اعمل بما تريد .. في دراستي وفي زواجي وحتى في اختيار صديقاتي !! .. ظلت الافكار تتزاحم في عقلي .. ولم يقطعها سوى نحنحة رجولية جعلتني ارفع رأسي لارى طلال وجهاً لوجه لاول مرة ..
كان مبتسماً وكأنه ادرك انه ايقظني من افكاري التي حملت عقلي بعيداً عن اجواء الفندق الصاخبة .. تسمرت عيناي في عينيه للحظات لم الحظ فيها يده الممدودة بكل احترام لتصافحني .. اطرقت برأسي بخجل ومددت يدي التي اخذها بين يديه قائلاً ( مبروك علينا بعض ) ..
كان شاباً بين الخامسة والعشرين والثلاثين وسيماً بكل ماتعنيه الكلمة من معنى .. وبدا لي لبقاً من اول وهلة .. ولكن هل ياترى سيكون كما اراه الآن ؟؟؟
ارتعش كفي الصغير بين كفيه الرجوليتين .. جلس الى جواري وكأنه ادرك مايعتريني من قلق وافلت يدي برقة متناهية وهو يقول .. ( اخيراً شفنا بعض ياسارة .. بس بصراحة انتي احلى من الخيال بكثير ) .. عقدت حاجبي .. كدت انطق ولكن الخجل الجمني .. فحدثت نفسي ( اللي يسمعه يقول انه مشتاق يشوفني وهو حتى الرؤية الشرعية ماطلبها زي الاوادم والناس ) قال وكأنما فقه ماجال بصدري (يوم طلبنا نشوفك الوالد مع احترامي له , راسه والف سيف مانشوف بعض الا بعد الملكة .. بصراحة عادات عيلتكم قديمة ومندثرة .. عشان كذا عندت وطلبت اتزوج مرة وحده )
اذهلتني صراحته ..!! .. وبنفس الوقت فاجأتني .. فلم اكن اعرف ان والدي هو من رفض ان يراني العريس .. ولكن لماذا ؟! .. لم يكن هذا طبع والدي ولم تكن من عاداته او عادات أي من افراد عائلتنا وقبيلتنا اجمع .. تمالكت نفسي حتى لا اتسبب باحراج لنفسي او لوالدي امامه وتظاهرت بالهدوء وكانني اعرف ماحدث مسبقاً .. وفضلت ان ابين له مدى صراحته من اول يوم .. فقلت ( بسم الله ) .. اردت ان ينتبه انه لم يمر على تواجدنا معاً ولاول مرة سوى دقائق معدودة .. ابتسم ابتسامة واسعة ورمقني بنظرة ذات مغزى وكأنه فهم ماارمي اليه.
لا انكر انني خفت من هذا الرجل ولم يرتح قلبي له من اول نظرة .. ولكنني حاولت تكذيب احساسي عل الآتي سيكون عكس مااتوقع
في الصباح استيقظت على شخير قريب من اذني لم اعهده من قبل وفتحت عيني لأفاجأ للحظة انني لست بغرفتي في منزل اهلي تلك الحديقة الغناء التي يرتاح لها كل جزء من جسدي وعقلي ونفسي وانني انام الى جوار هذا الرجل الغريب في غرفة تكاد تكون مجهولة وكأنها كوكب آخر مليء بكل ماهو غريب وجديد ..
هل تعرفون هذا الاحساس ..؟ .. هل تعرفون كيف تفيق الفتاة على جو جديد كلياً عليها ؟.. حين تجد نفسها مع رجل غريب تضمهما غرفة واحده وسقف واحد .. انه احساس اكثر من مفاجىء .. عادة يشكل سعادة لدى كل عروس ولكن في حالتي احاول ان اجد السعادة التي اعرفها في حديقتي المفقودة والتي افتقدها هنا .. في هذا العالم الجديد .
.. دققت النظر الى وجهه البريء وهو يغط في سبات عميق وانا اتساءل ..هل ستستمر حياتي معه ؟ .. بدا لي شاباً سطحياً لايفكر .. لقد بدأ حياتنا بالعناد كما اشار ليلة البارحة ..!! .. وهذه بداية بعيدة كل البعد عن النجاح من وجهة نظري .. اردت ان اناقشه ولكنني اجهل شخصيته وخفت ان يدب بيننا الشجار من اول ليلة ففضلت السكوت واعتبرته كعادتي ( ذهباً ) .. لااريد ان استبق الاحداث ولكنني افكر وافكر كثيراً بكل شيء .. ابعدت عيني عن وجهه ورفعت رأسي لارى وجهي يقابلني في المرآة .. ولاول مرة ارى نفسي فتاة يافعة مرتبطة بكائن لاتعرفه .. ياالهي مالذي يخبىء لي القدر من مفاجآت مع (عريس الغفلة )...؟؟؟
يتبــــــــع ....
الصفحة الأخيرة
أشكررك عليها