صفوا القلب.. وأعلوا الحب .. وافتحوا
كان يتابع دراسته الجامعية في لندن، ورغب في الزواج خلال وجوده في تلك البلاد ليحصن نفسه وسط الفتنة المحيطة به، ووافق أهله، وخطبوا له فتاة رضي بها، ورضيت به،
وعقد عليها في إحدى زياراته للكويت، وتزوجها، وعاد بها إلى هناك.
وعاش مع زوجته في سعادة غامرة، وعاشت معه زوجته في سعادة مماثلة، وما كان يضيقان بشيء، سوى تلك الغربة عن الأهل والديار.
وبعد أن تخرج في الجامعة، عاد مع زوجته، وولدين رزقا بهما خلال تلك السنوات الخمس التي أمضياها في لندن، وهما يحملان الأماني والآمال في أن تتضاعف سعادتهما، بعد انتهاء الدراسة، وزوال الغربة.
ولم تمض سوى أشهر قليلة على عودتهما إلى أرض الوطن، حتى بدأت خلافات لم تكن بينهما في بلاد الغربة، وتطورت هذه الخلافات إلى شجارات عنيفة، ومنها إلى نزاعات حادة، وأوصلت هذه النزاعات الحادة الزوجين الشابين إلى الطلاق، الذي تحطمت على صخوره أسرة، كانت مستقرة سعيدة.
هل تعرفون، أعزائي الأزواج من رجال ونساء، من الذي غيّر الوفاق إلى شقاق، والوئام إلى صدام، والتآلف إلى خلاف..؟! إنهم الأهل.. أجل، أهل الزوج، وأهل الزوجة.
أم الزوج صارت تختلف مع زوجته، فتشكوها إليه، وتحرضه عليها، وأم الزوجة صارت تحذر ابنتها من موافقة زوجها في كل شيء، وتتهمها بالسذاجة و الطيبة تجاه أهل زوجها الذين لا يستحقون منها إلا التصدي والمواجهة.
الخيط الرفيع
إن تدخل أهل الزوج وأهل الزوجة، في الحياة المشتركة بين الزوجين، كثيراً ما يفسدها، ويفقدها سلامها، وإن لم يؤد هذا التدخل إلى طلاق الزوجين في النهاية، فإنه سيسلب من حياتهما الهناءة، والاستقرار، والوفاق.
ولا شك في أن برّ كل من الزوجين بأهله أمر حسن وطيب، بل هو مأمور به شرعاً. لكن ثمة خيطاً رفيعاً، قد لا يراه كثير من الأزواج والزوجات.
يفصل بين البر والانصياع الأعمى، بين حسن الاستماع إلى الوالدين وتنفيذ كل ما يشيران به، والنصائح التي اقترحها على كل زوجين ما يلي:
ولو شقة صغيرة
احرصا على أن تقيما في بيت مستقل بكما، ولو كان شقة صغيرة، لأن الإقامة مع أهل الزوج – وهي الأكثر – أو مع أهل الزوجة – وهي الأقل – تتيح لهم الاطلاع على تفاصيل كثيرة، ما كانوا ليطلعون عليها، لو لم يقيموا مع الزوجين في بيت واحد.
لا لنقل الكلام
ليتجنب كل منكما نقل ما يسمعه من أهله عن صاحبه إليه، فإن هذا يوغر صدره عليهم، ويبذر بذور الكراهية في نفسه، فيصبها على صاحبه لعجزه عن مواجهتهم بها.
مشورات ولكن !
ليحذر الزوجان العمل بكل ما يشير به الأهل عليهما، بل لابد أن يزناه بعقلانية أولاً، ويفكرا فيه جيداً، ذلك أن كثيراً من تلك المشورات تثير الخلافات الزوجية، وإن بدت طيبة حسنة، من ذلك ما تشير به الأم على ابنتها بأن تطلب من زوجها شراء سلعة لها، على الرغم من أن قدرات الزوج المالية لا تساعده على سداد ثمنها، وليست هناك حاجة ملحة لها، مثل شراء سيارة ذات طراز حديث بدلاً من السيارة الحالية، أو تغيير أثاث المنزل، وهكذا.
بينكما فقط
ينبغي أن ينظر الزوجان إلى ما يحدث بينهما، في داخل بيتهما، على أنه من الأسرار التي يجب كتمانها عن الأهل، خصوصاً الخلافات التي تقع بينهما، لأن معرفة الأهل بها تؤججها وتؤزمها بدلاً من أن تخففها وتحلها.
يتبع:41:
من علمك تجرح @mn_aalmk_tgrh
محررة برونزية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
ام شفاء
•
اثرت في هده القصة حقا
والله يهدي الناس صحيح يااختي ماقلتيه بان تدخل اهل الزوج
واهل الزوجة كم افسد وضيع عائلات
وان علي الزوج وكدلك الزوجة بان تعرف بان لكل من الولدين حقا يجب مراعاته
بارك الله فيك علي الكلام الجميل
والنصائح المفيدة
:24:
والله يهدي الناس صحيح يااختي ماقلتيه بان تدخل اهل الزوج
واهل الزوجة كم افسد وضيع عائلات
وان علي الزوج وكدلك الزوجة بان تعرف بان لكل من الولدين حقا يجب مراعاته
بارك الله فيك علي الكلام الجميل
والنصائح المفيدة
:24:
" ولا شك في أن برّ كل من الزوجين بأهله أمر حسن وطيب، بل هو مأمور به شرعاً. لكن ثمة خيطاً رفيعاً، قد لا يراه كثير من الأزواج والزوجات .
يفصل بين البر والانصياع الأعمى، بين حسن الاستماع إلى الوالدين وتنفيذ كل ما يشيران به . "
ياريت كل الأزواج يتمكنوا من رؤية هذا الخيط ... فيوفروا على أنفسهم كثيرا من المشاكل ... وفق الله الجميع في حياتهم الزوجية ...
نصائح قيمة ...
جزاك الله خيرا
يفصل بين البر والانصياع الأعمى، بين حسن الاستماع إلى الوالدين وتنفيذ كل ما يشيران به . "
ياريت كل الأزواج يتمكنوا من رؤية هذا الخيط ... فيوفروا على أنفسهم كثيرا من المشاكل ... وفق الله الجميع في حياتهم الزوجية ...
نصائح قيمة ...
جزاك الله خيرا
ام شفاء :26:
نجمة النجوم :24:
اشكر مروركم
فعلا لو الانسان يصفي نيته ويتصرف بعفويه العيشه بتكون هنيه <<<<<<<مو كنه دعايه هههههههههه
الله يوفق الجميع
نجمة النجوم :24:
اشكر مروركم
فعلا لو الانسان يصفي نيته ويتصرف بعفويه العيشه بتكون هنيه <<<<<<<مو كنه دعايه هههههههههه
الله يوفق الجميع
الصفحة الأخيرة
ليحرص الزوجان على كسب مودة أهل زوجته، وذلك عن طريق الهدايا لوالد زوجته ووالدتها وإخوتها وأخواتها، وكذلك عن طريق زيارتهم باستمرار، حتى لو كانت هذه الزيارات قصيرة، فإن لها أثاراً طيبة وإيجابية.
ولتحرص الزوجة كذلك على كسب مودة أهل زوجها، عن طريق الهدايا والزيارات أيضاً.
حوار
وأنقل هنا حواراً أجريته مع زوجته أخفقت في نيل مودة والدة زوجها، وفيه بعض الإضاءات أتمنى أن تستفيد الزوجات منها.
في تمام الساعة السادسة؛ رنّ جرس الهاتف، رفعت السماعة:
قالت: السلام عليكم .
قلت: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
قالت: أنا صديقة أختك ليلى.
قلت: لقد حدثتني عنك.
قالت: وعن مشكلتي؟
قلت: ألمحت إليّ أنها تتعلق بوالدة زوجك وعجزك عن إرضائها.
قالت: فيم تشير عليَّ أخي الفاضل؟ لقد تعبت فعلاً. زواجي أصبح مهدداً بالطلاق، زوجي يحب أمه كثيراً، وإن خيّروه بيننا فإنه سيختار أمه دون تردد، وأنا حريصة على زوجي وبيتي، أريد السعادة والاستقرار لبيتي، ولكنني لم أنجح، ولا تقل لي احتملي واصبري فقد احتملت طويلاً وصبرت كثيراً دون فائدة، أرشدني.. وجهني فأنا حائرة.
قلت: قبل كل شيء، أختي الفاضلة، دعينا نتذكر أن أهم الحقوق على زوجك بعد حق الله: حق أمه الكبير عليه، وواجبه في برها والإحسان إليها. فهذا أمر رباني عظيم لا أحسبك تجهلينه.
قالت: أنا والله لا أنكر حقَّ والدته عليه، وواجبه في برها والإحسان إليها، ولكنها امرأة كبيرة ولا يرضيها شيء.
قلت: ألم تستمعي إلي قول الله سبحانه وتعالى: ﴿ إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا﴾. فكون والدته كبيرة أدعي إلى برها والإحسان إليها، وفي هاتين الآيتين خمسة أوامر ربانية واضحة، هي:
1- فلا تقل لهما أف.
2- ولا تنهرهما.
3- وقل لهما قولاً كريماً.
4- واخفض لهما جناح الذل من الرحمة.
5- وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا.
وزوجك لا يملك إلا إرضاءها، وعليك أن تعينيه على ذلك.
قالت: ولكن كيف أفعل حتى ترضى هي عني؟ وكي لا تؤلب زوجي عليَّ ؟
قلت: تستطيعين ذلك بكسب محبتها.
قالت: وكيف أكسب محبتها ؟
قلت: عبر وسائل مختلفة، أهمها الكلمة الطيبة النابعة من القلب، فلا يكفي أن ينطق بها لسانك. فالأم تدرك إن كانت زوجة ابنها تجاملها أم تودها بهذه الكلمة. لعلك تدركين ما أعني.
قالت: أجل .. أجل.
قلت: كم مضى على إقامة والدته معكما؟
قالت: منذ تزوجنا ؟
قلت: كم مضى على زواجكما ؟
قالت: ثلاث سنوات تقريباً .
قلت: هل قدمت لوالدته هدية ما ؟
قالت: الحقيقة .. لا .. لم تكن هناك مناسبة .
قلت: لا تحتاج الهدية إلى مناسبة.. يكفي أن تقولي لها: لقد أحببت لك هذا الثوب! مثلاً، أو: لقد اشتهيت لك هذه الساعة .. أرجو أن تعجبك.
قالت: لا أدري كيف غاب عني أمر الهدية.
قلت: ما عليكِ، عوِّضي ذلك في المستقبل.
قالت: بم تنصحني أيضاً؟
قلت: باستشارتها.
قالت: فيم أستشيرها ؟
قلت: في أمور كثيرة، المهم أن تشعريها أنك تتعلمين منها، وتستفيدين من تجربتها، وخبرتها في الحياة، اسأليها دائماً: كيف أفعل هذا ؟
قالت: كنت على العكس من هذا .. كنت أحرص على ألا أظهر أمامها جاهلة بشيء .. فلا آخذ رأيها في ما يتعلق بشؤوني.. ولا أستشيرها في حل مشكلة.
قلت: كأنك بهذا تقولين لها: لا حاجة لنا بوجودك معنا، نحن في غنى عنك .
وهذا يؤثر فيها ويحزنها ويشعرها بأنك تريدين أن تنزعي ابنها منها.
قالت: آه .. هذا ما تعتقده حقاً: أني أريد أن آخذ منها ابنها، أو أني أخذته منها فعلاً وأبعدته عنها.
قلت: فإذا نجحت في إقناعها- بصورة غير مباشرة- أن ابنها في حاجة إليها، ولا يمكنه أن يستغنى عنها؛ فإنك بهذا تزرعين الطمأنينة في نفسها، وتشعرينها أنك لست خطراً عليها، أو منافسة لها.
قالت: إذن أمه هي الأصل.
قلت: أحسنت. فأمه هي المرأة الأولى في حياته. المرأة التي تعرف ما يحب وما يكره، ما يميل إليه وما ينفر منه، ولهذا أيضاً يجب أن تسأليها دائماً: هل يحب عادل هذا ؟
قالت: فكيف أستعيد حب زوجي بعد أن أكسب رضا والدته؟
قلت: إذا كسبت رضا والدته فقد استعدت في الوقت نفسه حب زوجك لك، لأن شكاوي والدته منك ستتوقف، أو تقل كثيراً، وقد تتحول إلى رضا عنك، ووصايا من والدته: خذ بالك من زوجتك .. إنها طيبة. زوجتك متعبة، خفف من الولائم، المسؤوليات زادت .. لماذا لا تحضر خادمة تساعد زوجتك .. وهكذا ينقلب ما تشعرين به من عداوة نحوك أو بغض لك إلى مودة وحب وعطف عليك، والله سبحانه يقول: ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم.
قالت: صدق الله العظيم .
قلت: وحين ترضى والدته عنك هذا الرضا فإنك لن تستعيدي محبة زوجك القديمة وحدها، بل تكسبين معها حرصاً زائداً عليك، واستجابة مضاعفة، وتلبية غير محددة لطلباتك ورغباتك.
قالت: أيصبح عادل كما تقول؟
قلت: أجل، بتوفيق الله أولا، ثم بصبرك، وحلمك، والتزامك، بما أشرت به عليك.
قالت: .. وبم أبدأ ؟
قلت: بالدعاء إلى الله تعالى أن يوفقك إلى إرضاء زوجك وإرضاء والدته، وأن يسددك في هذا السبيل، وأن يعينك عليه.
ستجدين عناية الله تحيطك، وييسر سبحانه لك العمل، ويهون عليك ما قد تجدينه في البداية، من صد والدته لك، ورفض تقربك إليها.
قالت: جزاك الله خيراً يا أخي على إرشادك الحكيم، وتوجيهك الكريم.
قلت: وجزاك الله خيراً على تقبلك النصح، واستجابتك له. وأدعو الله أن يصلح ما بينك وبين زوجك ووالدته.
قالت: السلام عليكم.
قلت: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
صفحة جديدة
إنها دعوة موجهة إلى كل زوجين ووالديهما وأهلهما وأقاربهما انتابت علاقتهم شيئاً من التوتر أو الجفوة، دعوة إلى فتح صفحة بيضاء جديدة بتصفية النوايا وتنقية القلوب، فهلا فعلنا ذلك.
اتمنى انكم تستفيدون
ويعجبكم :41::41: