أسومة
أسومة
حياك الله يا غيم ...

أولا يا عزيزتي لا شكر على واجب... فأنا أعتبر نفسي مسؤولة في هذا المنتدى حتى لو لم أكن مشرفة ... فقد حملتني أمانة أرجو ان اكون قد أديتها كما تحبين ... لكن بصراحة! ما في مثل قصصك وأسلوبك ... جزاك الله كل خير ... والحمد لله الذي أرجعك لمنتدانا الحبيب بالسلامة

بالنسبة للأخ فيصل ... فأنا أشكره شكراً عميقاً من أعماق قلبي ... فقد كان نعم القارئ المفيد المستفيد ... كلامه عبر وتذكرة ... جزاه الله كل خير ... وارجعه بالسلامة( واحد يروح وواحد ييجي) :13: ...

وجزى الله كل الأخوة والأخوات المتابعين كل خير ... وليشهد الله اني احبكم جميعاً في الله وأحب هذا المنتدى الذي يعيينني على آخرتي

جزيتم كل خير

أختكم المحبة

أســــــــــــــــــــومة :17:
fahad
fahad
السلام عليكم


جزاك الله خيرا أخت غيم 2000

وجعلها الله في موازين حسناتك


______من قصص الشهداء العرب____________

.....................(((((((( أبو محجن الطائفي )))))))..................


أبو محجن الطائفي......
حمود الشنبري الشريف....
من آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم....
من أهالي السعودية من منطقة الطائف ومن مدينة تربه .....
كغيره من الشباب اللذين هم في سنه التقصير الواضح في طاعة الله وأداء فرائضه....
والده صاحب مكانة مرموقة بين جماعته وفي منطقته.....
كان أبا محجن في السلك العسكري فردا منه....
من الله عليه بالهداية فقرر الذهاب لنصرة إخوانه في البوسنة والهرسك....
يتميز رحمه الله بعاميته الشديدة وحبه لدينه وعشقه لروح المغامرة والتحدي.....
قدم إلى ارض الجهاد في البوسنة والهرسك.....
فكان من نصيبه رحمه الله ان وصل ومعارك صيف 1994م قد بدأت......
شارك في معركة فيسيكو قلافا وبردو مع حسام الدين المصري رحمه الله وتقبله.....
صاحبنا أبو محجن ذو طرافة وخفة ظل قلما تجد مثلها .....
كنا ذات يوم في الحراسة بجبهة شريشا .....
نزل علينا الثلج في الصيف لمدة ثلاثة أيام بعد المعركة وكان نزوله لم يعهد من قبل....
وكان أبا محجن معنا في الحراسة ....
واذا نزل الثلج واستوت السماء بالأرض واكتسيا اللون الأبيض ....
يأتي شي اسمه عمى الثلج وذلك حين تركز نظرك فتفقد الالوان والنظر ....
أصيب أبا محجن بهذا النوع من العمى وهو مؤقت لا يعدو الساعات القليلة .....
وكان في حراسه على ثغر ...
وتجمد حتى أصبح كأنه قطعة من خشب.....
حملناه وأدخلناه في الخط الخلفي حتى رجعت له صحته وسط ضحكاتنا عليه.....
اذ انه لم يحتمل الثلاثة أيام ......
نحيل الجسم طيب القلب رقيق الفؤاد دمعته حاضره.....
واصل رباطه وجهاده في بلاد البوسنة وقضى بها سنتين .....
أكرمه الله في إحدى المعارك بأسر اثنين من الصرب وقتلهم شر قتله.....
ولا يجتمع كافر وقاتله في النار...
في شريط فيديو عملية بدر البوسنة تراه يحمل الراية السوداء ....
وعليها كلمة التوحيد وهو يرفرف بها من على مواقع الصرب وهم يرونه فيزيدهم غيضا .....
انتهى القتال على ارض البوسنة والهرسك....
رجع بعدها إلى بلاده ومنها بدأ يطلب ساحات أخرى للجهاد....
وتنقل بين عدد من البلدان حتى استقر به المقام على ارض أفغانستان .....
مكث فيها سنتين حتى أتت الأحداث الأخيرة .....
شارك إخوانه المجاهدين قتالهم للصليبيين .....
حتى اتى موعده مع الشهادة.....
أمر على مجموعة من المجاهدين في جبهة تورابورا ......
واشتد القصف الصليبي الحاقد عليهم في نهاية رمضان ....
فأمر من معه بدخول الخندق واشرف بنفسه عليهم حتى دخلوا كلهم....
وحين هم بالدخول اذ تنفجر بالقرب منه قذيفة أصيب بها إصابة قاتله....
فأخذ يذكر الله حتى فاضت روحه.......
وخرجت منه رائحة المسك التي يشهد بها كل من كان بالقرب منه....
حتى انه كانت هناك نقودا وأوراق في جيبه اتى عليها الدم.....
ونقلت الى باكستان ومازالت رائحة المسك تنبعث منها......
فرحم الله أبا محجن واسكنه فسيح جناته....

قاله وكتبه/ م. حمد القطري
qatari@islam-online.net

منقول....
ذكرى
ذكرى
أبو محجن الطائفي......

حمود الشنبري الشريف....

والله لم اكن اصدق بخبر استشهاده الا بعد ما قراءت هذا الخبر عنه

اسال الله ان يسكنه فسيح جناته وان يلهم اهله الصبر والسلوان

فـ جهازي الذي ادخل منه على عالم حواء وغيره هو جهازه فـ لقد اعطانا اياه

قبل سفره لأفغانستان ...............................................:30:

الله يرحمه رحمتا واسعه وان يتقبله من الشهداء ....................
fahad
fahad
السلام عليكم


الاخت ذكرى نتشوق ان يكتب زوجك بعض الاسطر عن ابو محجن رحمه الله

وللمعلومية كان ابو محجن من اصغر المجاهدين العرب في البوسنة الذين عشة معهم رحمه الله والحقنا به........

**************

-__________(((((( من قصص الشهداء العرب)))))))_______________

...........................(((((((**** ســـواد المدنــــــي *****)))))))......................

سواد المدني.....شاكر عامر......من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم.....
ولد رحمه الله تعالى وتقبله على خير ارض ....المدينة النبوية الشريفة......
ونشأ في أسرة طيبه ومتواضعة......سافر إلى أمريكا في بداية حياته .......
وكان عمره آنذاك ثمانية عشر عاما.....واستقر هناك بلا رجعه.....واستوطن البلد......
وأتقن لغة أهلها ...وعاش كغيره من الشباب الضائع هناك....البعيد عن ربه......
ذات يوم هزه الشوق والحنين ....ليرى والديه ....وارض طفولته.....وأخذت الأفكار تراوده....
حتى عزم على الرجوع إلى المدينة لرؤية والديه.....وفعلا رجع إلى أهله.....
وشاء الله عز وجل ان يجعل رجعته تلك انطلاقة جديدة لحياة جديدة.......
رجع في عام 1994م ...وكانت أحداث البوسنة والهرسك مشتعلة....وأخبارها منتشرة.....
وكان له ابن خالة من المجاهدين هناك في ارض البوسنة والهرسك......
أصيب ابن خالته إصابة بالغة من قبل الصرب ....ونزل على اثرها إلى السعودية للعلاج.....
عندها قال بما انني موجود في السعودية ازور ابن خالتي في المستشفى.....
وكان سواد رحمه الله يحب روح المغامرة ....ويحب الشجاعة وأهلها....فلذلك حرص على لقاء ابن خالته....سافر إليه والتقى به....وسلم عليه.....ورأى من حوله من الشباب المجاهد....
هذا يمازحه...وهذا يمسح على جرحه مسحة الأم ....وهذا يخدمه....وكلامهم كله عن الجهاد والمعارك والشهادة....وتمني القتل في سبيل الله...والأخوة الحقة بينهم ...دون تكلف او تصنع...ورأى صنفا من البشر لم يره من قبل ...وهو الذي عاشر الأناس كلهم بأصنافهم....
ادخل الله حب هؤلاء الأشخاص في قلب سواد...واخذ يتقرب منهم أكثر فكثر...ويتزود منهم ....
حتى هداه الله عز وجل ...وعزم على السفر إلى البوسنة والهرسك......
وفعلا ذهب إلى البوسنة والهرسك....ووصل لها...ودخلها بتيسير من الله عز وجل .....
وصل إلينا في ارض البوسنة.....وقابلته منذ ان وصل ...رأيت الرجل له طباع غريبة يختلف كليا عن باقي الشباب القادم إلينا..... اقتربت منه أكثر فعلمت انه ابن لخالة ذلك المجاهد صاحبنا الذي أصيب....كان سواد ملما بكثير من الأمور الطبية والاعداديه... وفنون الطبخ .... حتى أسميناه من حبنا له ماما سواد...او حجه سواد..... يمتلك رحمة الله عليه قلبا رحيما طيبا ... وعينا لا تملك الدمعة عند ذكر الله عز وجل .....وزمجرة وصولة وشجاعة اذا حمي الوطيس .......
شاركت معه رحمه الله في عدة معارك كان اولها عملية جبل فلاشيج الشهيرة....ورأيت منه الشجاعة والإقدام.....حتى انه قتل أمامي اثنين من الصرب كنا قد التفينا حول منطقتهم .... وأكرمه الله بقتلهم شر قتله....وأسر في تلك المعركة جنرال صربي أذاقه سواد ويلات الضرب والتعذيب..
كان حريصا رحمه الله على المشاركة بكل عملية يسمع بها..... أكرمه الله بالمشاركة بعملية الفتح المبين...وعملية الكرامة...حيث كان مع مجموعة أبو عمر الحربي رحمه الله ولما قتل آلت الامارة الى سواد المدني..... وشارك كذلك في عملية بدر البوسنة.....
انتهت أحداث البوسنة والهرسك.....فكانت ملامح الحزن مرتسمة على وجهه....فأتيته مداعبا ..ما بك يا حجه سواد....قال لي يا حمد الجهاد انتهى..؟؟؟....
قلت له بل هو ماضي الى يوم القيامه وسيفتح الله بابا آخر.....
وفعلا اذ بالشيشان قد بدأت –الحرب الأولى- وطار الى هناك دون تردد .. وحاول الدخول ولكنه اسر مع عدد كبير من العرب وكان له موقفا بطوليا لا ينسى له في تثبيت الشباب في الأسر... وحنكته وشجاعته حتى يسر الله فك أسرهم.....
بعدها ذهب الى بريطانيا وتزوج من امرأة بريطانية من اصل باكستاني.... رزق منها بمولود هو عبدالله .... ومولودة هي جهينة...... أصلحهم الله...
ثم حاول دخول الشيشان في الحرب الثانية ولكن لم يوفقه الله إلى دخول الشيشان ...ورابط على الحدود لفترة طويلة....
ذهب رحمه الله قبل ان تبدأ أحداث أفغانستان الأخيرة بفترة طويلة....ليعد نفسه ...
وبدأت أحداث أفغانستان فكان ممن دافع وثبت في تلك الأرض المباركة.....
حتى اتى موعده مع القدر المكتوب...وقتل في القصف الظالم........
وفاضت روحه الى بارئها......فرحم الله ذلك البطل.....
وختم لنا بخير مثله....وأصلح له زوجه وأهله.......
ووداعا ...حجه سواد......ماما سواد.....


قاله وكتبه/ م. حمد القطري

منقول .......
fahad
fahad
السلام عليكم



......(((((( تركي العريدي و عبداللطيف الشارخ (أبو سمية و عباد النجديان) )))).....


ليس الفوز أن ينال الإنسان أعلى المناصب في هذه الدنيا، وليس النجاح أن يرتقي سلم التجارة فيصل إلى ذروتها، بل الفوز و النجاح ما يكون من حال أهل الإيمان الذين باعوا دنياهم لأجل دينهم، و الذين طلبوا الموت في سبيل بهم، فهؤلاء هم الفائزون الناجحون المفلحون، و ان شئت فاقرأ قول الله تعالى ) يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله و رسوله و تجاهدون في سبيل الله بأموالكم و أنفسكم ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون، يغفر لكم ذنوبكم و يدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار و مساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم ) .
نعم والله!! ذلك الفوز العظيم الذي لا خسران بعده، وتلك التجارة التي لا هلاك بعدها، قال تعالى ( فمن زحزح عن النار و أدخل الجنة فقد فاز و ما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور) إن من يعي هذا الأصل العظيم و يؤمن به لا بد أن تبدر منه بوادر تدل على صدق هذا الإيمان فليس الإيمان عقيدة في القلب لا يعاضدها العمل و ليس التوحيد كتابا يقرأ ثم لا يطبق على أرض الواقع بل الإيمان الصادق و العقيدة الصافية هي التي يعاضدها الوفاء والتضحيات و قد قال تعالى للمتخلفين عن الجهاد و الذين لا يحدثون أنفسهم به ( قل إن كان أبائكم وأبناؤكم و اخوانكم و أزواجكمو عشيرتكم و أموال اقترفتموها و تجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله و رسوله و جهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره و الله لا يهدي القوم الفاسقين ) ، فهذه الآية أكبر دليل على أن التوحيد الذي منه توحيد الله في محبته لا بد له من جهاد يصدقه، و لا بد له من تضحيات تؤكده وتحققه، وإلا فالكلام يسير ولا يغني من الصدق شيئ إلا حنما يوافقه العمل.
وقد طبق ذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تطبيقا واقعيا فكان ( منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) حتى لقوا ربهم فرضي عنهم وأرضاهم حتى قال قائلهم وهو فرح بدمائه يشاهدها "فزت و رب الكعبة" ولا تزال الصور تتكرر ولا يزال التاريخ يعيد نفسه فتمضي أجيال الصادقين جيلا بعد جيل و تمر قوافل الشهداء واحدة تلو الأخرى لتبني مجد الإسلام وعزه فأما الأعناق فلتدق و أما الدماء فلترق وليبقى الإسلام دينا ظاهرا على عدوه ولو تداعت عليه الأمم، وتوالت عليه من الطواغيت النقم.
وعود على بدء أقول: لقد فاز من فاز بالجنة و لو فاته حطام الدنيا يقول الحق تبارك وتعالى (ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون) فالدنيا فانية والآخرة باقية، ومن باع الفاني بالباقي ما خسر.
و مما يلائم ما ذكرناه أن نسرد قصة شابين من خيرة المجاهدين الذين عايشناهم في الشيشان والذين صدقوا - كما نحسبهم - في نصرة الله و نصرة دينه، فضحوا بالغالي و النفيس لينالوا رضوان الله و رحمته، وليفوزوا و يضفروا بجنته، فبدؤوا بأهاليهم ففارقوهم و ما أصعب الفراق وبأموالهم ومتاعهم فتخلوا عنها وما أشد هذا التخلي، وبدراستهم الجلمعية فتركوها ليلحقوا بجامعة الجهاد و ينالوا الشهادة الحقيقية في هذه الجامعة الفريدة إن شاء الله ، مع شدة جهده و بلائها ...
لولا المشقة لساد الناس كلهم الجود يفقر و الإقدام قتال
فأبو سمية البدري (تركي العريدي) ماذا عساني أن أقول عنه فليت شعري ما أندر الشباب من أمثاله شاب وديع، ذو خلق بديع، أدب بسماحة، وصدق بصراحة، لين الجانب ذو رأي صائب يغلب عليه طابع خفة الروح وحلاوة الدعابة، فلله كم أدخل السرور على قلوب إخوانه في أوقات عظيمة البلاء، وأفرهم وأسعدهم في أيام شديدة العناء، لقد أحب المجاهدون أخاهم أبا سمية - رحمه الله - حبا صادقا، كيف لا ...؟!! وقد كان بالمرة على قلوب إخوانه طارقا، ترك الحياة من خلفه تتزخرف، لم يأبه لها و لم يهتم بها تركها و مضى في طريق الجهاد إلى البوسنة وكانت أول خطوة له لا يلوي على هذه الدنيا التي أسقطت في شراكها كثيرا من العباد فأضلتهم عن صراط الله المستقيم، فلتهنئ ياأبا سمية قتلة شريفة نسأل الله أن تكون في سبيله صادقا، و مخلصا محتسبا مقبل غير مدبر، فهي قتلة الشرفاء، وفوز الشهداء، فليس ينسى إخوانك ذلك اليوم الذي كنت فيه أميرا لهم حين كان إخوانك يستعدون لعملية على أعداء الله ليعذبهم الله بأيديكم و يخزهم و ينصركم عليهم و يشفي صدور قوم مؤمنين و يذهب غيظ قلوبهم، فقمت حين طلبك الأمير من بين إخوانك وحيدا لخوض المعركة الخطيرة التي لم يكن لها تخطيط مسبق غير أن الله وفقكم فيها توفيقا عظيما، بدءا بمقتل أكثر من خمسين كافرا من القوات الروسية الخاصة وانتهاء بنيلك الفلاح و الفوز العظيم إن شاء الله بالشهادة العلية و الجنان المرضية.
لقد نهض أبو سمية فرحا لهذه العملية التي هي عبارة عن كمين ضد قافلة بالقوات الروسية في طريق منطقة "كرتشلوي" الجبلية وقد كان أبو سمية - رحمه الله ـ حينئذ كالمتوقع للشهادة كما هي حال أغلب الشهداء الذين يرزقهم في آخر أيامهم تغيرا عجيبا ملحوظا وكأن الله يطلعهم على قرب وصولهم إلى رحمة الله وجنته فقام من صباح ذلك اليوم مبكرا فأصلح مقر المجاهدين ترتيبا و تنظيفا ثم نظف سلاحه، ثم عكف على كتاب الله تلاوة و تدبرا وقد كان هذا دينه آخر أيام حياته، ثم صلى الظهر و العصر مع إخوانه فجاءه أمر الأمير بالخروج إلى هذه العملية بمفرده دون إخوانه، ففرح فرحا شديدا ثم ودع إخوانه وداعا حاراً و كأنه على موعد للقاء ربه - تبارك و تعالى - ثم قبل رؤوس إخوانه فخاطبه أحد إخوانه قائلا: لم كل هذا الوداع وسوف تعود قريبا، وكان قد ظن أنه ذاهب للترصد على العدو فقال له أبو سمية: وما يدريك لعلها الشهادة و لعلي لا أراكم مرة أخرى ، -أو كلمة قريبة نحوها- وكان قد كتب وصيته قبلها بيوم أو يومين، ثم انطلق إلى مكان العملية على القافلة التي اقتربت جدا من المكان وما ان وصلت إلا وتطايرت عليها القذائف الآربي جي من كل صوب، و أمطرت بوابل الرصاص من المجاهدين و تعالت صيحات التكبير من أفواههم و حمي الوطيس واشتدت المعركة و تساقطت أعداد كبيرة من قتلى القوات الروسية فبدأت الآليات الروسية تقصف المكان قصفا جنونيا أصيب على إثره أبو سمية إصابة في رأسه ووجهه حتى مضى إلى جوار ربه و سلاحه لم يسقط من يده.
قتل أبو سمية و مضى يسطر المجد و التاريخ بدمائه الكريمة التي ستكون –بإذن الله- نبراسا و نورا لمن بعده من الشباب الصادق الطموح القادم الذي سيصنع المجد و التاريخ بدمه فإلى رحمة الله يا أبا سمية فأنت القائل : "لا ضير أن أقتل ليحيا الإسلام"...
لا تسقني كأس الحياة بذلة بل فاسقني بالعز كأس الحنظل
و أما عباد النجدي (عبد اللطيف الشارخ) فلست أدري من أي سيرته أبدأ فمنذ أن أنشأه الله في بيت علم ودين، حفظ كتاب ربه عن ظهر قلب و أكمل دراسته في المعهد العلمي الشرعي بتفوق و امتياز ...
فتى يقيم على القرآن معهده أكرم بركنيه مبناه و معناه
إذا بناء على من غير قاعدة فكيف يبقى أمام الدهر مبناه
كان يسأل نفسه دائما كيف يخدم هذا الدين على أي وجه كان، هب البطل و لأول مرة يخرج غي سبيل الله إلى بورما فشارك إخوانه المجاهدين و نفع الله به في تلك المنطقة فأقام بعض المشاريع الإغاثية و الدروس العلمية مما فتح الله عليه في بنغلاديش، و بعدها رجع إلى بيته زائرا و ما لبث تسعة أيام إلا والهم يساوره أن يقدم لدينه و أمته خيرا أعظم ونصرة أكبر فأعد العدة و مضى إلى أرض لإعداد في أفغانستان ليتعلم فنون الحرب و أساليب القتال، وصل إلى هناك وكان مثل بين إخوانه في الجود و الإجتهاد ووضوح الهدف حتى قضاها فترة قرابة العام وبعد ذلك عاد زائرا لوالديه و أسرته وقضاها فترة من الزمن يتحين أي فرصة يؤدي فيها أمانة نصرة هذا الدين فكان يحاول جاهدا الذهاب إلى كسوفا فانتهت القضية حتى أتى يوم ذهابه إلى بلاد القوقاز، وصل إلى الشيشان بتيسير الله له مع صعوبة الطريق فما إن وصل إلى الشيشان بثلاثة أيام إلا و دخل مع إخوانه المجاهدين إلى داغستان وأكمل جهاده في الشيشان وفتح الله عليه في هذه الأرض فتحا عظيما، فكم من المجموعات التي أعدها ودربها عباد وكم من الشهداء الذين سبقوه كان لهم مدربا و في نفس الوقت مربيا، وكان في النهار يدرب إخوانه وفي الليل يلقي الدروس التربوية على إخوانه أضف إلى ما كان عليه من خلق جم ولين في الطباع و تواضع حتى أنه لا يحب أن يكون بينه و بين إخوانه المتدربين فرق، حتى أنه ذات مرة خرج مع إخوانه للتدريب في يوم شديد البرد بدون معطف شتوي و البرد يقرصه و لما سألته عن ذلك أجابني بعد إلحاح: أنه لا يريد أن يلبس شيئا دافئا جديدا عن إخوانه المتدربين الذين لم يصرف لهم بعد الملابس العسكرية الجديدة الدافئة.
وكان يحب إخفاء العمل لله رب العالمين -نحسبه كذلك - فذات مرة رجع من الخط الأول إلى الخط الخلفي متعبا يريد الراحة ولما سئل عن الأخبار قال و لله الحمد دمر اليوم المجاهدون آلية و قتل كثير من المشاة في كمين نصبه مجموعة من المجاهدين في طريق يؤدي إلى قرية أفتري، وبعد ذلك تبين لنا من مصدر آخر أن عبادا هو الذي دمر الآلية الروسية المقاتلة بي أم بي بقذيفة أطلقها سلاح الآر بي جي و حدث عن بطولته و مآثره فكم هي المعارك التي خاضها و كم هي التضحيات و الخدمات التي قدمها لإخوانه في الله ذلك الشاب الطموح عباد -رحمه الله .
كذلك أخرج الإسلام قومي شبابا طامحا حرا أمينا
تعهدهم فأنبتهم نباتـــا كريما طاب في الدني غصونا
شبابا ذلل سبل المعالي وما عرف سوى الإسلام دينا
يوم الوفاء
في آخر أيامه أصيب عباد بحمى شديدة كانت تزاود عليه يوما بعد يوم فانتقل إلى قرية درقو فلبث فيها أيام حت أراد الأعداء تفتيش هذه القرية فأتوا بسرعة قصوى بمروحياتهم في مطلع الفجر فأنزلوا أفرادهم و لم يتمكن عباد و صاحبه المريض منصور الأزبكي من الخروج من القرية فحاولا الإختباء في الأحراش القريبة من البيوت فأحس الأعداء به و بصاحبه فتبادلا معهم إطلاق الرصاص ثم رمى الأوغاد عليهم بالقذائف الحارقة ومضى عباد و صاحبه سائلين المولى أن يكونا قد نالا ما يتمنيان من واسع رحمة المولى، ثم توجه الأوغد إلى المنزل الذي كانا فيه فضربوه بقذائف اللهب فأحرقوه على ربته التي كانت فيه -رحمها الله- وهكذا مضى عباد بإذن الله إلى بارئه و إلى أحبابه "مع النبيين و الصدقين والشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفقا"

كتبه أبو عمر الكويتي (أحمد العازمي)

منقول.....