
أخذ الفتى سعيد بن جبير العلم عن طائفة من جلة الصحابة من أمثال أبي سعيد الخدري ، وعدي بن حاتم الطائي ...
وأبي موسى الأشعري ، وأبي هريرة الدوسي ...
وعبد الله بن عمر ، وعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وعنهم أجمعين .
بيد أن أستاذه الأكبر ، ومعلمه الأعظم كان عبد الله بن عباس ، حبر أمة محمد ، وبحر علمها الزاخر ...
*** *** ***
لزم سعيد بن جبير عبد الله بن عباس لزوم الظل لصاحبه ... فأخذ عنه القرآن وتفسيره ، والحديث وغريبه ...
وتفقه على يديه بالدين ، وتعلم منه التأويل ...
ودرس عليه اللغة ، فتمكن منها أعظم التمكن ...
حتى غدا وما على ظهر الأرض أحد من أهل زمانه إلا وهو محتاج إلى علمه .
ثم طوف في بلاد المسلمين بحثا عن المعرفة ما شاء الله له أن يطوف .
فلما اكتمل له ما أراد من العلم ، اتخذ "الكوفة" دارا له ومقاما .
وغدا لأهلها معلما وإماما .
*** *** ***
كان يؤم الناس في رمضان ؛ فيقرأ ليلة بقراءة عبد الملك بن مسعود ...
وأخرى بقراءة زيد بن ثابت ...
وثالثة بقراءة غيرهما ، وهكذا ...
وكان إذا صلى منفردا فربما قرأ القرآن كله في صلاة واحدة ، وكان إذا مر بقول الله عز وجل :( فسوف يعلمون * إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون * في الحميم ثم في النار يسجرون )
أو مر بنحوها من آيات الوعد والوعيد ، اقشعر جلده ...
وتصدع فؤاده ... وهمت عيناه ...
ثم لا يزال يبدأ فيها ويعيد حتى يوشك ان يقضي نحبه .
*** *** ***
الصفحة الأخيرة
شكرا للمرور والدعاء أختي سكارلت
:26: :24: :26: