كل القضايا الانسانية يمكن تناولها بالبحث والدراسة والسؤال والجواب الا الحب...فليس عملا منطقيا ولا منهجيا واقعيا اذا تقصينا البداية او النهاية للحب أو الاسباب أو الاعراض أو حتى النتائج ورغم أن الشاشة والكتب و الصحافة تعرض كل يوم وكل ساعة انواعا جديدة و اشكالا اضافة لحكايات الهوى ...رغم كل هذا ظل الحب غريبا بلا وطن...يائسا بلا منقذ...تائها في أرض الله...يعيش مع الفقراء وينام بين أحضان الاثرياء...ليس له معنى...لا يمكن تعريفه ...يملك ألف قناع...وملايين الضحايا في كل مكان وزمان...ومع الضبابية التي يرتديها صاحبنا((الحب))و الغموض والانطوائية والغرابة استطاع أن يشحذ همم الاقلام فكتب العلامة الاسلامي الكبير ابن القيم الجوزية اسطورة أحدثت انقلابا فكريا في معنى الخطاب الغرامي وذلك لان الحب تجاوز حدود الممنوع في الاعراف الدينية وأجبر واحد من أهم علماء الامة الاسلامية على الخوض في أسراره وذلك من خلال((روضة المحبين ونزهة المشتاقين))وذكر ابن القيم أسماء الحب كاملة والتي تجاوزت الثلاثين وقصصا طويلة وحكايات عريضة من واقع الحياة العربية القديمة وكيفية تعاملها مع الحب ثم جاء شيخ جليل آخر واكمل المشوار عندما انتهى ابن حزم الاندلسي من((طوق الحمامة))وهذا الكتاب كان أكثر جرأة وحرية في تناول الحب من العمق وتوالت المؤلفات حتى أصبحت القضية التلفزيونية والسينمائية تجري وراء المشاكل العاطفية وهذا انعكاس طبيعي لرغبة المشاهد التي يحرص عليها أهل الاعلام انصافا لمبادىء السياسة التجارية...
وعموما ليس هناك اكثر من شاعر مندفع وراء رأيه وفكره اختصر فرضية الحب بين الناس وهو يقول:
اذا أنت لم تعشق ولم تدر ماالهوى****فقم فاعتلف تبنا فأنت حمار
والانسان الذي لم يحب واغلق قلبه في وجه المحاولات لم يتذوق طعم الحياة بعد...فالحب هو الحياة والحياة هي الحب على رأي اللبناني الراحل جبران خليل جبران...

مناير_الرياض @mnayr_alryad
عضوة جديدة
هذا الموضوع مغلق.

نعم أختي الفاضلة
ولذلك كان الحب في الله والبغض في الله من أوثق عرى الإيمان
وأعظم حب هو حب العبد لربه عز وجل!
وأما الهوى فهو مذموم
يقول بن قيم الجوزية في الكتاب الذي ذكرتيه
روضة المحبين ونزهة المشتاقين
الباب التاسع والعشرون في ذم الهوى وما في مخالفته من نيل المنى وقد
تقدم ذكر الآيات في ذلك وبعض ما ورد في السنة
الهوى ميل الطبع إلى ما يلائمه وهذا الميل خلق في الإنسان لضرورة بقائه فإنه لولا ميله إلى المطعم والمشرب والمنكح ما أكل ولا شرب ولا نكح فالهوى مستحث لها لما يريده كما أن الغضب دافع عنه ما يؤذيه فلا ينبغي ذم الهوى مطلقا ولا مدحه مطلقا كما أن الغضب لا يذم مطلقا ولا يحمد مطلقا وإنما يذم المفرط من النوعين وهو ما زاد على جلب المنافع ودفع المضار ولما كان الغالب من مطيع هواه وشهوته وغضبه أنه لا يقف فيه على حد المنتفع به أطلق ذم الهوى والشهوة والغضب لعموم غلبة الضرر لأنه يندر من يقصد العدل في ذلك ويقف عنده كما أنه يندر في الأمزجة المزاج المعتدل من كل وجه بل لا بد من غلبة أحد الأخلاط والكيفيات عليه فحرص الناصح على تعديل قوى الشهوة والغضب من كل وجه وهذا أمر يتعذر وجوده إلا في حق أفراد من العالم فلذلك لم يذكر الله تعالى الهوى في كتابه إلا ذمه وكذلك في السنة لم يجئ إلا مذموما إلا ما جاء منه مقيدا كقوله لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به وقد قيل الهوى كمين لا يؤمن قال الشعبي وسمي هوى لأنه يهوي بصاحبه ومطلقه يدعو
كتاب روضة المحبين، الجزء 1، صفحة 469.
وقال أيضافي
الباب السادس والعشرون في ترك المحبين أدنى المحبوبين رغبة في أعلاهما
هذا باب لا يدخل فيه إلا النفوس الفاضلة الشريفة الأبية التي لا تقنع بالدون ولا تبيع الأعلى بالأدنى بيع العاجز المغبون ولا يملكها لطخ جمال مغش على أنواع من القبائح كما قال بعض الأعراب وقد نظر إلى امرأة مبرقعة
إذا بارك الله في ملبس % فلا بارك الله في البرقع
يريك عيون المها مسبلا % ويكشف عن منظر في أشنع
وقال الآخر
لا يغرنك ما ترى من نقاب % إن تحت النقاب داء دويا
فالنفس الأبية لا ترضى بالدون وقد عاب الله سبحانه أقواما استبدلوا طعاما بطعام أدنى منه فنعى ذلك عليهم وقال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير وذلك دليل على وضاعة النفس وقلة قيمتها
وقال الأصمعي خلا رجل من الأعراب بامرأة فهم بالريبة فلما تمكن منها تنحى سليما وجعل يقول إن امرءا باع جنة عرضها السموات والأرض بفتر ما بين رجليك لقليل البصر بالمساحة
كتاب روضة المحبين، الجزء 1، صفحة
ولذلك كان الحب في الله والبغض في الله من أوثق عرى الإيمان
وأعظم حب هو حب العبد لربه عز وجل!
وأما الهوى فهو مذموم
يقول بن قيم الجوزية في الكتاب الذي ذكرتيه
روضة المحبين ونزهة المشتاقين
الباب التاسع والعشرون في ذم الهوى وما في مخالفته من نيل المنى وقد
تقدم ذكر الآيات في ذلك وبعض ما ورد في السنة
الهوى ميل الطبع إلى ما يلائمه وهذا الميل خلق في الإنسان لضرورة بقائه فإنه لولا ميله إلى المطعم والمشرب والمنكح ما أكل ولا شرب ولا نكح فالهوى مستحث لها لما يريده كما أن الغضب دافع عنه ما يؤذيه فلا ينبغي ذم الهوى مطلقا ولا مدحه مطلقا كما أن الغضب لا يذم مطلقا ولا يحمد مطلقا وإنما يذم المفرط من النوعين وهو ما زاد على جلب المنافع ودفع المضار ولما كان الغالب من مطيع هواه وشهوته وغضبه أنه لا يقف فيه على حد المنتفع به أطلق ذم الهوى والشهوة والغضب لعموم غلبة الضرر لأنه يندر من يقصد العدل في ذلك ويقف عنده كما أنه يندر في الأمزجة المزاج المعتدل من كل وجه بل لا بد من غلبة أحد الأخلاط والكيفيات عليه فحرص الناصح على تعديل قوى الشهوة والغضب من كل وجه وهذا أمر يتعذر وجوده إلا في حق أفراد من العالم فلذلك لم يذكر الله تعالى الهوى في كتابه إلا ذمه وكذلك في السنة لم يجئ إلا مذموما إلا ما جاء منه مقيدا كقوله لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به وقد قيل الهوى كمين لا يؤمن قال الشعبي وسمي هوى لأنه يهوي بصاحبه ومطلقه يدعو
كتاب روضة المحبين، الجزء 1، صفحة 469.
وقال أيضافي
الباب السادس والعشرون في ترك المحبين أدنى المحبوبين رغبة في أعلاهما
هذا باب لا يدخل فيه إلا النفوس الفاضلة الشريفة الأبية التي لا تقنع بالدون ولا تبيع الأعلى بالأدنى بيع العاجز المغبون ولا يملكها لطخ جمال مغش على أنواع من القبائح كما قال بعض الأعراب وقد نظر إلى امرأة مبرقعة
إذا بارك الله في ملبس % فلا بارك الله في البرقع
يريك عيون المها مسبلا % ويكشف عن منظر في أشنع
وقال الآخر
لا يغرنك ما ترى من نقاب % إن تحت النقاب داء دويا
فالنفس الأبية لا ترضى بالدون وقد عاب الله سبحانه أقواما استبدلوا طعاما بطعام أدنى منه فنعى ذلك عليهم وقال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير وذلك دليل على وضاعة النفس وقلة قيمتها
وقال الأصمعي خلا رجل من الأعراب بامرأة فهم بالريبة فلما تمكن منها تنحى سليما وجعل يقول إن امرءا باع جنة عرضها السموات والأرض بفتر ما بين رجليك لقليل البصر بالمساحة
كتاب روضة المحبين، الجزء 1، صفحة
الصفحة الأخيرة
وسطور اروع وترجمان واضح جلي لحرية الراي ومصادرة الانانيه الصحفيه ويسرني
حضورك الرائع صراحه حبيت اسلم عليك وارحب فيك وصراحه اعجبني وشدني
طرحك المميز في الموضعين السابقين واشد على يدك وقلمك فاالى الامام مع مثل هذا
الطرح وبالتوفيق دائما وابدا والسلام خير ختام.:) ::) :) :) :) :) :) :) :) :)