الله يفرج لك وياخذ حقك منه
وادعي بصلاتك ماخاب من دعاه ..
عندما خرجت برود من غرفة عمتها، سمعت صوت مطر وهو يتحدث عبر الهاتف، خلف الستائر، مع أحد أشقائه، ويقول: أقسم لك أنها كاذبة، لم أتزوجها، وليس لدي أبناء سوى من برود، والله إني قطعت علاقتي بها منذ زمن، يا أخي صدقني، هذه تحاول الإنتقام مني، إذ تركتها منذ فترة،
أقسم لك أني صادق، إن كان لي أبناء منها فأين هم، قف معي، وساعدني، اقنع أمي أني صادق، أخبرها،
يا أخي عندما تعرفت إليها كانت هادئة كالملاك، لم أتصور أنها تحمل وجها كريها كهذا،
وما أدراني، كلكم تمرون بعلاقات وتمر على خير، ما أدراني أنا أن حظي سيكون مع هذه المريضة، منذ عرفتها لم أرى منها إلا اللطف والضعف ويوم تركتها توحشت،
كيف أتصرف معها، تعبت، فهي تلاحقني في كل مكان، حاولت أن تسمم علاقتي بزوجتي، تصور حتى في أعمالي تلاحقني، وتتصل بكل من تربطني بهم علاقة عمل، سممت حياتي، .. تعبت، لا أعرف حتى أين باتت تسكن، فعندما زرت شقتها قالوا لي أنها انتقلت، ..
والله، ثم والله، لم أفعل، .. كيف أقنعك، أني لم أتزوج بها،
نعم ثق وآمن، لم أتزوج بها، وليس لي منها أولاد،
نعم، فعلت، لكني لم أجد لها عنوانا،
كيف أبلغ عليها، هل أعرض سمعتي للفضائح أكثر مما أنا فيه،
أعرف مكان عملها، لكنها في إجازة من أسبوعين، ....
مرت برود بهدوء، وهي لا زالت تستمع لصوت زوجها المخنوق، وهو يعتذر بكل الأشكال لشقيقه، ويرجوه المساعدة،
كانت برود تفكر، هل ما أصاب زوجها اليوم، هو وبال ظلمه لها، هل ما هو فيه من هم، يعادل الهم الذي ألقمت يداه فمها، ... وبغير تفكير، رفعت يديها للسماء وقالت: "" ربي أنجي زوجي، واصرف عنه الهم والغم، فإني قد سامحته، فأغفر له، وانصره على من ظلمه، ويسر له أمره، فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا""
وبينما كانت برود في طريقها للبيت، رن هاتفها الجوال: ألو،
- أين أنت، ....؟؟
- في طريقي للبيت،
- لم تخبريني، هل صدقت أنت الأخرى ما يقال، ....
- لا داعي للنقاش في الأمر الآن، اطمئن على والدتك، وأنا سأغدي الأولاد، وأعود للمستشفى...
أقسم لك أني صادق، إن كان لي أبناء منها فأين هم، قف معي، وساعدني، اقنع أمي أني صادق، أخبرها،
يا أخي عندما تعرفت إليها كانت هادئة كالملاك، لم أتصور أنها تحمل وجها كريها كهذا،
وما أدراني، كلكم تمرون بعلاقات وتمر على خير، ما أدراني أنا أن حظي سيكون مع هذه المريضة، منذ عرفتها لم أرى منها إلا اللطف والضعف ويوم تركتها توحشت،
كيف أتصرف معها، تعبت، فهي تلاحقني في كل مكان، حاولت أن تسمم علاقتي بزوجتي، تصور حتى في أعمالي تلاحقني، وتتصل بكل من تربطني بهم علاقة عمل، سممت حياتي، .. تعبت، لا أعرف حتى أين باتت تسكن، فعندما زرت شقتها قالوا لي أنها انتقلت، ..
والله، ثم والله، لم أفعل، .. كيف أقنعك، أني لم أتزوج بها،
نعم ثق وآمن، لم أتزوج بها، وليس لي منها أولاد،
نعم، فعلت، لكني لم أجد لها عنوانا،
كيف أبلغ عليها، هل أعرض سمعتي للفضائح أكثر مما أنا فيه،
أعرف مكان عملها، لكنها في إجازة من أسبوعين، ....
مرت برود بهدوء، وهي لا زالت تستمع لصوت زوجها المخنوق، وهو يعتذر بكل الأشكال لشقيقه، ويرجوه المساعدة،
كانت برود تفكر، هل ما أصاب زوجها اليوم، هو وبال ظلمه لها، هل ما هو فيه من هم، يعادل الهم الذي ألقمت يداه فمها، ... وبغير تفكير، رفعت يديها للسماء وقالت: "" ربي أنجي زوجي، واصرف عنه الهم والغم، فإني قد سامحته، فأغفر له، وانصره على من ظلمه، ويسر له أمره، فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا""
وبينما كانت برود في طريقها للبيت، رن هاتفها الجوال: ألو،
- أين أنت، ....؟؟
- في طريقي للبيت،
- لم تخبريني، هل صدقت أنت الأخرى ما يقال، ....
- لا داعي للنقاش في الأمر الآن، اطمئن على والدتك، وأنا سأغدي الأولاد، وأعود للمستشفى...
عندما عادت برود إلى المستشفى كان الجميع هناك، وكان القلق باديا على وجوههن، سألت برود : كيف حال عمتي،
- نقلت إلى العناية المركزة،
- ماذا حدث، ...؟؟
لا جواب كل ينظر للآخر، بلا جواب،
كانت برود تشعر بأنها الوحيدة التي تقف في المكان الخطأ، وكأن الجميع يستغربون بقاءها بهذا البرود، بعد كل ما سمعته عن زوجها، البعض يقدر لها الموقف، والبعض الآخر يستغرب، لكنها لا تستطيع أن تخفي شعور بالإحراج بدا ينتابها،
وبعد أن تجاوزت العمة مرحلة الخطر، واطمأن الجميع عليها، عرضت برود أن تبقى بصحبتها حتى الصباح، لكن عرضها لم يكن مناسبا، فثمة أطفال صغار في بيتها، بينما نامت شقيقة مطر بصحبة العمة،
وعادت برود مع مطر إلى البيت، .. كانت صامتة طوال الوقت، وكان مطر يقود إلى جوارها، بهيئة تثير الشفقة، لأول مرة يكون بهكذا مظهر، ملابسه متسخة، ورأسه بلا غتره، شعره منكش، ووجهه قاتم، .. لم يتحدث معها في أي شيء، لكن عيونه الحمراء والشفاه المزمومة تكتم قهرا عميقا، ...
عندما أنهت برود العناية بأطفالها وعادت لغرفة النوم، وجدت زوجها قد نام على السرير بثيابه المتسخة، وقد أطفأ الأنوار، فأحست أنه يبكي بصمت، فدخلت بهدوء، وتحركت في الظلام صوب السرير، واستلقت، .........
كانت تمني نفسها بنهاية على الأقل لهذا اليوم المؤلم، لكن جرس الباب الذي بدأ يرن بجنون، دفعهما للنهوض سريعا، بدأ قلب مطر يخفق بشدة، وبرود أمسكت أنفاسها، هل يعني هذا أن العمة قد........
عندما فتح مطر الباب، كانت شقيقته الصغرى تقف هناك، وتمسك بيديها صورة، وقالت بقرف: خذ......
أخذ مطر الصورة، وما أن رآها حتى صرخ بعنف: لا لا...
فقالت شقيقته: كل أفراد العائلة لديهم نسخة منها الآن، ...و جدتها على مسّاحة سيارتي، عندما غادرت المستشفى،
أصيب مطر بانهيار شديد، وبدأ يحدق في أخته، ومد يده وأزاحها من طريقه وخرج،
فيما همت برود بسؤال الشقيقة: ماذا أعطيته، .....؟؟
قالت الشقيقة باكية: صورة له، إنها صورته وهو عار مع امرأة أخرى، ...... ستعرفين على كل حال، فالصورة نسخت ووزعت علينا، أحدهم فعل ذلك،
- ومن هي المرأة التي معه..
- وجهها محذوف، ... لا أعرف من تكون،
- ولماذا أريته،
- ليعلم أي فضيحة مستنا من أفعاله، كيف سأري وجهي لزوجي بعد اليوم، وأهل زوجي، كلهم شاهدوا الصورة، كلهم بلا استثناء، كانوا معنا، رأيتهم في المستشفى، ثم وجدوا النسخ على سياراتهم، ولعلها موزعة على كل السيارات هناك بلا استثناء، ....
وبكت بنحيب: يا ويلينا من الناس، ..
صمتت برود، وكأن شاحنة بسرعة 300 متر في الساعة صدمتها، فتفرقت أشلاءا في الفضاء.....
- توقعنا أن زواجك منه سيغيره، ظننا أنه سيعقل، لكن يبدو أنك كنت مشغولة بنفسك عنه، كنت طوال الوقت تجرين خلف نجاحاتك الشخصية، مهملة له، أنت تتحملين المسؤولية، أنت زوجة فاشلة.
- لا أسمح لك، أنا بذلت كل ما أستطيع لأجله، وقد عانيت منه كفاية، ولا يحق لك أن تأتي اليوم لتلوميني على أخطائه، أخوك أراد أن يعيش بطريقته، وإن كنت قد غيرته مؤخرا فهذا لأني عالجت أمراضه النفسية،
- ما الفائدة بعد ماذا، أين كنت قبل ذلك، إن كنت عانيت مع أخي، فأنا تزوجت سكيرا، زوجي كان يدخل علي كل ليلة ورطله في يده، يوسخ الفرش، ويحيل لي البيت حماما، ومع هذا صبرت، وعانيت وغيرته، .. المرأة الواعية تستطيع، لكنك كنت أنانية، كنت لا تفكرين سوى في نفسك، تركته لبنات الليل، تركته وتجاهلت، كنت أسألك مرارا عنه وكنت تقولين لا تعرفين عنه شيء، أي امرأة تهمل زوجها إلى هذا الحد، فرحة بعودته الآن، بعد ماذا بعد أن خسرنا كل شيء، ....
ردت برود بغضب: أخرجي من بيتي فورا، .... ماعدت أطيق كلامك،
- لماذا ألأنه صادق، ...... على كل حال خارجة أنا وأتمنى أن أسمع خبر موت مطر، لعله بعد ما فعل ينتحر ويريحنا.....
- كيف تتحدثين عن أخيك هكذا..
- منذ اليوم لم يعد أخي..
- نقلت إلى العناية المركزة،
- ماذا حدث، ...؟؟
لا جواب كل ينظر للآخر، بلا جواب،
كانت برود تشعر بأنها الوحيدة التي تقف في المكان الخطأ، وكأن الجميع يستغربون بقاءها بهذا البرود، بعد كل ما سمعته عن زوجها، البعض يقدر لها الموقف، والبعض الآخر يستغرب، لكنها لا تستطيع أن تخفي شعور بالإحراج بدا ينتابها،
وبعد أن تجاوزت العمة مرحلة الخطر، واطمأن الجميع عليها، عرضت برود أن تبقى بصحبتها حتى الصباح، لكن عرضها لم يكن مناسبا، فثمة أطفال صغار في بيتها، بينما نامت شقيقة مطر بصحبة العمة،
وعادت برود مع مطر إلى البيت، .. كانت صامتة طوال الوقت، وكان مطر يقود إلى جوارها، بهيئة تثير الشفقة، لأول مرة يكون بهكذا مظهر، ملابسه متسخة، ورأسه بلا غتره، شعره منكش، ووجهه قاتم، .. لم يتحدث معها في أي شيء، لكن عيونه الحمراء والشفاه المزمومة تكتم قهرا عميقا، ...
عندما أنهت برود العناية بأطفالها وعادت لغرفة النوم، وجدت زوجها قد نام على السرير بثيابه المتسخة، وقد أطفأ الأنوار، فأحست أنه يبكي بصمت، فدخلت بهدوء، وتحركت في الظلام صوب السرير، واستلقت، .........
كانت تمني نفسها بنهاية على الأقل لهذا اليوم المؤلم، لكن جرس الباب الذي بدأ يرن بجنون، دفعهما للنهوض سريعا، بدأ قلب مطر يخفق بشدة، وبرود أمسكت أنفاسها، هل يعني هذا أن العمة قد........
عندما فتح مطر الباب، كانت شقيقته الصغرى تقف هناك، وتمسك بيديها صورة، وقالت بقرف: خذ......
أخذ مطر الصورة، وما أن رآها حتى صرخ بعنف: لا لا...
فقالت شقيقته: كل أفراد العائلة لديهم نسخة منها الآن، ...و جدتها على مسّاحة سيارتي، عندما غادرت المستشفى،
أصيب مطر بانهيار شديد، وبدأ يحدق في أخته، ومد يده وأزاحها من طريقه وخرج،
فيما همت برود بسؤال الشقيقة: ماذا أعطيته، .....؟؟
قالت الشقيقة باكية: صورة له، إنها صورته وهو عار مع امرأة أخرى، ...... ستعرفين على كل حال، فالصورة نسخت ووزعت علينا، أحدهم فعل ذلك،
- ومن هي المرأة التي معه..
- وجهها محذوف، ... لا أعرف من تكون،
- ولماذا أريته،
- ليعلم أي فضيحة مستنا من أفعاله، كيف سأري وجهي لزوجي بعد اليوم، وأهل زوجي، كلهم شاهدوا الصورة، كلهم بلا استثناء، كانوا معنا، رأيتهم في المستشفى، ثم وجدوا النسخ على سياراتهم، ولعلها موزعة على كل السيارات هناك بلا استثناء، ....
وبكت بنحيب: يا ويلينا من الناس، ..
صمتت برود، وكأن شاحنة بسرعة 300 متر في الساعة صدمتها، فتفرقت أشلاءا في الفضاء.....
- توقعنا أن زواجك منه سيغيره، ظننا أنه سيعقل، لكن يبدو أنك كنت مشغولة بنفسك عنه، كنت طوال الوقت تجرين خلف نجاحاتك الشخصية، مهملة له، أنت تتحملين المسؤولية، أنت زوجة فاشلة.
- لا أسمح لك، أنا بذلت كل ما أستطيع لأجله، وقد عانيت منه كفاية، ولا يحق لك أن تأتي اليوم لتلوميني على أخطائه، أخوك أراد أن يعيش بطريقته، وإن كنت قد غيرته مؤخرا فهذا لأني عالجت أمراضه النفسية،
- ما الفائدة بعد ماذا، أين كنت قبل ذلك، إن كنت عانيت مع أخي، فأنا تزوجت سكيرا، زوجي كان يدخل علي كل ليلة ورطله في يده، يوسخ الفرش، ويحيل لي البيت حماما، ومع هذا صبرت، وعانيت وغيرته، .. المرأة الواعية تستطيع، لكنك كنت أنانية، كنت لا تفكرين سوى في نفسك، تركته لبنات الليل، تركته وتجاهلت، كنت أسألك مرارا عنه وكنت تقولين لا تعرفين عنه شيء، أي امرأة تهمل زوجها إلى هذا الحد، فرحة بعودته الآن، بعد ماذا بعد أن خسرنا كل شيء، ....
ردت برود بغضب: أخرجي من بيتي فورا، .... ماعدت أطيق كلامك،
- لماذا ألأنه صادق، ...... على كل حال خارجة أنا وأتمنى أن أسمع خبر موت مطر، لعله بعد ما فعل ينتحر ويريحنا.....
- كيف تتحدثين عن أخيك هكذا..
- منذ اليوم لم يعد أخي..
(( لا أعرف بأي كلمة أصف لك مشاعري التي تضاربت تلك اللحظة، فبمجرد أن سمعت عن الصورة من شقيقته، انتابتني خيبة الأمل الكبيرة، فقد شعرت أنها نجحت وبجدارة، اختطفت مني ثمرة تعبي، ودهستها، كأنها تقول لي بي أو بدوني لن تهنئي معه، كأنها تسخر مني، فجأة وجدتني خسرت كل شيء، كل شيء )) كانت برود تتحدث معي، في حديقة منزلها، مندهشة، عيونها حائرة، بلا قرار، وبين وقت وآخر، تثبت عينيها بعيني وتسأل: (( هل كان ذنبي استعادته، هل أخطأت عندما فعلت ذلك..؟؟ ..
أمر آخر عصف بي، كلمات شقيقته، على الرغم من أني لا أجد لها عذرا في تهجمها علي، لكني للحظات شعرت أنها كانت تروي حقيقة أمري، لأول مرة أجد امرأة ضخمة، تقف أمامي تقذف في وجهي الشتائم واللوم، بدت لي شقيقته كجنية كانت تراقبني، كأنها تعلم كل ما كان يدور بيني وبين أخيها، وكأنها عرفته أكثر مني، كنت أقول لنفسي ما تقوله غير حقيقي، فأنا في الواقع حاولت، لكنها كانت مصرة، كان كلامها عين الحقيقة الذي أصاب المصاب، هل فعلا أنا الملامة، هل تخليت عنه، .. وجدت أني فعلت بإصرار، كنت أتخلى عنه خطوة بخطوة، كنت أتركه وأتجاهل، حماية لكبرياء زائف، كان يمكنني، أن أفعل معه ما أفعله الآن، أنا كنت أعرف كيف أستعيد حبه، حتى بدون نصائحك كنت قادرة، كنت أعرف كيف أستميله، كان جزء مني يعرف يا ناعمة، لكني كنت أعاند، حتى عندما استشرتك لأول مرة، اعتقدت أنك ستجدين لي وسيلة لإذلاله والإنتقام منه، لكن بعد أن تعرفت إلى نمطه، شعرت أنه علي أن أستسلم، وأن أعيش معه بمودة، ........))
(( لا أعرف ماذا عساي أن أفعل ... أأشرح أم أقول، فكلام أخته الجمني، كيف علمت عني كل هذا، كيف عرفت أني تركت حبيبي، وسنوات عمري تتسرب من بين يدي كالماء، ومن ذا الذي سيعوضنا عما مضى من سنوات عمرنا، من سيعيد لنا كل تلك السنوات، ها أنا اليوم أجني ما زرعنا معا، .. لقد بكيت طوال الليل، ولم أسمح لنفسي بالإتصال بك، لا أريد مواساة أحد، ولا أريد أن يخبرني أحد بأني مظلومة،
أردت أن أرى حقيقة ذاتي في ذاتي، أن أراها كما يريدني الله أن أراها، فكم من مرة أغضبت زوجي وكان الله يعلم، وكم من مرة تركته بلا مبالة وكان الله يعلم، وكم من مرة استسلمت لوقع الظلم وكان الله يعلم، ......!!! لكن ما حز في خاطري أن كل من حولي كانوا يرون ويعلمون، شقيقته هذه بالذات ما كنت أراها كثيرا، بسبب سكنها في إمارة أخرى، ما كنت أراها إلا كل فترة وفترة، ومع هذا فهمت وعلمت، أني لم أكن زوجة بالمعنى الحقيقي، كنت خيال زوجة، لم يكن لدي تلك القوة التي تمتلكها الزوجات الحقيقيات، ...))
( طوال الوقت كنت أعيش بأنانية، فقد تزوجت هذا الرجل لأنقذ نفسي من بئر العوانس، ولأرضي أمي، وأهرب من بيت أهلي، وفكرت أني قد أربح أكثر بكثير لو جعلته يحبني، فعندما لم أفلح، قررت أن أكتفي بالأرباح المضمونة، ولا أخاطر بها، فتركته يلهو ويلعب بشرط أن يبقيني في عصمته، تركته وأنا أعلم أن بعض المخاطرة لن تضر، كان بإمكاني على كل حال أن أنسى وجع الكرامة الشيطانية جانبا، وأبادر، وأتنازل، وإن صدني ريتني لبست أحلى ما عندي واقتربت بحب، ليتني في كل مرة كان يهرب فيها مني، كنت أبتسم له عندما يعود، ليتني أخبرته يوما عن المشاعر الطيبة التي أكنها له، ليتك تعلمين كم فرصة مرت أمام عيني ورفضتها، كنت أبخل على نفسي بالمحاولة، خوفا من الرفض، فماذا لو رفض، ما كانت الدنيا ستنتهي، ما كان الكون سيأفل، سيبقى كل شيء على حالة وكان الله غفر بها لي أو أحسن بها إلي،
ماذا لو حاولت آلاف المرات وفشلت، ...... ماذا كنت سأخسر، ..... كرامتي، التي خسرتها فعلا...
وفعلا اليوم بالذات، ........!!!! لم يعد لي وجه أواجه به الناس، كل الناس ستنظر لي اليوم على أني المرأة الناقصة التي خانها زوجها، ولن يقولوا ذلك الزوج الخائن، بل المسكين الذي لم تكن زوجته عاقلة بحيث تكفي حاجته، هاهو اليوم قد خانها، هي المسؤولة، ..... أليس هذا ما يقوله الناس دائما.....!!!!! )
( أذكر أني حاولت ذات مرة، حاولت أن أقترب، فصدني، فكرهته، وقررت أن أهجره بدوري لأنتقم لكرامتي،..........!!!! كم بت أكره هذه الكلمة، التي ضج الإعلام بها، وجعلنا عبيد لها، .. لا كرامة اليوم، ......... ياااااه.. !!!!!)
( عندما يكسر عقد ( من الذهب) عزيز علي، أحاول البحث عن صائغ جيد، ليصلحه لي، فأنا لا أنوي بيعه، وعندما يفسد زوجي أب أبنائي، أبيعه، ..... كيف يحدث هذا، كيف يصبح الأمر بهذا الشكل، .. ماذا كان سيحدث لو أغدقت عليه الحب، وودته كما أود أخي، ....... فأخي لو أخطأ في حق زوجته سأتمنى لو أنها تسامحه، سأتمنى لو أنها تعطف عليه وتحتضنه، ولن أقبل أن تهينه أو تقسو عليه، فهو أخي قطعة من دمي، فلماذا إذا لا نعطف على أولاد الناس، هم أيضا لهم ظروفهم، هم أيضا مساكين، لعل ما هم فيه من بلاء لأسباب خارجة عن إرادتهم، ..
بعد أن سمعت كلامك، بعد أن غيرت أفكاري وأهدافي، بعد أن أحببت استعادته، وسامحته، أصبح الرجل الذي أريد، أصبح الفارس الذي حلمت به، وكأنه كان مختبئا قريبا خلف جلده في انتظار دعوتي الصادقة ليظهر، عندما أصبحت المرأة التي يحلم بها، بات رجلي، .. والآن لا أريد أن أخسر هذا الحلم الجميل، وجاءت تلك الوقحة لتهدم كل شيء، لكني لازلت أرغب في العيش معه، لم يعد يهمني الناس، يمكنني أن أحيا وأطفالي سعداء عندما نتجنبهم جميعا، المهم هو، ....... تخيلي كيف بت أفكر، وماذا كنت أفكر، كنت أنظر له كعدو مبين، كنت أبحث عن فرصة تلو الفرصة لأنتقم منه، كنت أدعو الله أن يبتليه لأهزأ به، واليوم، كم أشفق عليه، أشعر بفؤادي فارغا إشفاقا عليه، ..... ليته يعود للبيت لأواسيه، وأخبره أنها ليست نهاية الدنيا، وأن بإمكانه أن ينسى والناس ستنسى، أريده أن يعود لعلي أستطيع أن أهون عليه.....
هل تعتقدين أن مكروها أصابه، منذ ليلة أمس لم يره أحد، فبعد أن خرجت شقيقته، اتصلت بشقيقه، الذي كان قد رأى نسخة أخرى من الصورة، وطلبت منه أن يبحث عنه، .. أخاف أن يقتلها، فيدخل بها السجن، ونحرم أنا وأبنائي منه طوال العمر، .. )
ثم صمتت، واسترخت على الكرسي للوراء، وأغمضت عينيها، وكانت يداها تخفقان برجفة، فلمستها فإذا هي باردة كالثلج، ........ وناديتها : برود........ !! فلم تسمعني، فقلت من جديد: برود، هل أنت بخير.....
لكنها آثرت الصمت، وأغمضت عينيها بشدة، فسالت دموعها متلاحقة، ......... فقلت لها: سيعود بإذن الله.. وسيعود الوضع أفضل من ذي قبل، فقط آمني بالله، وتأكدي بأنه حب وابتلاء..... ما رأيك لو تتصلين بشقيقه فتسألين لعله وجده الآن......!!!
-بت أخشى الإتصال، .... اتصلت اليوم عشرات المرات، حتى بات لا يرد علي...!!!
-لا بأس اتصلي من جديد، لعلهم وجدوه.....
-لو وجدوه لكانوا اتصلوا بي، متأكده بأنهم سيتصلون، ..... ماذا تتوقعينه فعل طوال هذا الوقت، هل ذهب بحثا عنها، أم سافر هربا من الناس..... أم فعل بنفسه شيء...!!!
-بل ربما ذهب بحثا عنها،........ هكذا يتصرف الجنوبيون إنهم لا يهربون، إنهم أقوى من ذلك، ..!!
-حقا، أمتأكدة من كلامك،
-الله أعلم، وأظن أن ما أقوله صحيح، هم لا يهربون ولا ينتحرون، لديهم مناعة كبيرة ضد هذه الأشياء، الجنوبي يهرب من الضغوط والصدمات بالإدمان، غالبا، لكنه لا ينتحر،... لذلك فهم إما يدمنون النساء أو المخدرات أو المسكرات، أو الإسراف، ....... أي شيء يمكن الإدمان عليه.....
-تعتقدين أنه زار ملها ليليا ليشرب،.. هل هذا ما تلمحين له..
-قد يكون كذلك، ..........
-لكنه ترك الشرب منذ فترة طويلة،.......... فهل تعيده الصدمة للشرب....!!!
أمر آخر عصف بي، كلمات شقيقته، على الرغم من أني لا أجد لها عذرا في تهجمها علي، لكني للحظات شعرت أنها كانت تروي حقيقة أمري، لأول مرة أجد امرأة ضخمة، تقف أمامي تقذف في وجهي الشتائم واللوم، بدت لي شقيقته كجنية كانت تراقبني، كأنها تعلم كل ما كان يدور بيني وبين أخيها، وكأنها عرفته أكثر مني، كنت أقول لنفسي ما تقوله غير حقيقي، فأنا في الواقع حاولت، لكنها كانت مصرة، كان كلامها عين الحقيقة الذي أصاب المصاب، هل فعلا أنا الملامة، هل تخليت عنه، .. وجدت أني فعلت بإصرار، كنت أتخلى عنه خطوة بخطوة، كنت أتركه وأتجاهل، حماية لكبرياء زائف، كان يمكنني، أن أفعل معه ما أفعله الآن، أنا كنت أعرف كيف أستعيد حبه، حتى بدون نصائحك كنت قادرة، كنت أعرف كيف أستميله، كان جزء مني يعرف يا ناعمة، لكني كنت أعاند، حتى عندما استشرتك لأول مرة، اعتقدت أنك ستجدين لي وسيلة لإذلاله والإنتقام منه، لكن بعد أن تعرفت إلى نمطه، شعرت أنه علي أن أستسلم، وأن أعيش معه بمودة، ........))
(( لا أعرف ماذا عساي أن أفعل ... أأشرح أم أقول، فكلام أخته الجمني، كيف علمت عني كل هذا، كيف عرفت أني تركت حبيبي، وسنوات عمري تتسرب من بين يدي كالماء، ومن ذا الذي سيعوضنا عما مضى من سنوات عمرنا، من سيعيد لنا كل تلك السنوات، ها أنا اليوم أجني ما زرعنا معا، .. لقد بكيت طوال الليل، ولم أسمح لنفسي بالإتصال بك، لا أريد مواساة أحد، ولا أريد أن يخبرني أحد بأني مظلومة،
أردت أن أرى حقيقة ذاتي في ذاتي، أن أراها كما يريدني الله أن أراها، فكم من مرة أغضبت زوجي وكان الله يعلم، وكم من مرة تركته بلا مبالة وكان الله يعلم، وكم من مرة استسلمت لوقع الظلم وكان الله يعلم، ......!!! لكن ما حز في خاطري أن كل من حولي كانوا يرون ويعلمون، شقيقته هذه بالذات ما كنت أراها كثيرا، بسبب سكنها في إمارة أخرى، ما كنت أراها إلا كل فترة وفترة، ومع هذا فهمت وعلمت، أني لم أكن زوجة بالمعنى الحقيقي، كنت خيال زوجة، لم يكن لدي تلك القوة التي تمتلكها الزوجات الحقيقيات، ...))
( طوال الوقت كنت أعيش بأنانية، فقد تزوجت هذا الرجل لأنقذ نفسي من بئر العوانس، ولأرضي أمي، وأهرب من بيت أهلي، وفكرت أني قد أربح أكثر بكثير لو جعلته يحبني، فعندما لم أفلح، قررت أن أكتفي بالأرباح المضمونة، ولا أخاطر بها، فتركته يلهو ويلعب بشرط أن يبقيني في عصمته، تركته وأنا أعلم أن بعض المخاطرة لن تضر، كان بإمكاني على كل حال أن أنسى وجع الكرامة الشيطانية جانبا، وأبادر، وأتنازل، وإن صدني ريتني لبست أحلى ما عندي واقتربت بحب، ليتني في كل مرة كان يهرب فيها مني، كنت أبتسم له عندما يعود، ليتني أخبرته يوما عن المشاعر الطيبة التي أكنها له، ليتك تعلمين كم فرصة مرت أمام عيني ورفضتها، كنت أبخل على نفسي بالمحاولة، خوفا من الرفض، فماذا لو رفض، ما كانت الدنيا ستنتهي، ما كان الكون سيأفل، سيبقى كل شيء على حالة وكان الله غفر بها لي أو أحسن بها إلي،
ماذا لو حاولت آلاف المرات وفشلت، ...... ماذا كنت سأخسر، ..... كرامتي، التي خسرتها فعلا...
وفعلا اليوم بالذات، ........!!!! لم يعد لي وجه أواجه به الناس، كل الناس ستنظر لي اليوم على أني المرأة الناقصة التي خانها زوجها، ولن يقولوا ذلك الزوج الخائن، بل المسكين الذي لم تكن زوجته عاقلة بحيث تكفي حاجته، هاهو اليوم قد خانها، هي المسؤولة، ..... أليس هذا ما يقوله الناس دائما.....!!!!! )
( أذكر أني حاولت ذات مرة، حاولت أن أقترب، فصدني، فكرهته، وقررت أن أهجره بدوري لأنتقم لكرامتي،..........!!!! كم بت أكره هذه الكلمة، التي ضج الإعلام بها، وجعلنا عبيد لها، .. لا كرامة اليوم، ......... ياااااه.. !!!!!)
( عندما يكسر عقد ( من الذهب) عزيز علي، أحاول البحث عن صائغ جيد، ليصلحه لي، فأنا لا أنوي بيعه، وعندما يفسد زوجي أب أبنائي، أبيعه، ..... كيف يحدث هذا، كيف يصبح الأمر بهذا الشكل، .. ماذا كان سيحدث لو أغدقت عليه الحب، وودته كما أود أخي، ....... فأخي لو أخطأ في حق زوجته سأتمنى لو أنها تسامحه، سأتمنى لو أنها تعطف عليه وتحتضنه، ولن أقبل أن تهينه أو تقسو عليه، فهو أخي قطعة من دمي، فلماذا إذا لا نعطف على أولاد الناس، هم أيضا لهم ظروفهم، هم أيضا مساكين، لعل ما هم فيه من بلاء لأسباب خارجة عن إرادتهم، ..
بعد أن سمعت كلامك، بعد أن غيرت أفكاري وأهدافي، بعد أن أحببت استعادته، وسامحته، أصبح الرجل الذي أريد، أصبح الفارس الذي حلمت به، وكأنه كان مختبئا قريبا خلف جلده في انتظار دعوتي الصادقة ليظهر، عندما أصبحت المرأة التي يحلم بها، بات رجلي، .. والآن لا أريد أن أخسر هذا الحلم الجميل، وجاءت تلك الوقحة لتهدم كل شيء، لكني لازلت أرغب في العيش معه، لم يعد يهمني الناس، يمكنني أن أحيا وأطفالي سعداء عندما نتجنبهم جميعا، المهم هو، ....... تخيلي كيف بت أفكر، وماذا كنت أفكر، كنت أنظر له كعدو مبين، كنت أبحث عن فرصة تلو الفرصة لأنتقم منه، كنت أدعو الله أن يبتليه لأهزأ به، واليوم، كم أشفق عليه، أشعر بفؤادي فارغا إشفاقا عليه، ..... ليته يعود للبيت لأواسيه، وأخبره أنها ليست نهاية الدنيا، وأن بإمكانه أن ينسى والناس ستنسى، أريده أن يعود لعلي أستطيع أن أهون عليه.....
هل تعتقدين أن مكروها أصابه، منذ ليلة أمس لم يره أحد، فبعد أن خرجت شقيقته، اتصلت بشقيقه، الذي كان قد رأى نسخة أخرى من الصورة، وطلبت منه أن يبحث عنه، .. أخاف أن يقتلها، فيدخل بها السجن، ونحرم أنا وأبنائي منه طوال العمر، .. )
ثم صمتت، واسترخت على الكرسي للوراء، وأغمضت عينيها، وكانت يداها تخفقان برجفة، فلمستها فإذا هي باردة كالثلج، ........ وناديتها : برود........ !! فلم تسمعني، فقلت من جديد: برود، هل أنت بخير.....
لكنها آثرت الصمت، وأغمضت عينيها بشدة، فسالت دموعها متلاحقة، ......... فقلت لها: سيعود بإذن الله.. وسيعود الوضع أفضل من ذي قبل، فقط آمني بالله، وتأكدي بأنه حب وابتلاء..... ما رأيك لو تتصلين بشقيقه فتسألين لعله وجده الآن......!!!
-بت أخشى الإتصال، .... اتصلت اليوم عشرات المرات، حتى بات لا يرد علي...!!!
-لا بأس اتصلي من جديد، لعلهم وجدوه.....
-لو وجدوه لكانوا اتصلوا بي، متأكده بأنهم سيتصلون، ..... ماذا تتوقعينه فعل طوال هذا الوقت، هل ذهب بحثا عنها، أم سافر هربا من الناس..... أم فعل بنفسه شيء...!!!
-بل ربما ذهب بحثا عنها،........ هكذا يتصرف الجنوبيون إنهم لا يهربون، إنهم أقوى من ذلك، ..!!
-حقا، أمتأكدة من كلامك،
-الله أعلم، وأظن أن ما أقوله صحيح، هم لا يهربون ولا ينتحرون، لديهم مناعة كبيرة ضد هذه الأشياء، الجنوبي يهرب من الضغوط والصدمات بالإدمان، غالبا، لكنه لا ينتحر،... لذلك فهم إما يدمنون النساء أو المخدرات أو المسكرات، أو الإسراف، ....... أي شيء يمكن الإدمان عليه.....
-تعتقدين أنه زار ملها ليليا ليشرب،.. هل هذا ما تلمحين له..
-قد يكون كذلك، ..........
-لكنه ترك الشرب منذ فترة طويلة،.......... فهل تعيده الصدمة للشرب....!!!
الصفحة الأخيرة
بينما أغلقت برود الهاتف، وهي تحدق نحو الأرض، و تتساءل هل يمكن أن تكون ليزا صادقة، هل يمكن أن يكون زوجها شاذا..!!! شعور مخيف، مرعب، فكل شيء يمكن للمرأة أن تجتازه، إلا أمرا كهذا، فأن يعشق الرجل ويخون، لا بأس، لكن أن يكون على تلك الشاكلة، فهذا أمر مفزع،
حتى المشاعر تتغير، فأن تنظر لإنسان باحترام وحب، ثم ترى عدم استحقاقه للإحترام، وبل تجره دناءته إلى امتهان ذاته بتلك الصورة،
كانت برود تفكر نحو الأمر وكأنه قاطعا، ثم تعود لتفكر وكأنه لا يمكن أن يكون صدقا، باتت تصارع الرأيين، وفي الحالتين بات الأمر مرهقا، ومفزعا،
الكثير من تلك الحكايات، مرت أمامي، فعندما تستعيد الزوجة زوجها، لا تستلم بعض العشيقات، بل يقاتلن بكل شراسة، فمنهن من يصل بها الأمر إلى محاولة إيذائه جسديا، وهناك من تفعل كما فعلت ليزا، حيث حاولت تدمير حياة مطر وتشويه سمعته، بل وكادت تقتل والدته، كما سترون لاحقا،
وإني عندما أسمع عن الجرائم التي تقترفها العشيقات، في سبيل استعادة الرجل أو الإنتقام منه، لا أكاد أصدق، فثمة قصص أغرب من الخيال، وفي الوقت نفسه، أستغرب، كيف تكون المرأة بهذه الشراسة في سبيل استعادة رجل لا يخصها، بينما الأخرى التي هي زوجته وحلاله، تتنازل عنه بطيب خاطر،
طبعا رأي علم النفس في الأمر، أن الزوجة غالبا ما تكون من بيئة اجتماعية ترفض هكذا تصرف، فيما العشيقة غالبا تتيح لها تربيتها أو معطياتها النفسية القيام بذلك،
لكن تفسيري الخاص لهذه السلوكيات من قبل بعض العشيقات،
أولا: هو إحساسهن المرادف لكونهن عشيقات، فهي تتخيل أنها القادرة دائما على جلب الرجال، فما أن يتركها رجل ما، لا تكاد تستلم للشعور بالهزيمة، فتحارب لتستعيد ثقتها في ذاتها،
العشيقة، لديها صورة داخلية جميلة عن قدرتها على إغواء الرجال، وياويل الرجل الذي سيفكر في تحطيم تلك الصورة،
ثانيا: لكن لديها أيضا صورة أخلاقية قبيحة عن ذاتها، وهي تحمل المجتمع مسؤولية ماهي عليه، وتكره ذلك المجتمع الذي يستنقصها وينظر إليها بدونية، فما أن يحبها الرجل، حتى تشعر معه بالأمان، وترى أنه أعاد إليها بعض الكرامة، فإن تخلى عنها، عاودها الشعور بالظلم، فهاهو حبيب آخر يعاملها بتكبر، يستعملها ثم يرمي بها، ناسيا كل العهود، إنها تعلم أنها غير صالحة للزواج في نظره، وهذا يزيدها ألما، فتقرر أن تنتقم من المجتمع الذي يرفض إعطاءها الفرصة لتحيا، حياة طيبة،
على كل حال، مطر شأنه شأن كل الرجال، لم يكن يطمح بالزواج منها، كانت في حياته كجوليا، وكغيرها، لكنها كانت حبا جديدا، فقد بريقه مع الأيام، ...
فوجئت باتصال من برود: ألو
- لن تصدقي، تلك الماكرة، اتصلت بأم زوجي، وأخبرتها بأنها وزوجي متزوجان سرا، وأن لديها منه طفلين، وأم زوجي في المستشفى، ارتفع لديها الضغط، وأنا في الطريق إلى هناك،
- يالها من شر مصور،
- مجنونة، طبعا سأخبرك بكل جديد، حالما أطمئن على عمتي، الله يشفيها.
عندما وصلت برود إلى المستشفى، كان زوجها هناك، يتناقش مع أخيه الأكبر، وكان ثمة حوار ساخن واضح بينهما، ..
- كيف حال عمتي،
- بخير، ماذا جاء بك..
- جئت أطمئن عليها،.. هل من مشكلة،
- عودي للبيت وأنا سأطمئنك عليها،
لكن شقيقته خرجت من الغرفة،
- أهلا برود، تعالي، أمي تريدك على انفراد،
قال مطر متوترا: تريدها لأي شيء،
ردت شقيقته: أصمت أنت، يكفي حتى الآن،
دخلت برود الغرفة، لتجد أم مطر في حالة حرجة ، وتكاد تجر أنفاسها بصعوبة: تعالي يا بنتي، اقتربي،
اقتربت برود من العمة، وقبلت جبينها، وسالت دموعها: الله يشفيك يا عمتي،
فجأة دخل مطر: أمي، أقسم لك أن كل ما سمعته كذب، أقسم لك أنه كذب،
قالت شقيقته: زوجتك يا مطر تعلم كل شيء، أنا أخبرتها على الهاتف،
قالت العمة: اسمعي يا برود، أوصيك، ثم أوصيك، مهما حدث بينك وبين مطر، ومهما صار، لا تتخلي عن أبنائك وبيتك، .........ثم بكت،
لم يتحمل مطر الموقف وخرج، .........
قالت برود: لا تقلقي يا عمتي، ما سمعته غير صحيح، أنا متأكدة أن مطر ليس له أبناء من امرأة غيري، وتأكدي أني أعرف كل شيء،
نظرت العمة لبرود بقلق وقالت: تعرفين كل شيء، هل هناك ما تخفينه،
- ليس الكثير، كانت تعرف مطر، لكنه تركها منذ مدة، وعاد إلي، ومنذ ذلك الحين وهي تتصل بي وتسمعني الأكاذيب، وقد تأكدت بنفسي أن لا أبناء له من امرأة غيري، فاطمئني،
امتلأ وجه أم مطر بالبشر، وقالت: الله يسمع منك، شبعنا فضائح، مللنا، نريد أن نرتاح،...