عزف الخريـــف
- تدري يا مطر، من يوم كنت صغير، كنت أراقب برود، وكنت أشوف كيف بدت تكبر وتلبس وتهتم بنفسها، كنت أقول يا حظ إللي بياخذها، ... أختي برود كانت أجمل من هالبنات اللي نشوفهم في التلفزيون، ... غريب أنك ما حافظت عليها.. غريب...
- الجمال مب كل شيء، ... كان فيه شيء ناقصني مع برود، ... كنت أحس إنها فعلا اسم على مسمى، برود قبل غير، باردة، .. خلاص ما أريد أتكلم في اللي فات، برود الحين غير، والله إني كنت أحبها من أول .. من أول حتى قبل أخطبها، ... كنت أراقبها يوم تسير الدوام، .. مرات كثيرة تصدف إنها تمر وأكون واقف عند الإشارة، مرات كانت توقف مقابل سيارتي عند الإشارة، ... أعجبت فيها، وفي شخصيتها من الأول، وكم من مرة سرت شغلها وشفتها من بعيد، ... بس بعد الزواج، حسيت إنها غير، شكلها برى شي، وشخصيتها شي ثاني...
- كيف يعني.. شفت منها قصور،
- لا، ما قصرت في شيء، بس شكلها رومانسي، وبعد الزواج لقيتها شكل بس، قلبها جامد، عقلها يشتغل أكثر من مشاعرها، حسيتها الريال وجني المرة، ... بصراحة برود كانت غير، .. والله ما أعرف شو أقول لك... بس اللحين تغيرت، تقول زارت استشارية، ... ما أدري وش هي، بس تغيرت برود بجد... صارت أحلى مما تمنيت، ويوم تغيرت رديت لها، بس ما تخيلت إني بدفع الثمن غالي، ما تخيلت...
- يعني أنت ما تدري من تكون الليزا.....
- لا .. يعني وش تكون....
- الليزا، بنت بنكو...
- من هي بنكو.....
- بسم الله الرحمن الرحيم... أنت اللحين وياها من سنتين ويمكن أكثر، ما تعرف من هي أمها...
- قالت أن أمها طبيبة، .....
- عشتوا، طبيبة شو.. طبيبة ( ...) متهكما... أمها يا الغالي بنكو، أكبر (ق....وا...دة) في بلادها، وكل الشباب كانوا يسافرون لها علشان تدبر لهم بنات، ...... وكانت تصور للشباب وتبتزهم، وقام واحد منهم اشتكى عليها وحبسوها يمكن من كم سنة، يعني بعد هذا جات ليزا البلاد، جابها واحد ينقال له ( ) عاشرها كم من يوم ثم تركها، وليزا كانت تشتغل عن أمها تقدمها للشباب المريشين الهاي هاي، ..
- أنت شو تقول، ليزا جاءت مع فرقة للغناء.... كانت تغني....
- هاي هيه، أنت وين، وين لايث، ...... أخوي، شكلك مولي، ...؟؟ يالغالي، ليزا كانت مرموطة في الفنادق، تدق باب الغرف، تبيع جسدها للمقيمين في الفنادق، وأنت مكرم، .. ويوم تعبت، حاولت تترقى وتغني في الفندق، ويقولون مدير الفندق، اتفق وياها يقدمها للهاي هاي، وياخذ نص الأتعاب، وسوا لها إقامة باسم الفندق، عاد مالقا ( لم يجد ) شو يوظفها قام حطها برتبة مغنية، هها هها، ...




ذهل مطر، وبات يعلق عينيه بأبو حمد، .. غير مصدق، لكنه يستعيد الأحداث، ويطابقها بكلامه، ويجد أنه يقول الصدق...
تابع أبو حمد الحديث: وأنت تقيم علاقة مع امرأة لا تعرف عنها أي شيء، .. ما هذا العبط...؟؟
- وكيف لي أن أعلم، كانت تقيم في الفندق، تغني في المساء، ولديها إقامة سارية المفعول، وفرقة تعزف، وفي الليل لا رفيق لها سواي....
- عاد شو رايك، ...في الليل معك، والصبح مع ألف رجل غيرك...




- كيف، إنها لا تغادر الفندق...
- ومن قال أنها تحتاج مغادرة الفندق عملها يا عزيزي في الفندق، ... ما بالك لا تفهم، .. ألم تزر فنادق من قبل، ألم تمر بتجربة من هذا النوع ألم ترى بنفسك ما يحدث كل دقيقة، ألم تر كيف تدق النساء العاريات أبواب الغرف التي يسكنها رجل بمفرده، ما بالك لا تستوعب...
شريط من الأحداث، والمواقف تمر أمام مطر، ...... كان يتصل بها صباحا كل يوم فلا ترد، دائما مشغولة، ودائما مرهقة في الليل، ... ....... أمور كثيرة تساقطت من ذاكرته الواحدة تلو الأخرى.... صمت مطبق خيم على المكان....



وفجأة دخل شقيق مطر، مفشيا السلام .. فقام أبو حمد لتحيته: وعلكيم السلام ورحمة الله، كيف حالك يا أبو إبراهيم،
- بخير .. الحمد لله على كل حال، كيف حالك أنت...
- كما ترى، ولله الحمد والمنة، ..... كنت أخبر مطر عن ليزا أشياء يبدو أنه لا يعرفها....
- هل تعرف عنها أنت أي شيء...
- نعم الكثير..
- وكيف ذلك...؟؟
- عملنا يا أبو إبراهيم، أم أنك نسيت أي منصب أشغل....
- نعم صحيح، لعلك إذا قادر على مساعدتنا، .. كدت أنسى أنك تعمل في هذا، ليتك تساعدنا، ..
- إني على اطلاع بالأمر، ... ونحن نحاول، كذلك ثمة شخص آخر تدخل، لا أعرف من، هناك جهة أخرى بدأت تهتم بالأمر.... هل كلمتم أحدا...
- من جهتي لم أفعل بعد..
- ماذا عنك يامطر...
- لا،.. لم أتصل بأي أحد بعد.
- لعلهم رفاقك إذا.. فقد وصلنا أن جهة رسمية أخرى تبحث عنها...
- يا الله، سخر لنا الناس، الحمد لله، إن شاء الله يصلون إليها، فقد بت لا أنام يا أبو حمد، طوال الوقت أفكر ماذا ستفعل لا حقا بنا...

في هذه الأثناء كنت في طريقي للبيت بعد يوم طويل وشاق من الإستشارات المتتالية، عندما اتصلت بي صديقتي من الشرطة: لدي أخبار مهمة، ...
قلت بسرعة: هاتي ماعندك..
قالت: المرأة التي تبحثون عنها تقيم في شقة في الشارع الفلاني، مع موظف كان سابقا يعمل في الفندق الذي تعمل فيه، .. ولدي معلومات تقول بأنها قضت ساعات يومها الأولى في استديو ( ) .. وبعد أن تحرينا الأمر، علمنا أنها تزور هذا الأستديو من أسبوع تقريبا، حيث بدأت معه في طمس صورتها في فيلم فيديو مخل يجمعها برجل مواطن، يبدو أنه الرجل زوج عميلتك، يبدو أنها تخطط لنشره.........!!!



قلت بخوف: لا ....... يا إلهي، تتحرك هذه المرأة بسرعة أكبر مما نعتقد... علينا فعل شيء ما.. هل يمكنكم إيقافها.........
- بالطبع يمكننا، لكن ليس بدون بلاغ رسمي، إن فتح البلاغ فورا سيتم إيقافها... وبدون البلاغ، لا يمكننا عمل شيء، فقد جمعت لك المعلومات بطريقة شخصية، ساعدني زملائي في ذلك، ... كما تعلمين، هذه أمور غاية في الحساسية...
- نعم فهمت...... سأتصرف، وأرد عليك..
- اسمعي، إن رغبتم في فتح بلاغ، فالآن هو أفضل وقت، كما أني أنصحك بفتحه لدى فلان، إنه أكثرهم تكتما، أوصيته بنفسي عليهم، كما أصبح على اطلاع بالحكاية كاملة، .....
- هل بدأت التحرك...
- نعم، كان علي فعل ذلك...لم يعد أمامكم وقت، إنه في انتظاركم..
- أشكرك من أعماق قلبي...
موس شوكلت
موس شوكلت
لا اله الا الله
الله يعينك ع مابتلاك به احتسبي الاجر يااختي
(( الله اذا احب قوما ابتلاهم))
زوجك اكسبيه بطيبتك يعني لا تقصرين معه بشي حتى لوكنت زعلانه ولا عاد تكلمينه بهالموضوع كأنك ماتشوفين شي وخيرته بيستحي ع خشته ولا وحده منهن بتسحبه ع خشته وبيعرف ان الله حق وبيقضب ارضه
عزف الخريـــف
عودة لقصة برود ومطر


يتبع

^


الحب يا صديقتي، هو الشيء الوحيد الذي جعلني اصمد، الحب هو الشيء الوحيد الذي جرفني نحو الصمت، والهدوء وقوة العزيمة،





كنت اتأمل مطر من كل جهاته، كنت انظر للفارس الجذاب الذي كان يسكن معي كل هذه الفترة ولم أكن أشعر به، ...






أفكر إن كنت قد عملت لي سحرا جعلني احبه هكذا، احبه حتى أكاد أغرق معه في بحر من المتاعب، أحبه حتى أكاد اقف معه لأنقذه، وهو الذي طعنني بسكين الغدر سابقا،






واستغرب كم من الأيام والليالي مرت قبل أن أشعر بتلك الجنة الجميلة التي تسكن تحت أقدامنا، كان الحب قريبا، وشيكا، كان الحب عذبا صافيا، لولا أني أضعته، سنوات وسنوات،





أتأمل يا أخيتي، كيف أن اللحظات الجميلة التي كانت تزورني في أحلام يقضتي القديمة، كان بأمكانها ان تحقق مع مطر، لولا اني اسأت التصرف، ولولا أني لم أفهمه،





أنظر أليه اليوم، أنظر إلى سعادتي التي تقبع في حياتي معه، انظر إلى الحب الكبير الذي ينتظرني في قلبه، أشعر أني ملكة، لكن .......... أه من كلمة لكن، ... فبعد ان اكتشفت كنز الحب، ... بات حبيبي مزجورا عني بالسلاسل.........!!!!





وأسأل نفسي لماذا لا تكتمل الأفراح، ولماذا يأتي الحب متأخرا، ولماذا تأتي السعادة ناقصة، ........





فقط لو يتركنا العالم، ..... لو نهرب إلى جزيرة بعيدة، ليوم واحد واحد فقط، تصفوا فيها اجواءنا، لنعيش الحب الذي حرمنا منه طويلا، .....





أبعد ان استعدته، أبعد أن تأكدت من حبه لي، ابعد أن احببته، يضيع مني هكذا... سبحان الله في تصريفه للأقدار، ...... وأظن أن في ذلك حكمة، فلعل في ذلك حكمة....!!!!




كنت قد اتصلت ببرود، وأنا لا زلت في طريقي إلى البيت، .. اتصلت بها لأخبرها بالمعلومات التي حصلت عليها، ....... لكني فوجئت باسترسالها، في بث مشاعرها، وهمها الذي يباغتها كل حين.......

-برود، يمكنني سماعك لوقت اطول بعد ان نقوم باللازم، دعيني اخبرك بما عندي فلم يعد امامنا متسع من الوقت، .......... بعد ذلك سأسمعك، اعدك...

-ماذا هناك........؟؟

-حصلت على عنوانها، ... ولا بد من أن نتحرك، .. فليزا تدبر امرا أسوأ يا برود.......

-كيف علمت، ........ وما هو الأسوا...؟؟

-علمت بطريقتي، ... ليزا تخطط لتنشر افلاما خاصة تجمعها بزوجك، ......
عزف الخريـــف
ذهلت برود، وكأني سمعت هيجان قلبها الذي بدأ يطرق كالطبول، ...

-ماذا قلت....... هل هذا صحيح، لا يمكن، لالا لايمكن، ماذا تريد أن تفعل بي اكثر، سأمت، ... لم أعد احتمل... لا تقولي أن الأمر جاد... كيف علمت..

-لم يعد امامنا وقت، ...... عليك أن تسرعي باخبار زوجك، بأن يفتح بلاغا ضدها باسرع وقت، وسأعطيك اسم الشخص المناوب الان، وهو على علم بالامر، ......

-بلاغ، يال الفضيحة........

-بل الفضيحة لم تأتي بعد، الفضيحة ستأتي لو أن زوجك لم يتفح البلاغ...

-لن يقبل، إنه خجل...

-عليه ان يقبل، لم يعد امامه خيار........

وبدأت اشرح لها كل شيء..............



عندما يقف الانسان أمام الطوفان، يصبح شخص بقوى خارقة، يصبح انسانا حديديا، وهكذا باتت برود بمجرد ان سمعت ماقلت، اغلقت السماعة، وجرت كالريح نحو الصالون، تصرخ وهي تنزل السلالم،

-مطر، اسرع يامطر، ليزا، إنها تخطط لنشر فيلم مسجل يخصك، اسرع..

نظر الجميع نحو برود، فسارع مطر للسؤال مستغربا: وكيف علمت....؟؟

-لا يهم، المهم، ان تسارع حالا لفتح بلاغ، الأمر في غاية الخطورة المعلومات التي بحوزتي، كلها دقيقة، هل تذكر الاستشارية التي اخبرتك عنها.....؟؟

-نعم...... ما بها...؟؟

-هي اخبرتني....... صدقني معلوماتي صحيحة، اسرع هيا اسرع..

-وكيف لي أن اتأكد، ثم ماعلاقتها بالأمر......

-إنها تعمل مع الشرطة ... لديها علاقاتها، اسرع يامطر اسرع ارجوك، قبل أن يقع ما تكره........

وبدأت برود تشرح للجميع، كيف عليهم أن يعملوا في رفع بلاغهم،

سأل شقيق مطر أبو حمد: هل تأتي معنا يا ابو حمد، لعلك تنفعنا .. فنصفهم هناك يعرفونك.......

-بالطبع، أتي، ... لكني استغرب كيف علمت استشارية برود بكل هذه المعلومات، ......؟؟ غريب ..
نحن حتى الأن لم نستدل على مكان اقامة ليزا، وهي كيف علمت ، هل اخبرتك بمكانها..؟؟

-لا، لقد رفضت، قالت أنها لو اخبرتني لعلي اخبركم، فتحاولون الثار من ليزا أو قتلها، وبالتالي تلحقون الأذى بأنفسكم... هي تعلم مكان اقامتها، والشرطة ايضا على علم، ... هذا اسم الشخص الذي ستقابلونه هناك.....

-غريب.........

قال شقيق مطر مستعجلا: ليس وقت الكلام، يا ابو حمد علينا ان نسرع، فلا تعلم في أية لحظة ستباغتنا تلك الأفعى، تحرى لا حقا حول الأمر...

-نعم، نعم اعذرني... هيا بنا.......



تمر الأحداث سريعا، حينما تبدأ عقد الحياة في الانفراط، تنفرط دفعة واحدة، .. هذا موقف، جمع القلوب، هذا موقف هدأ الصدور الثائرة، ثم قضى على افعى كانت تبث سمها بخبث ودهاء...... سقطت ليزا، ... ومعاونيها، الأربعة، الذين كانوا يوزعون لها الصور في كل مكان، والذين عملوا على نسخ الصور وبثها إلى اقرباء ومعارف مطر عبر الإيميل... بينما سمحت الشرطة لمطر بالاطلاع على الأفلام، ليتأكد من أنها كلها تخصه، ثم اتلفتها، فيما صادرت الشرطة افلاما اخرى، صورتها ليزا، لرجال مختلفين، من كل مكان، تم ايضا اتلافها لا حقا، ...

واعترفت ليزا، انها كانت تصور العلاقات التي تقوم بها، عبر كاميرا صغيرة دستها في غرفتها في الفندق، إذا انها كانت تصر على جر ضحيتها إلى غرفتها الخاصة، حيث كانت الكاميرا، اشبه بحساس الحرائق، مما لم يجعل الرجال يشكون بها، ........!!!!


عولجت قضية مطر وليزا، بمنتهى السرية، والتكتم،


وهكذا تعالج قضايا الشرف في وطني، إنهم حريصون على سمعة الناس، وعلى ستر خطاياهم، فلعل الله يتوب عليهم، ويغفر لهم، من قبل ومن بعد.....




قال عليه الصلاة والسلام


( من ستر على مسلم ستر الله عليه فيالدنيا والآخر)


وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم – أنه قال: "كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً، ثم يصبح وقد ستره الله، فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويكشف ستر الله عنه".



وأصرح من ذلك وأقوى في الاستدلال ما ورد من فعل المصطفى – عليه الصلاة والسلام – فقد جاء في حديث أبي أمامة المخرَّج في الصحيحين قال: "بينما رسول الله في المسجد ونحن قعود معه إذ جاء رجل فقال: يا رسول الله: إني أصبت حداً فأقمه علي، فسكت عنه، ثم أعاد فقال: يا رسول الله: إني أصبت حداً فأقمه علي، فسكت عنه، وأقيمت الصلاة، فلما انصرف نبي الله قال أبو أمامة: فاتبع الرجل رسول الله حين انصرف، واتبعت رسول الله أنظر ما يرد على الرجل، فلحق الرجل رسول الله فقال: يا رسول الله، إني أصبت حداً فأقمه علي، قال أبو أمامة: فقال له رسول الله: "أرأيت حين خرجت من بيتك، أليس قد توضأت فأحسنت الوضوء؟ قال بلى يا رسول الله. قال: فقال له رسول الله: فإن الله قد غفر لك حدك، أو قال: ذنبك".


والمتأمل في الحديث يتجلى له بوضوح عدم رغبة النبي – صلى الله عليه وسلم – مفاتحة الرجل في ذنبه الذي ارتكبه بل إنه أعرض عنه، ولما انقضت الصلاة لم يبحث عنه وإنما انصرف ولحق به الرجل، وكل ذلك يدل على التأكيد على أهمية الستر وفضله.

يتبــع
عزف الخريـــف
- هل لي أن اسألك سؤالا........ هل حقا تسببت في حبس شرطي بلا محاكمة........؟؟

- من قال لك ذلك.....؟؟

- إنه أخي، بقي ملحا يريد أن يعرف من الاستشارية التي استطاعت الوصول إلى كل تلك المعلومات، ولم يتركني حتى اخبرته، ... ولم يفاجأ، بل قال لي توقعت ذلك، لكني لم أتخيل انك تعرفينها... هو لم يصدق اننا صديقتين، ... لكنه قال عنك بأنك مدربة في الشرطة المجتمعية، فهل هذا صحيح........؟؟

- نعم منذ فترة، ...... ادرب الشرطة النسائية فقط، لا أدرب الرجال مطلقا، فكيف عرف عني...؟؟

- من زميلته، التي تعمل معهم تتحدث عنك كثيرا على ما يبدوا، لكن ما قصة ذلك الشرطي.... ماذا فعل.......؟؟

- لا أعرف من تقصدين .. لكني لم أبلغ في حياتي سوى ضد شرطي واحد فقط...، كل ما في الامر، أن إحدى عميلاتي، كانت ابنة رجل ثري، ووالدها كثير السفر، وقد تركها في رعاية المربيات، فهي يتيمة الأم، حضرت لي محاضرة في قوة الشخصية، ثم بدأت تتردد علي للاستشارات، وكانت تعاني من الوحدة القاتلة، والحاجة للأم، كانت تدردش عن أحلامها معظم الوقت، ثم أسرت لي بأنها على علاقة بشاب، وعندما وصفت لي ذلك الشاب، علمت انه يخدعها، فلا تكافئ يجمعهما، ويبدوا انه يتسلى، فخشيت عليها منه، وطلبت منها قطع علاقتها به، ... وعدتني بأن تفعل، لكنها قالت ستتدرج في قطع العلاقة لحاجتها له في حياتها، ...!!!

بعد مدة قصيرة عادت وقد استولى عليها الرعب، وصارحتني، بأنها بقيت تقابله في الخفاء، رغم نصيحتي لها، وأن احد الأشخاص العاملين في مجال الشرطة، كان يراقبهما، وأنه باغتهما، وهدد الشاب الذي فر هاربا، بينما اخذ الشرطي المتدرب رقمها، وبدأ يهددها بانه سيخبر والدها بما كانت تفعل، إذا لم تعقد علاقة معه هو، أي انه بدأ يبتزها، ...

كان هذا الشرطي، صغير السن، متدرب على ما أذكر، أي قليل الخبرة في الحياة، ومندفع، ويبدوا انه سيء، فطلبت منها أن تعطيني اسمه كاملا،

ثم اتصلت مباشرة بشخصية كبيرة في الشرطة، واخبرته بكل ما حدث، ثم طلبت منه أن يتأكد من صحة كلامي بنفسه، ...


طلب مني رسالة خطية فقط، ليتم مراقبة الشرطي الصغير، وبالفعل، ... حدث ما حدث، توقف عن ملاحقة عميلتي، ولا أعلم ماذا فعلوا معه، لأني لا أهتم سوى بمصلحة عميلتي، وأعلم أن المسؤولين لم يرضيهم ما فعله ذلك الشرطي المتدرب، وأعلم انه نال عقابه، لكني لم اسأل كيف، ولا أريد ان اعرف، فذك امر لا يهمني، ذلك امر من اختصاص الشرطة،



إن عملي ومهمتي تنتهي بمجرد الابلاغ، ...





و تأكدي يابرود بأن القانون في بلدنا صارم، ولا يراعي المحسوبية، إنه يطبق على الجميع بمنتهى العدالة،




- يا إلهي كيف يفعل ذلك وهو في الشرطة، .......؟؟
- في كل مكان يا برود الإنسان الطيب والسيء، في كل مكان، لكنه في النهاية نال عقابه، وعقابه اشد بالطبع من عقاب شخص عادي، لأنه خان الأمانة، ولهذا كان عقابه مختلفا، فالمسؤولين لم يتهاونوا في عقابه مطلقا،


- وماذا فعلوا به، .. اخبريني، ..

- والله لست اذكر، حتى اني لم اسأل، قد ترامى إلى سمعي بعض الكلام سمعته من المتدبات عندي، لكني لست اذكر تماما ، كل ما أعرفه أنه عوقب عقابا شديدا مضاعفا واستثنائيا ، نظير فعلته،

- يستحق، إذ انه كان يتوجب عليه حمايتها، وليس ابتزازها،

- بالضبط، ولهذا كان عقابه من المسؤولين كبير، ومضاعف،
من أي عقاب قد يحصل عليه انسان عادي...


- تعلمين مطر مصدوم، لأنه كان يعتقد بأن الرجل هو من يهدد العشيقة بالفضيحة، لم يكن يتصور أن العشيقة يمكن ان تهدد عشيقها، امر مضحك بالفعل، ... هل تتعرض الكثير من النساء للابتزاز من قبل الرجال أي عشاقهم القدامى...؟؟

- نعم، الكثير، بسبب علاقاتهم القديمة فإن بعض الرجال يبتزون النساء ليعيدون العلاقة، وأذكر سيدة جاءتني في وقت الظهيرة، بينما كنت اهم بالعودة إلى منزلي، كان على كتفها رضيع يبكي، وهي متوترة، وقالت لي بأن عشيق قديم لها، تركته بمجرد زواجها، بدأ يعيد الاتصال بها، ويطالبها بأن تخرج معه كالأيام الخوالي، وأنه بعد ان كان يمارس معها الجنس الخارجي، يريد اليوم أن يمارس معها الجنس بشكل كامل بعد ان اصبحت متزوجة، فلا عذرية تخشى عليها، وكان الشاب الذي يهددها، لا يعمل، فطلب منها فوق المعاشرة، مئة ألف درهم أيضا، لكنها استلفت المبلغ لأجله، وطلبت منه ان يأخذ المال، ويتركها في حالها، لأنها لا تريد الوقوع في الرذيلة، وهي سعيدة بتوبتها....... بقي مصرا عليها اصرارا عجيبا، حتى انه بدأ يزورها في مكان عملها، ليشعرها بدنو الخطر، .... كان مركزنا في تلك الفترة قد وزع على المؤسسات والشركات، نتيجة العام، تحمل عنوان ونشاط المركز، ويبدوا أن واحدة كانت على مكتبها، تقول بينما كانت في حيرة من أمرها، لمحت اسمي على النتيجة، فاتصلت ورجت السكرتيرة التي استدعتها، ........

- ماذا فعلت لها.....؟؟

- اتصلت مباشرة بالشرطة، وشرحت لهم المشكلة، .....

- وماذا بعد، .

- طبعا قالوا بأنه لا بد من رفع بلاغ...... فأخبرتهم بحساسية الوضع، ولأني ولله الحمد مصدر ثقة لديهم، عالجوا الأمر بطريقة جادة لكن متكتمة..

- كيف.......؟؟

- اتصلوا به من هاتف الشرطة، وهددوه، وطالبوه بالابتعاد، واخبروه ان هاتفه مراقب، ثم بدؤا بالفعل في العمل على مراقبته تحسبا لأي عمل طائش منه، .... وكانت الشرطة المجتمعية في منتهى التعاون معنا.... خلال دقائق يا برود، دقائق قليلة جدا، تركت فيها عميلتي لأجري اتصالاتي، عدت لأجدها مبتسمة منشرحة ترضع رضيعها بفرح، وتقول لي ( أنا في حلم ام ماذا، اتصل بي ذلك النذل يرجوني أن ابتعد عنه، وانه لن يتعرض لي بعد اليوم، كما أنه سيعيد مالي، إنه يتوسلني بأن اسحب البلاغ، ماذا فعلتي به يا استاذة.. كيف جعلته يغير موقفه وينسحب مهرولا )

- قلت لها أن السر في الشرطة المجتمعية، إنها تتعاون مع الحالات في سرية، إن الشرطة المجتمعية وجدت لأجل هذا الغرض... فلا يصح بعد اليوم أن تتألم فتياتنا سرا، وأن يسلمن انفسهن للمبتزين خوفا من الفضيحة، عليهن بالتحرك نحو الشرطة، .. فهناك اناس تخصصوا في حماية المجتمع، من مثل هذه النماذج...

- منذ متى وأنت تعملين مع الشرطة...

- لست موظفة هناك، انا مدربة أتعاون معهم لتدريب الشرطة النسائية كما أخبرتك، ولي علاقاتي، ولله الحمد، كذلك فعملي بحاجة لهم، فالكثير من الحالات التي تفد إلي تحتاج إلى مساعدة من قبل الشرطة، ولذلك نشأت علاقة طيبة بين مكتبنا وبينهم، فهم يمدون لنا يد العون في نجدة النساء المستضعفات، بدونهم لا يمكننا عمل شيء.

وفي الشرطة يا برود عينات رائعة من البشر، على استعداد لتعمل على انقاذك، دون حتى ان تسأل عن اسمك، المهم ان يقومون على حمايتك..!!!