-
مرضت ضحى وغابت عن التعلم وعن شيخها الشاب أسبوعين
وتاريخ الحمى يعيد لها حروبا في نفسها تنتصر عليها فتسلم جيشها الضعيف لبراثنها لتبقى بين يوم محموم وآخر بطوفان أنهار من العرق تنهك الجسم الرقيق الصغير
ومهما حاولت تلك الحمى ان ترافقها أطول مدة إلا أن الروح الصبية تنتصر عليها لتتراكض إلى حيث عشقها الذي تركته أياما مرغمة
ومن بعد صلاة العصر تقفز أمام غرفة المقرئين تنظر هنا وهناك
_ أين عبد العزيز؟؟؟
هل مل مقدمي فتركني وكادت أن تتهالك أرضا لولا يد امام الجامع الشيخ الجليل تنقذها
- تبحثين عن عبد العزيز ؟؟
- نعم......... أين هو ؟؟
نظر الشيخ لها بحزن مشفقا عليها
لم تفهم تلك النظرة ...صغيرة على صفعات الدنيا
قوية ............ إن فهمت
هكذا اخبرها عبد العزيز مرة قائلا
- يا صغيرتي ضحى : الدنيا ضعيفة ولا تقوى علينا إلا إن تقوينا من الداخل فإنها لن تتمكن منا
- كبف يمكن لدنيا أن تتمكن منا لا افهم !!
- نحن يا صغيرتي خلقنا أقوياء ألا تحبين أن تكوني قوية ؟؟؟؟؟؟؟
- بلى
_إذا فعليك أن تتقوي
- وكيف
- بالتعلم
أترين كم أنا قوي ؟؟
أنظري وأراها عضلاته ضاحكا
انا قوي من الخارج وحتى يكون هذا وأشار لقلبه وأمسك بيدها ووضعها على قلبها
- هذا يا ضحى يجب أيضا أن يكون قويا أيضا ويكون ,,,,بتعلم القرآن وحفظه وفهمه جيدا
الفهم يا ضحى , نفهم ما نقرأ ونسأل إلم نفهم حتى نقوى بالمعرفة النورانية
وأخرجها من فكرها السابق لعمرها صوت الشيخ الجليل قائلا
يا ضحى عبد العزيز مريض مريض جدا
تدافعت الدموع من عيون الصبية الصغيرة
- لا تخافي يا ابنتي وأريدك أن تعلمي أن المرض لم يقعده أبدا وسيأت عما قليل
وغمرها الفرح المشوب بالقلق وظلت عيناها معلقة بباب الجامع الكبير و كادت أن تمل
وابتدأت نفسها المليئة بأسرار الطفولة البريئة تعاون العين تفضح جملها المتناثرة الآن على وجهها المصفر وألحاظها المبللة خوفا من فقدان معلمها
و جلست على طرف البركة البارد تحتوي مصحفها الصغير الأخضر وتدس يديها علها تستجدي دفئا من معطفها الفروي الأبيض
وأطرقت بصبر حليم تنتظر متوحدة مع سكون مصحوب بهمهات المقرئين
وابتدأ صوت يطغى عليهم صوت قوي تعرفه, صوت لطالما علمها كيف تفهم القرآن وتقرؤه بفهم
قفزت
وانطلقت لعنده لتجده يتوسط المقرئين المتعلمين الكل يجلس أرضا إلا هو
كان يجلس
ولكن ..............

ليلنـــــــــــــــــــــــــــــا طال
و ننادي على الفجـــــــــــــر
وفي كل يوم
عندما تشعل الأنفاس ضياء
وتقاد الأرواح طوعا الى جنان
هناك في تلك الروابي الخيرات
وبين الحروف السامقات
نعيش
كل يوم نقرأ وبين تلك العظمة المقروءة في القلوب
تشرق آيات تهدينا لما تعوز النفس
كتبت لكل العالمين
من لدن حكيم عليم
علم أنها شفاء لنا
وسلوى لأرواح تتوه وبها تئوب
هنا سأورد آيات تمر علي وعليكم
فيها نعيش عوالم نورانية
وبها تذكير لغفلة
او بسمة تمحو دمعة
او قوة تدفع امة
أو هدأة تسكن أنة
1
(( ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون * فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين * واعبد ربك حتى يأتيك اليقين )) سورة الحجر
فإن ضاق صدرك
وضاقت عليك الأرض بما رحبت
فسبحي
وكوني من الساجدين
تهن عليك مصيبتك وتجدين الرحمن مقبل عليك
ويا له من إقبال
تفتح لك الأبواب وتعيشي لحيظات هناء وهدوء خيالي
مع سبحان ربي العظيم ساجدين وقائمين
سبحان ربي العظيم شاكرين و حامدين
سبحان ربي العظيم معترفين بتقصيرنا خائفين
سبحان ربي العظيم سائلين و راجين
سبحان ربي العظيم محلقين و بالرحمة طامعين
فياسبحان الله العظيم كم لنا من خيرات بها منعمين
يا سبحان الله العظيم
و ننادي على الفجـــــــــــــر
وفي كل يوم
عندما تشعل الأنفاس ضياء
وتقاد الأرواح طوعا الى جنان
هناك في تلك الروابي الخيرات
وبين الحروف السامقات
نعيش
كل يوم نقرأ وبين تلك العظمة المقروءة في القلوب
تشرق آيات تهدينا لما تعوز النفس
كتبت لكل العالمين
من لدن حكيم عليم
علم أنها شفاء لنا
وسلوى لأرواح تتوه وبها تئوب
هنا سأورد آيات تمر علي وعليكم
فيها نعيش عوالم نورانية
وبها تذكير لغفلة
او بسمة تمحو دمعة
او قوة تدفع امة
أو هدأة تسكن أنة
1
(( ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون * فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين * واعبد ربك حتى يأتيك اليقين )) سورة الحجر
فإن ضاق صدرك
وضاقت عليك الأرض بما رحبت
فسبحي
وكوني من الساجدين
تهن عليك مصيبتك وتجدين الرحمن مقبل عليك
ويا له من إقبال
تفتح لك الأبواب وتعيشي لحيظات هناء وهدوء خيالي
مع سبحان ربي العظيم ساجدين وقائمين
سبحان ربي العظيم شاكرين و حامدين
سبحان ربي العظيم معترفين بتقصيرنا خائفين
سبحان ربي العظيم سائلين و راجين
سبحان ربي العظيم محلقين و بالرحمة طامعين
فياسبحان الله العظيم كم لنا من خيرات بها منعمين
يا سبحان الله العظيم

-4
كان يجلس على مقعد متحرك
كما أصابتها الحمى أصابه شلل محموم أكل أعصابه فاقتات عليها وبات عاجزا عن تحريك اطرافه
لم تكن الصغيرة لتفهم ما حل به وظنته بالبدء يجلس على كرسي حتى تقدم إليها وأخذها خارجا وهو يسير عجلات كرسيه بيديه القويتينفعلمت أنه غير قادر على المشي وقد فقد تلك القوة التي كان يتمتع بها
وعند التقاء ذاك الألم بعدم الفهم يصعب التنفس حتى خارجا في هواء بارد صاف
وإن كان يأتي ضحى من القاريء الشاب سابقا حكم تمشي عليها من خلال آيات يلقنها فهي الآن بحاجة لحكمة تفهمها كيف يكون من قال لها سابقا
_ أنا قوي من الخارج وسأكون بالقرآن قوي من الداخل
وكيف ستربط هذه الصغيرة تلك القوتين
المادة............................................... والروح
اقسى منها وأكبر ذاك المعنى وذاك الارتباط
ورآها وقد أقبلت على عالمه باستفهام كبير
وعيناها الوضاءتان تتلآلآن وتحيدان كلمات خوف ورجاء وسطورا بخربشات ابنة التاسعة المشوشة
يا ضحى
قالها بحنان متفرد
يا ابنتي الصغيرة
ويا قارئة المستقبل
يا من تحبين القرآن وتتعلمين من ضيائه أشرقي فأنا بإذن الله بخير
وجلست الصغيرة على أرض الباحة امامه وأخرجت مصحفها الصغير الأخضر من بين طيات معطفها الفروي الأبيض فكأنه دوحة غناء لاتتمثل بمثال تنبثق من بين أنوار تشيع في النفس خطرات عشق للكمال
ورفعته إليه قائلة بطفولة عفوية
قلت لي انك قوي من الخارج كما الداخل والآن أنت لا تستطيع المشي فكيف ستكون قويا من الداخل ألا نشل أيضا داخلا
وهل سيأتي علينا وقت أنا أو أنت لا نستطيع القراءة كما لا تستطيع انت الآن المشي
؟؟؟؟؟
لكل خيال خارج من قوة كونية أودعها الباريء عزوجل وها هي حاملة القرآن تسكب من تخيل على واقع مرير أمامها
وبخوف شديد على فقدان أحب حقيقة في حياتها .........
فقدت قوة الجسم فلم لا تفقد قوة الروح
؟؟؟؟؟؟؟؟
كيف سيجيبها عبد العزيز ؟
كيف سيحمي قلبها من عاصفة تتكسر على ساحل شعورها ويعيد لها توازنا قد تفقده
؟؟-------------------------
-------------------------
5
وهنا انحدرت دمعة من عين الشيخ الشاب
دمعة رقت لها قلبها الطفل وظنت أنها قد قست عليه فأطرقت خائفة وأسرت دمعة كادت أن تنطلق من قلبها بعضة قاسية على شفتيها تمنع آها تنطلق
بكى الشاب حزنا على ما قالت و أجرى دمعه اسفا
و رق لخوفها
كيف يقنعها أن الروح تقوى بالقرآن
كيف يمكن أن تفهم هذه الصغيرة أن الإعاقة المادية تعطي دفعا للروح حتى ترتفع أكثر
في معرض القلب لضحى اقتران لصورة الانطلاق والقوة مع صورة لهذا الدفق الروحي الذي غذاها به عبدالعزيز
وأمسك بمصحفها وقبله وابتسم لها قائلا
يا ضحى ألم يحن درسك بعد؟؟
هيا لنتل ما فاتك
لم لم يجبها . حدثت نفسها لم لم يجبها ؟؟
وأدرك عبد العزيز نظرتها
فسألها
يا ضحى على من نزل القرآن
ولما أجابته قال :
نعم يا ضحى نزل على الرسول عليه الصلاة والسلام . وأين هو الآن ؟؟ أين رسولنا ؟؟
واتسعت عينا الطفلة تعجب من أشئلة الشيخ الساذجة
وفطن لما وراء النظرة الطفلة فضم المصحف ضمة حنونة أودع فيها إيحاء الحب الكبير الذي اجتمعا عليه
واستمر قائلا يا ضحى ها هو الرسول عليه الصلاة والسلام قد مات ولم يعد بيننا ولكنه ترك روحه ترفرف , وتعاليمه تعلم و ترك لنا ما وهبه الله ليعلم به الأمة
ترك القرآن , فهو يعيش معنا من خلاله
كلما قرأنا يا طفلتي الصغيرة آية من آياته نسرح في زمن قديم حيث كان الوحي ينزل على الأمين
نتخيله يا ضحى وهو يقرأ عليه القرآن وكأننا نجلس معهما
عالم جميل نقي بعيد عن هنا
عالم القرآن فيه كل شيء يا ضحى
فيه الأمان ....... فيه القوة .......فيه السلام ......فيه العظمة ........ فيه الحنان ........ وفيه الخلود
الخلود يا ضحى معناه ان تعيشي أبدا في سعادة ولن يحصل إلا إذا اخذت علمك من هنا
هنا يا ضحى تقوى روحك فتطيري والناس يمشون
وتقوي والناس ضعاف
وتهدأي والناس ثائرون
حملة القرآن ومعلموه والعاملون به يا ضحى هم غير الناس
إن فقدوا فالقرآن أنيسهم
إن تاهوا فالقرآن دليلهم
وإن تعبوا قالقرآن راحتهم
لن تشل روح تحفظ القرآن وتعمل به يا ضحى وإن شلت الأقدام وإن ماتت الأجساد أما رأيت كيف أننا تعاهدنا القرآن حتى وإن كان الرسول ليس معنا فقد ترك لنا مالا نضل به أبدا كتاب الله وسنته
فلا تخافي يا ابنتي
فلا تشل روح تهتدي بالقرآن
بل تشتعل همة
وتضيء فرحا
وتتقافز أملا
ظل الشيخ الشاب يحكي لضحى الصغيرة كيف أن السير إلى جنان القرآن ليس بالأقدام بل بالأرواح الوثابة
ورأت كل شيء يحكي
سطوره التي تدفقت من عالمه السحري اليقظ تحكي إصرار مقعد على التعلم والتعليم
وتزيد من همته في خلق عوالم روحانية في قلوب تلاميده وأولهم ضحى
وخلف جبال الثلج التي تتراكم في النفوس يأتي نور مصحفه يتوهج مذيبا وهن المتعلمين
ومن بين حبات العرق المتصببة من جسده الدي ابتدأ ينحل رأت ضحى سقيا لجفاف نفوس تتعطش لقراءة او فهم لآية
لم يكن يهدأ ....... لم يكن يتنقل بين نوم ونوم بل بين عمل ونشاط
وضحى تستقي منه
لترسم أولى خطوط الفجر على محيا دنياها...دنيا فيها رجعة الروح الى الجسد وإن شل .....
وتتعهدها معلمة لما كبرت
وتمر أيام في عمر الضحى ونهارات أخرى
وكلما مرت من باب الجامع القديم تسمع عجلات الكرسي المتحرك
وتشتم ريح المسك قادما منها
فتمضي وقد حذيت بمسك
.............................
النهاية
كان يجلس على مقعد متحرك
كما أصابتها الحمى أصابه شلل محموم أكل أعصابه فاقتات عليها وبات عاجزا عن تحريك اطرافه
لم تكن الصغيرة لتفهم ما حل به وظنته بالبدء يجلس على كرسي حتى تقدم إليها وأخذها خارجا وهو يسير عجلات كرسيه بيديه القويتينفعلمت أنه غير قادر على المشي وقد فقد تلك القوة التي كان يتمتع بها
وعند التقاء ذاك الألم بعدم الفهم يصعب التنفس حتى خارجا في هواء بارد صاف
وإن كان يأتي ضحى من القاريء الشاب سابقا حكم تمشي عليها من خلال آيات يلقنها فهي الآن بحاجة لحكمة تفهمها كيف يكون من قال لها سابقا
_ أنا قوي من الخارج وسأكون بالقرآن قوي من الداخل
وكيف ستربط هذه الصغيرة تلك القوتين
المادة............................................... والروح
اقسى منها وأكبر ذاك المعنى وذاك الارتباط
ورآها وقد أقبلت على عالمه باستفهام كبير
وعيناها الوضاءتان تتلآلآن وتحيدان كلمات خوف ورجاء وسطورا بخربشات ابنة التاسعة المشوشة
يا ضحى
قالها بحنان متفرد
يا ابنتي الصغيرة
ويا قارئة المستقبل
يا من تحبين القرآن وتتعلمين من ضيائه أشرقي فأنا بإذن الله بخير
وجلست الصغيرة على أرض الباحة امامه وأخرجت مصحفها الصغير الأخضر من بين طيات معطفها الفروي الأبيض فكأنه دوحة غناء لاتتمثل بمثال تنبثق من بين أنوار تشيع في النفس خطرات عشق للكمال
ورفعته إليه قائلة بطفولة عفوية
قلت لي انك قوي من الخارج كما الداخل والآن أنت لا تستطيع المشي فكيف ستكون قويا من الداخل ألا نشل أيضا داخلا
وهل سيأتي علينا وقت أنا أو أنت لا نستطيع القراءة كما لا تستطيع انت الآن المشي
؟؟؟؟؟
لكل خيال خارج من قوة كونية أودعها الباريء عزوجل وها هي حاملة القرآن تسكب من تخيل على واقع مرير أمامها
وبخوف شديد على فقدان أحب حقيقة في حياتها .........
فقدت قوة الجسم فلم لا تفقد قوة الروح
؟؟؟؟؟؟؟؟
كيف سيجيبها عبد العزيز ؟
كيف سيحمي قلبها من عاصفة تتكسر على ساحل شعورها ويعيد لها توازنا قد تفقده
؟؟-------------------------
-------------------------
5
وهنا انحدرت دمعة من عين الشيخ الشاب
دمعة رقت لها قلبها الطفل وظنت أنها قد قست عليه فأطرقت خائفة وأسرت دمعة كادت أن تنطلق من قلبها بعضة قاسية على شفتيها تمنع آها تنطلق
بكى الشاب حزنا على ما قالت و أجرى دمعه اسفا
و رق لخوفها
كيف يقنعها أن الروح تقوى بالقرآن
كيف يمكن أن تفهم هذه الصغيرة أن الإعاقة المادية تعطي دفعا للروح حتى ترتفع أكثر
في معرض القلب لضحى اقتران لصورة الانطلاق والقوة مع صورة لهذا الدفق الروحي الذي غذاها به عبدالعزيز
وأمسك بمصحفها وقبله وابتسم لها قائلا
يا ضحى ألم يحن درسك بعد؟؟
هيا لنتل ما فاتك
لم لم يجبها . حدثت نفسها لم لم يجبها ؟؟
وأدرك عبد العزيز نظرتها
فسألها
يا ضحى على من نزل القرآن
ولما أجابته قال :
نعم يا ضحى نزل على الرسول عليه الصلاة والسلام . وأين هو الآن ؟؟ أين رسولنا ؟؟
واتسعت عينا الطفلة تعجب من أشئلة الشيخ الساذجة
وفطن لما وراء النظرة الطفلة فضم المصحف ضمة حنونة أودع فيها إيحاء الحب الكبير الذي اجتمعا عليه
واستمر قائلا يا ضحى ها هو الرسول عليه الصلاة والسلام قد مات ولم يعد بيننا ولكنه ترك روحه ترفرف , وتعاليمه تعلم و ترك لنا ما وهبه الله ليعلم به الأمة
ترك القرآن , فهو يعيش معنا من خلاله
كلما قرأنا يا طفلتي الصغيرة آية من آياته نسرح في زمن قديم حيث كان الوحي ينزل على الأمين
نتخيله يا ضحى وهو يقرأ عليه القرآن وكأننا نجلس معهما
عالم جميل نقي بعيد عن هنا
عالم القرآن فيه كل شيء يا ضحى
فيه الأمان ....... فيه القوة .......فيه السلام ......فيه العظمة ........ فيه الحنان ........ وفيه الخلود
الخلود يا ضحى معناه ان تعيشي أبدا في سعادة ولن يحصل إلا إذا اخذت علمك من هنا
هنا يا ضحى تقوى روحك فتطيري والناس يمشون
وتقوي والناس ضعاف
وتهدأي والناس ثائرون
حملة القرآن ومعلموه والعاملون به يا ضحى هم غير الناس
إن فقدوا فالقرآن أنيسهم
إن تاهوا فالقرآن دليلهم
وإن تعبوا قالقرآن راحتهم
لن تشل روح تحفظ القرآن وتعمل به يا ضحى وإن شلت الأقدام وإن ماتت الأجساد أما رأيت كيف أننا تعاهدنا القرآن حتى وإن كان الرسول ليس معنا فقد ترك لنا مالا نضل به أبدا كتاب الله وسنته
فلا تخافي يا ابنتي
فلا تشل روح تهتدي بالقرآن
بل تشتعل همة
وتضيء فرحا
وتتقافز أملا
ظل الشيخ الشاب يحكي لضحى الصغيرة كيف أن السير إلى جنان القرآن ليس بالأقدام بل بالأرواح الوثابة
ورأت كل شيء يحكي
سطوره التي تدفقت من عالمه السحري اليقظ تحكي إصرار مقعد على التعلم والتعليم
وتزيد من همته في خلق عوالم روحانية في قلوب تلاميده وأولهم ضحى
وخلف جبال الثلج التي تتراكم في النفوس يأتي نور مصحفه يتوهج مذيبا وهن المتعلمين
ومن بين حبات العرق المتصببة من جسده الدي ابتدأ ينحل رأت ضحى سقيا لجفاف نفوس تتعطش لقراءة او فهم لآية
لم يكن يهدأ ....... لم يكن يتنقل بين نوم ونوم بل بين عمل ونشاط
وضحى تستقي منه
لترسم أولى خطوط الفجر على محيا دنياها...دنيا فيها رجعة الروح الى الجسد وإن شل .....
وتتعهدها معلمة لما كبرت
وتمر أيام في عمر الضحى ونهارات أخرى
وكلما مرت من باب الجامع القديم تسمع عجلات الكرسي المتحرك
وتشتم ريح المسك قادما منها
فتمضي وقد حذيت بمسك
.............................
النهاية

تساقط
•
تهنئة من الأعماق إلى الأحباب :27:نسأل الكريم أن يكون رمضاناً مميزا وحافلا بكل مايسر ..
وأن يوفقنا في عبادته ,,
صباح العزيزة ..
جهد ك طيب ، رعاك الله ..
************************
شهر للثورة ..
لم أقرأ لأحدٍ قولاً شافياً في فلسفة الصوم وحقيقته ؛ أما منفعته للجسم وأنه نوع من الطب له ، وباب من السياسة في تدبيره ؛ فقد فرغ الأطباء من تحقيق القول في ذلك ؛ وكأن أيام هذا الشهر المبارك إن هي إلا ثلاثون حبة تؤخذ في كل سنة مرة لتقوية المعدة وتصفية الدم ..
...من قواعد النفس أن الرحمة تنشأ عن الألم ، وهذا بعض السر الاجتماعي العظيم في
الصوم ،إذ يبالغ أشد المبالغة في منع الغذاء وشبه الغذاء عن البطن وحواشيه مدة آخرها آخر الطاقة ؛ فهذه طريقة عملية لتربية الرحمة في النفس .
ومتى تحققت رحمة الجائع الغني للجائع الفقير ، أصبح للكلمة الإنسانية الداخلية سلطانها النافذ ، وحكم الوازع لنفسي على المادة ؛ فيسمع الغني في ضميره صوت الفقير يقول : " أعطني ".
ثم لا يسمع منه طلبا من الرجاء ، بل طلباً من الأمر لا مفر من تلبيته والاستجابة لمعناه كما يواسى المبتلى من كان في مثل بلائه .
.. أما والله لو عم هذا الصوم الإسلامي أهل الأرض جميعا ، لآل معناه أن يكون إجماعا من الإنسانية كلها على إعلان الثورة شهرا كاملا ، لتطهير العالم من رذائله ، ومحق الأثرة والبخل فيه ، فيهبط كل رجل وكل امرأة إلى أعماق نفسه ، ليختبر في مصنع فكره معنى الحاجة والفقر، وليفهم في طبيعة جسمه – لا في الكتب – معاني الصبر والثبات ، وليبلغ من ذلك وذلك درجات الإنسانية والمواساة ، فيحقق معاني الإخاء والمساواة .
شهر هو أيام قلبية في الزمن ، متى أشرفت على الدنيا قال الزمن لأهله : هذه أيام من أنفسكم لا من أيامي ، ومن طبيعتكم لا من طبيعتي ، فيقبل العالم كله على حالة نفسية بالغة السمو ، يتعهد فيها النفس برياضتها على معالي الأمور ومكارم الأخلاق .
.. ألا ما أعظمك ياشهر رمضان ! .. لو عرفك العالم حق معرفتك لسماك : " مدرسة الثلاثين يومـــاً " ..
مصطفى الرافعي من ( وحي القلم ) ..
بتصرف ..
******************
وأن يوفقنا في عبادته ,,
صباح العزيزة ..
جهد ك طيب ، رعاك الله ..
************************
شهر للثورة ..
لم أقرأ لأحدٍ قولاً شافياً في فلسفة الصوم وحقيقته ؛ أما منفعته للجسم وأنه نوع من الطب له ، وباب من السياسة في تدبيره ؛ فقد فرغ الأطباء من تحقيق القول في ذلك ؛ وكأن أيام هذا الشهر المبارك إن هي إلا ثلاثون حبة تؤخذ في كل سنة مرة لتقوية المعدة وتصفية الدم ..
...من قواعد النفس أن الرحمة تنشأ عن الألم ، وهذا بعض السر الاجتماعي العظيم في
الصوم ،إذ يبالغ أشد المبالغة في منع الغذاء وشبه الغذاء عن البطن وحواشيه مدة آخرها آخر الطاقة ؛ فهذه طريقة عملية لتربية الرحمة في النفس .
ومتى تحققت رحمة الجائع الغني للجائع الفقير ، أصبح للكلمة الإنسانية الداخلية سلطانها النافذ ، وحكم الوازع لنفسي على المادة ؛ فيسمع الغني في ضميره صوت الفقير يقول : " أعطني ".
ثم لا يسمع منه طلبا من الرجاء ، بل طلباً من الأمر لا مفر من تلبيته والاستجابة لمعناه كما يواسى المبتلى من كان في مثل بلائه .
.. أما والله لو عم هذا الصوم الإسلامي أهل الأرض جميعا ، لآل معناه أن يكون إجماعا من الإنسانية كلها على إعلان الثورة شهرا كاملا ، لتطهير العالم من رذائله ، ومحق الأثرة والبخل فيه ، فيهبط كل رجل وكل امرأة إلى أعماق نفسه ، ليختبر في مصنع فكره معنى الحاجة والفقر، وليفهم في طبيعة جسمه – لا في الكتب – معاني الصبر والثبات ، وليبلغ من ذلك وذلك درجات الإنسانية والمواساة ، فيحقق معاني الإخاء والمساواة .
شهر هو أيام قلبية في الزمن ، متى أشرفت على الدنيا قال الزمن لأهله : هذه أيام من أنفسكم لا من أيامي ، ومن طبيعتكم لا من طبيعتي ، فيقبل العالم كله على حالة نفسية بالغة السمو ، يتعهد فيها النفس برياضتها على معالي الأمور ومكارم الأخلاق .
.. ألا ما أعظمك ياشهر رمضان ! .. لو عرفك العالم حق معرفتك لسماك : " مدرسة الثلاثين يومـــاً " ..
مصطفى الرافعي من ( وحي القلم ) ..
بتصرف ..
******************
الصفحة الأخيرة
2-
ابتدأ الثلج بالتوقف عن الهطول وتبسمت الشمس قليلا من بين الغيوم المتراكمة وبات الأثير لا يحمل إلا ظلالا لما كان عندما يتهيأ الوجه لمواجهة الصقيع الذي لا زال من اثر الثلج .
ولا أحد يستطيع أن يترجم هذذ الجمال الذي لحظته ابنة الأعوام التسعة
جمال ظهر بتألق في لغة العيون الصافية عكس عليها قليل من أشعة فأتت بلون مشرق لا به لون متكلف ولا حرف مزخرف
توقف الشاب أمام الطفلة الصغيرة مبتسما فما عرفت بعد بسمة تنير حياتها إلا عندما تتذكره وناداها باسمها
- ضحى ! ماذا نفعلين هنا ؟؟
تعجبت رغم الفرحة كيف عرف باسمها فقالت له
- كيف عرفت اسمي من أنت ؟؟
- أنا عبد العزيز قريب والدك نعمل سويا في أرضكم في الغور الشمالي الآ تعرفيني آه يبدو انك نسيتيني
وهنا تمنت الصغيرة لو تطير كذاك الطير الذي أخذ يقفز بلونه البني الفاتح على الثلج يحدث صوتا كالهسهسة لا تخفى على روحها الطلقة
وكما مس الدفء من أشعة الشمس قليلا من ثلج متراكم لامست عباراته دمها الطفل في عروقها لتزيدها توقدا وتدور في وجنيتيها بمعنى متوهج مشرب بعفوية لا إرادة لها فيها
وجلس أمامها على الأرض القرفصاء ينظر لها قائلا
- تحبين سماع القرآن ؟؟
-نعم اندفعت قائلة
- إذا منذ الآن فأنت تلميذتي
وعند كل انتهاء من درسي لك نصف ساعة اعلمك التلاوة الحقة
وإن رأيتم عصفورا يتنقل على أرصفة شوارع المدينة العتيقة بلا جناحين فذاك ضحى بحبها الذي غزا واستحكم قلبها الغض ....حب لتعلم القرآن
وعلى رقاع العشق ابتدأت قصة خالدة تكتب
على مر أيام الشهر الفضيل
وضحى تتعلم وإن تفتر ثغرها فبالقرآن تتكلم وإن حجبت عن صحب فبالقرآن تأتنس
جو خيالي بديع يفيض على أي حسن في الأرض فتشتمل نفسها العاشقة لمصحفها الأخضر الصغير وصوتها العذب بأفق لا يدانيه حتى لو كان ذاك الصوت الذي تعشقه عند انسياب ماء لما يصاحب أول خط من توضح النهار حيث تسكن النفس وتتأرجح في تيه الجمال
وعبد العزيز المحيط بعيونها وقلبها بقوة اخوية كما تحيط السنديانة بنبت جاورها فاستند عليها يعلمها كيف تحب القرآن .كيف تتلو آياته بفهم عميق لكل جزئية مضيئة فيه
حتى كان يوم .......