السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( العلم في الصغر كالنقش على الحجر )
ترددت هذه الحكمة على مسامعي ألاف المرات , في البيت , في الشارع , في السيارة , في الطيارةوفي المدرسة ! .. تخيلوا كانت تنقال في الإذاعة و مسرحيات الإلقاء و حصص النصوص و الطابور و الفسحة حتى بوابة المدرسة مكتوب عليها ( مرحباً بك في مدرسة العلم في الصغر كالنقش على الحجر ) .. وش قصتهم مع ذا الحكمة يا ناس ؟! <<— الدرج ما بعد درى إنها أسم المدرسة!!
الكثير منا قد يعاني من بثارة أخوانه الصغار وأسئلتهم التي لا تنتهي وتعجباتهم الكثيرة في هذه الحياة , والكثير منا يمل ويطفش ويزهق من دندرتهم على رأسه ونادراً ما نجد أنفسنا معطينهم وجه أو نرد عليهم حتى ! بل زين أننا ما طردناهم من الغرفة ( الله من قلّ الصبر فينا ) وإلا صرفناهم " قم أغسل لي بيالة وإلا رح ولع لمبات الحوش وإلا رح طف الخزان " لكي نرتاح منهم ومن بثارتهم اللا محدودة!
ولكن هل فكرنا أن الطفل في هذه المرحلة يحتاج للإجابات ؟! هل فكرنا بأن الطفل يسجل كل إجابة نقولها له ؟! .. هل فكرنا بأن أفعالنا وكلامنا تعتبر هي القدوة لهم ؟! .. هل فكرنا بأن الإجابات الأولى التي يتلقاها الطفل هي اللي ترسخ في ذهنه بغض النظر عن مدى صحتها؟! .. هل طبقنا عبارة " العلم في الصغر كالنقش على الحجر " ولم نكتفي بترديدها دون تطبيق؟! .. هل فكرنا أن نبيع أسهم ( بنك إنماء ) في أول يوم ؟! <<– التمست المحاور عنده
لو سألت رجلاً كبيراً عن نقطة ً ما ولم يعرف إجابتها لرد عليك بكل بجاحه " الإنسان ما يولد عالم ! " أليس الطفل إنسانا ً لكي نعطيه الإجابات الصحيح و نوجهه للاتجاه الصحيح؟! .. عموماً هذا ما سنعرفه في الحلقة القدامة <<— بينجلد
____________________________________________
الموقف الأول – Park One
<<—- يا شين اللي يبي يتفلسف وما يعرف
عندما كنت طفلاً صغيراً حيث البراءة تتكبّكبّ مني في كل غرفة من غرف المنزل لدرجة أن أهلي كانوا يمشون خلفي ومعهم مكنسة كي يكنسوا براءتي المهدورة , كان رأسي يميل للشكل الهرمي قليلاً ( قل مثلث وفكنا ) فأصبح الأطفال في المدرسة " يعيروني " بذي الرأس المثلث وكانت تنهال علي العديد من العبارة الصبيانية الجارحة " بالله يا ( مستر أي ) أول ما ولدوك أهلك حطوك في مهادّ مثل البزران ولا حطوك في علبة هندسة ههههههههه ! "
" بالله يا ( مستر أي ) ممكن نتسلف منك راسك اليوم عندنا واجب رياضيات ونبي نرسم المثلثات براسك خخخخخخخ !! " , " ( مستر أي ) سؤال صريح .. شركة لافشكري للحين ما عرضوا عليك تجي تصور لهم إعلاناهم خخخخخخخخخ ؟! " ليه يا ناس يسوون فيني كذا .. لييييييييه؟! <<— انهار
تعقدت من المدرسة ومن الطلاب وصرت أقضي معظم وقتي في حوش البيت .. ذات يوم وبينما أنا أتميلح بطفولتي في الحوش وجدت علبة " بخاخ " مرمية على الأرض وكان التراب يكسوها بكاملها , أزحت التراب عنها وبدأت ألعب بها وكان معي في يدي " كريّك " ( مثل الملعقة بس أنه كبير ويستخدم في البناء )
بعد ما انتهيت من اللعب بالعلبة ضربتها بالـ " كريّك " بقسوة فانشقت وخرجت منها مادة غريبة , لم أكد أنتهي من ضرب العلبة إلا وأخي الكبير يقف خلفي وهو يقول لي : وش تسوي يالخبل ؟! تدري الحين وش سويت يا درج ؟! تدري انك تسببت في شق طبقة الأوزون ! تدري أن الجو بيتلوث وبتحل كوارث للكرة الأرضية ! تدري كم عائلة راح تموت ! تدري أن اشعاعات خطيرة راح تدخل من الشق اللي تسببت فيه أنت !
بعد أن أنهى كلامه وذهب عني بادرت بجدع الـ " كريّك " على الأرض وأجهشت بالبكاء فوراً .. قلت في نفسي يا ربيه أهلي بيموتون وكله مني انا !! , دخلت للبيت ودموعي على خدي أربعا أربعا وجدت أهلي في الصالة تاكين يتقهوون نظرت إليهم وقلت مساكين ما درو أن الأوزون أنشق و بيموتهم بعد شوي .. ما أشين هذاك الشعور يا ناس <<— لو يقرأ سيبويه ذا الموضوع كان انتحر بعد ما يشوف الحال الذي آلت إليه اللغة العربية
لم أستطع أن اكمل النظر إليهم فخرجت لأرى ماذا حدث للعلبة وهل جاء الأوزون أم لا ؟! ( حسبي الله على أبليسك يا اخوي ) أخذت جولة تفقدية في الحوش ولكني لم أجد أي أوزون ؟! صعدت إلى سطح المنزل وأخذت أنظر إلى السماء وأبحث عن الأوزون المزعوم قدومه لكي يقتل بني البشر ولكني لم أجده ايضاً ؟!
عدت إلى الصالة لآجد أهلي يتقهوون حتى الأن .. نظرت إليهم وفي عيني تلك النظرة الباكية وقلت في نفسي يا حبي لكم تقهوو تقهوو الظاهر ان هذي اخر مره تتقهوون فيها <<— ترى ما تسوى عليه ذا المسكين .. بالله واحد يعلمه أن اخوه يكذب
عدت إلى غرفتي وبدأت أبكي على سريري الوردي بكل صمت كسجين ينتظر الإعدام وهو في زنزانته .. وأستمريت على هذا الحال المشين فترة من زمن وكله بسبب كلمة قيلت لي !
يتبع
أميرة بمملكتي @amyr_bmmlkty_3
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الموقف الرابع – Park Four
من صغري وأنا ما أشوف مكة المكرمة إلا في التلفزيون ول أتذكر أني رحت لها وأنا صغير أبد , المهم إني يوم كنت في صف رابع ابتدائي كانت أمي بتسافر لمكة مع خالتي سفرة سريعة وبترجع على طول .. أذكر أني طلبت منها إني اروح معها ورفضت .. طبعاً رفضها ما خلاني أيئس عشان كذا جلست أصيح عندها يومين عشان أروح معها
وحاولت بشتى الطرق أني أقنعه " همزت رجلينها , كنست الحوش , نظفت السقف من عشوش العنكبوت " وبعد ما شافتني أمي ملزم على الروحه معها أضطرت تكذب علي كذبة بيضاء
قالت لي : ان مكة المكرمة مليااانه حراميّة وأنهم أكثر ما يخطفون العيال الصغار خصوصاً اللي في رابع إبتدائي وياما بزران انخطفوا هناك .. رديت عليها بصوت واطي من جدك يا يمه فيه هناك حرامية ؟! قالت لي ايه ولا بعد توني ما بعد قلت لك وش يسون بالبزران بعد ما يخفطونهم ! يقطعون يدينهم ولا يفقعون عيونهم ويخلونهم يشحذون ؟! <<—- واضح أني أمي وهي تقول لي ذا النصبة كان في بالها تصرفني عن مكة لمدة سنتين قدام
مرت الأيام و وصلت للصف الأول المتوسط وطلب مننا مدرس مادة التعبير أننا نكتب تعبير عن مكة المكرمة وقال لنا أبي التعبير الأسبوع الجاي .. رجعت للبيت وفتحت دفتري أبوأربعين ورقة وكتبت له هالتعبير
التعبير
( من باب المصداقيه خليت الأخطاء الإملائية الفظيعه )
مكة المكرمة هي قبلت المسلمين وهي أطهر بقاع الأرض وكل الناس يذهبون لها من أجل الحج والعمرة … " جزء من التعبير مفقود " … ولكن هناك أشياء خطيرة في مكة .. فهناك الحرامية واللصوص وأنهم يخطفون الأطفال والصغار ويعذبونهم ويقطعون يديهم ويخلونهم يشحذون عند باب مكة من أجل الفلوس ! والحج ركن من أركان الإسلام والحج يجب أن يكون في مكة ويجب أن نحرص على أن نؤديه ومن لم يستطع فالشكوى على الله
وبعد ما كتبت التعبير سلمته للمدرس وأخذه وصححه وبعدها بأسبوع جاء للفصل ومعه الدفاتر عشان يوزعها علينا .. عطى طالب من الطلاب الدفاتر كلها وقال له وزعها على زملائك ما عادا دفتر واحد كان معه .. اللي هو دفتري ! جاء المدرس و وقف عند طاولتي ومد لي الدفتر وقال لي تعبيرك حلو يا ( مستر أي ) بس ..
أول مره أسمع عن الحرامية اللي في مكة هههههههههههه ! وأعجبتني " فمن لم يستطع فالشكوى على الله " خخخخخخخخ !! .. أخذت الدفتر منه وأنا مطأطأ رأسي وخدودي كالطماط من شدة الخجل وما أخفيكم أني تمنيت أن الأرض تنشق وتبلع المدرس ودفتر التعبير حقي
يتبع
من صغري وأنا ما أشوف مكة المكرمة إلا في التلفزيون ول أتذكر أني رحت لها وأنا صغير أبد , المهم إني يوم كنت في صف رابع ابتدائي كانت أمي بتسافر لمكة مع خالتي سفرة سريعة وبترجع على طول .. أذكر أني طلبت منها إني اروح معها ورفضت .. طبعاً رفضها ما خلاني أيئس عشان كذا جلست أصيح عندها يومين عشان أروح معها
وحاولت بشتى الطرق أني أقنعه " همزت رجلينها , كنست الحوش , نظفت السقف من عشوش العنكبوت " وبعد ما شافتني أمي ملزم على الروحه معها أضطرت تكذب علي كذبة بيضاء
قالت لي : ان مكة المكرمة مليااانه حراميّة وأنهم أكثر ما يخطفون العيال الصغار خصوصاً اللي في رابع إبتدائي وياما بزران انخطفوا هناك .. رديت عليها بصوت واطي من جدك يا يمه فيه هناك حرامية ؟! قالت لي ايه ولا بعد توني ما بعد قلت لك وش يسون بالبزران بعد ما يخفطونهم ! يقطعون يدينهم ولا يفقعون عيونهم ويخلونهم يشحذون ؟! <<—- واضح أني أمي وهي تقول لي ذا النصبة كان في بالها تصرفني عن مكة لمدة سنتين قدام
مرت الأيام و وصلت للصف الأول المتوسط وطلب مننا مدرس مادة التعبير أننا نكتب تعبير عن مكة المكرمة وقال لنا أبي التعبير الأسبوع الجاي .. رجعت للبيت وفتحت دفتري أبوأربعين ورقة وكتبت له هالتعبير
التعبير
( من باب المصداقيه خليت الأخطاء الإملائية الفظيعه )
مكة المكرمة هي قبلت المسلمين وهي أطهر بقاع الأرض وكل الناس يذهبون لها من أجل الحج والعمرة … " جزء من التعبير مفقود " … ولكن هناك أشياء خطيرة في مكة .. فهناك الحرامية واللصوص وأنهم يخطفون الأطفال والصغار ويعذبونهم ويقطعون يديهم ويخلونهم يشحذون عند باب مكة من أجل الفلوس ! والحج ركن من أركان الإسلام والحج يجب أن يكون في مكة ويجب أن نحرص على أن نؤديه ومن لم يستطع فالشكوى على الله
وبعد ما كتبت التعبير سلمته للمدرس وأخذه وصححه وبعدها بأسبوع جاء للفصل ومعه الدفاتر عشان يوزعها علينا .. عطى طالب من الطلاب الدفاتر كلها وقال له وزعها على زملائك ما عادا دفتر واحد كان معه .. اللي هو دفتري ! جاء المدرس و وقف عند طاولتي ومد لي الدفتر وقال لي تعبيرك حلو يا ( مستر أي ) بس ..
أول مره أسمع عن الحرامية اللي في مكة هههههههههههه ! وأعجبتني " فمن لم يستطع فالشكوى على الله " خخخخخخخخ !! .. أخذت الدفتر منه وأنا مطأطأ رأسي وخدودي كالطماط من شدة الخجل وما أخفيكم أني تمنيت أن الأرض تنشق وتبلع المدرس ودفتر التعبير حقي
يتبع
الخاتمة – Park End
<<— يا ليييل معك
كلمات نظنها مجرد كلمات لا نقيم لها أي وزن نرمي بها جزافا ولا نعرف مدى تأثيرها على الطفل المتلقي .. يجب أن نعلم بأن أي عبارة ننطقها تعلق في ذهن الطفل لسنوات ويبني عليها جل معلوماته .. لذلك يجب أن نتحرى الدقة فيما تصدره أفواهنا لأن كل حرف يقوم على بناء شخصية الطفل وتكوين عقله وفتح الآفاق لمداركه .. فالـ .. وين مفاتيحي يا كلب .. جبها لا أتوطاك <<— يصارخ على أخوه الصغير
أسف على الإطالة .. والسلام ختام
اتمنى الموضوع عجبكم
ترى عندي هوس ايقونه شكرا لك ودايم ما حد يعبري ويضغط عليها
....................اكيد فهمتوا قصدي ههه
<<— يا ليييل معك
كلمات نظنها مجرد كلمات لا نقيم لها أي وزن نرمي بها جزافا ولا نعرف مدى تأثيرها على الطفل المتلقي .. يجب أن نعلم بأن أي عبارة ننطقها تعلق في ذهن الطفل لسنوات ويبني عليها جل معلوماته .. لذلك يجب أن نتحرى الدقة فيما تصدره أفواهنا لأن كل حرف يقوم على بناء شخصية الطفل وتكوين عقله وفتح الآفاق لمداركه .. فالـ .. وين مفاتيحي يا كلب .. جبها لا أتوطاك <<— يصارخ على أخوه الصغير
أسف على الإطالة .. والسلام ختام
اتمنى الموضوع عجبكم
ترى عندي هوس ايقونه شكرا لك ودايم ما حد يعبري ويضغط عليها
....................اكيد فهمتوا قصدي ههه
الصفحة الأخيرة
من المعروف بأن الشخص يؤمر للصلاة بعمر سبع سنوات ويضرب عليها عند العاشرة ! .. عندما كان عمري 7 سنوات كنت سهراناً مع أحد أقاربي والذي كان يكبرني في العمر بسنتين .. أردنا أن نصلي الفجر فما كان منا إلا أن توضأنا أنا وقريبي وعندما جئت أصلي به قاللي أنا بصلي بك لأني انا الكبير ! , قلت له بدون نفس يالله صل بي , ياخي متى أصير أكبر منك ؟!
كبر تكبيرة الإحرام ثم سكت وسكت وسكت وسكت إلى أن التفت عليه وقلت له ما يصلح كذا ياخي .. لازم تقرأ صورة الفاتحة شكلك ما تعرف تصلي ! ثم استطردت وقلت تدري بس خلني أصلي بك , فما كان منه إلا أن رد علي وقال إلا اعرف أصلي وبعدها كبر مره ثانية تكبيرة الإحرام وقرأ سورة الفاتحة وبعدها سكت وسكت وسكت وسكت وسكت <<— طيب ما ودك تسكت انت !!
التفت عليه للمرة الثانية وقلت له شكلك ما تعرف تصلي .. لازم تقرا الحين ما تيسر من القران يعني صورة الإخلاص ولا صورة الناس .. رد علي أييييه صح الحين تذكرت طيب طيب يالله بكبر الحين وبقراء الفاتحه و ما تيسر من القرآن <<—- لا تخلون بزران يصلون لحالهم ثاني مره تكفون
كبر تكبيرة الإحرام للمره الثالثة ومع إن الصلاة كانت مجرد ركعتين إلا أننا جلسنا نصليها حوالي الساعة , كل شوي يغلط في شيء وأنا ألتفت عليه وأعلمه لأنه صار ما يعرفشيء غير تكبيرة الإحرام .. ومع ذلك كان عنيد وما خلاني أصلي به عشان كذا واصلنا الصلاة وانا كل شوي اعلمه وش يسوي حتى أني سلمت التسليمة قبله عشان يفهمه ذا الدلخ ولا لو بنتظره كان للحين وانا وياه جالسين للتشهد !
طبعاً بحكم إنا كلنا صغار مره وما كان عندنا احد يعلمنا اللي صار هو أنه غلط وجلس للتشهد الأول بعد الركعة الأولى .. يعني صلينا ركعه بعدين جلسنا للتشهد بعدين كملنا .. ومع إني كنت دارس كيفية الصلاة في المدرسة ومع إني كنت اعرف ان قريبي دلخ إلا ان هالحركة رسخت في ذهني وصرت أصلي كذا لمدة سنة تقريباً إلين ما شافني ابوي وفهمني الطريقة الصحيحه بأسلوب راقي وحضاري <<— اشوى ان مقاس نعلته للحين طابع في جبهتك
يتبع