فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
موضوع مميز يرحل بالروح إلى عالم الذكرى
وأجواء رمضان هناك
وعبق الماضي
ونكهة الأعوام التي تصرمت ..
والتي لها طعمها المميز في ذاكرة الحاضر
خطر لي أن أخط إعجابي بعطاء التغريد
لأعود قريبأ مع هبةٍ من نفح الذكريات
بورك القلم وسلم الفكر ..!
& أم أنوسي &
& أم أنوسي &
يا جمال رمضان و ذكرياته
الله يسعدك يا أميرة على مجهودك الاكثر من رائع
أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ

حديث الذكريات له في النفس مستقر
وفي الذاكرة مقر
وللطفولة النصيب الأوفى من ذاكرة الماضي
تودعها في قاع كنزها المغلق
وتجلو عنها الغبار كلما أثيرت رياح الحنين
ولواعج الشوق ..

برزت أمام ذاكرتي المعادة
صورة واحدة من الطفولة ..
تحمل من الظرافة والطرافة
مايبعث إلى شفتي البسمة التي تخفق بالقلب
سأذكرها ببساطة محتواها في ذهني .

كان لدى والدي رحمه الله حارس مسؤول
عينه لمراقبة البضاعة
وكان الحارس قد تعود كل يوم أن يأتي قبيل الإفطار
ليأخذ نصيبه من رزق الله.
كان يحلو لنا ونحن صغار جداً ـ أنا وإخوتي ـ
أن نشهد يومياً موقفاً يجعلنا نستغرق في ضحك طفولي
فما أن يطرق الباب ، ويعلن عن قدومه
حتى نتزاحم لنقف أمام الباب ونراه :
يستلم الصينيه الكبيرة وبها أصناف مما قسمه الله
فيأخذ صحن الرز ويفرغه في الصينيه
ويتبعه بصحن المرق مثلاً
ثم الشوربة
وإلى جانبها الكبة
ثم يتبعها بالحلو ويحرص على أن لايختلط ..!!!!!
ويسلمنا الصحون الفاضية
ويحمل الصينية على راسه بكل جد .. ويمضي
لتتكرر القصة كل يوم ..!
وعندما نسأله :كيف تشتهي أن تأكل هذا الخليط ؟
يقول وكأنه منبع الحكمة :
ألا يختلط جميع الطعام عندما نأكله ؟! مابكم ؟!
كنا جميعاً نضحك من فلسفته للأمر
لكنه لم يكن يبالي مادام مقتنعاً بما يفعل..
إنما كان يبتسم لنا بإشفاقٍ وتفهم
لأنه يرى أن عقولنا صغيرة
بقدر أعمارنا ولانستطيع استيعاب فلسفته الخاصة ..!!
هذه صورة طفت إلى سطح ذهني ، فأحببت أن تشاركوني بها
وقد تطفو آنفاً ذكريات أخرى .. لكنها الآن راسبة في القاع !!
-الفراشة-
-الفراشة-
موضوع رائع اختي وغاليتي تغريد
الله لا يحرمنا منك
فذكريات رمضان لها مكانة كبيرة في الأنفس
ومن ذكرياتي :
عندما كنت صغيرة في بعض أيام رمضان في وقت العصر عندما تنتهي أمي حفظها الله من اعداد الفطور تعطينا أناء به بعض الطعام وتطلب مني وأخوتي بأن نوصله الى الجيران
فقد كنا نفرح بهذا فرحاً شديداً ونتسارع لذلك لاننا عندما نعطي الجيران الطعام
يمنحوننا نقوداً أو حلويات ونعود الى البيت فرحين مسرورين
فقد كانت له ذكريات جميلة للغاية
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ

عندما أعود لذكريات رمضان
لاأجدها مقترنة إلا بالطفولة
وبالبيت الذي كان حيّاً بأفراده
ولا أجد في حاضري من ذلك الماضي
إلا العبق الذي يتخلل مسام روحي وأوردتي
أبحث عن الشخوص الماضية
والأحضان التي ضمتنا يوماً.. فلا أجدها
أرهف إلى الأصوات التي كانت تنادينا ..
تلاطفنا تارة
وتزجرنا وتردعنا تارة أخرى
فلا أجد إلا الصدى يتردد في جنبات النفس
كم أشتاق إلى جلسات الحكايات والقصص والأساطير
التي كانت تحكيها سيدة كبيرة من قريباتنا
عندما كانت تزورنا لتمكث لدينا أياماً
قصصها كانت تستغرق معظم الليلة الرمضانية
كانت تحملنا على جناح الخيال
ونستمع إليها بشوق ودهشة
وما أن تنتهي من قصة
حتى تتبعها بأخرى .. فصولاً متلاحقة
حتى تذبل عيوننا المشدوهة بالاحداث الخرافية
وتفتر حواسنا اليقظة رغماً عنا
فلا نعود نعي إلا كلمات متقطعة نلتقطها من هنا
وكلمات من هناك ونحن نغالب لنبقى يقظين
ثم يغلبنا سلطان النوم
فنغفو في أماكننا ..!
إلى جوار الموقد ..
الذي يئز فيه
صوت ابريق الشاي
واللومي ..!
.......
وفي الصباح
كنت أجدني في سريري ..!



والآن .. أين عبير ذكرياتكن ..؟؟
هلمّ وارسلنه عبقاً من الماضي
على هذا الفيء..