*بشائر الفجر*
*بشائر الفجر*
العثــــــــــــرة الثالثـــــة

ترقب الفتاة فارس الأحلام بعين يرتسم الأمل فيها .. تحيط به غشاوةٌ من المثاليات .. بعيدا عن الواقع والمشاهد .. فتتخيل خيالات وتتمنى الأمنيات .. وتبلغ بها الاحـــلام الوردية عنان السماء .. فتسير فوق غمامة بيضاء ..
كلما تقدم لها خاطب تراجعت .. لم تكتمل الشروط !!
هذا فيه كذا !! وهذا ينقصه كذا !!
ويتقدم لها من يُرتضى دينه وخلقه .. ولكنها تعيده كسيرالخاطر .. مهموم النفس .. لقلة ذات اليد .. أو لنقص في تعليمه أو لزيادة سنتيمترات في طوله !!
وتستمر الرفض .. ترد حاضرا وتحلم بغائب !! ويسير بها قطار العمر يأخذ أيامها ويسري بلياليها ..
تفيق فإذا بمن سنها قد قد أنجبن .. وأصبحن ربات بيوت وأمهات أطفال .. وهي لا تزال عند رأيها .. باقية عند شروطها .. مصرة على مطالبها !!
سنوات ٌ تمر .. ويتحول الربيع إلى خريف والنضارة إلى شحوب .. فإذا سيل التنازلات يُقبِل .. فترضى بمن هو أقل دينا وخلقا وتعليمما .. وسنوات أُ خر .. فإذا بها تتنازل عن أمور أكبر .
وما ذاك إلا أنها في أول الأمر لم تطع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : (( إذا جائكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ))
والرسول – اختي الكريمة – جمع لك في هذين الشرطين أهم مقومات الحياة الزوجية السعيدة .. الدين والخُلق .. وهما أمران متلازمان لتكوين حياة مستقرة .. ترفرف السعادة فوقها .. وتنثر المودة عطرها ..
* وسبَرتُ حُلم فتاة الأحلام .. فوجدت ان جميع الشباب في مرحلة الزواج أحوالهم المادية متقاربة ومراتبهم الوظيفية متدانية .
لم يتقدم شاب لا يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره يملك ملايين الريالات أو بمرتبة وزير .. بل غالب الشباب يُقدم على الزواج وهو طالب لا يملك من حطام الدنيا شيئا .. ولا ضير في ذلك .. ولم نسمع أن طالبا تزوج ومات من الجوع هو وزوجته .. بل أنها ربما كانت مشجعة ومساعدة له في إتمام الدراسة .
وأمثلة الواقع في هذا كثيرة ٌ مشاهدة .. والبعض يؤكد أن من أسعد سنوات زواجه هي سنوات التحصيل بجوار زوجته .. تعينه وتشد أزلاه .
بقي- أختي الحبيبة- ان يكون الأمر ؤاقعا في نظركِ .. بعيد عن الأحلام .. فلا تبحثي عن المضاهر البراقة ..ولا تجري خلف سراب المادة ..
إذا جاءك من ترضين دينه وخلقه .. فلا تتردي .. ستبنين معه طريق الحياة .. وتسيرين وإياه ..
لا تترددي لقلة ماله أو جاهه..
كثيرات جمعن المال .. ولبسن الذهب .. ولكنهن لم يرين السعادة .. ولم يلبس المودة ..
ألبسك الله لباس التقوى .. وبلغ نفسك ما ترضى ..

ما بعـــــــــــد العثـــــــــــرة
روي عن أسماء بنت أبي الصديق – رضي الله عنها – أنها قالت : تزوجني الزبير وماله في الارض من مال ولا مملوك ولا شئ غير فرسه وناضجة ، فكنت أعلف فرسه ، وأكفيه مؤنته وأسوسه ، وأدق النوى لنا ضحة ، وأعلفه وأستقى الماء وأخرز غربة واعجن ، وكنت أنقل النوى على رأسي من تلتي فرسخ ، حتى أرسل الي أبو بكر بجارية فكفاني سياسة الفرس فكأنما أعتقني .......

وجزاكم الله خيرا والى اللقاء مع العثرة القادمة اعاذنا الله منهم
أنهار الجنة
أنهار الجنة
أختي بشائر الفجر

بارك الله فيك :26:

موضوع قيم ومفيد ، بطريقة عرض جميلة

تابعي وجزاك الله خيرا
امــواج
امــواج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رائعة جداً جزاكِ الله عنا خير الجزاء

وفقك الله ورعاك وسدد خطاك



اختك ومحبتك في الله : امـواج
*بشائر الفجر*
*بشائر الفجر*
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أختي أنهار الجنة ..
شكرا لمرورك وفيك بارك الله

أختي أمواج
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
واياكم أختي


********

العثــــــــــرة الرابعـــــــــــــة

تنفست الصعداء وهي تغلق باب السيارة بجوار زوجها ..لم تدعه يُكمل سؤاله عن أقربائه..
قالت : كأنني في إمتحان شفهي!!
أتيت زائرة مسلمة .. فإذا بالسهام تنطلق نحوي ..
أسئلة متلاحقة .. واستجواب متصل.. هذا كيف ؟ وهذا ما هو ؟وأنت أين تدرسين ومن يدرس معك ..وما أسماء زوميلاتك؟
ومن أين اشتريت هذا الفستان وبكم ؟وهل خفض لك البائع أم لا ؟ ومن دفع الثمن؟
لم أجد لحظة التقط الأنفاس فيها ..كأفواه المدافع مصوبة نحوي .. ثلاثة مدافع.. ما إن تهدأالاولى حتى تتبعها الثانية .. ثم الصغرى منهن!!
قدمو لي شايا ولكن أخذ حظه من البرودة .. لانشغالي بالإجابة والتوضيح ..
أختي..
بعض النساء .. وحتى الرجال .. يرون أن معرفة خصوصيات الناس من الفراسة والنبوغ .. ولو سألته في أر عام لتهرب .. قلة أدب وسوء صنيع!!
* من حسن إسلام المرء تركله مالا يعنيه.. وما يهمك إن علمتِ أو لم تعلمي.. وما دخلك بأشيائها الخاصة .. وسبر أغوارها.. يكفي حديث السلام والسؤال العام ويكفي عن الاسثلة حديث المؤانسة وتطيب الخاطر..
أما أن تكون المجالس مجالس تتابع فيها الاسئلة وتتلاحق فيها الإستفسارات فهذا أمر لا يطاق .. وربما كان فيه تنفير عن تتابع الزياراتوفقدان الألفة والمحبة .
أختي المسلمة..
ضعي نفسك مكانها .. لو بادلتك الأسئلة.. لربما تهربين بجواب عام أو تكذبين أو تقاطعين السؤال وتظهرين التضايق والامتغاض!!
من حُسن الأدب وإكرام الضيف .. مراعاة خاطره وعدم إحراجه ..
ولكن هناك اليوم كثيرا من النساء تعودت ألسنتهن على كثرة الأسثلة .. والتعمق في الاستفسار .. أسئلة دقيقة.. لا تترك صغيرة ولا كبيرة إلا سألت عنها!!
أختي.. ما تفعليه من تتبع الناس ومعرفة خواص أمورهم هو إشغال للذهن وأثارة للهم والغم .. فإن من راقب الناس مات هما .
ما بعــــــــد العثــــــــــــرة
قال رجل من بني تميم : جالست الربيع بن خيثم عشر سنوات فما سمعته يسأل عن شئ من أمور الدنيا إلا مرتين، قال مرة : والدتك حية؟ وقال مرة : كم لكم مسجدا.
*بشائر الفجر*
*بشائر الفجر*
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..


العثـــــــــترة الخامســــــــــــــــــــــــــــة

** بكامل زينتها .. وبغطاء خفيف تصلحه كلما سقط عن وجهها .. سارت خطوات عجلى في حديقة المنزل .. ثم نادت بصوتها (( بيتر)) إنه السائق!!
أتى مسرعا يظهر الذل والخضوع بين يديها .. ووقف على بعد خطوات منها .. متذا تطلبين؟! ماذا تريدين؟!
مدت يدها ببضع ريالت نحوه .. جعلته يتقدم خطوات حتى أخذ منها المبلغ وطلبت منه شراء حليب لطفلها .. وأعادت غسم الحليب مرة أخرى .
أسرع السائق خارجا وقفلت عائدة .. ويدها تصلح الغطاء .

** يطرق الباب ابن العم .. تهب مسرعة تفتح له الباب وتصافحه .. وهي بادية الشعر والنحر.. كاشفة الوجه .. إلا من وشاح خفيف .. تتبادل الحديث معه وصوت الضحكات يتعالى .. والأسئلة تتوالى .
يستقر في وسط المنزل وتقدم له الشاي والقهوة .. حتى يأتي زوجها أو أخيها !!

** طرق على الباب.. تسمع صوتا ضعيفا .. تسير فإذا هو أخ الزوج .. تمد يدها نحوه تصافحه .. يسأل عن أخيه؟!
إنه غير موجود .. ولكن بنت ( حات الطائية) يغلب عليها الكرم وتصر على ان يدخل ..
تتبسط معه .. والخمار يتحرك مكانه .. تؤانسه بالمحادثة .. فلا بد من ذلك مع الضيف ومن أولى بذلك من الحمو !؟

** عبائتها على كتفها تغلق باب السيارة مع السائق متجهة الى محل الخياطة .. أمامها في المحل خمسة رجال .. ولكنها لا تبالي..
ترفع غطاء وجهها .. وتظهر مفاتن جسمها .. النحر باد ٍ والصدر مفتوح .. تتحدث معه وكأنها تتحدث مع والدتها او جدتها .. هذا من هنا وهذا كذا ..
وحين ألقت بكل المعلومات المطلوبة بتفصيل دقيق غطت وجهها والتفتت الى الشارع .
لم يكن في الطريق سوى رجل واحد طاعن في السن على بعد مائة متر .. ورغم ذلك عفافا وحياء وتدينا غطت وجهها !!

** وهي تدخل الى محل بيع العطور .. أطلقت العنان لحاسة الشم أن تُميز الأجود والأفضل .. ثم أرهفت السمع للبائع وهو يقول : هذه للسهرة .. هاتي يدكِ لأضع عليها عينة!! ثم هذه للحفلات!!
تتوالى الضحكات معها .. هاتي يدك الاخرى .. فهذه لن تميزي بها الروائح بعد العينات التي وضعتها .
تسلم يدها الأخرى .. ويستمر حديث الهزل وعرض العطور وشم الروائح .. وهي في دلال وغنج .. هذا يصلح .. هذا رائحته قوية .. وهذا مثير ثم تطلق تنهدا .. هذا عطر هادئ
!!
ناولته يدها في استسلام وهدوء .. بدا البائع يختار لها المقاس المناسب

** فهو بائع ذهب ومجوهرات .. يده اليسرى تمسك بمعصمها لكي لا تتحرك اليد ويمينه تمسك بقطعة الذهب يحاول ادخالها في يدها .. ثم مرة أخرى الخاتم في اصبعها ..
تتكرر التجربة .. واليد مستسلمة بدعة وحبور .

** أقلقها وأقض مضجعها اختيار قطعة أخرى من القماش لكي ترسم منها لوحة تشكيلية على جسمها ..
حملت القطعة الاولى وذهبت إلى السوق .. وشرحت حالتها المهمومة .. وما تعانيه من طول البحث ..
قالت للبائع : اشتريت هذه القطعة وأبحث عن اخرى تناسبها.
أخذ الحماس البائع وظهر الانفعال على وجهه .. وبدأ يقلب طرفه في وجهها وجسمها .. ويركز على لون بشرتها .. واخيرا .. اهتدى الى تلك القطعة ..
هرول مسرعا وتناولها .. ثم قدمها اليها ..
قالت بصوت ضعيف تكالب عليه الحزن .. هذه لونها فاتح..
قال بضحكة خبيثة : أنتِ لونك أبيض ويناسبك هذا اللون .. لو كنت سمراء لاخترت لك هذا .. ثم هذا النوع منن القماش هو موضة الشابات !!
زالت الهموم .. وبانت الأسارير على وجهها .. وأظهرت الفرح بضحكة تصم الآذان .

** دخلت محل بيع الاملابس النسائية .. ثم أخذت تنظر يمنة ويسرة .. تُقلب الطرف .. وتلمس باليد .. وتتحسس بالاصابع .. وعندما وجدت ما يناسبها أخذته إلى البائع
بكم هذا ؟!
قال : بكذا .
قالت : لا.. أنت تبيع بسعر غال .. لابد ان تخفض لنا .. نشتري منك دائما .
خفض مبلغا كبيرا .. وهي تحاول معه مرة بعد أخرى !!
تُلين الحديث وتستجدي البائع .
وأخيرا ألقت بآخر أوراقها أمامه .. وهي تقول : ولأ جلي بكم تبيعه؟!
يسقط الحياء وتباع العفة .. ولأجلها يوافق !؟
أصون عرضي بمال لا أدنســــــــــــه *********** لا بارك الله بعد العرض في المال ِ

أختي المسلمة..
لا ترضين بجهنم يوم القيامة موطنا .. ولا بلهب النار متنفسا .. ما بالك تلقين فيها نفسك راضية..
ثم .. وأنت صاحبة الفطرة الطيبة .. من أمرك بالحجاب ؟!
إن لم يكن الله ورسوله أمرك بالحجاب فلا طاعة !!
أختي الحبيبة..
أراكِ تعصين رب الأرض والسموات .. إن شاء أبدل فرحك حزنا وهما .. وعافيتك مرضا وسقما .. وسعادتك شقاء ونكدا ..
هل تستطيعين رد ذلك .! أم هل تملكين من الأمر شيئا ؟!
من أباح لك أن تجعلي الحجاب قسمين .. فئة من الرجال يحل لهم رؤية الوجه والشعر والنحر- وهم أجانب- آخرين لا يحل لهم ذلك ؟!
أختي المسلمة..
لن يقف معك السا ئق يوم القيامة .. ولا البائع ..لا ولا ابنك ولا زوجك!!
ستقفين وحيدة ذليلة .. أرهقتك الذنوب والمعاصي وكبلتك الخطايا والعثرات .. تنظرين يمنة فلا ترين ألا روح وريحان وجنة نعيم ..
وتنظرين يسرة فلا ترين ألا لهب جهنم ودخانها وغحيح عقاربها ودوابها ..
ألا فاختاري!!
• حدثني قريب لنا أن امرأة عجوزا طاعنة في السن أصابها ألم في أًًُ ذنها .. – وألم الأذن شديدٌ لا يطاق .. ولما أُتي بالطبيب على رفض منها .. وعدم موافقة .. وأصبحت امام الأمر الواقع .. أخرجت أُذنها وغطت باقي وجهها كاملا .. فلم يظهر إلا الأذن فقط.
• تعجب الطبيب من فعلها واستغرب صنيعها وقال : يا أُمي .. انا طبيب .. اكشفي وجهك ..
• قالت له وهي واثقة من طاعة ربها : انت لا تريد إلا أذني .. أخرجتها لك!!

ما بعـــــــــد العثــــــــــــــــــــــــرة
قال حاتم الأصم : من خلا قلبه من ذكر أربعة أخطار فهو مغتر لا يامن الشقاء:
الأول:
. خطر يوم الميثاق حين قال : (( هؤلاء في الجنة ولا أبالي / وهؤلاء في النار ولا أُبالي)) فلا يعلم في أي الفريقين كان .
الثاني:
حين خلق في ظلمات ثلاث .. فنادى الملك بالشقاوة والسعادة ، ولا يدري أمن الأشقياء هو أم من السعداء.
الثالث:
ذكر هول المطلع .. فلا يدري أيبشر برضا الله ام بسخطه .
الرابع:
يوم يصدر الناس أشتاتا فلا يدري أي الطريقين يُسلك به.

********
أعاذنا الله واياكم من العثرات

الى اللقاء